-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى - الفصل الخامس

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الخامس من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى. 

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل الخامس

اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى
رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى


تابع أيضا: قصص رومانسية

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل الخامس

وصل سويلم لمنزل عمته التى استقبلته بلهفة واضحة لا تظهر منها إلا نادراً ، رفع محمد حاجبيه بغيظ وهو يراها تقبل نحو ابن أخيها : فيك إيه يا جلب عمتك ؟ چرى لك إيه طمنى ؟
ابتسم سويلم بمجاملة : ماتفزعيش يا عمة أنى زين جدامك اهه .
ضمته بلهفة استسلم لها بخنوع ليحمحم محمد بغيظ : خلاص يا رحمة قدامك كويس اهو .
أشار لولده : خد ابن خالك يا حمزة يرتاح .
اقترب منه حمزة بود : تعالى معايا يا سويلم ..
ابتعد سويلم عن عمته برفق ليرافق حمزة للداخل بينما عجز محمد عن لومها وعجز عن وأد غيرته ليزفر بضيق ويتجه لغرفته بغضب تعجبت له لتلحقه بلا تردد وقبل أن تصل اوقفتها زينة : ماما انا رايحة الجامعة .
نظرت لها رحمة : هتروحى لوحدك ؟ بلاش النهاردة .
ابتسمت زينة : ماتقلقيش يا ماما انا مش صغيرة وبعدين حمزة مع سويلم طول الليل خليه يرتاح انا طلبت اوبرا وهطلبه وانا راجعة .. اطمنى .
اومأت رحمة لتقترب زينة تقبل وجنتها قبل أن تغادر لتتجه رحمة للغرفة عازمة على استطلاع سبب غضبه الذى أصبح يثير غضبها هى .
*****
جلس مهران وطايع الذى تخلى عن عمله ذلك اليوم حتى ينهى هذا التصدع الذى أصاب عائلته الصغيرة بينما بدأت ليليان تعد الفطور .
خرجت نسمة من غرفتها لينظر لها أبيها بتعجب : رايحة فين ؟
علقت حقيبتها بكتفها : عندى محاضرة وبعدين هروح التمرين ..البطولة قربت وانا ناوية اخد الكاس السنة دى كمان .
نظر لها بتعجب ليرى التصميم فوق ملامحها بشراسة زادت عجبه ليقول مهران : هتروحى لحالك ؟
ابتسمت لعمها بكبرياء : ايوه يا عمى ماتخافش انا مش صغيرة وقادرة احمى نفسى .
رفع مهران أيضا حاجبيه بدهشة للشراسة التى اجابته بها وقبل أن يطرح المزيد من التساؤلات التي تعلم جيدا أنها لن تنتهى وضعت قرارها حيز التنفيذ و غادرت مسرعة .
خرجت ليليان حين سمعت إغلاق الباب ليزفر طايع ويشرد بعينيه : انا مش مطمن عليكى يا نسمة
نظر له مهران متسائلا : نسمة !! المفروض تقلق على بسمة مش نسمة !!
تنهد طايع بألم : لا انت غلطان ..بسمة محددة أهدافها من زمان وعارفة إن الحب سر السعادة .. واثقة فى نفسها وثقتها دى هى سبب عشق سويلم ليها فى الأول والسبب اللى هيرجعه ليها من تانى .. لكن نسمة كفرت بالحب .. شيفاه ضعف وده مخليها مشوشة ومش قادرة تحدد طريقها
نظر لأخيه بحزن : انا بجد خايف عليها اوى .
استمعت زوجته لكلماته لتنظر أرضا وتعود للمطبخ وهى تعيد بعض ذكرياتها .. لطالما دعمت نسمة في كل مراحل حياتها ، لكنها لم تخبرها مطلقا عن حبها لزوجها واكتفت أنها تعيشه معهما .لم تخبرها سوى ما أرادت منها الوصول إليه .. صورة الفتاة القوية ..المتحكمة فى مصيرها .. التى تحقق كل احلامها .. التى لا تعرف الخوف ، أو التردد ، أو الضعف .
فما كان من الصغيرة سوى أن نحت كل هذه المشاعر جانبا وتركت نفسها خاوية القلب والروح . بدأت تنظر إلى كل ما تنتقده فى شقيقتها وتنتهج عكسه تماما بلا تردد لتجد فى النهاية ابنتيها تسيران فى اتجاهين متعاكسين .وهى السبب فى ذلك .
وفى المقابل لم تقدم ل بسمة سوى النقد والانتقاص ورغم ذلك راقبت الصغيرة العلاقات حولها بدقة لتتعرف على أهمية الحب وتحدد مكانته في حياتها ،بل وتختار أيضا من يسير على نفس خطاها .
كم أخطأت في حق نسمة !!
كم تخاف عليها !!
كم هى فخورة ب بسمة !!
بلى هى كذلك ، فبعد كل ما حرمتها منه أثبتت تلك الصغيرة أن تلك المرحلة التى رأتها فيها مترردة وخائفة وبلا شخصية كانت هى تراقب فيها وتحلل لتقدم لنفسها ما حرمتها هى منه .
كم أخطأت في حق بسمة أيضا !!
زوجها كان محقا ، لقد كانت أما سيئة .. لكنها حاولت ..أكانت محاولاتها كافية !!؟
يمكنها أن تحاول مجددا ، ستجد طريقة تصل ب نسمة إلى النجاح الذي تستحقه ، يصعب عليها أن تفعل المثل مع بسمة فالاخيرة كل قرارات حياتها المصيرية لا تشرك فيها أحد أما نسمة فهى مرآة قلبها التى ترى بها مستقبل باهر .

****
وقف تاج فى نفس المكان الذي يقف فيه دائما حين يتخلص من رفقة مازن ليراقب وصولها للجامعة ، هو يحفظ جدولها عن ظهر قلب ومواعيد حضورها وانصرافها ، لا ينكر أن إلتزامها يريحه ويمكنه من مراقبتها بشكل أفضل ، ولا ينكر أيضا أن النظرة التى كانت تخص بها مازن أوقفته دائما خلف حد لم يمكنه تجاوزه . لقد رأى إعجابها به ..نظرة الانبهار التى تراه بها . الشوق الذى تحيطه به . ورغم أنه عاجز عن التقدم نحوها فهو عاجز أيضا عن البعد عنها أو إرغام قلبه على نبذها أو رفضها .
رأها تترجل من السيارة لينظر لها بغضب ، لم أتت للجامعة دون رفقة أخيها !!
لم يفكر للحظة واقترب منها فورا ، أوقفها مناديا اسمها : زينة
إلتفتت نحوه وهى تخلع عن عينيها نظارتها السوداء ليذوب فى لون عينيها الرمادى الذى امتزج فيه لونى عينى والديها ، نظرت له بتعجب : تاج !!
ازداد قربا ليقف أمامها لا يخفى نظرته الغاضبة ولا يجد مبررا لإيقافها ، ظل للحظات صامتا لتتساءل : فى حاجة يا تاج ؟
ورغم صخب دقاته التى تطغى على صوتها إلا أن عينيه دارتا حولها ليحمم متسائلا بحرج : حمزة فين ؟
رفعت أحد حاجبيها بنظرة كادت ترديه أمامها من حدتها وقد تبدلت الأدوار لتتساءل هى : ليه ؟ انت تجارة وحمزة هندسة !! عاوز منه حاجة ؟؟
حمحم مضطربا أمام تلك الحدة التى تنظر له بها ليقول : وايه دخل الدراسة إحنا قرايب قبل اى حاجة .
اومأت بصمت دون اقتناع لتقول : عموما مازن مانزلش الجامعة النهاردة .
اولته ظهرها ليوقفها مجددا : بس ده مايخليكيش تيجى فى اوبرا لوحدك .. كان عمو محمد وصلك أو جيتى مع واحدة من صحباتك .مايصحش تركبى المسافة دى كلها مع راجل غريب .
تألمت ملامحها ، لقد كانت محقة ، إنها تستمع لنبرة الغيرة تصدح مع كلماته التى يحاول أن يخفى بها غضبه ، أغمضت عينيها بحزن ، فالأمر لم يتوقف على إساءة اختيارها ، فهى لم تظلم نفسها وحسب ؛ بل ظلمت قلبا ما كان عليها أن تظلمه .
تنهدت بحيرة ، هى لم تبرأ من جرح مازن بعد ، ولا يمكنها أن تظلمه أكثر من ذلك ، لن تتخذه دواءا لجرحها .
هذا الشاب الخلوق الذى تشهد العائلة كلها بطيب خلقه ، لن تحمله المزيد .
دارت على عقبيها وقد تبدلت ملامحها للحدة مجددا : اظن دى حاجة ماتخصكش !!
قطب جبينه بشدة دليلا على عدم توقعه هذا الرد منها لتتابع : من فضلك يا قاريبى . زى ما انت شايف إنه غلط انى اركب تاكس لوحدى انا شايفة إن غلط اقف معاك لوحدى . عن اذنك .
ولم يتمكن من إيقافها مجددا . غادرته لينقبض قلبه ألما وتثور دماءه غضبا وهو يرى رفضها قربه ويراقب ابتعادها عنه ورغم ذلك لم يتمكن من إرغام عينيه لتبتعد عن ظلها الذى يبتعد حتى رأها بين الفتيات .
***
غادرت رحمة الغرفة بعد أن سألته مرة واحدة عن  سبب غضبه ليعاملها ببرود ويتجه للنوم ، راقبته بحيرة ورغم ثقتها بأنه يتظاهر بالنوم إلا أنها لم تحاول منعه من هذا التظاهر .
شعر محمد بها وهى تبتعد عن فراشه وتغادر الغرفة ليزداد غضبه منها ، إنها لم تكلف نفسها محاولة أخرى .. ظل للحظات يوارى غضبه قبل أن ينهض عن الفراش ويلحق بها .
بينما فى الغرفة الخاصة ب حمزة راقب سويلم هاتفه انتظارا لمهاتفة خالد ، لم يصبه اليأس رغم مرور الوقت ، رأى حمزة يستسلم للنوم ليلزم الهدوء فابن عمته بحاجة للراحة بالفعل . إلتفت نحو الباب حين شعر بدخولها ، نظرت نحو صغيرها الغارق فى سباته ثم نحوه متسائلة بحنان : مانمتش ليه يا سويلم ؟
ابتسم بنفس الشحوب : أنا نايم طول الليل  يا عمة ماتجلجيش .
جلست بجواره : طيب احضر لك الفطار ؟
رفض بتهذب : لاه هستنى حمزة .
ربتت فوق صدره بحنان قبل أن تغادر الغرفة بهدوء كما دخلت لتعود عينيه لمراقبة هاتفه .
****
وقف محمد منتظرا خروجها من غرفة ولده بينما كان تفاجؤها جليا بوقفته تلك وسرعان ما ظهرت علامات عدم الرضا على وجهها وزفرت بضيق كاد أن يحرقه غضبا  . اقتربت منه : فى إيه يا محمد ؟
أشار نحو الغرفة برأسه : كنت بتعملى إيه ؟
نظرت بنفس الاتجاه : بتطمن على الولاد . فى إيه ؟
أمسك كفها يسحبها خلفه نحو غرفتهما ، لحقته بتعجب حتى اغلق الباب وقال بحدة : طول ما انا متنيل نايم تترزعى جمبى . فاهمة ولا مش فاهمة ؟
زاد تعجبها وتملكت منها شخصيتها العنيدة  لتعانده بلا تردد: لا مش فاهمة .
قبض على ذراعيها ليقربها منه : رحمة بلاش تستفزينى دلوقتى علشان ماتزعليش منى .
حاولت تخليص ذراعيها من قبضته بلا جدوى فتقول : انت جرى لك ايه ؟ بتغير ما ابنك وابن اخويا !! انت بتكبر وتخرف ولا إيه ؟
رغم حاجته الشديدة لقربها ، رغم تعطشه لحنانها ، رغم تلهفه لضمها ؛ إلا أن اهانتها تلك لم تمنحه سوى خيارا واحدا فخلص ذراعها الأيمن من قبضته التى ارتفعت بالهواء لتهوى فوق وجنتها فتلقى بوجهها بعيدا عن وجهه ، تطاير الغضب من عينيها وهي تضغط على أسنانها رافضة إعلان الألم ، بل عادت تواجهه نظراته بحدة : انت اتجننت ! بتضربنى يا محمد ؟
عادت قبضته لذراعها ليزيدها قربا منه وهو يقول بغضب : انا زهقت من كبرك وعنادك .. زهقت من اهمالك لوجودى .. المفروض جوزك يكون أول اهتماماتك مش حد تانى . ومن هنا ورايح مش بس هضربك . ده انا هكسر دماغك كمان .
استجمعت كل قوتها لتنفض قبضتيه عنها : لا انت غلطان . مش انا اللى تنضرب وتسكت .. مش انا اللى تسمح لك تهينها أو تقل منها .. والقلم ده هتدفع تمنه غالى اوى .
تجاوزته نحو باب الغرفة ليزداد صدره استعارا منها ، لم لا تسأله ما خطبه !!
لم لا تهتم بما يحدث معه !!
تبا لعنادها وكبرها .
وقبل أن تصل للباب شهقت مع سحبته لها للخلف وصوته الذى لم يصل للصراخ لكنها تسمع فيه صراخا وهو يقول : مفيش فايدة فيكى !! عمرك ما فكرتى إلا بالعند والكبر ..
تقهقرت خطواتها مرغمة مع خطواته حتى وجدت نفسها ملقاة فوق الفراش وهو فوقها ولم تر بعينيه سوى هذا الغضب الذى لم يزعزع ثقتها بنفسها لتدفعه بقوة : انت اكيد جرى لعقلك حاجة . ابعد عني .
زادت قسماته ظلاما ووجهه احتقانا غاضبا لتهتز عينيها للمرة الأولى وهى تشعر بحياتهما تتجه نحو هاوية مهلكة ستودى بهما لأنه وللمرة الأولى لا يدعمها بل هو فى الجبهة المواجهة لها .
وللمرة الأولى أيضا لا يهتم سوى لنفسه ، لقد سأم اهتمامه الذى تقابله بالبرود واعياه حبه الذى تقابله بالعند والمكابرة ، لطالما كانت أولى اهتماماته ، ولطالما كان آخر اهتماماتها لذا لم يرع تلك الرجفة بعينيها ولا تلك القشعريرة التى سرت بأوصالها
ليسكنها أضلعه مرغمة للمرة الأولى بحياته ، فطالما لا تشعر بحاجته إليها فليروى حاجته منها مبادلا إياها نفس عدم الاكتراث الذى تشعره به .
****
جلست بسمة وإياد الذى ايقظته للتو لتناول الفطور فظهر الامتعاض جليا بملامحه ليدفعها للتبسم .
جلس الجميع أيضا لم يغب عنهم سوى نسمة ، كان الحرج سيد الموقف والصمت حليف الجميع حتى قطعه خالد : بسمة عاوز  اتكلم معاكى فى موضوع مهم .
نظرت نحوه دون أن تتحدث ليتابع : احممم . انت طبعا عارفة إن علم الوراثة شغفى وسبب دراستى للطب .
ابتسمت مشجعة ليتابع : انا قرات كتير عن الطفرات الچينية وعن المتلازمات الاكثر شيوعا ومنها متلازمة كلاينفلتر .
ذابت بسمتها المصطنعة ليستمر دون النظر لنظرات الجميع التى تحاول ردعه : طبعا انت عارفة إن المتلازمة من أهم أسباب العقم عند الرجال لكن ما تعرفيش إن مع تطور العلم سنة الفين وعشرة نجح كتير من أصحاب المتلازمة فى الانجاب عن طريق الحقن المجهري خصوصا الأفراد اللى السمات العامة للمتلازمة مش ظاهرة عليهم ودول نسبة قليلة .
قاطعته بسمة بهدوء : واحد من كل خمسمائة شخص مابيظهرش عليه أعراض وده زى سويلم
أومأ خالد موافقا لها لتتابع بثقة كبيرة : انا مقدرة صدمته وعارفة إنه هيمر بوقت فاقد الثقة في نفسه لكن عارفة إنه هيفوق ومنتظرة منه يعمل كده بسرعة .
نظر لها مهران : يعنى إيه ؟؟ ممكن ترچعى له وانت خابرة إنه ممكن مايخلفش ؟
نظرت لعمها : النسبة ما تختلفش كتير يا عمى بالنسبة ليا لأنى مؤمنة إن الاولاد رزق وهبة من ربنا ومحدش بيتحرم من رزقه مهما صعبت الظروف ولا حد بياخد اكتر من رزقه مهما حاول تطويع الظروف .
تنهد مهران : ونعم بالله يا بتى..
وتحول للحدة ليتابع : بس اللى سواه سويلم عشية ماهيعديش بالساهل واصل .
عادت تبتسم وهي تتساءل : قولى يا عمى ؛ لو عمتى روان ماكانتش بتخلف كنت هتسيبها ؟
اتسعت عينا مهران لهذا السؤال المباغت وتذكر فورا لمحات مما مر به مع زوجته حين لم يرزقهما الله بعد خالد لسنوات طويلة ، تنهد مهران وعينيه نحو حبيبته : لا كنت ههملها ولا أسمح لها تهملنى .
اتسعت ابتسامة بسمة : يبقى حضرتك عرفت جواب سؤالك .
نظرت لها أمها بتعجب بينما ابتسم طايع : بس لما يرجع لازم أعلمه الأدب .
اومأت بتفهم وهى تنظر له بحب : مااقدرش الومك على حمايتك ليا . ولا اقدر امنعك تاخد حق وجعك عليا .
نظر إياد للجميع بتعجب بينما قال خالد : انت كمان محتاجة متابعة مع دكتور .
اومأت بحرج واضح ليصمت هو وتوارى هى حرجها بالنظر ل إياد قائلة : بعد الفطار هقيس الفستان علشان الديزاينر الكبير بتاعنا يضبطه عليا .
ابتسم إياد ونظر أرضا كعادته لتحاول ليليان أن تقترب منه خطوة : بس انت نفذت التصميم فين يا إياد ؟
نظر لها وقال ببساطة : فى ورشة الجمعية .
اتسعت ابتسامته ليخفيها خلف كفه كعادته أيضا وهو يتابع بسعادة : وهدخل مسابقة تصميم
تابع عنه خضر : المشرفين كلهم بيقولوا هياخد المركز الأول
رفرفت ضحكاته البريئة ليتبدل مزاج الجميع نحو الأفضل ويقول طايع : انا فخور بيك يا إياد .
رفع إياد عينيه نحوه واخفضهما مسرعا لتؤكد ليليان : لازم كلنا نفخر بيك يا إياد .
نظر لها بتعجب كذلك اغلب الحضور عدا زوجها الذى نظر لها براحة وقلبه يتمنى أن تستمر بتلك العقلية المتفهمة وألا يزول اثر ما حدث بالساعات الماضية عنها .
****
دخلت وفية إلى متجر العطارة بذلك الحى الراقى لتجد أبيها فيتهلل وجهها فرحا وتقبل عليه : اخيرا يا بابا نزلت المحل !!
ابتسم لها رغم سيطرة الحزن عليه قلبا وقالبا : يعنى هفضل طول عمرى رامى الحمل عليكى يا وفية ؟ واهو اتسلى شوية .
اومأت وهى تجلس أمامه ليتلفتت متابعا : بس الحال واقف كده ليه ؟
طمأنته بهدوء : لا ابدا المحل شغال كويس بس اكتر الشغل وصفات الجمال الطبيعية اللى بنزلها على النت والعطارة شغالة عروض اول اسبوع فى الشهر ماتلاقيش مكان تقف فى المحل .
ابتسم بحنان فهو لم يظن ابدا أن ابنته الوديعة الرقيقة قد يمكنها إدارة تجارة بل والنهوض بها بعد أن سقط هو ، نظر لوجهها الذى يبدو متجهما ، يبدو أن صغيرته فقدت فرصتها للحب ، لقد تخطت الثلاثين من عمرها دون أن ترتبط مجددا منذ فسخ ذلك الحقير الذى أئتمنه عليها الخطبة فور دخوله مصحة نفسية . لكم قاست تلك الفتاة !!!
أشاح بوجهه عنها متشاغلا مع أحد الزبائن لتترك هى له الفرصة عله يخرج من صدمته ويعود أبيها لها فيعيد لها بعضا من حياتها المفقودة .

****

اخيرا أضاءت شاشة الهاتف ليلتقطه بلهفة سرعان ما خبت حين رأى اسم أخيه عليها . رفع الهاتف ليأتيه صوت سليم : سويلم إحنا قدام الباب بس عربية عم محمد راكنة وممكن يكون نايم . أنزلنا تحت .
تنهد سويلم مستسلما : حاضر يا سليم هجول ل حمزة وانزلكم .
اتجه نحو فراش حمزة ليهزه بهدوء فيفتح عينيه سريعا بنظرة ضائعة ، حاول أن يبتسم : حمزة انا نازل اجابل سليم ودياب تحت . انت خابر دياب زين .
وصلت كلماته لرأس حمزة ليستفيق فورا ويعتدل جالسا : انا جاى معاك .
حاول سويلم إثناءه عن ذلك إلا أنه قابله بإصرار استسلم له حتى لا يطل غيابه عن أخيه وابن عمه .
******
غادرت عفاف المدرسة بخطوات سريعة كالعادة ، مرت فوق الجسر الذى يربط ضفتى النجع الصغير برأيها لتتجه إلى منزلهم لتتذكر ما حدث منذ عدة أيام ...
حين توقفت سيارة أمامها تعلمها جيدا .
عودة للوراء...
اسرع مصطفى مترجلا عن السيارة وفى لحظة دار حولها ليقف أمام عفاف التى تنظر له كأخ اصغر .
تعلقت عينيه بها ليتساءل : ازيك يا عفاف ؟
ابتسمت بود : الحمدلله زينة يا واد عمى . عمى ضاحى إخباره إيه ومريم وعمتى ؟
اتسعت ابتسامته ببلاهة : الحمدلله كلنا بخير .
نظرت عبر الزجاج : كيفك يا لبيب وليال كيفها ؟
أومأ لها لبيب : الحمدلله يا بت عمى كلنا بخير .
كادت أن تتحرك ليوقفها مصطفى مجددا : رايحة فين ؟
هزت كتفيها ببساطة : مروحة . فى حاچة ؟
دارت عينيه ليقول : ايوه عاوز اتبرع للچمعية بتاعتك .
ابتسمت بسعادة : وماله تعالى بعد العصرية هبجى انى وبوى هناك .
قبل أن يجيب توقفت سيارة أخرى لتدور عينا عفاف بتوتر وفى لحظة وقف دياب متسائلا : خبر إيه ؟ واجفين ليه إكده ؟
ترجل لبيب فورا : كيفك يا واد عمى ؟ كنا بنسأل الأستاذة نروحوا ميته الچمعية .
نظر دياب للجميع بحدة : مش سبب توجفوا لأجله بت عمكم فى الطريج إكده
تأهب مصطفى للرد ليمسك لبيب ذراعه فتنقبض كفه بغضب وليتابع لبيب : عنديك حج يا واد عمى .
نظر ل عفاف : حجك على راسى يا بت عمى ، بعد العصرية ناچوا الچمعية .
وسحب مصطفى مرغمه على ركوب السيارة دون أن تنقطع النظرات الحادة بينه وبين دياب .
تحركت السيارة ليدور برأسه نحوها آمرا : اركبى اوصلك .
نظرت له بعند : لاه انى هروح لحالى زى كل يوم .
أغمض عينيه متحكما فى غضبه وهو يطحن ضروسه : اركبى من سكات واخر مرة اشوفك واجفة فى الشارع إكده
رفعت رأسها بتحدى : كلالتكم ولد عمامى ، كنت واجفة معاهم كيه ما انى واجفة معاك دلوك . وعموما خلصنا انى اتأخرت .
وتجاوزته للأمام وهى على ثقة أن عينيه تراقبها بغضب حتى توارت ليعود لسيارته منفثا عن غضبه بسرعته الفائقة .
تنهدت بأسى وهى تذكر أن أباها أخبرها صباحا أنه توجه للقاهرة ، لن يعترض طريقها. لن ترى غضبه . رغم أنها تعمل على التمسك بقوة أمامه إلا أنها تحب تجهمه والذى ترى اهتمامه بها عبره .
لولا حساسيته المفرطة لأخبرته كم تتعاطف معه لكنه لن يتقبل ، هى لن تشعره بضعفه مهما رأته جليا .
دياب قوى ويجب أن يظل كذلك .
عادت من ذكرياتها وقد لاح منزلها في الأفق ، أسرعت الخطى نحوه فلابد أن أبيها قد قد عاد من حقله منتظرا لها ، لكم تتمنى أن تتزوج رجلا كأبيها .
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الخامس من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة