-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى - الفصل التاسع والعشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل التاسع والعشرون من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى. 

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل التاسع والعشرون

اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى
رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى


تابع أيضا: قصص رومانسية

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل التاسع والعشرون

استيقظت همت باكرا على غير العادة مؤخرا ، اتجهت فورا للطابق العلوى حيث غرفة شقيقها وزوجته ، دخلت مباشرة لتجده يغط فى نومه وعفاف بين ذراعيه كذلك ، اقتربت تتأمل هيئتهما بدهشة لترى الاستكانة التامة بملامح عفاف ، لم تتمكن من رؤية ملامح أخيها فوجهه طمس تماما بين خصلاتها ، مدت كفها تزيح تلك الخصلات عن وجهه ليتبسم وجهه تلقائيا ، فتح عينيه بتثاقل ليحتل الفزع ملامحه ويعتدل جاذبا الدثار فوقهما : همت !! بتعملى إيه !!
فزعت عفاف أيضا لتجلس فورا متسائلة : فيكى حاچة يا همت ؟ عاوزة حاچة ؟؟
ارتقت همت الفراش لتتلمس صدر أخيها الذى ارتعد للمساتها متسائلة : خلا..خلاجتك هاشم !!
إلتقط هاشم جلبابه يرتديه بتوتر : الچو حر يا همت فى إيه ؟
صمتت اخيرا كأنها تفكر في قوله قبل أن تتسع ابتسامتها : صح هههه .
زفر براحة بينما ربتت عفاف فوق رأسها : روحى يا حبيبتي اوضتك وانا هچهز الفطور وأچيكى .
ماشى
رددت همت وهى تتجه للخارج بالفعل وقبل أن تتخطى الباب نظرت لها محذرة : سرعة چيب فستان .
ابتسمت عفاف : بس إكده !! احلى فستان .
تهلل وجه همت وهى تهرول قدر اسنطاعتها مصفقة بحماس لتتباطئ خطواتها قسرا لشعورها بالاجهاد .

****

استيقظ دياب ليجد نفسه مستلقيا ودينا فوق صدره ، ربت فوق رأسها بنعاس : دينااا . جومى
لم تستجب ليدفعها برفق : فى داركم كنت بتجولى الفرشة صغيرة وهنا هتجولى إيه ؟
أولته ظهرها لتجيب بصوت ناعس : ما انت واخد السرير كله .
ضحك دياب : بردك .. طيب شوفى مين هيچيب لك كتاكيتك دى
عادت فورا تدفعه حتى استلقى مجددا : لاه خلاص ده انا مرتك يا دياب . يرضيك يبجى نفسى فى حاچة وتحوشها عنى !!
ضحك دياب مستمتعا قبل أن تتبدل نظراته : انت عملتى فيا ايه ؟؟
صمت لحظة متابعا : يا شبر ونص .

انتفخت وجنتيها غضبا لتبتعد عاقدة ساعديها فيعود للضحك : هچيبلك ماتخافيش .. وهاچى بدرى كمان نروح عجد زيدان وهمت .
زال الغضب فورا وحل محله الحماس لتمسك كفه : وانا هعمل لك ويكة تاكل صوابع الكفتة دى وراها .
نظر لها بدهشة : ويكة !! تعرفى ؟؟
انتفخت اوداجها غرورا : ده چدى بيجول اطيب ويكة كالها فى حياته من يدى .
تحرك ملتقطا ملابسه : والله نفسى فيها .. ليا سنين مادوجتهاش .
اقتربت تعترض طريقه للمرحاض : سنين ليه يعنى !
ربت فوق وجنتها يزيحها جانبا : مرت عمى رفيع مصراوية ماتعرفش تعملها .. ومرت عمى زناتى الله يرحمها .. وامى ..
قاطعته فور شعورها بالأسى يحتل نبراته وهى تضرب فوق صدرها بفزع : بجى إكده يا دياب !! العشرة دى كلاتها وماتجولش نفسك في الويكة ؟
نجحت في شده من الانخراط في أحزانه ليضرب مؤخرة رأسها : عشرة إيه يا مخبلة انت ؟ مابجلناش سبوعين متچوزين .
انقضت عليه تلكمه ببطنه وصدره : وايه يعنى سبوعين ؟ هم شوية سبوعين ؟
تاوه بمبالغة لا أصل لها : خلاص هبجى اجولك بعد إكده . هملينى اتسبح عاد ورايا محكمة .
ابتعدت للخلف ليتجه نحو المرحاض وببلوغه الباب كانت تقفز متعلقة برقبته ليصرخ : يا مچنونة .. متچوز جردة كمان !!
ولم تتخل دينا عن مزيد من المرح الصباحى حتى شعرت به مبتهجا تماما وقد أعلن قلبه سعادته بقسمات وجهه .

******

تأفف منصور أثناء نومه لرنين هاتفه المزعج ، رفع الوسادة فوق رأسه عله يتخلص منه بلا فائدة ، عاد الرنين ليجلس بحدة ، نظر حوله ليجد نفسه بمفرده ، مد كفه ملتقطا الهاتف ليرى رقم غفير مزرعته فيجيب بضجر : فى إيه يا فجرى على الصبح ؟
تحدث الرجل : الحجنا يا منصور بيه محبس المية انكسر والمزرعة غرجت
جاءه صوت الغفير المهزوز ليصيح : ده انى هطين عيشتك يا بجم .
عاد الغفير محاولا الدفاع عن نفسه : والله يا بيه جومنا الصبحية لجيناه مكسور .
انتفض منصور عن الفراش : هو انا مشغلك غفير لأچل تنام يومك اسود بس أجيك .. اجفل جاتك حامية .

ألقى الهاتف فوق الفراش ليرتدى ملابسه ويهرول خارجا ، لم يحادث زوجته أو يجيب نداء طفليه لتنظر فى اثره براحة : ولسه يا منصور ده اول حساب عيلة ابو العز .. اهى چاتنى على الطبطاب وحجى منيك هيخلصه اهلك .

*****

هبط زيدان الدرج فى عجالة تعجبها أخيه ، لم يفهم لهفته مطلقا ، زواجه لن يتم بكل الأحوال .

ما سر هذا الحماس !!

ما وراء هذه اللهفة !!

قطب جبينه ؛ أيتمم زواجه دون النظر لحالتها !!

مستحيل هو يعرف زيدان جيدا ، ما كان مؤذيا قط فما بالك بتلك التي يعشقها .
هز رأسه ملقيا أفكاره خارجه ؛ هو لم يفهم مطلقا كيف عشقها ليحاول فهم علاقتهما .
اقترب منه زيدان : لسه ماچوش ؟؟
أجاب حسين عن والده المذهول : لسه يا ولدى .. زمانهم على وصول .
اقترب من الشيخ الجالس بجوار أبيه : چهز ورجك يا شيخ على ما العروسة توصل بالسلامة .
نظر الشيخ لصورة همت قبل أن يرفع رأسه له : نستنى هبابة يا ولدى مايچراش حاچة .. لازمن العروسة تعلن موافجتها الاول .

وقبل أن يجيب زيدان قاطعه دياب الذى فهم جيد تشكك الشيخ من أهلية همت ورغم يقينه من شرعية وقانونية الزواج إلا أنه فضل الحيطة : وصلوا يا زيدان .
وقبل أن يتجه للخارج قاطعه مجددا : خليك إهنه انا هجابلهم .
اتجه نحو الباب ليجد همت تتوسط شقيقها وابنة عمه التى شكرها داخليا ، هيئة همت رائعة بالإضافة لسعادتها
 الحقيقية لقرب زيدان ، اقترب منهم هامسا : همت الشيخ چوه لما يسألك موافجة ولا لاه جولى موافجة ولما يسألك مين وكيلك جولى خوى . فاهمة يا همت ؟
هزت رأسها ليتابع : وبعد إكده ماتتكلميش واصل لحد ما يمشى فاهمة ؟
عادت تومئ ثم همست متسائلة : زيدان ؟؟
رفع كفه محذرا : زيدان چوة بس انت هتدخلى تجعدى چار چدك لحد ما يمشى الشيخ .
تحركت للأمام فورا : يلا چوه .
دخل جميعهم لينظر جدها لها فتتجه نحوه ، وقف مستقبلا إياها بحنان ثم أجلسها بجواره ، نظر لها الشيخ بدهشة : موافجة يا همت تتچوزى زيدان ؟
نظرت له واتسعت ابتسامتها : موافجة
تنهد الشيخ مستسلما وهو ينظر بأوراقه : مين وكيلك يا همت ؟
لتجيبه فورا : خوى .

اقترب هاشم مقدما بطاقته الشخصية ليتعم عقد القران بهدوء وسرعان ما غادر الشيخ لتصفق همت بحماس قبل أن تقفز : زيداان شوف فستان همت !!
اتسعت ابتسامة زيدان : انت جمر لو لابسة خيش يا همت .

ضحكت بسعادة ليشعر الجد بالسكينة تتخلل صدره والحياة تدب ببيته مجددا .
نظر لولده براحة : كنت خايف يطب اللى يبوظ الچوازة والدنيا كلاتها .
نظر دياب أرضا ليجيب يزيد : ماتخافش يا چد .. مافاضيش لحد واصل .
نظر له أبيه بحدة : عملت ايه يا يزيد ؟
هز كتفيه ببساطة : ولا حاچة يا بوى .بالإذن .
واتجه للخارج ليقف دياب أيضا : واحنا كمان .. يلا يا دينا

رأى نظراتها الحزينة نحو همت وزيدان رغم السعادة البادية عليهما ليمد كفه ملتقطا كفها بحنان قبل أن يدفعها للخارج ، نظر هاشم لأخته بفزع ، لا يصدق أنه قام بتزويجها بالفعل .
لا يصدق أنه ضحى بحياتها توا .

ربتت عفاف فوق كتفه هامسة : ماتخافش .
نظر لها بنفس الفزع قبل أن يهرول خارجا دون أن تنتبه همت من الأساس لذاهبه فمنذ غادر ذلك الشيخ وغازلها زيدان بكلماته الصادقة وهى تلتصق به حتى غفت فى لحظات مكتفية تماما بما نالت .

نظر زيدان في أثر هاشم قبل أن ينظر لأبيه وجده : بالاذن همت نعست .
لم يوقفه أحدهما ليحملها دون مشقة متجها نحو غرفته .

*****

وقف دياب بالخارج حتى لحق به هاشم ليستوقفه فيقف مرغما ، اتجه نحوه بخطوات واسعة ثابتة لينظر له مباشرة : اللى عملته عين العجل يا هاشم دلوك بوك مايجدرش يطالب بالوصاية ولا يجدر يجرب من همت من أساسه .
تساءلت دينا بقلق : يعنى چوازهم مش حرام ؟
نظر لها دياب : چوازهم شرعى وجانونى . همت فاقدة الأهلية لكن ماچوزتش روحها خوها اللى چوزها والوحيد اللى من حجه يطالب بفسخ العجد هو زيدان في حالة چهلة بحالتها . لكن خوكى جابلها وحبها وراضى بيها يبجى مفيش مشاكل واصل .
أومأ هاشم بغير قناعة داخلية وتابع مغادرته لينظر دياب لانزعاجه بتفهم وعاد يضم كفها متجها نحو سيارته بحماس : اوعاك تجولى الويكة خلصت
هزت رأسها كمن يهرب من أفكاره : لاه ماخلصتش .
استقر خلف المقود ليحذرها بمرح  : يبجى خليكى فى كتاكيتك .. ماتمديش يدك عليها

*****

لم يغادر زيدان الغرفة مطلقا مما أنمى هواجس والده ولولا تحذيرات الجد لتفقدهما مرارا .لكنه نجح فى التعذر مرة واحدة بدعوى الطعام ليفتح له الباب زيدان بوجه ناعس ورفض دعوته بتأدب .

قضى زيدان بقية اليوم مستمتعا بقربها رغم نومها المستمر ، كأنها ادخرت ساعات النوم منذ غادرته لتنامها بقربه ، غفى بجانبها لبعض الوقت وتطلع لها أغلبه .

فتحت عينيها تبحث عنه وكان بأحد الأركان يصلى ، فركت عينيها وعادت تتطلع إليه بدهشة ، تركت الفراش تتجه نحوه ، ربتت فوق كتفه : زيدان .
كبر زيدان وركع لتنحنى أمامه تنظر له ليستقيم مجددا وتستقيم معه : زيدان
كبر وسجد لتجثو تراقبه بفضول ظلت جاثية حتى أنهى صلاته ليبتسم لها : تصلى وياى ؟
ابتسمت ليتساءل : تعرفى ؟
تبدلت ملامحها وهزت رأسها نفيا لتتسع ابتسامته : ولا تزعلى هعلمك .

***

جلسا بعد ساعة من ذلك الحوار لتقول له : چعانة
ضحك زيدان : وانا كمان . يلا ننزل ناكل اى حاچة .
صحبته بلا تردد وقد سكن الجميع ، كانت لا تزال بفستان العرس الأبيض وكم كان سعيدا لرؤيتها به !
هبطا بهدوء نحو المطبخ مباشرة لتجلس فورا ويبدأ يبحث عن الطعام ولم يكن الأمر صعبا فقد تركت لهما صينية معدة بالفعل .

حملها ليضعها أمامها لتبدأ تناول الطعام بنهم وهو كذلك ، ابتلع طعامه متسائلا : مبسوطة يا همت !!
هزت رأسها نفيا ليبتسم بمشاغبة : ليه بس ما انت عروسة زى الجمر اهه ولابسة فستان .
توقفت عن تناول الطعام لتقول : چيب فستان .. ارقص حصان .. طبلة اخبط اخبط .
ضحك زيدان : بس إكده . جومى بينا نغسل يدينا ونروح للحصان .

تسللا للخارج بعد قليل غافلين عن الأعين المراقبة لهما بعضها قلقا وبعضها سعادة .
وقف حسين خلف الشرفة يراقب تقدمهما نحو الإسطبل ليتأكد من سلامتها فيبتسم ويتجه لفراشه براحة .
بينما وقف خلف شجرة عتيقة هاشم متلصصا عله يرى شقيقته أو يأتيه خبر عنها .
وجدها وزيدان يتسللان للخارج ليتأهب فورا ، رأى فستانها الذى ألبستها زوجته إياه صباحا ووجهها تتهلل فرحا .
لحظات وخرج زيدان من الإسطبل ممسكا بفرس ارعن زاد من هواجس هاشم
اسرج زيدان الفرس قبل أن يفتح هاتفه ليصدح مقطع صوتي ويقدمه لهمت : امسكى .

وقفز فورا ممتطيا الفرس الذى بدأ يتراقص على انغام الموسيقى لتتعالى ضحكات همت حتى انتهى المقطع ليجد زيدان يمد لها كفه : تعالى .
تراجعت بخوف ليتقدم هاشم خطوة بينما قال زيدان : متخافيش انا معاكى .

ابتسمت ومدت كفها لتشهق وهو يجذبها رافعا إياها فينخلع قلب هاشم فزعا .
استقرت فوق الفرس بين ذراعيه وبدأت أنفاسها تهدأ ، التقط الهاتف من بين أناملها واعاد تشغيل المقطع ليعود الفرس للتراقص ، جفلت وتمسكت به لدقائق وهو لم يبعدها بل أحاط خصرها مطمئنها بدفء وسرعان ما هدأت واعتادت حركة الفرس لتترك ملابسه وتعود ضحكاتها تصدح معلنة عن سعادة وحياة .

ظل هاشم فى موضعه يراقبهما طويلا قبل أن يتسلل عائدا من حيث أتى دون أن ينتبه له أى منهما .فكل منهما مكتف تماما بوجود الأخر ، أنهى زيدان رقصته ليجذب لجام الفرس الذى سار هوبنا لترخى بدنها فوق صدره بإستكانة واضحة .
نفسا عميقا ملء صدره بعبقها كان كافيا له ،
وبعد ساعتين من هذا التوقيت كان زيدان يرتقى الدرج وهى نائمة بين ذراعيه مجددا .

*****

مرت عدة أيام حرص فيها سويلم على محاولة امتصاص حزن يرفض الاعتراف بسببه يعلم أنها حزينة لأجل شقيقتها رغم أن شقيقتها ليست حزينة لأجل نفسها .

كانت تنخرط فى إعدادات زواجها ليلا ونهارا ولم تملك وقتا حتى للتنفس ورغم ذلك خصصت وقتا كل ليلة لمهاتفة بسول ومساعدته على تجاوز عدم لقائاتهما التى اعتادها وأصبحت تشكل اساسا فى حياته اليومية.
اخيرا يوم الزفاف ورغم نظرات الرفض من الجميع لم تكترث أو تبدى تأثرا بهذا الرفض .

دخلت غرفة بسمة صباحا وكانت تتحدث هاتفيا إلى سويلم لتقول فورا : بسمة هتيجى معايا ..
توقفت تنظر لها بضجر : سورى فكرتك فاضية .
همت بالمغادرة لتستوقفها : استنى يا نسمة انا جاية معاكى .
تهلل وجه نسمة لتقول بوداعة : خلاص هجيب شنطتى
تنهدت بسمة ليأتيها صوت سويلم : خلى بالك من روحك وكلمينى اول ما توصلى .

لحظات وكانت تتجه للخارج حيث نسمة تنتظر فسوف يقلهما تاج إلى مركز التجميل .

****

جلس محمد واسرته ينتظرون خروج سويلم الذى تأخر لمهاتفة بسمة ، لحظات وانضم لهم معتذرا فلم يبد اعتراض على اى منهم .
زاد جفاء حمزة منذ أعلن محمد حمل وفية بينما تحاول رحمة أن تبدو اقوى .
نظر محمد لشاشة هاتفه الذى صدح ليتوتر ، وفية لا تحادثه صباحا مطلقا ، وبدون تردد أجابها فورا : خير يا وفية ؟
ليأتيه صوتها المتألم : إلحقنى يا محمد هموت
انتفض محمد بهلع متجها للخارج : فى إيه حاسة بإيه ؟؟
اغلق الباب ليختفى صوته فتنهى رحمة لحظات التوتر وكأن شيئا لم يكن : افطروا حبايبى .

*****

ترقد وفية بالمشفى حيث نقلها محمد فور وصوله لاصابتها بنزيف حاد ورغم أن الطبيبة طمأنته على استقرار وضعها ووضع الجنين إلا أنه يشعر بالخطر . خاصة حين طلبت منه موافاتها لاحقا .
وصل شاكر ليقتحم الغرفة : وفية .. وفية
وقف محمد فورا : الحمدلله الدكتورة طمنتنا .

نظر له بتشكك لكنه قبل المجازفة ليتركه محمد بصحبة وفية ويتجه لملاقاة الطبيبة .
جلس أمامها متسائلا بقلق : خير يا دكتورة ؟ خبيتى إيه عن وفية ؟
نظرت الطبيبة للفحص بيديها لتقول : يا استاذ محمد المدام عندها ورم ليفي هو المتسبب فى النزيف ده واتوقع إن الحمل مش هيكمل دى مجازفة .
ابتلع ريقه بتوتر : يعنى حضرتك شايفة إيه ؟
أجابت بثقة : ننزل الحمل دلوقتى اسلم ليها ونستأصل الورم .
مسد جبهته بتوتر : وبعد كده تقدر تحمل تانى ؟
هزت رأسها نفيا : هيبقى صعب إن ماكانش مستحمل واضطرنا نشيل الرحم . المجازفة غير محسوبة مع وجود الحمل .
دفن وجهه بكفيه : يارب رحمتك ..انت عالم بيها يارب .

*****

هاتفته رحمة مرارا لحضور حفل الزفاف ، كان في بداية الأمر يطلب مزيدا من الوقت لكنه صاح فى النهاية بغضب : فرح إيه يا رحمة وفية في المستشفى !!
لتنتهى الاتصالات ويتفرغ لهمه الذى اعياه دون أن يصل لقرار شاف .

****

وصل الجميع ولم يصل العروسين بعد ، اقترب مهران غاضبا : وبعدين يا طايع داخلين على نص الليل !
نظر له طايع بهدوء تعجبه : اجعد يا مهران .
نظر له بدهشة : اجعد .
زفر طايع بضيق : بدك اجول إيه !! الهانم وچوزها وأهله محدش بيرد .
أشار نحو صدر القاعة : اديك واعى بوه بيتمسخر على كيفه اهه .
اقترب خالد : سويلم كلمنى وقال عشر دقايق ويوصلوا خلصوا السيشن .
جلس مهران بغضب : اما نشوف .. هى چوازة مش نافعة من اولها .. لا هم من توبنا ولا إحنا من توبهم .

*****

اقترب تاج من طاولة رحمة التى حيته بهدوء ليشير ل حمزة ويسأله عن محمد فيجيب بتوتر : فى ظرف طارئ مقدرش يجى .
أبدى تاج تفهما دون تجاوز ليقول : صراحة يا حمزة انا محتاج اتكلم معاك.. أنا متأكد انك هتفهمنى .
تنحى حمزة بصحبته جانبا ليخبره بهدوء عن مشاعره تجاه زينة لكن حمزة لم يمنحه ما يحتاج ليطمئن قلبه وبدأ الصخب بوصول عروس الليلة .
كانت ليلة صاخبة للغاية أثارت حفيظة الجميع خاصة مع تقديم بعض المشروبات الكحولية للبعض من المدعوين .

ظل سويلم ملتصقا بها طيلة الليل خوفا من تلك الأعين المحيطة ولولا وجودها لسفك بعض الدماء .
غادر اغلب معارف طايع مع تأخر الوقت ومن تبقى حرجا ليس إلا لينتهى الحفل مع ساعات الصباح الأولى وقد عاد طايع وريان للتو من صلاة الفجر.

فور مغادرة العروس احتل الحزن قلب والديها وهما يشعران أنها تتقدم نحو خطر كبير .
أمسك سويلم كفها بحنان قبل أن يرتفع كفه الآخر ملتقطا دموعها ليهمس : ادعى لها ربنا يهنيها .
تساقط المزيد من دموعها : قلبى مش مطمن يا سويلم .
تنهد سويلم فهو نفسه غير مطمئن لكنه ربت فوق كفها : تعالى اوصلك وخليها على الله . إياد نعس فى العربية بجى له ساعتين .

****

فتح بسول الباب وتنحى جانبا لتمر ، كم ساءها عدم صحبة أسرتها لها حتى المنزل لكنها تجاوزت عن الأمر ببساطة.
تقدمت خطوة للداخل ليرفعها بين ذراعيه هامسا : اسعد ليلة في حياتى .
تعلقت برقبته لترخى رأسها فوق كتفه : تعبانة يا بسول.
لم يبد أنه استمع لها ليتابع : هخليكى اسعد إنسانة النهاردة .
صعد بها ليضعها أرضا ويقربها منه : تحبى تشربى حاجة ؟
تساءلت بترقب : حاجة زى إيه ؟؟
همس متابعا : حاجة تضيع التوتر ..
هزت رأسها نفيا بقلق ليهز كتفيه بلا مبالاة : براحتك يا بيبى بس خلاص بقا كل حججك خلصت وادينا اتجوزنا فى أكبر فرح وقدام كل الناس .
ابتسمت بتوتر ليبدأ بخلع سترته ، عاد يقربها منه : انا صبرت كتير .

لم تجد بدا من التعبير عن خوفها الذى تنميه فترة خطبتهما فهذا جل ما تخشاه ألا يفكر سوى فى نفسه ،تغاضت كثيرا ومنحته ما يحتاج وفقا لمعايريها الخاصة لتحصل على ما تريد ، فماذا عن هذه اللحظة التي تغافلت عنها تعمدا .

بدأت إرتجافه كفيها تعبر عن بعضا من مخاوفها قبل أن تزفر بإهتزاز : بسول انت كده بتخوفنى منك .

ليكن رد بسول اغرب مما توقعت ، لم يحاول احتوائها أو بثها شيئا من الطمأنينة ، لم يحاول كبح جموحه أو إظهار بعض المراعاة . بل انفجر ضاحكا بشكل زرع مزيدا من الخوف بقلبها ليقول : بيبى عاوزة تفهمينى إن نسمة طايع فى حاجة ممكن تخوفها !! وبعدين احنا اخدنا على بعض بما فيه الكفاية .
بدأ بنزع حجابها : فاكرة تانى يوم كتب الكتاب .. هنبدأ من مكان ما وقفنا .

ولم يتسن لها لحظات لالتقاط أنفاسها المرتجفة أو إسكان خفقات قلبها المرتعبة فقد عمد إلى تنفيذ كل ما أراده لتفق  بعد وقت لم تحصيه طريحة الفراش وهو قد اغرقته أمواج الراحة ليغفو بينما سحقتها تلك الأمواج العاتية ليكون الألم نصيبها كاملا .

****

شعرت ببرودة الفراش الذى خلا منه لتفتح عينيها باحثة عنه ، وجدته بالخارج مسندا مرفقيه لركبتيه ورأسه الشارد مستكين فوق كفيه مجتمعين ، اقتربت منه بقلق : مالك يا مهران ؟
لم يبد عليه التفاجؤ بوجودها ولم يحرك ساكناً بل قال بإنكسار : الچوازة دى ماكانش لازم تتم ابدا .. طايع غلط اكبر غلطة فى حياته .
جلست بجواره لترفع كفها فوق رأسه : كنت عاوزه يعمل ايه ! لو رفض بعد كتب الكتاب نسمة كانت هتتمسك بيه وده كان هيعمل فجوة بينهم .. ولو غصبها تسيبه كانت هتعتبر ابوها بيهدم سعادتها ومستقبلها وهيبقى عدوها مش ابوها ، أما لو حاول يغصبه هو إن يسبها كان ممكن ينجح وساعتها مانعرفش واحد زيه ممكن يعمل ايه او كان هيفشل وينزل من نظر بنته اكتر .
نظر لها بتعجب من تحليلها لتتابع : يا مهران طايع عاقل وكل اللى عمله إنه ساب الطريق بينه وبين بنته مفتوح علشان لما تفشل تعرف وتقدر ترجع له وماتبقاش مضطرة تتحمل فوق طاقتها
تنهدت بحزن : طايع اب وبيحب بناته جدا مش ضعيف ابدا بس عارف إنها اختارت وعارف كمان بنته كويس .ربنا يعينه على وجعها .
اغمض عينيه ؛ إنها محقة ، لم يحاسب أخيه ويلومه ولم يكن أمامه حلا اخر سوى إتمام الزواج ، وما دام الزواج سيتم بكل الأحوال فلا أهمية لهذا الحفل الذي يرفض .

*****

يجلس طايع بفراشه محدقا فى نقطة خفية بينما ليليان تتظاهر بالنوم وكل منهما غارق في مخاوفه وأفكاره .
يسأل طايع نفسه إن قصر فى حق صغيرته بإتمام هذا الزواج !!
وتسأل ليليان نفسها هل ستترك صغارها للابد يدفعون ثمن أخطائها !!

*****

تكاسل صباحى أصاب الجميع ليس سببه السهر والعرس فقط بل تلك المخاوف التى ترغم الأنفس على الخضوع للمشاعر السلبية .
اتجه إياد إلى غرفة بسمة فور تيقظه ، مر بالغرفة الفارغة ليتسلل الفراغ إلى روحه ويظهر معتليا ملامحه فورا .
فتحت بسمة الباب لتقابله عينيها المنتفخة فيتساءل ببراءة : انت بتعيطى كمان ؟
اولته ظهرها متجهة للداخل وهو يتبعها حتى جلس بجوارها : اقولك على حاجة يا بسمة ؟
لم ترفع رأسها وقالت : قول يا إياد
تعلقت عينيه بها : انا بحب سويلم بس مش عاوزك تمشى انت كمان .. اصل قلبى بيوجعنى علشان نسمة مشيت .
حاولت أن تبتسم : سلامة قلبك يا إياد .. نسمة ابتدت حياتها اللى اختارتها مع الإنسان اللى هيسعدها
ربتت فوق رأسه : بكرة يبقى عندها ولاد حلوين يقولوا لك يا خالو .
قطب جبينه متسائلا : هو انت مش هيبقى عندك ولاد يقولوا لي يا خالو بردو ؟
ابتسمت بيقين : إن شاء الله يا إياد. انت هتفضل قاعد ترغى كده ..ما تقوم نشوف حاجة تتاكل
انتفض بحماس برئ : انا جعان جدا .

****

حمل هاتفه وتسلل خارجا ، شعر بحركة فى المطبخ ليدرك تيقظهما لذا تابع نحو الشرفة لينفرد بنفسه خارجا .
بمجرد أن شعرت به يغادر انتفضت ملتقطة هاتفها وهى تطلب رقم نسمة بلهفة وتنتظر إجابة الاتصال ، كادت أن تيأس من إجابتها حين جاءها صوتها المرهق : صباح الخير يا ماما .
تهلل قلب ليليان : حبيبتي ..صباح الخير .. عاملة إيه يا بنتى طمنينى عليك. مال صوتك فيكى إيه !!
أجابت بهدوء : كويسة يا ماما بس نايمة .
زفرت ليليان براحة تتمنى صدقها قبل أن تتابع بحماس : هنيجى انا وبابا نطمن عليك بس لما تصحى براحتك .
رفضت نسمة : لا يا ماما إحنا مسافرين
مسافرين !!

رددت بدهشة لتتابع نسمة : ايوه هنروح أوروبا ..هانى مون يا ماما
ابتلعت ليليان غصتها لتتأفف نسمة : ماما بابا على الويتينج بليز قولى له أنا هقفل الموبايل وانام شوية قبل معاد الطيارة .

ولم تنتظر إجابة وانهت الاتصال لتظل ليليان على وضعها تمسك الهاتف تطالعه بحزن حتى عاد طايع للغرفة ، رأى هيئتها ليتساءل : مالك يا ليليان ؟
رفعت الهاتف : كنت بكلم نسمة .
شعر ببعض الراحة ليهز رأسه يحثها على التحدث فتتابع : كويسة ومسافرين النهاردة أوروبا .

رأت الدهشة تسيطر عليه كذلك لتلقى رأسها للخلف وتهرب من ألمه .

******

وصلت الطبيبة للمشفى ودعت محمد للقائها وما إن استقر جالسا أمامها حتى تساءلت : احب اعرف قرارك علشان ابدأ الإجراءات .
نظر لها محمد : مش هنزل الجنين يا دكتورة.
حمحمت بضيق فقد توقعت ردا اخر ليتابع : فى كل الاحوال دى فرصة وفية الوحيدة علشان تبقى ام وانا مستحيل احرمها من الفرصة دى . هى نفسها لو سألتيها هتاخد نفس القرار .

نقرت الطبيبة فوق المكتب عدة مرات : في الحالة دى لازم تعرف إنها من النهاردة لحد ما نعيد تقييم حالتها نايمة فى السرير ممنوع اى حركة نهائى ولا اى تقارب بينكم .
أومأ متفهما : حضرتك وضحى لها كده من غير السبب الحقيقي وانا هحرص إنها تنفذ كل التعليمات .

بعد قليل دخلت الطبيبة لغرفة وفية تعرض عليها حالتها الصحية وسمحت بعودتها للمنزل مع الحرص على الوصفة الدوائية والراحة التامة .

*****

مرت الأيام مسرعة لينطوى من الزمن شهرين كاملين ، ها هى بسمة تجتاز الاختبارات النهائية ، انخرطت نسمة في العمل وأصبحت ترى أسرتها على فترات متباعدة بينما علاقتها وبسول لا تسير وفق خطتها كالعادة .

حرص محمد على رعاية وفية ووفر لها ممرضة تصحبها طيلة غيابة عن المنزل أما بحضوره فيعتنى بها بنفسه ، اكتفى من قربها بالدفء الذى تبعثه فيه بمجرد وجودها بين ذراعيه ومع مراعاته الدائمة بدأت وفية تشعر بحبه لها بغض النظر عن أي رغبات أخرى .

تقدم تاج خاطبا زينة التى قبلت به ليقدم لها خاتما على أن يعقد قرانهما بعد نهاية الاختبارات .

**

اجتمع رفيع بإسرته على مائدة الفطور ليدق هاتف سويلم فيتبادلون النظرات الموحية .
رفع الهاتف بصبر : ايوه يا بسمة .
امهلها لحظة ليتابع : خابر . خابر . مافكراش حاچة من المنهچ وكل المذاكرة طارت من راسك .
كتم سليم ضحكاته لهذا الحوار الذى أصبح عادة في أيام الاختبارات بينما قال سويلم : تحبى نراچع تانى ؟
ونهض عن الطاولة متجها لغرفته لتضحك سيلين : وهتقفل الامتحان زى كل مرة هههه .
ضرب أبيها مؤخرة رأسها برفق : كلى لأچل خوكى يوصلك امتحانك .

****

ضمها محمد بدفء مستمتعا بقربها الذى أصبح مرتكزة حياته اليومية . تأفف حين دق هاتفه لتقول وفية : اكيد زينة روحت وبتطمنك على الامتحان .
تحمس للإجابة ليجد المتصل رحمة فيفزع : رحمة !! اكيد في كارثة .
أجاب مسرعا : خير يا رحمة فى إيه ؟؟
انتفض لبكائها وصراخها : مصيبة !! مصيبة إيه ؟؟ إيه اللى حصل اتكلمى .
ليزداد بكائها فينهى الحوار : طيب جاى مسافة السكة .
ابتعدت عنه لينهض مبدلا ملابسه لتتساءل : الولاد بخير ؟
زفر بضيق : مش فاهم منها حاجة صوات وعياط بس .
اقترب مقبلا جبينها : معلش يا وفية مش هتأخر هتغدى معاكى النهاردة .
ربتت فوق صدره : مش مهم يا محمد انت وظروفك بس طمنى بالله عليك .

***

وصل اخيرا للمنزل ليقتحمه فيجد حمزة وزينة أمامه فيهرع نحوهما : انتو كويسين ؟؟ إيه اللى حصل ؟؟
أشارت زينة للغرفة : انا جيت من الامتحان لاقيت ماما بتعيط ومارضيتش تتكلم ولما حمزة جه حبست نفسها في الاوضة .
نظر نحو حمزة : كلمت خالك يكون حصل حاجة هناك ؟
أخرج حمزة هاتفه : ماجاش فى بالى هكلم سويلم .
نظر له بضيق واتجه للغرفة ، طرق الباب بحزم : افتحى يا رحمة .

سمع هرولة خطواتها لتفتح له الباب ، دخل مسرعا ونحى كل الخلافات جانبا نظرا لحالتها المزرية ، ألقت نفسها بلا تفكير فوق صدره باكية ليحيطها ويمنحها بعض الوقت قبل أن يتساءل : فهمينى بس حصل ايه ؟؟ اى حاجة ممكن نحلها ماتخافيش .
رددت بإنهيار : مصيبة يا محمد .. مصيبة .
ابعد رأسها ليحيطه بكفيه بصبر : إيه هى المصيبة دى ؟ فهمينى !!
أغمضت عينيها وهي تقول : انا حامل يا محمد

ليحمد قلبه الله أنها مغمضة العينين وإلا قتلتها نظراته المشتعلة غضبا .
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل التاسع والعشرون من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة