-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى - الفصل الثالث والعشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثالث والعشرون من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى. 

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل الثالث والعشرون

اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى
رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى


تابع أيضا: قصص رومانسية

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل الثالث والعشرون

طنين مزعج منع عنه أصوات الإحتفال الذى كان يذوب فيه بكيانه كاملا ، سحب من غيامات الغضب تراكمت أمام عينيه وهو يقترب منها بينما لازالت تنظر أرضا ولا تعلم سبب هذا الصمت .
وقف أمامها محاولا استجماع نفسه لترفع وجهها على استحياء ، مد كفه يرفع ما يحجبها عنه لتتقابل الأعين ، لم يكن صعبا عليها رؤية غضبه لتتساءل عينيها قبل أن تنشق شفتيها ناطقة : مالك ؟؟
لاحظت توتر ملامحه ليقول : فى حاچات لازمن نوضحها جبل اى حاچة .
وقفت عفاف ليضطرب قليلا بينما تقول : أسأل كيه ما بدك .
عاد خطوة للخلف هربا من سطوة قربها ليتساءل : عرفت انك كنت موعودة لواد عمك ؟
احتدت نظرات عفاف إلى حد ما : وده يهمك في ايه ؟
علت نبرة صوته : مايهمنيش .. بس يهمنى إن مرتى تكون ليا لحالى
شهقت عفاف ليقاطعها : ماجصديش إكده .
حمحم بحرج لتلين نبرة صوته اعتذارا عن خطئه الغير مقصود : انا بسأل عن جلبك
رددت بتعجب : جلبى !!
أولاها ظهره ليعود للهذيان : ايوه ماحبش تكونى على ذمتك وجلبك  مع راچل تانى .
اقتربت عفاف لتقف أمامه وتنظر له بغضب : اللى بتجوله ده يضيع فيه رجاب .. وانا هعمل روحى ماسمعتش بس كرامة لأول ليلة لينا سوا ولأنك ماتعرفنيش زين .
عقدت ساعديها وتابعت : وماهردش عليك كمان .
همت بالابتعاد ليمسك كفها حائلا دون ذلك ، نظرت لكفه ثم له بحدة ورفض ليحمحم : احممم ماجصديش ازعلك .
تنهدت وقالت : لأچل نجفل الموضوع ده خالص لازمن تعرف إن دياب مش واد عمى ، دياب سندى وعزوتى يعنى يوم ما أغضب منيك ماهروحش لابوى هروح ل دياب .
جذبها نحوة بحدة غير مقصودة تنبأ بفوران دمائه الحارة لينظر لها : وانا ماهغضبكيش من أساسه ولا هتروحى لبوكى ولا لواد عمك .
أغمضت عينيها وهمست : يدك بتوچعنى .
انتفض تاركا ذراعها لتلملم أطراف فستانها وتلملم معه كسر لن تبديه متجهة نحو الخزانة .
رغم رأسها المرفوع رأى الانكسار فى شموخها الزائف ،
عفاف
توقفت فورا لسماع اسمها بذلك الصوت الدافئ ، اقترب ورفع كفيه ليسندهما لكتفيها : والله ماجصدي اكسر جلبك إكده . أنا بس حبيت أتأكد انك مارايداش غيرى .
تقدمت خطوة ليهوى كفيه عنها : لو رايدة غيرك ماكنتش جبلت بيك . وكتر خيرك على حسن الظن .
كلما أراد أن يصلح نتيجة لحظة حماقة واحدة زاد الأمر سوءاً .
لم تنظر لذلك الرداء المنتظر لها فوق الفراش ، فهذه البداية الغير مبشرة لا تستحقه ستبحث عن آخر أكثر حشمة مادام رأسه تجول به الظنون السيئة  .
فتحت الخزانة باحثة بعينيها ليهبط ذلك الرداء أمام عينيها متعلقا بكفه ، شعرت بالغضب لمجرد التلميح وهمت بمهاجمته لتبتلع كلماتها مع شهقة فزعة وقد غمرها بدفء هامسا : لما طلبتى الهودچ چبته من غير ما افكر ، لكن الليلة وانت معايا لأول مرة افتكرت إن چوازنا ماكانش بكيفنا وممكن تكونى مغصوبة .. فكرتك بتشاورى بالهودچ للتجاليد اللى بتجول البت لواد عمها .
زفر براحة بعد أن صارحها بكل ظنونه هامسا : وزة شيطان ماتخليهاش تفرج بينا .
خطوة جيدة للأمام إن كانت المصارحة أساسا فهى افضل أساس ، اومأت بصمت ليستكين قلبه لرضاها فتقول : يا هاشم انا بنت اصول حط دى جدام اى ظن ياچى فى راسك بعد إكده .. كان لازمن تسأل بس اختار الكلمة .. الكلمة زى ما بتحيى بتجتل .
لهيب طال بشرتها لتدرك أنه أنفاسه حين طفت قدميها بالهواء وقبل أن تشعر بالصدمة هاجمها الفزع الذى يحتوى شهقاتها بنهم ، لم يكن صعبا عليه الشعور برجفتها المصدومة ، زادها دفئا متخليا عن شغفه ليبثها بعض السكينة التى هى في أشد الحاجة إليها دون أن يغيب شغفه بها أو لهفته لقربها .
****
نظر دياب لكفه الممدود الفارغ بخجل وتردد قبل أن تمسك سليمة كف دينا وتضعه فوقه.
شعرت برجفة كفه لمجرد ملامسة كفها ، ابتسمت دون أن ترفع وجهها ليضم أصابعه محيطا أناملها قبل أن تتجه معه للأعلى فزوجة عمه ستتولى أمر الحضور وسيكون المنزل لهما فقط في خلال دقائق .
أغلق دياب باب الغرفة لتهرول دينا بعيدا عنه بشكل افزعه ليتساءل : مالك ! بترمحى ليه ؟؟
تلجلجت دينا ونظرت له : بص فى المراية وانت تعرف .
اسرع نحو المرآة يستطلع سبب ركضها بعيدا عنه ، إنها هيئته التى يطالعها كل يوم ، هل ترفض ملابسه ؟؟
جدها يرتدى الجلباب وأبيها كذلك .
رفع كفيه يعيد ضبط عمامته متسائلا : مالى !!
نظر لها بتعجب لتجيب بدهشة : ماشايفش روحك !
عاد ينظر للمرآة : شايف روحى طبعا .. عادى مفيش حاچة غريبة .
أمسكت أطراف ثوبها وهى تتراجع بمبالغة ليتأفف : مالك يا بت الناس ؟
اختطفت نظرة له لتقول : خايفة منيك
استقر كفه فوق صدره بدهشة : خايفة منى . ليه ؟
بدأت تفرك ثوبها : اص.. اصلك يعنى ..
حثها بهدوء : اصلى إيه ماتخافيش
نظرت أرضا وقالت فورا : اصلك كد ضلفة الباب .
ظل على وضعه لحظات قبل أن ينفجر ضاحكا . ظلت تنظر أرضا مبتسمة بخبث وقد تأكدت أن رجفته المضطربة التي سيطرت عليه تلاشت تماما .

*****

دخل حسين لغرفته مغلقا الباب خلفه وعاجز تماما عن مواجهة اى إنسان فى هذه اللحظة وعاجز أيضا عن تحمل الألم الذى نبتت أشواكه بصدره منذ غادرته ابنته .
اتجه نحو الفراش يلوم نفسه ، لقد اذاعن لقرار والده الذى لا يثق في صحته ، رغم أن والده يصيب فى أغلب القرارات لكنه لن يحتمل أن يكون زواج ابنته أحد القرارات الفاشلة .
تذكر شقيقته ، لقد كان زواجها قرارا فاشلا أيضا ، والنتيجة تحملتها وحدها هى وابنتها الضعيفة .
انتفض بدنه رفضا ؛ لا لن يسمح بتكرار هذا الخطأ ، لن يسمح لابنته أن تتهاون أو تتجاوز عن اخطاء زوجها ، هو لن يبالى بالاعراف إن جاءته باكية.
 ليبكينه ما تبقى من عمره .

*****

ضربت ليليان فوق ساقيها بحيرة قبل أن تنهض عن مقعدها وتتجول بالغرفة ، ابنتها لليوم التالى تتغيب خارج المنزل ، والاسوأ من ذلك الحوار الذى دار بينهما ، وها هي تضرب بكل حديثها عرض الحائط مجددا وتتغيب عن المنزل .
تعلقت عينيها بالساعة الزاحفة عقاربها ، لقد تجاوز الوقت منتصف الليل وهى لم تهاتفها أو تجيب اتصالاتها .
وبينما هى غارقة في خضم أفكارها فتح الباب لتدخل نسمة بهدوء : سلام عليكم ، ازيك يا ماما ؟
هبت ليليان واقفة : بقى ده كلام يا نسمة ! الساعة واحدة صباحا وانت جاية من برة !
زفرت نسمة بضيق : ماما انت عارفة انى مع بسول مش كل شوية هنعيد الأسطوانة دى . وبعدين أنا ولا بقيت عجباكى ولا عاجبة بابا .. خلاص لما يجو من الصعيد هحدد معاد فرحى واريحكم منى خالص .
واتجهت لغرفتها لتوقفها ليليان : انت يا بنت . اقفى هنا كلمينى
وقفت نسمة وعقدت ساعديها ثم دارت على عقبيها تنظر لأمها التى قالت : انا غلطت فعلا انى رفضت اسافر علشان اقعد معاكى . خوفت تشدى مع ابوكى ويعمل لك مشاكل بس انت فعلا محتاجة تفوقى لنفسك .
ابتسمت نسمة : ماما انت رفضتى تروحى الصعيد علشان انت مش بتحبى تروحى الصعيد مش علشانى ، خليكى صريحة مع نفسك بليز . وبعدين لو كنت روحتى معاهم بردو كنت انا هفضل هنا واسمع كلام بسول اللى عمله بسول علشانى فى شهر محدش عمله في عمرى كله . جودنيت ماما .
ودخلت غرفتها مغلقة الباب دونها تاركة ليليان والصدمة تحتلها قلبا وقالبا .

****

لقرب المسافة فضل الجميع العودة سيرا ، ورغم أن منزل رفيع في اتجاه مخالف لمنزل هيبة إلا أن سويلم سلك الاتجاه المعاكس لمنزله .
كانت الأفكار تسيطر على رأس طايع تماما فأطرق رأسه المثقل وسارت بسمة بجواره صامتة ، اقترب سويلم منهما ليتساءل : مالك يا عمى ؟
رفع طايع رأسه : ولا حاچة عجبال ليلتكم
اتسعت ابتسامة سويلم لتلك الأمنية الغالية والتى يتضرع بها قلبه بينما اختلست نظرة خجلة أشعلت بها نيران شوقه .انتبه طايع لطنين هاتفه ليخرجه متعجبا من المتصل بهذا التوقيت المتأخر ، نظر للشاشة ليفزع لرؤية اسم زوجته ، اسرع رابتا فوق ذراع سويلم : دير بالك عليها ماتهملهاش إلا على باب الدار .
وقبل أن يجيب كان قد فتح الخط وابتعد عن جمع العائلة .
أمسك سويلم كفها بتلقائية : لازم اعمل بوصية عمى
ابتسمت بمشاغبة : يا سلام على الأمانة !!
قرب رأسه منها : ايوه إلا الأمانة .
لتلقى هى رأسها فوق كتفه وتحتضن ذراعه متنهدة : سويلم اوعى تبعد عنى
تباطأت خطواته ليتساءل : فيكى إيه !! أنا حاسك متغيرة من ساعة ما وصلتم .
نظرت له ولم تتحدث ليتابع : طبيعى تزعلى إن خيتك وعمتى ماچوش اشهار عجدنا . بس ماتعرفيش يمكن ليهم عذر .
احتدت نظراتها ليبتسم : يعنى إذا خطيبها زعل وياها بسببك هتبجى مرتاحة ؟
اخفضت عينيها : لا طبعا
ابتسم : ولو اتأذت فى شغلها هتبجى مرتاحة ؟
زفرت بضيق : لا يا سويلم مش هبقى مرتاحة وماتحاولش تهون عليا هى لو مهتمة كانت افتكرت وكلمتنى حتى .. لكن هى مش مهتمة يا سويلم بلاش تحاول تضحك عليا أو تخلينى اضحك على نفسي .
توقفت خطواته تماما ليقف مواجها لها : انا مابضحكش عليكى يا بسمة ، انا موچوع عليكى ، خابر إنك زعلانة وخايف زعلك ينسيكى حج ربنا ، التنين ليهم حج عليكى و..
قاطعته بنظرة متألمة : وانا !! أنا حقى فين .
نسى تماما موضع تواجدهما ليرتفع كفيه محيطين بوجهها الحزين : أخطاء الآخرين ليست مبررا لأخطائنا ، واوعى تنسى أنهم امك وخيتك .
لاحت سحابات الدمع بعينيها ليقرر إنهاء هذا الحوار المؤلم : والله لو دمعة نزلت لالفعك على كتفى وعلى شجتنا واهى اخرتها عيار من عمك مهران .
ضحكت مرغمة لتطفر دمعة يلتقطها بإبهامه : لا دى ضحك ماتنحسبش .
كممت فمها ليتابع : ما أنا مش كد عمك . أنا عاوز ادخل دنيا
لكمته بصدره وهى تتراجع ضاحكة ليمسك كفيها بحنان : بس كنى هدخل الچنة على يدك .
سحبت كفيها ليعلوا صفيرا تبعه موجة من التصفيق الحاد ليجدا خالد وتاج بالقرب منهما يراقبانهما كما يبدو منذ فترة .
لطم جبهته بينما حثت خطاها خجلا . نظر لهما ليشير له خالد : الدمعة كانت هتفر من عينى يا جدع
انفجر تاج ضاحكا : يلا شيل يا سويلم .
ركض سويلم تجاههما متوعدا : انا هشيلكم لاخرتكم الليلة .
*******
تحرك مبتعدا عن التجمع الزاحف مجيبا بقلق : فى إيه يا ليليان ؟؟
جاءه صوت ليليان الذى تجاهد لتخرجه طبيعيا : مفيش يا طايع بس وحشتونى وقلت اتكلم بعد الفرح .
تنهد براحة وكفه فوق صدره : حرام عليك وجفتى جلبى .اصلا مش مطمن عليكم . هى نسمة فين ؟
اجابته بتوتر : نايمة .. نسمة نايمة ..
زفرت بقلق : طايع انت وحشتنى اوى . ارجوك ما تتأخرش
عادت توجساته تتراقص أمام ناظريه : مالك يا لى لى ؟ انت مش طبيعية ابدا
توقفت خطواته وهو يستمع لنحيبها المكتوم قبل أن ترجوه : ماتزعلش منى يا طايع .. حقك عليا .
فرك جبينه متعجبا : خلاص يا ليليان ماتبكيش
لكنها لم تكف عن البكاء وكان هذا كفيلا برى مخاوفه .

*****

عفاف
همس بإسمها لترفع عينيها نحوه ، تلاطمت المشاعر على صفحات الوجوه ليسود صمت طويل أمهل كل منهما لإلتقاط أنفاسه الثائرة قبل أن يهمس متسائلا : انت زينة ؟؟
أرخت جفنيها لتشعر به يتنحى مسترخيا قبل أن يحط رأسه ثقله فوق صدرها ليمتد ذراعها محيطه بتلقائية ، بتلات من الشوق نثرها مجددا قبل أن يغمض عينيه سامحا لنفسه ولها ببعض السكينة فتلك الجنة التى وطأها معها لأول مرة لن يغادرها ما حيا .

*****

ساعة كاملة يجلسان أمام الطعام دون أن ينقص ما يسد رمق رضيع ، يختطف نظرات لها وكأنه يرسم كل خط منها داخله بينما ترخى عينيها بشكل يريحه ويزعجه ، يريحه لعدم ضبطها نظراته المتلصصة يزعجه لعدم رؤيته عينيها .
شرد دون أن يحيد بعينيه عنها متخبطا بأفكاره .
ترى هل تنتظر تقربه منها !!
وهل ستتقبله !!
وماذا عن الصباح ومهنئيه  !!
وماذا عنه !!
لم يرفض قلبه الخضوع !!
لم لا يرى عروسه أمامه ويلبى نداء شبابه لها !!
ولم لا تسكن روحه إليها !!
كم هى جميلة !!
ابتسم ساخرا من نفسه ، جميلة !!
انت بحاجة لفحص عينيك يا رجل .. إنها فاتنة
ايوه صوح
همس دون أن يدرك نغمة صوته المجيبة على أفكاره ، رفعت رأسها تنظر له بدهشة : بتجول حاچة ؟؟
هااا
نظر لها بصدمة متعجبا سماعها أفكاره قبل أن يهز رأسه : لاه مابجولش .
نظرت للاطباق متسائلة : اشيل الوكل ؟
هز رأسه مجددا بحدة ونظر فى طبقه بتمعن قبل أن يبدأ في إلتهام الطعام الذى يجاهد ليبتلعه بشراهة زائفة .
نهضت بهدوء : عاوز حاچة جبل ما انعس ؟
لم يرفع عينيه واجاب بهدوء : كتر خيرك . تصبح على خير .
غادرته نحو الغرفة ليستدير رأسه مقتفيا أثرها قبل أن يزفر بغضب من نفسه .
دخلت الغرفة لتقف أمام المرآة ، طالعت هيئتها التى ارضتها فعليا لتتجه للفراش تفكر في عجيب أمره .

******

وصل رفيع لمنزله بصحبة أسرته ومحمد وأسرته أيضا ، حاول رفيع عدة مرات الانفراد ب محمد ليحول وجود ريان دون ذلك .
كما أن محمد نفسه يتهرب منه رفضا لمزيد من الشقاق بينهما بسبب رحمة والتى هربت لغرفتها بمجرد وصولهم للمنزل ليلحق بها محمد بصمت .
وقف رفيع والكل يتجه لغرفته حمزة سيشارك سليم وزينة ستشارك سيلين لذا سيكون الدور الأرضى لأخته وزوجها فقط وكم يتمنى أن تحسن استغلال هذا الانفراد لتصليح ما أفسدته أفكارها .
دخل محمد للغرفة ليجلس فوق الأريكة بصمت حائلا دون نومها ، هى أيضا لم تتحدث ..بدلت ملابسها وجلست فوق الفراش صامته .
مر نصف ساعة قبل أن ينظر لشاشة هاتفه ويقول : اكيد الكل نام انا ماشى .
اتبع جملته تحركه الفورى نحو الباب لتقاطعه رحمة : ماتمشيش .
توقفت خطواته تماما متعجبا : ليه ؟؟
هو لا يصدق أنها تغيرت بين ليلة وضحاها ، لا يصدق أنها ستعترف بحاجتها إليه لتأتيه كلماتها مؤكدة لظنونه : رفيع بهدلنى الصبح علشان ماكنتش اعرف انت فين .
سقط وجهه أرضا يحاول كبح غضبه الذى قد يودي بأحدهما هذه اللحظة ، لحظات ورفع رأسه مبتسما بتهكم : هبقى اجى قبل رفيع ما يصحى .
وتحرك للخارج دون أن تحاول إيقافه مجددا ، أهذا كل ما ازعجها من غيابه عنها !!!
أهذا كل ماتخشاه !! رفيع !! وماذا عنه !!
لم تسأله اين يقضى ليلته !!
وهل ينتظر منها غير ذلك !!

*****

حمل دياب الطعام ونظف الطاولة ومنذ ساعة يجلس بصمت لا يقوى على اللحاق بها وعقله لا يتوقف عن التضارب بأفكار متناقضة .
أوشك الليل أن يلفظ ساعاته الأخيرة واقترب الفجر حاملا الغموض ، زفر دياب ووقف عازما على إنهاء هذا الأمر فهو لن يملك تفسيرا لغير ذلك .
توجه للغرفة و فتح الباب ببطء ليقابله سكون تام .

***

منذ دخلت الحجرة تضع العديد من القصص حول إعراضه عنها .
ألا زال راغبا فى ابنة عمه !!
لا فكرة مستبعدة تماما ، لا يبدو احمقا ليفعل .
ألا تعجبه !!
رفعت رأسها بغرور الأنثى الفطرى ، لديه مشكلة في الرؤية إن فعل .
هل هو متخبط !! حائر !! يخشى رد فعلها نحوه !!
ربما لعدم تعارفهما بشكل جيد !!
ربما يحتاج بعض الوقت !!
بعض الدعم !!
بعض التقارب!!
الكثير والكثير من الاحتمالات التي لا تسئ إليه مطلقا لتقرر فى النهاية منحه كل ما يحتاج لتبدأ معه بداية صحيحة ، هى أيضا بحاجة للمزيد من الوقت لتعتاده وهذه فرصة جيدة لهما .
شعرت بقرب خطواته لتتسطح متدثرة بإحكام ، اقترب من الفراش يطالع ملامحها المسترخية ليلعن غباءه : اهى نعست . هتجول عليا إيه دلوك ؟
زفر بغضب ثم اقترب مناديا اسمها لتستسيغ هى نداءه الهامس فلا تجيب .
جلس بطرف الفراش وقد استسلم ، رفع كفه لينحى خصلاتها للخلف .
ببراعة رفرفت بأهدابها متصنعة التفاجؤ : فى إيه ؟
ارتد كفه فورا لتشعر بحرجه وتوتره وهو يقول : لا مفيش ، بشوفك صاحية ولا نعستى .
اعتدلت جالسة لتهلك بعض المسافة بينهما : معلش نعست وهملتك . هتجول عليا إيه دلوك ؟
وأدت ضحكتها بإعجوبة لينظر لها بدهشة ، عادت اهدابها ترفرف بإغواء فطرى لتسحب عينيه وتأسر نظراته فيطيل النظر مرغما .
هوت عدة خصلات لينتفض : احممم . هتسبح واچى .
وهرول هاربا وقد ولت عزيمته ، اختفى عن ناظريها لتمسك خصلاتها وتحدثها بضجر : كان لازم تجع دلوك !
القتها للخلف بإهمال : انا ماصدجت إنه اتحرك .
نهضت عن الفراش فقد تغفو بالفعل قبل عودته .
عاد بعد قليل لتنظر له بدهشة : مااتسبحتش !!
حك مؤخرة رأسه  : نسيت اخد خلجاتى .
لتترك لضحكاتها العنان من فرط سذاجته ، قطب جبينه لتزداد ضحكاتها صخبا .
اقترب خطوة بإنفعال لتركض صارخة : خلاااص ههه شكلك يضحك اعمل ايه هههه ؟
دون أن يهرول أمسك ملابسها  ليصيح : شكلى يضحك ؟ اراچوز إياك !!
كان الفارق البدنى بينهما شاسعا لتربت فوق ذراعه برقة : حلمك بس ..
هزها دون أن يتركها : تضحكى على وتجولى حلمك !
سحبت أقدامها نحو المرآة ليتبعها بعند ، أشارت نحوها لينظر لانعكاس صورته فتقول : انت لابس الچلابية مجلوبة .
اتسعت عينيه دهشة ، حين اكتشف أنه نسى حمل ملابسه للمرحاض ارتدى جلبابه مجددا بتسرع ، شكله مضحك بالفعل .وبدون تفكير دفعها لينحنى نازعا جلبابه عنه بغضب .
نظر لها ليجد كفيها مجتمعين فوق فمها وعينيها متسعة ، بلا تفكير اتجهت عينيه للمرآة ليجد نفسه مرتديا سرواله فقط ليصرخ معترضا : ياألله .
واتجه نحو الخارج صافقا الباب خلفه بقوة .
تمالكت نفسها بعد دقائق لتخرج بعض ملابسه وتلحق به . كان مستقرا فوق أحد المقاعد ورأسه ملقى للأعلى بأعين مغمضة لتحمحم بإسمه : دياب .
اعتدل مختطفا نظرة لها لتمد ذراعها نحوه بأحد قمصانه ليتناوله مهمهما بالشكر ويسرع بإرتدائه .
جلست بمقعد مجاور لتقول : دياب انت راچل زين ..
نظر لها لتتابع : إحنا چوازنا ماكانش بكيفك ؟؟
نفى فورا : مفيش راچل بيتچوز غصب عنيه .
ابتسمت براحة فمجرد نفيه السريع ذا ينفى السئ من أفكارها ويؤيد الجيد منها .
صمتت ليتساءل هو : وكان بكيفك ؟؟
اتسعت ابتسامتها : معلوم انا عمرى ما انچبرت على حاچة ما بالك چوزاى !
حمحم بحرج : بس انت ماتعرفنيش
هزت كتفيها ببساطة : سألت يزيد اخوى وچدى اللى حكم بچوزانا وچدى عمره ما يختار لى غير زين الرچال .
ابتسم لثقتها ليمتد كفه ملتقطا كفها بدفء : طب جومى ننعس .
ذابت شجاعتها فورا وتوترت ملامحها وقبل أن تمنحه ردا كان صوت المؤذن يصدح ، ارتفعت عينيه نحو السماء لتضحك هى فينظر لها محذرا : اضحكى جوى اضحكى .
******
فى منزل ابو العز عاد يزيد من صلاة الفجر ، ترك أبيه ليضع جده بغرفته واتجه للأعلى ، تأفف حين ذكر هرولة زيدان بطريق العودة هربا من الجميع ، عليه باكرا أن يغادر المنزل اذعانا لأمر جده ووالده لإبعاده تماما عن محيط همت .
اقترب من غرفة عمته ليجد الباب مفتوحا ، فكر فى المرور وإلقاء التحية ، دفع الباب ليجد عمته فوق فراشها .
كاد أن يغلق الباب ويغادر لكن مهلا . يبدو أنها لم تنهض للصلاة رغم طرقه للباب أثناء المغادرة كعادة يومية .
عاد يقترب من الفراش مناديا اسمها ، حاول مجددا لكنها لم تتحرك .
مد كفه يهزها برفق ، عادت هزته بشكل أقوى وأفزع ، جثى على ركبتيه يتفحص عمته ليتأكد من مفارقتها الحياة .
عاشت فى هدوء وماتت فى هدوء ، كان الصخب دائما داخلها ، لم تشكو قط حتى قتلتها شكواها .
اندفع للخارج ليصطدم بوالده ودون أن يتحدث أبيه عاجله يزيد : عمتى يا بوى
هاله الفزع بملامح ولده ليهرول نحو غرفتها : مالها عمتك ؟؟
اتجه لفراشها ليرفع جذعها العلوى : سليمة .. سليمة ردى على .. سليييمة .
ضمها بقوة ولم يمانع تدفق الدموع فمن أغلى منها ليبكيه !!
أبعدها برفق ليقبل جبينها ويعيدها الفراش وبكف مرتعش خلع عنها حجابها ، ثبته بصعوبة أسفل ذقنها ليعقده أعلى رأسها برفق شديد .
لم ينظر لولده بل قال بصوت مهزوز : كلم دياب يچيب دينا وياچى حالا وكلم هاشم جوله چدك رايدك انت ومرتك ماتجولوش اكتر من إكده .
نهض ليفسح له دون أن ينظر لوجهه فيتابع : وتعالى اوضة چدك هنشيله يطلع يسلم عليها .
اتجه حسين للخارج بينما أمسك يزيد هاتفه وهاتف دياب اولا فمسافته ابعد ويحتاج المزيد من الوقت .
*****
انتهى دياب من صلاة الفجر لينظر لها نظرة تعمد إثارة مخاوفها بها متسائلا : ما تضحكى !!
ارتبكت دينا وعادت للخلف : مايبجاش جلبك اسود .
لم تتغير نظراته ليتابع : انت ماتعرفيش !!
هزت رأسها نفيا ليقول : وانت خايفة إكده
صمت لحظة ثم ضحك : هههه شكلك يضحك هههه .
تخصرت دينا وضيقت عينيها قبل أن توليه ظهرها ضاربة الأرض بقدميها .
تبعها نحو الغرفة : استنى بس .. هجولك ..
وقبل أن تغلق الباب كان كفه يدفعه وذراعه الآخر يحيط خصرها ليرفعها عن الأرض .
اتسعت عينيها وهى ترى الأرض تفر بعيدا عن قدميها وتتجاوب له ، اخترق رأسه الهواء خاصتها ليهمس : انت جصيرة كدة ليه !! هههه ده انا هعملك ميدلية مفاتيح ههههه .
تمردت وضربت الهواء بساقيها : هملنى ، ميدلية !! هملنى .
ضربت ذراعه الذى يحملها بكفيها ليضحك دون أن تؤثر ضرباتها تلك بأى شكل كان .
ألقى بها فوق الفراش ليقيد كفيها بكف واحد : خلاص يا مچنونة .
ضيقت عينيها مجددا ليأتى رنين هاتفه منقذها منه ، نظر للهاتف دون أن يتحرك لتحصل على قسط من الضحك .
هز رأسه بأسف وابتعد عنها ، نظر لشاشة الهاتف ليتجهم وجهه : ده خوكى .
ابتلعت ضحكاتها واعتدلت بفزع : خوى !!
رفع دياب الهاتف فورا : السلام عليكم .
*****
جلست عفاف بعد الصلاة تشعر بخمول شديد لكنها أحبت إنهاء اذكار الصباح بينما غادر هاشم الغرفة .
عاد بعد قليل يحمل كوبا من الحليب قدمه لها بوجه مبتسم ودود : امى وصتنى اشربك حليب دافى .
نظرت له بإعتراض : لا يا هاشم ماجدراش .
جلس بجوارها : لازمن تسمعى كلام حماتك ..
اتبع قوله برفع الكوب لفمها ، حاولت الارتشاف ليدفعه لجوفها دفعا .
رنين هاتفه ارغمه أن يترك الكوب لكنه حذرها مبتسما : خلصيه . مين بيكلمنى دلوك ؟
اسرع يجيب بقلق : خبر إيه يا يزيد ؟
صمت لحظة لتهب واقفة : چدى !! دلوك !! يزيد فى إيه عنديك ؟؟
رأت الغضب والقلق مسيطران عليه ليزيد توترها . أنهى المحادثة ببعض الصراخ لتقترب منه فيقول : عفاف هنروح عند چدى دلوك .
اتجهت نحو خزانتها : حاضر هغير .
كان قد ارتدى جلبابه بالفعل ليمسك كفها : مش ضرورى إسدالك مليح .
اعترضت بهدوء : لونه فاتح يا هاشم .
وصل لباب المنزل ليتأكد أنه يحمل مفاتيحه : الدار خطوتين وهنروح بالعربية محدش هيوعى لك .
وصل هاشم للمنزل ليجد بابه مفتوحا ، إندفع نحو الدرج معتليه بخفة وهى تركض خلفه دون أن تدركه ، ارتقاه فى لحظات ليجد جده بباب غرفة أمه : چدى !
ناداه بلهفة لينظر له زيدان بأعين باكية : أمك يا ولدى .
اتسعت عينا هاشم وتصنم بدنه بينما عفاف خلفه تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها بإسدالها الوردى . اقترب منه يزيد : هاشم .
دفع كفه لينطلق مخترقا الغرفة إلى جسد أمه المسجى ، جذب دثارها برفض ليطالعه وجهها الهادئ ، جثى على ركبتيه باكيا : امى !! ردى عليا يا اما .
انكب فوقها باكيا دون أن يخترق اى منهم خصوصية لحظاته ، رفع رأسه عنها بأعين محتقنة : همت !!
خرج من الغرفة متسائلا بفزع : همت فين يا چد .
رفع زيدان رأسه : نعسانة يا ولدى ما حدا جادر يصحيها ويجولها .
سارت خطواته بألية نحو غرفة دينا حيث تنام همت فتح الباب ليجد فراش غير مرتب لكنه بلا همت .
نظر له بفزع ليعود أدراجه  : همت مش فى الاوضة .
انتفض الجد فزعا وتساءل حسين : كيف يعنى ؟؟
وقبل أن يتابع تساءل هاشم : فين زيدان ؟
شحبت الأوجه ليتابع بإحتراق : الواطى الخسيس
ومن فوره انطلق لغرفة زيدان الصغير يتبعه الجميع فلم تملك سوى أن تتبعهم ايضا دون أن تفهم ما يحدث .
فتح الباب بهمجية ليجد همت بين ذراعى زيدان تغفو بوداعة وهو يغمرها مهدهدا إياها ، مدت رأسها بفضول تنظر إلى تلك الهمت لتصدم لرؤيتها
اتسعت أعين الجميع ليتمتم هاشم : هجتلك يا فاچر
وتقدم تابعا غضبا لا أساس له .
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث والعشرون من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة