-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى - الفصل السادس

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السادس من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى. 

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل السادس

اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى
رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى


تابع أيضا: قصص رومانسية

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل السادس

تبخترت نسمة فوق فرسها هزيم بعد تمرين انهكته فيه دون مراعاة على غير عادتها ، اقترب منها مدربها بلوم : ليه كده يا نسمة ؟ من امته بتسمحى لغضبك يسيطر عليكى ؟ انت عارفة كويس أهمية العلاقة بينك وبين هزيم ماتقسيش عليه تانى .
اومأت بصمت فهى تفهم جرائر فعلتها ، احنت هامتها لتلاصق رقبة فرسها الأسمر القوى ليصهل الأخير كأنه يعاتبها فتضم رقبته هامسة : حقك عليا .
عاد الفرس يصهل ويومأ برأسه كإعلان على عدم غضبه منها لتربت فوق رقبته بحنان قبل أن تعتدل بشموخها المعروف .
رأته يقترب منها بفرسه الأبيض الذى يجعل تنافر لونه من لون فرسها منهما ملفتا للأنظار . وقف بسول أمامها بفرسه برق لتنظر له بتحدى بادلها إياه بحنان اعتادته من نظراته . إنه خصمها الأصعب ورغم أنهما خصمان فى مضمار السباق إلا أنه لم يخف اهتمامه بها واعجابه عنها أو عن غيرها ، جذب لجام فرسه ليتساءل : واضح انك مستعدة للبطولة ؟
رفعت أحد حاجبيها بتحدى : طبعا .. ومش ناوية أتنازل عن الكاس
ابتسم بنظرة مبهمة : انت الوحيدة اللى معنديش مانع اخسر قدامها .
جذبت لجام هزيم لتبتعد وهى تقول بغرور : مش بمزاجك
أثارت شئ من غضبه لينهرها بحدة : بلاش تستغلى طولة بالى أو قوة صبرى ؟
وضعت كفها بخصرها وهى تستدير لتراه على نفس هيئتها مقتربا منها بشموخ لتتساءل : نتكلم مباشر احسن !
اومأ قائلا : اكيد احسن .. تتجوزينى ؟؟
***
اسرع سويلم قدر استطاعته رغم شعورة بالدوار لملاقاة أخيه وابن عمه أمام منزل عمته ، هرول سليم نحوه ليغمره بقلق بينما يقف دياب خلفه وعينيه تتربص بتلك الضمادة كأنه يحسب حجم الإصابة.
صافحه حمزة مرحبا ليلاحظ تعلق عينيه برأس سويلم الذى لم يبتعد عنه سليم ليجذبه نحوه ممازحا : إيه يا عم سليم خلى لى شوية من الحب ده .
ربت سليم فوق كتف أخيه قبل أن يبتعد عنه بهدوء ناظرا ل حمزة : ماتأخذنيش يا حمزة
ابتسم حمزة وضمه بود تاركا مساحة ل دياب الذى أشار برأسه نحو تلك الضمادة ليبتسم سويلم : حاچة بسيطة .
أومأ دياب بصمت وكأنه يقنع نفسه داخليا بهذا .فهو منذ سنوات إعتاد محادثة ذاته واعتادوا منه ذلك فأصبح أمرا مألوفا رؤيته شارد يتطلع لأحدهم .
*****
استلقى محمد وصدره يشتعل غضبا منها وغضبا من نفسه ، لقد حاول كثيرا أن يشعرها بحاجته لها ولكنها تتصنع عدم الملاحظة ، زفر بضيق حين شعر بها تتحرك لتنظر له بحدة وعناد فيقول فورا : والله لو اتحركتى لاطلع عليكى كل اللى جوايا ولا هيهمنى ابنك ولا ابن اخوكى .
تحولت عينيها للصدمة لكنها استسلمت لرغبته فهو للمرة الأولى يرغمها ولا تستبعد أن يضربها فى تلك اللحظة .
تعلقت عينيها بالخواء ؛ أحقا وصلا لتلك الحالة المزرية !!
بعد كل هذه السنوات ؟؟
محمد يرغمها !!!
عاد يتنهد بألم لما ترى أن حياتهما كرجل وامرأة وصلت للنهاية !!
أليس رجلا وله متطلبات !!
هو بالكاد بلغ الخامسة والأربعين  !! لم تحكم عليه بالموت !
اختطفت عينيه نظرة لها وتذكر منذ عدة أيام حين أراد التقرب منها فصدمته بقولها : عيب عليك ابنك بقا اطول منك .
كان يكذب نفسه منذ اشهر لا يريد أن يحصيها ، وصفها بالدلال ، بالتمنع ، لكنه لم يتخيل أنها وصلت لهذا النفور منه .
ما الذى تغير !!
إنها رحمة ، حبيبته الأبية .. انتفض جالسا بغضب أسرى رجفة فى بدنها وقلبه يصرخ ؛ لا ليست حبيبته .
لم تعد كذلك .
هرول مبتعدا عن فراشه الذى يحويها .. بل مبتعدا عنها هى ولا يشعر برغبة في العودة .لقد ظن أنه سيستريح قليلا من احتياجه إن نالها لكنه لم يفعل ولم تزده إلا لهيبا واحتراقا .
تبا لذلك القلب الذى يضنيه ببعدها وقربها أيضا .
****
تأففت هيا بدلال لتلك الطرقات الخفيفة التي تسمعها ، فتحت عينيها بتكاسل لتشعر بوخز فى أنحاء متفرقة من جسمها . تحركت بتثاقل لتجده ممددا ولا يبالى بما حوله.  نظرت له بضيق ؛ كيف أحبت هذا الشخص !!
اتجهت للباب لتنظر لها مروة بسعادة وقد أوشكت على العودة من حيث أتت .
بادلتها ابتسامتها المشرقة رغم ملامحها الناعسة لتتشجع مروة : صباح الخير معلش صحيتك .
هزت هيا رأسها : صباح الفل . لا يا حبيبتي مايهمكيش .
زادت سعادة مروة بتجاوب هيا معها ، لم تقابلها بالبرود الذى يقابلها به شقيقها .
عادت خطوة للخلف وهى تقول : ماما بتقولكم الفطار جاهز .ولو عاوزين تفطروا هنا اجيب لكم الفطار !
تقدمت منها هيا : لا انا جاية معاكى .
تساءلت ببراءة : ومازن ؟؟
حمحمت هيا بحرج : لما يصحى براحته
تعلقت مروة بكفها بطفولة : هو العادى إنه ما يفطرش معانا .
اومأت هيا وكأنها على علم مسبق بما قالت .لقد أصبحت ترى حقيقته القبيحة والتى أخفاها خلف صورته الخلابة التى رسمها لنفسه رغبة في إيقاع الحمقاوات لتكن هى الأكثر حمقا وتبيعه نفسها بأزهد الأثمان .
***
غادر مهران بعد تناول الفطور وهبطت روان بصحبة خالد الذى يحتاج للراحة ، انفرد طايع بنفسه بينما آثرت ليليان أن تتظاهر بالانشغال .
طلب منها إياد أن تظل معه حتى يغفو لشعوره بالنعاس ، تعلم أنه تحت تأثير المهدئ وسيغفو سريعا لذا اتجهت معه لغرفته دون أن يتركه خضر .
استلقى إياد لتجلس بجواره واناملها تدلك جبهته ورأسه ، رفع عينيه لها برجاء : بسمة عاوز انام على صوتك .
نظرت له بحنان : عاوز تسمع إيه ؟
نظر لها لحظات يفكر فى كيفية منحها الفرصة للتعبير عما يعتمل بصدرها ثم ابتسم بنفس نظرتها الحانية رغم اختلاف الملامح : اللى تحبى تقوليه .
نظرت ل خضر الذى يجلس متحمسا ، شردت لحظات قبل أن تشدو .
النفس تشكو ومن يدرى بما فيها
سواك يا خالق الدنيا وباريها .
روحى على الدور طول الليل ساهرة
تأسو الجراح ولا تغفو لياليها
تئن فى طرقات الريح ضارعة . يااارب .يااارب
تئن فى طرقات الريح ضارعة
يارب فاكشف لها نورا يواسيها
يا واهب النفس إيمانا به وضحت
كل الدروب التى تخفى دياجيها
يا غافر الذنب يا رحمن انت معى
تصغى لنبضة قلبى قبل شاديها
يا من منحت حياة الناس حكمتها
من خانه الفهم فليقرأ معانيها
الكون يارحمن بالحب متسق
لم تخلف الشمس ميعادا لحاديها
تسرى الغمائم فوق الأرض ترضعها
فيسطع النفس تسبيحا لمحيها .
نظرت بسمة لملامح إياد التى سكنت لتزداد براءة فابتسمت تلقائيا وتحركت مبتعدة بينما تمدد خضر بجواره دون تفكير واغمض عينيه فورا .
****
جلس دياب يشعر بحرج رغم وجود ولدى عمه برفقته ، تعجب حمزة عدم ظهور والدته فقرر أن يطرق بابها ربما لم تنم جيدا ليلا فغلبتها غفوتها .
وقبل أن يصل للباب فتح عن أبيه بملامح مبهمة ليبتسم له حمزة : صباح الخير يا بابا .
لانت ملامح محمد لصغيره : صباح الخير يا حمزة .
ربت فوق ذراع ولده بفخر ليتراجع حمزة ويسير معه مبتعدا عن الغرفة ، اقترب محمد ورحب ب سليم ودياب الذى ظهر تحفظه ، جلس محمد متسائلا: مالك يا بنى ؟
حمحم دياب بحرج واجاب عنه سليم : بنحاول نقنع سويلم نروح معاه عند عمى طايع وهو مش راضى مصمم يروح لوحده .
نظر محمد ل سويلم الذى قال : لما غلطت كنت لحالى ولازم اصلح غلطى لحالى .
ابتسم محمد بود فهذا الفتى يثير إعجابه دائما ثم عاد بنظره ل دياب : بصراحة معاه حق
اخفض دياب بصره فهو يعلم ذلك ورغم ذلك يريد أن يدعمه يخشى عليه جرح قلبه .
ظهرت رحمة ليلاحظ حمزة تجهم ملامح أبيه وعودتها للغموض مع اقترابها : صباح الخير يا ولاد .
هرول سليم نحو عمته : عمتى !!
دقق حمزة رغما عنه النظر لأبيه وملامحه التى تزداد غموضا وقتامة وعينيه تراقب أمه فشعر بتعجب وآثر الصمت .
غادرت لتعد الفطور وتبعها سليم بود معروف عنه بينما عاد ل سويلم : هتروح امته يا سويلم ؟
نظر سويلم لساعته بحيرة : مش عارف هتصل الأول .
أومأ بتفهم مع ظهور سليم يحمل بعض الأطباق والتى كانت معدة مسبقاً على ما يبدو .
هب محمد واقفا ليتعجب حمزة : بابا مش هتفطر معانا ؟
تظاهر بالانشغال : عندى مشوار ضرورى .
ثم نظر ل دياب : لما ترتاح تعالى لى محل مصر الجديدة مع سليم .
وقف دياب باحترام : حاضر يا عمى .
وغادر محمد أثناء خروجها من المطبخ لينظر لها بغضب تعجبت منه ، من منهما يحق له الغضب !!
اغلق باب المنزل ليمسك هاتفه ويتصل بأخيها وقد عزم أمره بشأنها .
****
اسرع مصطفى نحو سيارته ليوقفه لبيب بصوت حاد : رايح فين يا مصطفى ؟
نظر له مصطفى : انت خابر زين انى رايح فين .
وقف لبيب أمامه : مصطفى بزيداك چنان ، اللى حصل من كام يوم دياب ماهيعديهوش بالساهل .
أشار برأسه بلا إكتراث : أعلى ما فى خيله يركبه . انى واد عمها زيى زيه .
زفر لبيب بضيق : يا واد عمى ربنا يهديك .. عفاف اكبر منيك وعمرها ماهتبص لك .
احتدت نظرات مصطفى : ليه يعنى ؟؟ مش راچل اياك !!
عاد لبيب يزفر : راچل وسيد الرچالة بس حكم عجلك يا مصطفى . دى بت عمك واللى بتعمله ده غلط كبير .
دفن مصطفى كفيه بجيوبه : انى مابعملش حاچة غلط . انى رايدها فى الحلال .
قاطع حوارهما خروج ضاحى من المنزل ليتساءل : بعدكم واجفين ؟
تبادلا النظرات الصامتة ليتساءل : خبر إيه مالكم ؟
أجاب مصطفى مسرعا : ولا حاچة يا بوى ماشيين اهه .
ليقف لبيب بحدة : لاه فى حاچة يا عمى وانت لازم تعرفها
نظر له مصطفى بصدمة بينما لم تردعه تلك النظرات عن متابعة حديثه ليخبر ضاحى ما يحدث دون زيادة أو نقصان ومع كل كلمة يزداد غضب مصطفى الذى لا يخفى على أبيه .
****
اندمجت هيا براحة مع حياة ومروة مما أراح محمود وقرر أن يغادر لتفقد أعماله فيبدو أن الوضع مستقر في المنزل
غادر بالفعل وبعد فترة وصل والدى هيا لتفقدها . استقبلتهم حياة برحابة : اهلا وسهلا نورتونا والله .
ابتسمت سناء بود : نورك يا مدام حياة .
هرولت هيا بإبتسامة واسعة لتهب سناء تضمها وقلبها يتمنى صدق تلك السعادة التى ترسمها لتقول حياة : حبيبتي نادى مازن..
قاطعها عاصم برفض : لا خليه مرتاح ، إحنا هنطمن على هيا ونمشى علطول .
تفهم حياة جيدا موقف عاصم من مازن ولا تلومه عليه لذا لم تصر على وجود مازن بل تحركت للداخل وهى تشير ل مروة : طيب عن اذنكم خمس دقايق بس .
تبعتها مروة بصمت لتجذب سناء ابنتها بقربها وتتساءل فورا عن أحوالها ، بعد ما حدث نتيجة تهورها اعتزمت ألا تخفى عنهما ما يخصها مطلقا ، اخبرتهما عن موقفه وعن حديثه عن ابنة عمه واخبرتهما أنه لا يعتزم إقامة حياة زوجية.
استمع عاصم حديث ابنته بصمت قبل أن يقول : انا كنت متوقع ده لكن انت اصريتى إنه بيحبك . صدقتينى ؟
تساءل معاتبا لتنكس رأسها بخزى فتقاطعه زوجته : خلاص يا عاصم كلنا بنغلط وانا واثقة إن بنتنا اتعلمت من غلطها .
أسرعت هيا تؤكد : ايوه يا بابا انا اتعلمت ومن هنا ورايح هكون بنتك اللى تفتخر بيها بس ارجوك سامحنى
نظر لها عاصم بحزن : نخلص من الحكاية دى خالص يا هيا ..كلها كام شهر وترتاحى وإن كان على ابنك ماتخافيش عليه انا بس ماحبتش نصلح غلط بغلط اكبر ، كده ابنك يشيل اسم ابوه واحنا مش عاوزين منه حاجة تانى غير إنه يبعد عن حياتك .
أسندت رأسها لصدر أبيها فلم يرفض قربها بل أحاطها بذراع واحد داعما لها رغم ما اقترفت بحقه وحق نفسها ليزيد لومها لنفسها واحتقارها ل مازن .
****
استمع ضاحى لابن أخيه بتركيز قبل أن ينظر لولده ويفهم جيدا أنه فى قمة غضبه لذا تحكم هو فى غضبه وفى تعابير وجهه أيضا ليقول : وماله لو رايدها اطلبهالك .
تهلل وجه مصطفى وتعجب لبيب لكنه آثر الصمت ليتابع ضاحى : بس تفتكر ترضى بيك وانت بعدك بتدرس ؟
اسرع مصطفى : وفيها ايه سويلم خطب وهو بيدرس
ابتسم ضاحى : لاه سويلم حاچة تانية . بت عمه ريداه كيه ما هو رايدها . لكن انت ماخبرينش عاد رأيها هيبجى إيه ؟
ساد الصمت وبدأت الراحة تظهر على ملامح لبيب وهو يرى كياسة عمه فى تطويع تهور مصطفى بينما يتابع ضاحى : خلص كليتك ولو ليكم نصيب يبجى يوم المنى ، ماهنلاجوش احسن منيها .
عادت البشاشة لملامح مصطفى : طيب نتكلم بس لاچل تنكتب على أسمى .
صمت ضاحى لحظات يزن أفكاره جيدا ثم قال : لما تخلص السنة نطلبها على شرط لو سمعت انك اتعرضت لها تانى ولا وجفتها فى طريج تانى هيكون حسابك عسير .
تأفف مصطفى لكنه قبل بذلك ليؤيد لبيب ضاحى : عمى وياه حج .
ربت ضاحى فوق كتف مصطفى وتحرك مغادرا وقد هدأ ثورته ببضع كلمات ولجم جموح أفكاره الذى عجز لبيب عنه ليبتسم الأخير براحة وقد استراح صدره من مخاوفه من صدام حتمى بين دياب ومصطفى الذى نظر له بحدة : كنت هخلص عليك النهاردة بس اديك چيت بمصلحة وبوى وافج .
ابتسم لبيب دون أن يعقب وغير مجرى الحديث : طيب هنروح الچامعة ولا ناوى تعيد .
اسرع مصطفى ليستقر خلف المقود بحماس فالنجاح هذا العام باهظ الثمن .
****
توجه سويلم لمنزلها عله ينقذ نفسه من هلاك كاد أن يودى بقلبه بينما توجه سليم ودياب إلى مصر الجديدة لملاقاة محمد كما طلب منهما .
كان محمد يجلس بالمتجر بشرود منذ وصوله ، ليس مرتبطا بأية مواعيد أو ارتباطات بل أراد أن يبتعد عنها قدر استطاعته وبينما هو على وضعه قاطعه صوت ألفه مؤخراً لينظر بطرف عينه فى إتجاه الصوت ليقابله محياها المشرق ، إنها فتاة فى نهاية العقد الثاني كما يظن وإن كان قصر قامتها يمنحها مظهرا طفوليا إلى حد ما ، تعمل بمجال العطارة أيضا وتأتى لمتجره للتزود بالبضائع الجيدة ، تحدثت إليه في احدى زياراتها الأولى التى أتت فيها للتعامل لتطلب منه تخفيض الأسعار قليلا ، لن ينكر أن أول ما لفت نظره لها هو عزيمتها وقوة شخصيتها لكن فيما بعد أصبحت تخصه بنظرات شغوفة تمكنت من طرق أبواب قلبه الذى أراد أن يحصنه بعشقه لزوجته لتتخلى هى عنه وتتركه فريسة سهلة أمام تلك النظرات التى تحيى رجولة تريد هى قتلها .

زفر محمد بضيق واشاح بعينيه بعيدا عنها فيكفيه ما هو فيه من صراع داخلى ، لقد طلب رفيع منه التريث حتى يصل إليه ربما تمكن من إنقاذ حياة شقيقته الزوجية التى كما يبدو تتداعى وتساعد هى فى التسريع بانهيارها .
أنقذه من حصارها وصول سليم ودياب لينشعل معهما بكيانه كاملا .
****
وصل سويلم أمام المنزل ليزفر بقلق ويتلفت حوله بتوتر قبل أن يتقدم ببطئ للداخل . وقف بالدور الأول وطرق الباب ليفتح له خالد بعد قليل ، تعلقت به عينا سويلم ليتجه للخارج ويغلق الباب : كلهم مستنينا فوق .
مسد سويلم صدره الذى يترنح بين أضلعه ذبيحه منذ الأمس وحاول إلتقاط أنفاسه بهدوء قبل أن يلحق خالد الذى اعتلى الدرج بخفة .
فتحت ليليان الباب وقد هدأت مخاوفها المزعومة بعد أن شرح لها طايع حالة سويلم ، نظرت له بلوم ليخفض عينيه خجلا .
تقدم خالد وتبعه ليجد طايع ومهران بانتظاره ، لم يقو على مواجهة نظرات اللوم من الجميع ليدفعه خالد نحو المقعد : اقعد يا سويلم .
جلس سويلم باحثا فى تجويف حلقه الجاف عن صوته ليحمحم : احممم ، عمى انى چاى النهاردة وعشمان فيكم بعد ربنا
صمت لحظة يستجمع نفسه ثم تابع : انى خابر غلطى واعر بس انى كنت خايف عليها
لم يجبه أحد ليشعر بالحرج ويتابع : والله يا عمى ...
قاطعه مهران بحدة توقعها : الحديت مالوش عازة ..بتنا هى اللى هتحكم وحكمها نافذ على رجبتك .
رغم الحدة التى يتحدث بها مهران إلا أنه أومأ بصمت موافقا عليها لينظر طايع لزوجته التى اتجهت للداخل .
سمع حفيف عباءتها يداعب الأرضية ليغمض عينيه فيجبرهما على إلتزام الحد الأقصى من التعقل بحضور أبيها وعمها الذى يتأهب لقتله بلا تردد .
تقدمت بسمة وأمها تمسك كفها بدعم حتى جلست بين أبيها وعمها ، فتح عينيه بلهفة ونظر نحوها ليرى وجهها الذى نقشت قسماته فى شرايين بدنه كافة ، رفعت عينيها لتنقطع أنفاسه وانفاسها ، نظرت لتلك الضمادة الطبية التى تحيط برأسه محتضنه جبينه كاملا فيطل الفزع متواريا خلف اهدابها .
نهره مهران بنفس الحدة : وبعدهالك .
انتبه للهفته التى تصرخ بعينيه ليخفضهما فورا ويقول : يا بت عمى أنى چاى النهاردة اطلب منك تنسى اللى چرى منى عشية . انى كنت غلطان ومافاهمش زين .. كنت خايف اميل بختك وياى واحرمك تكونى ام .
قاطعته بسمة بهدوء : هاحكى لك حكاية ..
نظر لها الجميع بتعجب فليس الوقت مناسبا للقصص والحكاوى لكنها لم تلتفت لأحد وتابعت : زمان ايام سيدنا موسى عليه السلام في سيدة راحت له وطلبت منه يدعى ربنا يرزقها الولد ، فلما دعى ليها سيدنا موسى ربنا سبحانه قاله " انى كتبتها عقيم " طبعا سيدنا موسى قالها كده فمشيت وبعد سنة رجعت تطلب منه نفس الدعوة وربنا أخبره نفس الإجابة وبردوا هى سكتت ومشيت ، بعد سنة كمان شافها سيدنا موسى شايلة ولد نده عليها وسألها ده ابن مين ؟ قالت له إنه ابنها .. تعجب سيدنا موسى وسأل ربنا سبحانه كيف اصبح لها ولد وقد كتبتها عقيم ؟ فقال له ربنا سبحانه " كلما قلت كتبتها عقيم كانت تقول يا رحيم فغلبت رحمتى قدرتى "
جالت عينيه بملامحها مستغلا لحظة انشغال الجميع بحديثها بينما تابعت : ربنا سبحانه وتعالى قال فى كتابه الكريم " يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما " يعنى قبل اى حاجة ده هبة من ربنا لو من نصيبك هتكون لك  .
نظر له الجميع ليقول : خابر يا بت عمى .. بس الوچع واعر وانت ماذنبكيش تتعذبى وياى
تساءلت بحدة : ولو اتجوزت واحد غيرك تضمن لى انى ابقى ام ؟
استنفرت حواسه كافه وصرخ قلبه رفضا ؛ كيف لمجرد الفكرة أن تكون بهذا الكم من الألم !!؟
كيف تمكن من التخلى عنها بالأمس ؟؟!
لقد حكم على نفسه بالموت .
شعر الجميع بثورة أنفاسه الغاضبة ليتحدث طايع اخيرا بعد صمت طويل : وانت عاوز ايه دلوك ؟
نظر له سويلم : عاوز بت عمى ترجع تلبس دبلتى واوعدك يا عمى احافظ عليها بروحى .
قاطعه مهران مجددا : وعدت جبل سابج وماكنتش كد كلمتك .
تحولت عينيه لعينى مهران لينظر كل منهما للآخر بتحدى ، بدل خالد نظراته بينهما وتأكد أن الوضع على وشك الإنفجار . أبيه لم يسامح سويلم رغم إحاطته بظروفه والاخير لن يتخلى عن فرصته ، نظر ل طايع يرجوه التدخل بينما يبدو أن طايع لم يحدد موقفه بعد
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السادس من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة