-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى - الفصل الأربعون (الأخير)

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الأربعون (الأخير) من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى. 

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل الأربعون (الأخير)

اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى
رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى


تابع أيضا: قصص رومانسية

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل الأربعون (الأخير)

وضعت الطبق الأخير لتجلس فورا فيقول سويلم : انا كلمت عمى النهاردة جولت له ياخد أچازة ويچيب نسمة تغير چو .
تنهدت بحزن : ماما قالت لي انها حابسة نفسها فى اوضتها حتى ابنها بتقعد باليومين ماتشوفهوش .
هز رأسه بأسف : هنجول إيه بس .. ربنا يسامحه مطرح ما راح .
اومأت بصمت ثم قالت بحماس : ابقى بارك ل دياب .
نظر لها مستفهما لتبتسم : دينا حامل .

ابتسم بشحوب وعاد ينظر لطعامه ، شعرت بألمه لتربت فوق كفه ، نظر لها لتقطب جبينها بدلال : ماتجيب بوسة
انفجر ضاحكا لتعبس لحظة ثم إنضمت إليه بضحكاتها التى تزلزل كيانه .

*******

اندفعت تعدو للداخل فقد غادر زيدان باكرا بينما عاد يزيد منذ قليل ، كان الجد وحسين داخل المنزل أيضا لتصرخ : إلحجنى يا سيدى .. ست همت وجعت من طولها .
اندفع حسين يتبعه الجد صارخا : يزيييد

هبط يزيد الدرج عدوا تابعا الصرخات ، كنت ممدة أرضا وعلي يضرب وجنتها ببراءة ، رفعها حسين لصدره : همت .. ردى عليا يا حبيبتي .

انتزعها منه يزيد ، كانت شاحبة للغاية وتحول لون شفتيها للأزرق الكئيب ليصرخ : يا واجعة سودة .. دى جاطعة النفس .
حملها فورا ليقول لأبيه : بوى انا هكلم زيدان ياچى على المستشفى وابجى هات انت چدى .
اندفع العجوز بخطى متعثرة : لاه أنى چاى وياك .
استقل ثلاثتهم السيارة لينطلق يزيد نحو المركز .

*****

كان زيدان بالمزرعة يسلم العاملين رواتبهم ، فقد أنهى العمل ليلا على كشف الرواتب ، انتهى ليجمع الأوراق ويدفع بها لدرج أحكم إغلاقه قبل أن يأتيه اتصال يزيد ، فتح الخط ليسمع صوت أخيه المرتعش : زيدان انا واخد همت على المستشفى تعالى على هناك .
صرخ زيدان : مستشفى !! ليه چرى إيه ؟؟ انا مهملها زينة

لم يأته رد فقد أنهى يزيد المكالمة ، حث قدميه للتحرك الذى تحول لهرولة ثم عدوا نحو سيارته التى انطلق بها يسابق الزمن عله يحظى بلحظاتها الأخيرة ، قلبه يخبره أنها النهاية .

لن يحتمل ، لن يحتمل أن ينعيها له الطبيب ، كيف يتحمل فراقها ؟

كيف يمكنه توديعها ؟

كيف سيحتمل قلبه هذا السحق القاتل ؟؟

لكنه لن يخذلها مهما كان ألمه ، إنها زوجته لن يسمح أن تحتاج مساعدة غيره .زاد ضغط دواسة الوقود .سيتخذ طريقا مختصرا عله يحظى بنظرة أخيرة .

تأفف لهذا الطريق الوعر لكنه لم يخفض السرعة ، فلتتحطم السيارة مقابل أن يصل بأسرع وقت .

أطلق نفير سيارته بقوة طالبا من السيارة التي وتقدمه إفساح المجال ليمر ، أشار له السائق لينتظر فالطريق هنا لا يحتمل السيارتين معا على أحدهما أن يظل فى المقدمة .
لم يعد يحتمل ليزيد ضغط دواسة الوقود مرة أخرى ويتقدم ليعبر ويصير بالمقدمة ، تنحى السائق الاخر مرغما أمام إصراره لأقصى ما يمكنه ، جاوره زيدان ليشير له شاكرا وينطلق مرة أخرى .

بالكاد تجاوز السيارة وقبل أن يدير عجلة القيادة ليتوسط الطريق هبطت السيارة بحفرة على جانب الطريق لتميل بقوة فترتطم رأسه بهيكل السيارة الداخلى  لكنه رفض تخفيض السرعة أيضا ، فكل دقيقة تعنى الكثير ، خرجت السيارة من تلك الحفرة بقوة لترتفع فى الهواء  ومع ميلها السابق زاد جموحها لتصيب رأسه بضربه أخرى  ، حاول أن يستعيد سيطرته عليها لكن لم يملك الوقت ليفعل فقد هبطت السيارة على جانبها الذى يستقله وفى اللحظة التالية كانت تستقر بالمجرى المائى المجاور ، تشوشت الرؤية وشفتيه تترنمان بإسمها .

توقفت السيارة التي تجاوزها للتو ليهرع قائدها لمساعدته لكن المجرى المائي عميق وهو بالسيارة لذا اسرع يطلب المساعدة قبل أن يلقى بنفسه فى الماء باحثا عن زيدان الذى غاصت سيارته وجرفته معها .

عشر دقائق قبل أن يخرجه من الماء ليلقيه أرضا ويستلقى بجواره ليعلو صوت رنين اعتدل يتبعه ليخرج الهاتف من جيب زيدان ويسرع بالإجابة .فى عجالة أخبر المتصل عن الحادث والذى كان يزيد .

بعد نصف ساعة ادخل زيدان فور وصوله المشفى لغرفة العناية الفائقة ليتجمع حوله الأطباء فى محاولة إنقاذه وتفريغ رئتيه من الماء .

وقف الجميع بالباب انتظارا لخبر نجاته ، هرول هاشم نحوهم ليسأله حسين : هملت خيتك ليه يا ولدى ؟
إلتقط هاشم أنفاسه : الدكتور جال بجت زينة وهتفوج بعد شوى . زيدان عامل ايه ؟؟

لم يجب أحد مع تقدم الجد من شباك الغرفة ، أنصت الجميع ليتضح ذلك الصفير المستمر ، تأوهت القلوب مع صوت ارتطام جسد زيدان بالفراش المعدنى .
مرة ...
وأخرى ...
وأخرى...
وأخرى...
وأخيرة ...

ليستمر الصفير الذى يدل على توقف قلبه عن الحياة . أختنق حسين بينما اقتحم يزيد الغرفة ليحول دون طمر وجه أخيه بها الدثار المتشبع بدمائه : انت بتعمل ايه ؟؟
هزه بقوة : زيدان جوم يا زيدان همت بجت بخير .. جوم يا زيدان ..
ابعده هاشم ليدفعه صارخا : هملنى يا هاشم .. جوم يا زيدان همت هتدور عليك يرضيك توچع جلبها ؟؟
جذبه هاشم مجددا ليصرخ : جوم يا زيدان ماتحرجش جلبى يا اخوى .. زيدااان .. خوووى .. هملنى يا هاشم هملنى .

وصل دياب ليصبح التحكم فى يزيد أفضل ويتمكنا من نزعه عن جسد أخيه ، تحكم دياب ب يزيد ليقول : هاشم شوف خالك .
اتجه هاشم لخاله ليتمتم : خال . وحد الله يا خال . جول إنا لله وإنا إليه راچعون .
ردد حسين خلفه قبل أن يهمس : اسندنى يا هاشم .
اسنده هاشم حتى المقعد ليعود لجده الذى لم يبرح مكانه فيناديه : يا چد .
أجلسه دياب مرغما ليتحول نحيبه لضحكات غير مفهومة : هههههه . كنت خابر إنها هتجتله ..

نظر لأبيه وجده صارخا : جولت لكم بعدوه عنيها ..جولت لكم إنه بينكوى بيها .. هههههه . زيدان ما ماتش زيدان جتله عشجه .. هههههه .

لم ينظر الجد نحو يزيد  بل قال : ودونى ل همت .
اسرع هاشم يمسك كف جده ، ليست المسافة بعيدة ، فقط ممر واحد وتقابله الحجرة التى ترقد بها همت ، انحرفا نحو الغرفة وكان الطبيب يغادرها ليتساءل هاشم : فاجت يا دكتور .

نظر له الطبيب بإنكسار وتمتم : البقاء لله .. شدوا حيلكم انا قايل ل زيدان من زمان إن قلبها ممكن يقف فى اى وقت .هو فين زيدان ؟
تساءل الطبيب لتنهر دموع هاشم بينما يتحدث الجد أخيرا : زيدان مات من خمس دجايج .
اتسعت عينا الطبيب بفزع : انت بتقول ايه يا حج ؟

رحلا معا دون أن يعلم اى منهم أن هذا الرحيل هو ما تضرع به قلبه طيلة الليالى الطويلة التى عاشها بقربها ، كانت ليالى مؤلمة لن يتمكن اى منهم أن يدرك ما تحمله ولن يتمكن اى منهم أن يشعر بسكينته حين شعر أنه يتذوق الموت وهذا يعنى أنه لن يتذوق بعدها مجددا .

انتهى البعد ، انتهى الألم ، انتهى العذاب ، انتهى كل شيء ، انتهت قصة لم تر الأعين مثلها ، ولم تدرك العقول مثلها ، ولن يعيش الأحبة مثلها .قصة وجع .

**

كانت الأيام التالية شديدة الثقل والبطء أيضا ، إلتزمت دينا منزل أبيها ولم يحاول دياب إرغامها للعودة بل ترك منزله ليلازمها ويعتنى بها خاصة مع تكرار فقدها الوعى .

بعد انقضاء أيام العزاء استغل دياب اجتماع الجميع على طاولة الغداء ليحمحم : يا چد.. زيدان الله يرحمه ليه وصية عندى فى المكتب ، بعد اذنك هروح أچيبها ولازمن تكونوا كلكم موچودين وتعرفوا فيها ايه .
أومأ الجد بصمت بينما تساقطت دموع زوجته ليغادر يزيد الطاولة بغضب .

إجتمعوا حسب طلب دياب الذى قرأ الوصية التى أوصى فيها زيدان بثلث ما يملك كوقف لدار الرعاية التى لم يملك وقتا لافتتاحها .
وضع دياب الأوراق جانبا ليقول حسين : انا ماعوزش ورث حط نصيبى على تلت الدار
تابعت دينا : وانا كمان .
نظر دياب نحو يزيد الذى قال : انا اللى هدير المزرعة والربح بعد رواتب الموظفين هيتحول للدار زى ما الغالى كان عاوز .
نهض يزيد ليوقفه جده : استنى يا يزيد .
توقف يزيد لينظر الجد نحو دينا بحزم : دينا خلال سبوع من النهاردة تكونى لاجينى عروسة لخوكى .
دار يزيد ينظر له بفزع : انت بتجول إيه يا چد ؟
قاطعه حسين : چدك بيجول اللى لازمن يحصل ، انا من زمن جولت لك لازم تتچوز انت الكبير .. وانت منشف راسك لما اخوك راح ومابجاش لينا غيرك .

قاطعه الجد برجاء أتى على غضب يزيد : عاوز اشوف ولادك انت وخيتك جبل ما احصل الغالى
انتفضت دينا : بعد الشر عنيك يا چدى .

راقب دياب الحوار بينهم ، ربما كان هذا هو السبيل الوحيد الذي يمكنهم من المتابعة زواج يزيد الذى لن يسلم قلبه للهوى مطلقا ، هو يرى العشق قتل أخيه وهذا وحده سبب كاف له للهرب منه حتى نهاية عمره  .

****

بعد اسبوع من هذا الحوار طلب دياب من زوجته أن تعود معه للمنزل ولم تعترض على ذلك ، لقد رشحت إحدى الفتيات عروسا لأخيها الذى لم يعارض ترشيحها بل قبله بلا تفكير وبالفعل توجه حسين والجد لخطبتها ورغم تعجب والدها قبل الزواج بلا تردد وكذلك الفتاة نفسها ف يزيد أحد أبرز شباب النجع .

عادت دينا للمنزل برفقة دياب الذى ارتمى فوق فراشه متنهدا ثم نظر لها : دينا لازمن نروح للدكتورة نطمن عليكى .. انت شكلك تعبان .
اومأت بصمت ليتساءل : ميته ياچى ولدى ويملى البيت علينا .
جلست دينا فوق المقعد : ما يمكن تاچى بنية يا دياب .
انتفض دياب بفزع لم يتصنعه : بنية !! لاه اعملى حسابك من دلوك على ولد صبى يا دينا
نظرت له بدهشة : ودى اعمل حسابى عليها كيف ؟

أجاب بحدة مبالغ فيها : مااعرفش .. اتصرفى .. مش تاچى لى بنية وتطلع شبهك طبعا  وبكرة تكبر . وده يوجفها . وده يتحدت وياها . وكام واحد عاوزين يتچوزوها .. لاه معنديش اعصاب ولا صحة تتحمل إكده .. إعملى حسابك على ولد .. ولد يا دينا .

نظرت له دينا لحظات قبل تضحك ضاربة كفيها ببعضهما وتنظر نحوه بمشاغبة : وفرضنا إيچت بنية هتعمل ايه يعنى ؟
فرك جبينه ثم نظر لها : هاكلها .
ضحكت مجددا لينهض مسرعا نحوها : أو اكلك انت دلوك اضمن .
رفعت كفها محذرة : دياب انا ماجدراش
رفعها دياب ضاحكا : ههههه انت صدجتى
نظر لها : نسيت ما أنا ديناصور مچنح مش إكده !!
ضحكت دينا : لاه وكد ضلفة الباب كمان .
زاد جنونه الذى أخرجها من هالة الكآبة ومنح قلبها بعضا من صفاء كانت بأشد الحاجة إليه .

*******

ارتقى إياد الدرج مسرعا ليفتح الباب مقتحما المنزل بصراخ : بابااا
اندفع طايع خارج غرفته : فى إيه يا إياد مالك ؟؟
هرع نحوه : بابا جا. جاالى عقد في شركة ستايل فاشون للازياء . عاوزنى أمضى عقد خمس سنين .
وكزه طايع بمشاغبة : وجعت جلبى .
ضحك إياد مخفيا فمه بكفه : أصلى فرحان جدا .. فين ماما ؟
تلفت متسائلا ليجيب طايع : راحت تزور خالك هى ونسمة علشان فرح تاج قرب .
أحاط كتفى إياد بفخر : طول عمرى فخور بيك يا إياد .. بس شغلك فى التصميم مش لازم يعطلك عن الچامعة
زاد حماس إياد : ماتخافش يا بابا .. الشركة موافقين إن شغلى مايبقاش فى الشركة انا هبعت التصاميم وابقى اروح اتابع التطبيق فى المصنع حسب وقتى . انا هنزل اقول لعمتو روان وخضر .
وانطلق يعدو مجددا ليجلس طايع : اطمنت عليك وعلى بسمة .. يارب طمن جلبى على نسمة وماتكسرش خاطرها .

ظل طايع بعد ذلك لوقت طويل يقارن بين ابنته قبل وبعد طلاقها من ذاك البسول والذى كما يتضح كان فتنة أصابت ابنته فى دينها فجرفتها فى تيار الطمع الذى كاد يهلكها ، وحده الله يعلم ما الذى حدث اعاد لها عقلها . هى لم تفصح مطلقا عن سبب خلافها معه لكن حين أتته لم يلق عليها لوم الفشل فقد كان متوقعه للأسف ، لكنه أخطأ حين سمح بإتمام هذا الزواج .
تمتم طايع : لعله خير .

*****

أخيرا وصل تاج لليوم الذى تاق له ، سنوات من الاشتياق حتى وصل له ، اليوم ستكون زينة حياته معه ، له ، يسكن إليها وتأوى إليه .

لم يكن حفلا صاخبا بل قدم لها حفلا إسلاميا لا اختلاط ولا رقص ولا اغانى مسفة ، هو بكل الأحوال يغار أن يرى الآخرون حبيبته بكامل زينتها ، بل يغار أن يراها احد بأى هيئة .استأجر فرقة من الفتيات للإنشاد بالقاعة المخصصة للعروس ليحصلن على الخصوصية الكاملة .

اخيرا انتهى الحفل ليغلق بابه دون الجميع ، فقط هو وهى !! بل هناك الكثير من الشوق يفرض تواجده .
تقدمت للداخل ليلحق بها دون تفكير لكنها  نظرت له بحدة وتخصرت بسوقية : نعم ؟؟
قطب جبينه متسائلا لتتابع : جاى ورايا ليه ؟ ماسمعتش عن الخصوصية ؟

الخصوصية ؟؟
ردد ببلاهة ثم نفض رأسه : حبيبتي النهاردة فرحنا يعنى المفروض ..
قاطعته بنفس الحدة : المفروض نغير ونصلى ونتعشا وننام علشان هنسافر بدرى . اخدت الجدول نفذ يلا .

تصنع التفكير وعينيه مسلطة عليها ، يسهل عليه طرح هذه الحدة جانبا ورؤية ما الذى يتخفى وراءها ، خوف ؟؟ إنها خائفة منه .. رغم أن الفكرة وحدها تؤلمه لكن أمام ارتعاش الخوف بين اهدابها يمكنه تجاوز ألمه حاليا . ابتسم بود ثم قال : معاكى حق بس فكرينى مع كل خطوة لأنى تعبان ومش مركز .

ثم حمل ملابسه دون إضافة وغادر الغرفة لترفع كفها وتضغط فوق صدرها : الحمدلله  .. طب ما الجواز سهل اهو .
واتجهت للباب فتغلقه قبل أن تبدل ملابسها .
انتهيا من الصلاة لينظر لها : قولتى هنعمل ايه بعد الصلاة ؟
نهضت مبتعدة : هنتعشا
نهض فورا : ايوه صح ..نتعشا
لحق بها ليحملها فتتعلق به بفزع : انت بتعمل ايه ؟
وضعها فوق الفراش بحماس : هجيب العشا لحد عندك

غادر بالفعل ليعود بعد قليل يحمل الطعام ويضعه أمامها ، نظرت له بشك ليبدأ بتناول الطعام : كلى يا حبيبتي زمانك ماكلتيش من الصبح .

رأت شهيته الكبيرة لتشعر كم هى جائعة بالفعل لتبدأ مشاركته بتردد سرعان ما زال وهو يدس الطعام بفمها كرها طالبا منها أن تأكل المزيد .

رفع الطعام وحين عاد كانت قد شعرت بالطمأنينة بالفعل لتخفف ملابسها وتستلقى بالفراش رغبة فى قسط من الراحة بعد إجهاد عدة أيام متتالية .

أسرع مستلقيا بجوارها لتتثاءب بكسل : يلا ننام بقا انا هموت من التعب .
بسط ذراعه : تعالى بقا نامى فى حضنى .
اقتربت متوسدة ذراعه لتغمض عينيها فورا ليهمس : زينة
نظرت له بتكاسل ليتابع : بحبك
اتسعت ابتسامتها : انا كمان بحبك يا تاج
أزاح خصلاتها ليدفن أنامله فى ظلامها : وخايفة منى ليه ؟
غابت بسمتها وحاولت أن تبتعد عنه ليحيطها بذراعيه : كان ممكن ببساطة تقولى لى انك مش مستعدة وانا طبعا مش هجبرك لكن تتهربى منى ازعل اوى يا زينة .
عادت تنظر له : غصب عني يا تاج .مش قصدى اتهرب منك ..انا بحبك وعاوزة نبقى مع بعض .
استرخى قليلا : يبقى نصارح بعض بكل اللى نحس بيه من غير مراوغة .. انا عن نفسي عمرى ما اخبى حاجة عنك .

ابتسمت واغمضت عينيها لتنعم بالسكينة والدفء الذى انتظرته منه ، فهو يرعاها ولا داعى لخوفها منه .

*****

ما أسرع الأيام التى تطوى اعمار الجميع ، ها هي الدنيا تدور ليحصل كل شخص على نصيبه من السعادة ونصيبه من الألم .
أنجبت دينا فتى أسماه أبيه صهيب وكم تغيرت ملامح الحياة بعد مولده ، شعرت أن دياب بالفعل أصبح رجلا جديدا ، كأنه حظى بميلاد جديد وليس بطفل .

عادت نسمة للعمل وللفروسية رغم عدم مشاركتها فى بطولات لكنها عادت لممارسة ما تحب ، بل بدأت تعلم صغيرها ركوب الخيل رغم صغر سنه واعتراض إياد دائما خوفا عليه .

*****

جلس مازن بمنزل عاصم برفقة والده وعاصم وثلاثتهم يلزم الصمت التام حتى دق جرس الباب ليتجه له عاصم وكان تاج بالباب ، رحب به مازن وبعد قليل عاد الصمت يخيم على الجميع حتى دق الجرس مرة أخرى لكن هذه المرة عاد عاصم برفقة شخص غريب جلس وتاج يتلفت حوله غير مدرك لسبب وجوده هنا ، فتح هذا الغريب دفتره بالتزامن مع ظهور هيا ، نظر الغريب لهم ليقول : يا جماعة راجعوا نفسكم ، الطلاق بيتم فى دقايق لكن أثره ممكن يعيش طول العمر .
نظر مازن نحو هيا التى أبعدت وجهها عنه ليقول : هيا .
نظرت له ليتابع : انت طالق .
نظر الشخص الذي تبين أنه المأذون لدفتره متمتما : لا حول ولا قوة إلا بالله .

وبدأ تسجيل البيانات لتنتهى الإجراءات فى لحظات بالفعل لتنهض هيا وقد ارتسم على محياها ألم واضح : عن اذنكم .
نهض مازن أيضا : تاج تعالى وصلنى .

غادر الجميع ليظل محمود و عاصم الذى قال : على قد ما كرهت جوازهم فى الاول على قد ما أنا موجوع دلوقتى .
تنهد محمود بحزن : فعلا .. بس هم الاتنين وجودهم مع بعض هيفكرهم دايما بغلطهم .. يمكن مازن أتجاوز الموضوع ده لكن هيا لا .. انا عاذرها هى تعبت كتير ومن حقها تبتدى من جديد مع واحد تحس إنه بيحترمها من اول لحظة .
تساءل عاصم : ومازن مش هيحاول يتحكم فى حياتها بسبب نور
هز محمود رأسه : مازن اتغير كتير يا عاصم .. لو عاوز يعمل كده ماكنش طلقها ما هو رافض بقى له سنين رغم عدم تقبلها ليه كان فاكر إنها فى يوم هتغير موقفها .. طلاقه ليها دلوقتى ثقة منه أنهم مستحيل يكملوا مع بعض .
نهض محمود : انا هستأذن دلوقتى
تلفت حوله باحثا بعينيه عن مصدر سعادته لتأتيه منطلقة هابطة الدرج : جدوووو
غابت كل علامات الحزن وفتح ذراعيه مستقبلا حفيدته التى استقرت بينهما لتقول : مامى قالت لي اروح عيد ميلاد ماسة معاك وابات مع بابى
رفعها محمود بسعادة : مامى احسن ست فى الدنيا . يلا نروح ناخد مروة ونانا ونروح عيد الميلاد .

ونجيب هدية !!
تساءلت ببراءة ليضحك : ونجيب هدية .
نظرت نحو عاصم : باى جدو عاصم .
اقترب عاصم مقبلا رأسها : باى يا قلب جدو .

تحرك محمود نحو الخارج ، فرغم كل ما حدث فى تلك العلاقة من مساوئ إلا أن وجود نور كافيا للتغاضى عنها .

*****

دخل محمد مناديا اسمها : وفية .. وفية انت فين ؟
جاء صوتها : فى اوضة بيبة يا محمد .
اتجه نحو غرفة ابنته التى ابتسمت وهى تنهض عن الفراش فور انتهاء وفية من تصفيف شعرها ، وقفت بخيلاء لتدور حول نفسها فيطلق محمد صفيرا خافتا : إيه الجمال ده كله يا ست بيبة .
أجابت الصغيرة بثقة : هبقى احلى واحدة فى البارتى
ضحك محمد وهو يرفعها عن الأرض : انت احلى واحدة فى الدنيا مش بس البارتى .
نظرت نحو وفية : ماما هاتى الهدية مش عاوزة اتأخر على عيد ميلاد اختى .. انا اختها الكبيرة ولازم اروح بدرى .

ضمها محمد بسعادة وعينيه متعلقة ب وفية التى تحركت لتخرج حقيبة من الخزانة تقدمها لابنتها ثم تقبلها : ابقى سلمى لى على ماسة .
ظل محمد ينظر ل وفية لحظات قبل أن يقترب مقبلا رأسها : مش هنتأخر .

ابتسمت وفية ولم تعلق ليتحرك للخارج تاركها خلفه ، هى لا تنكر الألم الذى يستوطن قلبها ، لكنها أيضا لا تنكر أن محمد يبرع فى نزعه عنها برعايته الدائمة .

******

دخل محمد لتركض هبة نحو غرفة ماسة والتى كانت برفقة أمها ، نظرت رحمة لرداء هبة لتشعر ببعض الراحة ، زوجها يساوى بين الطفلتين ويدفعهما لتقوية علاقتهما معا ، ذلك الرداء المتماثل سيحفر فى ذهن الصغيرتين رمزا لتواحدهما معا .
صرخت هبة فور دخولها : ماسة انت لسه بتلبسى ؟
عقدت ماسة ذراعيها : مستنياكى علشان اعمل شعرى زيك مش احنا اتفقنا .
وضعت هبة الحقيبة أمام ماسة : ازيك يا طنط رحمة !
مسدت رحمة شعر هبة : الحمدلله يا حبيبتي .

فتحت ماسة الحقيبة لتخرج هدية هبة ، تلك العروس الضخمة التى أرادت الحصول عليها .

انتهت ماسة لتمسك هبة كفها متسائلة : فين أبيه حمزة ؟
أجابت ماسة ضاحكة : فى اوضته يلا نضايقه شوية

ضحكتا راكضتين للخارج لتضرب رحمة كفيها بحيرة ، فرغم ما تقدمان عليه دائما ورغم صراخ حمزة عليهما دائما أيضا إلا أنه سرعان ما يتحول لطفل يركض خلفهما بجنون .

رأى محمد الصغيرتين متجهتين لغرفة حمزة ليضحك منتظرا صراخه وسرعان ما علا صراخ حمزة : اطلعى برة يا بت انت وهى .
لحظات بعد وكانت الفتاتين تركضان صارختين وحمزة يلاحقهما : والله لاوريكم .
وقف أمام أبيه صارخا : بقى ينفع كده !! انتو تخلفوا على كبر وانا يطلع عينى .
قبل أن يجيب محمد كانت صفعة رحمة لمؤخرة رأسه كافية لتطلق ضحكات محمد وتذمر حمزة الذى تلفت حوله : انا بقا هنتقم من جوز القرود دول .
عاد للبحث عن الفتاتين لتنظر لزوجها : انا هلبس زينة وتاج زمانهم جايين .
واتجهت لغرفتها ، لقد حظت ببداية جديدة ، رغم أنها تعلم أن هناك من تقاسمها فيه لكنها لا تنكر عنايته الدائمة لها .
عنايته ؟؟
أجل عنايته التى تحوى جزءا من قلبه فقط ، تعلم أن قلبه لم يعد حكرا لها ، أصبحت تشاركها فيه أخرى  ، كلما تذكرت ذلك شعرت بفداحة الصمت .

ذلك الصمت الذى اورثها تراكمات كادت تنهى حياتها الزوجية ، بل كادت تحولها لشخص تحمد الله أنها لم تتحول إليه.
تعالت الصرخات بالخارج لتعلم أن حمزة قد أمسك بالفتاتين ، ابتسمت وهى تحمد الله أنها أنقذت حمزة من مصير مجهول كادت تدفعه إليه . لقد أنقذت الجميع هى فعليا فخورة بما وصلت إليه فلولا تداركها هى وتعقلها لضاع الجميع محمد وحمزة وزينة وهى نفسها . لن تلوم نفسها مجددا بل ستحيا ، فقط تحيا وتحصل على سعادة لم تكن ملمة بوجودها من الأساس .نظرت لانعكاس صورتها برضا قبل أن تتجه للخارج فهناك صغارا بحاجة لرعايتها وهى لن تخذلهم .

بعد ساعة وقف الجميع حول الطاولة مازن الذى أصر تاج على حضوره عل هذا يلهى عقله عن خسارته وكان لحضور نور أثر بليغ فى تغير حالته .
تاج بجوار زينة التى تنتظر أن تضع مولودها الأول خلال أيام .
محمود وحياة و مروة . ريان وليال .
نسمة وصغيرها فارس واياد .
تصفيق حار لنجاح ماسة فى إطفاء الشمعات الأربع ليبدأ الركض هنا وهناك وصرخات الأطفال .
تقدم حمزة بترقب : ازيك يا مروة ؟؟
تهربت عينيها منه : الحمدلله ازيك يا حمزة ؟
تلفت حمزة حوله : بقولك ايه ما تيجى تتجوزينى وترحمينى من روضة الأطفال دى ؟
قطبت جبينها ونظرت نحوه بخجل وقبل أن تتحرك أحيط كتفها بذراع محمد الذى نظر ل حمزة ثم لها : زمان ضربت اخوكى علقة وكسرت له ضلعين علشان خاطر زينة .. لو الواد ده مضايقك هعمل فيه كده بردو .
شحب وجهها ونفت بفزع : لا يا عمى مش مضايقنى .
ضحك محمد : يبقى اتجوزيه وارحمينا من غتاته .تعالى معايا .
تقدمت معه ليزفر حمزة براحة ثم يحدث نفسه : هو الراجل ابويا ده واخد البت على فين ؟

قبل أن يتحرك وقفت هبة وماسة أمامه لتتساءل ماسة : أبيه انت بتكلم نفسك ؟
فتتابع هبة : أبيه هو انت بتكلم عن أبلة مروة ؟
انخفض يكمم فمها : هششش وطى صوتك يا هبة
تلفت حوله ثم همس : بقولكم إيه ماتروحوا تاخدو أبلة مروة تفرجوها على الهدايا !!
تخصرت هبة : علشان تيجى ورانا وتفضل تتكلم معاها زى المرة اللى فاتت .
ضيق عينيه ناظرا لها لتقول ماسة : انا موافقة بس تودينا دريم بارك
زفر بضيق : امرى لله بس اوعوا حد ياخد باله

لحظات وكانت مروة برفقة الفتاتين بغرفة ماسة وقبل أن يتجه حمزة للغرفة كان ذراع أبيه يعيده للخلف محذرا : انا فوتهالك يوم عيد ميلاد بيبة لكن تسوق فيها اكسر دماغك .. بنت اخويا مش لعبة . فاهم ؟؟
حمحم حمزة : يا بابا مش قصدي والله بس هى مش راضية تقول موافقة ولا لا .
ضرب محمد مؤخرة رأسه : لو مش موافقة ماكانتش قالت انك مش مضايقها يا قفل .. امشى انجر قدامى وهناخد معاد ونروح نخطبها .

******

تسللت بسمة حين شعرت بإنتظام أنفاسه ، غادرت الغرفة بهدوء ، لقد حاولا مرارا وكان الفشل حليفهما دائما ، أغلقت دونها باب غرفة أخرى بعيدا عن غرفة نومهما ، اتجهت نحو مقعد بجانب النافذة لتسترخى فوقه .
ليس صعبا عليها الشعور بألمه وإن لم يأن به ، ليت الأمر بملكها لوهبته كل السعادة التى يستحق .
تنهدت بحزن : يااارب .
أغمضت عينيها وبدأت تنشد بخفوت
مَوّلاي إنّي ببابكَ قَد بَسطتُ يَدي..
مَن لي ألوذُ به إلاك يا سَندي؟
أقُومُ بالليّل والأسّحارُ سَاهيةٌ
أدّعُو وهَمّسُ دعائي.. بالدُموُع نَدى
بنُورِ وَجهِكَ إني عَائدٌ وجلُ..
ومن يعد بك لن يَشّقى إلى الأبدِ..
مَهما لَقيتُ من الدُنيا وعَارِضه..
فَأنّتَ لي شغلٌ عمّا يَرى جَسدي..
تَحّلو مرارةِ عيشٍ في رضاك..
ومَا أُطيقُ سُخطاً على عيشٍ من الرَغَدِ..
مَنْ لي سِواك؟!.. ومَنْ سِواك يَرى قلبي؟!
ويسمَعُه كُلُ الخَلائِق ظِلٌ في يَدِ الصَمدِ..
أدّعوكَ يَاربّ فأغّفر ذلَّتي كَرم..
وأجّعَل شَفيعَ دُعائي حُسنَ مُعْتَقدّي
وأنّظُرْ لحالي.. في خَوّفٍ وفي طَمعٍ..
هَلّ يَرحمُ العَبّد بَعْدَ الله من أحدٍ؟
مَوّلاي إنّي ببابكَ قَد بَسطتُ يَدي..
مَن لي ألوذُ به إلاك يا سَندي؟
وقف مسندا جبهته إلى الباب الذى يحول بينهما مستمعا لصوتها الشجى عبره ، اغمض عينيه يبحث عن طريقة تعيد لهما السكينة التى يشعر أنها تتسرب من حياتهما .

يعترف أنه أولى أمر الإنجاب كل اهتماماته ، ربما لشعوره الداخلى بالعجز ، لكنه لن يقف مكتوف الأيدى وهو يرى ذبولها .
عاد للغرفة قبلها بلحظات وتصنع النوم مرة أخرى حتى شعر بدفئها قربه ليفتح عينيه : روحتى فين وهملتينى ؟
تقابلت اعينهما فى حوار بلا كلمات ليتغاضى عن سؤاله ويتساءل : بسمة ما تاچى نطلع عمرة ؟
عمرة ؟؟
تساءلت بلهفة ليرى السعادة بين الأحرف فيبتسم ثم يحيطها بذراعه : ايوه انا بكرة هسأل على اول حچز .
اندست بين ذراعيه : استنى بس أسبوع لما نعمل الفحص الرقمى  .
تنهد بألم هامسا : حاضر .

جلس سويلم وبسمة أمام الطبيبة وهو مطرق الرأس ينتظر الجملة التى إعتاد سماعها لتتحدث الطبيبة : بقى لكم خمس سنين بتحاولوا والحمدلله اخيرا ربنا رزقكم .
تهلل وجه بسمة : بجد يا دكتورة !! يعنى الحمل ثبت المرة دى ؟؟
ابتسمت الطبيبة : ايوه الحمدلله انا طلبت نعيد الفحص رغم إنه كان مبشر بس للتأكيد . اتفضلى نعمل سونار .
نظرت نحوه وكانت عينيه متعلقة بسعادتها لتقبض على كفيه بقوة : يلا يا سويلم .
تحرك معها دون مقاومة ودون تركيز أيضا  وبعد لحظات كانت مستلقية والطبيبة تقول : ده نبض الجنين الأول ..
لحظة صمت قبل أن تتابع : وده نبض الجنين التانى .
انتفض سويلم : التانى ؟؟
ابتسمت الطبيبة : ايوه توأم  .. المهم دلوقتى الراحة النفسية والبدنية وتباعد تام والأدوية اللى هكتبهالك يا مدام .
تساءل سويلم : كنا هنطلع عمرة اخر الشهر ينفع ؟
هزت رأسها بأسف : لا طبعا صعب اوى دلوقتى احنا عاوزين راحة مع حقن المثبت الأسبوعية يعنى تتحرك حركة خفيفة ماينفعش سفر دلوقتى خالص .
تبادلا نظرات تحمل الأسى فقد حلمت بتلك الرحلة ولم تتخيل أن حلما غاليا قد يمنع حلما اخر لا تقل غلاوته .
****

لم يعرج لشقة أبويه فى طريق العودة رغم أن سيلين تنتظره كما وعدها ليصحبها فى إحدى جولاتها الشرائية استعدادا لزفاف طال توق خالد له واخيرا بعد حصولها على درجة الماجستير قررا إتمامه .
صعد بها بين ذراعيه كعادة يرفض التخلى عنها مع كل زيارة للطبيبة ، وضعها فوق الفراش بروية لتتعانق الأعين بنفس الصمت الذى طال منذ غادرا غرفة الكشف .
كان لها السبق فى قطع هذا الصمت لتهمس : مبارك يا سويلم . هيبقى عندنا ولاد .

زفر براحة مع اتساع ابتسامته مرددا : هيبقى عندنا ولاد يا بسمة ؟ انا هيبقى ليا ولاد منك ؟؟ انا هبقى اب ؟؟ انااا ؟
استقام واقفا كأنه أدرك للتو ليخر ساجدا ويطيل سجوده وهى تتابعه بشغف ، لحظات حتى استقام مجددا بحماس : انا لازم ادبح للخبر الزين ده .. ده اغلى خبر سمعته فى حياتى .

اقترب بلهفة مقبلا جبينها : اعذريني مش مصدج روحى
ليأتيه ردا غير متوقع : انا مصدقة لأن ربنا رحيم وكنت واثقة من رحمته .

بعد ساعة كان يقف أمام المنزل وقد أفرغ رفيع للتو سلاحه من طلقاته الصوتية ابتهاجا بهذا الخبر السعيد ليمسك سكينا ويدير مقبضه نحو سويلم بسعادة : اول دبيحة لازم تبجى بيدك .
ابتسم سويلم ممسكا مقبض السكين ودياب يحكم ربط ارجل العجل قبل أن ينضم له مصطفى ولبيب فيسقطونه أرضا .

***
بعد خمسة أشهر
تقدم سويلم بملابس الإحرام ليكتشف أنها ليست بجواره إلتفت للخلف فورا ليجد عينيها متعلقة بالكعبة وزخات عينيها تروى وجنتيها بسخاء .
اقترب لتنتفض مع لمسة كفه لوجهها وتنظر له فيقول : يلا .
ابتسمت واومأت بصمت لتتقدم ومع كل خطوة للأمام تشعر بإرتقاء روحها لنقاء لم تعرفه من قبل .

تمت بحمد الله

*********************
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة