-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى - الفصل السابع

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السابع من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى. 

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل السابع

اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى
رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى


تابع أيضا: قصص رومانسية

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل السابع

قاطع الجميع خروج إياد من غرفته لتتحول الأحداث بشكل جذرى فقد اشرق وجه بسمة لظهوره بإشراقة تماثل إشراقته التى تبدد الغضب وهو يتجه نحو سويلم مناديا اسمه لكنه سرعان ما لاحظ ضمادته لتتوقف خطواته ، وقف سويلم مبتسما لبراءته وسرعان ما اقبل نحوه حين شعر بفزعه ليقول بود : انى زين ماتخافش
رفع إياد عينيه لرأسه ليرفع كفه نحوها ويضغط عليها دون أن يبدى ألمه ، عاد يتقدم ببطئ ليمسك إياد كفه ويبتسم بتردد ابتسامة مهزوزة متسائلا : انت مش هتزعل بسمة صح ؟
اتسعت ابتسامة سويلم : عمرى ما ازعلها
لامه إياد بلمحة حزينة : انت زعلتها امبارح وانا زعلت علشان هى زعلت .
تنهد سويلم بأسف : حجكم على راسى
عادت إشراقة إياد : خلاص انا مش زعلان منك اصل انا بحبك
اتجه نحو بسمة مهرولا بسعادة : بسمة سويلم رجع زى ما قولتى لى .
اقترب منه سويلم برجاء : طيب جولها تلبس الدبلة تانى
رفعت كفها ليرى خاتمه الذى يعانق بنصرها وهى تقول : مش أنا اللى قلعت دبلتى
نظر نحو الطاولة التى ترك خاتمه فوقها ليخرجه طايع من جيبه : دبلتك معاى
نظر نحوه ليتابع : ومش هتاخدها دلوك
*****
دخلت رنوة للغرفة بعد أن هاتفها سليم وشعرت ببعض الراحة والطمأنينة تجاه سويلم ، كان رفيع يلتزم غرفته منذ الصباح وهذا على غير عادته ، وجدته جالسا بشرود فظنت أنه قلقا بشأن سويلم ، اقتربت منه وجلست أمامه فلم تلحظ أنه انتبه لها .
نادته لتتحرك عينيه يطالعها بصمت ، ابتسمت بحنان : سليم طمنى على سويلم وهيرجعوا بكرة إن شاء الله.
أومأ بصمت دون أن يطرأ تغيرا على حالته لتتساءل : مالك يا رفيع ؟
شرد بملامحها وهو يتذكر مكالمة محمد وهو يخبره أنه سيتزوج من اخرى.
أخبره أنه لم يعد يتحمل تجاهل رحمة لمشاعره ووجوده ، لم يعد يتحمل وأدها متطلباته ومحاولاتها المستمرة للحط من كرامته وتقليل شأنه بل وتمادت ووصفته بالخرف .
الخرف لمجرد رغبته بها !

زفر رفيع بضيق لقد فقدت أخته عقلها حتما ، أتريد أن يحيا ولديها ما حياه هو وهى ؟؟
أتقبل بهذا الوضع ؟
وهل يتمكن محمد من العدل بينها وبين الأخرى التى ينتوى زواجها ؟
بالطبع لن يفعل ...
ستدفعه هى بعندها الذى يعرفه جيدا للارتماء بين ذراعى الأخرى .
ألم تدفعه هى للتفكير في زواج ثان !!!
وقد تكون هذه الأخرى بهذا السوء الذى يدفعها للاستحواذ عليه ، وقد تلبى كل احتياجاته فيزيد بعدا عن رحمة وولديها ، وقد ...
ألاف الظنون تجول برأسه منذ الصباح وهو عاجز أمامها جميعا ، كل ما تمكن منه رجاءا ببعض التريث لم يرفضه محمد ، شكرا لله لم يفعل . يبدو أن إحداهن لم تدخل حياته بعد وفكرة الزواج لم تحدد لها امرأة بعينها .
هذا الأمل وحده يمكنه أن يبعث روحا جديدة في حياة أخته الزوجية التي تلفظ أيامها الأخيرة .
عادت رنوة تربت فوق كفه : رفيع انت مش معايا خالص .
ألقى عصاه بلا وعى فقد إكتفى من التخبط وجذب ملابسها ليستقر بين ذراعيها ، شهقت بصدمة وتجمدت لحظة قبل أن تحيطه بذراعيها بقلق : مالك يا رفيع ؟
أغمض عينيه بألم وبدأ يتحدث .. لم تكن تتخيل أنه يحتفظ بذكريات طفولية سيئة لتلك الدرجة .
لم تكن تظن أنه عانى كونه ابن الزوجة الثانية لهذه الدرجة .
كيف تحمل وأد هذا الألم عمره كله !!
وما الذى أخرج هذا الألم من مدفنه بين جنباته المظلمة !!
لم تقاطعه مرة ، ولم تستحثه مرة ، بل تركته يفرغ كل ما احتواه من ألم علها تتمكن من نزع بعضا منه .
علها تتمكن من نزعه أجمع .
وكم تتمنى أن تفعل !!!
****
فى منزل حسين زيدان حيث دخل هيبة للتو يصحبه ضاحى والذى أكد أنه لن ينفعل مهما حدث .
استقبلهما حسين بتعقله المعروف ليقول هيبة : إحنا چايين نطمنوا على الحچ زيدان .
أشار لهما حسين : اتفضلوا بوى الحمدلله احسن كتير والحكيم جال نجدر نخرچه يتمشى فى الچنينة .
ابتسم ضاحى فمروره بتجربة مرضية سابقا تجعله يشعر بسعادة زيدان الذى سيرى الدنيا مجددا بعد أشهر بين جدران غرفته .
فتح حسين الباب ليستدير هيبة وضاحى فورا فقى الغرفة تجلس فتاة سافرة الرأس ويتدلى حجابها فوق كتفيها، نظر لهما حسين بحرج ثم لها : دينا جولت لك ايه ؟ هملى چدك يرتاح .
جاء صوتها المتدلل : چرى إيه يا بوى ؟! مااهملهوش جبل ما يفطر زين .
احتد صوت حسين : جومى لأچل الرچالة يدخلوا .
انتفضت دينا ترفع حجابها بينما ابتسم زيدان وكأن شيئا لم يكن ، خرجت بهدوء دون أن ينظرا لوجهها ليدور هيبة مبتسما : سلامتك يا حچ .
تبعه ضاحى ليقول زيدان بضعف : يا مرحب بولد الغالى .
اقتربا ليقول ضاحى : ربنا يعافيك يا حچ
ابتسم له زيدان : تسلم يا ولدى . انى خابر انك واخد على خاطرك من واد اخوى . بس كيه ما انت واعى مابجتش جادر احكم عليه وشوره من رأسه
تدخل حسين : يا بوى هملنى اعرفه مجامه .
نظر له زيدان : بلاش يا ولدى لأچل خاطر خيتك .. بلاش هو چوزها بردك .
تدخل ضاحى : الحچ وياه حج يا حسين ماتحطش خيتك بناتكم تتحرج بناركم انتو التنين .
زفر حسين بضيق ليبدأ زيدان ينهره وكأنه نسى محور الحديث : مشيت دينا ليه !
حمحم بحرج ليتابع : كل ما اطلع لها اشوف فيها الغالية الله يرحمها .
تنهد بحزن بينما نظر حسين أرضا لتعود لهجته لشئ من الحدة : روح نادم عليها ، هيبة وضاحى مش اغراب .
نهض هيبة : إحنا ماشيين من الأصل يا حچ جولنا نطمن عليك بس .
نظر له زيدان بحدة : يمين تلاتة ماتتحركوا جبل ما تشربوا الجهوة .
لينظر لولده : چرى إيه يا ولد هم وچب الرچالة .
ابتسم حسين وغادر ليبدأ زيدان يتحدث عن تلك الصغيرة والتى هى قطعة مصغرة عن ابنة أخيه الراحلة والتى لم ينسها ولده يوما ولم ير نساء فى الدنيا من بعدها .
إستمعا له بصمت ورحابة فهما يعلمان جيدا أهمية التحدث عن الذكريات للجميع ، خاصة أولئك الذين تقدم بهم العمر ، مجرد مشاركته إياهم تلك الذكريات تشعرهما بألفة ليست بغريبة على زيدان ابو العز الذى كان دائما داعما لوالدهما الراحل ول هيبة من بعده .
*****

غادر والديها سريعا لتطلب منها حياة الحصول على قسط من الراحة وكانت بحاجته بالفعل لذا توجهت إلى الغرفة فورا . كان مسترخيا فوق الفراش يعبث بهاتفه ، نظرت له مبتسمة بسخرية ؛ تثق أنه يطالع صور حبيبته لكنها لم تهتم ، يكفيها ما نالت منه .
اتجهت نحو الفراش بصمت وأولته ظهرها لتغمض عينيها بإستكانة نفسية .
نظر لها بغضب ولم يحاول التحدث معها بل عاد يتطلع لصور زينة التى تشرق بشاشة هاتفه .
غفت هيا بسرعة وبعد دقائق تقلبت ليصبح وجهها مقابلا له ، اختطف نظرة لها من طرف عينه طالت رغما عنه .
كم هى فاتنة !!
هل هو ضحية فتنتها ؟
ام هى ضحية نزواته ؟
استكانتها أمامه بهذا الاستسلام اغرته ليتقرب منها ، عادت عينيه لشاشة الهاتف حيث صورة ابنة عمه البريئة ليغمض عينيه ، هو لا يخون حبه لها ؛ إنها زوجته .
هكذا يبرر لنفسه انسياقه لنهل متعته دون شعور بالذنب .
وضع الهاتف جانبا ليستلقى بجوارها ، بدأت أنامله تعرف طريقها عبر الظلام المنبعث من خصلاتها ليبرز لون وجهها ، تأففت للمساته لتوليه ظهرها مجددا فما زادته إلا رغبة فيها ودون أن يهتم زادت جرأته لينغص نومها ، فتحت عينيها بتكاسل شاعرة بلمساته التى أصبحت تكرهها .
أبعدت كفه بنفور : ابعد عني
زاد نفورها رغبته توحشا ليجذبها نحوه : مش هبعد انت مراتى وانا حر فيكى .
تلاقت اعينهما بتحد متبادل لتقول : انا بقرف منك ماتلمسنيش
جذب كفه ومعه خصلاتها لتطبق شفتيها رافضة الصراخ أو الاستغاثة ليبتسم بتهكم : مش بمزاجك قبل كده كان بمزاجك دلوقتى غصب عنك .
لم يهتم لرفضها ، لم يردعه نفورها ولم يرع حملها ، بل عمد لتلبية رغباته بالطريقة التي يريدها دون النظر لها كطرف فى هذه العلاقة .
كانت أسوأ ما مرت به معه ، أسوأ من سذاجتها ومنحه حقا ليس له ، أسوأ من تخليه عنها حين أعلمته حملها ، بل أسوأ من مواجهة والديها بهذا الأثم الذى اقترفت ، دقائق جاهدت لحثه للتراجع فلم تحصل إلا على المزيد من الهمجية لتقرر الاستسلام فهذا اخر ما تملك حفاظا على ما تبقى من إنسانيتها .
****
عادت نسمة للمنزل لتجد ذلك التجمع الذى لم تتمن رؤيته مطلقا ، لكم تكره ضعف شقيقتها أمام هذا الشاب !
وكم تكره استغلاله لذلك !
ألقت التحية واتجهت لغرفتها بهدوء لم يلتفت إليه أحدهم ، فسعادتهم بسعادة بسمة التى عادت بعودة سويلم كانت كافية لشغلهم عن هذا الهدوء .
لم يرفض سويلم ما اشترطه عليه طايع رغم شعوره بالحرج من مناقشة حالته أمامهم لكن حرجه ذا يهون أمام ألمه لتركها ؛ لذا وعد بمتابعة طبيب وعرض كل المستجدات على بسمة وكذلك ستفعل ، عليهما أن يتبعا المصارحة ليتمكنا من اجتياز اختبار صعب كذاك الذى يواجهان .
كانت ليليان لازالت لا تشعر بالراحة لإتمام هذا الزواج لكنها قررت أن تتبع نهج زوجها وتدعم اختيار وقرار ابنتها فهى مضطرة لذلك بكل الأحوال ورفضها سيزيد المسافة بينها وبين ابنتها بعدا ، وبينها وبين زوجها أيضا ، لا بأس من المهادنة إذا ، بسمة اختارت وعليها تحمل تبعات هذا الاختيار .
حين دخلت نسمة قاطعت الحوار لينتظر سويلم توجهها للداخل فلا يخفى عليه نفورها منه ثم نظر ل طايع بحرج : طيب يا عمى بعد إذنك إكده لازم اتحدت ويا بت عمى كتير وهى كمان والموضوع اللى هنتحدت فيه حساس شوية .
أومأ طايع موافقا ومقاطعا : وانى هستنى بوك ياچى ونحدد كتب كتابكم لاچل نشيل الحساسية دى وتجدروا كمان تشوروا بعض الموضوع مش هين ابدا ولازمن تفكروا زين .
قاطعه مهران الذى اثبت اتفاقه وأخيه المسبق : معاكم سبوع من النهاردة كل واحد يشاور روحه ويشوف هو جادر يكمل الچوازة مع احتمال انكم ممكن ماتخلفوش ولا لاه !
غابت البسمة عن وجهيهما وتقابلت النظرات الفزعة المتسائلة .
من يملك القدرة للتخلى عن الآخر !!
وهل إن وجدت القدرة كتبت الفرقة !!
الخوف مزروع بعينيه يقابله أمانا تاما بعينيها ، لا يملك هذه الثقة التى تملك .
فهل ينجيا معا !!
أم يضيع وحده !!
*****
انفردت نسمة بنفسها لم تكن بحالة تسمح لها بالتدخل في الحوار الذى يدور خارجا أو مناقشته .
حين أخبرها بسول برغبته فى الزواج منها لا تنكر انها اهتزت داخليا رغم أنها لم تظهر ذلك ، لكنها رأتها فرصة ممتازة لتبرهن لأختها الساذجة أنها مخطئة وأن تلك العلاقة التى تهدر فيها حياتها ومشاعرها ليست علاقة صحيحة ولا تستحق ما تقدمه لها .
وبسول خير مثال لتقديم تلك الفكرة ، هى لا تكن له ايه مشاعر ورغم ذلك لا تنكر أنه رجل ليس من السهل لإحداهن رفض الاقتران به .
ستبرهن للجميع أن هذا الحب الذى يتشدقون به ليس اساسا لبناء حياة ناجحة ، هى ستبنى حياة ناجحة بدونه .
دخلت إليها ليليان قبل أن يغادر سويلم لتخبرها بالتطور الذى طرأ على خطبة شقيقتها .أو لتنهى وجودها بجلسة ترفض داخليا ما يدور فيها .
كانت قد بدلت ملابسها بالفعل واسترخت فوق الفراش تفكر في طريقة للتحدث مع والدها بشأن هذا الموضوع .
دخلت ليليان وجلست بالقرب منها لتقول : مالك يا نسمة ؟
ابتسمت نسمة : ابدا يا ماما ماحبتش اتدخل علشان مايحصلش صدام بينى وبين بسمة تانى .
تنهدت ليليان : حبيبتي اختك واخدة قرارها وهى اللى هتتحمل نتيجته وبعدين بسمة مش صغيرة واحنا لازم نحترم رؤيتها .
امتعض وجه نسمة وتهربت بعينيها من والدتها لتقول : لا طبعا يا ماما انا مش موافقة على كلام حضرتك ، انا لما اشوفها بتختار غلط لازم افهمها . الحب اللى بتقول عليه ده مش أساس النجاح ، أساس النجاح أنها تقود العلاقة وتكون ليها سيطرة عليها .
رفضت ليليان رؤية ابنتها : لا يا حبيبتي هى مش حرب ومين اللي يسيطر ، لو اى طرف حاول يفرض سيطرته المطلقة اكيد هيفشلوا .
اشاحت نسمة بكفها بعدم اكتراث وقالت : خلاص يا ماما هى حرة بس لما تفشل مش هتلاقينى جمبها انا حذرتها كتير وهى مصرة تأذى روحها  انا عاوزة اكلمك فى حاجة مهمة .
ربتت ليليان فوق كفها داعمة كعادتها لتقول : تعرفى طبعا بسول الهادى .
اومأت ليليان بصمت لتتابع : النهاردة قالى إنه عاوز يخطبنى .
هلل قلب ليليان رغم جمود ملامحها ، أخيرا ستحظى إحداهما بما تستحق . اخيرا يأن لها أن تهنأ بزواج سعيد ل نسمة ، لقد وجدت فرصة ذهبية لإنجاح حياة هذه الصغيرة ، رجل ک بسول حلم عائلات كثيرة وهى بلا عناء ستحظى به لابنتها ، لابد أن تتم هذه الزيجة .
أخفت حماسها عن صغيرتها فعليها إقناع زوجها بتلك الفرصة دون أن تبدى حماسا قد يتخوف منه .
ستخفى إذا مشاعرها عن الجميع حتى تحصل لصغيرتها على ما تستحق .
*****
عادت زينة للمنزل لتجد والدتها وحدها وهذا ليس غريبا لكن رؤيتها بهذا الشرود هو الغريب ، أمها دائما منشغلة فهى بارعة فى شغل أوقاتها بشكل تعلم جيدا أنه يزعج والدها رغم عدم تصريحه بذاك .
اقتربت لتجلس بالقرب منها : مالك يا ماما ؟
تحركت عينا رحمة لتستقرا فوق ملامح ابنتها الهادئة لتتفرج شفتيها عن بسمة واهنة وتهجر شرودها : اخيرا حد جه انا زهقت من القعدة لوحدى
رفعت زينة حاجبيها بدهشة : زهقتى !!
تبدلت ملامحها للعبث : هو حضرتك بتزهقى زى البنى ادمين عادى !!
ضحك حمزة الذى دخل للتو لتزداد دهشة رحمة وهو يقول : ساعات يا زينة .
ضحكت زينة لتبدل رحمة نظرها بينهما بغضب : بجى انى يا مجصوفة الرجبة مش كيه البنى ادمين ؟؟
اتسعت عينا حمزة بفزع مصطنع : زينة ماما اتحولت خدى ساتر .
ركضت زينة تجاهه لتختبأ خلفه ويزداد عجب رحمة من تصرفات ولديها الطفولية ، أغمضت عينيها بغضب لتفتحهما وقد انحنت لتمسك بخفها المنزلى وترفعه بوجههما : لاه انتو چنيتو ع الآخر .
اقتربت وهما تلوح بخفها وهما يعودان للخلف : بجى انى بتحول يا سى حمزة ؟
هز رأسه نفيا لتتابع : و انى بجول ولادى كبروا !!
أخرجت زينة رأسها من خلف ذراع حمزة : دى إشاعة حضرتك وتم إنكارها بشكل رسمى . إحنا عيال والله
نظرت لأخيها : صح يا حمزة ؟
أجابها بتأكيد : صح جدا
ركضت رحمة نحوهما ليستدير حمزة ويدفع زينة أمامه ليركضا سويا صائحا : خلاص ، خلاص هو محدش يعرف يهزر معاكى يا ماما !!
ظلت رحمة تهرول خلفهما وهما يدوران حول الطاولة تتوعدهما بالضرب كالصغار ماداما اعترفا بذلك .فتح باب المنزل عن محمد يصحبه سليم ودياب ، نظر ثلاثتهم نحوه لتستغيث زينة : الحقنا يا كبير ماما هتاكلنا .
ألقت رحمة خفها نحو زينة ليخفض حمزة رأسها متفاديا فتخلع رحمة الخف الثانى وتقذفهما به صارخة : بوكى مش هيلحجك من يدى النهاردة .
ضحك سليم واسرع ينضم لولدى عمته ركضا : خلص يا عمة انتى الكبيرة بردك .
نهرته رحمة : وسع من وشى يا واد رفيع انى العفاريت بتتنطط جدامى .
أمسك سليم كفيها : حجك على انى عملوا ايه بس !!
لم يرفع دياب عينيه عن الأرض بينما نظر محمد لولديه بحدة : زينة تعالى هنا
نظرت له من خلف أخيها : انا مستخبية عند حمزة
ابتسم محمد مرغما لتلك الذكريات ثم اتجه نحو زوجته ليمسك كفها وقبل أن تجذبه منه جذبها هو خلفه نحو غرفتهما بينما أحاط حمزة كتفى شقيقته مقربها من صدره : الحمدلله تم انقذنا في اللحظة الأخيرة .
ضحك سليم : انتو عملتوا إيه فى عمتى ؟ دى اتحولت !!
ضحكا سويا وقال حمزة : والله كنا بنهزر بس عمتك قفشت .
نظر نحو دياب الذى لايزال مكانه : ماتدخل يا عم دياب
ابتسمت زينة : انا هغير واجى ننقب في المطبخ ماما غضبت علينا النهاردة .
توجهت نحو غرفتها لينضم دياب لهما فيتساءل حمزة : حد منكم كلم سويلم ؟
أجاب دياب بهدوء : كلمته وچاى فى الطريج .
***
دفعها محمد داخل الغرفة مغلقا الباب خلفه : جرى إيه يا رحمة بتجرى ورا ابنك وهو اطول منك ! عيب عليكى !
تحدث بتهكم واضح لتتجه نحو الفراش دون أن تنظر نحوه وتتدثر فورا ملتزمة الصمت ، تركها واتجه نحو الخزينة ليبدل ملابسه وآثر الصمت أيضا فلا هو ولا هي يملك شجاعة كافية بعد ما حدث صباحا .
****
منذ غادر سويلم وتبعه مهران وأسرته وليليان تجلس مكانها بصمت غريب ، اهتمت بسمة بالتنظيف وساعدها إياد بود .
لم يخرجها من صمتها سوى ضحكات أخيها الذى وصل وأسرته للتو واستقبلهم إياد ليهاجمه تريم فورا متسائلا : مابتردش على الموبايل ليه ؟
ضحك إياد مظللا فمه بكفيه : كنت نايم ، كل ما اشرب العصير انام هههه
تبادل ريان نظرات متفهمة مع زوجته بينما اقبل طايع مرحبا ، أمسك إياد كف تريم : تعالى خضر جوه
تبعه تريم دون مقاومة ليتساءل ريان : فى إيه يا طايع ؟
ربت طايع فوق كتفه : خير الحمدلله .
وقفت ليليان تستقبل أخيها الذى ضمها بود : وحشتينى يا لى لى
تعلقت ليليان به لدقائق أسرت الريبة فى صدره وصدر زوجها أيضا .لم يحاول إبعادها عن صدره رغم صمتها ، يشعر أنها تحتاج قربه وهذا أقل ما يمكنه تقديمه لها .
راقب طايع تعلقها ب ريان ليتأكد أنها تهرب منه في صدر أخيها ، ترى ما الذي تخفيه !!
ربتت ليال فوق ظهرها بمرح : جرى إيه يا لى لى نمتى ولا إيه !!
ابتعدت ليليان ضاحكة : يا عبيطة هتغيرى عليه منى ؟
قطبت ليال جبينها : انى مابغيرش واصل .
ضحك ريان : اهى قلبت صعيدى .إيه فينكم من امبارح ؟
زفر طايع مستغفرا : كان يوم واعر جوى
جلس الجميع ليتساءل ريان بقلق : حصل ايه يا طايع ؟
ليبدأ طايع يقص عليهما أحداث اليوم المؤلم الذي عاشه واسرته الصغيرة ورغم غضب ريان إلا أنه أثنى على قرار طايع وما إن حدث ذاك حتى عادت للشرود الذى أصرت ليال على مقاطعته من حين لآخر .
***
تسطح فوق الفراش وقد شعر براحة تامة لا يفسدها إلا شهقاتها الباكية ، وبدلا من ضمها وبثها شيئا من الأمان الذى انتزعه منها تأفف مازن بغضب : خلصنا بطلى نواح .
نظرت له بأعين محتقنة تكتم شهقاتها كمدا وخوفا منه ،
نظر لها بغضب ؛ لقد كانت تتمنى لحظة قربه منها ، والان تبكى !!
بعد أن أصبحت زوجته تبكى !!
بعد أن حملت بين احشائها صغيرا له تبكى !!
يال هذا الخرف المحتل عقولهن عديمة الجدوى !!
اقترب منها لتزداد انكماشا وفزعا وهو يتساءل بغضب : انت بتستعبطى !! ما كان على قلبك زى العسل ؟
نظرت له بحقد : كنت مغشوشة فيك .. كنت فاكرة نفسى بحبك .. كنت فكراك راجل .
أمسك ذراعها يعتصره بقبضة فولاذية : انا راجل غصب عنك .
لم تحاول كبح عبراتها التى تبكى حالها وغباءها وسذاجتها ، أغمضت عينيها بألم لتصرخ رغما عنها : انت ما تعرفش يعنى إيه رجولة من أصله
لم تؤلمها صفعته فهى تتوقعها لكن ألمها كان من صفعتها نفسها بحقيقته المهينة التى أغمضت عينيها عنها .
طرقات على الباب انقذتها وبعدها صوت والدته الغاضب: افتح يا مازن .
اتجه نحو الباب يفتحه لتندفع حياة للداخل  . أسرعت هيا تلملم فوقها الأغطية لكن ما تقوم به لم يمنع شهقة حياة المصدومة لتنظر لابنها بغضب عبرت عنه بصفعة هوت بها ليدوى صوتها مخترقا الصمت اتبعتها بدفعه خارجا : اطلع برة . انت مش راجل فعلا مفيش راجل يعمل في مراته كده .
صفعت الباب خلفه بقوة مستغلة لحظة استسلامه ، دارت على عقبيها لتنظر لها بحسرة وسرعان ما هرولت نحوها تغمرها بحنان وقلبها يحمد الله على مرورها بجوار الغرفة لتستمع لصرختها التى مزقت كلماتها قلبها ورغم ذلك كانت رؤية الفتاة بهذه الحالة أشد إيلاماً من استماعها لنكران رجولة ابنها من قبل زوجته بينما وجدت فيه هيا ضالتها لتبكى وتبكى ناثرة كل الألم بين ذراعيها المرحبين بها وألامها .
وقف مازن أمام غرفته بعد أن افاق من الصدمة ليطرق الباب بغضب : انت مصدقة يا ماما الشويتين دول ، سيبينى منى ليها انا وهى فاهمين بعض .
أسرعت مروة نحو مصدر الصوت لتجد مازن أمام باب غرفته المغلق فتتساءل بقلق : فى إيه يا مازن ؟
رفع مازن عينيه نحوها ليتقدم ويدفعها منفثا عن غضبه : غورى من وشى انت كمان .
****
دخل منصور إلى منزله في موعد مبكر على غير عادته بينما كانت همت والبالغة عشرون ربيعا تطارد الفراشات في حديقة المنزل بطفولة تتناسب تماما مع عمرها العقلى والذى لا يعلم ايهم متى توقف عن النمو .
وكيف يعلمون وهى كم مهمل من قبل أبيها ، والدتها لا حيلة لها واخيها عاجز أمام سطوة أبيه .
لم تلحظ الفتاة دخوله لكنها تصنمت حين صاح غاضبا : انت يا مجصوفة الرجبة إيه خرچك من الدار ؟؟
ارتعشت أطرافها وهى تراه مقبلا نحوها وعقلها البرئ يعلم أنها ستتعرض للتعنيف .
وصل إليها ليمسك ضفيرتها ويلفها حول أصابعه لتكتم صرختها بكفيها وتستسلم لهزاته العنيفة : انى مش جايل لك الف مرة رچلك ماتخطيش العتبة ؟
رفع كفه الآخر ليهوى فوق ظهرها بلطمة أنت لها فى صمت قبل أن يدخل هاشم فيهرول تجاهه : چرى إيه يا بوى ؟ عملت ايه بس ؟
وقف هاشم بين أبيه واخته ليتشبث كفه بشعرها ويزيدها ألما فتزيد ضغط أناملها حول شفتيها فالصراخ له عقاب اخر .
حرر هاشم أخته من قبضة أبيه : بزيداك يا بوى هتموتها فى يدك .
دفعها منصور عنه بينما أولاه هاشم ظهره ليتلقى الضربة عنها ومنصور يصيح : تموت ولا تغور فى داهية وش البومة دى .
غمرها هاشم بذراعيه رابتا فوق ظهرها : حجك على يا همت ماتبكيش .
رفعت أناملها المتألمة لخصلاتها ليمد كفه لجيب جلبابه الداخلى مبتسما : چبت لك الحلاوة اللى بتحبيها .
تهلل وجه همت رغم الدموع المتساقطة واللعاب السائل من شفتيها ليخرج أخيها محرمة ورقية بلا حرج ويمسح وجهها البرئ ثم يقبل رأسها ويصحبها للداخل وقد تداخلت المشاعر فوق قسماتها لتبدو أكثر براءة
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السابع من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة