-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى - الفصل الرابع عشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الرابع عشر من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى. 

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل الرابع عشر

اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى
رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى


تابع أيضا: قصص رومانسية

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل الرابع عشر

الوصول لمنزل زناتى من منزل حجاج لا يحتاج للكثير من الوقت ورغم ذلك شعر دياب أن كل خطوة يخطوها تزيده بعدا ، حث قدميه للتقدم مسرعا فلم يحتج سوى دقائق وكان يقف بصحبة عمه وولديه أمام الباب .

استقبلهم زناتى وقرأ رفيع فورا ملامحه المضطربة ليتوجس خيفة من القادم ، لحظات وحطت قدميه أمامها وأمام أعمامه أيضا ، فهم الجميع أن الأمر عرض عليها وأن تلك اللحظات هى الفاصلة .

نظر لهم هيبة : چيتم على الوجت ، عفاف هتختار يا واحد من ولد عمامها يا واد الهاشم
نظر له الجميع بتساؤل ليتابع : دياب أو مصطفى أو هاشم .

انقبضت قبضته غضبا ، كان يعلم نية مصطفى وينكرها قلبه رافضا الاعتراف بها . رأى عشقها بعينيه وظل صامتا !!
يستحق كل الألم الذى يحرقه بلا شك
*****

جلس بسول ووالده بصحبة طايع حسب الموعد المتفق عليه لتحديد موعد إعلان الخطبة وعقد القران كما أصر مهران .
ابتسم عارف بود : كده يبقى متفقين ، كنت متأكد إننا مش هنختلف .
نظر له طايع بحدة لثقته الزائدة عن الحد الطبيعي ليحمحم بحرج : قصدى يعنى إن الأصول ماتزعلش واحنا موافقين على كل طلباتكم .
شرد طايع للحظة تذكر فيها محاولته الأخيرة للتأكد من قرار نسمة بإتمام هذا الزواج لتصر عليه بشكل مبالغ فيه ، كل ما في هذا الزواج يزعجه ، تحدث مهران عوضا عن أخيه الشارد : يبجى نسمة ووالدتها ينزلوا مع الست عبلة تختار الشبكة اللى تعچبها والعجد بعد اسبوعين يبجى كويس جدا .
قاطعه بسول معتذرا : معلش يا عمى بعد اذنك كتب الكتاب يبقى بعد أسبوع لأن بعد اسبوعين بطولة الجمهورية وانا ونسمة مشاركين فيها واكيد الاسبوع كله هنبقى مش فاضين .

نظر مهران إلى أخيه الذى يشعر بالإختناق من سرعة تقيده بهذا الزواج ، زفر طايع وتمتم شاعرا بالإجبار : خلص الخميس الچاى نعجد بس الفرح مش جبل سنة .

لم يرف جفن ل عارف أو ولده من نبرة طايع التحذيرية ؛ بل ابتسما معا ليقول بسول : مش مشكلة يا عمى الفرح لما نبقى جاهزين للخطوة .
لم تكن جملته مستساغة ل طايع نهائيا فهو يشعر أن هذا الفتى ووالده يملكان عدة أوجه لم ير منها سوى الوجه الدبلوماسي .

****

نظرت له عفاف لترى انكسارا لم تره منذ سنوات طويلة ، انكسارا لم تحب رؤيته مطلقا ، تعلم ما يكنه لها وإن أخفاه ، هى أيضا تكن له شيئا احتارت فى اختيار مسماه ، هو السند الذى لم تلجأ إليه مطلقا لكن تشعر بالأمان لمجرد وجوده .هو القوة التى لم تحتج لاستعمالها لكن تشعر بالراحة لإمكانية ذلك ، هو المتهور الغيور ، هو له العديد من المسميات بحياتها لم تحو يوما مسمى الحبيب ورغم ذلك  لن تكون سببا في انكساره ذا .
إن قبلت به أشعلت فتنة بينه وبين ضاحى ، الجميع يعلم تهور مصطفى وهى لن تجازف بكونها سببا في انقسام العائلة .
إن قبلت مصطفى كسرته بلا شك وكسرت نفسها ايضا ، عمر مصطفى ليس ما يعيبه ، بل عقله المحدود الذى لولا وجود لبيب لأسقطه منذ سنوات .
إن قبلت ابن الهاشم كسرته أيضا وكسرت نفسها إن تزوجت رجلا حكم عليه أن يتزوجها ، لكنها ستنفذ بعض الحيوات تثق أن مصطفى إحداها .

رفعت رأسها نحو أبيها لتقول : بعد اذنك يا بوى ، انى وافجت على واد الهاشم .
******
تحرك هاشم فورا نحو والدته الباكية ليقبل رأسها : ماتبكيش عليه يا امى
كففت دموعها : ما ابكيش كيف يا ولدى ؟ منصور مش بس چوزى ، لاه ده بوك انت وخيتك ، وواد عمى ، وعشرة عمرى ، اول ما فتحت عنيى وعيت عليه ماشوفتش رچال جبله ولا بعده .. يغدرنى إكده !!!
أشارت نحو صدرها : دارا عليا ليه !! بده يتچوز ماجالش ليه !! كان بوى عنديه حج يمنعنى اعمله توكيل أو أتنازل له عن الأرض .
تحدث هاشم بشرود : چدى عنديه بعد نظر وشايف احسن مننا .
نظرت له وكأنها نست كل ما أخبرها به لتتساءل : وانت هتتچوز البنية دى صوح ؟
ابتسم بتهكم : ماتفرجش يا امى هى ولا غيرها أجله لو اتچوزتها هنجفل باب الدم اللى بوى بده يفتحه .
ربتت فوق صدره بحنان : لكن انت مارايدهاش يا نضرى .
نظر لها هاشم : ولا رايد غيرها ، ولا هريد غير اللى تبجى حلالى ، جبل إكده لاه ، ويمكن الخير معاها يا امى مين عالم !
تلفت حوله فهذا المكان أصبح خانقا ، سيغير كل ركن بهذا المنزل قبل أن يعده للحياة مجددا ، زفر بضيق : أچهزى وچهزى همت هنروح دار چدى .

***
ابتسم هيبة : عين العجل يا بتى ، انى كنت متأكد إنك هتختارى المصلحة .
نظرت أرضا ليقول دياب : وانى كمان موافج على الچواز يا عمى شوف تحب نروح ميته ؟ ماعاوزينش حد يوزه شيطانه ويخرب الدنيا .
أومأ هيبة بتفهم وهو يستقيم واقفا : حديتك زين يا ولدى لكن الخطبة منيهم بعد ما ياچوا وينفذوا الاتفاج الأول .
أنهى هيبة جملته ليومئ دياب وينطلق خارجا دون زيادة ليلحق به سويلم فورا بينما يجلس رفيع بإنهاك لينظر نحو هيبة : ليه عملت إكده يا واد عمى ؟
لم يهتز هيبة واجاب بقوة : كله مكتوب يا رفيع ولو كنت مكانى كنت عملت اللى عملته تمام ، ابجا تعالى المندرة ، بالاذن يا زناتى وهبلغك الجماعة هياچوا ميته .
انصرف ليقول راجى محدثا عفاف : ماتخافيش يا بنية إحنا مابنضحوش بيكى واصل ولولا خابرين الولد زين مكناش جبلنا من اساسه ولو هنروح فيها كلنا
نظرت له عفاف وابتسمت بشحوب ليتابع بحنان : الولد زين بس عطيه واعطى روحك فرصة ربك مابيكتبش إلا الخير .
اتسعت ابتسامة عفاف وقاطعته : حتى لو مش فاهمينه . خابرة يا عمى .
ابتسم راجى وربت فوق كتف زناتى بفخر : ربنا يبارك لك فيها ويفرحك بيها يا خوى .
****

راقبها محمود بدقة ، تلك السعادة المرتسمة على ملامحها ليست مزيفة ، تلك اللمعة بعينيها ليست كاذبة ، تلك الاشراقة التى لم تغب لوهلة ليست سوى تعبير عن سعادة حقيقة ينتشى لها قلبها ؛ تلك الفتاة تعشق أخيه بحق .
لم تحاول استغلاله ماديا ؛ بل يعتبر كل ما اختارته رمزيا ، أشاح محمود عينيه عنهما بقلب متألم ؛ فهو رغم ما يدركه من حسن نية وفية وحبها لأخيه إلا أنه يرفض هذا الزواج داخليا .
اقترب محمد منها خطوة واحدة بعد أن وضعت محبسه بيمناها: مبسوطة يا وفية ؟
رفعت عينيها عن المحبس تنظر نحوه : مبسوطة !!! دى كلمة صغيرة اوى ماتوفيش احساسى .
اتسعت ابتسامته لودها الذى يحتاجه بشدة بينما تساءلت بترقب : انت مبسوط ؟؟؟
أجابها بصدق : مبسوط يا وفية علشان انت فى حياتى .

قاطع والدها حوارهما القصير : يلا يا وفية نروح .
كانت لهجته الآمرة تزعج محمد رغم أنه يقدر مشاعره ، يكفيه أن يرغمه على تغير الرفض الذى يشعره به لاحقا ، فإن أخفق فى العدل بينهما بقلبه فسيعدل فى غير ذلك وستكون وفية سعيدة بحياتها معه ، يكفيه أن تمنحه ما يحتاج من اهتمام ومراعاة وهو سيجاهد لتحصل على كل ما تتمناه معه .

*****
جلس زناتى بعد مغادرة راجى أمام ابنته متسائلا : ليه يا بتى عملتى إكده ؟؟ دا انت اللى باجية لى بعد امك الله يرحمها ، بدل ما تتچوزى واد عمك وتبجى فى باطى تجبلى اتفاج !!! تتچوزى فى اتفاج إكده !!
اقتربت عفاف حتى جلست أسفل قدمى أبيها لتقول : يا بوى افهمنى .. عمى هيبة حاسب كل كلمة جبل ما يجولها ، كلنا خابرين مصطفى زين وكد إيه هو متهور  ..اجولك على حاچة يمكن عمى هيبة ماخايفش من عيلة ابو العز من اساسه بس خايف مصطفى يمسك فى منصور لأچل البلاغ اللى جدمه فى عمى ضاحى ، ساعتها ممكن منصور يجتله ويجول اتهچم على ومالوش دية .
قاطعها سليم بحدة : كان في الف حل تانى غير الچوازة دى
نظرت له بتهكم : اكيد فى .. كانوا هياخدوا واحدة من بنات عمى ماكملتش علامها .. مش بعيد تكون سلين خيتك .
اهتز سليم لتتابع : يا بوى دياب واد عمى زينة الرچالة .. واد عمى واخوى وسندى ، وعمى هيبة حط مصطفى فى الحسبة بس لاچل ارفض دياب ، ماخبراش غيته إيه من إكده بس اكيد مصلحة دياب وانا ماامنعش عنيه مصلحة واصل .
زفر رفيع بضيق : هيبة واد عمى وانى فاهمه زين ، بده دياب يتچوز من أكابر الناس ومحدش يجول اتجوز بت عمه اصل محدش هيرضى بيه لأچل سيرة بوه اللى بعده بيحارب يشيلها عنيه .
نظر له زناتى ثم لابنته بينما تعلقت عينا سليم بأبيه وهو يفكر مليا فى ما قاله للتو ثم انتفض واقفا ليعدو خارجا دون بنت شفة بينما ابتسمت عفاف فهى تراه يستحق نسب اكبر الأسر والعائلات ، هو فخرها وسيكون فخرا للجميع .

******
اسرع سويلم الخطى ليلحق به : استنى بس يا دياب نتفاهم .
لم يعره انتباها وظل يسير بخطوات سريعة كأنه ينتقم من نفسه بإنهاكها وما إن أدرك منزل أبيه حتى اخترقه محطما الباب ، لحق به سويلم ليحنى هامته متفاديا المقعد الذى ألقى به دياب فى اتجاه الباب ، رفع رأسه ليصرخ بفزع حين رأى مقعدا اخر يطير : چرى إيه يا دياب ؟؟ عجلك شت !!
حمل دياب مقعدا ثالثا ليصرخ : عجلى لازمن يشت !!! اروح منيه فين !! اجتل روحى واحصله ؟
أمسك سويلم المقعد الذى يرفعه دياب : هو مين يا دياب ؟ بزيداك چنان
سحب دياب المقعد بقوة كادت أن تكب سويلم على وجهه ليلقى به منفثا عن غضبه وهو يصرخ : انت فاكر انى دخلت الاتفاج ده بالصدفة اياك !! بدهم يشيلوا عنى سيرته .. يرفعوا عنى عاره ..
اندفع سويلم ليدفعه بخاصرته فيسقطه أرضا ويسقط ليثبته بالأرض فيكون رد فعل دياب شرسا وينتفض بدنه بقوة فى محاولة لدفع سويلم بعيدا عنه حتى فشل ليحاول ضرب مؤخرة رأسه بالأرض ليمنعه سويلم أيضا بتثبيت جبهته بخاصته ، احتقنت عينيه غضبا ولم يكن سويلم بقادر على تقيده بشكل أقوى فقد شل حركته بالكامل عدا صدره الثائر الذى لم يشعر بالسكينة مطلقا ودون سابق إنذار صرخ دياب بقلب ذبيح .
صرخ كما لم يصرخ بحياته ..
صرخ كما تمنى أن يفعل منذ سنوات ..
صرخ لكل نظرة رآها وتصنع العمى ..
صرخ لكل كلمة وصلت لمسامعه وتصنع الصمم ..
صرخ لكل ألم مزق قلبه وتصنع الجلد ..
صرخ حتى بحت حنجرته وجرح صوته جرحا مماثلا لجرح قلبه .
كان سليم يعدو نحو المنزل بكل الأحوال لكن صوت الصراخ جعل قدميه تلتهمان الأرض حتى وقف بالباب المزرى حاله ، نظر للداخل ليجد دياب أرضا وفوقه سويلم يلهثان أحدهما ألما والأخر فزعا ، اندفع نحو أخيه يرفعه : جوم عنيه يا سويلم .
نظر سويلم ل دياب وابتعد عنه لكنه لم ينهض عن الأرض بل زحف للخلف حتى اتكأ إلى الجدار ، رفع سليم كتفى دياب : جوم يا دياب ماينفعش ترجد إكده .. انت شديد ، طول عمرك كنت شديد وهتضل إكده غصب عنيك .
نظر له دياب دون أن ينطق ليتساءل سليم : هيچرى إيه اكتر من اللى چرى ؟؟ هتشوف إيه أكتر من اللى شوفته ؟؟ معادش وچع تتوچعه يا دياب أجف على رچليك وعرف الكل مين هو دياب صوح .
تمتم دياب بألم وصوت متحشرج : ومين هو دياب صوح !! واد جتال الجتلة ! مش إكده ؟؟
دفعه سليم ليجلس مرغما : لاه مش إكده .. دياب مش واد حدا ، دياب اللى جبل عار بوه وكبر وعاش ونچح وبجى راچل غصب عن الكل .. دياب اللى جلبه كيه حتة الماس ؛ صلب ماينكسرش وغالى مايتعوضش .انى مش هجولك غير إنك اخترت وربنا اختار .
ابتعد عدة خطوات ليلقى نفسه فوق أحد المقاعد ويسود صمت مهيب رغم صراخ العقول وثورتها .
مرت عدة دقائق قبل أن يكون سويلم اول من ينهض ، اتجه نحو المقعد الملقى أرضا ليتفحصه ثم يحمله ويلقى به خارجا ويبدأ بروية يعيد ترتيب ما أسفرت عنه ثورة ابن عمه ، لحظات وانضم له سليم حتى انهيا خسائر انهياره ليقف سليم بالباب : انا مروح علشان اتغدا نص ساعة ماجتوش مش هسيب لكم اكل .
وتحرك للخارج ببرود لينظر أخيه فى أثره : اللى يشوفه وهو بيتكلم لهچة المصاروة يجول عمر ما رچليه خطت الصعيد واصل .
شبح ابتسامة أطل فوق شفتى دياب : بيعاندنى سيبك منيه ، هنجفل الباب ده كيف !!
نظر سويلم للباب : مش هنجفله وماتخافش دارك مفهاش حاچة تتسرج .
نهض دياب اخيرا عن الأرض : على جولك خليك إهنة على ما اتسبح .
اتجه للداخل وسويلم يعلم أنه سيبكى ، لم يسمح له طيلة حياته معهم برؤية دموعه ، لم يسمح لأى كان برؤية ضعفه ، وطالما احترم هو خصوصيته ومنحه الوقت دائما لتفريغ أحزانه .
******
سار هيبة صامتا وراجى يحترم صمته إلا أن الفضول يناغش عقله ليتساءل : بتفكر في ايه يا هيبة ؟
شبح ابتسامة طل فوق شفتيه : محدش خابر الچوازة دى فى مصلحة دياب وعفاف كيه كدى انى .
تعجب راجى : فى مصلحة دياب دى فاهمها زين .. بس فى مصلحة عفاف كيف ؟
تنهد هيبة بضيق : حچاچ ومنصور نفس الطينة .. واد منصور عن جريب هيبجى فى المكان اللى عاش فيه دياب طول عمره .. الفرج بناتهم إن دياب كبر على إكده ..كان جادر يفضل لجدام .. لكن هاشم كبير ، مهندس وليه سمعته وشغله يعنى بوه هيرچعه لورا ويمكن يهده كمان .. عفاف هتعرف تخليه يكمل ..البنية واعية وعجلها كبير وهو هيشيل چميلها على رأسه .
قاطعه راجى : تفتكر !!
ابتسم هيبة متذكرا تقصى زيدان أمر دياب سابقا ليفهم جيدا أن زيدان لم يجبر على هذا الزواج بل هو يدرك نفس الحقائق لذا سيكون خير داعم وإن لم يعلن ذاك .
******
وصلت دينا للمشفى تحت حراسة أخويها كما أمر جدها ، رفض أن يبلغها أبيها بالاتفاق الذى ابرمه مسبقا وأصر أن يحضروها إليه ولولا تحسن حالته ما انصاع له حسين .
دخلت للغرفة لتهرول نحو فراشه : الف سلامة عليك يا چدى . كده تخلع جلبى عليك !!
ابتسم زيدان وفتح ذراعيه لتقترب دون أن تلقى ثقلها فوقه ، ربت فوق رأسها بحنان : سلامة جلبك يا نور عين چدك .
ابتعدت قليلا لتنظر له : تعرف لو ماشيعتش زيدان ويزيد يچبونى إهنه كان هيوحصل ايه ؟؟
رفع حاجبيه متصنعا الدهشة : كان هيوحصل ايه ؟؟
عقدت ساعديها بدلال : كان زمانى حاطة يدى على خدى وزعلانة منيك وكنت هضل زعلانة إكده لحد ما ترچع البيت وساعتها ماكنتش هكلمك واصل ، بس كنت هعمل لك شوربة الخضار بردك .
ضحك زيدان : بردك !! ماهتعتجنيش منيها البتاعة اللى بتجولى عليها شوربة دى ؟؟
رفعت كفها تكتم صوت ضحكتها الرنان ثم قالت : سماح النوبة ارچع الدار وانى اعملك شوربة فروچ .
نظرت لأبيها وشقيقيها بقلق ثم لجدها : هو فى إيه ؟
ابتسم زيدان : خير يا بتى انى هجولك الحكاية كلها .
انصتت دنيا ولم تقاطع جدها ، أخبرها بكل التفاصيل فقد وضعها طرفا أساسيا لحل ما اتلفه ابن أخيه لكنه لا ينكر أنه أراد لها هذا الفتى فعليا ، لن يخبرها ذا خوفا من رفضه لكنه رأى معدن هذا الفتى .
****
خرج منصور من غرفته ليجد ولديه يشاهدان التلفاز فيقترب منهما بود : بتتفرچوا على إيه ؟؟
رفع هشام نظره نحوه : ماتش كورة
افسح له هارون ليجلس بينهما قبل أن يصيح : علية انت يا حرمة .
خرجت من المطبخ تتهادى وكأن صراخه لا يعنيها : نعم يا منصور .
نظر لها نظرة تقيمية ، لطالما أفلحت فى إثارة فتنته بأقل جهد ، رفع عينيه لوجهها : حضرى الوكل انى چعان .
عقدت ساعديها بتذمر لتزيد إبراز بطنها المنتفخ: بس انت طولت يعنى مش عوايدك ليك يومين
زالت أثار الافتنان عن نظراته ليعود لطبيعته الفظة : هتحاسبينى يا بت عونى ولا إيه ؟
انتفضت بغضب ، طالما ذكرها بأبيها بغلظة ، أبيها الذى باعها له وهى ذات العشرين ربيعا ليتغاضى هو عن مديونية أبيها ويكتفى بها بشرط أن تنجب له الولد ، قاست معه سنوات فى بداية حياتها الزوجية رغم إنجابها الولد إلا أنه كان فظا غليظا ، لا يعرف الرفق ولا المراعاة حتى انجبت ابنها الثانى هارون لتنصحها إحدى جاراتها بإستخدام سحر النساء واستغلال كل فتنتها لتطويعه وقد نجحت إلى حد كبير في ذلك فقد أصبح مراعيا وقررت هى أن الحياة معه كما هى بدونه لتحياها اذا كما تكون وتحاول الحصول منها على ما تصل إليه وكفى ، فهذا الذى اشتراها بمسمى الزواج لا يختلف كثيرا عن أبيها الذى باعها له ولن يختلف أيضا عن أى رجل آخر وقد زادت دلالا وتسلطا حين أخبرتها الطبيبة عن نوع الجنين المنتظر ، ستكون أما لثلاثة ذكور وهذا وحده مفخره أمامه وأمام مجتمعها أيضا ولن تترك تلك المفخرة تولى دون أن تنهل منها كل ما تحتاج .
ضربت الأرض بقدميها إعلانا عن غضبها منه لتتجه للمطبخ أمسكت اول طبق وصل إلى يدها لتلقى به أرضا فيتهشم ويصيب قدمها بشظية خادشة لتصرخ هى بمبالغة و كما توقعت تماما فى لحظات كان يقف أمامها : چرى إيه ؟؟
نظرت أرضا بحزن مبالغ فيه : كنت هحضر لك الغدا والطبج وجع من يدى انكسر ورچلى انچرحت .
انحنى دون تردد يفحص قدمها لتنظر لظهره بحقد وتتمتم : هو ده مطرحك اللى لازمن تفضل فيه .. تحت رچلى .
****
دخل طايع لغرفة إياد ليجده فوق فراشه يحتضن ساقيه ويريح رأسه فوقهما وعقله شارد تماما ، لام نفسه لإنشغاله عنه مؤخرا بمشاكل الفتاتين ، فقبل أن ينهى أمر زواج بسمة أصدرت نسمة قرارا متسرعا للزواج ليغرق حتى أذنيه بين هذى وتلك حتى انشغل عن صغيره تماما .
اقترب وجلس بجواره لينتفض إياد وينظر له فيفزع طايع : مالك يا حبيبي ؟؟
اعتصر إياد عينيه إضطرابا : ما . ماسمعتش صوتك وانت داخل
ربت طايع فوق ساقه : مالك يا إياد . انت متغير من فترة وانا مشغول مع خواتك وحبكت يتچوزوا دلوك .
ابتسم إياد بشحوب : انا فرحان إن بسمة هتجوز سويلم .. اصل انا بحب سويلم .
رفع طايع حاجبيه ونظر له : ومابتحبش بسمة ؟؟
اسرع يجيب : بحبها .. بحبها اوي .
صمت وهلة وكأنه يتذكر بقية أسئلة أبيه ليتابع : وبحب نسمة واحبك واحب ماما وكل . كل الناس .
نظر طايع لوجه إياد الشاحب وتساءل بقلق : مالك يا إياد ؟ حاچة بتوچعك !! تحب نروح للدكتور .
زاد إياد من ضم ساقيه وهز رأسه نفيا بإنفعال واضح : لا . مش عاوز . مش عاوز .
ربت فوق رأسه وضمه لصدره مطمئناً روعه الواضح : خلاص يا حبيبي بلاش ماتفزعش إكده .
تعلق إياد بملابس أبيه ليعود به إلى ذكريات قديمة ، حين كان يخطئ ويفزع فيسرع متعلقا بملابسه ليزود عنه أمام غضب أمه الذى كان واهنا
*****
دخل تاج لغرفته ، لكم شعر بالراحة لعدم وجود أحد بالمنزل !
اغلق الباب دونه ليلقى بالكتب فوق مكتبه قبل أن ينهار فوق المقعد ؛ ما الذى يحاول مازن فعله ؟!!!
هو لا يخطئ فهمه مطلقا ، يريد إعادتها إليه !!
هل تقبل به بعد زواجه بأخرى ؟؟
لن تكون أول من تفعل إن فعلت ، لكن هل تفعل ؟؟
أغمض عينيه وهو يزم شفتيه بقوة قبل أن ينهض فيخلع عنه ملابسه ، رفع عينيه للسماء : ياااارب ماليش غيرك ولا عارف اللى جوايا غيرك .. يااارب استودعك قلبى الذى يهفو لها .. ياااارب رحمتك ارجو .
واتجه للخارج قاصدا المرحاض ليتوضأ .
****
دخل هاشم لمنزل جده تلحق به أمه وهمت متشبثة بها تتلفت حولها بفزع ، استقبلهم يزيد مرحبا : مرحب يا عمة نورتى دارك .
ابتسمت سليمة : منور بحسك يا ولدى .
نظر ل همت المرتعبة ليرق قلبه لحالها ويبتسم : كيفك ؟
ارتدت للخلف دون أن تترك ذراع أمها ليتجه نحوها هاشم : ماتخافيش يا همت . ده يزيد واد خالك حسين
لم يبدو عليها أنها تعى ما قال ليتابع : عارفة خالك حسين اللى چاب لك العروسة ؟
اومأت بصمت ليبتسم مشيرا نحو يزيد : ده يبجى يزيد ولده الكبير ، زيى تمام خوكى الكبير فاهمة يا همت .
عادت تومأ دون حديث وتبتسم ل يزيد بتردد ، خطوات مهرولة فوق الدرج قبل أن تستقر دينا بين ذراعى عمتها لتزداد دهشة همت دون أن تعترض وفى لحظة كانت هى مستقرة قسرا بين ذراعى دينا التى ابعدتها لتنظر لوجهها البرئ : يا حبيبتي يا همت . عشت وشوفتك جدامى .
عادت تضمها لصدرها : انت كيه الجمر الله اكبر .
بدأت ملامح همت تسترخى لهالة الحب التى تحيط بها في هذا المنزل .
شعرت سليمة بالراحة اخيرا ، اخيرا يمكن لابنتها أن تحيا بين من يكن لها الحب الصادق ويتقبلها بكل ما فيها .
قاطع يزيد حماس شقيقته : خلص يا دينا هى جاعدة معانا علطول .خدى عمتك وهمت يرتاحوا .
تنهدت سليمة بحزن : انا نفسى ازور چدك يا هاشم .
أومأ هاشم بطاعة : امرك يا امى . يزيد يوصلك وانا هنا مع همت .
تدخلت دينا فورا : لاه روحوا انتو لچدى وانا وهمت هنجعد سوا .
نظرت لها مبتسمة : تجعدى وياى لما يعاودوا يا همت ؟؟
نظرت همت لأمها التى ابتسمت لتتخلى اخيرا عن ذراعها بتردد . ربتت سليمة فوق رأسها وغادرت يصحبها ابنها وابن أخيها .
نظرت همت ل دينا التى قالت بحماس : عندى مرچيحة حلوة جوى في الجنينة الورانية تاچى نلعب .
صفقت بحماس لتمسك دينا كفها وتهرولان للخارج .
بدأت دينا تدفع الأرجوحة برفق وقلب سعيد ، إنها المرة الأولى بحياتها التى ترى فيها ابنة عمتها ، كان جدها فقط من يزورها باستمرار ووالدها من حين لآخر .
كانت همت أيضا سعيدة للغاية فهى المرة الأولى التي تغادر فيها المنزل دون التوجه للمشفى .
انتهينا من الأرجوحة لتلعبا الغميضة ف دينا على استعداد لتمضية كامل اليوم بصحبة همت ، لطالما كانت طفلة وحيدة أيضا أما همت فقد عانت الوحدة والقهر والمرض لذا تتمنى أن تهبها ما يسعدها .
فتحت دينا عينيها لتنظر مباشرة نحو مخبأ همت التى شعرت بها تقترب لتركض فى الجهة الأخرى .
فى هذه الأثناء وصل زيدان ليصف سيارته أمام الباب الداخلى ويحمل بضعة صناديق كرتونية بغية إدخالها المنزل .
تلفتت همت خوفا أن تمسك بها دينا لتصطدم به فتطيح صناديقه ويصرخ غضبا : چنيتى يا دينا !!
انتفضت فزعا وقبل أن تفر كانت دينا تحيطها بذراعيها وتنهره برفق : چرى إيه يا زيدان ماكانوش شوية بيض .
لم ينظر زيدان لصناديقه أو يهتم بتهشم تلك البيضات التى يجمعها للأسرة من مزرعته الخاصة وينتقيها بعناية .
بل دقق النظر لذلك الوجه الذى طمر بذراعى شقيقته وراقب بقلق مجهول المصدر تلك الأنفاس اللاهثة .
نطق متعلثما : اناااا اسف .. مين دى ؟؟
قبلت دينا رأسها : حجك عليا انى يا همت هو ماجصدوش يزعج لك .هو يجصدنى انى .
رفعت رأسها جزئيا تختطف نظرة له لينظر لها بصدمة مع إلقاء الضوء على هذا الاسم : همت !! همت بت عمتى !!
عادت دينا تتحدث لكن صوتها لم يتعد طنينا مزعجا يحول دون تركيزه في ما يحدث وردود أفعال تلك الفتاة مع الخوف المرتسم بعينيها .
ياله من ضعف !!
ياله من قهر !!
وياله من ألم اخترق صدره ليود أن يزيل كل هذا الخوف لتطفو براءتها ويزيل كل هذا القهر ليزهر جمالها ويزيل كل هذا الألم ليمنحها سكينة لم تخلق إلا لها .
اقترب اخيرا بحذر : اسف يا همت ماتزعليش .
هزت رأسها نفيا دون أن تبتعد عن دينا ليعود لسيارته متلعثما : طب .. شوفى هچيب ..لك حاچة حلوة اوى بس ما تعطيش منها ل دينا . أنا بدسها منيها اهنه .
اقتحم نصفه العلوى شباك سيارته الامامى ليفتح أحد الإدراج مخرجا مغلقا ورقيا ما إن رأته حتى رفعت رأسها وقد تبدلت ملامحها تماما ودينا كذلك التى تخصرت ونظرت لأخيها : بتدس كتاكيتو فى العربية ؟؟
لم ينظر لها زيدان لتتعجب أمره إنه بكل كيانه مأسور تماما ببراءة همت التى فض لها الغلاف وبدأ يقدم لها الحلوى لتلتهمها فى نهم ، فمها مفتوح ويسيل بعضا من لعابها ليخرج محرمة بلا حرج وينظف وجهها .
ابتسمت له همت كما ابتسمت دينا واقتربت تربت فوق رأسها لتنظر لها بسعادة وتناولها قطعة ناولها إياه زيدان للتو ، تقبلته دينا واعترض زيدان : لاه دى مفچوعة ماتديهاش .
تجرأت همت وامسكت الغلاف لتجلس أرضا وتجذب عباءة دينا التى لم تعترض وجلست أيضا ، رفعت رأسها لتطالعه .مدت كفها المحمل بقطع الحلوى  : واحدة .
أمسكها ليدسها بفمها فترفرف ضحكاتها .
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع عشر من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة