-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى - الفصل الأول

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الأول من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى. 

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل الأول

اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى
رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى


تابع أيضا: قصص رومانسية

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل الأول

جلس طايع بعد ساعتين تقريبا برفقة زوجته ووروان بينما غاب مهران و غاب جميع الصغار عدا خالد .
تحمل ملامح طايع الأسى الشديد ؛ فقد زار الطبيب منزله ليقر بإصابة بسمة بصدمة عصبية أدت لفقدان الوعى ونسمة كذلك لكن أدت لانهيارها وتحتم تنويمها بأحد العقاقير أما الأسوأ كان إياد الذى مر بنوبة ذعر وضيق تنفس وجميعهم يغفو حاليا تحت تأثير العقاقير الطبية .
دق هاتف طايع ليرفعه بأليه : ايوه يا ريان ...لاه مش چايين البركة فيكم ... بعدين يا ريان ماجادرش اتحدت دلوك .
ربتت روان فوق كتف  ليليان بحنو : أهدى يا ليليان ..هيبقوا بخير إن شاء الله.
نظرت ليليان لزوجها الذى يقبض على المقعد مواريا غضبه لتقول : التلاتة يا روان !! التلاتة هيروحوا منى
تحدث خالد بهدوء : ماتخافيش يا عمتى ..نسمة هتصحى من النوم كويسة وإياد خضر جمبه مش هيسيبه وكلنا جمبه هياخد يومين تلاتة بس هو حساس زيادة عننا ، وإذا مفيش ضغط إن شاء الله يتحسن علطول افتكر حالته هترتبط ببسمة .
نظرت له بتساؤل : وبسمة يا خالد ؟؟ دى هتروح فيها .
نهرها خالد بلطف : بعد الشر عنها .. بسمة انا هفهمها ماتقلقيش ، هى ممكن يكون عندها خلفية بس مصدومة ، لما تهدأ وتفكر من غير تشويش هتفوق من الصدمة.
نظر له طايع : طيب فهمنى انا الأول !!
أمسك خالد الأوراق التى تسببت فى هذه الكارثة ليخرجها من الملف الذى أخفاها داخله سويلم ويقدمها ل طايع الذى نظر لها بتعجب : المركز القومي للبحوث !!
هبطت عينيه للسطر التالى : شعبة الوراثة البشرية / عيادات الوراثة .
عاد ينظر ل خالد الذى زفر بضيق : انتو عارفين إن قانونا المقبلين على الزواج بيعملوا فحوصات طبية ..
انتبه له الجميع ليتابع : طبعا الناس بتزور التقرير غالبا أو بيروحوا اى مستشفى يعملوا شوية تحاليل عادية .وده طبعا غلط .. المفروض الناس تروح مركز البحوث وتعمل تحديد نمط نووى وتحليل كروموسومات ..
جالت عينيه بالاوجه ليتابع : انا من فترة قولت ل سويلم وبسمة يعملوا الفحوصات دى وروحت معاهم فعلا واخدوا منهم العينات ومسحة للنمط النووى .
تساءلت ليليان بتسرع معهود منها : يعنى إيه ماينفعش يتجوزوا ؟؟!
هز رأسه نفيا : يا عمتى محدش يقدر يمنع جوازهم مهما كانت الأسباب القرار ليهم .
تساءل طايع بهدوء : والنتيجة فيها إيه يا خالد ؟
زفر خالد بضيق : سويلم عنده متلازمة كلاينفلتر .
دقق النظر لعمه وتابع ببطء : ودى أكبر سبب للعقم عند الرجال .
شهقت ليليان بصدمة بينما نكس خالد رأسه : وبسمة ...

****
وقف مهران ببهو منزله يتأكل الغضب قلبه وتستعر نيرانه بين أضلعه متأكلة كل ما يحمل من تروى وتعقل ، أخرج هاتفه وطلب رقما ولم يطل انتظاره فقد أجاب الطرف الثاني فى لحظات ليقول مهران بغضب : انى لولا باجى على الدم وحج ربنا كنت شيعت لك ولدك على ضهره .
أتاه صوت رفيع المرتعش : واه حوصل إيه يا واد عمى ؟
ضغط مهران منفثا غضبه على هاتفه وهو يصيح : بجى ولدك ياچى لحدنا ويجول ماريدهاش !! يعنى إيه فاكر هنرموا بتنا عليه ؟؟
حاول رفيع مقاطعته أو فهم ما يرمى إليه ليصرخ مهران : هى كلمة ورد غطاها .. لو ولدك اخر راچل على وش الدنيا ماهيطولش بت اخوى ولا فى أحلامه .
وانهى المكالمة ليلقى بالهاتف فوق أحد المقاعد ويرتمى فوق اخر دافنا وجهه بكفيه رافضا صورة بسمة الغائبة والمتصورة أمام عينيه .
***
اقتربت رنوة بقلق من هيئة رفيع : فى إيه يا رفيع ؟ حد جرى له حاجة ؟؟
نظر رفيع لهاتفه كاظما غيظه : مهران بيجول سويلم فسخ خطبته من بسمة
شهقت رنوة : انت بتقول ايه !! لا مستحيل ده روحه فيها !
اتجهت نحو هاتفها بألية لتطلب سويلم لكن هاتفه خارج التغطية ، حاولت مرات ومرات بلا فائدة لتعود لزوجها الذى لم يكف عن المحاولة : رفيع لازم نعرف سويلم فين وحصل له إيه .
زفر بضيق ثم رفع هاتفه وما إن أجاب الطرف الآخر حتى قال بلهجة آمرة : دياب تعالى لى دلوك .

****
دخل مازن خلف محمود عينيه تدور فى الأرجاء بحثا عن شخص لم يجده لينكس رأسه زافرا بضيق . اقبل عاصم والد هيا راسما ابتسامة زائفة : اهلا يا استاذ محمود .
صافحه محمود بود ليهز رأسه محييا حياة ومروة . نظر نحو مازن بحقد لم تخطأه أعين محمود ليهمس قرب أذنه : مفيش داعى يا استاذ عاصم نعمل شوشرة علشان بنتك قبله .
تنهد عاصم وهو يمد كفه مكرها نحو مازن الذى صافحه بتحفظ وقلق من نظراته خاصة حين عادت نظراته ل مروة التى ابتسمت بود : العروسة فين يا عمو نفسى اشوفها أوى
ابتسم لحماسها الواضح ليقول : فوق يا بنتى فى اوضتها . اطلعى لها لو عاوزة .
نظر محمود ل حياة التى قالت : اه طبعا هنطلع لها . هى إلاوضة فين ؟
أشار للدرج الداخلى: فوق تانى اوضة على اليمين .
أمسكت حياة كف مروة واتجهتا للأعلى بينما اقترب عاصم من محمود ومازن وعينيه تتقد غضبا : انا لولا سمعة والدك الطيبة كنت قتلتك من سكات وعرفت احل مشكلة بنتى ..ماتفتكرش انك كده اتجوزتها .. انت كسرت قلوبنا ووطيت راسنا ..بنتى هتروح بيتكم النهاردة أمانة فى رقبة والدك انت إنسان لا يؤتمن .
رفع محمود عينيه لابنه محذرا أن يتطاول أو يفكر في الرد ورفع ذراعه فوق كتف عاصم : اهدا يا عاصم .. انا حاسس بيك ، وبنتك فى رقبتى وزى بنتى مش هفرط فيها ابدا .
حاول عاصم السيطرة على أنفاسه الثائرة وهو يتراجع خطوة للخلف بينما يقبل ريان مبتسما : مبارك يا محمود .
صافحه محمود بود ليحتضن مازن بحنان : مبارك يا مازن ربنا يجمع بينكم في خير .
اقتربت ليال وولديها ليربت تاج فوق كتف مازن : مبارك يا عريس .
ابتسم مازن بشحوب ليعرف محمود ريان إلى عاصم وسرعان ما اقبل محمد ورحمة وخلفهما حمزة وزينة .
تعلقت الأعين ب زينة المتعلقة بذراع أخيها تعارفوا جميعا لتتساءل رحمة : امال العروسة فين ؟
ابتسم عاصم : فوق فى اوضتها اتفضلوا اطلعوا لها مدام حياة فوق .
أمسكت بكف زينة التى ضغطت على ذراع حمزة ليربت فوق كفها وصحبتهما ليال أيضا .
نظر محمد ل ريان : هو طايع فين ؟ سويلم راح لهم مارجعش
هز ريان كتفيه : طايع اعتذر مش عارف فى إيه هناك .
ابتعد مازن خطوات ليقترب منه حمزة محذرا : اظن تعقل بقا يا مازن .
اقترب تاج أيضا والذى لديه خلفية أيضا عن هذا الزواج ليقول : ( فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ) .. أرضا بنصيبك يا مازن وخليك عارف إن هيا أمانة عندك .
بدل مازن نظراته بينهما ثم طرحها أرضا زافرا بضيق فلا أحد يشعر بالنيران التى تأكل قلبه .

****
فى غرفة العروس
طرقت حياة الباب ودخلت بهدوء لتسرع هيا وتكفف دموعها بينما دخلت مروة بحماس سرعان ما اختفى لدى رؤيتها دموع العروس : انت بتعيطى يا عروسة !! نظرت لأمها ول سناء والدة هيا التى تجلس بكآبة : هو فى إيه ؟
ارتبك الجميع وقالت حياة : يا حبيبتي مابتعيطش ولا حاجة .. صعبان عليها بس هتسيب مامتها مش بنتها الوحيدة !! دى مروة بنتى يا هيا اخت مازن
اومأت هيا بضعف ليعود الحماس ل مروة التى اندفعت تقبلها وتضمها بينما اتجهت حياة نحو سناء لتقبل رأسها معتذرة بصمت : مبارك يا سناء ..ماتخافيش على هيا هشيلها فى عنيا .
أجهشت سناء بالبكاء وكذلك هيا لتتعجب مروة ما يحدث وتحاول حياة تدارك الموقف فلا يجب أن تهبط العروس للمدعوين باكية الأعين .
تمكنت من السيطرة على نوبة البكاء تلك وبدأن فى إعادة زينة هيا وبالكاد تمكن من ذلك قبل أن تصل رحمة وليال وزينة .
***
تساءلت ليليان بفزع : مالها بسمة ؟
نظر لها خالد : بسمة عندها HyperProlactinemia  وده إضطراب هرمونى علاجه متوافر بياخد شوية وقت لكن نتيجته كويسة جدا وده كمان سبب لتأخر الحمل عند السيدات لكن مش عقم .
زفرت ليليان وهى تضع كفها فوق صدرها براحة بينما قالت روان : يعنى سويلم سابها علشان مش هيخلف ؟
هز خالد كتفيه بينما قالت ليليان بتسرع : معاه حق مش لازم يظلمها معاه .
نظر لها خالد وطايع بحدة وقال طايع : بردو ماكانش ينفع يسيبها بالطريجة دى .
حاول خالد تهدئته : اعذره يا عمى هو مصدوم ورد فعله ده نتيجة الصدمة سويلم بيحب بسمة اكتر من روحه .
مسح طايع وجهه مستغفرا قبل أن يقول : وده سبب اللى چرى لها .. انا متأكد إنها زعلانة علشانه مش منه .
نظرت له ليليان بحدة : يعنى إيه يا طايع ؟؟ يعنى لو رجع سويلم طلبها هتجوزهاله ؟؟
انتفض طايع واقفا : انى مع مصلحة بتى اللى هى تختارها .. لو راضية بيه مش هكسر جلبها
وقفت ليليان أمامه بغضب : انت بتقول ايه !! انت فاهم ده عقيم !!
وقف خالد بينهما : يا عمتى من فضلك بسمة مش صغيرة وهى ادرى بمصلحتها .
صرخت ليليان : انتو عاوزين تجننونى ؟
وقف روان لتمتص تلك الثورة التى ستزيد الأمور سوءا : أهدى يا ليليان وبلاش نتكلم فى الموضوع ده دلوقتي .
بدلت ليليان نظراتها بينهم لتتجه لغرفتها وتصفع الباب . زفر خالد بضيق ونظر لعمه : من فضلك يا عمى اقعد وافهم منى وانا اول ما بسمة تفوق هفهمها ولما سويلم يفتح موبايله هفهمه بردو .. المشكلة إنهم مش فاهمين .
جلس طايع وروان ليجلس خالد : يا عمى المتلازمة كلاينفلتر زى اى متلازمة تانية ليها سمات . هى السبب فيها إن الإنسان العادى عنده ستة وأربعين كروموسوم منها اتنين مسئولين عن تحديد جنس الإنسان الانثى اتنين X والذكر واحد X وواحد Yالمصاب بالمتلازمة بيكون عنده X زيادة في كل الخلايا أو بعضها .
ضيق طايع بين حاجبيه : يعنى إيه معنى كده إنه عاچز كمان ؟
هز خالد رأسه نفيا : بعض الأفراد بيكون عندهم ضعف مش عجز لكن الأغلب لا المتلازمة دى يا عمى بتيجى لذكر واحد من كل ألف مولود ذكر وواحد من كل خمسمئة مصاب معندوش أعراض خالص .
تساءلت روان : والاعراض دى عند سويلم ؟
عاد خالد يهز رأسه نفيا : الأعراض دى بتبقى سمنة وكبر حجم الثدى وطول الذراعين وطول الشخص بشكل ملفت فى المراهقة . يعنى الراجل يبقى جسمه انثوى بشكل واضح .
قاطعه طايع : بس سويلم مش إكده
أشار خالد بكفه : الله ينور عليك يا عمى ده اللى عاوز أوصله .
عادت روان تقاطعه : وهى دى كل الأعراض ؟
حمم خالد بحرج وحك رقبته لتفهم أمه أنه يخجل من ذكر بعض الاشياء لوجودها فتقول : يا خالد انا عاوزة اطمن على بنت عمك
ابتسم خالد : اطمنى يا ماما بسمة تستاهل كل خير ..انا هتكلم مع سويلم واوديه لدكتور يفهمه اكتر ويفحصه بشكل أدق وبعد كده لازم هم الاتنين يقرروا عاوزين إيه وايا كان قرار بسمة انا هدعمها فيه . انتو عارفين بسمة بالنسبة ليا إيه .
ثم نظر ل طايع : بس ارجوك يا عمى تعذر سويلم هو بردو راجل واخد اكبر صدمة ممكن تقابل راجل قبل ما يبتدى حياته أساسا وانا واثق إنه عمل كده حبا في بسمة .
صمت طايع وشرد بنظره تجاه غرفته التى آوت إليها زوجته ، لقد وجدت ليليان اخيرا ما يمكنها أن تفرق به بين سويلم وبسمة ، هو لا ينكر حماسها الشديد حين أعلنت بسمة بجرأة غير مسبوقة وهى بمرحلة الطفولة عن إعجابها ب سويلم وأوضحت ذلك بشكل منطقى ، لكن مع مرور الأيام وتأكدها أن ابنتها اختارت هذا الشاب بالفعل بدأ موقفها يتغير وتعلن رفضها لتزويج إحدى فتاتيها بالصعيد ، وأمام إصرار بسمة ودعم طايع اضطرت للموافقة أو إبداء الموافقة وهو يثق برفضها الداخلى والذى حاولت مرارا أن تضغط به على بسمة فهى تحلم بزواج ابنتها من زوج حضرى مثقف له مكانة إجتماعية مرموقة ، وكم يخشى أن تتمكن مع الصدمة التي أصيبت بها ابنته أن تؤثر عليها .
****
تم عقد القران في هدوء وبعد قليل هبطت هيا تتأبط ذراع والدها وخلفهما النساء  بينما كان مازن ووالده يقفان فى انتظارها قرب الدرج . ضمها عاصم لتهمس : سامحنى يا بابا .
شد ذراعيه حولها قبل أن يسلم كفها ل مازن الذى تلقى نظرة صارمة من أبيه ليقترب مقبلا رأسها في نفور واضح من كليهما ثم يقترب محمود مقبلا رأسها : مبارك يا بنتى هتنورى بيتنا .
ابتسمت بإمتنان لذلك الرجل الذى لم تر منه إلا دعما لها في مصيبتها التى أوقعت نفسها فيها : متشكرة يا عمى .
اتجهت ومازن للكوشة التى أعدت لهما لتبدأ الهمسات المتعجبة بين المدعوين عن هذا الزواج الغريب الذى تم بين ليلة وضحاها خاصة أن كلا الزوجين لم ينهيا دراستهما بعد .
تجمع الشباب بمكان واحد والنساء والفتيات بمكان واحد .كان هناك جمع من رجال العائلتين وقد بدت النظرات الخبيثة بالأعين وبدأ عاصم ينكس رأسه متغاضيا عنها ليقول ريان ممتصا كل السلبية حوله : كده مازن الوحيد اللى طلع لي في العيلة دى .
نظر الجميع له لسماحة وجهه وذقنه المنمق ليتابع : انا كمان اتجوزت وانا بدرس كنت مخلص تالتة جامعة بس ، ام تاج كانت من الصعيد وانا من القاهرة روحت جبتها فى ايدى وجيت ههههه .
ضحك الجميع ليتابع : وقعدنا بردوا فى بيت بابا كام سنة . تاج ابنى مولود في بيت بابا .
استغل محمود الفرصة ليقول : انا كمان لما جالى مازن وكلمنى عن هيا قلت ايه المشكلة لما يتجوز مادام بيشتغل ويقدر يشيل مسئولية .. والحمدلله إن عاصم متفاهم ومعقدش الدنيا زى ما أهالى كتير بتعمل .
تدخل أحد الحضور من أهل عاصم : انا بنتى أتقدم لها واحد زميلها بردو وانا كنت رافض الفكرة . تصدقوا بعد كلامكم ده بفكر أقابله .
نظر عاصم ل محمود ممتنا ليقول محمد : قابله لو كويس ايه المشكلة !
وتابع ريان : الرسول عليه الصلاة والسلام قال ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة فى الارض وفساد كبير ) .
اخيرا تحدث عاصم : وخصوصا لما تحس انهم ميالين لبعض .
ابتسم محمود براحة وطال الحوار الذى أدى لاختفاء كل النظرات والهمسات التى كانت تدور حول العروس .
اقبل حمزة ممسكا بكف زينة ليحيى الجميع ويهمس بأذن والده قبل أن ينصرفا للخارج ..
قطع تاج طريقهما متسائلا : حمزة انتو مروحين ولا إيه ؟
ابتسم حمزة وربت فوق كف شقيقته : لا واخد زينة اعزمها على العشا وافسحها .
تعلقت عينا تاج بوجه زينة الذى لا تخفى لمحات الحزن عنه ليقول بإحباط : ماشى خلى بالك منها .
ضحك حمزة :  هههههه يا راجل انت بتوصينى على اختى يا تاج ؟
ارتبك تاج ونظر أرضا : مش قصدى يا حمزة دى جملة عفوية .
ربت حمزة فوق كتفه : ماشى يا سيدى ماتخافش هخلى بالى منها . يلا يا قمر .
وصحبها للخارج لتتبعهما عينى تاج فى أسى وعينى مازن فى إنكسار .
***
كان دياب بالمركز حين هاتفه عمه يطلب سرعة حضوره ، توجس خيفة وتمكنت منه ظنونه ، ترك المكتب متوجها للنجع مباشرة دون إبطاء فمن صوت عمه تأكد أن الخطب ليس بهين .
وصل للمنزل بعد عشرين دقيقة تقريبا ليصعد فورا لشقة رفيع ، استقبله سليم ليسأله فورا : حوصل إيه يا سليم ؟
أجابه سليم : مش عارف بابا طلبنى وقالى تعالى واما جيت قال نستناك بس شكله هو وماما مش كويس ابدا .
دخل دياب من فوره ليجد رفيع ورنوة فى انتظاره ليتساءل بترقب : خبر إيه يا عمى ؟
أشار له رفيع ليجلس ويتبعه سليم لينظر لهما بحدة : سويلم فين ؟
أجاب سليم مسرعا : فى مصر يا بابا ما انت عارف .
نظر ل دياب الذى عاد يتساءل : خبر إيه ؟ انى مافهمش حاچة .
ظل رفيع يحدق فيهما بنفس الحدة لتقول رنوة : سويلم فسخ خطوبته ودلوقتي قافل موبايله ومش عارفين نوصله .
علت الدهشة وجهيهما ليقول سليم بإستنكار : سويلم فسخ خطوبته !! مستحيل .
مسح دياب وجهه مستدعيا صبره : ليه إكده يا واد عمى؟
عاجله رفيع : تبجى خابر حوصل إيه ؟
نظر له دياب : ابدا يا عمى ماخابرش حاچة .. اللى اعرفه إن سويلم إدلى مش بس لأچل چواز مازن .. لكن كان رايح مركز البحوث ياخد نتيچة فحصواته هو وبت عمى .
هز رأسه بأسف : أكيد الفحوصات فيها حاچة عفشة ..سويلم مايعملش إكده واصل .
اسند رفيع رأسه لعصاه بينما وضعت رنوة كفها فوق صدرها بجزع : يبقى سويلم فيه حاجة .. لو المشكلة عند بسمة عمره ما كان هيسيبها ده روحه فيها .
تعلق كفها بعباءة رفيع : رفيع انا عاوزة ابنى .
انتفض رفيع صارخا : غبى !! كان لازمن يرچع لى جبل اى حاچة .
اسرع سليم مدافعا عن أخيه : يا بوى ماتظلمش سويلم جبل ماتسمعه .. انى هعرف أچيبه .
توجه نحو الخارج يتبعه دياب مؤكدا : لو وصلت هندلوا ونرچعوا بيه .. واد عمى فى ضيجة شديدة .
غادرا لتسمح رنوة لدموعها بالتساقط دون أن ينتبه رفيع الذى يوليها ظهره وصدره ينقسم قسمين كلاهما يحترق ..الأول غاضبا لتسرع سويلم والثانى متألما لمصيبة ولده والذى لعلمه به جيدا يثق أنها مصيبة كبيرة بالفعل . الأول يتمنى رؤية سويلم ليصفعه معاقبا والثانى يتمنى عودة ولده ليضمه ويداوى جرحه .
زفر بعضا من لهيب صدره لتصل له شهقتها المكتومة ليلتفت لها فورا ، اقترب يجلس بجوارها فترفع عينيها نحوه : ابننا قلبه مكسور يا رفيع .
غالب دموعه ليقربها من صدره : زمان جولتى لى نستودعه ربنا وربنا ماهيضيعوش واصل .. استهدى بالله غمة وتنزاح برحمته .
خرجت سيلين من غرفتها لتعقد ساعديها : يا سلام يا سى بابا .. قاعد تحب فى ماما ومستغل انى بذاكر ؟
نظر لها رفيع بإبتسامة حزينة لتلمح شهقة امها فتلقى بالمزاح جانبا وتسرع نحوهما بفزع : فى إيه يا ماما ! بتعيطى ليه ؟؟
سحبتها من بين ذراعى والدها لتضمها ونظراتها تسأله ما الخطب . صمت لحظات ثم قرر أن يخبرها فالحالة التى سيعود بها سويلم تحتاج دعمهم جميعا لتجاوز ما حدث .

****
دخل هيبة منزله  ؛ فقد احتفظ ببيت ابيه بينما استقل اخويه عنه ليجد ضاحى ينتظره ببهو المنزل برفقة لبيب الذى هب واقفا : بوى رچع اهه .
نظر ضاحى خلفه بقلق : كنت فين يا هيبة ؟
ابتسم هيبة برزانة زادته وقارا مع خطوط الشيب التى كللت فوديه : كنت حدا الحچ زيدان ، انت خابر إنه بعافية
جلس هيبة وأخيه الذى قال : انى چاى مخصوص لأچل الموضوع ده .
نظر له هيبة ليتابع : يا خوى منصور واد اخوه بيناطحنى ويجل منى .
تجهمت ملامح هيبة ليقاطعه : يا ضاحى انت ومنصور وغيركم شغالين فى الفاكهة .. لا منصور ولا غيره يجدر يجل منيك .
ضرب ضاحى الأرض بعكازه الذى لم يتمكن من التخلى عنه ليقول : لما يروح للتچار من ورا الكل وينزل الأسعار وهو خابر زين إن الچناين بتاعتى هى نمرة واحد يبجى بيجل منى يا هيبة وجاصد يخرب بيتى .
تدخل لبيب فى الحوار : عمى وياه حج يا بوى المركز كلاته خابر إن عمى حداه احسن طرح .. لأچل إكده هو اللى بيحدد السعر واللى اجل منيه بيعرض بعده .
زفر هيبة بضيق ، إنه لا ينسى فضل الحاج زيدان وولده حسين فى محنته سابقا ، يعلم جيدا نية منصور ورغبته في إشعال فتنة بين العائلتين كما يعلم أيضا جرائر ذلك .
نظر لأخيه : انى هتحدت مع الحچ زيدان في الموضوع ده انت خابره زين مايرضاش الضرر ولا الأذى .
نهض ضاحى ليقول : انى مارضيتش اروح له خوفت اشوف منصور ونمسك فى بعضينا وانى خابر زين إن منى عينه الدنيا تولع لاچل يجدر يحكم السوج ويوجفه لحسابه .
*****
هبط مصطفى الدرج ضاما شفتيه مصدرا صفيرا خافتا ليجد والدته أمامه فيبتسم لها لتتساءل : رايح فين يا مصطفى ؟
اقترب من مرآة جانبية يزيد من هندمة ملابسه : هعدى على لبيب . عاوزة حاجة يا ماما ؟
نظرت ريتاچ للساعة الجانبية : مش ملاحظ إن خروجك زاد عن حدة بالليل رغم النجع مافهوش اماكن للفسح يعنى وانت مالاكش فى قعدة القهاوى .
رفع مصطفى ياقة قميصه وقال بلا مبالاة : اهو نتمشى شوية نغير جو المذاكرة .
رفع كفه ملوحا : سلام يا ست الكل .
واتجه للخارج مسرعا لتتأفف ريتاچ ؛ لقد أسرت لها سما حديثا سمعته يدور بين لبيب ومصطفى عن إحدى فتيات العائلة ، وكم تخشى من تهور ابنها وطيشه الذى لن تحمد عواقبه ، فترصد إحدى فتيات العائلة أمر مرفوض من كافة الأوجه وأما والفتاة موعودة لابن عمها أيضا فهذه كارثة وشيكة وقنبلة موقوتة سيؤدى انفجارها لضرر لن يتحمله أحد خاصة زوجها .
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الأول من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة