-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى - الفصل السادس والعشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السادس والعشرون من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى. 

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل السادس والعشرون

اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى
رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى


تابع أيضا: قصص رومانسية

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل السادس والعشرون

دخل رفيع لغرفة سويلم الذى يعانى سهدا لعدم إجابتها اتصالاته منذ رحلت بصحبة هاشم .
تأفف ملقيا الهاتف مع طرقات والده الذى دخل مباشرة ، اعتدل سويلم ليقترب رفيع : بعدك سهران ؟؟
وقف سويلم باحترام : يعنى شوية جلج .
جلس رفيع مشيرا له ليجلس ويقول مباشرة : حوصل .
قطب جبينه متسائلا : إيه اللى حوصل ؟؟
ابتسم رفيع مشيرا لوجهه : اللى بتفكر فيه من ساعة ما امك مدت يدها عليك .. لأول مرة في حياتها .
ارتفع كف سويلم مباشرة ممسدا خده وبدأت ملامحه فى التجهم والغضب يتسلل لكيانه كاملا .
راقبه رفيع للحظات ثم تابع : بتسأل روحك طبعا ليه امك ضربتك ؟
ارتفعت عينا سويلم لعينى رفيع الذى تابع : لما حصل بناتنا كان بخطرها .. كانت راضية ورايدة تحس زيى تمام . ماغصبتهاش .
تنهد بألم ثم تابع : الحرمة يا ولدى ماتغفرش الغصب واصل مهما كانت بتحبك وريداك  ..
شرد بعينيه : مهما عدت السنين هتفضل فاكرة إنك چبرتها .
حمحم بحرج : مابالك إنها لسه في دار بوها يعنى فزعتها كمان واستغليت وچودها فى دارك .
تحدث سويلم بإنفعال : يا بوى انا كنت بتحرج .. نار جايدة فيا
قاطعه رفيع بحدة : جولت تحرجها معاك !!
دفن وجهه بكفيه زافرا بيأس : لاه يا بوى مش إكده .. انا ..انا كنت .. كنت محتاچ لها .
أومأ رفيع بتفهم : ( وقدموا لأنفسكم ) ده كلام ربنا .. وده لو فى دارك والحياة بناتكم
تنهد سويلم : خابر يا بوي .. خابر
تابع رفيع وهو يهز رأسه بشرود : كلنا بنغلط يا سويلم  ..كلنا .
نهض رفيع متجها للخارج بشكل آثار ريبة سويلم ، تمنى أن يعلم إن أخطأ أبيه نفس الخطأ . تمنى أن يعرف رد فعل امرأة كأمه . لكنه يعجز عن مناقشة بهذه الخصوصية.
غادره أبيه ليستلقى فوق الفراش منهك الروح .
هل أفزعها !!
لن يغفر لنفسه إن فعل فماذا عنها !!
طمر وجهه بكفيه مجددا غاضبا من نفسه

*****

دخلت ليال لغرفتها التى تشاركها فيها بسمة والتى كانت تجلس بصمت فوق الفراش .
اقتربت مقدمة لها كوبا من الحليب : كوباية لبن بأمر ملكى وتوصية جهات عليا .
ابتسمت بسمة وتناولتها منها لتتابع : روقى يا شيخة وفرفشى .. أما مصطفى اخد علقة ..علقة موت بسبب اللى قاله عليكى وعلى عفاف .
قطبت جبينها بعدم فهم : وهو مصطفى قال عليا إيه ؟؟

بدأت عفاف تقص عليها ما حدث منذ عودة لبيب ومصطفى ليطلب منها أخيها قضاء النهار بصحبة مريم ليخلو المنزل حتى جاء أبيها وعمها وابرحاه ضربا ، ضحكت وهى تخبرها برد فعل ضاحى حيال ذلك أيضا ثم حمل مصطفى لمنزل والده بمعرفة أخيها وابن عمها .

ضاق صدرها واحتل الغضب ملامحها قبل أن تضع كوبها جانبا دون تذوقه وتهرول نزولا للدور الأرضي.
كان هيبة وضاحى يجلسان بصحبة أبيها وعمها ودون إذن إقتحمت مجلسهم لتقف أمام أبيها بحدة : حضرتك فعلا ضربت مصطفى ؟
تعجب الجميع حدتها ليجيب مهران : ايوه ضربناه وكان حجه چز رجبته .
نظر أرضا ومسدت جبينها بغضب ثم نظرت لهما بأسى : ليه كده ؟؟ بدل ما تساعدوه تيجو عليه ليه ؟؟
تساءل ضاحى بحدة : نساعده فى إيه يا دكتورة اعجلى الحديت ؟؟ ده خاض فى عرض الحريم .. ومين بنات عمه يعنى بدل المصيبة تنين
دارت على عقبيها تنظر نحو ضاحى : يا عمى مصطفى محتاج مساعدة نفسية وياتلحقه يا تستنى يخرج من بيتك جبار جديد .
اهتز ضاحى ونهض والدها ليجذبها بحدة : انت بتجولى إيه !
نظرت له بحزن : بقول اللى شوفته واللى واضح جدا معرفش محدش شايفه ازاى !!
عادت تنظر ل ضاحى : يا عمى مصطفى ماقدرش يتجاوز انك مارجعتش لطبيعتك بعد الحادثة واللى سبب فيها والد دياب .
التقطت شهيقا وتابعت بحدة : اللى هو للاسف نسخة فى الشكل من والده حسب كلام الكل . ولأن والده مات عقل مصطفى شيل ذنب أبوه ليه .. بالنسبة ل مصطفى دياب هو اللى اذى حضرتك وهو بينتقم منه ليك .
صمت ساحق خيم على الجميع لتتابع : يا عمى مصطفى عمره ما حب عفاف ولا عفاف فى حساباته خالص . هو بيوجع دياب فيها واللى للصدفة الهزلية اصلا مش بيحبها .
أمسك أبيها كتفها يديرها نحوه : لا واحدة واحدة كده . انت بتجولى إن دياب مارايدش عفاف ولا مصطفى رايدها .
أجابت بثقة : ايوه يا بابا يمكن الجوازة الغريبة دى جت في مصلحة الكل .. دياب بيحب عفاف اخت مش اكتر ولو كان اتجوزها كانوا هيعيشوا تعساء . هو كبر على شكل معين للحب شايفه فى كل العيون حواليه ففسر مشاعره غلط .
صمتت لحظة وتابعت : أما مصطفى لو ليها ذرة حب في قلبه وشافها بأى حالة داخلة بيت ووراها واحد زى ما بيقول كان هيحصلها لو فيها موته وعمره ما كان هيقف قدام الكل يقول أنا شوفتها .. كان هيكدب عينيه يا بابا حتى لو هى وحشة .
عادت تنظر إلى ضاحى : ارجوك يا عمى إلحق مصطفى.. انا مش خايفة على دياب منه بس خايفة يدوق لذة الانتقام وتستحوذ عليه .

غادرت بنفس الحدة التى دخلت بها منذ دقائق لكنها خلفت حربا ضروس بين الجنبات .
وقف ضاحى بشرود وغادر أيضا لينظر هيبة فى أثره ثم ينظر ل طايع : بتك عجلها يوزن بلد بزيها .

*******

وصل ضاحى لمنزله فوجد السكون يخيم عليه بشكل كامل ، تقدم ببطء لتستوقفه شهقات مكتومة ، غير اتجاهه مستكشفا مصدرها والذى لم يكن سوى مريم المختفية ببطن أحد المقاعد الضخمة .
اقترب منها لتكفف دموعها فور سماع خطواته المميزة ، كانت حالتها مزرية ليتساءل بفزع : فيكى إيه يا مريم ؟
اجهشت بالبكاء مجددا : ليه سبتهم يعملوا فى مصطفى كده يا بابا ؟؟
جلس أمامها متنهدا : لما يغلط غلط واعر إكده وادارى عليه ولا اسكت عنيه يبجى بشاركه فى چرمه ، وده مش اى چرم ، ده عرض بنات اعمامك ؟ ترضيه على روحك اللى جاله ده ؟ هو يرضاه عليكى ؟ ليه نرضى على الناس اللى مانرضهوش على نفسينا يا بتى ؟
طأطأت رأسها وصمتت ليناديها بحنو : تعى يا مريم ، اجعدى چارى إهنه .
انتقلت لتجاوره فيحيطها بذراعه : ماتبكيش يا حبيبتي .. بعد إكده هدير بالى عليه وماخليهوش يغلط تانى .

******

استيقظ هاشم لصلاة الفجر وبمجرد ابتعاده عنها فتحت عينيها منادية إسمه بوهن ، اقترب مجددا لتتساءل : رايح فين دلوك ؟
قبل جبينها بود : هصلى واعاود طوالى .
ابتسمت بهدوء ليتساءل : بدك حاچة جبل ما اطلع .
هزت رأسها نفيا ليربت فوقها ويتحرك مغادرا .
خرج من غرفته بعد فترة قصيرة ليفضل الاطمئنان على جده وشقيقته قبل الصلاة ، ربما احتاج الجد مساعدة فى الوضوء ، هبط للدور الأرضى واتجه لغرفة الجد مباشرة ، فتح الباب بهدوء ليجد الجد بفراشه وهمت غير موجودة .
بلا تفكير اتجه عدوا نحو غرفة زيدان واقتحمها بهمجية ليجد زيدان متكئا وهمت فوق صدره .
اسرع زيدان يشير بكفه ليصمت فلم يملك سوى نفض جلبابه والفرار من هذا المشهد المزعج .
تزامن خروجه مع مغادرة خاله لغرفته ليصيح : اللى بيحصل ده مايرضيش ربنا .. إذا خيتى مافهماش ولدك فاهم .
لم يفهم حسين ما يرمى إليه لتأتى الإجابة من يزيد بالخلف : لما نعاود من المسچد يا هاشم هننهى الموضوع ده خالص .
دار حول نفسه ينظر له ليجد علامات الغضب محتلة قسماته فيعدو مجددا هاربا من الجميع بينما اقترب حسين متعجبا هذا الغضب ليشرح له يزيد ما حدث.

******

استيقظ دياب بموعد الصلاة ليجد دينا فوق صدره وتناثرت خصلاتها فطمرت وجهه تماما .
أزاح خصلاتها جانبا عابثا بملامحها ، تأففت عدة مرات ورفعت رأسها لتضرب صدره رافضة الاستيقاظ.
فتحت عينيها بعد عدة محاولات تهمهم بغير كلمات . ضغطت على ساعديها لتعتدل متاوهة بألم ، كانت هيئتها مضحكة للغاية بهذا العبوس المثير ليشهق متصنعا الصدمة : عملتى إيه ؟
انتفضت صارخة : ماعملتش حاچة والله العظيم.
أدركها بذراعه قبل أن تسقط عن الفراش : تعالى إهنه رائحة فين ؟
عاد مستلقيا : خليكى إهنه وبعدين ايه السرير العيالى ده ؟
أجابت بنعاس : على كدى . ماكنتش اعرف انى هتچوز ديناصور مچنح .

انفجر ضاحكا لتنتفض مكممة فمه ، تمالك نفسه ليعيد مشاكستها : انا ديناصور مچنح ولا انت اللى كد الزرزورة .
أشارت لصدرها بإستنكار : انا زرزورة ؟؟
اعتدل جالسا : لا انت ميدالية مفاتيح ههههه الزرزورة اكبر منيكى .

عقدت ساعديها بغضب ليجذبها من مقدمة ملابسها فتشهق بفزع معاكس تماما لحديثه الهادئ : بجولك إيه يا بت الناس بلاش چلع إحنا فى دار بوكى ولا انت چاهزة لفضيحة علنى ؟
ظلت تحدق لوجهه بصدمة فمد ذراعه محيطها : شكلك چاهزة .
دفعته وقفزت عن الفراش : لا ماچهزاش .
واندفعت تعدو خارج الغرفة لتصطدم بأبيها واخيها بالردهة ليقول حسين : بالراحة يا بتى .. إيه شوفتى عفريت ؟
ليأتيه صوت دياب : لاه يا عمى شافت ديناصور .
ابتسم يزيد بينما تصنع حسين عدم الفهم : ديناصور !! ادخلى اوضة زيدان همت نعسانة وشيعى خوكى يصلى .
غابت البشاشة عن وجهها : همت نعسانة چوة ليه ؟
تحدث دياب بجدية : نعسانة وخلاص يا دينا ادخلى لها .
هزت رأسها بأسف واتجهت للداخل ليقترب من يزيد : عندى حل يخلى هاشم يوافج .
تساءل حسين : يوافج على ايه يا دياب بلاش چنان البت جلبها مايتحملش
تبادل يزيد ودياب النظرات ليصمتا خوفا من حسين ورد فعله لا اكثر .

********

عاد الجميع من صلاة الفجر فقد أصر زيدان على صحبتهم ورضخ له الجميع فهم كثر بكل حال يمكنهم إعادته ببساطة تحت اى ظرف .
دخل زيدان يتبعه الجميع ليقول هاشم : زيدان لازمن نخلص الموضوع ده دلوك .
إلتفت له الجد متسائلا : موضوع إيه ؟
تحدث زيدان بألم : موضوع همت يا چد . انا هطلع أخد خلجاتى واهمل الدار لاچل هاشم يرتاح .
قاطعه يزيد بحدة : مش انت اللى هتهمل الدار يا زيدان .
نظر له الجميع ليتابع : همت اللى هتهمله .
انتفض الجد غضبا : چنيت يا يزيد هتطرد حفيدتى من دارى وانى على وش الدنيا ؟
جلس يزيد بجوار جده الغاضب : يا چد همت بتجتل زيدان . الليلة انا واعى لها طلعت من اوضتك لاوضة زيدان ونامت فى فرشته . فى فرشته يا چد ..
أشار نحو أخيه : هو ماجدرش يكسر خاطرها وهى مافهماش حد ربنا .. زيدان چه على حد ربنا لأچل همت يا چد . ده غير نومتها چاره طول الليل وهو بنى آدم لحم ودم . لو زيدان همل الدار  همت هتدور عليه فى كل شبر . لكن لو هى هملت الدار هتبجى فاهمة إنه مش موچود .
اسرع هاشم : وانا هاخدها دارى هى وعفاف اول ما النهار يطلع .
واتجه نحو الدرج بغضب ليقول يزيد : همت مااتحدتش مع حد امبارح يا هاشم .
توقف هاشم ونظر له ليتابع : اتحدت مع زيدان عشية يعنى هى ماريداش تتحدت مش مجدراش .
ارتقى هاشم الدرج مسرعا ليجلس دياب بجوار الجد وعينيه مسلطة على زيدان المتألم ثم نظر للجد بجدية : انا ليا رأى بعد اذنك يا چد .
نظر له زيدان ليتابع : همت كيه ما أنا واعى عجلها على كدها وده ممكن يشچع منصور يطلب بحضانتها لأچل ياخد ورثها .
شحبت الأوجه ودقق يزيد النظر إلى دياب : ما هو هيورث على كل حال .
أومأ دياب : ليه الربع بس بعد ما چدى ياخد السدس والباجى ل همت وهاشم التلت والتلتين والتلت مش جليل ابدا لواحد كيه منصور .
أرخى الجد رأسه فوق عصاه بإنكسار واضح : وهيعمل إيه المال يا ولدى .. طول عمرها أحافظ لها عليه من منصور واهو هياخده بعد موتها .
قاطعه حسين : هو شرع ربنا واحنا فاهمين إكده يا بوي بس مانهملوش ياكل حج البنية الغلبانة دى .
هنا عاد دياب لتوضيح فكرته : انا شايف نعمل ل همت اوراج زيها زى اى إنسانة ورج رسمى يثبت اهليتها ومايلجالوش وصاية عليها .. هى تمت كد إيه ؟؟
صمت الجميع ليقول حسين : شهادة ميلادها عندى .. ربنا يچازيه مارضاش يعمل لها شهادة ميلاد اول ما وعي لها . وانا اللى عملتها .
نظر زيدان لابنه : عطيها ل دياب وهو هيتصرف .

*******

استيقظ محمد صباحا عازما على السفر إلى القاهرة ، فما من ضرورة لوجوده . إن أرادت البقاء فلتفعل .يكفيه نومه لليلتين فى السيارة وليلة فوق أريكة خشبية بردهة المنزل.
تجمعوا جميعا لتناول الفطور ليعلن عن قراره : انا هسافر النهاردة يا رحمة . هتيجى معايا ولا حابة تقعدى يومين ؟

ابتسمت بتهكم فهو مؤكد لم يتحمل شوقه لزوجته المصون . صمتت لحظة وقالت بجدية وكأنها تخبره قرارا : هجعد لما اطمن على بت اخوى .
أومأ مسرعا : تمام براحتك .
ليعاجله حمزة : وانا هقعد مع ماما .
رفعت رأسها بشموخ بينما قال محمد : على راحتك . خلاص خلى العربية علشان ترجعوا مرتاحين .
أسرعت زينة تعلن دعم أبيها : انا هرجع معاك يا بابا وابقى اطمن على عفاف بالموبايل .
ابتسم محمد بحنان : خلاص حبيبتي نحجز فى القطر أنا وأنت .

نظر رفيع لأخته بعد حديث زينة الذى يشير لها ألا تترك زوجها وحده وأن التواصل ليس بالأمر الصعب لكنها كانت تتناول طعامها بهدوء وعدم إكتراث .
زفر بضيق ونظر أرضا لتربت رنوة فوق كفه . أومأ بصمت ولم يعقب على اى منهم فكما يبدو حديثه معها دائما يطيح فى ادراج الرياح .

*****

طلبت من خالد أن يصحبها باكرا لتفقد عفاف قبل الرحيل لكن أبيها أخبرها أنه سيعرج على منزل ابو العز فى طريق خروجهم من النجع ، هو وعمها أيضا سيتفقدان الجد قبل الرحيل فحالته ليست جيدة بالمرة .

أراد تريم أن يرافق إياد ولم يجد ريان بأسا من ذلك فسيارة طايع بها اماكن شاغرة لكنه أراد أن يتفقد محمد قبل رحيله فحالته ليست جيدة أيضا .
وصل الركب المكون من سيارتين إلى منزل رفيع ليستأذن ريان فى دقائق يتفقد ابن عمته .
أخرج هاتفه وهاتف محمد الذى أجاب بهدوء : السلام عليكم .
صمت لحظات ونظر ل رحمة : لا يا محمد هرجع النهاردة انا وزينة هنحجز فى القطر .
عاد يصمت : حقيقى !! بس كده هنعطلكم على ما نجهز .. خلاص هنجهز ونستناك .
رفع عينيه بتحدى : زينة اجهزى هنرجع دلوقتى مع ريان .

تحركت زينة فورا تصحبها سيلين مع العديد من الاعتراض والتذمر لتلك الزيارة شديدة القصر .
عاد ريان لسيارة طايع : معلش نتعطل نص ساعة بس محمد وزينة هيجو معانا .
رحب طايع : اه طبعا مش مشكلة .
ليقول مهران : يعنى نروح دار ابو العز ونرچع لكم ؟
ريان : لا استنونا هناك واحنا هنحصلكم .

تحركت السيارة لينفتح باب المنزل ويظهر سويلم الذى أرسله والده لاستقبال ريان لكنه بدلا من الترحيب به تساءل : هو عمى طايع مسافر وياكم ؟
ضحك ريان : عليكم السلام . ده نورك يا سويلم .
تضاحك بحرج : اسف يا عمى . اتفضل .
ترجلت ليال يتبعها تاج الذى اقترب من سويلم هامسا : انتو متخانقين ؟ مارضيتش تخلى خالد يتصل بيك الصبح .
نظر أرضا ليوكزه تاج : يا عم اتلحلح ، اتصل بيها صالحها يعنى هى يوم ما تيجى زعلانة ويوم ما ترجع زعلانة ! يا عينى عليكى يا بنت عمتى .
انفعل سويلم : طول الليل بتصل بيها مابتردش اعمل ايه عاد ؟
نقر تاج فوق رأسه : شغل القفل اللى هنا .. شوفها بتحب إيه واعمله يا اخى .
دفعه متقدما للداخل : وسع كده .. مش قد الحب بتحبوا ليه ؟؟

*****

ترك الجميع السيارة بعد التشديد على إياد وخضر وتريم بعدم مغادرتها ، كان تريم يستخدم هاتفه فى اللعب ويتناوب ثلاثتهم التجربة ، كان إياد منهمكا حين قال خضر : إياد بص
رفض إياد : لا
نظر تريم ليرى همت بوجهها البرئ والذى أعلن الحزن سيطرته عليه ليقول أيضا : إيه ده بص يا إياد .
رفع إياد عينيه عن الهاتف ليلقى نظرة وسرعان ما ترك الهاتف وترجل عن السيارة ليتبعاه فورا .

اقترب من همت ليبتسم بسعادة : ازيك ؟؟ اسمك ايه ؟

نظرت له همت بدهشة ، هو شديد الشبه بها ، عينيه الضيقة ، انفه الافطس ، ابتسامته الودوده ، لكنه يتحكم في فمه أكثر منها ، ويتحدث أيضا افضل منها ، كما أنه اطول ويبدو اكبر منها عمرا .
ظلت تنظر له بصمت ليتساءل : انت بتروحى الجمعية . فى .فى هنا جمعية بردو ؟؟

لم تجب ولم يبد عليها أنها تفهم ما يقول فقط زادت ضما لعروستها وعادت للخلف . أمسك خضر كفه : يلا يا إياد هى تقريبا مش سامعانا .
بدأت ملامح إياد تكفهر : لا سمعانا .. هى زينا .. هى كويسة
بدأ الانفعال يسيطر عليه ليقول تريم : عارفين يا إياد . هى بس مش عارفانا يمكن خايفة .
ابتلعت قدميه المسافة التي عادتها تقهقرا ليقول بحدة أفقدته بعض تركيزه: انت .. انت مش بتكلمى ليه !! ها !! ليه انت !!

***

كانوا جميع الرجال يجلسون بالبهو حين هرولت دينا ليقف دياب بحدة : خبر إيه ؟
أشارت نحو الخارج : همت .. همت ماخبراش مين واجف وياها .
كانت الجملة كافية لهرولة الجميع وركض زيدان ليكون أول من يقف بينها وبين إياد الذى ظهر غضبه ، نظر زيدان ل إياد ليقارن فورا بينه وبين همت ، يبدو هذا الفتى أصح واقوى وافضل منها بمراحل ، ليت همت وصلت لتلك المرحلة .
قطب جبينه واياد يتساءل بحدة : هى .. ليه مش .. مش بتكلم ؟؟ مش .. مش بتروح الجمعية ليه .. ها !!
تحدث زيدان بهدوء : انت مين ؟ چمعية إيه ؟
جاء رد طايع الذى يهرول أيضا : ده إياد ابنى . فى إيه يا إياد ؟
أجاب تريم عنه : إياد زعل لما خضر قال انها مش سمعانا بس هى مابتردش يا عمو .
ربت طايع فوق كتف إياد : أهدى يا إياد . إكده هتفزعها منيك .
رفع إياد كفه بإنفعال : بابا .. بابا لازم تروح .. قوله .
أشار نحو زيدان الذى تختبأ خلفه همت : قوله يوديها يا بابا .
تساءل مهران بهدوء : يوديها فين يا ابنى ؟
نظر له بحدة ليست من شيمه : الجمعية . تروح  ع. عل علشان تتعلم .
نظر نحو همت بنفس الانفعال : انت .. انت كويسة . فاهمة ؟ كويسة .

هنا اندفعت بسمة بينهم لتضم إياد دون كلمة واحدة ، بدأت أنفاسه الثائرة تهدأ قليلا لكنه لم ينفك يختلس لها نظرات خاطفة .
اقترب زيدان بلهفة متسائلا : چمعية إيه اللى ولدك ببجول عليها يا عمى ؟
قاطعه هاشم الذى يسحب همت بعيدا عنه : ماعادتش تنفعها دلوك . ومفيش منيها اهنه فى سوهاچ . سألت من سنين كان ودى اريحها من الهم . جالوا بياخدوا العيال الصغيرة بس .
عاد بها للخلف لتتعلق عينيها ب إياد الذى تراه للمرة الأولى .
عاد زيدان يتساءل : معلش يا عمى هو ولدك عمره كد إيه ؟
أجابه طايع بهدوء : سبعتاشر عام .
زاد الإحباط على ملامحه : اصغر من همت !

يبدو له هذا الفتى اكبر عمرا رغم أنه العكس ، ترى ألا زال هناك أمل لها لتحيا !!
هو لا يريد أكثر من هذا الأمل .

هدأ إياد لتسحبه بسمة نحو السيارة وهو مستسلم لها ، تبعه خضر وتريم بينما قال طايع : اسف يا چماعة . هو إياد مابيتعصبش إكده غير جليل .
اقترب منه حسين : حصل خير ربنا يبارك لك فيه . انا وعيت له زمان . كان علطول ويا سويلم
رأى خالد الكثير من الاهتمام بعينيى زيدان ليترك عمه والرجال جانبا ويتجه نحوه متسائلا : هى عندها امراض مصاحبة ؟
نظر له زيدان ليتابع : مشاكل في القلب ، سكر
أومأ بصمت ليزفر خالد بضيق لكم يخشى أن يمنحه املا وأد بالفعل ، لكن ضميره يأبى عليه ليفعل ، نظر له بجدية : انا مااعرفش هيبقى ليها علاج ولا لا لأنى مش متأكد من حالتها لكن فى المركز القومي للبحوث هتلاقى احسن دكاترة يقدروا يتعاملوا معاها .

*****

وصل سويلم لمنزل ابو العز ليجد الجميع بالحديقة . اتجه نحو السيارة التي تجلس فيها ، وقف بالباب المفتوح ليقول معاتبا : ههاتمشوا من غير ماتسلموا ؟
نظرت له ولم تعقب ليتابع : انا اسف . ماكانش جصدى افزعك .
نظرت له : بس فزعتنى . زى المرة اللى فاتت ماكنتش قاصد ووجعتنى . سويلم من فضلك امشى دلوقتى .
امشى !!
ردد بصدمة لتؤكد : ايوه امشى لأن مش كل الكلام ينفع حد يسمعه .

إنها محقة مجددا ، لا يجوز مناقشة امورهما على مسمع من الصغار أو على مسمع من اى شخص اخر .
نظر ل إياد وبدأ يحدثه ليسأله إياد فورا عن الجمعية فتكون إجابة سويلم بعدم وجودها بالقرب سببا ليغمض عينيه ويطلب منهم تركه ينام .

مر قليل من الوقت ووصلت سيارة ريان حيث تركب ليال بجواره وبالخلف يجلس تاج ومحمد وزينة بنفس الترتيب لتتقافز دقات قلب تاج الذى يكفيه وجودهما بنفس الحيز .
لم يطل الوقت وكانت السيارتين على الطريق فى إتجاه القاهرة .

*****

كان الطريق طويلا كالعادة وقد تعمد إغلاق هاتفه ، تبادل وريان القيادة مما منحه بعض الانشغال عن أشواقه لها .
بمجرد وصوله للمنزل عرضت زينة طلب الطعام فلم يعترض على أن تسرع بذلك فعليه تفقد متاجره .
استهلك ساعتين بعد وصوله وكان يقف بباب شقتها يتخيل كيف سيكون اللقاء ؟

قرر استبدال خيالاته بالواقع ليدير مفتاحه ويدخل بهدوء ، تقدم بحرص يتحسس خطواته حتى اقترب من حجرتها . كان بابها مفتوحا وهى تجلس حاملة رأسها بكفيها كمن يحمل هموم الدنيا.
لم تشعر بدخوله مما زاده حيرة ليقول : وفية !!
رفعت راسها فجأة : محمد !!!
انطلقت بعدها بسرعة لم تدركها عينيه لتستقر بصدره ، نثرات بتلات شوقها فطمرت قسماته حبا استمر لدقيقتين فقط .

ابتعدت عنه وقد تبدلت ملامحها تماما لحظة غير مبررة : انت قافل موبايلك ليه ؟؟ كنت فين ؟؟ ليه تخوفنى كده ؟
عقد ساعديه مستمتعا بحدتها التى تنم عن قلق حقيقى ، قطب جبينه بعد لحظات وادعى الغضب : انت بتعلى صوتك عليا ؟

تساءل بحدة لكنها ضيقت عينيها تنظر له لترغمه على خلع التصنع وسرعان ما بدأ بالضحك .
زادت غضبا لتفر من أمامه نحو الفراش لكنه أدركها قبل أن تصل إليه ، ضمها مقربا وجهها منه لتترنح ساقيها بالهواء ، ألقى بكل الأفكار عرض الحائط ليهمس : وحشتينى اوى . كان نفسي اشوف فرحتك برجوعى . كان نفسي احس اني واحشك زى ما انت وحشانى .
لامته برقة : انا اترعبت يا محمد
سطحها ليشرف عليها من عليائه : انا هنا يا وفية .. انسى الخوف .. انسى القلق .. انسى كل حاجة .
بسطت ذراعيها لتحيطه مرحبة بغمره لها : نسيت الدنيا كلها خلاص .. انا مش عاوزة منها غيرك .

تعجزه دائما عن الرد ، عن التعبير ، عن البوح ، تعجزه برقة كلماتها ومشاعرها الفياضة التى يكفى فيضها لفصول من الربيع المزهر يحياه قلبه بقربها .

لذا ترك كل الكلمات التى لا يدركها لسانه وترك مهمة التعبير لقلبه الذى اصبحت رؤيته لمعنى الدفء متلخصة فى وفية . فقط وفية .
زواجهما عمره ايام تمكنت فيها من دمغ قلبه بإسمها ، دمغ روحه بطيفها ودمغ صدره بأنفاسها .
صارت بكيانه حيث كان كانت وحيث حل حلت .

*******

أصر زيدان ألا يغادر هاشم واسرته الصغيرة قبل انتهاء أيام العزاء ليرضخ لأمر جده الذى ظهرت حكمته فى حياة أمه .
قرب الظهيرة وصلت للمنزل سيدة منتقبة طلبت مقابلة الحاج زيدان .
كان أمرا طبيعيا يحدث كثيرا أن تتوجه احداهن وتطلب خدمة أو مساعدة .
هيئة المرأة أثارت ريبة يزيد ليطلب دياب ليحضرا سويا بحجرة الجد واكتشاف أمر هذه المرأة.
دخلت للغرفة حيث يرقد الجد ويجلس هاشم بيمينه وهمت بيساره .
نظر لها الجد ، ترتدى عباءة فخمة ، ذراعيها محملين بالاساور التى لم تهتم لإخفائها . هى ليست منتقبة اذا هى متخفية .

تحدث لها بوهن : اتفضلى يا بتى .. جالوا رايدة تجابلينى .
رفعت نقابها فورا بلا تردد : ايوه يا حچ انا چياك من المركز مخصوص .
أومأ زيدان : على راسى يا بتى . جولى ريدانى فى إيه !
تلعثمت قليلا : جبل اى حاچة رايدة الامان .
بدأت الصورة تتضح لكن لم يدركها زيدان : الأمان !! لمين ومن إيه ؟
زاد تلعثمها : ليا ولولادى .
نظرت حولها بقلق : من احفادك ومن چوزى .
لم يفهم زيدان لتتابع : انا علية مرت منصور ابو العز .
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السادس والعشرون من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة