-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى - الفصل العاشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل العاشر من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى. 

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل العاشر

اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى
رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى


تابع أيضا: قصص رومانسية

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل العاشر

فرت من أمامه ليتقدم بقلق للداخل ، لم يخطئ دموعها وذبول وجهها ، لم يخطئ الألم الصارخ بقسماتها البريئة ، تقدم مناديا بقلق : حمزة !!
ظهر حمزة أمامه متعجبا : تاج !! تعالى اتفضل .. هى زينة راحت فين ؟
أشار للداخل : دخلت جوه
اقترب خطوة متسائلا بقلق : فى إيه يا حمزة مانزلتش الجامعة مش عوايدك !!
زفر حمزة بضيق : ابدا يا تاج ادخل خالى جوه .
دخل تاج ليبتسم رفيع : اهلا بالغالى واد الغاليين .
صافحه تاج بود : ازيك يا عمى ؟ منور مصر والله
نهض رفيع : الله ينور عليك يا ولدى مصر منورة بناسها . اجعد انت مع حمزة وانى داخل لخيتى .
جلس تاج بحرج لا يجد ما يتحدث به ، لقد فزع قلبه لغيابها ودون تفكير تبعه لمنزلها بحجة تفقد حمزة ؛ وها هو حمزة يجلس أمامه فبم يخبره !!
تلفت حمزة حوله متعجبا اختفاء شقيقته ليشعر تاج بمزيد من الحرج .
انتبه له حمزة ليبتسم : عامل ايه يا تاج وعمى وعمتى ؟
ابتسم تاج : إحنا بخير يا حمزة المهم انت كويس انا قلقت عليك .
ربت حمزة فوق ساقه : تسلم يا تاج .
حمحم تاج : طيب انا همشى واسيبك ترتاح ، ابقى اشوفك في الجامعة .
وانصرف بالفعل لينظر حمزة فى أثره بحيرة ، هو لا يخطئ الشغف الذى يراه بعينى تاج ورغم علمه أن شقيقته ليست مؤهلة لأى تقارب فى الوقت الحالى إلا أنه يتمنى ألا تفوتها هذه الفرصة .
جلس بعد مغادرته السريعة وقد أعيته الحيرة ، كيف يتصرف تجاه أبيه ؟؟
كيف يعيد لأمه كرامتها التى يهدرها  ؟؟
*****
طرق رفيع الباب وقال بلهجة آمرة : افتحى يا رحمة
انتظر لحظات حتى سمع صوت القفل وفتح الباب جزئيا قبل أن توليه رحمة ظهرها وتتجه للداخل .
لحق بها لتجلس فوق الفراش وتضم ركبتيها إلى صدرها ، نظر لوجهها وعينيها ليجلس أمامها : وبعدهالك يا بت ابوى
رفعت عينيها تنظر إليه وهى تقول بقوة: انى زينة يا خوى ماتخافش.
لم تهتز نظرات رفيع وهو يقول : لاه انت مش زينة ولا حاچة ، انت بتحاسبى روحك وده لازمن يوحصل لكن تحاسبى الولد على حاچة مالهمش ذنب فيها يبجى بتغلطى تانى .
ظلت تنظر له ليتابع : يا رحمة اللى بينك وبين محمد الولد مالهمش صالح فيه .. حمزة وزينة طول عمرهم بعيد عن مشاكلك انت ومحمد ماتاچيش دلوك وتشيليهم الحمل لحالهم .
اومأت بتفهم : انى فاهمة يا خوي .. كنت محتاچة ابجى لحالى شوى .
صمتت لحظة وتابعت : تعرف يا رفيع ! انى هملته كتير جوى .. هو وياه حج .
تحولت ملامح رفيع للحزن : مادمتى خابرة إنك غلطتى صلحى غلطك يا رحمة .. رچعى چوزك لحضنك ولبيته .
رفعت رأسها بمبالغة : خلاص ماعادش ينفع .عينه شافت غيرى .. اللى يبعنى مالوش عازة عندى
أمسك كفها بحنان : الوجت مابيعديش ابدا يا رحمة بس انت حاولى .. محمد بيحبك يا رحمة ده انت ام ولاده وعشرة عمره ..هو انى اللى هجولك محمد بيحبك كد إيه !
ابتسمت بتهكم : كان يا واد ابوى .. كان
ولم تسمح له بالمزيد من الحديث بل نهضت عن الفراش وكأن شيئا لم يكن ، اتجهت نحو المرآة تنظر لصورتها الشاحبة دون اكتراث قبل أن تتجه للخارج : جوم يا رفيع نفطر زمانك مافطرتش .
غادرت الغرفة لتتركه مسندا جبينه لكفيه المنعقدين فوق عصاه ليزفر بضيق : مفيش فايدة فيكى يا رحمة !! هتضيعى حياتك لأچل كبر مالوش عازة .

خرجت رحمة من الغرفة لتتجه إلى غرفة ابنتها التى انتفضت حين فتح الباب لتجد امها أمامها : حصلينى على المطبخ يا زينة .
نظرت زينة فى أثرها بسعادة ثم تبعتها بلا تردد .
****
غادر دياب برفقة ضاحى الذى إلتزم الصمت منذ مغادرة مكتب عرفان ، شعر دياب بالحرج فحمحم : انا اسف يا عمى ، انى ماخابرش إيه اللى زعله جوى إكده .
هز ضاحى برأسه : هو فى كل الاحوال ماكانش هيتفاهم ، كان هيلجى سبب يركبنا الغلط وخلاص .
إلتزم دياب الصمت احتراما لصمت ضاحى حتى وصلا لمشارف النجع فتساءل ضاحى : دياب انت هتچوز بت عمك زناتى ؟
أجفل دياب من هذا السؤال المباغت لكن سرعان ما تذكر تلك النظرات التى يراها بأعين مصطفى ليقول بحدة : بت عمى مكتوبة على اسمى من صغرنا .
أومأ ضاحى بصمت ولم يتفوه بكلمة حتى أوصله دياب للمنزل لتقابل عينيه عينى مصطفى فيكون التحدى سيد الموقف .
*****
وصل دياب لمنزل هيبة لإطلاعه على المستجدات في هذا الاجتماع كما طلب منه .
قابله هيبة بترحاب واستمع له بتركيز حتى قال : ماكنتش فاكره هيزعل إكده من كلمتى !
ابتسم هيبة وهو يهز رأسه بتفهم : انت جصدت زرعة وهو جصد زرعة تانية .
نظر له دياب مستفسرا : مافاهمش ...
نظر له هيبة : انت تعرف ولد منصور ؟
أومأ دياب : معلوم هاشم ولده مهندس فى شركة الكهربا
هز هيبة رأسه : بس هو عنديه بنية
تقابل حاجبى دياب في تعجب : بنية !!
أومأ هيبة مؤكدا : وهو ناكرها وحابسها فى الدار ، ماشافتش الشارع طول عمرها .
زاد تجهم دياب ليتابع هيبة : أصلها كيه إياد واد عمك طايع بس تعبانة ماخابرش جلبها فيه إيه
قاطعه دياب بفزع : وراميها فى الدار من غير رعاية .
تنهد هيبة بحزن : لما يزيد عليها التعب بيوديها المركز ، عربية الإسعاف تاچى تاخدها وترچعها
اسودت ملامح دياب غضبا من هذا المنصور الذى سيهلك ابنته بغباءه فقط لرفضه طبيعتها لم يكن يتخيل أن الكره يمكنه أن ينمو بالصدور بتلك السرعة لكنه فعليا في لحظات أصبح يكره منصور بشكل لم يتخيله .كما لم يتخيل أن القسوة قد تصل لهذا الحد .
****
مر يومين قبل أن يعود سويلم للطبيب ، جلس أمامه وقد أصر أن يكون وحده هذه المرة .
رفع الطبيب عينيه عن الأوراق ليقول : الحقيقة النتيجة معقولة بالنسبة للحالة وكويس جدا إنك لجأت لى دلوقتى فى سنك ده .
لم يشعر سويلم بالراحة التامة لهذا الحديث العام لكنه أراد أن يحتفظ ببعض الأمل بينما الطبيب يتابع : بنيتك الجسدية ممتازة لكن الأدوية دى لازم تستمر عليها .
رفع عينيه متسائلا : انت مش متجوز ؟
هز رأسه نفيا لتمتعض ملامح الطبيب وهو يشير لكفه : بس خاطب افضل انك تتجوز بسرعة .
زاد وجيب قلبه هو أيضا يفضل أن يحظى بها اليوم قبل غدا ، بل إن قربها منية حياته الأولى ، ضاق صدره بتلك الخفقات الخانقة فهو يخشى عليها قربه ذا .
***
دخل سويلم للمنزل بخطوات متثاقلة ، يعلم أن الجميع ينتظره ولا يريد لهذا اللقاء أن يطول ورغم ذلك يريد أن يحدد موعدا لتحديد عقد القران ، لم يكن يعتقد يوما أن ألم أحدهم قد يسعده ، رغم حزنه لألم عمته وحمزة وزينة إلا أن غياب محمد الأيام الماضية أدى لانشغال البعض عنه بشكل اراحه بشكل ما .
تفاجأ حين لم يجد سوى أخته ويبدو أنها تتابع برنامجا بشغف عبر الشاشة الفضية .
اقترب وجلس بجوارها : جاعدة لحالك ليه ؟
لم تشح بعينيها عن الشاشة وهى تقول : بابا وماما راحوا لعمتى . وسليم نزل مع حمزة يتابعوا المحلات .
أومأ متفهما ثم نهض متوجها نحو غرفته بينما نظرت أخته فى أثره بحزن لحالته لتقرر ألا تتركه بهذه الحالة فإستوقفته سيلين : سويلم ...
نظر لها لتتابع : مش هتكتب الكتاب قبل ما نرجع ؟
عقد ساعديه ونظر لها بتركيز لتعود بعينيها للشاشة : ايييييه وتحب زى العالم دى !! يا بختك يا عم .
نظر سويلم إلى الشاشة ليرى أحد تلك الحلقات المدبلجة والتى لا تمت للحياء بصلة ، اتسعت عينيه تدريجيا مما أدى لتأهب سيلين للركض ، تحركت عينيه نحوها : إيه اللى بتتفرچى عليه ده ؟؟
تنهدت بمبالغة : شايف الحب يا كبير 😂
انحنى سويلم ملتقطا حذاءه : حبك برص يا مجصوفة الرجبة ..انى هچيب خبرك النهاردة .
أسرعت تركض وهو يلحق بها لتقول برجاء : خلاص يا كبير 😂 ده انا اختك بردو
ألقى سويلم حذاءه لتتفاديه وترفع رأسها مجددا ناظرة تجاه سويلم بصدمة مصطنعة : الحق عليا بفطمك .. البت هتطفش منك
لحق بها سويلم مجددا لتتابع الركض صارخة وقلبها يقفز سعادة لتمكنها من إخراجه من تلك الهالة الكئيبة التى دخل بها ، لا بأس من بعض الشجار .
***
وصل منصور لمنزل عمه بعد مشادة كلامية حادة مع أحد التجار و الذى عليه أن يدفع له مبلغا ماليا كبيرا لتضرر تجارته بسبب عدم مطابقة ما أرسله منصور من ثمار للمواصفات التى وضعها التاجر ويلتزم بها في توزيع تجارته ، وكالعادة لم يأبه منصور لخسارة الرجل بل كان كل ما يغضبه هو عدم وصول ثماره للمواصفات التى تمناها بينما ثمار ضاحى كالعادة تتربع على القمة ومقارنة التاجر كانت سببا كافيا له لفسخ العقد والتطاول عليه بشكل همجى والإعلان عن عدم التعويض مهما كانت الخسائر .
دخل منصور ليجد عمه زيدان بالحديقة فتقدم منه لينظر له الأخير بأسى ، اقترب منصور من عمه بملامح متجهمة كئيبة : انى لأچل خاطرك جعدت مع ضاحى لكن ...
قاطعه زيدان : مااتفجتش معاه طبعا .
جلس منصور يلملم عباءته بغضب : ولا هتفج ، مابجاش إلا واد جتال الجتلة كمان يعملوه علينا راچل ولاد صالح .
قطب زيدان جبينه بتساؤل ليتابع منصور : لاه وكمان بيعايرنى باللى ينخفى اسمها من الدنيا
علا التهكم قسماته : ماهو بتك ماعرفتش تچيب إلا هاشم .
اعتدل زيدان بجلسته واحتدت ملامحه : وهى بتى هتچيب لحالها .. اعجل كلمتك جبل ماتنطجها .
تلعثم منصور فهو يعلم إن غضب عمه سيكلفه الكثير : ماجصديش يا عمى .
اسكته زيدان بنظرة حادة مع اقتراب دينا لينظر لها منصور بحقد مقارنا داخله بينها وبين ابنته .
انحنت دينا تضع طبق الفاكهة أمامهما : اتفضل يا چد لازم تأكل زين .
ابتسم لها زيدان وهو يشير لها لتجلس بجانبه ففعلت ، زاد حقد منصور لتجاهلها إياه بينما إلتقطت فورا ثمرة من الجوافة وقدمتها لجدها بحنان .
ربت زيدان فوق كفها : لاه ماجادرش ، بدى اتمشى فى الشمش الزينة دى .
تهلل وجه دينا ونهض منصور فورا مقدما ذراعه لعمه الذى تقبله على مضض خوفا من مزيد من الشقاق .
تقدمت دينا تلحق بجدها وأفكارها تتدور حول ما سمعته من منصور ، من ذا الذى كناه منصور بابن القاتل !!
وما الذى يغضبه منه لتلك الدرجة !!
إن غضب منصور وحده كاف لتدرك أن هذا الشاب من خيرة أبناء النجع فهو لا يكره إلا كل ناجح .
سارت خلف خطوات جدها البطيئة لتفيق من أفكارها فى لحظة وجدته بين ذراعيها وهى ساقطة أرضا ، اتسعت عينيها بفزع وهى تراقب تلك البقعة التي تتسع فوق صدره .
انتفض منصور يتلفت حوله بعد لحظة الصدمة وهو يرى عمه مضرجا بدمائه ، من أين أصابه هذا الطلق النارى ؟؟
إنه لم يستمع لصوته حتى !!
صرخ فزعا وهو يراقب شحوب عمه : انتو يا بهايم عمى انجتل .
ظلت عينا دينا معلقة بعينى جدها رغم ارتخاء جفنيه رغما عنه .
****
عاد رفيع ورنوة للمنزل يخيم عليهما الصمت ، لقد حاولت رنوة كثيرا حث رحمة على التمسك بزوجها والزود عن كيان زواجها لكن الأخيرة ترفض أن تحاول لمجرد أنه فكر فى الزواج من أخرى في لحظة ما .
فهمت رنوة حال رحمة جيدا ، هى امرأة مثلها ولا يصعب عليها رؤية النفور الذى تكنه رحمة لزوجها ، إنها ترفضه داخليا ورغم ذلك اتخذت من أمر زواجه ذريعة لتحمله وزر الفشل ، هى رغم ثقتها أن رحمة لن تحاول أن تعيد زوجها لبيته ولها إلا أنها تحثها على ذلك ، ليس لأجلها بل لأجل زوجها .
حزنت رنوة لحال زوجها والانكسار البادى عليه ، قلبه يتمزق ما بين ابنه واخته وتصر نوائب الدنيا على ملاحقته ،لحقت به للداخل بصمت لتندفع سيلين وتختبأ خلف أبيها صارخة : الحقنى يا بابتى سويلم هيضربنى .
نظر له بحدة مستنكرا : يضربك !!
اسرع سويلم يدافع عن نفسه : يا بوى دى بتجول .. بتجول ..
تلعثم لتدرك رنوة ما يحدث فتبتسم : سيلى بطلى تعاكسى اخوكى .
سحبها رفيع من خلف ظهره لتتصنع الحزن بمبالغة وتكتم ضحكاتها لرؤية انفاس سويلم الثائرة وعروقه البارزة ، رفع رفيع كفه لتنقبض أنامله على أذنها : انت جولتى إيه ؟؟
رفعت كفها فورا فوق كفه : والله ما قولت حاجة بقوله يكتب الكتاب بسرعة .
عض سويلم على شفته وهو يرفع قبضته المضمومة ليترك رفيع اذن سيلين ويحيط كتفيها : لاه وياكى حج .
ربتت رنوة فوق صدر سويلم : بابا اتصل بعمك طايع وهنروح الساعة ستة نحدد كتب الكتاب .
رغما عنه انشقت شفتيه عن ابتسامة هادئة وانشق قلبه عن صورتها التى كانت وستظل للابد اجمل ما أخفاه بقلبه .
****
وقف حسين ومنصور أمام غرفة العمليات فى انتظار خبر عن زيدان القابع فى الداخل بينما يهرول نحوهما ولدى حسين يزيد وزيدان وهاشم ابن منصور الذى تساءل قبل أن يصل : إيه اللى چرى يا بوى ؟
نظر له منصور بصمت ليتساءل يزيد بحدة : كيف يعنى چدى ينطخ وسط دارنا ؟ مين اللي اتچرأ وعمل إكده ؟
لم يحصل على إجابة ليقاطع الحوار صوت دعسات قوية ليقف حولهم رجال الشرطة في لحظات ، نظر الضابط مباشرة إلى حسين ليفهم الجميع أن ثمة معرفة مسبقة بينهما ليقول : تتهم مين يا سيد حسين ؟
نظر له حسين : مااتهمش حد .
اتسعت الأعين ليتابع : بوى محدش بيكرهه ، يمكن عيار بالغلط .
اسرع منصور يقاطعه : بالغلط !! بالغلط كيه وهو كاتم للصوت ؟
أولاه الضابط اهتمامه فورا : تتهم حد ؟
لم يستغرق وقتا للتفكير فهو منذ وصوله للمشفى يحكم وضع خطته ليقول : ايوه اتهم ضاحى صالح .
نهره حسين فورا : انت چنيت يا منصور ؟؟ بدك تولع الدنيا عاد ؟؟ ضاحى هيجتل بوى ليه ؟؟
نظر له منصور بثبات واضح : ماكانش يجصد عمى .. كان يجصدنى انى . معلوم مفيش فى النچع كلاته منافس ليه غيرى وهو بده يحكم السوج لحاله .
أمسك حسين أعصابه عن ابن عمه وهو يوليه ظهره نافرا من سواد قلبه ، هذا الأخرق سيفتح بابا للدماء لن يمكن إغلاقه قريبا ، أشار لولده يزيد الذى اقترب منه فهمس : ماعاوزش حد يعرف حاچة من العيلة لتتجلب مدبحة .
زفر يزيد : بس نطمن على چدى الاول وبعدين نشوف يا بوى
****
كانت ملامح رفيع مقلقة ليتساءل مهران مقتربا منه : فيك إيه يا واد عمى ؟؟
هز رفيع رأسه : ولا حاچة انى زين
نظر له مهران بقلق بينما أسرعت رنوة : فين عروستنا الحلوة ؟
لم يبد على ليليان السعادة لتقول : فى اوضتها .
لم يكن صعبا رؤية الرفض بملامحها ، اخفض سويلم رأسه بحزن ؛ لم يحاكم على ما لا حيلة له فيه !!
قاطع طايع جو التشاحن متسائلا  بمرح : وعاوز تعجد ميته يا عريس ؟
تهلل وجه سويلم ليقول رفيع بجدية : فى اجرب وجت يا واد عمى ، نكتبوا على الضيج دلوك ...
قاطعته ليليان فورا : يعنى إيه على الضيق ؟؟ انتوا كمان هتحرمونا نفرح ببنتنا ؟
نظر لها رفيع متعجبا لهجتها الهجومية لتجيب رنوة : ابدا يا لى لى انت عارفة ده يوم المنى .. رفيع يقصد إننا هنعمل فرح فى البلد زى العادة للاشهار .
نظرت لها ليليان بحدة ليقول طايع : معلوم يا واد عمى يبجى نعجد الچمعة واهى بسمة تلحج تعزم أصحابها ويكون يوم اچازة من الچامعة .
نظرت له زوجته بحدة ليتابع مهران : وهنعجد فى المسچد والبنية تعمل اهنه اللى بدها تعمله .
تحولت نظرات ليليان نحو مهران ؛ هناك إتفاق مسبق بينهما ومن المؤكد موافقة ابنتها عليه ، عادت تحاول التحكم في غضبها منه بينما قبل رفيع : وماله يا واد عمى .
زاد غضبها من طايع إنه يتجنبها مجددا رغم إتفاقه ومهران لم يخبرها بما انتوياه .
*****
منذ غادرت قوات الشرطة وحسين يلوم ابن عمه بصمت خوفا من تهور الابناء دون بينة ؛ لقد أخبرهم الضابط أنه ينتظر أقوال زيدان نفسه إما يؤيد اتهام منصور أو ينفيه فى حال إنقاذه أما فى حال هلاكه فستؤخذ الإجراءات بشكل طبيعى وتوضع في الاعتبار كل الاتهامات من الجميع .
فتح باب الغرفة لتنتفض القلوب قبل الأبدان وتهرول الأقدام نحو الطبيب المتجهم ليقول : الحج صحته تعبانة جدا ، إحنا خرجنا الرصاصة لكن حصله نزيف ومضاعفات دخلته فى غيبوبة وده كان متوقع لسنه .
سقط حسين فوق ركبتيه وكفيه فوق رأسه من هول الفاجعة ليسرع نحوه ولديه فيرفعه كل منهما من جهة حتى استوى واقفا مرة أخرى ليتساءل يزيد : وچدى فينه دلوك ؟
أجابه الطبيب : فى العناية المركزة ممنوع حد يدخله لحد ما نشوف الحالة هتستقر على ايه .
وغادر دون إضافة ليقول منصور بحدة : اصلب طولك يا حسين .
نظر له حسين بنفس الحدة : انت تسكت خالص . انى ساكت من الصبح ومارايدش اتحدت عن مصايبك .. بوى بين الحيا والموت وانت كل همك عداوتك مع ضاحى .. وصلت تتهمه بالجتل يا منصور !
تدخل هاشم بعد صمت طويل : اهدا يا خالى .. چدى محتاچك چاره ولما يجوم بالسلامة كل حاچة هتبان .
غادر حسين بغضب ليتبعه الجميع ويظل منصور وحده يعيد حياكة خطته دون أن يتأثر بكل ما يحدث .
****
مرت عدة أيام مؤلمة لبعض القلوب وممتعة للبعض الآخر ، لم تتحسن حالة زيدان ولم يفق من غيبوبته مما شجع منصور على التوجه للمركز والتقدم ببلاغ رسمى ضد ضاحى مستغلا حالة التيه التى اثرت على حسين .
لم يظهر محمد بعد وقد علم محمود بغيابه وحين توجه للمنزل قابلته رحمة وكأن شيئا لم يكن مما زاد توجسه حتى اوضح له رفيع الصورة بحزن ليأسف لما يحدث ويلوم أخيه فورا .
لم تبد نسمة حماسا زائدا لقرب عقد قران شقيقتها لكنها ساعدت في التجهيزات بتحفظ واضح لم تأسف له بسمة ، إنها تثق ب سويلم وتعلم أنه سيجبر الجميع على الاعتراف بعشقه لها ، أما ليليان فهى تصارع نفسها ؛ جزء منها يتمنى دعم ابنتها وجزء اخر يرفض هذه الزيجة المحفوفة بالألم من وجهة نظرها .
كان إياد هو الداعم الحقيقى لها بعد أبيها تمكنه من المهارات اليدوية ساعدها كثيرا فى تهيئة المنزل ليومها المميز ، كما أن الفستان الذى صممه لهذا اليوم كان اجمل ما حظت به بسمة فهى على قناعة تامة أن ما يأتى بالحب اجمل ما تحصل عليه .
وهل يمكن لأحدهم أن يعبر عن الحب مثل إياد !!
إنه كيان من الحب المتحرك
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل العاشر من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة