-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى - الفصل الثالث

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثالث من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى. 

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل الثالث

اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى
رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى


تابع أيضا: قصص رومانسية

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل الثالث

انطلق مازن من غرفته للخارج وكأن الشياطين تطارده باحثا عن هيا ؛ تلك التى كانت سببا في خسرانه حب عمره .ابنة عمه . تلك الزهرة كما يصفها عمه وهى بالفعل أجمل زهرة وقعت عليها عيناه يوما .
كانت هيا قد اتجهت لأحد الارائك بعد أن تركها بالبهو ككم مهمل واتجه لغرفته ، جلست تنعى حظها السيئ ، تنعى تهورها وثقتها به لمجرد عدة كلمات معسولة تعمد مداعبة أذنيها بها لتنساق بغباء مطلق إلى هذا المصير . هو لم يرغمها ، هى اختارت مصيرها وتستحق ما تعانيه .
وجدته أمامها فجأة بهيئة مخيفة ، وجه غاضب محتقن .. ملابس غير مرتبة .. انفاس ثائرة توشى بإنفجار وشيك .
اقترب منها لتنكمش خوفا ودون أن يرى خوفها مد ذراعيه يقبض على ذراعيها بقوة وحقد .. هزها بعنف صارخا : بقى انت تعملى فيا كده ؟ انت تجبرينى اتجوزك وتضيعينى وتضيعيها منى !!
اتسعت عينيها صدمة من كلماته ، إنه لا يكتفى بتحميلها وزر ما حدث ..بل هناك فتاة أخرى هى كل ما يشغله حاليا ، هو لا يهتم بما حدث لها .. لا يهتم لجنينها الذى ينتمى إليه . هو يهتم فقط لأجل تلك الأخرى .
دفعته عنها بقوة لم تجد نفعا لتصرخ بوجهه : انت إيه يا اخى !! مش بنى آدم !! بعد كل اللى حصل وجاى تلومنى علشان واحدة تانية !! مش همك كسرتى !! ولا كسرة اهلى ! مش همك ابنك !! هتفضل طول عمرك انانى
صرخت لدرجة كادت تفقدها صوتها وهى تجاهد لإبعاده ليزداد قربا وقبضا على ذرعيها . رفعها بين ذراعيه لتقف فوق اصابع قدميها ويقترب وجهها من وجهه المشتعل غضبا وهو يزمجر من بين أسنانه المضغوطة : وانت كنت صغيرة !! ضربتك على ايدك !! انت وافقتى بمزاجك وجيتى معايا كل مرة بمزاجك .
أغمضت عينيها ترفض رؤيته : ايوه معاك حق .. انا وافقت لأنى وثقت فيك .. فكرتك بتحبنى ..
سقطت دموعها لتتابع بقهر : فكرتك راجل
دفعها للخلف صارخا : انا راجل غصب عنك .
سقطت فوق الأريكة متألمة لتحيط بطنها بفزع وهو يتابع بنفس الصراخ والحدة : انت هنا كام يوم بس علشان خاطر ابويا .. لكن تفكرى نفسك مراتى ولا تتعاملى على هذا الأساس هفرمك .. انا بحب بنت عمى وهتجوزها وهى بس اللى تستحق تشيل اسمى مش واحدة زيك .
نظر لها بإحتقار وعاد يندفع للداخل لتنتفض على صوت صفعه للباب فتزداد دموعها انهمارا وتشق شهقاتها السكون الذى يغلفها .
*****
وقف حمزة بسيارته أمام باب الطوارئ بتلك المشفى الاستثمارى الذى وصل إليه ، اندفع للداخل ليقابله شاب منمق فيقول برجاء : ارجوك معايا واحد تعبان معرفش حصل له إيه اغمى عليه فجأة و...
قاطعه الشاب ببرود وهو يشير لاثنين ليندفعا للخارج مع فراش مدولب فيهرول حمزة خلفهما . فتح باب سيارته ليحملا سويلم إلى ذلك الفراش ويعودا للداخل .
هرول حمزة لاحقا بهما ليوقفه ذلك الشاب : من فضلك اتفضل معايا .
أشار حمزة نحو الفراش الذى يبتعد حاملا ابن خاله بقلق ليبتسم الشاب ببرود : ماتقلقش اول ما تدفع التأمين الدكتور هيشوفه .
نظر له حمزة بصدمة وانساق له ليجذبه نحو مكتبه ويقدم له استمارة دخول ، أمسك حمزة الاستمارة بأنامل مرتعشة فيعود ويسحبها منه : حضرتك ملينى وانا هكتب . واضح انك متوتر جدا .
مسح حمزة جبينه : طب خليهم يسعفوه بسرعة من فضلك .
أومأ الشاب : الفين جنية بس تأمين .
بحث حمزة بجيوبه بتوهان ليخرج حافظته ومنها بطاقته المصرفية : تاخد كريدت !
تناولها الشاب بإبتسامة واسعة ليتأكد منها قبل أن يرفع سماعة الهاتف طالبا عرض سويلم على الطبيب .
دخل خالد من باب المشفى راكضا نحو حمزة الذى تمسك به كمن يتمسك بطوق نجاته : إلحقنى يا خالد .. كان كويس اطوح فجأة ودماغه اتخبطت فى تابلوه العربية .. كان بينزف ومش بيتتفس خالص يا خالد . خالص .
ضمه خالد فورا مقدرا فزعه الواضح : اهدا يا حمزة هيبقى كويس .. اهدا .
تحشرج صوت حمزة ليشد خالد ذراعيه حوله ممسدا ظهره وهو يأمره برفق : اتنفس يا حمزة .. اتنفس بالراحة .
حاول حمزة أن ينصاع له لتتكاثر سحابات الدموع بعينيه فيرخى جفنيه رافضا الانهيار .

توجها حسب إرشادات ذلك المنمق إلى غرفة بعد نصف ساعة ولم يصل محمد بعد ، قابلهما طبيب شاب بإبتسامة هادئة ليسأله حمزة فورا : حصل له إيه يا دكتور ؟ عنده إيه ؟
أجابه الطبيب بهدوء : معندوش حاجة خطيرة ماتخافش . هو بس ضغطه وطى وواضح إنه كان مرهق فإتعرض لإغمائة بسيطة .
أشار حمزة نحو رأسه بفزع ولم تسعفه الكلمات ليقول الطبيب : ده جرح صغير اتخيط تلت غرز  تقدر تشوفه
هرول حمزة للداخل بينما وقف خالد أمام الطبيب بهدوء مماثل له وقال بثقة : تقدر تقولى انا الحقيقة .
شحبت ابتسامة الطبيب ليقول : هو ضغطه وطى اوى فعلا بس مع بنيته الجسمانية مش سبب للإغماء .. قلبه كويس ومش ظاهر حاجة خطيرة بس لسه هنشوف ..
قاطعه خالد : هو معندوش أمراض مزمنة يا دكتور وصحته كويسة جدا
أومأ الطبيب بتفهم ليتابع خالد بأسف : بس اتعرض لصدمة شديدة افتكر ده أثرها
أشار نحو صدره : انا ابن عمه وكنت معاه .
أشار له الطبيب ليسير معه وهما يتحدثان عن حالة سويلم ليسير معه خالد متسائلا عن الأدوية التي يحقن بها سويلم ليعلم أنه وضع تحت التنويم الإجبارى كحالتها تماما .

دخل حمزة بلهفة إلى الغرفة ليجد سويلم مستلقى بملامح مسترخية هادئة ، يتنفس بهدوء شديد وتتحرك مقلتيه خلف جفنيه يمينا ويسارا برتابة ..اقترب يربت فوق صدره هامسا اسمه دون أدنى إجابة منه .

***
تململت بسمة فى نومها وانتفضت ليشعر بها طايع ، فتح عينيه بلهفة ليجدها نائمة ويصدر عنها حشرجة وهمهمات غير مفهومة ، ضرب وجنتها برفق لتفتح عينيها تنظر إليه وتغمضهما مرة أخرى عائدة إلى ذلك العالم الذى لا يدرى لم يعذبها !!
كانت تمسك كف إياد وهو يبلغ من العمر حينها سبعة أعوام يتجولان وسط حديقة الفاكهة التى صحبهما ضاحى إليها في الصباح لتنظر لأخيها الباسم : مبسوط يا إياد ؟
تتسع ابتسامة إياد : أووووى قد الدنيا
اتسعت ابتسامتها السعيدة دون أن تشعر بذلك القلب الذى يختلج مع قسماتها وصاحبه يراقبها بشغف ، بل لم تكن تعى بوجوده قبل أن يترك إياد كفها ويعدو صارخا بإسمه : سويلم .
لازالت تتلافى لقاءه منذ أعلنت عن رغبتها في الزواج به منذ سنوات .. تشعر بالخجل كلما تلاقيا مصادفة هنا او هناك . ترى بعينيه نظرة تدفع قلبها لضخ الدماء بسرعة تربكها ..
وصل إياد إليه ليستقبله بحفاوة وتسمع صوته الحانى : اتوحشتك جوى يا إياد ..كدة تاچى من عشية وماتسألش علي .
كتم إياد ضحكته بكفيه كالعادة : معلش ماتزعلش يا سويلم اصل انا بحبك بس معرفش اجى عندكم .
ضحك سويلم ونظر لها ثم ل إياد : هبجى اخدك عندينا وتعرف الطريج .
أشار إياد نحوها : قول ل بسمة هى بتعرف .
لتشعر أن زفرته فى هذه اللحظة تصل سخونتها إلى مكانها الذى يبتعد عنه عدة أمتار وهو يتابع وعينيه ترجوها : هى خابرة الطريج بس مارايداش تمشى فيه .
كانت جملة مبهمة منه فسرها عقلها الصغير آنذاك بما يهوى قلبها الغر لتتملكها رغبة في الفرار من أمامه فورا لكنه اقترب وكف إياد معلق بكفه وقف أمامها لترى الضيق فى ملامحه وهو يدور بعينيه فوق ملامحها قبل أن يرغمهما على النظر أرضا وهو يقول بنفس الضيق : بعدك صغيرة جوى.
شهقت بصدمة وحبست شهقتها عنه لتقول بحدة : يلا يا إياد نروح لعمو ضاحى يروحنا انا تعبت .
تعلق إياد به بكفه الأخر بينما تساءل بلهفة : تعبانة مالك ؟ حاسة بإيه ؟
نظرت له بدهشة لترى التضارب بين كلماته وتعابير وجهه أيضا لتغادر وتتركه خلفها مع إياد الذى قال : سويلم تعالى نركب الحصان ..بس انا حصان لوحدى .
قال بتحذير ليضحك سويلم ويوليه إهتمامه بمشاغبة : كبرت إياك ؟
وبعد ساعات من هذا اللقاء الذي زاد حيرتها من أمره قررت بشدة أن تترك  أمر قلبها ذا فهى لا تفهم بعد نواياه تجاهها ولا تنتوى أن تترك كل احلامها لأجل حلم لا تثق في تحققه.
لم يعد إياد إليها ذلك اليوم لتثق أنه حتما بصحبته وبينما تجلس بصحبة نسمة وليال أتت صرخة مريم لتفزع قلوبهن وهى تخبرهن أن إياد سقط عن صهوة الفرس الذى رمح به .
هرول الجميع للخارج بفزع وقلوب منقبضة ليروا جميعا الفرس عائدا نحو المنزل وفوقه سويلم وإياد المتشبث به . أسرعت وشقيقتها نحو الفرس بفزع ليقفز إياد نحوها باكيا بينما رأت الألم بعينيه لتتساءل فورا : انت متعور ؟
هز رأسه نفيا وجذب السرج ليولى الجميع ظهره منطلقا نحو الإسطبل . إلتف الجميع حول إياد فى محاولة للحد من فزعه وبكائه . مر نصف ساعة قبل أن يصل أبيها وعمها هيبة بعد أن هاتفت امها أبيها ليتخلى إياد اخيرا عنها وشقيقتها ويتعلق بأبيه .
استغلت إنشغال الجميع لتتسلل للخارج مرة أخرى . بحثت بعينيها فى الارجاء لكن لا أثر له ..تسلل الحزن إلى قلبها وكادت أن تعود للداخل لتلمح دياب الذى من هرولته لم ينتبه لوجودها واتجه للإسطبل فورا .
 زاد وجيب قلبها ..لقد أحق شعورها وكذب هو .. إنه مصاب .
تبعت دياب فورا وقبل أن تطأ الأسطبل سمعت تأوهه : اااااه ..حاسب يا دياب ماجادرش
اندفعت للداخل بلا تفكير لترى هامته منحنية للمرة الأولى بحياتها ويحيط دياب بخصرة داعما : معلش يا واد عمى ..نخرچ بس من إهنة جبل ما حد يوعى لنا .
وصلت شهقتها إليهما لترتفع الأعين ناظرة لها. دياب بحدة وهو بألم ، ودون أن تعبأ بنظرات دياب هرولت نحوه تحدثه باتهام ولوم : انت كدبت عليا !! انا سألتك وانت كدبت عليا !!
كانت تتحدث بلكنة غلب الوجع فيها التساؤل ليقول بألم : مش وجته يا بت عمى . خلينى اروح .
وقفت أمامهما بتحدى وهو يجاهد ليرفع هامته أمامها لتتابع : مش هتتحرك إلا لما يجى الدكتور يشوفك .
تحدث دياب بحدة مماثلة لنظراته : وبعدهالك عاد ؟
ورغم الألم نظر ل دياب فورا ليخفض عينيه زافرا بضيق لتتساءل وهى على وشك البكاء : طب قولى جرى لك ايه قبل ما تمشى .
ابتسم بشحوب واضح لاهتمامها به قبل أن يتحدث بصوت عجز عن إخفاء ألمه : ولا حاچة فرع الشچرة وانا برمح ورا الفرس طال چمبى . حاچة بسيطة ماتخافيش .
أرادت أن تصدقه ورفض قلبها تصديقه وكان محقا فما هى إلا بضع خطوات تحركها ببطء كاتما ألمه وتأوهه قبل أن يعلن بدنه الرفض لهذا الإجبار ويسقط أمامها .
صرخت بإسمه لينتفض بدنها مرة أخرى ويعود أبيها رابتا فوق وجنتها بحنان : بسمة .. فوجى يا جلب ابوكى فيكى إيه !!
فلم يصله منها إلا تنهيدة قبل أن تعود لعالمها الذى تمنى أن يخرجها منه .

****
اقتحم محمد الغرفة ليقف حمزة وخالد فورا . إتجه نحو الفراش المسجى فوقه سويلم ناظرا لهما : طمنونى يا ولاد الدكتور قال لكم إيه ؟
أجاب حمزة : الحمدلله يا بابا قال ضغطه واطى بس .
زفر محمد براحة : طيب الحمدلله .
نظر ل خالد متسائلا : انت كنت معاهم يا خالد ؟
جلس ليجلسا ويبدأ حمزة يخبره ما حدث غافلين عنه وعن عينيه التى لازالت تتحرك برتابة أسفل جفنيه .

طرق باب غرفة والديه وقد استجمع شجاعته وعزم على مصارحتهما بما يكن قلبه ، دفعه دياب مشجعا أكثر من مرة ليخطو تلك الخطوة وحين لمس منه تراجعا هذه المرة أيضا رسم ابتسامة متهكمة وهو يقول له : خلص يا واد عمى انت حر بس لما تلاجيها چاية لابسة دبلة راچل تانى ماتندمش .
انقبض قلبه بفزع ، الجميع يعلم أنه يريدها رغم أنه لم يصرح بذلك . لكن عيناه صرحت .. قلبه صرح .. لهفته صرحت ..ويكفيه أن ضبط متلبسا بالتنصت لإنشادها من قبل الجميع .
ابتسم بخجل وهو يدخل لغرفة والديه حيث يقبع أبيه بفراشه وتجلس أمه أمام المرآة . وقف ناظرا للأرض ليتساءل رفيع متهكما : انت چاى تتفرچ على سچاد الاوضة ؟
نظر له بخجل لتنهض أمه متجهة نحوه : رفيع وبعدين معاك !!
اقتربت تربت فوق صدره بحنان : مالك يا حبيبي ؟
سمع صوتا معترضا من أبيه يسمعه دائما كلما نادته أمه حبيبى ودون أن ينظر يعلم أنها تنهره بعينيها ليبتسم لكم يتمنى أن يفعل المثل مستقبلا !!
عادت امه تربت فوق صدره ليرفع وجهه وينظر لها دون تردد قال : انا عاوز أخطب بسمة بنت عمى طايع .
اتسعت ابتسامة أمه لتجذبه نحو صدرها بسعادة ، رفع عينيه نحو أبيه ليجده مبتسما له عاقدا ذراعيه براحة قبل أن ينهره : ما خلاص انت لازجت فيها !!
ضحك وابتعد عن أمه قليلا لتعيده إلى صدرها بعند : رفيع انت هتحرم ابنى يحضنى كمان !!
تمطأ رفيع بتكاسل : خلاص خليه فى حضنك وانى هدلى مصر لحالى .
انتفض لتضحك رنوة وتخلى سبيله متنازلة عن مشاكسة أبيه لتدفعه نحو الخارج : روح جهز نفسك وهبقى اقولك هنسافر امته .
انحنى مقبلا جبينها قبل أن يهرول للخارج ..
وقفزت أحلامه ليرى نفسه وهى أمامه فوق مقعد يبتعد عنه ظاهريا فقط تنظر له بخجل ليتنحنح بحرج فهو عاش سنوات منتظرا تلك اللحظة التي ينفرد فيها بها رغم الأعين التى تراقبه ليتساءل : هتفضلى ساكتة إكده ؟
هزت كتفيها : معنديش حاجة أقولها .
ابتسم بحنان ينبع من قلبه كلما نظر نحوها : انا عندى حاچات كتير نفسى اجولها .
رفعت عينيها تنظر إليه لتتخلى عنه شجاعته وتخذله كلماته فيقول بحرج : بس .. بعدك صغيرة .
عقدت حاجبيها وهى تشير إليه : ماتنساش إننا مولودين فى نفس اليوم .
عقد حاجبيه بنفس الطريقة : جصدك انى صغير ؟
هزت رأسها نفيا بخجل : قصدى انى كبيرة
اتسعت ابتسامته ليقول : هجولها مرة واحدة بس
عادت تنظر له ليتابع : جلبى ماجادرش يدارى اكتر من إكده .
وقبل أن تتابع شفتيه شغفه رفعت كفها تمنعه عن التفوه بها ، شحبت ابتسامته لتربت فوق قلبه قائلة : هتبقى احلى لما تبقى حقنا .
عادت ابتسامته مع عودة أبيه وأبيها الذى تساءل : اتفقتوا ؟
وقف فورا مجيبا عنها رغم أنه لم يعرض عليها اتفاقا من الأساس ليقول : ايوه يا عمى .. بعد اذنك هنچيب دبل وكتب الكتاب لما نخلص چامعة .
ربت طايع فوق كتفه بحنان واتجه نحوها يضمها لصدره لتطل من عينيه نفس النظرة التى يراها حين تضمه أمه بعينى ابيه الذى ضحك ليخفض عينيه وينظر له طايع بتعجب .
عادت ذكرياته تقفز ليرى نفسه فى مركز البحوث والطبيب يقدم له نتيجة فحوصاته الطبية بأسف : الآنسة بسمة عندها إضطراب هرمونى هتحتاج تتابع بس النتايج هتكون كويسة جدا .
ابتسم براحة : مش مشكلة المهم إنها بخير .
اخفض الطبيب عينيه ليتابع : وحضرتك عندك متلازمة كلاينفلتر ودى أكبر سبب للعقم عند الرجال بس ...
ذابت بسمته وصمت أذنيه مع تدافع ضخات قلبه الذى يهذى ، ماذا قال ؟
هل هو عقيم !!؟
بحث صدره عن أنفاسه ليشهق قابضا على تلك الوريقات قبل أن يهرول للخارج بلا هدى غير عابئ بنداء الطبيب .
عادت ذكرياته تقفز ليرى نفسه واقفا أمامها ، عينيها تصرخ ألما وعينيه كذلك ، ورغم ذلك خلع خاتمه بأنامل مرتعشة يخلعه عن بنصره ويخلع معه قلبه عن صدره ليشهق وتتسع عينيه فيهرول نحوه الجميع ومحمد متسائلا : عامل ايه يا سويلم ؟
عادت أجفانه ترتخى رافضا العودة للواقع ليهزى قلبه وتتبعه شفتيه : غصب عني ..بسمة .. غصب ...
واختفى صوته وعادت أنفاسه للهدوء .
قطب محمد جبينه بحزن وعاد لمقعده رافضا تبادل اى حديث آخر تلك الليلة .
****
استيقظت ليليان فى الصباح تبحث عن زوجها لتجده بغرفة بسمة غافيا بجوارها ، أغلقت الباب بهدوء واتجهت لغرفة نسمة ، وجدتها غافية أيضا . اقتربت من فراشها تربت فوق وجنتها بحنان لتفتح نسمة عينيها : صباح الخير يا ماما .
ابتسمت ليليان : صباح الخير يا حبيبتي ..ارتاحى لسه بدرى انا بس بطمن عليكى .
هزت رأسها متسائلة : بسمة صحيت ؟
هزت امها رأسها نفيا : لا يا حبيبتي لما تصحى هقولك .
اومأت بصمت وأرخت جفنيها من جديد لتتركها ليليان وتتجه لغرفة إياد .
دخلت بهدوء لتجده يجلس بالفراش ويجلس بجواره خضر بينما يعقد ذراعيه وينظر بعيدا ، اقتربت مدعية المرح : اخيرا حد صاحى . هو إياد حبيبي النشيط في البيت ده .
لم يغير إياد وضعه وكأنه لم يستمع إليها ، نظرت ل خضر الذى قال : صباح الخير يا عمتو .
ابتسمت له ليليان ليقول : إياد مش راضى يتكلم معايا من الصبح .
تنهدت وهى تجلس امام ابنها تملس فوق شعيراته الناعمة : معلش يا حبيبي هو اكيد مايقصدش .
ظلت أناملها تعبث بشعيراته دون أى رد فعل من قبله لتيأس من تجاوبه  بعد لحظات وتنهض مغادرة الغرفة . نظر له خضر بحزن : طب لو عاوزنى امشى يا إياد قولى .
تحركت عينا إياد لينظر له بضياع فيبتسم خضر فورا ويقول بحماس : انا هفضل جمبك مش هتحرك .
**
فتحت بسمة عينيها لتشعر بألم شديد يطرق بين جنبات رأسها ، رفعت أناملها تتلمس جبهتها لتشعر بثقل ذراع أبيها الذى يحيط خصرها . تحرك كفها نحوه هامسة : بابا .
فتح عينيه بلهفة : مالك يا حبيبتي ؟
ابتسمت بضعف : كويسة يا بابا الحمدلله .
وضع كفه بظهرها لتترك له رفع جزعها العلوى وهى تقول بحزن : ماصلتش الفجر .
ضمها أبيها لصدره ومسد ذراعها بحنان : انت زينة ؟؟
اومأت بصمت ورتابة أكدت له نفى تلك الإيمائة فيقول : اللى انت عاوزاه هو اللى هيحصل
رفعت عينيها نحوه متسائلة : هو كويس ؟
نظر لها أبيها يقرأ الغضب منه في قسماتها فلم يجد سوى خوفها عليه . ذلك الأخرق !!
لكم يتمنى أن يلكمه عدة لكمات تريح صدره الذى يشتعل غضبا من حماقته .
طال صمت أبيها قبل أن يقول بإيجاز : ماخابرش .
تعلم صدقه لكن قلبها يحدثها بغير ذلك . حاولت النهوض لينهض مسرعا : رايحة فين ؟
بحثت قدميها عن خفها وهى تقول دون أن تنظر إليه : عاوزة أصلى يا بابا .
تخلى طايع عن كفها لتتجه للخارج بخطوات شبة مترنحة
****
غادر زناتى غرفته باكرا ليصطدم بابنته عفاف وهى تقف تتناول لقيمات قبل أن تتجه لعملها ؛ منذ التحقت بالعمل كمدرسة بمدرسة الفتيات التى أنشأت قريبا في النجع وهى يومها بين العمل في المدرسة صباحا والعمل على الجمعية الخيرية التى اشهرتها مؤخرا مساءا .
بالكاد يراها أبيها ، اقترب منها بحنان : يا بتى اجعدى كلى زى الخلج
ابتسمت بود : معلهش يا حچ مستعچلة وعندى الحصة الأولى .
رأت الفخر فى عينيه كالعادة ، لطالما فخر أبيها بها ولطالما عملت على أن يظل كذلك ، لن تشعره بإنتقاص لعدم انجابه الذكر ، ستكون دائما فخره .
جلس زناتى أمامها : ماعاوزاش حاچة !! چمعيتك مش ناجصها حاچة ؟
هزت رأسها : ماتخافش يا بوى صوح الچمعية لساتها صغيرة لكن ناس كتير بتدعمنا . السبوع اللى فات سچلنا عشرين عيلة مابين أرامل و بدون عائل .
ربتت فوق كتفه : ربك كريم يا بوى .
علقت حقيبتها بكتفها : انى نازلة كده هتأخر .
قبلت جبينه وغادرت فورا لينظر أبيها فى أثرها ، إنها كنزه الثمين .. الهبة التى وهبها فى شبابه وحمد الله عليها فبارك له فيها وصارت محط أنظار الجميع .
الجميع يتمنى أن تكون له ابنة ك عفاف زناتى .
سيزوجها من ابن عمها كما عاهد أخيه الراحل ، هو يلمس اهتمامه بها بشغف يسعده ويريح قلبه تجاه غاليته ، كما أن الفتى يستحقها بجدارة فقد طوى كل ماضى أبيه وصنع لنفسه نجاحا مستقلا .
لن ينكر أن لأخيه رفيع يد فى نجاح دياب لكن يكفى أن دياب نفسه لم يضع فرصته ولم يخضع لضغط سيرة والده الراحل .
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة