-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى - الفصل السابع والعشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السابع والعشرون من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى. 

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل السابع والعشرون

اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى
رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى


تابع أيضا: قصص رومانسية

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل السابع والعشرون

ما إن سمعت همت اسم منصور حتى تكورت على نفسها وبدأت بالصراخ ، فزعت علية لصراخها المفاجئ والذى كان سببا كافيا لاقتحام زيدان الغرفة : خبر إيه ؟؟
ولأول مرة يدفع هاشم شقيقته إلى زيدان صارخا : خدها من إهنه
ولم تكن همت بحاجة لدفعة هاشم التى ألصقتها بصدر زيدان الذى لا يفهم ما يجرى .
وصلت دينا أيضا ، أشار لها دياب برأسه نحو الخارج لتسحب زيدان : اخرچ يا زيدان ماواعيش لفزعتها .
احاطها زيدان بذراعه لتزيد تعلقا به ليتقهقر بها للخارج دون أن يعلم ما الذى اوصلها لهذا الفزع .

أغلقت دينا الباب لينتفض هاشم مهاجما علية : انت ليكى عين تاچى إهنه ولا هو اللى مشيعك .
ارتعبت فعليا من هيئته لينهره حسين : هاشم !!!
نظر له ليتابع : من ميته بنجابل اللى يستچير بينا إكده .
تحدث الجد بوهن لكن بلهجة جافة: اجعدى
تعلقت عينيها ب هاشم بفزع لتقول : والله العظيم ما شيعنى . لو عرف أنى چيت النچع هيچيب خبرى .
سألها يزيد بهدوء ظاهرى : وبدك إيه من چيتك ؟

بدلت نظرها بينه وبين هاشم ليدور كفيها بتلقائية حول بطنها المنتفخ : أنا عايزة الأمان . منصور ماناويش على خير وماريداش انتجامكم منيه يطول ولادى .. هم مالهمش ذنب إنه بوهم .

أصابت كلماتها موضعا حساسا داخل دياب ..لقد عانى لسنوات سيرة أبيه التى لاحقته ولا يتمنى لأحد هذه الحياة مطلقا .
اقترب ووقف أمامها بوجه متجهم لتزداد رعبا وتتحدث فورا : هجولكم هو ناوى على ايه وانتم تدونى امان عيالى وحياتهم .
تساءل دياب بجدية : ناوى على ايه ؟؟
وتابع يزيد : هو فين وكيف مايعرفش إنك اهنه ؟

يمكنها البداية من هنا لإثبات حسن نيتها ، كانت بمأمن فى حياة سليمة أما بموتها الذى أنمى اطماعه سيفتح بابا من غضب تعلم جيدا أنها ليست ندا له وسيطال صغارها بلا شك .
لذا لم تفكر كثيرا ، منصور لا يعنيها فى شئ كانت تخطط للتخلص منه بكل الأحوال لكن عليها أن تتخلص منه دون إيذاء أو خسارة ، لذا كان اللجوء لعمه خيارا حتميا لم تتردد في اتخاذه .

نظرت نحو يزيد : راح چنينته ولما بيروح بيبيت
ثم نظرت نحو دياب : هيستنى لما تعملوا إعلان وراثة وياخد نصيبه من الورث ولما يضمنه فى يده هيرفع جضية حچر على بته وياخد نصيبها كمان
ابتسم دياب بتهكم : ما إحنا عارفين ماجولتيش حاچة چديدة
توترت علية فهذا الهمجى الهيئة على وشك لفظها خارجا فأسرعت تقول : بس ما تعرفش إنه هياخدها ويچيبها المركز وهو متأكد إن البنية بتترعب منيه جال شهر بالكتير ويخلص منيها بعد ما يبصمها على حجها
تحدث زيدان بضعف وألم : جومى روحى دارك وليكى وأولادك الأمان .
وقف هاشم بمحاذاة دياب لتتوقف ايماءاتها وتتحول لفزع واضح : إذا بدك اتكفل بولادك كمان تعليم ونفجة !
نظر له الجميع بدهشة ليتابع : بس تخلعيه .
اتسعت الأعين بينما قالت بلا تردد : موافجة .
تسربت الدهشة لملامحه أيضا بينما تابعت بتهكم : ماتستغربش انا كنت بيعة وشاروة وصابت وياه .

تفهم هاشم حديثها فورا فما الذى يدعو فتاة مثلها بالزواج من شخص مثل أبيه ؟
وإن فعلت طمعا فما الذى يدعوها اليوم للتنصل من أفعاله ؟
هى كارهة له وهذا ليس بغريب.

اسرع دياب مقتنصا الفرصة : اعملى توكيل وانا هتصرف .
شرح لها كيفية توكيله كمحام لها لتتقبل عرضه فورا بينما زاد يزيد أن ينتظر الجميع إشارته للتنفيذ فلابد أن يكون هو من يبدأ .
لم ترفض علية بل قبلت بكل ما عرض عليها لتغادر وقد وضعت حجر الأساس لقبر سيلتقم منصور وأفعاله .

نظر زيدان لهم بعد أن غادرت ليشعر ببعض السكينة فقائما العائلة مستقبلا هما يزيد ودياب ، يمكنه أن يرحل راضيا مطمئنا .

بينما شعر حسين بالقلق حيال هاشم وما قد يصل به انتقامه ، لقد قطع عهدا على نفسه برعاية هاشم وهمت لتسكن روح أخته بسلام ، اقترب منه بهدوء : ماتخليش الغضب يسود جلبك يا هاشم .
نظر له هاشم : غضب !! دى نار جايدة يا خال مايطفهاش غير حج امى .
تنهد حسين : ماكانلوش عازة شرطك .. خواتك فى كل الاحوال ملزمين منينا .
ابتسم هاشم بسواد : هى بيعاه من الأساس ماكانتش مستنية شرطى . وكيف يعنى امى يضمها حضن الجبر وهو يتنعم فى حضن مرته ؟؟ لاه يا خال ماهيكونش واصل .

******

منذ وصلت بسمة وهى تلزم غرفتها ، قابلتها أمها بترحاب شديد ، إنها المرة الأولى التي تغادر أمها فيها بينما لم تكن شقيقتها فى المنزل .
نظرت للهاتف الذى يعلن عن اتصاله مجدددا  ، ليس الهرب منه حلا بل القرب منه افضل ، التفاهم وتوضيح وجهة نظرها هى لا تنكر عليه حقه فيها لكن حقه هذا يستوجب إعلان البناء الذى لم يعلن بعد كما أنها ترفض أن تعامل بعنف ، هى تعشقه وهو كذلك فلما يرغم أحدهما الآخر !!
لابد أن يعترف أنهما طرفين فى نفس الاتجاه .
رفعت الهاتف تجيب بثقة ليأتيها صوت لهفته التى لا تخفى الحدة منها لكنها رغم ذلك تتوق إليها : بسمة انت زينة ؟؟
اتجهت نحو فراشها وجلست بهدوء : لا يا سويلم .
لساتك زعلانة ؟؟ بتفرى منى مش إكده ؟
تساءل لتنفى : مش زعل يا سويلم انا خايفة منك وده غلط . المفروض مااخافش منك ابدا .. لما اخاف منك هأمن لمين ؟
تنهد بحزن : والله كنت جايد نار .. كنت موچوع وماخابرش اسوى كيه وابعدك من العيون فين ! مالجيتش غير صدرى ادسك فيه ، جسيت عليكى من فزعى ماكانش جصدى اغصبك ولا أچبرك على حاچة انت ماريدهاش .
خبت نبرة صوته : كنت فاكرك ريدانى كيه ما أنا رايدك كل لحظة وكل دجيجة .

هى لا تحتاج منه برهان لحبه لها ورغبته فيها لكن يجب أن يقود هو تلك الرغبة وألا تقوده ، مسدت جبينها بإرهاق لتقول : سويلم انا ماعنديش اى شك في حبك لكن ماينفعش تعاملنى بعنف ولا ينفع تكون ذكرياتنا بالشكل ده . إحنا مكتوب كتابنا صحيح لكن لسه في حكم المخطوبين وانا قولت لك من زمان لما تبقى من حقنا هتبقى احلى وعلشان تبقى من حقنا لازم نرضى إحنا الاتنين ولازم الناس تعرف الحق مابيتسرقش يا سويلم ..الحق بيعترف بيه من الدنيا كلها وانت حقى وانا حقك يبقى ليه نسرق ؟؟

أختنق صوتها : يعنى انت ارتحت بعد اللى عملته ؟؟ جاوبنى النار اللى بتقول عليها انطفت ؟؟ الوجع اللى بتكلم عنه هدى ؟

قاطعها برجاء : ماتبكيش الله يرضى عنيكى .. لا يا بسمة ماارتحتش ولا هرتاح غير لما ترضى وتسامحينى . بزيادة على وچعى وانت بتفرى منى .. بزيادة على وچعى وانت باكية بسببى .. بزيارة على وچعى بزيادة .

ألقت بدنها المجهد فوق الفراش : انا زعلت علشان بحبك ومتوقعة منك اكتر من كده بكتير .. مستنية منك رعاية . دفا . حنان . متوقعة منك كتير اوى يا سويلم لأنى شيفاك بقلبى اللى بيعشقك ..خلاص يا سويلم مش زعلانة سبنى انام دلوقتى .

لاه زعلانة .
نفى ليصمت لحظة ثم يتابع  : وانا مابجولش انك هترضى بكلمة بس بردك مارايدش جلبك يتعكر .. وانا مش هستعچل .. هانت كلها كام شهر.

حسنا إنها فزعة بالفعل وعليها أن تفهم ، عليها أن ترغمه ليفهم لكن تخونها الكلمات ، بقدر حبها له بقدر ما تخجل من مناقشته وبقدر ما تعجز عن صياغة كلمات .

طال الصمت الذى لم يسأم منه لتهمس بإسمه بإنهزام : سويلم .
ولم يكن حاله بأفضل منها حالا ليجيب بقلب منهك  : يا عمر سويلم كلاته .

خفقات قلبها تصدر طنينا مزعجا قاومته لتقول : عاوزة أسألك على حاجة !

اسألى
لم يتردد لحظة هو أيضا بحاجة لنزع كل مخاوفها حال طرحها إياها .
عادت للصمت قبل أن تتساءل : انت ..مش عنيف كده صح ؟؟

عنيف !!

ردد بعدم فهم قبل أن يغمض عينيه غضبا من نفسه ، أهذا ما أشعرها به في أول تقارب بينهما !!
لم يترك الصمت يجيب عنه واسرع يقول : لا يا حبيبتي ماتخافيش .. صدجينى ماهيتكررش تانى ابدا .

اخيرا تمكنت من إلتقاط أنفاسها ، هى لحظة تهور إذا يمكن تلافيها مستقبلا . كانت تعلم أنه بعيد كل البعد عن العنف . سخرت من سذاجتها ، لحظة واحدة من الفزع نحت تفكيرها المنطقى . يالها من طفلة ساذجة !!

شردت لحظات بأفكارها عن سذاجتها المفرطة لتسمع صوته ينشد للمرة الأولى بحياتها
اى حب صار نورا
صار شمس لا تغيب
زوجتى يا شمس عمرى
لا يواريها غروب
انت يا معنى وجودى
فى دمى الشوق يذوب
زوجتى لا تسألينى
ها هو قلبى يجيب
انت عنوانى وبيتى
وانا هذا الغريب

لولا عذوبة الكلمات لانهت المحادثة فورا ، صوته الخشن لا يصلح الانشاد بأى شكل .

سمع ضحكتها المكتومة ليتوقف متسائلا : بتضحكى على ايه ؟
جاء صوتها مرحا . وهذا كل ما تمنى الحصول عليه لتقول : سويلم اوعى تغنى قدام حد . ده سر بنا وانا مش هبلغ عنك حقوق الإنسان .
أبدى غضبا مزيفا : مش هتبلغى !! انا غلطان انى بفرحك .
وقبل أن يتابع غضبه المزعوم شدى صوتها
اود لو ادخرتك في جفونى
شعاعا تستضئ به عيونى
شربت براحتيك الحب عذبا
نفى الورد سلسال المعين
اغار عليك من نفسى وحبى
ومنك ومن هواك ومن فتونى .

ترنمت بدلال لم يسمعه بصوتها مطلقا ، لكن الراحة التى شعرت بها بعد التحدث إليه دعت قلبها للتراقص مع الكلمات فجاء الدلال فارضا نفسه على كيانها .

******

لم يتخيل أن تستقبله بهذا الشوق وهذه اللهفة ، لقد تغيبت عن العمل لانتظاره واعدت ما يحب من طعام ، لم تمهله لالتقاط أنفاسه فإلتقطتها عوضا عنه فما كان منه إلا استسلاما تاما بكل كيانه الذى يهلكه الشوق لتلك التي غابت طويلا .

سكنت ليليان بكل مخاوفها بين أضلعه ليتجاوز هو مجددا دون عتاب ، سيزيد العتاب من بعدهما الذى لم يعد واثقا من تحمله بعد فيض شوقها الذى غمره .

هدأت أنفاسه ليعود لقلبه التوجس ويتساءل  : مالك يا لى لى ؟

كان همسه ذا كل ما تتمنى أن تسمع ، قلقه عليها ، شعوره بأوجاعها لم ولن يتغير مطلقا . إنها تخسر حياتها معه .
لا لن تفعل ، أساءت فى الماضى ؟ بلى فعلت لكنه كان كما عهدته متسامحا حنونا .
لتكن له كما تمنى ، لتكن له كما كانت في بدايتهما ، يمكنهما دائما تدارك الأمر .
لن تعيد أخطاء الماضي ولن تنظر إليها فتخسر المزيد من الوقت فى ندم لا طائل منه .
ستحيا فقط لهذا الحب .

عاد همسه : لى لى ؟؟
همهمت دون حديث وهى تلتصق به رافضة السماح لانفاسها أن تكون بينهما .
صمت طايع تلذذا بتلك اللحظات الغالية والتى تذيبه عذوبتها دائما .يمكنه لاحقا اكتشاف ما ألم بها .

******

يجلس بسول خلف المكتب بمنزل أسرته وتجلس نسمة فوق ساقيه ورأسها مستكين فوق صدره ، وجهها منذ وصلت يحمل معالم الأسى وفشل تماما فى دفعها للتحدث عما يحزنها .

تتخلل أنامله خصلات شعرها الطليقة لتمسد رأسها بحنان : طيب بلاش تقولى زعلانة ليه قولى اعمل ايه يبسطك ويغير مودك
تسلقه جذعها العلوى حتى وصل رأسها لكتفه لتهمس : خلينى كده ..انا كده مرتاحة .
جاهدت لإخفاء سعادتها لتجاوب بدنه لمجرد كلمات لا تعنى معانيها ، دار ذراعيه حولها مع تخطى دفئه حدود الدفء الطبيعى ليتنهد براحة : خليكى يا بيبى .. خليكى طول العمر .

دق هاتفه ليتأفف ويرفعه ناظرا لشاشته ليقول بدهشة : ده صاحب القناة اللى بتشتغلى فيها .
انتفضت فورا : ماتردش عليه .
نظر لها بحدة : عندك مشكلة في الشغل ؟ علشان كده انت زعلانة بالشكل ده ؟

رأت الغضب يحتل ملامحه لتنكس رأسها وتدفنه بصدره فقد أصبحت عاجزة عن وأد سعادتها بسير الأمر كما خططت له .

لقد طلبت من صاحب القناة استبدال البرنامج الاسبوعي بأخر يومى بل وتغيير موضوعه تماما من الرياضة لبرنامج نسائى للمشكلات الاجتماعية . رفض صاحب القناة طلبها فهى حديثة العهد بدرجة لا تؤهلها لتقديم مثل هذه البرامج ، فما كان منها إلا أن اعتذرت عن تسجيل إحدى الفقرات الرياضية لبرنامجها وتعمدت اخبار فريق العمل بتوجهها لمنزل بسول لشعورها بالاكتئاب .

سرعان ما وصل الخبر كما تريد تماما لصاحب القناة ليقرر تغيير قراره ، فهو يجازف بتقديم برنامج فاشل ولا يجازف بمعاداة بسول ووالده والذى يمكنه إنهاء أمره فى دقائق .

كانت المحادثة مقتضبة باردة لكن انتهت كما يريد كل الأطراف ، عاد ذراعه محيطا بها : ليه يا حبيبتي مش قولتى لى إن الموضوع بسيط كده ؟
عاد الاسى محتلا ملامحها : بسيط !! هو مستقبلى عندك موضوع بسيط يا بسول ؟
دفعته رغبة في التحرر : انا غلطانة انى جيتلك لما لاقيت نفسى تعبانة .. فكرتك هتحس بيا وتقدر وجعى .
ثبتتها ذراعيه بحدة جفلت لها لتبدأ فى البكاء على الفور ، زفر بضيق : بيبى انت فهمتينى غلط .. مستقبلك عندى اهم من مستقبلى انا شخصيا .. لكن لو مستقبلك متوقف على برنامج تقدميه يبقى لازم تقدميه لو مش فى القناة دى هيبقى فى قناة اكبر منها بس علشان اقدر اساعدك لازم تصارحينى بالحقايق .
نظرت نحوه بحزن : مش عاوزة اكبر وانجح بسلطتك يا بسول .. عاوزة انجح علشان انا موهوبة واستحق النجاح .
لانت قبضته وقربها منه بحنو ليهمس : عارف يا قلبى . علشان كده صاحب القناة بيتصل . بيعتذر عن قراره المتسرع برفض البرنامج بتاعك وقال إنه درس الموضوع وطبيعى إنه يوافق . لانك موهوبة فعلا .
احاطته بنظراتها المحملة بالشغف : بجد يا بسول !!
اقترب مبتلعا حروفها بنهم يصل بها لحد الألم لكنه يستحق مكافأة صغيرة على تنفيذه مخططها الذى يجهل .

حاول إلتقاط أنفاسه لتشعر به يحترق حرفيا هامسا : باباكى راجع من الصعيد .. لازم نحدد فرحنا انا مش قادر استحمل اكتر من كده .
بادلته إحاطته معبرة له عن رغبة مماثلة لم ترغبها مطلقا .

******

مر يومين وانتهت أيام العزاء ، عاد هاشم صاحبا زوجته واخته لمنزله ، رغم رفض همت الواضح إلا أنه رفض اى فكرة تقربها من زيدان الذى يتمزق لمغادرتها بصمت ، عزفت عن التحدث نهائيا وأصبحت نظراتها خاوية .
هى لا تحمل من هذا المنزل سوى الذكريات المؤلمة .
عادت لغرفتها القديمة بينما يسكن وزوجته غرفة بالطابق العلوى ، حاولت عفاف دفعها لتناول الطعام لكنها بالكاد تناولت لقيمات لا تقيمها .
أغلقت الباب عليها بحرص بعد أن خلدت للنوم اخيرا لتصعد للدور العلوي حيث ينتظرها هاشم .
دخلت من الباب وكان متسطحا بالفراش ، اعتدل لحظة دخولها متسائلا : كلت ؟؟
زفرت بضيق : بالعافية كلت اكل مايجيمش عيل .
جلست أمامه برجاء : اعجد له عليها يا هاشم ..ماتحرمهاش تتنعم فى دفا حضنه
احتد وانتفض عن الفراش : انت بتجولى إيه ؟؟ تموت يا عفاف ماتتحملش 
لحقت به لتوقف تقدمه عنها : تعرف يا هاشم إحنا الحريم مش زييكم خالص .. إحنا بنحن للدفا .. حضن الراچل من واحنا في اللفة يعنى امان . سوا اب او اخ او راچل بعد إكده .
نظر لها بطرف عينه : خيتك ماواعياش إكده لكن بردك اتحرمت طول عمرها من الدفا ده . دى بتسمع اسم بوك بس ماتبطلش صراخ .
تخطاها هاشم ليجلس بعيدا عنها فتلحق به بإصرار : يا هاشم واد خالك بيعشجها ماهيأذيهاش واصل ..
عاد ينتفض عنها : انت حد مسلطك على !!

غادر الغرفة غاضبا وبلا تفكير هبط للدور السفلى تلصص أثناء دخوله غرفة شقيقته خوفا من إفزاعها لكنها كانت غارقة في النوم متكورة على نفسها بشكل احزنه .

اقترب ليجثو بجوار فراشها متكئا عليه بذراعيه ، مد كفه يمسد رأسها بحنان : انا بظلمك ولا بنچيكى ؟؟ باچى عليكى ولا بحميكى ؟ خايف يا همت .. ياريتك واعية كنت جولت هى اختارت ، لكن انت ماوعياش إن حضنه ده فيه موتك يا خية .

يثق أنها غارقة في النوم ورغم ذلك أمسكت كفه تتوسده هامسة : انعسى زيدان .. همت انعسى .

إنها تظنه زيدان ، صوتها الغالى ذا وكلماتها الحبيبة المبعثرة لم تطرب أذنيه منذ وفاة أمه . لم يعد يسمع منها إلا صراخا مؤلما أو صمتا أكثر إيلاما لذا حرر بعض دمعاته بلا مقاومة تذكر .

*****

سب نفسه عدة مرات بغضب ، ما الذى دهاه ، هو منذ ايام يتلهف لتلك اللحظة التي يعودان فيها للمنزل .
وها هما بالمنزل منذ ثلاث ساعات وكل ما أقدم عليه أن يطلب منها الحصول على قسط من الراحة .
هل هذا منطقيا !!
ولما لم يفكر في مشاركتها قسط راحتها !!
ألا يصبو لذلك !!

وبينما هو غارقا فى غضبه من نفسه هبت نسائم عطرة غريبة على أنفه تخللته لتبحث عينيه عن مصدرها .
دارت عينيه ليجدها تقف أمامه متسائلة : هتفضل تكلم حالك طول الليل إكده !!

نظر لها بدهشة لتقترب بخطوات لا يخفى اهتزازها عنه ، ذلك الرداء رغم لونه الاسود يبديها شديدة الفتنة .

تنفس بعمق معترفا  ؛ هى شديدة الفتنة ، وشديدة القصر أيضا .
ارتفع حاجبه وعينيه تزيد من ضم تفاصيلها حتى توقفت على بعد خطوتين منه لتقول : مهما شكرتك على وجفتك چارى الايام اللى فاتت مااجدرش اوفيك حجك .
تهربت عينيها من محاصرة نظراته ليقول بحدة : لا تجدرى .
رأى الخجل يعلن سيطرته على ثناياها ليزيده رغبة في إلتهامها ولم يقاوم رغبته ، لم تعد المقاومة خيارا متاحا بأى شكل كان .
مد ذراعه مقتنصها قرب أضلعه هامسا : تسكتى خالص دلوك
اومأت بوداعة أتت على ما بقى منه ليكون كل همه فى هذا الوقت نزع هذا الخوف الفطرى الكامن بعينيها واستبداله بأمان تام ولم يطل الوقت ولم يعد يميز اى منهما  تلك الرجفات نابعة من صدره ام من صدرها .

*****

يدخل طايع من الباب برفقة إياد ليصدم بوجود بسول بمنزله دون موعد مسبق ، توجه إياد لغرفة بسمة فورا فهو يحمل لها خبرا جيدا .
اقترب مرحبا لتنهض ليليان حازمة أمرها : اهو عمك جه وزى ما قولت لك رأيه هو اللى هيكون . انا هحضر الغدا. هتتغدا معانا طبعا .
أومأ بإبتسامة سخيفة ليجلس طايع وتغادر هى : خير يا بسول ؟
تعلقت نسمة بذراعه : بابا انا وبسول عاوزين نحدد فرحنا.
نظر لها بدهشة لفعلتها بحضوره : مش جولنا بعد سنة ؟
أجاب عنها بسول : مفيش داعى للتأجيل يا عمى
نظر لها بسعادة : إحنا مش ناقصنا حاجة .
عاد بعينيه ل طايع : وبصراحة مش قادرين نبعد عن بعض اكتر من كده .
انتفض طايع واقفا : عن اذنك شوية .

اتجه نحو المطبخ واغلق الباب ليقترب ملتقطا قبلة سطحية من شفتيها : مامتك شخصيتها ضعيفة اوى
لم تحاول معارضته : دى سمة فى ستات العيلة .
رفعت حاجبها بتحدى : بس انا مش زيهم اكيد .
قربها دون مراعاة : حبيبتي مفيش زيها .
انتفض على صرخة إياد : ابعد عنها .
نظر له ليتنفس براحة : فى إيه يا إياد خضتنى .
وتابعت نسمة : إياد حبيبى عادى إحنا متجوزين .
لكن نظرات إياد لم تختلف في الحدة بل اقترب ليسحب ذراعها ويبعدها عن مرماه وعقله البرئ يتخيل أن هذا كاف لحمايتها منه .

****

دخل طايع للمطبخ واغلق الباب ليقترب منها بحدة : انت متفجة معاه على معاد ؟
نظرت لعينيه مباشرة : لا طبعا .. لو عملت كده كنت قولت لك .. ولا عندى خلفية جاى ليه غير قبلك بدقايق . طايع انا اكتفيت هى مش صغيرة ..
قاطعها طايع متسائلا : اكتفيتى من إيه ؟؟ انت مخبية عنى إيه من يوم ما رچعت ؟
اتسعت عينيه فزعا : هو تمم جوازهم ؟؟
اقتربت بفزع مماثل : لا اقسم لك أقسمت لى إنه ماحصلش . لكن بصراحة خايفة يحصل . بقوا لازقين فى بعض زى ما انت شايف وإن ماحصلش النهاردة هيحصل بكرة .
تحولت لرجاء : ارجوك يا طايع خليهم يتجوزوا
لانت نبرته أيضا : خايف يا لى لى .. خايف تفشل وتندم .
ابتعدت عنه خطوة : انا السبب .. انا ماعرفتش اربيهم .. ياريتك مااتجوزتنى .
جذبها بحدة : انت بتجولى إيه !! ليليان انت غلطتى ماهكدبش عليكى لكن عمرى ما ندمت على چوازنا واصل . إحنا مهما نحميهم من الوچع هيتوچعوا لأننا مادايمينش فى الدنيا ولا الوچع بيخلص ، إحنا نعلمهم بس كيف يتحملوا الوچع ومايدهسوش الشوك وبعد أكده اللى يدوس عليه يبجى اختياره ويتحمله .
ربت فوق وجتتها بحنان قبل أن يطبع شفتيه فوقها ويغادر فتشبث ابنته بهذا البسول لا يشجعه مطلقا .

*****

شعر بالراحة حين خرج مرة أخرى ليجد إياد يجلس قرب شقيقته ، جلس طايع أمامه بقوة : ادينا سبوع نشوف ظروفنا ونرد عليك بالمعادي المناسب .
تهلل وجه بسول : حقيقى يا عمى !!
وقف طايع : طبعا امال هضحك وياك . وانت چاى كمان سبوع سيادة السفير ياچى جبلك .
وقف بسول دون أن يهتم لهذا الإقصاء : اكيد يا عمى . استأذن دلوقتى .
صافحه طايع ليغادر فورا ودون أن ينظر نحوها اتجه لغرفته لكنها حقا لا تبالى سوى بزواج ناجح في اقرب وقت .

*******

اتجهت زينة لخارج الجامعة لتجد مازن يعترض طريقها ، تأففت بضيق : وبعدين يا مازن ؟ مش هنخلص بقا !
قطب جبينه : لا مش هنخلص غير لما تبقى بتاعتى
رددت بإستنكار : بتاعتك !! انت اتجننت ولا إيه ؟
اقترب فورا : اتجننت علشان بطالب بحقى فيكى ؟
عادت للخلف : انت مالاكش حق فيا علشان تطالب بيه ولا عمرك هيبقى لك حق .
عاد يقترب وقد لانت حدته : زينة بابا ضاغط عليا علشان مااطلقش هيا صدقيني مش هتحسى انى لغيرك ابدا هى اصلا مختفية وانا خلاص مش عاوز اعرف هى فين تروح فى داهية .

زادت صدمتها صدمات ، يريدها زوجة ثانية !!

عجز عقلها عن مدها برد ملائم لتجد تاج أمامها ليقول بحدة : روحى يا زينة .
دار على عقبيه ناظرا ل مازن بينما هرولت هى فرارا : إحنا طول عمرنا أصحاب وانا  طول عمرى مستحمل بلاويك رغم انك مابتقبلش نصيحة ولا شايف انك بتغلط .. لكن عند زينة ومش هسمح لك .
عقد مازن ساعديه ناظرا له بغضب : بصفتك إيه ؟؟
لم يهتز تاج وقال : بصفتى هكون جوزها .عن إذنك .
وتجاوزه لتتسع عينا مازن غضبا ويقسم ألا تكون لغيره .

******

انهت وفية صلاتها بالتزامن مع دخول محمد للغرفة بدأ يخلع رداء الاستحمام وهى تقدم له ملابسه بوجه عابس . ابتسم ورفع إبهامه بين حاجبيها : فكيها بقا !
نظرت له : خلاص مش زعلانة .
ضحك محمد : مابتعرفيش تكدبى يا وفية .
زاد عبوسها : اعمل ايه طيب ما انت بتوحشنى .
اقترب منها بأسف : حقك عليا يا وفية عارف انى ظالمك بس مااقدرش اسيب زينة لوحدها في البيت .. كلها كام يوم ورحمة ترجع واوعدك تانى ليلة هبات معاكى .
اومأت بصمت ليأتى صوت الجرس فتعيد الطرحة لرأسها : كمل لبس وانا هشوف مين .
اتجهت للخارج وفتحت الباب لتتسمر عينيها على الوجه الذى تقف صاحبته أمامها وتردد بدهشة : زينة !!
قطبت زينة جبينها : تعرفينى !!
ابتسمت وفية بتوتر : طبعا اعرفك ده انت نور عين محمد .
جذبتها بمودة جفلت لها زينة لتضمها فتشعر بفارق الطول الذى يشعرها بالحرج . ابتعدت عنها مع صوت محمد المتسائل : مين يا وفية ؟
رفعت زينة عينيها تنظر لأبيها الذى لم ينه ارتداء ملابسه بصدمة فاقت صدمته لرؤيتها بينما هلل صوت وفية : شوف مين يا محمد دى زينة .
التهمت قدميه الأرض ليقف أمامها بفزع : فى إيه يا زينة ؟ انت عرفتى العنوان منين ؟
شعرت بالحرج : كنت بكلم عمى وسألته عن العنوان . محتاجة اتكلم معاك يا بابا .
جذبتها وفية للداخل : ادخلى يا زينة انت هتقفى على الباب .
لم يخبت حماسها مع الصدمة البادية عليهما لتتابع : محمد خد زينة ترتاح وانا هجهز الغدا
شعرت بتردد زينة لتدفعها نحو أبيها برفق : ادخلى حبيبتي ماتتكسفيش ده بيت ابوكى .
واتجهت للمطبخ لينهى محمد إغلاق قميصه ويتساءل : تحبى ننزل ؟؟
تنهدت واقتربت منه : مش مهم يا بابا بس اسمعنى من فضلك . حمزة مش موجود وانا مش عارفة اعمل ايه.

******

دخل تاج لمتجر والده حيث ينتظره محمود كالعادة بصحبة ريان الذى رأى فورا غضب ابنه المستعر ليقاطع إندفاعه بلهجة تحذيرية: تعالى يا تاج عمك مستنيك اتأخرت ليه ؟
جلس تاج صامتا ليتساءل محمود : فى إيه يا تاج ؟؟
أخرج تاج مجموعة اوراق من بين أوراقه : اتفضل يا عمى محاضرات هيا .
اخذها محمود ليضعها جانبا : سيب المحاضرات دلوقتى وقول فى إيه ؟ ولا ده سر عاوز تقوله ل ريان لوحده ؟
نظر تاج لأبيه : لا بابا عارف .
تجهم وجه ريان ليتابع تاج : ياعمى حضرتك عارف انا ومازن طول عمرنا أصحاب رغم اننا مش شبه بعض خالص .
تنهد ثم قال : صراحة أنا كنت الاول ساكت فاكرها بتحبه ، بس هى مابتحبوش ، ودلوقتي بيعترض طريقها ويفرض نفسه عليها .. وانا واقف متكتف لأن ماليش صفة .
رفع ريان كفه يستوقفه : بالراحة يا تاج انا مش فاهم حاجة .
أشار له محمود : هى مين يا تاج ؟
عقد تاج ساعديه بقوة : زينة .
زينة بنت اخويا ؟؟
تساءل بفزع ليومئ تاج بصمت فينتفض محمود خارجا من المتجر ، نظر له أبيه بلوم ليقول : ماهو لازم يقف عند حده يا بابا .

*****

منحتهما وفية كل الوقت الذي يحتاجان مع كل الخصوصية أيضا ، حدثته زينة ولم تنكر اى من مشاعرها سابقا أو حاليا .
استمع لها محمد بصمت وصبر ، لم يكن يظن أن ابن أخيه وصل لهذه الدنائة ، ربما كان عابثا أيضا في بداية شبابه لكنه لم يتعد حد الكلمات المعسولة التى تطرب لها آذان الفتيات .
لطالما حارب صورة أخيه الملتزم ورفض أن يكون صورة عنه ليبتلى أخيه بإبن فاقه عبثا بل وصل لحد المجون .

لم يمنحها محمد اى نصيحة فقد اقتربت وفية معلنة انتهائها من إعداد الطعام لينهض وكأنه لم يكن يستمع إليها : كويس انا هموت من الجوع .
ولم يتناول سوى لقيمات وغادر الطاولة بينما وفية تختطف نظرات ل زينة ويبتلعها التوتر ، نظرت لها زينة وتساءلت بلهجة هجومية : انت عاوزة تقولى إيه ؟؟
حمحمت وفية : هو ممكن أسألك سؤال ؟ لو ماحبتيش تجاوبى عادى .

ظنت زينة أنها ستتساءل عن اقتحامها لمنزلها بهذا الشكل ، أو ربما ستسأل عما أخبرت به أبيها لكن وفية صدمتها حين تلفتت حولها بريبة وتساءلت بخفوت : هو انت شبه مامتك ؟؟

صدمت زينة لدرجة اعجزتها عن النطق لحظات ، شعرت وفية بالحرج لتتراجع : خلاص .. خلاص ولا كأنك سمعت حاجة .
ابتسمت زينة ، إنها تغار من صورة أمها فيها .. إنها تغار على أبيها .
هزت رأسها وأجابت بخفوت مشبع بالخبث : لا مش اوى انا شبه بابا اكتر .
تهلل وجه وفية : ايوه علشان كده زى القمر
ولم تتمكن زينة من كبت ضحكاتها فأطلقت لها العنان .

*****

تقدم ضاحى يتبعه مصطفى وريتاچ ، دخل ثلاثتهم مع تردد مصطفى الواضح . ربتت أمه فوق كتفه تشجعه ليشعر ضاحى بتأخرهما .
نظر له بحنان : انت متعلم وفاهم زين إن العلاچ النفسى مايعيبش النفر منينا لكن يعيبه المكابرة فى الغلط .
طأطأ رأسه وتقدم للمساعد الجالس خلف المكتب والذى نظر لهم : اى خدمة .
اقترب ضاحى : حاچزين معاد .
تساءل المساعد : باسم مين ؟
نظر نحو ابنه الذى أجاب : مصطفى ضاحى صالح .
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السابع والعشرون من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة