-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى - الفصل الحادى عشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الحادى عشر من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى. 

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل الحادى عشر

اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى
رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى


تابع أيضا: قصص رومانسية

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل الحادى عشر

جلس طايع أمامه سويلم وبينهما المأذون المتأهب لعقد القران ، شرد طايع للحظة واحدة متذكرا هرولة بسمة فى أثره أثناء مغادرته منذ ساعة ...
عودة للوراء
خرج طايع من غرفته لملاقاة مهران وخالد حسب الاتفاق ، هو يريد الفرار من هذا المنزل بأى حجة ، من ناحية يرى تخبط زوجته وترددها ورغم محاولاته لإقصاء هذا التخبط إلا أنها تتشبث به ، ومن ناحية أخرى يخجل من البقاء وقد تم احتلال منزله من قبل صديقات ابنتيه منذ بداية النهار ، هز رأسه بغيظ : طلعت واعى يا إياد وهربت من النچمة على خالك .. بس لما اشوفك ..
قاطع أفكاره صياح بسمة : بابا .. بابا .
دار على عقبيه ينظر لها لتقف أمامه بحماس : بابا وانت جاى هات سويلم معاك .
رفع حاجبيه متصنعا الدهشة : أچيب سويلم !!
دفنت وجهها فى صدره خجلا : الله يا بابا مش لما تيجى هيبقى جوزى !
أبعدها عن صدره ضاحكا : وهتچيبى چوزك وكتيبة البنات دى اهنه ؟؟
توقع أن تصدم أو ترفض لكنه فوجئ بها ترفع كتفيها بدلال مشابه لدلال حبيبته : مش مهم عينه مش هتشوف غيرى .
أفاق طايع على هزة خفيفة من كف مهران الذى يضحك : غيرت رأيك ولا إيه يا خوى ؟ الولد دمه نشف .
نظر طايع ل سويلم ليرى شحوبا واضحا وانفاسا هاربة ابتسم ليتنفس سويلم براحة ويعيد بسط كفه الممدود ليتلقاه طايع بسعادة وتبدأ إجراءات عقد القران .
****
عاد بحالة يرثى لها ، كأنه لم يغمض له جفن منذ غادر ، ذقن غير حليق ، ثياب غير مهندمة ، شحوب واضح .
عاد بقلبه أمل يريد له الحياة ؛ أمل أن يجدى غيابه نفعا وتتراجع عن أفكارها تلك ، فتح الباب ليقابله هدوء معتاد ، تقدم نحو غرفة ولده ليجدها خالية كذلك حجرة ابنته ، ترى اين هما !
روادته الهواجس ليسرع خطأه نحو غرفتها ، فتح الباب بلهفة انتفضت لها فعليا ، تعلقت عينيه بها برجاء بادلته هى رجاءه بقوة يكره رؤيتها .
تقدم للداخل متسائلا : الولاد فين ؟
اولته ظهرها واتجهت نحو الخزانة : بيحضروا كتب كتاب واد خالهم .
التفت ترمقه بغضب : انت طبعا ماتعرفش حاچة عنيه !!
زفر محمد بضيق متقدما منها : لا معرفش .
زاد قربا منها حتى شعرت بأنفاسه ليقول هامسا : وحشتينى
دارت على عقبيها لتلقى بين ذراعيه ملابسه وهى تقول بلهجة ساخرة : وحشتك !! واللى كنت حداها خلتنى اوحشك ؟
قبض على ملابسه ليقول بحدة: رحمة انا كنت فى السخنة لوحدى ، كنت بديكى فرصة تفكرى بالراحة وتغيرى افكارك .
اقترب مجددا : لازم تعرفى انى راجل فى عز شبابى وعاوز اعيش .. انت كمان فى عز شبابك ، ليه تحرمينى منك وتحرمى نفسك منى ؟
عادت بخطواتها للخلف : احرمك ؟؟ انت سامع نفسك !! يا محمد ده ابنك وبنتك يتجوزوا
ألقى ما بيده ليصيح بغضب : وعلشان ولادى يتجوزوا أدفن انا يعنى واموت بالحياة ؟؟ انت ازاى بتفكرى كده ؟
أشار نحو صدره : حضنى مش بيوحشك !!
نظرت له من أعلى لأسفل : توحشني ليه وانت معايا ! انت اللى عاوز تبرر لنفسك انك بصيت برة .
انقض عليها قابضا على ذراعها : ابرر لنفسى إيه !! قولى لى امته اخر مرة اتدلعتى عليا ؟ امته اخر مرة لبستى حاجة علشانى ؟ امته اخر مرة قولتى لى وحشتنى ؟ امته اخر مرة خدتينى فى حضنك أو حتى سبتينى اخدك فى حضنى ؟؟ يا رحمة انا عشت سنين ماتغمضش عنيا غير وانت بين درعاتى .. جرى لك ايه ؟؟
رفعت كفها تخلص نفسها من قبضته : جرى لى اللى انت رافض تصدقه ، كبرت ؛ كبرت يا محمد زى كل الناس مابتكبر وزى ما انت كبرت ، كبرت واتغيرت رؤيتى للحياة ، كبرت وشايفة الحب مش زى ما انت شايفه ...
قاطعها بحدة : شيفاه ازاى عرفينى ؟ عرفينى يمكن اشوف زيك ، فهمينى يمكن اعذرك ، إيه يعنى كبرنا عاوز افهم !!انا بحبك يا رحمة ، بحبك ومحتاجك جمبى . بلاش تبعدينى يا رحمة وتخلينى ألجأ لغيرك
عادت توليه ظهرها مغمضة الأعين : روح يا محمد للى كنت رايح لهم ..بلاش تعلق اغلاطك عليا .
وكزها محمد بغضب : لا هعلق عليكى يا رحمة لأنك سبب كل حاجة .. لولا بعدك عنى ماكنتش شوفت غيرك ، سبتك يمكن تعقلى وراجع ليكى انت بتقولى ابعد .. حاضر يا رحمة ، هبعد بس ماتلوميش غير نفسك .
انحنى ملتقطا ملابسه ليتوجه إلى المرحاض عازما على عدم منحها المزيد من الوقت ، المزيد من الفرص ؛ فهى لا تستحق بينما نظرت فى أثره بسخرية ، عن اى حب يتحدث !
يال هؤلاء الرجال ، يتشدقون دائما بما يقربهم من مأربهم .
أيظن أنها تصدق إدعائاته تلك !!
ليست حمقاء لتلك الدرجة ، هى تعلم جيدا لما تزوجها ! وتعلم أيضا لم يريد الزواج من أخرى !!
******
تكفلت روان بإعداد وجبة عشاء تنتظر سويلم وبسمة . كانت بسمة قد ارتدت ذلك الفستان الذى صممه إياد لتخطف انفاس صديقاتها ، أطلقت العنان لشعرها ليسترسل دون أي تدخل منها سوى تصفيفه ، استخدمت مساحيق التجميل بشكل طفيف لتبرز عينيها وشفتيها وتظلل اجفانها بلون تلاءم مع الفستان .
جلست بين صديقاتها توارى شوقها إلى عودته برفقة أبيها ، لقد وأدت مشاعرها لسنوات فى انتظار تلك اللحظة ، اللحظة التي يمنحها الله فيها حبه حلالا .
شعرت بدقات قلبها تعلو لتقرر مساعدة نفسها على الانتظار واغتنمت الفرصة حين قالت سيلين : بسمة ماتسمعينا صوتك .
ابتسمت والتفت الفتيات حولها بحماس لتبدأ قائلة ؛
إنى اذكر نسوة ورجالا
ما كل حب فى الزمان حلالا
دع عنك شعرا فى النساء تغزلا
غصن المراهق عنده قد مال
عجبى على سفه النساء وجهلها
أصداف بحر يبتغين رمالا
كن الجواهر فى مكان آمنا
فلم الخروج لترضى الانذال !
الحب شهد لن يفوق مذاقه
إن كان فى الله العظيم تعالى
ومحبة المختار ركن دونها
لا يؤمنن وإن بدا اجلالا
والحب للأهل الكرام وموطنى
لو ما أضحى لا اريد نوالا
والحب للأخيار أبهى صحبة
كالنحل يؤثر ورده المختال
والزوجة الفضلى ابادلها الهوى
بوجودها فرح وأسعد حال
من يخش حقا أن يمس محرما
أعطاه إياه الكريم حلالا
قد حرم الإسلام نظرة عامدا
ما غض من بصر وصال وجال
فإذا اختلى الاثنان قال رسولنا
ابليس ثالثهم وكان وبالا
من يرتضيه لأخته أو بنته
سيقول ذو دين بحزم لا لا
فإذا سكت عن المعاصي راضيا
الله يغضب فانتظر زلزالا
إن النساء لفتنة أو نعمة
والمال يفتن اصلحوا الأعمال
هى فتنة إن أبعدت عن دينها
وإن استقامت صانت الأجيال
انى اذكر نسوة ورجالا
ما كل حب فى الزمان حلالا.

استمعت الآذان وتعقلت العقول لكل ما تفوهت به وهى لم تتراجع بل ظلت تشدو والفتيات يصغين حتى لمحت خضر بباب المنزل ؛ فهو الوحيد المسموح له بالصعود اذعانا لرغبتها فى منح الفتيات فرصة للاحتفال براحة وحرية .
ابتعدت مسرعة نحوه ليتراجع خطوة وما إن طلت برأسها تستطلع سبب تراجعه حتى اصطدمت عينيها بعينيه ، كان هناك يقف مباشرة خلف إياد الذى فتح ذراعيه لها لتنطلق نحوه دون إبطاء .
ضمته بسعادة لترفع عينيها إلى ذا المتصنم خلفه كأنما تخلت عنه دماءه وتهربت من صدره أنفاسه . عيناه ؛ فقط عيناه تتعلقان بها وكأن الحياة بمحياها تعلقت .
ابعدها إياد عن صدره ليقول :مبارك يا بسمة ، فين ،فين الحجاب ؟
ضحكت بخفوت : إياد جوة بنات بس انت عارف مش لازم حجاب .
صمت قليلا ثم تابع : بابا قال اجيب سويلم علشان يتعشى معاكى . انت مش هتتعشى معانا علشان اتجوزتى سويلم ؟
تساءل ببراءة لتقول : لا يا حبيبي النهاردة بس .
أومأ بعدم اقتناع بينما تجاوزته بخطوة واحدة لتقترب منه ، بسطت كفها أمامه لينظر لها بشغف للحظة وفى اللحظة التالية أحاط كفها بكفيه مجتمعين ، تدفقت الحرارة بدماءهما معا لتعبر الوجوه عن الشوق لتلك الضمة البريئة ، سحبها نحوه برفق لتتقدم خطوة أخرى فتسمع بالكاد همسه : مبارك يا بسمة عمرى
شهيقا بطيئا عبرت به عن شوقها قبل أن تقول : بارك الله فى قلبك يا عمر قلبى .
اقترب إياد ليقف بينهما بحيرة واضحة : انتو ليه بتشوفوا بعض كده ؟؟
نظرا له ليعيد صياغة سؤاله مشيرا لأعينهما : كده !! عينيكم شكلها غريب !!
تقدم خضر منهم : إياد خليهم يدخلوا يتعشوا ويلا ننزل
نظر له برغبة ملحة للفهم : استنى يا خضر .
لكنها أنهت رغبته تلك بربتة مترفقة فوق صدره : لما يجى الوقت هتعرف لوحدك .
اقتربت من أذنه لتهمس : انا بس عارفة إنك هتعرف محدش يعرف وانت نفسك لسه مش عارف .
زفر إياد : انا مش فاهم حاجة بس هستنى اصل انت مش بتكدبى عليا .
هز رأسه متقدما ليفتح غرفة منفصلة عن المنزل تم تجهيزها لتناول أول وجبة تجمعهما معا
*****
ظلت تغدو وتروح بخطوات سريعة منفعلة ، تلعن غباءها ، تلعن تسلط نفسها ، كلما عاد لها تعنفه وترفضه ، وكلما غادرها تعنف نفسها لفعلتها .
لقد تعبت هذا الانشقاق الداخلى الذى يسحق روحها ، هى تحبه .. لكن تحب نفسها ايضا ولا تقبل بجرح كرامتها .
تعلم حقوقه وطالما راعتها ، لكنها لا تفهم سبب شغفه الزائد ! اتضيف السنوات لعمره أعواما ام تنقص منه!!
نظرت لانعكاس صورتها في المرآة ، لا ترى تغيرا في صورتها ، بضعة شعيرات هجرها السواد !!
بضعة خطوط يجب أن تركز جيدا لتراها !!
قليل من الوزن الزائد ، بل كثير منه !!
متى اصبحت بتلك الهيئة ؟
وعاد لها رغم هذا يرجوا ودها !!
وهى طردته ورفضته !!
ارتمت فوق المقعد أمام السراحة ، لقد غادر ، غادر ولن يعود ، عليها أن تتحمل نتيجة رفضها له .
ياله من عقاب قاتل ، ستشاركها فيه أخرى !!
فرت دموعها وهى تتذكر ما كانا عليه منذ سنوات ، وهى فرطت فى كل هذا .
مرت دقائق قبل أن تنتفض مجددا وتعود للمرآة تحدث نفسها : انت هتضحكى على نفسك يا رحمة ؟ حب ايه اللى بتتعلقى بيه ؟ ذكريات إيه اللى بتدورى فيها ؟؟
ابتعدت عن المرآة رافضة رؤية صورتها سواء هذه الموجودة أمامها أو تلك التي كانت في الماضى .
الماضى !!!
كيف تغافلت عن الماضى !!
كيف سمحت أن تعيش بوهم الحب !!
كيف رأت هذا الحب أو هيأت لنفسها رؤيته ؟؟
أبعد كل ما عايشته قديما صدقت أن الحب موجود !! بل وعاشت عمرا وهم معايشته !!
ضحكات عالية مزقت الصمت الذى غرقت فيه وهى تضرب كفيها ببعضهما .
إنه رجل .
مجرد رجل يسعى لإطفاء نيران شهواته دائما .
عقدت ساعديها وتحولت ملامحها للقتامة وهى تتذكر كل مرة دفعته عنها .
كل مرة رفضته فيها .
كل مرة تأففت لقربه .
اخيرا رفعت رأسها بكبر زائف يكفيها أنه لم يرفضها بل هي من لفظته كرها .. هذا ترياق لجرحها الغائر وستداويه بدونه .
*****
توقف الجميع لدى دخوله المتجر الذى غاب عنه دون سبب معروف ، لم يكن يعلم أنها هناك ، أنها هناك منذ غادر بشكل يومى وكأنها تتفقد عودته .
تعلقت عينيها به لحظة دخوله كالعاملين جميعا ، وإن اختلف السبب لديها .
توقفت خطواته أمامها للحظة يتطلع إلى وجهها قبل أن ينظر حوله بحزم : كل واحد يرجع لشغله .
دبت الحركة من جديد واسرعت تخفض عينيها لتسمع صوته : اتفضلى معايا .
رفعت رأسها تنظر له بدهشة : انا !!!
أجاب بحزم : ايوه ، اتفضلى
تحرك أمامها لتلحق به بصمت نحو مكتبه القابع فى ركن بعيدا عن ضجيج العاملين .
جلس وأشار لها لتجلس أمامه دون أن تتفوه بحرف ، ساد الصمت لحظات قبل أن يتساءل : اسمك ايه ؟؟
رأى الارتباك والخجل والذى زاد التلعثم منه وهى تجيب : و.. وفية .. أسمى وفية شاكر
ردده بخفوت لتتابع دون أن يسأل : على اسم جدتى .
ابتسم لأول مرة منذ أيام : اسم جميل علفكرة .
اتسعت بسمتها لمديحه الرقيق قبل أن يتساءل : تتجوزينى يا وفية ؟
انقطعت أنفاسها وحدقت بوجهه دون طرفة عين ليتابع : لو موافقة قولى لى اخطبك من مين ؟ مش موافقة روحى وانسى اللى قولته .
ظلت تحدق بوجهه ليلتقى حاجباه فى عبوس واضح مستفهما فتتساءل : انت قولت ايه ؟ انت عاوز تتجوزنى ؟ تتجوزنى انا ؟
زاد تعانق حاجبيه وهو يرى عشقا مطلا من بين اهدابها ، متسللا من بين حروفها ، متواريا خلف تساؤلها . تلك المرأة تعشقه بلا شك . وكم هو بحاجة لعشق امرأة !!!
*****
لم ينظر للطعام ، لم ير الغرفة ، لم تطرف عينيه إلا على صورتها ، فتنتها ، جمالها ، دلالها ، وتلك الألفة التى ستذبح قلبه تلك الليلة.
إنها تجلس بجواره !!
تزينت لأجله !!
ترنمت بإسمه !!
ترفع الطعام إلى فمه !!
يقسم أنه لا يتذوق الطعام ولا يشعر سوى بلمسة أناملها لشفتيه وهى تملأ فمه بما لا يدرى .
هو منشغل تماما عن الدنيا بها ، شعر بإحتكاك بين أنامله ليقطب جبينه فتقول : سويلم سيب ايدى انا بأكلك بأيد واحدة
نظر لها بتساؤل وكأنه لم يستمع لكلمة مما قالت ، اقتربت منه لتطل فى عينيه بحزم كاذب : سويلم سيب ايدى.
نظر لكفه ليرى كفها يرقد بباطنه مضموما لصدره ، عاد ينظر لها متسائلا : اسيبه ليه ؟
ابتسمت لتزداد فتنة : علشان أكلك .
أجاب بلا تردد : مش عاوز اكل
تسللت من بين شفتيها نغمة ضاحكة : طب علشان اكل انا .
نظر حينها للطعام للمرة الأولى لتعود عينيه مهرولة إلى ملامحها : لا الاكل ده تقيل هيتعبك .
رفعت حاجبيها دهشة وسرعان ما رفرفت ضحكاتها المتدللة بخفوت يكره الشعور به قبل أن تميل برأسها قليلا حتى لامست كتفه دون ضغط واغمضت عينيها ثم قالت ؛
هل لك سر عند الله
بينك انت وبين الله
هل لك من صدقات تخفى
لا يعلمها إلا الله
أغمض عينيه متعجبا : بسمة أول مرة تنشدى بحاجة غير اللى جلبى محتاچها .
ابتعدت قليلا ثم قالت : لا فكر كويس هتلاقى قلبك محتاجها .
*****
بعد ساعة واحدة كان محمد يجلس أمام العم شاكر خاطبا وفية ، لم يتردد مرة أخرى منذ رأى بعينيها ما يحتاج إليه .
حاول اختبار تلك العاطفة التى رأها بتذكيره لها أنها زوجة ثانية ، لكن نظرتها لم تهتز .
حاول مجددا بعرض فارق العمر بينهما فلم تهتز أيضا .
حاول ثالثا بإخبارها عن ولديه ولم تهتز أيضا .
لتكون تلك هى المحاولة الأخيرة لتغادر بعدها بعد أن خطت بأنامل مرتجفة عنوان منزلها فى قصاصة صغيرة ودون تفكير لحق بها .
تساءل شاكر بقلق : بس انت اكبر من وفية كتير اوى ، وكمان متجوز وعندك ولاد !
ابتسم محمد : حضرتك ممكن تسألها عن فرق السن لكن جوازى مش عيب وانا قادر افتح بيتين وعمرى ما هأقصر معاها ولا هتحس إنها زوجة تانية .
نظر له شاكر بقلق فهو لا يقبل بهذا الزواج وإن شعر بقبول ابنته له ، رغم أن ابنته قد تجاوزت سن الزواج بمعايير المجتمع المعروفة إلا أنه يفضل التريث .
لاحظ محمد تردده ليقول بهدوء : حضرتك ممكن تقوم تسألها إذا رفضت صدقنى همشى ومش هتشوفنى تانى وإذا وافقت نحدد كتب الكتاب وكل طلباتها انا هنفذها .
زفر شاكر بضيق وهو ينهض متجها إلى غرفة ابنته .
دخل الغرفة دون إذن على غير عادته يقوده غضبه لتنتفض وفية واقفة ، أشار للخارج بحدة : انت عارفة هو جاى ليه ؟ عارفة الفرق بينكم قد ايه ؟؟
عادت وفية تجلس بطرف الفراش وتنظر أرضا : تعرف يا بابا انا عمرى ما بصيت لراجل حتى قريبك ده كنت مخطوبة ليه صالونات . عارف وانت فى المصحة بعد كل اللى حصل لنا انا روحت له زيه زي اى تاجر ، هو الوحيد اللى قبل يدينى بضاعة ووقتها رفعت عينى اول مرة وبصيت عليه .
نظرت أرضا : حبيته يا بابا وماكانش حاجة بتحلى دنيتى اللى كلها سواد غير انى اروح اشوفه من بعيد .
اهتزت نبرة صوتها : انا عارفة ومدركة كل اللى حضرتك بتفكر فيه . عارفة الناس هتقول عليا إيه وعارفة المجتمع هيشوفنى ازاى .
وقفت أمام أبيها لتتابع : عارفة وعندى استعداد اواجه كل ده بس اكون معاه .
صمتت لحظة زاد اهتزاز صوتها فيها : لكن إذا حضرتك رافض تحاول انا مش هعارض رأيك ابدا لكن مفيش راجل غيره هيكون في حياتى .
نظر لها شاكر وتضاربت المشاعر داخله وتعاركت الأفكار برأسه . أغلق الباب بهدوء وعاد يدفعها لتجلس أمامه وقد تحكم فيه غضبه .
*****
دخلت نسمة والضيق باد على ملامحها لتقول بغلظة : هتفضلوا طول الليل تتعشوا ؟
نظرت لها بسمة بضيق لفظاظتها الشديدة بينما انتفض سويلم بحرج دون أن ينتبه أنه لا يزال قابضا على كفها لتعيده هى إلى الأريكة لدرجة اجفلته فنظر لها بحدة قابلتها بإبتسامة : إحنا بنتكلم يا نسمة مش بناكل
نظرت نحوه بشوق : ماتنسيش إن دى اول مرة قادرين ناخد راحتنا فى الكلام .
اتسعت عينا نسمة بصدمة لتقول : بس ما تنسيش إن صحباتك عاوزين يقعدوا معاكى
وقبل أن تمنحها بسمة إجابة تزيدها غضبا انصرفت بنفس الحدة التى دخلت بها ، رفع عينيه لها : انى هجوم دلوك وابجى اكلمك لما اروح فى حاچة مهمة لازمن نتحدت فيها .
تعلق كفها بكفه وقد تبدلت ملامحها لعبوس مثير : خليك معايا شوية
عادت ملامحها ترتخى وهو يعود للمقعد وعينيه تفيضان بالحنان ليرجوها هامسا : بلاش الله يرضى عنيكى تتحدتى اكده ، جلبى مايستحملش
*****
طرقات عنيفة على الباب أثارت حفيظة مصطفى ليتجه للباب بسخط : طيب ياللى على الباب .
فتح الباب ليندفع الجنود محيطين به ويخطو ضابط شرطة للداخل : فين ضاحى صالح ؟
قطب مصطفى جبينه بتساؤل : حصل ايه يا حضرة الضابط .
زفر الضابط بضيق فهو من مجريات القضية يتأكد من بلاغ منصور الكيدى لكنه لا يملك سوى تنفيذ القانون رغم مخاوفه من نشوب حرب بين العائلتين ، خرج ضاحى من الغرفة لينظر له الضابط قائلا : حضرتك متهم بالتحريض على قتل الحاج زيدان ابو العز
لم يبد على ضاحى الصدمة بل اقترب بهدوء : بس حضرتك عارف إن البلاغ كيدى !
نظر الضابط أرضا ثم نظر له : تنفيذ القانون مالوش علاقة برأيى الشخصى ..لكن اتمنى إن يكون في طرف يستخدم العقل ، املى كبير إن الحاج زيدان يفوق .
أومأ ضاحى متفهما ثم نظر لولده : كلم عمك هيبة وعرفه اللى حوصل ، وروح ل دياب واد عمك يحصلنى على المركز ومارايدش اى مشاكل مع اى نفر من عيلة ابو العز .
انفعل مصطفى فورا : انت بتجول إيه يا بوى ! انت هتروح معاهم وانت خابر إيه اللى ممكن يعملوه عيلة ابو العز ؟
اندفع مهدى نحو أبيه بعصبية : محدش يجدر يعمل حاچة يا مصطفى المهم دلوك نوصل لعمى هيبة وعمى حسين .
أيده ضاحى : خوك عنديه حج
ثم نظر للضابط : بعد اذنك خمس دجايج وهاچى مع حضرتك.
أومأ الضابط موافقا ليتجه ضاحى للداخل ، فتح باب غرفته لتنطلق نحوه : ضاحى ماتروحش معاهم
تلقاها ضاحى مبتسما : كيف يا ريتا بس ، انى ماعملتش حاچة ويوم ولا تنين وهرچع .
تعلقت بملابسه : وإذا الحج زيدان مات ؟؟ هتروح فيها يا ضاحى وإذا الحكومة برأتك عيلة ابو العز مش هيسبوك .
هو على علم بكل ما تفوهت به ورغم ذلك لا يجد مفرا من السير في هذا الطريق ، مد ذراعه يقربها من صدره المشتعل بمخاوفة : ماتخافيش يا ريتا انى عاوزك فى ضهرى زى كل ضيجة عدت علينا .. وهتعدى بأمر الله .. هتعدى .
*****
جلست وفية امام أبيها الذى تساءل بحدة : يعنى إيه موافقة ؟ موافقة تبقى زوجة تانية !! موافقة تتجوزى راجل اكبر منك بخمستاشر سنة !!
رفعت رأسها : ايوه يا بابا موافقة وسعيدة كمان
انتفض شاكر : يا بنتى انت لسه قدامك فرص احسن منه ..يا وفية ماتبعيش نفسك بالرخيص .
وفية : يا بابا انت مش عارف محمد علشان كده بتحكم عليه غلط . انا موافقة على كل ظروفه .
نظر لها شاكر بغضب : حيث كده اتفضلى اطلعى اتفقى معاه واياك يا وفية تعارضى طلب اقول عليه . انا اساسا مش موافق على الجوازة دى
اندفع للخارج لتتبعه بخوف ، نظر لهما محمد ليقرأ ما يدور بينهما ، لا يمكنه لوم شاكر علي مخاوفه وقلقه منه ، هو نفسه إن جاءه من يخطب ابنته وهو بمثل ظروفه لفاق صراعه هذا الصراع الذى يراه .
نظر له شاكر بحدة : شوف يا استاذ محمد ، اذا عاوز تتجوز وفية فعلا لازم تجيب لها شقة فى نفس المستوى اللى عايشة فيه زوجتك الاولى ، وتفرشها بالفرش اللى هى تختاره واهم حاجة تعمل لها فرح كبير . بنتى مش هتبقى زوجة فى السر ولا هتعيش فى الضل ومراتك لازم تبقى عارفة .
ابتسم محمد رغم الحدة : اكيد طبعا أنا مش هفرق بينهم في اى حاجة ، الشقة مش بس فى نفس المستوى لا كمان فى نفس الحى  وهى مفروشة فعلا والفرش وفية تغير  اللى يعجبها أما علم مراتى فهى فعلا عندها خبر وعارفة انى هتجوز .
قاطعه شاكر : والفرح ؟؟
أومأ محمد : حاضر .. بس مش فرح كبير انا فعلا ماعملتش فرح قبل كده لكن وفية تختار القاعة والفستان وكل اللى يسعدها لكن مش منتظر حد يحضر من طرفى
سمعت الألم بنهاية كلماته وتمنت أن تأتيها الفرصة لتنزع عنه هذا الألم لكن أبيها لم يمنحها تلك الفرصة وتساءل  فورا : وشبكتها ؟؟
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الحادى عشر من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة