-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى - الفصل الثانى والعشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثانى والعشرون من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى. 

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل الثانى والعشرون

اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى
رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى


تابع أيضا: قصص رومانسية

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل الثانى والعشرون

كان ريان أول من وصل للصعيد لتسرع سما بتنفيذ ما انتوته وتغيب النساء جميعا اللائى توجهن لمنزل عائلة ابو العز ، لم يجد ريان حرجا فى مشاركة الرجال أعمالهم اليومية واستعدادات الليلة حتى ولديه اندمجا بسرعة مع شباب العائلة .
حين لمح تاج سويلم مقبلا عليهم تأكد أن وصول عمته وشيكا فهو مقبل لاستقبال بسمة لا محال .
اتجه نحوه مرحبا : نورتوا النچع يا مصاروة .
ابتسم تريم بينما عقد حاجبيه : تجصد مين بالمصاروة لا تكون روسى ولا امريكاوى ؟
ضحك سويلم وهو يضمه مشاغبا : لاه صعيدى يا واد عمى
همس تاج بخبث : بنت عمتى على وصول ولا إيه ؟
أبعده سويلم بحدة : مالاكش صالح .
تساءل لبيب : العريس ماچاش ليه يا سويلم ؟
ابتسم سويلم : انت خابر دياب زين هيستحى ياچى لحاله ، ساعة إكده ونروح نچيبه يكون خلص لبس .
ظل الشباب يتشاكسون قليلا بينما لزم مصطفى الصمت التام ، لم يشارك في الحديث أو العمل واكتفى بالجلوس مستظلا بشجرة عتيقة وكان هذا وحده كافيا لإثارة مخاوف لبيب وترقبه أيضا .
مر ربع ساعة تقريبا قبل أن تتوقف سيارة مهران لينظر لها سويلم بغيظ : ليلتك مش فايتة يا خالد
التفت له لبيب بدهشة : خالد !! ليه حوصل إيه ؟؟
لم يجبه سويلم بل هرول تجاه السيارة التى ترجل عنها الجميع ، ابتسمت لرؤيته لكن سرعان ما ذابت بسمتها وهى ترى الغضب محتلا ملامحه و المنصب بكيانه تجاه خالد .
ضحك خالد ودار حول السيارة : الحق عليا خايف عليك من الخضة !!
لينهره سويلم : انكتم اخرتك على يدى النهاردة .
تعجب الجميع ليهرول نحو أبيه : الحجنى يا بوى واد اخوك هيجتلنى .
نظر مهران ل روان التى كتمت ضحكتها فهذا الفتى مثلها تماما يحسن استغلال لهجة أجداده لكنه رفض فورا : ماليش صالح بيكم
ثم نظر ل لبيب : بوك فين يا لبيب ؟ بينا يا طايع بلا شغل صغار
تبعت روان زوجها بصمت نحو الداخل ليرفع سويلم ذراعيه : منى ليك بجا .
وبدأ خالد يهرول ضاحكا وهو يلحقه حول السيارة ، شعرت بالغضب لتجاهله لوصولها ، إنه لم يلق التحية وكأنها هواء ، تلفتت لتجد إياد بصحبة تريم وخضر يتابعون بضحك لتقرر التدخل بينهما .
وقفت أمام سويلم الذى توقف فجأة حتى كاد يصطدم بها لتتساءل : جرى إيه يا سويلم هو عملك ايه ؟
أخرج هاتفه بغضب : عاوزة تعرفى عملى ايه !! اتفضلى شوفى
وجدت صورتها وهى نائمة وكتب أسفلها : هتتجوز مصاصة دماء بتنام وعنيها مفتحة
مع الكثير من الوجوه الضاحكة لتشهق بصدمة مشيرة لصدرها : انا مصاصة دماء !! اقتله يا سويلم
ليعود خالد للهرولة وسويلم لملاحقته بينما اتجهت للداخل وحدها تبحث عن الفتيات متجاهلة استغاثات خالد المزيفة ، لم تطل المطاردة فقد أسقط خالد نفسه طواعية بين يدى سويلم الذى لكمه غضبا ليصيح خالد : حلمك يا عم بإيدك المرزبة دى .
كاد أن يلكمه أخرى لكن قيده تاج الذى تساءل : هى عمتى ونسمة فين ؟؟
فرك خالد موضع لكمة سويلم ليقول : ماجوش يا سيدى وبسمة طول السكة يا نايمة يا أيدها على خدها وحالتها حالة
ثم نظر ل سويلم : قلت افرفشها شوية بغيرة القفل ده .
شعر سويلم بالحرج فهو محيط تماما بمقدار بسمة ل خالد لكن غيرته الشديدة تقوده بلا تفكير ، هو لم يغضب لوصفها بمصاصة دماء بقدر غضبه لإلتقاط خالد صورة لها ، كان خالد مدرك تماما لما يجول بخاطره فمد كفه بهاتفه : اتفضل يا سيدى امسحها
ابتسم سويلم ليقول محذرا : وتبقى تخلى ايدك جمبك وتشغل مخك ده شوية
*******
كان على نساء العائلتين التنقل عدة مرات وكان هذا وحده كفيلا بإتلاف أعصاب رفيع بشكل كامل ، كما أن غيابها له تأثيرا سلبيا يزيد من غضبه غير المبرر  للصغار .
هبط للدور السفى وهو يصيح : سويلم ، سليم ، يا دياب
هرول دياب مغادرا الغرفة واقبل سليم من خارج المنزل ليقفا أمامه فيتساءل : فين سويلم ؟
حمحم دياب : راح دار عمى هيبة
ليفتح طريقا ممهدا لغضب عمه المكبوت والذى أوجد غياب سويلم متنفسه ليصب حممه الملتهبة .
لم يفهم ايهما ما يحدث فقط ظل رفيع يصيح حتى قاطعه دخول رحمة متسائلة بفزع : خبر إيه يا خوى ؟
هرول دياب نحوها مستغيثا من غضب عمه : حمد الله على السلامة يا عمة
ضمها هامسا : غيتينا يا عمة .
ضمته بحنان : مبارك يا دياب ربنا يتمم بخير .
استقبل سليم حمزة ومحمد الذى قال : استحملوا ابوكم النهاردة هو أعصابه تعبانة .
تمتم سليم : تعبانة إيه ده مفيش اعصاب خالص .
ثم أشار ل زينة وحمزة : تعالى يا حمزة نوصل زينة للبنات مش ناقصة جنان سيلين .
كانت اخر كلماته همسا ليبتسم حمزة : طيب نسلم على خالى .
كان على رحمة زيارة العروس أيضا لذا اتخذ دياب منها ملاذا للهرب من غضب عمه ليبقى محمد مع رفيع الذى توغر صدره تجاهه اثر زواجه رغم اعترافه بتقصير شقيقته .
لم يحاول محمد فتح أمر زواجه مع رفيع فهو لا يعتقد أن الأمر هام له من الأساس فمكث معه فترة وجيزة واستأذن ليلاقى طايع الذى علم بحضوره المسبق .
*****
حل المساء وكما تقضى التقاليد والأعراف أن يعقد قران الأكبر عمرا اولا فكان ل دياب السبق وكان على الجميع التوجه لمنزل ابو العز اولا تم عقد القران على مشهد من كبراء الصعيد وكان لغياب منصور اثر واضح على البعض فهو يوهم الجميع بمكانته الزائفة فى صدارة العائلة .
ثم كان على الجميع العودة لمنزل زناتى ونظرا لصغر المسافة كانت العودة سيرا على الأقدام وتصحب الجميع فرقة المزمار وتتراقص الخيول العربية أمام الحشد ويتبارى شباب العائلتين فى الرقص .
وصل الحشد لمنزل زناتى ليتم عقد قران هاشم ثم يعلن عقد قران سويلم وتبدأ الاحتفالات الصاخبة التى لا تكون بلا رقص العصى .
أكد رفيع على زوجته أن تشدد على سويلم بعدم رقص العصى نهائيا فهو يرتعب من مجرد الفكرة ويكفيه مراقبة أبناء عمومته وفزع قلبه مع كل طلق صوتى يطلقه أحدهم تعبيرا عن السعادة .
جلست بسمة بمنزل زناتى هى وعفاف وبدأ النساء يحتفلن ، دارت عينيها هنا وهناك لا تصدق أنها وحدها دون أمها وشقيقتها ، رغم أن روان نبهت الفتيات لعدم إشعارها بالوحدة وقد اجتهدن لذلك إلا أنها تشعر بالوحدة .
وفى منزل ابو العز اجتمعت نساء العائلة خاصة بعد توجه الرجال لعقد قران هاشم وكان إحتفالا حماسيا تشهده همت للمرة الأولى بحياتها ورغم عجزها عن المشاركة به بشكل كامل إلا أنها كانت سعيدة للغاية فلم تشعر بغياب أمها أثناء عقد قران هاشم.
لم ير اى من هاشم أو دياب عروسه تلك الليلة فالزفاف فى الليلة التالية بكل الأحوال لذا انقضت الليلة بحلوها ومرها سريعة على البعض وبطيئة على البعض الأخر .
*****
صحب الشباب نساء العائلة اولا لمنازلهن أما الرجال فطال سهرهم قليلا ، حبذت جميع الفتيات المبيت بمنزل زناتى الذى ترك لهن المنزل وأوى إلى غرفة مستقلة للضيوف تجاور المنزل ، وقد ترك رفيع حراسة حول المنزل لكنه لم يترك مخاوفه .
اخيرا عاد هيبة وإخوته يصحبهم مهران وطايع وريان بينما اتجه محمد بصحبة رفيع إلى منزله ، سارا صامتين حتى دق هاتف محمد ليبتسم وقبل أن ينظر إليه قال رفيع : اكيد رحمة بتستعچلك .
ضحك محمد واهمل الرد على الهاتف ليقول : هههه رحمة .
هز رأسه اسفا واجاب هاتفه وعينيه مسلطة على رفيع : السلام عليكم ، ازيك يا وفية ؟
استشاط رفيع غضبا وحث خطاه بينما أخبرها محمد أنه فى طريق العودة وسيهاتفها لاحقا ثم لحق به ، استوقفه مناديا اسمه ليضطر رفيع لانتظاره حتى وقف أمامه ليقول : عارف إنك زعلان رغم إن صاحبة الشأن مش زعلانة عارف مش زعلانة ليه !! لأنى مش فارق معاها
أشار نحو صدره بحدة : انا مش فارق مع اختك يا رفيع لو روحت دلوقتى ولا ماروحتش خالص مش هتتصل ولا تهتم ويمكن تنام وماتاخدش بالها انى مارجعتش عارف المشكلة في إيه !! انى حبيت رحمة وهى خدتنى زوج ليه دور في حياتها دور شرفى مش محورى ، بلاش يا رفيع تحط علاقتى برحمة بنا علشان مانخسرش بعض .
وترك رفيع مع صدمته وانطلق نحو المنزل ثم إلى غرفتها رأسا فهو يثق أنها لا تبالى إن عاد أو لم يفعل ، كانت مستيقظة لدى عودته فقد أخرتها رنوة متعمدة فى حديث عن إعدادات الغد وما عليهما القيام به ، لم تشعرا بعودة محمد الذى ظل فى غرفتها حتى ارسلها رفيع إليه بإقتضاب .
دخلت لتجده قد بدل ملابسه وتسطح بالفراش ، اتجهت فورا إلى الأريكة وتسطحت عليها ليقول بلهجة جافة : رحمة تعالى نامى جمبى .
لم تعره اهتماما ليعيدها بحدة اكبر لتعتدل جالسة وتنظر له : انت هتستغل إننا في دار اخوى ؟؟
ابتسم بتهكم : هو انا استغليتك وانا فى اشد شوقى ليكى علشان استغلك  دلوقتى ؟؟
صدمت واحتقن وجهها غضبا لتصريحه بعدم رغبته فيها بينما نظر لصدمتها ساخرا يال غرور الأنثى !!!
أتظن بعد كل ما فعلت أنه يرغبها !!
كيف لهذا الغرور أن يكون خادعا لتلك الدرجة !!!
تأهبت للرد لكنه لم يمهلها لمهاجمته ، اعتدل جالسا وبلحظة وقف أمامها ، انحنى متطلعا لعينيها مباشرة : انا بس بفكرك انك مش عاوزانى ودى حاجة مش جديدة عليكى .
سحبها من كفها حتى كاد يسقطها ليقف أمام المرآة وهى ملتصقة به مرغمة ليقول : بصى لنفسك كده ؟؟ فاكرة زمان كنت بترفضى تجيبى شغالة وانا كنت بوهم نفسى إنك غيرانة عليا .
رفع كفه ليقبض على فكها : فاكرة يا رحمة اول ما اتجوزنا ؟؟ فاكرة كنت بحبك ازاى ؟؟
تمتمت بدهشة : كنت !!
أبعدها عنه بغلظة : ايوه كنت ، الحب زى الزرعة تموت من قلة المية وانت موتينى عطش ، موتينى إهمال ، موتينى الف مرة وانا كنت برجع احايلك ، كنت بتمنى عليا بحبك يا رحمة ودلوقتي مصدقة انى ظلمتك مش كده ؟؟
اقترب ليقبض على ذراعيها ويهزها بعنف : انت مصدقة نفسك زى ما طول عمرك كنت مصدقة انك انت صح .. انت رحمة من غير ذرة رحمة .. قلبك ده من إيه قوليلى ؟؟
أبعدها مجددا وابتسم بتهكم : ماتخافيش مش هستغل وجودى فى دار اخوكى ولا هستغلك إذا كنت شايفة حقى فيكى استغلال وعلشان تتأكدى انا مش هبات هنا من أصله .
حمل هاتفه ومفاتيح سيارته ليغادر دون أن تحاول إيقافه .
******
تأخر الوقت ونسمة لم تعد بعد ، تأكل القلق قلب أمها التى هاتفتها عشرات المرات دون إجابة لتمسك هاتفها وتطلب الرقم مجددا ، طال انتظارها وقبل إنقطاع الرنين أتاها صوت ابنتها : نعم يا ماما !!
تلهفت ليليان : نسمة .. نسمة حبيبتي انت كويسة ؟؟ انت فين ؟ ماجتيش ليه لحد دلوقتي ؟ حصلك حاجة اتكلمى ؟
أجابت نسمة بهدوء : ماما أهدى انا كويسة جدا ومع بسول ماتقلقيش
تعجبت ليليان : مع بسول !! مع بسول بتعملى إيه لحد دلوقتي ؟
همست نسمة لتسمعها بالكاد : مش انت قولتى لى امشى امورى وافتح مخى ومش هلاقى زيه !!
شهقت ليليان بفزع : انا قلتلك كده علشان تفردى وشك معاه لما يكلمك مش علشان تسهرى معاه لنص الليل .. انت اتجننتى رسمى ! عاوز...
قاطعتها نسمة بنبرة أعلى : ماتقلقيش يا ماما بسول هيوصلنى لحد البيت وهيخلى باله منى . باى
وأنهت المكالمة دون أن تمنحها فرصة للرد مرة أخرى بينما اقترب منها بسول والذى دخل الغرفة يحمل كوبين من العصير ليقول : ماتريحينى وباتى معايا النهاردة .. انا هعرف اقنعك
ابتسمت وهى تعيد ارتداء حجابها : لا يا بيبى قلت لك عجل الفرح غير كده انت حر استحمل .
هزت كتفيها ببساطة ليضع الاكواب جانبا ويقترب منها مجددا ، غمرها بقوة راجيا : طيب علشان خاطرى كمان نص ساعة
دارت لتواجهه : بقيت طماع يا بسول بس انا ماقدرش ازعلك .
*****
غادر محمد ولم يكن له ملجئا اخر ، توجه نحو سيارته ليفتحها ، اغلقها وهوت رأسه فوق المقود بغضب ، رغم علمها أنه المكان الوحيد له لم تحاول أن تستوقفه .
غرق في صمته قبل أن يعلن هاتفه عن استلام رسالة ، نظر له ليجدها من وفية وقد أرسلت له وجها مبتسما وتتمنى له ليلة سعيدة .
ابتسم بتهكم مجددا ثم قرر أن يهاتفها ، حاول أن يبدو طبيعيا بينما تساءلت أكثر من مرة إن كان بخير وليجيد حبك صورته الجيدة أنهى المحادثة بعد فترة قصيرة ليظل قابعا فى سيارته حتى غلبه النوم  .
لم يشعر أحد بغيابه وهذا ما توقعه تماما ، كما أن تظليل الأشجار للسيارة حجب رؤية رفيع له في صلاة الفجر بمساعدة الظلام ليظل محمد فى غفوته تلك حتى أيقظته أضواء النهار .
*****
تجمع رفيع مع زوجته وشقيقته والشباب فقط صباحا لتناول الفطور الذى أعدته رنوة .
تعجب رفيع غياب محمد ونظر لأخته التى بدأت بالفعل تناول الطعام ليتساءل : چوزك فين يا رحمة ؟؟
غصت رحمة وتلفتت حولها بحرج لتزداد دهشة رفيع وتنصب عليها نظرات الجميع لتتفوه بخفوت : ماخبراش
ماخبراش !!!
أعادها رفيع بصدمة حقيقة ليتنحنح سويلم بحرج ناظرا لأخيه : سليم جوم بينا ورانا شغل كتير
نهض سليم بصمت رغم أنه لم يمس الطعام كذلك دياب الذى قال : خدونى معاكم ناجصنى شوية طلبات .
غادر ثلاثتهم دون إعتراض أحد بينما ظل حمزة ليأخذ دوره في دعم أمه كالعادة والتى بدأت دفاعها عن نفسها دون أن تنظر لأخيها : هو خرچ عشية وماعاودش .
حتى هذه اللحظة لم يتحكم رفيع في صدمته ليظل ناظرا لها متجهم الوجه معبرا عن دهشته بقوله : چوزك ماعاودش وانت جاعدة تاكلى كنه مالوش عازة عنديكى !!
قاطعه حمزة : يا خالى الموضوع مش كده ..
نهره رفيع بحدة : انت تسكت خالص .. لما الحديت يبجى عن اللى بين امك وابوك تسكت .
ضرب الطاولة بحدة صائحا : وتجوم من إهنه كمان
ربتت رنوة فوق قبضته المزمومة ليسحبها فورا معلنا عن فقدانه كامل سيطرته ، نظرت رنوة ل حمزة وحاولت تهدئة الأوضاع بقولها : حمزة انا عاوزة اروح عند خالك زناتى والولاد كلهم خرجوا تعالى انت وصلنى .
ونهضت من فورها متجهة للخارج بينما عينى حمزة معلقة ب رفيع الذى أشار له : جوم حصل مرت خالك .
كان رده حازما برفض اى تدخل مهما كانت أهمية الطرف المتدخل له لذا نهض حمزة مجبرا أمام غضب خاله ليتجه للخارج .
نظرت رحمة ل رفيع وقد خلا المكان من الجميع ، رأت نيران غضبه والتى لن تصمد أمامها  ، أشاحت وجهها بعيدا عنه لكنه نهض عن مكانه ليتجه نحوها قائلا : كنت خايف عليكى لما عرفت إن محمد اتچوز وعاركت ولدى لأچل دارى عليا .. كنت فاكر إنك موچوعة عليه ونفسى ارچعه ليكى ولبيته .. لكن انت ماريداش رچوعه ليكى وبتبعديه أكتر .
جلس أمامها ليتابع : ليه يا رحمة !! عمل فيكى إيه ؟؟
نظرت له رحمة بحدة  لتقول : عاوزنى اعمل ايه يا رفيع ؟؟ انى كبرت لاجيت امى بتعمل كل حاچة وبوى ولا كننا ولاده .. كبرت على انى لازمن اشيل الحمل كيه ما امى شالت .. كبرت على إن الراچل فى البيت عايش لحاچة واحدة بس
اهتز رفيع من صراحتها التى قاربت حد الوقاحة بينما تابعت: وانى مارايداش الحاچة دى .. هو وكل ولا شرب هتغصبونى عليه ؟
حاول التحكم بغضبه ليقول : امك شالت غصب عنيها .. لو لجت راچل يشيل عنيها الوچع والهم والمرار ماكانتش شالت لو لجت راچل يطبطب عليها كانت ارتاحت
انتفض غضبا لأمه متابعا : امك اتچوزت غصب عنيها بس بوى حبها ، تعرفى حبها ليه ؟؟ عمرها ما صغرته ولا هانته .لما وجع هى اللى شالته على رأسها بوكى غصب عنيه حبها 
هزت رأسها وابتسمت بتهكم : حبها !!
نظر لها بحدة : بلاش تحطى امك سبب تحللى بيه لنفسك اللى عملتيه . لا انت عشت عيشتها ولا تجدرى من أصله .
اتجه للخارج فالحديث مع شقيقته لن يصل بهما لنهاية مستحسنة ، أبعد كل أخطائها تريد أن تحمل أمها وزر تلك الأخطاء !!
وهل فرض أحدهم عليها أن تحيا كأمها !!
أن تتحمل كأمها !!
حتى امها لم تفعل .
*****
سار محمد مستمتعا بدفء الشمس الصباحى ، يتفقد هاتفه برتابة منتظرا وقتا ملائما ليهاتفها ، لكم يشعر بالحنين إليها !!
شعر بالبرد الشديد الليلة الماضية رغم أنه لم يكن يحتوى دفئها كل ليلة لكنه حين شعر ببعدها دبت البرودة أنصالها الحادة ليرتجف قلبه لها دون مقاومة .
نظر في الهاتف مجددا ، إنها التاسعة صباحا ، اسرع يلمس شاشة الهاتف ويرفعه بلهفة منتظرا صوتها .
لحظات لم تطل وجاءت لهفتها الواضحة مع نبرات صوتها المتراقصة فرحا ليقول بلا تردد : وحشتينى
لحظة صمت قبل أن تتساءل بلهفة : وحشتك !! بجد يا محمد وحشتك ؟؟
ربما كان قلبه متألم بالفعل لكن الألم اسرى رجفة انتفض لها بدنه كاملا ليقول بلهفة : للدرجة دى انا مقصر في حقك ؟؟
نفت مسرعة وهى تدافع عنه : لا مش قصدي .. ماتزعلش منى يا محمد
توقفت خطواته ونظر أرضا : تعرفى انى فى اللحظة دى فى اشد احتياجى ليكى  !!
لتتساءل فورا : مالك يا محمد ؟؟
تنهد محمد زافرا عمره مع أنفاسه المتألمة : محتاجك اوى يا وفية .
وقبل أن يتابع بوحه جاء صوت ريان ليوقفه فيقول : وفية ابن خالى بينادى عليا هكلمك بعدين .
أنهى المحادثة وهو يرسم ابتسامة باهتة رغم جهاده لتبدو طبيعية ، اقترب ريان منه مسرعا : السلام عليكم ، ازيك يا محمد ؟ بتعمل ايه بدرى كده ؟
صافحه محمد : الحمدلله بخير .. ابدا بتمشى فى الشمس
ابتسم ريان ببشاشته المعهودة وهو يحيط كتفيه بذراعه : لا يا بن عمتى انت مهموم وانا معنديش مانع اشيل همك .
نظر له محمد بحزن عميق : تفتكر يا ريان ؟
ربت ريان فوق كتفه : افتكر طبعا حتى لو مش هتكلم هفضل جمبك .
سار محمد خطوات مصاحبا ل ريان الذى قال : إيه رأيك تقضى النهاردة معايا عند نسايبى انا حاسس إنك مضغوط خليك بعيد عن ام حمزة احسن .
تأتى رحمة الله دائما لتنقذه ، ولأول لحظة منذ البارحة يشعر ببعض الراحة ويبتسم ابتسامة حقيقية : موافق طبعا .
ليصحب ريان إلى منزل هيبة حيث مرحب بالجميع ، مرت ساعة كاملة قبل أن يتمكن من مهاتفتها مجددا وكم شعر بأهميته كرجل تحيا امرأة لأجله وتشعر بالقلق بشأنه وتدعو الله له .
****
اقتربت الظهيرة ليقترب من البيت متلصصا يتلفت حوله بريبة ، رأى تجمع الفتيات لتزداد حركته خفة ويقترب من تجمعهن وقبل أن يكون بمأمن من العيون جاء صوت مريم معلنا ضبطه متلبسا : انت لسه بتتسحب يا سويلم ؟
نظرن جميعا تجاه صوتها ليجدنه مغمض العينين وشفتيه تتحركان بغضب ، فتح عينيه ينظر لها بحدة : كيفك يا بت عمى ؟
وفى جرأة لم تحدث مطلقا اخترق دائرة الفتيات بحزم وبلا تردد : لاه مابتسحبش انا چاى اخد مرتى .. عندك مانع ؟
نظرت له بسمة بدهشة : سويلم بتقول ايه !!
أمسك كفها فورا : بجول جومى بينا من لمة الحريم دى .
بدأت الضحكات تنفلت وهو يجذبها وهى تتمنع برقة : سويلم كده ماينفعش انا والبنات هنروح المركز بعد شوية .
لم يتوقف ولم ينظر خلفه : يروحوا لحالهم .
ابتعدا ليزيد جذبها فتسير بمحاذاته بخجل : ينفع كده ؟
ضحك سويلم : تصدجى البت مريم دى اول مرة تعمل حاچة صح ! انى كنت هطلع لك شوية واعاود .
تخللت أنامله تضم أناملها : كده احسن
بقدر ما شعرت بالخجل من نظرات وغمزات الفتيات بقدر ما شعرت بالحماسة وانتشى قلبها فرحا فهى تعيش هذه المشاعر المتدفقة للمرة الأولى بعد أن حلمت بها طويلا .
أما سويلم فلم يهتم لأى من أحداث اليوم الذى بدأ بداية غير جيدة فقد تغيرت الاحداث لصالحه ومع انشغال الجميع أمكنه قضاء اغلب النهار بصحبتها مما أثر عليها إيجابيا وانساها شعورها بالوحدة وألم قلبها لتخلى أمها وشقيقتها عنها هو لم ينزع عنها الألم بل غلف جروحها بسكينة لا تنبع إلا من بين ثناياه .
******
مر النهار سريعا دون أن يتمكن رفيع من الانفراد ب محمد رغم رغبته الشديدة في ذلك .
بدأ الاحتفال منذ عصر اليوم بتجمع أهالى كل عائلة بمنزل العروس التى ستغادر مع حلول الليل .
اجتمعت النساء حول عفاف للاحتفال فى انتظار وصول زوجها ، ولم يطل الانتظار فلا أحد يدرى لم وصل الركب باكرا لنقل العروس لكن صحبها الجميع بكل الأحوال .
فى منزل هاشم اجتمعت النسوة أيضا لاستقبالها على رأسهم سليمة والدته والتى دعست قلبها لتتمكن من دخول هذا المنزل مجددا ، منزلها الذى كرهته ، منزلها الذى عاشت فيه قهرا ، منزلها الذى عانت فيه صمتا .
كم تتمنى أن يكون حظ ابنها مع هذا البيت غير حظها معه !!
وقفت بالباب وخلفها العديد من نساء العائلة بينما وقف هاشم أمام الباب الخارجى منتظرا موكب عروسه المميز فكما أخبره والدها تريد زفافا تقليديا تماما تحيى فيه كل تقاليد النجع التى طمرت مع الأيام ، فلا سيارات مسرعة ، ولا موسيقى صاخبة .
ابتسم هاشم لمطالعة الهودج المقبل من بعيد ليتذكر رد فعله حين أرسل إليه زناتى
عودة للوراء ...
دخل هاشم لتلك الحجرة الملاصقة لمنزل زناتى منذ اسبوع مضى ليجد الأخير بانتظاره ويقف فورا مرحبا به : اهلا يا ولدى . اتفضل
جلس هاشم وهو غير مدرك لسبب حضوره ليتساءل بترقب : خير يا عمى حضرتك طلبتنى وانا تحت امرك .
ابتسم زناتى  رابتا فوق كتفه : الأمر لله يا ولدى . هى عفاف بتى ليها طلب فى عرسها .
تدخلت نسمات الراحة ليتنفس صدره متسائلا : وماله يا عمى كل طلباتها مچابة إن شاء الله .
ضحك زناتى متابعا : بس طلبها غريب حبتين
زاد فضوله متسائلا : خير يا عمر !!
أجاب زناتى بهدوء : عاوزة تتزف فى هودچ زى العوايد الجديمة ، لا عربيات ولا البتاع اللى بيخربط اللى بتچبوه ده .
حملق هاشم فى وجه زناتى : هودچ . تتزف فى هودچ !!
عاد من ذكرياته متأملا تمايل الهودج برتابة ، لم يكن يتخيل أن الأمر سيكون شيقا لتلك الدرجة فعينيه وقلبه يتسابقان للمحة داخل هذا الكيان المترنح أمامه .
علا صوت المزمار مع قرب الهودج وبدأت الأعيرة الصوتية تنطلق بسخاء من الرجال حوله وما إن هبط الجمل على قائمتيه الاماميتين حتى اقترب منه وقد قرر منحها ليلة تقليدية تماما .
رفع ساتر الهودج لتصفق احداهن بحماس ولم تكن سوى سيلين لتحظى بوكزة من عفاف لتتذمر : حتى وانت عروسة بتضربى !
لم تجبها عفاف التى شهقت حين وجدت نفسها تطفو محاطة بدفئه وهو يسير للأمام بثبات بينما تسارعت الطلقات كزخات المطر .
انكمشت خجلا حتى وجدت قدميها فوق الأرض مجددا وصوته يخترق أذنيها : ديرى بالك علي مرتى يا امى .
تلقتها سليمة بين ذراعيها وقد وصلت زغاريد النساء عنان السماء ليعود أدراجه للاحتفال بصحبة أقرانه وقد تركها برعاية أمه .
******
طلب عمه عدم توجهه لمنزل عروسه قبل أن تعود رنوة من موكب عفاف والذى كان بطيئا بحكم هذا الجمل الذى يتقدمه .
تركت رنوة رحمة بصحبة عفاف وعادت لتستقبل عروس دياب كما طلب منها رفيع بناءا على رغبة دياب نفسه فهو لا يريد لأمه أن تفعل وانقسمت النساء قسمين أيضا حتى الفتيات تبادلن الأدوار فى مباركة الزفافين .
صدحت أبواق السيارات وكانت سما بصحبة دينا منذ عصر اليوم ، انطلقت الأعيرة الصوتية مجددا بينما وقف زيدان أمام المنزل منتظرا وصول دياب بصحبة ولده وحفيديه .
توقفت السيارات فى فناء المنزل ليترجل دياب يصحبه الجميع يتقدمهم رفيع والذى قدمه هيبة تلك الليلة فهو أحق بذلك .
شعر حسين بالزهو ، فلأجل ابنته الغالية جئ بحشد من الرجال ، وقف دياب مرتديا جلبابا كللت رأسه عمامة أتقن لفها بإحكام ، وقف أمام زيدان الذى قال : مبارك يا دياب انت هتاخد روحنا .. روح عيلة ابو العز ونور عيني .
ابتسم دياب للهجة التحذير المبطن بحديث هذا الوقور : فى عينى يا چد ماتخافش عليها .
نظر زيدان لولده الذى تحرك للداخل حيث اجتماع النساء ، مرت دقائق قبل أن يظهر مجددا وقد تعلقت بذراعه بردئها الأبيض وكزه رفيع ليتقدم للأمام بينما ضمها أبيها لدقائق وكأنه يخشى لحظة مفارقتها ، تحركت من بين ذراعى أبيها لذراعى أخيها الأكبر ثم ذراعى أخيها الأصغر وأطالت ضمة جدها الغالى ليتأفف سليم من بين الحضور : هو احنا هناكلها ولا حاجة!!
وكزه لبيب ليتابع : ماطول عمرها معاهم حبكت الاحضان يعنى واحنا نتذنب كده !!
لينهره لبيب مجددا : بوك لو سمعك هيودرك .
بصبر جميل ظل دياب منتظرا توديعها أهلها حتى قدم له جدها كفها بكف مرتعش ليبتسم له مطمئنا ، تحركت معه وهى تتلفت للخلف كل ثانية وقد فقدت أثر أبيها فلم يعد أمامها سوى شقيقيها وجدها ، وصلا لباب السيارة ليقول بهدوء : اتفضلى .
نظرت له وعادت بعينيها لهم حتى اغلق الباب لتتعلق به برجاء وقلب مرتجف .
******
طلبت منها سليمة الصعود للغرفة لتبدأ تتوجس خيفة وتتمسك بكفى رحمة التى ربتت فوق رأسها : ماتخافيش يا بتى انا معاكى .
تحركت عفاف معهما للأعلى حيث أخبرتها رحمة أن عليها انتظار زوجها لا شيء يدعو للخوف .
اصبحت وحدها لتتقدم نحو الشرفة تختلس بعض النظرات لذلك الرجل الذى ارتبطت به ، كان يرقص بالعصى ، يبدو سعيدا مشرق الوجه رغم أنه لا يعرفها ، كما أنه خفيف الحركة رشيق يبدو أن الرقص بالعصى من اهتماماته .
اقترب أحدهم ليهمس بإذنه فتتجه عينيه للأعلى ، لن يراها لإغلاق الشرفة ورغم ذلك شعرت بالخجل من توجه عينيه نحو موضعها .
رأته يحيى الرجال ويتجه للداخل ، إنه فى طريقه إليها إذا .
عادت فورا للأريكة لتجلس بصمت ولم يطل انتظارها له .
دقائق وكان بالغرفة معها يقرأها السلام، لم ترفع رأسها وتنظر له اكتفت بالرد والنظر أرضا .
ظل مكانه وزاد شعورها بالحرج فهى تثق أنه يتطلع لها وإن لم تر عينيه
كان بالفعل يتطلع لها بشغف ، إنها المرة الأولى التي يطالع فيها فتاة بهذه الجرأة ، وهى ليست مجرد فتاة لقد صارت زوجته وحفظ ملامحها المشوشة لاحتجابها خلف تلك الغلالة هو أول ما يرغب في الحصول عليه .
لحظات وتذكر كيف أصبحت تلك الفتاة زوجته ، زواجهما قسريا وليس هذا ما شغله مطلقا .
حين حكم بهذا الزواج لم يكن حكما جائرا له فهو بكل الأحوال لا يعترف سوى بزواج تقليدى ولم يكن من الباحثين عن المشاعر قبل الزواج ، لكنه علم أنها كانت لإبن عمها عروسا منتظرة .
من الشائع في محيطه أن تكون الفتاة لإبن عمها منذ نعومة أظافرها لكن ماذا عنها !!
ماذا عن قلبها !!
هل أراد ابن عمها ذا !!
هل تاقت له وملك قلبها !!
لقد أرادت زفافا تقليديا ، وقد حقق لها ما أرادت ، فهل حاولت بهذا لفت نظره لعدم رغبتها فيه !!
أكانت ترغب بإتباع التقاليد والعادات والزواج من ابن عمها !!
تجهم وجهه رغما عنه وضاق صدره حين وصلت أفكاره لهذه النقطة التي لم يلتفت لها مسبقا وفى لحظات أصبحت أصوات الاحتفال بالخارج مشوشة ففى لحظات تحولت مشاعره للنقيض  تماماً .
*****
لم يشعر دياب برغبة في إنهاء الاحتفال خاصة حين عاد الجميع من زفاف ابنة عمه الذى انتهى باكرا للغاية .
ما الضرورة للتعجيل والاستسلام لافكار تنغص عليه راحته !!
استمر الاحتفال بمنزله الخاص طويلا حتى انهاه رفيع لتأخر الوقت فقد اقترب منه وهمس بإذنه أن يتجه للداخل ويصحب عروسه لغرفته .
زاد الصخب حين وقف بالباب ليبتسم بسعادة لا يفهم مصدرها ، ربما لأنه فقط في حفل زفافه !!
ربما لحماس الجميع !!
لقد جاهد نفسه مذاك اليوم الذى أعلنت فيه رغبتها الزواج من هذا الغريب وتفضيلها له عليه ، جاهد لوضعها في خانة ابنة العم فقط وإهمال تلك الصورة التي طالما تمنى أن يراها فيها ، صورتها بفستان زفافها تزف له ، حتى أنه تعمد عدم رؤيتها الليلة حتى لا تفتن قلبه مجددا .
قلبه الذى يجب أن يكون لغيرها بدءا من هذه الليلة .
دخل من الباب ليزيد صخب النساء أيضا ، لم يرفع عينيه لهن فهو يظن أنها ستتحرك نحوه لكنها لم تفعل .
اقتربت سيلين ولمست ذراعه ليحنى هامته فتقول : جرى إيه يا ابن عمى انت هتفضل واقف كده قرب خد ايد عروستك
نظر لها بتعجب : هى مش هتاچى اهنه ؟
نظرت له بدهشة : تاچى فين يا عم انت ؟ هو فى عروسة بتروح لعريسها ؟ قرب يا دياب ماتجننيش !!
ليهمس دياب بدعابة على غير عادته : لا يا بت عمى انت مچنونة چاهزة .
لتكون شهقتها اخر ما وصل لمسامعه قبل أن يتجاوزها نحو تجمع النساء ليمهد طريقه إليها بسلاسة ويسر وفى دقيقتين كان يقف أمامها وكم لعن دعابته تلك ف سيلين الوحيدة التي قد تخبره ما الخطوة التالية .
وقبل أن يشعر بالتيه وجد ذراعا يرتفع ليحيط رقبته التى انحنت بتلقائية لصاحبته ؛ إنها أمه التي رغم غضبه منها لا يملك سوى أن يتمنى قربها ، ضمته بحنان طالما تاق له لتهمس : خد يد عروسك يا ولدى واطلع اوضتك .
أومأ بصمت وما إن ابتعدت أمه حتى بسط كفه لها منتظرا أن يضم كفها  لكنها لم تتقبله .
*****
جلست ليليان بغضب فقد فقدت السيطرة تماما على نسمة التى تتصرف بحرية تامة غير مهتمة بأى شخص سواها .
غادرت نسمة غرفتها لتقف أمامها : على فين ؟
نظرت لها نسمة : بسول هيعدى عليا عنده حفلة وهحضر معاه .
زادت حدة ليليان : وامبارح كان عنده حفلة بردو ؟
أجابت نسمة ببرود : لا امبارح كنت معاه في البيت
لتفقد كامل سيطرتها : انت اتجننتى .. معاه في البيت بتعملى إيه وجاية وش الصبح .
اقتربت لتمسك ذراعيها وتهزها بغضب : انت عاوزة تكسرى ابوكى .. انت ازاى عملتى كده ؟
زفرت ولم تهتم بغضب أمها : انا مابعملش حاجة غلط . بسول جوزى وعلى العموم اطمنى انا هفضل فرچن لحد الفرح مش ده اللى انتو عاوزينه ؟
احتلت الصدمة قلب وعقل ليليان لتتابع نسمة وهى تنزع كفيها عنها : يا ماما افهمينى .. بسول بيقدم لى كل حاجة بتمناها لمجرد انى أتمناها إيه يخلينى اتمسك بأفكار قديمة تبعده عنى ؟
ظلت ليليان تحدق بذهول لتبتسم بمجاملة : ماتخافيش عليا .
وغادرت لتسقط ليليان أرضا وتبدأ فى محاسبة نفسها ، هى تستحق هذا الألم ، هذا العذاب لكن ماذا عن طايع !!
طايع !!
لا لن تسمح أن يمسه سوء ، يكفيه ألمه منها ، عذابه معها
بكت !! تبكى عمرا وحبيبا أضاعت كليهما .
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثانى والعشرون من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة