-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى - الفصل السادس عشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السادس عشر من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى. 

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل السادس عشر

اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى
رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى


تابع أيضا: قصص رومانسية

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل السادس عشر

وصل دياب إلى منزل عمه بناءا على طلب الأخير ليجده وزوجته بإنتظاره ، رحبا به ليجلس أمامهما فيقول رفيع مباشرة : اعمل حسابك هتروح مع مرت عمك تشترى شبكة عروستك وتروحوا عشية تجدمها لها .
حمحم دياب برفض ورفع سبابته اليمنى يجذب ياقة قميصه بحرج ليتساءل رفيع : خبر إيه ؟؟ غيرت رأيك في الچوازة ولا إيه!!
رفع عينيه لينظر لعينى عمه مباشرة : ليه يا عمى شايفنى عيل يلحس كلمته ؟؟
ابتسم رفيع : خابر إنك راچل .. وراچل زين ...
قاطعه دياب : كتر خيرك يا عمى .. كل الحكاية انى شايف إذا العروسة تروح بنفسها تختار شبكتها يبجى احسن بزيادة هتتچوز غصب عنيها .
نهره رفيع : يعنى إيه غصب عنيها ؟؟
كاد أن يجيب لتسبقه رنوة : دياب عنده حق يا رفيع ، ظروف الجوازة فيها شئ من الضغط وأقل حاجة يقدمها ويثبت بيها حسن نيته إنها تختار شبكتها بنفسها .
نظر لها بطرف عينه قبل أن يعود بكليته ل دياب : ماشى هخبر بوها واعمل حسابك هتاچى من الليلة تنام في اوضة ستك شريفة . العمال زمانهم فى دارك شيعتهم مع سويلم .العجد هيبجى اخر الشهر .
أومأ دياب بصمت وقد تبدلت ملامحه لأسى لا تخفى أسبابه على اى منهما رغم أن رنوة تتشكك تماما فى كل أسبابه تلك ولن تهنأ حتى تتأكد أو تنفى كل شكوكها .
*****
لم يهتم منصور لسقوط عمه لكن سقوطه شتت الجميع ليتمكن من المغادرة دون أن يملك أحدهم فرصة للاقتصاص منه .
حمل زيدان لغرفته والتف حوله ثلاثتهم قبل أن يصل زيدان الصغير فيقتحم الغرفة غضبا : صوح اللى حوصل لچدى !!
أوقفه حسين : زيدان كلمة واحدة ماهتنهاش . واحد منكم يعترض طريج منصور لا هو ابنى ولا اعرفه .
صدم الجميع حتى هاشم نفسه الذى يرى والده قد تخطى كل الحدود .
فتح زيدان عينيه بضعف وهمس : حسييين
هرول إليه ولده : امرك يا بوى .
همس زيدان : هات لى هيبة واد صالح دلوك
تحرك من فوره ملبيا : امرك يا بوى
نظر لولده يزيد فقط ليتحرك الأخير فورا ويعود بعد نصف ساعة بصحبة هيبة الذى قبل طلب زيدان بتسريع الزواج لإنهاء هذا الأمر وإغلاق كل طرق الفتنة أمام منصور فهو نفسه قد طالته سموم حقده ولن يجد ترياقا ليبرأ منها .
طالما يرى سليمة أمامه ، طالما يرى زهرة ربيعها الذى ذبل وشبابها الذى ولى فلن يبرأ حتى يأتى الموت لتدفن معه اوجاعه وخطاياه .
*****
دخل حسين لغرفة ابنته التى تشاركها فيها همت ليجد الأخيرة تغط فى نوم عميق ، نظر لها بأسى ثم لابنته : عاملة إيه دلوك ؟
همست دينا : الحمدلله يا بوى غلبتنى لحد ما راحت فى النوم
أومأ بصمت لتتساءل : بدك تجول حاچة يا بوى ؟
عاد يومئ بصمت لتنظر له بصمت ، تجاوز صمته دقيقتين لتفطن أنه جاء بخبر عن زواجها لكن ترفض الضغط عليه ، هى تعلم مقدارها بقلبه جيدا لذا تتقبل رفضه الداخلى لهذا الزواج . منحته الوقت الذي يحتاج حتى قال : حددنا معاد العجد .
عاد للصمت لحظات ثم تابع : اخر الشهر .
اومأت بتفهم : حاضر يا بوى .
نظر أرضا لتقترب منه هامسة : ماتشيلش همى يا بوى هبجى زينة
نظر لها بحزن : يا بتى الولد ده بوه كان ...
قاطعته فوراً : انت جولتها ؛ بوه مش هو
نظرت أرضا بخجل : صراحة أنا سألت عنيه يزيد اخوى وشكر فيه .
دقق النظر نحوها شاعرا بالذنب والتقصير رغما عنه ، إنها وحيدته الغالية شبيهة حبيبته الراحلة التى حرم على نفسه النساء بعدها ما حيا ، كيف يزوجها بتلك الطريقة وهى تستحق افضل الرجال .
شعرت دينا أن والدها لازال يؤنب نفسها لأجلها فابتسمت بمشاغبة : شكلك يا بوى غيران .
رفع حاحبيه ونظر لها بدهشة لتتابع : حجك تغير عليا طبعا اومال تغير على مين ؟؟
فطن حسين لمشاغباتها ليبتسم مكرها فمن يرسم البسمة فى قلبه وبين شفتيه سواها ؟؟
فتح ذراعيه لتستقر حيث يشعر بالراحة فى قربها من قلبه .
****
عادت بسمة للمنزل بعد يوم دراسى صعب منهكة العقل توجهت لغرفتها لتستوقفها اصوات عالية صادرة عن غرفة شقيقتها التى تصيح : انا حرة ومابقتش صغيرة
يعلو صوت أمها : انت من امته عنيدة كدة ؟ طول عمرك بتسمعى كلامى جرى لك ايه ؟
ساد الصمت لتتجه للغرفة وتطرق بابها برفق ثم تدخل مباشرة ، نظرت لكلتاهما وقالت بثقة : اكيد بابا مش هنا طبعا .
نظرت لها أمها بحدة لتقترب من نسمة التى تجلس بطرف الفراش ويبدو جليا أن أمها تضغط عليها في أمر ترفضه ، جلست بجوارها وتساءلت : فى إيه يا نسمة ؟ انت عصبية اوى الأيام دى !
نظرت لها نسمة وزفرت بضيق : بسمة مش ناقصة مواعظ .
نظرت بسمة أرضا : مش مواعظ يا نسمة انا خايفة عليكى
قاطعة ليليان حوارهما : هو انت اصلا تعرفى تنصحى حد ؟ كنت نفعتى نفسك .
فركت بسمة جبينها ؛ لقد عادت أمها لسابق عهدها معها ، رفعت عينيها تنظر لها بثقة : ماتخافيش يا ماما عليا انا هعرف انفع نفسى .
لتأتى الحدة من قبل شقيقتها : هتنفعى نفسك ازاى ؟ انك تتجوزى واحد أقل منك !! انك تسيبى القاهرة وتعيشى فى الصعيد ؟؟ انك تتحملى إنك فى الغالب ماتكونيش ام ؟؟
وقفت بسمة بهدوء ونظرت ل نسمة مباشرة : هنفع نفسى انى اخترت راجل يقدر يحافظ عليا ، اخترت اعيش حبيبة ليه ، اخترت احارب معاه مش احاربه ..عن اذنكم .
واتجهت للخارج لتنظرا فى أثرها حتى أغلقت الباب دونها ، نظرت ليليان نحو نسمة وقالت : انت جوزاتك احسن من جوازة اختك وجوزك مثقف وكلاس عن جوزها ورغم كده مش قادرة تكسبيه .. يا ستى لما يقولك كلمة مش عجباكى ابتسمى فى وشه من باب المجاملة .. بلاش النقار والخناق عمال على بطال واهو كلها يومين ويبقى جوزك شرعا ومن حقه يقول كل اللى هو عاوزه .
نظرت لها نسمة : لا يا ماما مش من حقه .
صرخت ليليان بوجهها : خلاص بقا ارحمينى .. ابوكى لو عرف كلامك ده هيتلكك للولد ومش بعيد يفشكل الجوازة . هتلاقى فين واحد فى مكانته ولا مركزه الاجتماعي ؟ انت مش عاوزة تبقى مذيعة ؟؟ اختارى اللى يرفعك ماتوجعيش قلبى انت كمان كفاية عليا اختك ولا انتو هتموتونى وترتاحوا .
واتجهت للباب لتغادر وتصفعه بقوة ، نظرت نسمة في أثرها ثم أمسكت هاتفها ، أمها محقة .. لقد اختارت بسول وعليها التعامل مع طبيعته وبيئته .. كما عليها استغلال ذلك .
اختارته وستكون له لما لا تنال بعض المكاسب ؟
إن كان عليها تحمل مغزالته لها فعليه أن يدفع ثمن تحملها ذا .لذا تنفست بعمق عدة مرات ثم طلبت رقمه وانتظرت قليلا ...
******
اختارت وفية فستانا أنيقا وبسيطا أيضا ولم يناقش محمد اختيارها ، قاد سيارته حتى توقف أمام بناية فخمة وأخرج مفتاحا قدمه لوالدها : اتفضل الشقة هنا في الدور السابع تقدروا تطلعوا تشوفوها ولو فى حاجة هتحتاج تغير عرفونى وانا هستنى هنا .
تناول شاكر المفتاح منه مكرها : الشقة نمرة كام ؟؟
أجابه بهدوء : الشقة هى الدور السابع كله .
نظر له بدهشة ونظر لابنته التى فتحت الباب وترجلت عن السيارة لتهمس : مش نقوله يطلع معانا يا بابا ؟؟
نظر لها بحدة : اسمعى بقا انا على أخرى من الجوازة دى اتقى شرى يا وفية
كان التحذير الصارخ بلهجته لا يحتمل المناقشة لتنظر أرضا وتتقدمه بصمت بينما ينتظر محمد فى سيارته .

صعدت بصحبة والدها الذى فتح باب الشقة لتدخل تتحسس موضع مقبس الكهرباء ، ضغطه صغيرة فتحت لهما بابا لمزيد من الدهشة ، تقدم شاكر بتوجس يتفحص محتويات المنزل الذى سيكون لابنته ، دقق النظر بحثا عن تفاصيل مهملة فلم يجد وكان أسوأ ما بالأمر أن هذا المنزل لا يحوى سببا لإلغاء الزواج أو تأجيله على أسوأ تقدير  بينما دارت هى بالغرفات دون تفحص فهذه الشقة ليست من أسباب زواجها به مطلقا .

هبطا اخيرا ترتسم السعادة على محياها فكل ما يقدمه لها يفوق أحلامها ؛ زواجها منه يفوق أحلامها أيضا .
استقلا السيارة ليقدم له شاكر المفتاح فيبتسم : لا ده مفتاح وفية انا معايا مفتاحى وإن شاء الله هكتب الشقة باسمها .
رفع شاكر أحد حاجبيه ونظر لها بتشكك لم يعبأ به محمد وحرك السيارة للأمام مكتفيا بالرضا الذى يراه بعينى وفية .
******
كان بسول بغرفته متسطحا بفراشه منذ لحظات حين وصله اتصال منها ، إنه اتصالها الأول على الإطلاق ، نظر للهاتف بشك واسرع مجيبا : نسمة في حاجة ؟؟
وصله صوتها هادئا : هو لازم يبقى في حاجة علشان اكلمك ؟
اتسعت ابتسامته يبدو أن تلك الكلمات التى ألقاها عمدا على مسامع أمه وصلت سريعا لمسامع أمها وها هو يحقق أول أهدافه ..عاد يسترخى فوق الفراش : لا طبعا حبيبتي انت تتصلى فى اى وقت .
تحدثت بحدة غير مبالغ فيها : بسووول
ضحك بسول : طيب .. حاضر .. والله انا مؤدب .
ضحكت ليرتفع حاجبيه وتتسع عيناه ثم يقول بتلقائية : إيه الرضا ده كله !! ده انت رايقة خالص
عادت تضحك : ايوه اصل النهاردة جالى خبر حلو .
تساءل بلهفة : خبر حلو !! يبقى هنتجوز بكرة .
لم تتكلف الضحك هذه المرة لتأسره ضحكتها وتؤثر سلبا على خافق أصابه الجنون ليضخ بعروقه جنونا مطلق جاهز لغمرها تماما  لتأتى كلماتها برقة : لا مش هنتجوز بكرة .. فى قناة فضائية كبيرة طالبة مذيعات وانا بفكر اقدم انت عارف إن ده حلمى
ذبلت كلماتها وتحول المرح بصوتها للأسى : بس خايفة يرفضونى .
اعتدل جالسا بحدة : لا طبعا هتقبلى .. هى القناة اسمها ايه ؟؟
أخبرته ليجيب بثقة : اعتبرى نفسك قبلتى خلاص وبكرة روحى المقابلة زى اى واحدة بتقدم
استرخى فوق فراشه مجددا ليهمس : بس طبعا انت مش اى واحدة .
لم يكن يوما مفاوضا غبيا ، طالما ربح المفاوضات بأقل الخسائر ، وها هي تلوح له بسبب رضاها ؛ مستقبلها !!
سيمنحها ابهر مستقبل ، أكثر إبهارا من أحلامها حتى .
*****

دخل طايع لمنزله بصحبة إياد الذى اتجه نحو غرفته مباشرة ، زفر طايع بضيق وتمنى أن ينتهى كل ما يحدث ليتمكن فقط من رعاية هذا الصغير كما يستحق ، لكم يشعر بالتقصير تجاهه !!!
دخل غرفته ليجد ليليان وقد خلدت للنوم ، ليس النوم في هذا التوقيت من عاداتها ، اقترب منها مناديا اسمها لتتأفف وتعود للنوم ، حل رابطة عنقه بسأم وكأنه بحاجة للمزيد من المشكلات لتزيده هى ، لقد اتعبه عدم شعورها به مطلقا ، لطالما كانت عشقه الأوحد لذا تحمل كل دلالها وأصلح كل أخطائها لكنه بات يخشى عدم تمكنه من المواصلة ؛ بات يخشى عدم احتماله للمزيد .
ظل لدقائق ينظر لها قبل أن يغادر الغرفة مرة أخرى ثم الشقة كلها .
******
طرقات خفيفة على الباب اجفل لها إياد وارتبك متسائلا بقلق واضح عن الطارق ، أتاه صوت بسمة ليشعر ببعض الراحة ويتجه للباب يفتحه .
ابتسمت له بمجرد رؤيته : حبيبى قافل على نفسه ليه ؟
نظر يسارا ويمينا ثم قال : علشان ماما مش بتخبط .
كتمت ضحكتها بكفها وهى تشاغبه : يا خواف
لكنه لم يهتم للمشاغبة وشعرت أن ثمة ما يشغله لتقول : انا ادبست فى الغدا تقريبا ما تيجى تساعدنى !!
اعادته بفكرتها لها كليا ليتساءل بطفولة : نعمل مكرونة ؟
اومأت بتأكيد : نعمل مكرونة
اغلق باب الغرفة بحرص فتقدمت للمطبخ وهو يتبعها .
مر نصف ساعة بين شرود إياد وانتباهه لتتساءل بسمة : إياد انت كويس ؟؟
أومأ بصمت لتتابع بمشاغبة  : طب ما تقوم تعمل السلطة يا اخى !!
ضحك إياد لتضع أمامه طبق الخضروات : وعاوزين السلطة من غير صوابع سعادتك
عاد يضحك لتبتسم براحة لإخراجه من هالة الكآبة التى احاطته مؤخرا
****
خرجت زينة من باب الجامعة تلحق بها الأعين لكنها لم تر اى منهم واتجهت نحو أخيها المنتظرها لتقول بحزم : حمزة ودينى عند بابا المحل .
تعجب حمزة : ليه يا زينة ؟ حصل حاجة فى الجامعة ؟
استقلت السيارة بجواره : لا محتاجة اتكلم مع بابا .
ظل صامتا ينظر لها وهى تنظر خارجا ليتأكد أنها لن تضيف فيحرك السيارة : طيب اطلبيه شوفيه فى اى محل .
****
احتالت رنوة لترتب رؤية دياب ل دنيا دون أن يعترض فزعمت أنه من غير اللائق توجه عفاف لإختيار شبكتها دون أبناء عمومتها فهى لا أشقاء لها ورغم عدم فهم رفيع ما ترمى إليه إلا أنه أيدها ليصحب الجميع عفاف إلى المركز حيث ينتظر هاشم وحده فوالدته لا يمكنها ترك همت وحدها لكن برفقته دنيا التى ستختار شبكتها أيضا وشقيقيها كظلها .
 ترجل دياب عن السيارة يتبع الجميع فها هي ابنة عمه اتت لشراء شبكة رجل آخر وهو مجبر على مراقبتها ، مجبر على تحمل كل هذا .
دخلت عفاف من الباب برفقة رنوة وسيلين ليحتار هاشم لكن رنوة لم تتركه للحيرة وأشارت ل عفاف : اتفضلى يا عروسة .
ابتسمت بمجاملة لتتركز نظراته نحوها دون ابنة عمها التى انشغلت فورا بالمشغولات الذهبية .
اقترب خطوة واحدة مشيرا لهن : اهلا وسهلا. تشرفنا يا آنسة عفاف .
نظرت له برقة : الشرف ليا يا بشمهندس .
أشار لها لتلحق بإبنة عمها التى قالت بحماس : الله يا عفاف شوفى الطقم ده !!

دخل دياب تابعا ابنى عمه لتنظر دينا لثلاثتهم ثم لأخيها الذى أشار بعينه نحو الخلف لتتعرف إلى زوجها المستقبلى .فتصيبها الصدمة لمجرد هيئته .
كيف يطلبون منها أن تتزوج هذا الكائن الذى تراه !!؟

تهادى نحوهم بينما إلتزم سويلم وسليم الحيادية والمراقبة تبعا لأوامر أبيهم المشددة .
اقترب دياب مصافحا يزيد : السلام عليكم . كيفك يا يزيد ؟
صافحه الأخير : عليكم السلام . الحمدلله كيفك يا دياب ؟
أومأ بصمت ثم نظر لها بحرج : اتفضلى اختارى اللى يعچبك .
اتجهت نحو البائع لينشغل عن الجميع ويتقدم بإندفاع : رايحة فين ؟؟
توقفت وتوقفت دماءها بعروقها أيضا فرفعت وجهها ونظرت له كذلك اخويها ليتمتم بحرج : جصدى يعنى شاورى على اللى بدك اياه وانا أچيبه لحدك .
منحته ابتسامة رضا صادقة لقد افزعها فعليا  ليتقدم زيدان : وياه حج يا دينا .
ابتسمت رنوة التى تتسمع الحوار وقد وصلت لنتيجة مرضية عن سبب تحايلها ووصلت لما ارادته تحديدا .
لم تحتج عفاف للكثير من الوقت لأختيار ما تريد وضعت المحبس والسوار ورفعت كفها قرب وجهها ووجهت حديثها ل هاشم : زينة ؟؟
نظر لها بدهشة فاغرا فاه كالأبله : هااا .
كتمت سلين ضحكتها بكفها : جرى إيه يا عريس هتتنح من اولها ؟؟
زادت دهشته صدمة لتنهرها رنوة : سيلين !!
هزت كتفيها بضجر واتجهت نحو اخويها اقتربت ليقتربا برأسيهما منها فتقول بمشاغبة وخبث : عفاف هتجنن العريس
ضحك سليم ونهرها سويلم بنظرة حادة لتتابع : وانا مالى بتبرق لى انا ليه !!
دفعتهما بكفيها لتتجه نحو دياب ودينا بمشاغبة : ها يا عروسة نقيتى !! استتقلى ولا يهمك ابن عمى جيبه مليان .
ابتسم دياب وردعها برقة : سيلى بلاش هزار
نهرته بنفس الحماس : استنى بس مش وقت الجد بتاعك دلوقتى .
أحاطت كتفى دينا متسائلة بهمس : عجبك العريس ؟؟
نظرت لها دينا بدهشة وهمست : واه !! اتحشمى .
لتبادلها سيلين بخبث : ما أنا عارفة إن ابن عمى چنتل
ثم رفعت رأسها وتابعت بصوت اعلى : خلاص حاسب يا دياب بقا واحنا هناك .
وتحركت فورا نحو عفاف : تعالى اعرفك على بنت عمى عروسة ابن عمتك .
ابتعدت ليتجه دياب نحو الصائغ بينما اقترب يزيد برأسه من أخيه متسائلا : مين المچنونة دى !!
وقف ينقده ماله ليختطف نظرة علها تمنحه السكينة لكن عيناه خانتاه فورا وتوجهتا بالنظر إلى حيث لا يريد . زفر بضيق مجبرا عينيه على الانصياع ، لتأتيه صدمة أخرى .

****
وصل حمزة بسيارته أمام المتجر الذى يقف أمامه محمد بقلق لكن زينة ترجلت مسرعة : روح يا حمزة وانا هاجى مع بابا .
نظر لها بتعجب بينما اقبل محمد : فى إيه يا زينة قلقتينى ؟
حرك حمزة سيارته بحدة لتنظر نحو أبيها : احنا لازم نتكلم مع بعض يا بابا .
رفع ذراعه محيطا بها : تعالى يا حبيبتي .
دخلت معه لتجلس صامتة لفترة دون أن يحاول اختراق هذا الصمت وما إن رفعت عينيها نحوه حتى قابلتها ابتسامته الهادئة : ماتخافيش .
زاغت نظراتها ليتابع : طول ما فى نفس فى صدرى اوعى اشوف الخوف ده فى عينك تانى .
تحدثت بحزن : يا بابا .انا ..
رفع ذراعه محيطا كتفيها : انت نور عين بابا ، لازم تعرفى إن مفيش حاجة ولا فى حد هياخدنى منك . انت بنتى يا زينة .. حتة منى .. وإذا وفية قاسمت امك فيا محدش هيقاسمك انت فيا .
نظرت أرضا بخجل : ممكن يبقى عندك ولاد غيرنا
ضحك محمد وقربها منه : حتى لو ده حصل . انت بتحسى انى بفرق بينك وبين حمزة ؟
هزت رأسها نفيا ليبتسم : يبقى ماتخافيش .
نهض بحماس : إيه رأيك اعزمك على الغداء ؟
ماثلته حماسا : غداء إيه يا بابا إحنا المغرب .
حك انفه مبتسما : يبقى العشا .
****
مرت ساعة كاملة منذ دخل مازن حجرته دون أن يسأل عن زوجته أو يبدى ملاحظة لغيابها بينما كان ينتظر دخولها إليه لينفذ ما أمرها به صباحا .
دخل محمود من الباب لتشير له حياة نحو الداخل فيفهم أن مازن بالمنزل اقترب متسائلا : جه امته ؟
تنهدت بحزن : بقاله ساعة وماسألش حتى عن مراته .
ولفتت بريبة وتساءلت : اطمنت عليها .
أومأ محمود : ايوه مش ناقصها اى حاجة حتى موبايلها قفلت الخط وجبت لها خط جديد .
تمتمت بخفوت : الحمدلله ، بكرة إن شاء الله اروح ابص عليها .
قاطع حديثهما خروج مازن الذى تساءل اخيرا : هيا فين ؟
نظرت له بتهكم : اخيرا افتكرت !! مراتك لمت هدومها ومشيت بعدك علطول ..
نظر لها بدهشة : مشيت !! مشيت راحت فين ؟؟
وقف أبيه أمامه : هتروح فين يعنى ؟ اكيد رجعت بيت اهلها
صرخ مازن : يعنى إيه رجعت بيت اهلها ؟؟ ده انا هجيبها من شعرها .
صدم أبويه لرده بينما تابع : هى فاكرة هتتحامى فى ابوها .. انا جوزها وليا عليها حقوق .
قاطعته أمه : وهى فين حقوقها !!
نظر لها لتتابع بحدة اكبر : انت مين !! انت مش ابننا اللى ربيناه .. انت ايه شيطان ؟؟ عمال تبهدل فيها ومحدش مالى عينك وفاكرها هتفضل تحت رحمتك .. لعلمك لو رفعت عليك قضية انا وابوك اول ناس هتشهد ضدك .
أمسك محمود كتفيها : أهدى يا حياة وسبيه يعمل اللى يقدر عليه .. ابوها اصلا مش طايقه يمكن هو يعلمه الأدب شوية .تعالى معايا .
تحركت معه نحو الداخل لينظر لهما بغيظ . رفع هاتفه وطلب رقمها لتأتيه رسالة مسجلة أن الهاتف مغلق .
*****
يجلس طايع أمام مهران بمتجره منذ نصف ساعة تقريبا صامتا تماما ، قدم له أخيه القهوة ليرتشفها بصمت وتروى دون أن يتفوه بكلمة ، راقبه مهران بدقة فهو يشعر بإضطرابه منذ فترة دون أن يتمكن من التدخل وتحدث إليه صغيره خضر أن ثمة ما يزعج إياد وهو يعلم جيدا أن هذا مؤشرا غير جيد ، فحالة إياد تنعكس كليا على أبيه .
إنهى طايع قهوته ليدفع الفنجان للأمام بحرص فيتساءل مهران اخيرا : مالك يا واد ابوى ؟؟
تحركت عينيه فقط لينظر له بصمت ، نهض مهران ليدور حول مكتبه العتيق ويجلس أمامه : مارايدش تتحدت !!
نظر طايع أرضا ليقول : طيب عندى فكرة . جوم معايا .
عقد طايع ساعديه : اجوم اروح فين ؟
ابتسم مهران : هنروح مكان بجى لنا سنين ناسينه .
نهض طايع بتكاسل وما هي إلا دقائق فى الطرقات الضيقة حتى شعر بالحماس وبدأت الهمة تعود إليه فهو بالفعل منذ سنوات لم يزر تلك الشوارع المريحة ليقول بحماس : إيه رأيك ناخد المعز ونطلع منه على جوهر القائد .
ابتسم مهران : وماله نروح مطرح ما يريحك
لتتسع ابتسامة طايع : يبقى ندخل على الازهر بقا
ظلا يتجولان لفترة طويلة ، لم يتبادلا الكثير من الكلمات ، فقط شعر كل منهما أن الآخر معه مهما طال الطريق فلن يتخلى عنه .
****
دخلت رنوة بحماس للمنزل تتبعها سيلين ، كان رفيع بإنتظار عودتهم لكن ولديه ودياب توجهوا لتفقد ما تم إنجازه في المنزل ، جلست سيلين أمام أبيها تبتسم بسعادة : جابوا حاجات حلوة اوى يا بابا
ابتسم رفيع ونظر لها بحنان : عجبالك يا سيلى .
اكفهر وجهها بدلال : إيه ده انت عاوز تخلص منى ؟
جذب كفها لتقترب منه : لاه نفسى افرح بيكى .
رفعت رأسها : هتفرح بيا اكتر لما ابقى دكتورة فى الجامعة . عندك سويلم هو غاوى جواز افرح بيه براحتك يا سى بابا وبعده ممكن ترسم على الواد سليم يجى منه صدقنى .
تنهدت رنوة : انت غلباوية اوى . قومى غيرى واعملى لنا حاجة نشربها .
هبت واقفة بممانعة : يا ماما بقولك دكتورة فى الجامعة تقولى لى حاجة نشربها
سيلى ...
رفعت كفيها علامة الاستسلام : تأمرى يا كبيرة .
اتجهت للداخل وهى تتمتم : عندكوش غسيل اخده فومين ولا امسح لكم البورسلين ؟؟ ناس غريبة والله .. الحق عليا بتساهل معاهم .. اعمل ايه بقا قلبى طيب ...
أغلقت باب غرفتها ولا زالت تتحدث لتنظر رنوة لزوجها : شايف اخرة دلعك فيها ؟؟
ضحك رفيع : وماله تتچلع على كيفها
اقترب منها برأسه مستفسرا : مش هتفهمينى ولا إيه !!
ابتسمت واقتربت أيضا : شوف يا رفيع انا هسألك سؤال ؛ انت بتغير عليا من ولاد عمى ؟؟
اعتدل دون أن يفهم مغزى السؤال : طبعا أنا بغير من خلجاتك .
ابتسمت وتساءلت : طيب بتغير على رحمة من زناتى ؟
قطب جبينه بعدم فهم : لا طبعا اغير على خيتى من اخوى ليه ؟؟
عادت تتساءل : طيب تغير عليها من هيبة ؟؟
فرك جبينه ونظر لها بحدة : انت بدك توصلى لفين ؟؟
ابتسمت واقتربت منه بجدية : عاوزة اوصل إن دياب مابيحبش عفاف زى ما انتو فاكرين .. ولا زى ما هو فاهم
أسند رأسه لكفه : انت بتجولى إيه ؟؟
أجابته بنفس الجدية : بقول إن دياب عاش طفولته كلها وحيد ماكانش قدامه غير عفاف وهى كمان وحيدة ، الاتنين اتعلقوا ببعض وحبوا بعض اخوات مش اكتر ، بس لما حصل اللى حصل ودياب جه يعيش عندنا بعد عن عفاف فعقله الصغير فضل متعلق بيها وبيغير عليها لكن مابيغرش مثلا من سويلم ولا سليم لانهم فى عقله اخواته وبيغير من مصطفى لأنه فى عقله ابن عمه .. هو بيغير على عفاف أخته مش حبيبته ولأنه معندوش تجارب وماعرفش حب الاخوات قلبه معرفش يفرق ، هو شاف حب سويلم ل بسمة فكر نفسه بيحب عفاف الحب ده خصوصا إنه شايف فهمكم لاهتمامه بيها حب من النوع ده
أنهت حديثها لينظر لها بحيرة : لاه ماظنيش حديتك صوح
ابتسمت بثقة : انا بقى متأكدة إن كلامى صح . دياب غيور النهاردة مارضيش يخلى دينا تقف تختار وقالها شاورى على اللى بدك إياه وأچيبه لحدك وماقالش كده ل عفاف لأن عفاف دلوقتى فى نظره هترجع لمكانها الطبيعى .
زفر رفيع : بدك تفهمينى إن الچوازة دى چت فى مصلحتهم
أكدت بثقة : طبعا مصلحتهم هم الاتنين
نظر لها وقلبه يتمنى أن يصدقها أما عقله فيرفض إلا الصورة التى حفرت بداخله ، ربما كانت محقة لقد دفعوه جميعا بحكم تراثهم أن يرى عفاف زوجته المستقبلية ، زفر رفيع بضيق كيف صور للفتى ما قام هو بمخالفته !!!
ألم يقع في عشق زوجته منذ رآها وألقى بكل الأعراف عرض الحائط وتزوجها رغم كل ما كان بينهما من متناقضات !!!
ربما كانت محقة ؛ بل يتمنى أن تكون .
****
حظى إياد بعد الظهيرة بغداء مميز برفقة شقيقتيه فقد انضمت لهما نسمة مؤخرا وتناولت طعامها بأريحية غابت عنها في الأونة الأخيرة .
هاتفت والدها ليخبرها أنه بصحبة عمها وبإمكانهم تناول الغداء ورغم وجوم والدته إلا أن الغداء كان مريحا فكلا من بسمة ونسمة تشرقان كظاهرة بدأت تغيب عن المنزل .
بعد الغداء أراد الحصول على قيلولة ولم يمانع أحد ف بسمة ستنكب على دروسها ونسمة تستعد لمقابلة الغد أما ليليان فقد غادرت طاولة الطعام مبكرا واستقرت بغرفتها حتى عاد طايع الذى كان بحالة مزاجية جيدة لا تسمح بجدالها .
بعد فترة جلس بصحبة نسمة يتابعان برنامجا رياضيا وسرعان ما انضمت لهما بسمة .
أما إياد فكان بغرفته وقد سقط في نوم عميق ، انتفض أثناء نومه وتقلصت تعابير وجهه بشئ من الرفض والألم ، ضاق تنفسه ليبدأ بالتعرق ، إلتصقت شعيراته الناعمة بجبينه المندى حين فتح عينيه بخمول نتيجة لحاجته للهواء ، لحظات وبدأت علامات الفزع تحتل وجهه لينهض متخبطا ويتجه نحو الباب ، سقط مرة لشعورة بالدوار نتيجة حركته السريعة ليعاود النهوض والسير والتخبط حتى أدرك الباب ليفتحه بعنف باحثا عن أبيه . رجفة سرت ببدنه لم يفهم لها سببا لكنها زادته تخبطا وفزعا .
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السادس عشر من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة