-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى - الفصل الرابع

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الرابع من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى. 

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل الرابع

اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى
رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى


تابع أيضا: قصص رومانسية

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل الرابع

استيقظت هيا صباحا على صوت الجرس لتنهض بتكاسل وألم بدنى ونفسى ، تلفتت حولها بضياع لا تدرى اين هو !!
منذ صارحها بحبه لابنة عمه اختفى تماما . اتجهت للداخل تبحث عن غرفته مهرولة ترفع أطراف فستانها وترجو أن يحالفها الحظ وتجده متيقظا .
لفت انتباهها ذلك الباب المغلق لتفتحه بترقب ولم يخب ظنها ، كانت غرفته . أو على ما يبدو غرفتهما التى أعدها والده لتصلح لزوجين .
كان غارق في نومه وكأن هذا الرنين لا يصل إليه من الأساس . أسرعت نحوه تدفعه بأصابعها بخوف : مازن .
همهم دون أن يستيقظ لترفع نبرة صوتها : مااازن اصحى الباب بيخبط .
زفر بضيق واعتدل جالسا : ايوه يعنى اعمله ايه ؟؟
أجابت بحدة : قوم افتح .
ابتسم بتهكم : ماتفتحى انت ولا اتشليتى ؟
ردت له بسمته بأخرى هازئة : افتح الباب بفستان الفرح ؟
اتجهت نحو الخارج بعزم : حاضر معنديش مشكلة .
عمل عقله بسرعة ليدرك منطقية حديثها . أوقفها صارخا : استنى عندك .
جذبها من ذراعها لترتد للخلف مترنحة ، تماسكت واعتدلت واقفة ليقول : ارجع الاقيكى غيرتى الزفت ده .
تركها وتوجه للخارج لتدلك رقبتها بألم أثر نومتها الغير مريحة قبل أن تبحث عن ملابسها التى ارسلت للمنزل قبل يومين .
***
فتح الباب ليجد والديه وشقيقته التى أسرعت تتعلق برقبته : مبارك يا عريس .
نزع ذراعيها عن رقبته بحدة واضحة ليرميه والده بنظرة تحذيرية ليتأفف ويتجه للداخل .تلفتت مروة بحزن من أفعاله معها ليفتح محمود ذراعه ويجذبها نحوه : اكيد زعلان علشان صحيناه من النوم .
اومأت بصمت وتقبل لهذا العذر الذى تعلم جيدا عدم صحته فعلاقتها بأخيها ليست جيدة مطلقا ، حاولت كثيرا التودد له وإطلاعه على حياتها البسيطة ليردد دوما بجمود : حاجة ماتهمنيش .
لطالما راقبت علاقة حمزة وزينة وتمنت أن يكون أخيها مثل ابن عمها لكن يبدو أن ايه أمنية تدور حول مازن لا تتحقق .
****
منذ تركها أبيها وهى تقاوم دموعها حتى وقفت بين يدى الله لتترك لها العنان معبرة عن كل ما يبكى قلبها الذى لم يهنأ بالسعادة ليحرم منها .
أنهت صلاتها لتتجه نحو هاتفها ، امسكته بكف مرتعش ولأول مرة ترسل له تسجيلا صوتيا . ضغطت الزر واستجمعت شجاعتها لتبدأ بصوتها الذى طالما عشقه .
أغيب وذو اللطائف لا يغيب
وأرجوه رجاءا لا يخيب
وأسأله السلامة من زمان
بليت به نوائبه تشيب
وأنزل حاجتى فى كل حال .
إلى من تطمئن به القلوب
فكم لله من تدبير أمر
طوته عن المشاهدة الغيوب
وكم فى الغيب من تيسير عسر
ومن تفريج نائبة تنوب
ومن كرم ومن لطف خفي
ومن فرج تزول به الكروب
ومن لى غير باب الله باب
ولا مولى سواه ولا حبيب
كريم . منعم . بر . لطيف
جميل الستر للداعى مجيب
حليم لا يعاجل بالخطايا
رحيم غيث رحمته يصوب
فيا ملك الملوك أقل عثارى
فإنى عنك انأتنى الذنوب
وأمرضنى الهوى لهوان حظى
ولكن ليس غيرك لى طبيب .
وضغطت ذر الإرسال لتعيد الهاتف وتكفف دموعها قبل أن تقتحم نسمة الغرفة منادية إسمها بلهفة .
ابتسمت بشحوب لتقترب وتجلس أمامها ، رفعت كفها لتكفف ما أهملته أناملها ثم جذبتها لصدرها وقالت : عيطى ما هو كل وجع بيعلم . وانا عارفة إنك اتعلمتى .
لم تكن بسمة بحالة تسمح لها بمناقشة توأمتها لتتنهد سامحة لبعض العبرات ، ابتعدت قليلا متسائلة : إياد لسه نايم ؟
جاءها الرد من أبيها : لا صاحى وحالته ماتطمنش .
انتفضت واقفة بفزع : ماله !!
واتجهت للخارج فورا ليوقفها ذراع طايع : ماتخليهوش يشوفك إكده .
اقتربت نسمة لتتجاوزها للخارج : انا هروح له اغسلى وشك وحصلينى .
****
منذ الصباح وهى تقاوم ايقاظه لكن القلق سيقتلها إن لم تفعل ، دخلت لحجرتها لتجده غارقا فى النوم ، لقد عانى كثيرا الليلة الماضية ولم ينم بسهولة لكن مابيدها حيلة .
اقتربت من الفراش ودفعته بصدره برفق ليهمهم : حاضر هعدل المخدة .
عادت تدفعه ليفتح إحدى عينيه وينظر لها : بشخر بردو ؟
لكنه لم يرى بسمتها ، بل رأى فزعا ليتساءل : خبر إيه؟
وضعت فوق ذراعه كف يرتجف : خالد ماباتش فى البيت .
اعتدل جالسا : كيف يعنى ؟؟ تلاجيه صحى وطلع لعمه .
هزت رأسها نفيا : لا يا مهران بقولك ماباتش فى البيت .
تلفت حوله ليلتقط هاتفه ويطلب رقم خالد الذى أجابه فورا .
إعتدل مهران وانزل ساقيه عن الفراش وتساءل باهتمام : ليه چرى له إيه ؟؟
***
هاتف محمد رحمة وأخبرها أنه سيبيت ليلته بالمشفى وابلغها بإستقرار حالة سويلم وأنه تحت الملاحظة فقط .
غفى كل منهم فوق أحد المقاعد ينتظرون الصباح عله يأتى بوعيه الذى يبدو أنه يرفض العودة.
شعر خالد بإهتزاز هاتفه لينتفض مخرجه من جيبه ومتسلالا للخارج . ضغط زر الإجابة فورا فقد كان بإنتظار الاتصال .
وقبل أن يتساءل والده قال فورا : بابا انا مع سويلم فى المستشفى .
قص على أبيه اختصارا لما حدث وانهى المكالمة ليعود للغرفة . كان حمزة قد وضع هاتفه بجوار هاتف سويلم ومتعلقاته التى تسلمها فوق طاولة صغيرة .
دخل خالد ليجد سويلم ينظر حوله بضياع ، رفع كفه لرأسه ليقترب منه خالد : سويلم حاسس بإيه ؟
استيقظ محمد علي صوته وهز حمزة ليقبلا نحوه وهو يقول : راسى .. راسى فيها ضرب نار .
ابتسم حمزة وهو يدفعه ممازحا : يا شيخ نشفت دمى .
ربت محمد فوق ذراعه : المهم انك بخير . هروح اجيب الدكتور يشوفك .
غادر محمد ليتساءل سويلم : فين تلافونى ؟ عاوز اكلم سليم ودياب زمانهم على الطريج .
قدم له حمزة الهاتف : انا عملته صامت بالليل فكرتك ممكن تقلق . بس انت كنت قتيل ولا حسيت بحاجة .
ابتسم بشحوب وامسك الهاتف ليجد رسالة منها ، اعتدل جالسا وهو يفتح التطبيق ليجده مقطعا صوتيا .
نظر لهما ليقول خالد : حمزة تعالى نجيب قهوة .
رافقه حمزة دون اعتراض فتعابير وجهه تشى بما يجول بصدره .
فتح المقطع ليستمع لصوتها ، يقسم أنه يرى دموعها بين الكلمات .
دموعها !! ألم يجتاح صدره ليصيب مباشرة ذلك القابع خلف أضلعه .
نهض مترنحا ليشعر بالمزيد من الانهاك يسيطر عليه لكنه أصر على المتابعة ليدخل محمد برفقة الطبيب ويهرول إليه لشدة ترنحه : إيه يا ابنى اللى قومك من السرير ؟
أمسك رأسه الذى يزداد ثقلا : عاوز اخرچ من إهنة .
دفعه محمد يعيده للفراش ليقول الطبيب : نطمن عليك بس وابقى أخرج .
استسلم لهما مكرها تحت ضغط إنهاكه
***
حين استيقظت زينة لصلاة الفجر وجدت أمها تقوم على تنظيف المنزل ، أقبلت عليها بلا تعجب : ماما انت بتشتغلى من امته ؟
نظرت لها رحمة وعادت لمسح الأرضية : من نص الليل .
دهشت زينة : نص الليل !! ليه كده يا ماما ؟
أجابت رحمة بلهاث : اعمل ايه بسلى نفسى على ما يجو من المستشفى .
وبدأت تقص عليها ما حدث ليلا ومنذ ذلك الوقت وزينة تساعد أمها فى إنهاء العمل على التنظيف .
*****
انتفضت هيا حين عاد يقتحم الغرفة دون أن تنهى تبديل ملابسها ، نظر لها بإستخفاف لتشيح وجهها عنه . عاد للفراش مباشرة وهو يقول بلهجة آمرة : عاوز انام مااسمعش نفسك .
لم تعره اهتماما بل أنهت ارتداء ملابسها واتجهت للطرف الاخر من الفراش لتتسطح عليه بهدوء ، فتح عينيه حين شعر بها تستلقى بجواره متسائلا: انت هتعملى إيه ؟
أغمضت عينيها : هنام لو مش عاجبك شوفلك حتة تانية انا حامل وتعبانة .
نفث عن غضبه بحركات عنيفة وهو يوليها ظهره ليغلفهما الصمت وسرعان ما سقطت هيا فى نوم عميق بينما ظل لفترة طويلة يقاوم رغبته فى التقرب إليها .
*****
دخلت بسمة راسمة ابتسامة زائفة لغرفة شقيقها البرئ لتراه بهيئة غير مطمئنة كما قال أبيها ، جالسا يحدق أمامه بصمت وقد احتلت الكآبة براءة ملامحة لتحولها لشحوب شديد .
يجلس خضر بجواره ونسمة أمامه تحاول دفعه لشرب كوب العصير الطازج الذى أعدته والدته . اقتربت وربتت فوق كتفها لتقدم لها الكوب وتتخلى عن مكانها أيضا ، جلست بجواره تتساءل بمرح كاذب : مين ده اللي مزعل ملاك العيلة ؟
اتجهت عينيه نحوها فورا وكأنه إكتشف وجودها ، نظر لها بحيرة يبحث بين قسماتها عن شيء لا يعرفه سواه ، رفعت حاجبيها مدعية التفاجؤ ليزداد تجهم وجهه .
رفعت ذراعها لتضع كفها حول وجنته بحنان : مالك يا حبيبي ؟
عقدت نسمة ساعديها بغضب مصطنع : قول انك مش عاوز تعمل لى فستان حلو اغيظ بيه صحباتى ؟
رفع عينيه لها متعجبا : ف.فستان !!
اقتربت بمرح : ايوه ماليش دعوة انا عاوزة فستان محدش لبسه قبلى .. وأما انت ديزاينر كبير كده تخبى على اختك ؟ ماكانش العشم يا إياد .
ظل إياد محملقا بها لتقرر بسمة مساندتها فى هذا الاتجاه : ايوه وبعدين هنعمل لك اعلانات يعنى هو انت هتلاقى مودليز احلى منى انا ونسمة يلبسوا تصاميمك ؟
عادت عينيه ل بسمة وكأنه فقد تركيزه برؤية هذا المرح الذى تدعيان .. هز رأسه رفضا وعاد ينظر لهما لتقول بسمة بحزم : اتفضل اشرب العصير . ده أمر عسكرى من القيادة ماتوديناش فى داهية .
لانت ملامحه قليلا لإشارتها لغضب امه وهو يتساءل : فين عصير خضر ؟
نظرت بسمة لشقيقتها التى حكت رأسها بحرج : هروح اجيبه .
هز هو أيضا كتفيه : انا هشرب مع خضر .
تعلم بسمة أن هذا الكوب مؤكدا يحوى عقارا طبيا لذا لم تتحرك حتى عادت نسمة بكوب اخر ناولته خضر وهى تغمز له ليرفعه قائلا : هنشوف مين يخلص الاول .
أمسك إياد الكوب بعند طفولى ليرفعه ويتجرعه دفعة واحدة قبل أن تمتعض ملامحه وهو يعيد لها الكوب الفارغ متذمرا : وحش اوي .
ضحك خضر : لا حلو انت مش واخد بالك .
عاد ينظر لها بحيرة متسائلا بخفوت : انت !!!
ربتت فوق رأسه : كويسة . انا كويسة .
اخفض بصره بحزن : س . سويلم
لتقاطعه نسمة بحدة : صفحة واتقفلت مش هنتكلم فيها تانى ؟
نظر لها بدهشة غلبت عليها الصدمة ثم عاد بنظره لها لتنفى بإيمائه بسيطة : هيرجع .
شبح ابتسامة طل فوق شفتيه ليقترب منها فتضمه بحنان واصابعها تتخلل حرير شعيراته ولم تمر دقائق حتى شعرت بإنتظام أنفاسه لتعيده للفراش ويعاونها خضر فى بسط دثاره قبل أن تهمس : خضر انزل لو عاوز هو هينام .
هز رأسه رفضا : لا هقعد جمبه .
ابتسمت له واتجهت للخارج لتلحق بها نسمة بغضب مستعر
****
سمح له الطبيب بمغادرة المشفى على أن يلزم الراحة التامة لذا صحبه محمد وحمزة مكرها إلى منزل عمته رحمة . وقف بباب المشفى ليقطع طريق خالد برجاء : خالد استنى .
تقدم محمد ببساطة : انا هسبق بعربيتى وحصلونى علطول .
أومأ له حمزة بطاعة ليغادر ويقف هو قربهما : سويلم تعالى نروح ارتاح وبعدين كل حاجة تتصلح .
تنهد سويلم : ارتاح كيف وانى واچعها يا حمزة ؟
نظر له خالد بعند : وعقلك كان فين وانت بتوجعها ؟
نظر له حمزة بلوم ليشيح وجهه بغضب لم يغضب سويلم الذى قال برجاء : خالد طمنى عليها بالله عليك اول ما توصل .
عارضه حمزة : ماينفعش يا سويلم مش من حقك دلوقتى .وافتكر المشكلة مش هتبقى معاها هتبقى مع عمى طايع .
قاطعه خالد : لا وانت الصادق المشكلة مع ابويا
****
دخل مهران لشقة شقيقه ليرى بسمة تتجه لغرفتها وتتبعها نسمة بغضب ؛ نظر لأخيه متسائلا : حوصل إيه مالهم ؟
نظر طايع فى اثرهما بحزن : هيتخانقوا اكيد . ادخل يا مهران انت مش غريب .
دخل مهران بخطوات ثابتة لتخرج ليليان من المطبخ فيقول : كيفك يا مرت اخوي ؟
تقدمت نحو الطاولة لتضع ماتحمله : الحمدلله . أمال روان فين ؟
أجاب بهدوء : مستنية خالد يرچع .
نظر له أخيه بتساؤل ليتابع : كان بايت في المستشفى ويا سويلم .
اتسعت الأعين ليقص عليهما ما أخبره به ولده . حك طايع جبهته بضيق بينما ارتفعت أصوات الفتاتين ليتجه طايع للداخل فتوقفه ليليان : استنى يا طايع انا داخلة لهم .

 ****

استيقظ ريان صباحا  فوجد زوجته وولديه ينتظرونه لتناول الفطور ، جلس فوق مقعده ناظرا لولده : مالك يا تاج ؟
انتبه له تاج ليقول : مالى !! مفيش يا بابا انا بخير الحمدلله
نظر له بشك لتقطع ليال استرساله فهى تعلم ما يعانى منه صغيرها دون أن يبوح به فتتساءل : ريان هتروح عند ليليان النهاردة ؟
زفر ريان مستغفرا : لازم اطمن عليهم . قلبى مش مطمن .
ايدته فورا : ابقى عدى عليا اروح معاك انا كمان مش مرتاحة .
أومأ موافقا ليقول تريم : وانا كمان انا بتصل ب إياد مابيردش عليا ..عمره ما عملها .
عاد القلق مسيطرا على ريان قلبا وقالبا ليجد تاج فرصته ليشرد بقلبه نحو من أسرته دون أن يلتفت إليه والده بتساؤلاته كالعادة .
****
فى منزل منصور الهاشم ، أسرعت زوجته سليمة تضع الطعام فوق الطاولة فهو على وشك مغادرة غرفته وهى لا تريد توبيخا صباحيا .
هو ابن عمها ووجب عليها القبول به زوجا رغم علمها أنه لم يكن لها يوما شعورا جيدا ؛ كانت بالنسبة له صفقة رابحة قدمها له أبيها الحاج زيدان بمجرد أن تقدم طالبا إياها .
ومنذ حصل على مبتغاه ظهر الوجه الاخر له وتغيرت معاملته لوالدها واخيها ، رغم أنه حتى اليوم لا يمكنه مواجة اى منهما لكنه ابتعد عن أعمال العائلة وبدأ يعمل بأرض زوجته وكل أحلامه أن ينافس ضاحى ويتفوق عليه ، ورغم فشله طيلة السنوات الماضية إلا أنه لم يكف عن المحاولة .
كان يعاملها بشكل جيد بعد إنجابها ولدها البكر هاشم والذى سمى تيمنا بجده ، وحين رزقت صغيرتها همت تغيرت معاملته بشكل جذرى ، كما رفض ابنته تماما .
تنهدت بأسى وهى تتذكر ارتعاب الفتاة لمجرد سماع صوت أبيها .
ظهر ابنها هاشم والذى يماثل أبيه فى هيئته الخارجية إلا أنه يملك قلبا ارق وروحا أسمى ، هى وحدها تعلم ذلك وإن رفض منصور الاعتراف بذلك .
اقترب هاشم مقبلا جبينها : صباح الخير يا امى
ربتت فوق صدره : يسعد صباحك يا جلب امك .
تلفت حوله : همت وينها ؟
تنهدت بحزن : ماعادتش تخرچ من اوضتها الصبحية خالص .
تجهم وجهه : انا ماخابرش بوى بيعمل فيها ليه إكده ؟ خلجة ربنا هنعترضوا .
جلست بجواره : يا اما انى خايفة اموت والبنية تتبهدل من بعدى .
نظر لها بحدة : بعيد الشر ماتجوليش إكده .
اومأت بصمت ولم تتحدث مع ظهور منصور أعلى الدرج
*****
دخلت بسمة غرفتها لتتبعها نسمة وهي تقول بحدة : إيه اللى قولتيه ل إياد ده ؟
نظرت لها بسمة بثقة : الحقيقة .. سويلم هيراجع نفسه ويرجع لى .. مايقدرش يعيش من غيرى .
اقتربت نسمة منها بغضب : هو انت مفيش فايدة فيكى ! هتفضلى عبيطة وماشية وراه لحد امته ؟
نظرت لها بسمة بحدة : نسمة ده مش عبط ؛ ده حب . انا وسويلم اللى بنا اكبر من الحب .
نظرت لها نسمة بتهكم : حب !! مش بقولك هتفضلى عبيطة . مفيش حاجة اسمها حب .. دى كلمة بتضحكى بيها على نفسك علشان تبررى خضوعك ليه .. انت ازاى ضعيفة ومالكيش شخصية قدامه بالشكل ده ؟
نظرت لها بسمة بحيرة : انت امته بقيتى قاسية كده ؟
بادلتها نسمة بتهكم : البركة فيكى .. لما شوفت ضعفك قدامه .. خضوعك ليه .. قبولك لتحكمه وسيطرته ..واستغلاله
قاطعتها بسمة : سويلم عمره ما حاول يسيطر عليا ولا يستغلنى .
صرخت نسمة : علشان انت غبية .. غبية مش شايفة حقيقته .
قاطعها صوت والدتها الحازم : نسمة .
نظرتا لها لتتابع : اختك مش صغيرة . وانت دلوقتى اللى بتحاولى تسيطرى عليها .. اتفضلى روحى على اوضتك .
نظرتا لها بحيرة فهى للمرة الأولى تقدم دعما مماثلا ل بسمة .غادرت نسمة الغرفة بغضب لتقترب هى من بسمة بألم واضح بنظراتها : ماتزعليش من اختك يا بسمة ..هى مش فاهمة .
اومأت بسمة بصمت ، أرادت ليليان أن تزداد قربا لكنها عاجزة عن تخطى ذلك الحاجز الذي وضعته بنفسها بينها وبين صغيرتها لسنوات طويلة .
******
يسعد زناتى اليوم بصحبة ابنته وقضاء وقتا معها ، يتناولان الطعام دون هرولة منها للحاق بموعد المدرسة الصباحى ويتبادلان الحديث حول شئون النجع وشئونهما الخاصة ، هو يحب أن تعرض ابنته عليه رؤيتها للأمور وهى لم تخذله قط .
انهيا تناول الفطور وجلس زناتى فوق أريكة عتيقة يصر على الاحتفاظ بها حتى وضعت ابنته الشاى أمامه ، تناول كوبه الساخن ليرشف منه رشفة ويقول : فى موضوع أچلناه كتير يا بتى بس كن أوانه دلوك .
ابتسمت عفاف وهى تتناول الكوب الخاص بها : موضوع إيه يا بوى ؟ خير إن شاء الله .
عاد يرتشف قطرات الشاى ثم يتابع : چوازك من واد عمك .
صمتت عفاف ليتساءل : مارايداش ؟؟
نظرت له : مش الجصد يا بوى بس دياب اول هام ماطلبنيش للچواز وتانى هام انى ماشيافهوش إكده .
توجه لها بتركيز : سيبك من اول هام ده وفهمينى شيفاه كيف ؟؟
تنهدت عفاف : ماخبراش اجول إيه ؟؟ شيفاه سند يابوى
صمتت تبحث عن كلمات معبرة : تعرف يا بوى انى عمرى ماوعيت على راچل كيه دياب واد عمى هيبة وجوة ووعى وتعليم لكن لما اشوفه غير لما اشوف سويلم مثلا .
وضع زناتى كوبه متأففا : انى مافاهمش حاچة منيكى يا بتى بس انت موعودة ل دياب من يوم ما اتولدتى .
نظر لها متسائلا : اللى بدى اعرفه دلوك تجبلى تتچوزيه ولا لاه .
عادت الحيرة تتمكن منها إنها عاجزة عن التعبير عن مشاعرها تجاه دياب ، هى لا تنكر كونه زوجا تتمناه كل فتاة وهى أيضا لكن هناك حاجز يحول دون رؤيته بوضوح في هذه الهيئة ، هيئة زوجها المستقبلى .
طال صمتها ليخشى زناتى أن تصغره ابنته أمام الرجال وقد قطع وعدا مسبقا ، كانت منذ صغرها مصدر فخره وكم يتمنى أن تظل للابد .
اخيرا وضعت كوبها وهى تقول : اتچوزه يا بوى ، لو چوازى من واد عمى يريح جلبك اتچوزه .
****
وصل محمد لمنزله اولا وكانت رحمة وزينة تنهيان العمل بينما شعرت الأخيرة بإنهاك شديد لتقول : كفاية بقا يا ماما لما يجى حمزة يبقى يشيل السفرة انا تعبت .
نظرت لها رحمة بغضب : سفرة إيه اللى عاوزة اخوكى يشيلها ؟؟ اتجننتى !!
تأففت زينة : وفيها ايه لما يساعدنا ؟ يبقى بعد كده نجيب واحدة تساعدنا .
أعادت رحمة ضبط وضعية السجادة وهى تنظر لابنتها بغضب : زينة ماطلبتش مساعدتك بس محدش يقولى اعمل ايه في بيتى . انا مابحبش حد غريب يدخل بيتى .
عادت زينة ترجوها : طب حمزة يساعدنا
وقبل أن تجيب رحمة أجاب محمد الذى استمع للحوار بتهكم : ريحى نفسك يا زينة امك لا هتجيب حد ولا هتهين حمزة .
نظرت له زينة بتعجب ليتجه نحو الطاولة ويحملها بغضب : امك مش عاوزة تقتنع بأن الراجل ممكن يساعد في شغل البيت عادى أو إن ممكن نجيب حد يساعد .
عقدت رحمة ساعديها وقد وضع الطاولة بشئ من العنف واتجه ليحمل المقاعد لتقول : انا مابحبش حد يساعدني هو انا اشتكيت لكم !!
اقتربت زينة لتضع المقعد الذي تحمله وتقول : يا ماما يا حبيبتي مش لازم تشتكى .. إحنا بنحبك وعاوزين راحتك .
آثر محمد تغير مجرى الحديث الذى لن يصل لنهاية ، لطالما كانت عنيدة مكابرة .
تمنى أن يعود بعد ليلته الغير مريحة ليرتاح بالقرب من زوجته ، لكنها تخيب أمله كالعادة .
نظر نحو ابنته : زينة ادخلى غيرى اخوكى وابن خالك على وصول .
تساءلت زينة فورا عن حالة سويلم ليجيب محمد بإقتضاب شعرت به لذا أخبرته أنها تحتاج لحمام دافئ وغادرت بهدوء .
دخل محمد غرفته وبدأ يبدل ملابسه ليجد رحمة أيضا تبدل ملابسها ، لاح الأمل في قلبه وظن أنها تفعل ذلك لأجله لذا انتوى أن يتغاضى عن كل شيء كرامة لها  لكن أمله ذا تبخر فور رؤيتها تخرج عبائة منزلية ليتساءل : انت هتلبسى عباية تانى ليه البسى حاجة مريحة علشان تنامى ؟
لتنظر له بتعجب : ومين قال انى هنام ؟؟ انا مستنية حمزة وسويلم . نام انت يا محمد .
وتحركت للخارج وهى تلف حجابها المنزلى بعشوائية
نظر للسماء وناجى ربه : يااااارب صبرنى .
ظل لدقائق معدودة حتى كبح غضبه ثم لحق بها
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة