-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى - الفصل الخامس عشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الخامس عشر من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى. 

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل الخامس عشر

اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى
رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى


تابع أيضا: قصص رومانسية

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل الخامس عشر

مر يومين زار خلالهما هاشم ووالدته بصحبة حسين منزل زناتى وحضر الجلسة رفيع وهيبة الذى أعلن الخطبة فى نفس اليوم ليدرأ عن أخيه وولده ما قد يلم بأيهما .
و في اليوم التالي زار دياب ورفيع منزل حسين الذى رحب بهما رغم رفضه لأى مما يحدث وفى نفس اليوم زارت رنوة وسيلين دينا التى أبدت استعدادها للزواج من دياب ، اعجبت رنوة بها كثيرا فرغم لزومها المنزل لكنها تتابع الحياة العامة ولها رؤية خاصة ورأى فى الأحداث الجارية .
نقلت رنوة موافقتها ل دياب الذى لم يطلب رؤيتها حتى للرؤية الشرعية واكتفى بأنهما يتزوجان لهدف أسمى من الزواج نفسه .هكذا أقنع عقله بأنه على صواب وأن قلبه سيرضخ يوما ما .
كانت الاستعدادات على قدم وساق للتجهيز لخطبة نسمة وعقد قرانها أما محمد فكلما تجاهلته رحمة كلما تجاهلها أيضا .
***
خرج من غرفته ليجد زينة وحمزة الذى ترتسم الكآبة على محياه وأثر البكاء لا يخفى من ملامح زينة ، اقترب وجلس أمامهما لينظر له حمزة وتنكس هى رأسها .
رأى محمد التحدى بعينى ولده ، إنه نفس التحدى الذى يراه بعينى رحمة ، لم يهتم له ونظر لابنته : مالك يا زينة ؟؟
هزت رأسها ولم تنظر نحوه ليزفر بضيق : انا مش عاوزكم تكرهونى ولا تشيلوا منى .. خليكم بعيد عن اللى بينى وبين مامتكم .
رفعت زينة عينيها الدامعة نحوه : خلينا بعيد ازاى يا بابا ؟؟ انت هتجوز على ماما .. هيبقى ليك بيت تانى . وست تانية وحياة تانية ، طيب فكرت فينا !!؟
اومأ محمد : ايوه يا زينة فكرت فيكم . وفكرت انكم بتفكروا فيا وممكن تتقبلونى
قاطعه حمزة : نتقبلك ولا نتقبل مراتك ؟؟
نظر نحوه بهدوء ظاهرى : مش هتفرق كتير يا حمزة ، الست اللى هتبقى مراتى هتبقى كرامتها من كرامتى ، ومقامها من مقامى ، وعمرى ما اسمح لحد يأذيها زى ما طول عمرى بعمل مع رحمة تمام .
انتفض حمزة : مفيش ست زى امى ابدا ولا فى واحدة هتتساوى بيها .
وقف محمد أمامه بهدوء : بالنسبة ليك طبعا مفيش ست زى امك ، بالنسبة ليا الاتنين هيبقوا زى بعض وليهم نفس الحقوق .
عاد يجلس أمام زينة : ماكنتش عاوز انقسم كده وقلبى يتوجع عليكم لكن صدقينى يا بنتى مفيش قدامى حل تانى ، يا اتجوز يا اخسر نفسى .
دار حمزة على عقبيه استعدادا لمهاجمة أبيه ليقاطعه الأخير برفع كفه ونظرة رادعة : محدش فيكم هيفهمنى دلوقتى ، ده شئ طبيعى لكن كل اللى أتمناه انكم تفتكروا انى ابوكم .
نهض نحو ابنته ليقبل رأسها بحنان ثم يتجه نحو غرفته وهو على ثقة أنها لن تعيره انتباها أو تبدى تأثرا بدخوله للغرفة ،نظر لها بمجرد إغلاقه الباب يتفقد تجاهلها له ليبتسم بتهكم ويبدأ تبديل ملابسه .
***
اجتمعت أسرة طايع على المائدة بهدوء معتاد وهو يراقب أطفاله بعين خبيرة ..بسمة التى تتفتح زهرات الحب بوجهها يوما بعد يوم عكس نسمة التى يخيل إليه أنها زادت بعدا عن الجميع حتى امها أما إياد فرغم مخاوفه من إرغامه على الفحص الطبي وما يترتب على هذا الارغام من اثر نفسى سئ إلا أنه يراه الحل الأنسب لتهرب إياد من الفحص مع ما يلاحظه عليه من تغير .
علا رنين هاتفها لتنتفض على غير عادتها : عن اذنكم .
وتهرول نحو غرفتها لتدركه قبل إنقطاع الرنين لتجيب بلهفة : السلام عليكم
أتاها صوته المحبب : عليكم السلام ، اتوحشتك
دارت على عقبيها لتجيبه بدلال وثقة : عارفة هتيجى امته بقا علشان وحشتك ؟؟
تساءل بخبث : تحبى أچى ميته ؟
لتضحك برقة : احب تيجى امبارح .. تقدر بقا !!
ضحك سويلم : بتعچزينى يعنى ؟؟ ماشى لما اشوفك .
جلست لتتنهد بضيق : لا بجد هتيجى امته أنا محتاجة اتكلم معاك ومش هينفع فى التليفون
تساءل بقلق : خبر إيه يا بسمة صوتك ماعاچبنيش !!
طال صمتها ليتساءل: نسمة صوح ؟؟
لم تجب أيضا ليتابع : انا خابر إن الموضوع مش هين عليكى ابدا بس هى اللى اختارت عاد
أجابت بضيق : سويلم انت مش فاهم .
قاطعها بهدوء : لا فاهم .. وفاهم زين كمان .. خيتك يا بسمة شايفانى عفش وبستغل حبك ليا .. ومش هى بس لاه عمتى كمان .. وانى والله العظيم لو جادر أبعد عنيكى كنت بعدت .. انى خابر زين إنك تستاهلى راچل كامل يسعدك ...
قاطعته بحدة : سويلم من فضلك ماتتكلمش عن نفسك كده .. انا حبيتك لأنك راجل مكتمل الرجولة فى نظرى وماليش دعوة بنظر الناس .. وخلى بالك لو انت حاولت تبعد عني مش هسمح لك ، انت حقى وهدافع عنك لآخر نفس ليا .
جاءتها تنهيدته الطويلة ليقول بعد تخلصه منها : لو فى فوج العشج كنت جلت ده انت چوايا ، انت روحى يا بسمتى روحى اللى لو بعدوها عنى اموت حتى لو ماشى على رچليا .
صمتا لحظة يبحثا فيها ثبات القلوب ثم تابع : ماتخافيش على نسمة انا جبل منيكى مش ههملها واصل .
تساءلت بصوت حزين : طيب هتيجى امته ؟
أجاب فورا : اطمن على دياب واچى طوالى جبل كتب الكتاب هكون عنديكى .
لا حيلة لها في هذا البعد وإن رفضته فلن يمكنها أن تنهيه قريبا لكنها لن تتوانى عن تحقيق النجاح لينتهى بعد حصولها عليه هذا البعد وهذا الألم .
كما أنها تعلم مكانة دياب له وأيضا تشعر بالأسى لأجله فهو سيتزوج من فتاة لا يعرف عنها سوى إسمها .
****
وصل منصور لباب منزله بعد غيابه الأيام الماضية ، كانت البوابة مغلقة ليطلق نفير سيارته عدة مرات متتابعة ، نظر له الحارس دون أن يحرك ساكناً ليترجل عن سيارته بغضب متوجها نحو البوابة ، رفسها بقدمه صارخا : انت يا واد المركوب ماواعيش لوجفتى .
وقف الحارس ينظر له ببرود : ماتأخذنيش يا منصور بيه دى أوامر هاشم بيه
قطب جبينه بعدم فهم : أوامر هاشم بيه كيه يعنى !! هاشم امرك ماتدخلنيش ؟؟
أجاب الحارس بثقة : أيوة يا سعادة البيه .
احتقن وجه منصور غضبا وتساءل : وهو فين سيادة البيه ؟
أجابه الحارس : حدا سعادة البيه زيدان بيه هو وست هانم الكبيرة والست الصغيرة .
استشاط منصور : والصغيرة كمان !! والله عال بجى ماليش عازة إياك .
عاد لسيارته دون أن ينتظر إجابته لينطلق فورا إلى منزل عمه وهو ينتوى صب جام غضبه على الجميع
****
جلست همت أمام دينا تصفف خصلات شعرها الفاحم الحريرى بإستكانة لتبتسم سليمة بحنان : عمر طويل ماوعيتش همت هادية ومرتاحة كيه اليومين اللى جعدناهم اهنه .
اتسعت ابتسامة دينا : ربنا يريح جلبها يا عمة ، لازمن تبجا مرتاحة .الخوف واعر يا عمة .
قاطع حديثهما دخول زيدان وولده ليهلل زيدان بضعف : عشت وشوفتك متهنية فى دارى يا بت الغالية .
نظر له الجميع ولم تفهم همت أنها المقصودة بالحديث لكنها ابتسمت له وعبرت ببعض الكلمات: زيدااان انت حل. حلو ؟؟
ضحك زيدان : انى حلو جوى
جثى حسين أمامها مداعبا إحدى ضفيرتيها : وهمت الحلوة ماعوزاش حاچة أچيبهالها ؟
دست كفها فى جيب عباءتها لتخرج قطعة من الحلوى : هاااشم  و و زيدااان چيبو .
طرقت إحدى الفتيات الباب واندفعت للداخل : سيدى زيدان .. سيدى منصور تحت وماسك فى سى هاشم .
ارتعدت همت لتسقط قطع الحلوى من كفها وشحب وجهها فورا وتمسكت بجلباب حسين الذى فزع لشدة فزعها ليحيطها بذراعه : ماتخافيش يا حبيبتي بترچفى ليه ؟
تأتأت همت بفزع : م ..م ..صوور ...ممم
وزادت رجفتها لتضمها دينا ايضا وهى تنظر لعمتها التى هرولت نحوها : منه لله راعب البت ومربى لها الخفيف . ماتخافيش يا جلب امك ماتخافيش
نزع حسين كفيها المتعلقين بصدره برفق وقد استعرت دمائه غضبا من ابن عمه وما اوصل إليه هذه الفتاة البريئة .أخذ بيد والده ليغادرا الغرفة وهو لا يدرى على اى جرم يعاقبه اولا !!
******
أرغم حسين على مجاراة خطوات أبيه الواهنة والذى لم يبرأ بعد من إصابته ، وصله صوت هاشم ويزيد وصوت منصور الغاضب الذى يصيح : انت هتحاسبنى يا واد سليمة اتچوز ولا لاه أنى حر .
احتد صوت هاشم : انت حر بعيد عنينا ، وأما انت شايف روحك ماغلطانش بتدارى ليه ؟؟ خبيت ولادك عنا ليه ؟ ولا الدم اللى بيچرى فى عروجهم مش دمنا !!
قاطعه منصور : اخرس جطع لسانك .. انت بتخوض فى عرضى ؟
دفعه يزيد بصدره دفعة بسيطة تعيده للخلف : اهدأ يا عم منصور هاشم مايجصدش .
دفع منصور يزيد عنه بقوة : مايجصدش !! يمنعنى ادخل دارى وتجولى مايجصدش ؟
هنا صرخ حسين من أعلى الدرج : تجصد دار خيتى يا منصور مش دارك ..
نظر له ثلاثتهم بينما يلهث زيدان بضعف ، احاطه حسين بذراعيه يشد من أزره ليهبطا الدرج ويقول زيدان : من يوم ما رچعت بعد ما ضيعت ورث بوك وانى جلبى مش مطمن لك .. وأما اخدت بتى جلت واد عمها وهيصونها ، ذلتها وهنتها وهى سكتت واتجبلت خوف من الفضايح والچرس زى ما زرعت في رأسها .لكن بعد ما شوفت فزعة بتك دلوك ماهيحوشنى عنيك حتى دم ابو العز اللى بيچرى فى عروجك .
ابتسم منصور بتهكم : بتى !! جصدك المخبلة اللى بتك رازتنى بيها ؟ ماعاوزهاش خليهالك هى وامها .
وصل حسين لأسفل الدرج ليرفع ذراعيه عن أبيه وينطلق نحو منصور بغضب فيمسك مقدمة ملابسه : انت متفرعن على ايه ؟ فاكر روحك مييين ؟؟
حاول منصور نفض يديه عنه لكنه لم يتمكن من ذلك ليصيح : انى منصور ابو العز وانت خابر زين مين منصور ابو العز .
دفعه حسين للخلف : خابر طبعا .. سو عيلة ابو العز . تعرف يا منصور لولا باجى على ولدك ده كنت كريت عليك وارتحت من مصايبك .
اقترب هاشم من أبيه : انت لك يد فى اللى حوصل لچدى ؟؟ العيار ده كان جاصدك انت ؟؟
هندم منصور عمته بكبر : عدوينى كتير .. ماعارفش .
تخلى يزيد عن هدوئه : وحملتنا همك وخفيت .. وولدك شال شيلتك وهيتچوز بدل لإچل ندارى على الخبل اللى خربطت بيه وكنت هتولع الدنيا وتجوم الخلج يجتلوا فى بعض .
عقد هاشم ساعديه : كان عند السنيورة أم الرچالة . خليها تنفعك .
انتفخت اوداج منصور رغم السخرية الواضحة من ولده ليقول بكبر واضح : طبعا أم الرچالة .. وهتچيب التالت مش كيه امك .
وصل زيدان ليتوسط دائرة الغضب المشتعل ، نظرة من عينيه اسكتت هاشم الذى هم بالرد واوقفت حسين الذى كاد يتطاول باليد ، إلتف لينظر لابن أخيه : دلوك كل الورج مكشوف . چاى عاوز ايه يا منصور ؟
رفع منصور إحدى حاجبيه بغرور : مارايدش حاچة منيكم . انا ليا ارضى ومالى ...
قاطعه حسين : اللى عملتهم من ارض ومال خيتى .. من ارضنا ومالنا . دلوك بجوا أرضك ومالك ؟؟
لم يهتز منصور رغم غليانه الداخلى بل نظر ل حسين بغل : عملتهم من تعبى وكدى لا مالك ولا مال خيتك .
نظر لابنه بتحدى : وانت مادام بجيت بيه وبتأمر وتنهى ...
ونظر لعمه : ومادام اخدتوا بتكم وخرچت من الدار بطوعها يبجى خليها عنديكم .
صمت صاعق نزل على الرؤوس فربط الألسنة ليتابع وهو ينظر لعينى عمه مباشرة : بتك طالج يا عمى وورجتها هشيعها على المركز .
انقطعت انفاس زيدان بينما دار على عقبيه بهدوء وغادر بخيلاء ، نظر حسين فى أثره ؛ كان يعلم خسته لكن ما ظن أن يصل به الحقد أن يطلق شقيقته فقط اذلالا للعائلة ، إذلالا له ولأبيه .
ظلت عينيه معلقه بخياله الراحل حتى أفاق على صرخة ولده : چدى !!!
****
وصلت نسمة للجامعة حيث تقدمت للحصول على الماچستير ، إنها منذ تحدد عقد قرانها تتوجه يوميا تقريبا للجامعة رغم ضيق الوقت الذي يلح بسول للحفاظ عليه للتدريب وتلح امها للحفاظ عليه للاستعداد .
تأففت حين علا رنين الهاتف كأنها تعلم من المتصل وتضجر من اتصاله ، رفعت الهاتف بأليه لتقول : السلام عليكم . نعم يا بسول
أتاها صوته الهادئ : ازيك يا حبيبتي وحشتينى
زفرت بضيق : بسول قلت لك الف مرة ...
ضحك مقاطعا : الكلام ده مايصحش واحنا مخطوبين .. خلاص بقا يا بيبى ماتبقيش حنبلية كده .
عادت تزفر بضيق ليضحك مجددا : هههههه خلاص مش هتكلم ، بس هشوفك اكيد النهاردة فى التدريب ؟
أجابت بثقة : طبعا أنا من امته اتأخرت على تدريب ؟؟
أنهى المحادثة بهدوء : خلاص يا روحى اشوفك بعد الضهر . سلام يا قلبى .
وانقطع الاتصال دون أن تملك وقتا لردعه عن هذا الترهات التى يتفوه بها مرارا وتصيبها بضيق شديد بل تضغط على أعصابها بقوة وتفقدها بعض التركيز .
أعادت الهاتف لمكانه بالحقيبة وتقدمت للداخل تبحث في الواقع عما تزيد به وقتها انشغالا .
****
تحركت هيا بإرهاق فقد بدأ الغثيان الصباحي يشتد مما أثر بشكل كبير على مزاجها وحالتها العامة ، دخلت للغرفة بوهن لتجد مازن يستعد للمغادرة ، نظر لها شزرا بينما تجلس بطرف الفراش ودون وعى منه تعلقت عينيه بها ، إنها فاتنة حتى بهذا الإرهاق البادى عليها ، تلك اللعينة ..فتنتها تلك هى ما تبقيها هنا حتى الأن هو لا ينكر إحساسه الداخلى بالراحة والذى يتجدد كلما حصل عليها ، حقا ما أصبح يحصل عليها إلا قسرا لكنه لا ينكر متعته فى الحصول عليها مجددا .
رفعت عينيها تنظر نحوه بإشمئزاز واضح ليبتسم بتهكم : إيه يا سنيورة ؟ هتعملى زى الافلام وتقولى قرفانه ؟؟
اشاحت وجهها عنه وتمتمت بحزن : مش محتاجة اقول اكيد واضح .
اقترب منها بخطوات ثابتة : مايفرقش معايا .. انت كلك على بعضك ما تفرقيش معايا .. إحنا دلوقتى بنلعب على المكشوف .
نظرت له بحقد : قصدك ايه ؟؟
اقترب بجزعه العلوى منها لتغمض عينيها وتكتم أنفاسها : يعنى انت دبستينى فى جوازة غصب عني يبقى تبسطينى غصب عنك ولحد ما أنا أقول كفاية
فتحت عينيها تنظر إليه بصدمة : مابقاش فى قرف احس بيه ناحيتك اكتر من اللى انا حاسة بيه .. انا مش عارفة ازاى اتغشيت فيك بالشكل ده ؟؟
اعتدل واقفا : علشان عاوزة تتغشى .. ماتستعبطيش انت اخدت اللى انت عاوزاه وانا باخد اللى انا عاوزه
اتجه نحو الباب لينظر لها : سلام يا قطة وأما ارجع من الجامعة و المحل تعملى حسابك على سهرة حلوة .
صفق الباب لترتمى فوق الفراش متحجرة الأعين ، ظلت لدقائق تحدق فى الفراغ قبل أن تعتدل بضعف ، أمسكت هاتفها وطلبت رقم أبيها الذى أجاب فورا لتقول : بابا كفاية كده تعالى خدنى ارجوووك .
***
وصل محمد لمتجره منذ قليل ، أمسك هاتفه وطلب رقمها ، توقع ألا تجيب لتخلف ظنه وتجيب فورا كأنها كانت بإنتظاره ، ابتسم رغما عنه : صباح الخير يا وفية
أتاه صوتها الذى ترن نغمات السعادة بين نبراته : صباح الفل
رفرفت ضحكات نابعة من قلبه وكأنه عاد بالزمن سنوات للماضى ليقول : لازم صباحى يبقى فل لانه ابتدأ بيكى ، قولى لى بقا جاهزة النهاردة ننزل تشوفى الفستان ؟
اجابته بحماس : جاهزة جدا .
ضحك لحماسها الواضح : خلاص يا ستى .اصلى الضهر واعدى عليكى عرفى عمى علشان يعمل حسابه .
أجابته بنفس الحماس : هنستناك من دلوقتى .
تنهد براحة : اجيب لك إيه معايا ؟؟
أجابته بصدق : مفيش حاجة اهم منك ممكن تجيبهالى .
ضرب مكتبه بحماس : اقول إيه انا دلوقتي ؟
انخفضت نبرة صوتها : ماتقولش حاجة بس ماتتأخرش عليا .
أغمض عينيه وأعاد رأسه للخلف وقد تخللت مشاعرها البريئة لتسكن قلبه فيقول براحة : مش هتأخر يا وفية مش هتأخر .
وأنهى المحادثة فورا قبل أن يتمادى وقد شعر أنه ازداد تجاوزا خلال هذه المحادثة .تنهد براحة لم تزعجه فعليا هو لم يعد واثقا من نيته حيال تلك الزيجة .
****
غادرت هيا غرفتها لتقابلها مروة التى صدمت من حقيبتها التى تجرها خلفها وظهرت صدمتها فورا لتتساءل : الله !! انت رايحة فين يا هيا ؟؟
لم تتمكن هيا من إخفاء ملامح الإعياء عن وجهها والتى تضاعف أثرها تبعا لحالة الندم التى تمزقها فقالت بصوت يغلب عليه الأسى : رايحة عند بابا يا مروة هو زمانه جاى .
اقتربت منها فورا : انت شكلك تعبان ؟؟
دققت النظر لملامحها : وزعلان كمان !!
نظرت لها هيا ولم تجب فإن كانت نادمة فهى تستحق الندم وإن كانت متألمة فهذا الألم ثمرة ما زرعته وعليها تحمل مرارة تلك الثمرة .
خطت بهدوء نحو الردهة لتهرول مروة إلى غرفة والدها وسرعان ما ظهر محمود والفزع يعتلى ملامحه : فى إيه يا بنتى ؟؟ انت رايحة فين ؟؟
نظرت له بإحترام ونزعت نظارتها السوداء لتقول : بعد اذنك يا عمى انا راجعة بيت بابا .
نظر محمود لها ولابنته : مروة ادخلى اوضتك يا حبيبتي .
لم تناقشه الصغيرة فهى تثق أن أبيها قادر على حل اى خلاف ، اتجهت للغرفة فى الوقت الذى ظهرت فيه حياة : فى إيه يا هيا ؟ إيه الشنطة دى ؟
نظرت هيا لها وترقرقت عينيها : انا عارفة انى استحق كل اللى بيجرى لى . بس انا مش قادرة استحمل اكتر من كده
شعرت حياة بالأسى لأجلها ، اقتربت منها تضمها بحنان ، فهى رأت بعينيها ما تلاقيه هذه المسكينة من رعونة ابنها وتجاوزه حدود الله .
زفر محمود بضيق زاده إحساسه الداخلى بالتقصير من قسوة قبضته ، لقد وعد والدها بحمايتها لكن ابنه ضرب بوعده ذا عرض الحائط واسرف فى اذلالها وقلما تمكن من ردعه ، اقترب منها بحزن : طيب علشان خاطرى سيبينى انا اتصرف .
نبرة الرجاء بصوته زعزعت عزيمتها فهى لم تر منه إلا الخير ، نكست رأسها بخزى : بابا زمانه جاى .. اللى حضرتك وبابا تتفقوا عليه انا هنفذه من غير مناقشة ، لو سمعت كلام بابا قبل كده ماكنتش وصلت للى  انا فيه .
ربت محمود فوق رأسها بحنان بينما نظرت له حياة بحزن فما لاقت هذه الفتاة تخطى ذنبها بمراحل .
لحظات وطرق الباب ليتجه له محمود مشيرا لزوجته التى أسرعت للداخل وهى تقبل جبين هيا : ثوانى وراجعة .
دخل عاصم من الباب وقد استقبله محمود بمودة ، تقدم ليجد ابنته وبجوارها حقيبة ملابسها معدة للمغادرة ، نظر لها بحزن : جاهزة !!
اومأت بصمت ليقول محمود : عاصم ممكن نتكلم شوية مع بعض ؟
أشار له ليتقدم وتتبعه هيا محاطة بذراع محمود ، جلس الجميع بالتزامن مع خروج حياة ليقف عاصم احتراما لها .جلس الجميع ليتنهد محمود بحزن : انا ماانكرش إن ابنى تجاوز كل الحدود
نكس رأسه : انا معترف انى ماعرفتش اربيه
نكس عاصم أيضا رأسه كأنه يعترف نفس الاعتراف لتقول حياة : مالوش لازمة الكلام ده يا محمود . عاوزين نشوف حل .
أومأ بصمت وتابع : ماينفعش الولاد يسيبوا بعض دلوقتى وفي نفس الوقت ماينفعش نسيب هيا ليه يبهدلها كده ونقف نتفرج .
تابعه الجميع ليصمت لحظات ثم يتابع : انا عندى شقة صغيرة جاهزة للسكن ، هيا تروح تقعد فيها واحنا نشوف طلباتها ...
قاطعته هيا  بفزع : والجامعة ؟؟
أومأ محمود : انا هتصرف ، مش هتحضرى وانا هجيبلك المحاضرات .. انت تعبانة اصلا ومحتاجة الراحة . وايام الامتحانات انا هوديكى واجيبك ووعد منى مش هيشوفك ولا يعرف إنك بتروحى .
نظر عاصم لابنته بحزن : انا شايف إنه حل مناسب على الأقل لحد ما تولدى .
تحرك كفها بتلقائية محيطا خصرها وهى تتمتم : انا موافقة على كل اللى تتفقوا عليه .. أنا متأكدة إنه صح .
تنفس محمود بعمق ونظر لزوجته بجدية : اهم حاجة مايعرفش طريقها نهائى .
طمأنته حياة : انا اعرف واحدة ممتازة هتراعيها وانا هتابعها بالتليفون والزيارات هتكون بحساب .
أغمض عاصم عينيه فهو مضطر الأن لإخفاء ابنته نتيجة تهورها ووثوقها بهذا الأرعن .
****
وصلت نسمة إلى موقع التدريب لتجد بسول ممتطيا فرسه ليبتسم لها : اتأخرتى ؟؟
اتجهت نحو فرسها لتقفز فوقه برشاقة وتنظر له بتحدى : انا حرة .
اتسعت ابتسامته على عكس توقعها : طبعا يا بيبى .
رمقته بحدة : بسول قولنا إيه ؟
اقترب بفرسه منها : قولنا انك ليا وكلها يومين وتبقى ملكى
اعترضت بحدة أشد : انا مش ملكية وعمرى ما هبقى ملكية لا ليك ولا لغيرك .
رفع حاجبيه بدهشة : انا بهزر حبيبتي .
نظرت له بحدة وانطلقت بفرسها لتتبدل نظراته ويلحق بها .
****
دخل رفيع إلى منزله مناديا زوجته : رنوة .. رنوة انت فين ؟
خرجت من المطبخ على صياحه : انا اهو يا رفيع فى إيه ؟
ألقى بدنه فوق أحد المقاعد بضعف : اعملى حسابك النهاردة انت وسيلى تروحوا بشبكة دياب .. إحنا اتفجنا نعجد لهم اخر الشهر ومن النهاردة الشغالين فى بيت دياب .خلى حد يچهزله جاعة سته شريفة هيجعد فيها لحد فرحه .
جلست رنوة بالقرب منه : ليه بس الاستعجال يا رفيع ؟ ده لسه ماشفش العروسة حتى !!
تنهد رفيع : لو رايد يشوفها كان طلب يا رنوة .
إنحنى بجزعه العلوى لتستقر رأسه بين كفيه : انى حاسس انه مغصوب اكتر من بت عمه .
نظرت له رنوة وآثرت الصمت فهى على ثقة أن رفيع يتحامل على نفسه لإتمام هذا الزواج أو هذا الإتفاق ، الأمر متشابه بين الجميع ، الجميع يتحامل على نفسه ولا تفهم من له مصلحة حقيقية في إتمام هذه الزيجة المحفوفة بالألم .
***
استقرت هيا بالفراش بعد تناول وجبة خفيفة من الفاكهة فقط ، لقد اوصلها محمود وأبيها الذى غادر وعاد وامها يحملان كل ما تحتاج .
لكم تشعر بالراحة فى هذا المنزل رغم صغر مساحتها إلا أنه بمأمن عن تطاول مازن .
لن تستيقظ مجددا على لمساته التى تزيد شعورها بالغثيان ، لا مزيد من الإهانة ، لا مزيد من التنازلات .
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الخامس عشر من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة