-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية يونس بقلم إسراء على - الفصل السابع والعشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة إسراء على ورواياتها التى نالت مؤخرا شهرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السابع والعشرون من رواية يونس بقلم إسراء على

رواية يونس بقلم إسراء على  - الفصل السابع والعشرون

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية

رواية يونس بقلم إسراء على
رواية يونس بقلم إسراء على

 رواية يونس بقلم إسراء على  - الفصل السابع والعشرون


وفكرة أكمل وأنا مش معاه...مبتجيش فـ بالي كأن الحياه...
خلاص واقفة عنده ورفضالي أعيش..وبفضل مكاني وبستناه...
أنا كل مادا بلاقي اللي فات..مصمم ميقلبش ليه ذكريات...
وبتأكد أني فـ غيابه مليش..نصيب تاني أرجع أحس بـ حياه...

شددت قبضتها علها تُبث في نفسها الضائعة بعض القوة الزائفة إن أمكن..أما إسلام ما أن أبصره حتى إشتدت عضلات فكه بـ غضب..ثم هدر

-جاي ليه يا عز!

إلتفت عز ومعه إسماعيل والذي تشدق بـ تحذير

-إسلااام!!..متعودناش نقول لضيوفنا جايين ليه
-بس يا بابا..آآ..

أشار إسماعيل بـ يده ثم قال بـ صرامة

-مفيش بس..جاي يتكلم مع أختك كلمتين وهيمشي..وهى اللي تحدد هتعمل إيه
-نظر إلى عز الدين بـ غل وقال:متفكرش أنك تطول منها شعرة...

تقدم منه إسماعيل وسحبه إلى إحدى الغُرف..بينما بقيت بتول في مواجهته وحدها...

لم يكن عز ذو ذهن حاضر ليتسمع إلى ثرثرتهم بل كان في وادٍ أخر ما أن أبصر بتول..وكأنه إنعزل عن العالم وبقى هى وهو فقط..كانت عيناه تلتهم ملامحها التي إشتاقها كثيرًا..إقترب عز الدين منها و كاد أن يحتضنها إلا أنها إبتعدت بـ نفور لم يلحظه ثم قالت وهى تكز على أسنانها

-عز!!..أحنا فـ بيتنا مينفعش كدا
-إبتسم عز الدين بـ حرج وقال:من لهفتي..وحشتيني...

إغتصبت إبتسامة خالية من الروح..ثم أشارت بـ يدها اليُسرى وقالت

-تعالَ الصالون...

صُدم عز الدين من تعاملها الجاف معه..ولكنه فسره كما يهوى..أنها لا تزال تُعاني من صدمة الإختطاف..سار خلفها حتى وصلا إلى غُرفة الصالون..أشارت له بـ أن يجلس وجلست أمامه...

كانت تضع يده اليُمنى خلف ظهرها تمنعه من رؤية صك الملكية الخاص بـ يونس..أغمضت عيناها تكبح رغبتها في التقيؤ..نفورها كان واضح لم تستطع السيطرة عليه...

بينما عز لم يلحظ هذا أو ذاك فـ لهفته عليها أقوى من اي شئ..أعمى بصيرته عن نفورها وعن رغبتها في التقيؤ..إقترب عز من مجلسها وقال بـ حب

-عاملة إيه!
-إبتسمت بـ تهكم وقالت:واحدة كانت مخطوفة..هتبقى عاملة إيه!
-إبتسم عز الدين وقال:عندك حقك..أنا آآ...

صمت ولم يعرف كيف يصيغ جُملته..إلا أنه سعل ثم قال بـ شئ من الحدة

-قربلك؟!
-رفعت أحد حاجبيها وقالت:قربلي!!..من أي جهه بالظبط؟

قالتها وهى تعقد ذراعيها أمام صدرها..ليرد عز الدين بـ سرعة

-عملك حاجة!..أذاكي مثلًا؟!
-مالت بـ رأسها إلى اليسار وقالت:لأ تصدقك طلع نزيه..يعمل أي حاجة إلا إنه يأذي بنت...

توجس عز الدين من طريقتها بـ الحديث وقد خطر بـ باله أنها علمت كل شيئًا عنه..وعند النقطة شحب وجهه سريعًا..إبتلع ريقه بـ صعوبة ثم قال بـ نبرة مُتوجسة

-مالك يا بتول بتتكلمي معايا كدا ليه!

كانت تُريد أن تنطق بما يجيش بـ نفسها النافرة منه..فكرة جلوسها معه بـ نفس الغرفة..كافية لجعل جسده ينتفض رُعبًا..أخذت نفسًا عميق ثم قالا بـ نبرة هادئة نسبيًا...

-مفيش..كل الموضوع إن أعصابي تعبانة م اللي حصل..

تنهد عز الدين بـ راحة وبـ أسف في آنٍ واحد وقال بـ ندم

-أسف يا حبيبتي إني حطيتك فـ الموقف دا...

نهض من مجلسه ثم جثى أمام رُكبتيها وقال بـ حنو

-أوعدك أني هنسيكي كل اللي حصل دا ومش هيتكرر تاني
-تشدقت بتول بـ نبرة عميقة:اللي حصل مش ممكن يتنسي..ولا حتى يتغير..أنا مش عوزاه يتغير..أصلي إتعلمت منه حاجات جميلة...
-زي إيه!
-إبتسمت بـ إصفرار وقالت:فـ وقته هتعرف...

****************************************

غرس يونس أصابعه في خُصلاتها ومن ثم و بـ قسوة جذبها منه حتى كاد يقتلعه..وبـ صوت كـ فحيح أفعى قال

-أتظني بـ أنني سأخضع لعاهرة مثلك

تأوهت أنچلي بـ قوة من قبضته التي تُمزق خُصلاتها ثم قالت بـ ألم

-قلت لك..لن يعلم أحد..وهى لن ترانا أو تعلم

قبض يونس على فكها بـ قوة حتى كاد يُهشمه ثم قربها منها و تشدق

-إن كانت لا تراني فـ الله يراني..إن لم تعلم فـ الله يعلم..أنا لا أخاف عقابها قدر خوفي من عقاب الله...

ثم دفعها بـ حدة عنه..وضعت يدها على فكها وعيناها تتوسعان بـ دهشة..ثم هتفت بـ عدم تصديق

-أأنت مُسلم!

إرتفع جانب فمه بـ سخرية..وبـ نبرة لا تقل سخرية قال

-لا..أنا أعتنق اليهودية..ما شأنك بي؟...
-هزت رأسها بـ نفي وقالت بـ تقرير:لا أنت مسلم..هم ذو ديانة غريبة..ويعتنقون مبادئ أكثر غرابة..وهم من يتفوهون بـ تلك الحماقات...

كاد يونس أن يرد بـ غضب عما تقول ولكنها أكملت وهى تعقد ذراعيها أمام صدرها بـ سخرية...

-ولكني لا أعتقد أنها لا تزال موجودة..فـ الغرب بثوا السموم من خلال أشياء كثيرة وأنتم العرب حمقى صدقتموها وقد شُكلتم كيفما نُريد..حقيقةً أنا لم أعد أرى دينكم كما تقصونه علينا فيكم...

إقتربت منه بـ خبث ثم تشدقت

-بل أرى أنكم بـ ثقافة الغرب ولكن بـ صورة مُحتشمة قليلًا..تُمارسون العهر فـ الخفاء ثم تتلونون..والدليل أنت آآآ...

لم يدعها تُكمل حديثها بل إنهال عليها ضربًا..كان غاضبًا إلى أقصى حد..إبتعد عنها لاهثًا من فرط إنفعاله وقد كانت مسجية على الأرض فافدة القوى..أشار بـ سبابته ثم هدر بـ قسوة

-أمثالك لا يحق لهم الحديث عن المبادئ والدين..فـ الإسلام أطهر من أن يُدنس بـ حماقات تتفوه بها عاهرة مثلك..تعرضين جسدك وما أن رفضك أحدثتي تلك الفوضى...

جذب ملابسه ودلف إلى المرحاض وأبدل ملابسه ثم دلف خارجه ليجدها لا تزال كما تركها..تحرك ناحيتها ثم جذبها من خُصلاتها تحت صرخاتها المُتأوهه..وقام بـ تقييدها إلى أحد المقاعد..ثم إتجه إلى أحد الكاميرات...

-أعلم يا سام أنك تُراقبني..إن كنت تُريد إبنتك حية..تعال إلى هنا..وإلا ستستلمها أشلاء...

دقائق مرت وقد دق هاتفها..أخذه يونس وما أن أمسكه حتى صدح صوت سام الغاضب

-أقسم أنك إن أقتربت منها ستكون جثتك هدية لوطنك...
-رد عليه يونس بـ برود:تعال إلى هنا ومعك المُشتري..وبعدها سنتحدث بل ونحتفل...
-كز سام على أسنانه وبـ حنق قال:سنكون هناك في غضون خمسًا وأربعون دقيقة...
-لا تتأخر عزيزي...

ثم أغلق الهاتف تحت نظرات أنچلي الذاهلة..قهقه يونس بلا مرح ثم إقترب منها وتشدق بـ خبث

-لا تذهلي هكذا..لم يكن من الصعب إكتشاف الحقيقة..أنا أعلم هويتك الحقيقية مُذ أن إلتقينا عزيزيتي جوين...

****************************************

إنطلق عدي بعدما أوصل روضة إلى منزلها وذهب إلى والده..دلف إلى مكتب العقيد سعد ليجد والده هناك يتبادلا أطراف الحديث..حيّ العقيد بـ إحترام ثم ركض إلى والده وإحتضنه بـ قوة..تشدق عدي بـ أسف

-أسف يا بابا إني حطيتك فـ الموقف دا
-إبتسم رفعت وقال:جت سليمة يا سيادة الرائد...

أشار سعد إلى عدي قائًلا بـ جدية

-أقعد يا عدي..عاوزين نتكلم

أماء عدي بـ رأسه بـ إحترام وجلس..وقبل أن يتحدث كان رفعت قد سبقه بـ لهفة

-والدتك عرفت!
-هز رأسه بـ نفي وقال:لأ عرفتها إننا فـ شغل بعد اللي حصل وقتل فرقة الإستطلاع...
-كويس

قالها رفعت بـ إقتضاب..وبعدها إستلم سعد دفة الحديث

-بص يا عدي..أكيد أنت عارف اللي حصل دا تدبير مين
-إبتسم بـ تهكم وقال:طبعًا
-عظيم..

صمت سعد ثم قال بـ نبرة ذات مغزى وهو ينظر إلى والده

-وعرفنا مين ورا قتل فرقة الإستطلاع
-مين يا فندم!!
-العقيد رفعت

جحظت عينا عدي بـ شدة ما أن سمع اسم ذاك الرجل..يتوقع أنه فاسد..يتستر على أفعال عز الدين المُشينة..أما قتل أبناء الوطن!..هذا فاق ما يتصوره..نطق عدي بـ صعوبة

-إزاي يعني!!..أنا عارف إن سكته مش كويس..لكن قتل جنود!..لأ وألف لأ..دا لازم يترمي لكلاب السكك ينهشوا لحمه
-تحدث والده بـ صوته الرخيم:متقلقش كل الأدلة معانا واللي معاه إعترفوا..تلبيسي التهمة والتهمة ذات نفسها..الأتنين لبسوه وكدا كدا هياخد حكم الإعدام...
-تساءل عدي بـ غضب:وهتمسكوه أمتى!
-تشدق سعد بـ تقرير:بكرة..لما يطلع القرار

كور عدي قبضته فـ هو كان يُريد اليوم قبل غدًا يُريد أن ينتهى الكابوس بـ وقتٍ سريع..دقات الهاتف الخاص الذي يحمله جعلته ينتبه إلى ما يدور حوله..إلتقطته ليقول بـ ذهول

-يونس!!
-أفتح الخط بسرعة

كان هذا صوت رفعت المُتلهف..وبالفعل فتح الخط وكان يونس صوته يشق تلك الأجواء المتوترة

-عدي!!
-أيوة يا يونس معاك
-جهزلي طيارة تجيلي بسرعة..أنا هخلص كل حاجة دلوقتي
-جاءه صوت سعد الغاضب:إتصرفت من دماغك ليه يا يونس!..بسرعة ليه كدا؟
-و بـ بساطة ردد يونس:الظروف حطتني فـ الموقف دا..كنت متراقب ولازم أتصرف...

زفر سعد بـ غضب ثم قال بـ جدية

-حالًا تتصل بـ الدعم اللي عندك عشان يجولك..طبعًا هيجموا بـ رجالة كتير وأنت مش هتطلع سليم
-رد عليه يونس بـ مكر:متقلقش عامل إحتياطاتي

كان رفعت يستمع إلى صوت والده ولم يقدر على الحديث..بل هبطت عبراته التي عبرت عن مشاعر جمة...

صدح صوت يونس يتحدث بـ جدية

-لازم أقفل دلوقتي..ومتنساش يا عدي..الطيارة بـ أسرع وقت...
-رد عليه سعد:بكرة هتكون عندك..والدعم هيوفرلك مكان لحد أما ترجع..أقرب من كدا مش هينفع...
-تمام..وأهو ستوكهولم أقرب من ألاسكا..صح!

قالها بـ مرح ليرد عليه عدي بـ غيظ

-ولك عين تهزر..يلا أقفل عشان نتصرف...

وأغلق عدي الهاتف بـ حنق وهو يسب شقيقه على تهوره..يعلم سبب تعجيل الأمور بـ الطبع الفاتنة ذات اللسان السليط..أفاقه صوت سعد الصارم وهو يرفع سماعة الهاتف

-مش وقت سرحان يا عدي..يلا نفذ بسرعة..خلينا نخلص من الموضوع دا...

نهض عدي وأدى التحية العسكرية ثم رحل هو والده بعد أن حيّ العقيد سعد هو الأخر والذي تمتم مع نفسه بـ تأفف

-حسابك معايا على تهورك دا يا سيادة المقدم...

***************************************

رافقت عز إلى باب المنزل بعد إصراره على تنظيم حفلة غدًا من أجل عودتها..رفضت رفضًا قاطع ولكنه لم يكن ليسمح لها..وبالنهاية أُجبرت على الموافقة..فـ من أجل يونس ستفعل أي شئ..وكم إشتاقت إليه!..شعرت بـ فقدان لذة الحياة وشقاوتها ما أن رحلت عنه...

تذكرت إعترافها له بما يجيش بـ قلبها من عشق لتبتسم بـ خجل..تعلم أنه الأمان ويالا الغرابة..طوال جلستها مع عز الدين كانت يُمناها تعبث بـ تلك الحلقة النُحاسية فـ تُبثها أمان وقوة..لتقول بـ مرح

-حتى أي حاجة من ريحتك بتحسسني بـ أمان..كدا أنا إتجننت رسمي يا معلم...

تنهدت بـ حرارة ثم إتجهت إلى غرفة والديها..لتجد إسلام يتجه إليها وإمارات الغضب جلية على وجهه وقبل أن تتفوه بـ حرف سبقها هو بـ صوتٍ حانق

-برضو رجعتيله يا بتول!

تنهدت بتول مرة أخرى بـ يأس..لتجد والدتها ترد نيابةً عنها

-ما تستنى ع البت تاخد نفسها

إقترب إسلام من بتول وأمسك يدها ثم قال بـ حزن

-يا أمي هترجعله بعد اللي حصلها بـ سببه!
-تشدقت بتول بـ هدوء:أنا لا رجعتله ولا نيلة..كل الموضوع أني بعمل حاجة مقتنعة بيها
-عقد والدها ما بين حاجبيه وقال:كلامك مُتناقض

إقتربت بتول من والديها وجلست في المُنتصف ثم وجهت حديثها إلى والدها

-عارفة..وعارفة كويس أني لا يمكن أرجع لعز تاني..خلاص هو مينفعش يكون جزء من حياتي
-ليتشدق إسلام بـ غيظ:ومقولتيش الكلام دا وهو هنا ليه!
-ردت عليه بـ بديهية:الراجل فـ بيتنا دا أولًا..ثانيًا ميبقاش جاي يطمن عليا وأقوله أمشي...

وبـ الرغم من عدم إقتناعها بما تقول..ولكن لابد من إخفاء الحقيقة..لأجلها ولأجلهم ولأجل حبيبها..لم يبدُ على إسلام الإقتناع ولكن بتول أكملت

-بكرة فـ الحفلة هنهي كل حاجة بينا..هنهي الخيط الدبلان اللي بيوصلنا...

*****************************************

إختبأ يونس ومعه أنچلي في أحد الأركان وكان قد إستعان بـ بعض الكاميرات حتى يستطيع رصد أماكنهم..نظر إلى هاتفه فـ وجد رسالة تُفيد بـ وصول الدعم..إبتسم يونس بـ ظفر وقال بـ سعادة

-أستنيني يا حبيبتي..جايلك بكرة...

كانت أنچلي فاقدة للوعي تمامًا حتى لا تفضح أمره..تقفد الحاسوب فـ وجد عدد هائل من الرجال يحاوطون البناية وجزءًا منهم قد صعد مع سام و المشتري..عبث يونس بـ هاتفه..ثم إتتظر...

وبـ الخارج..دلف الرجال المنزل المظلم..وما كاد يُنيره أحدهم حتى صدح صوت إنفجار قوي إثر الغاز الذي تسرب..وكانت هذه إحدى الخدع البدائية التي تعلمها يونس...

قُذف سام في الهواء ومعه المشتري وما تبقى من رجاله..نهض الجميع وهنا صدح صوت سام الغاضب

-خذوا حذركم..وأشحذوا أسلحتكم...

فعل الجميع ما أُمرو به..ودلفو وسط الغُمامة الرمادية..ليظهر يونس من العدم مُستغلًا تشوش رؤيتهم وبدأ في قتلهم..هذا بـ كسر عنقه وأخر بـ الذبح..حرفية رجل مُخابرات مُتمرس...

وبعد قليل من الوقت..إختفت الغُمامة..ليظهر جثث رجاله..جحظت عينا سام بـ شدة وهدر بـ شدة

-أخرج و واجهني أيها الوغد!
-كيفما تطلب...

قالها يونس وهو يتدلى من السقفية ومن ثم باغت سام بـ ضربة في جبهته..هبط يونس و وجه أسلحته إلى رأسه..مدّ يده وقال بـ صرامة

-أعتقد أنك تملك شيئًا ملكي..أعطني إياه
-نهض سام وقال:لا أملك شئ..ثم أين أبنتي!!
-لا تقلق بخير..أعطني ما معك أتركك بـ سلام...

وفي لحظات ساد الهرج..حيث تبادل رجال سام مع الدعم ضرب ناري عنيف..إستغل سام إنشغال يونس بـ تلك الجلبة وإنقض عليه..وللأسف كان السلاح بين يدي سام والذي قال بـ تشفي

-أمن أُمنية أخيرة!
-أطلق

عقد ما بين حاجبيه ولكنها تلاشت ما أن إخترقت الرصاصة قلبه ليخر صريعًا بعدها..نهض يونس وأخرج بطاقة ذاكرة صغيرة من جيب بنطاله الخلفي..توجه إلى المُشتري وصافحه ثم قال

-شكرًا يا محمود
-أدى محمود التحية العسكرية وقال:العفو يا سيادة المقدم..دا واجبي

ثم إبتسم وقال بـ سعادة

-بجد يا فندم فرحت لما عرفت إنك لسه عايش
-ربت على ذراعه وقال:عمر الشقي بقي..يلا لازم نمشي والدعم هينضف الفوضى دي
-طب وبنته!
-إبتسم وقال:مش قولتلك الدعم هينضف الفوضى..يلا يا راجل موحشتكش مصر!
-جدًا يا فندم
-طب يلا...

قالها يونس وهو يضع يده على منكب محمود ودلفا إلى الخارج..قابل أحد أفراد الدعم تبادلا في لحظات حديث مُقتضب بعدها كان يونس قد إختفى تمامًا وما معه من معلومات قيمة....

*****************************************

في صباح اليوم التالي إستيقظت بتول وهى تشعر بـ خمول تام في جسدها ولكنها أجبرت نفسها على النهوض..أزالت الغطاء عن جسدها وأخذت ثياب من خزانتها ثم توجهت إلى المرحاض...

قابلت في طريقها والدتها والتي تساءلت بـ حنو

-أحضرلك الفطار يا ضنايا!
-قبلتها بتول وقالت بـ رجاء:أيوة والنبي يا أم إسلام..لحسن وحشني أكلك
-ردت والدتها بـ لهفة:ثواني والأكل يجهز ونفطر كلنا...

أماءت بتول وتحركت ناحية المرحاض..أخذت حمامًا علها تسترخي قليلًا..تتمنى عودة يونس سريعًا فهى لا تستطيع التمثيل طويلًا حتمًا سيُكتشف أمرها..أنهت حمامها ثم خرجت وهى ترتدي كنزة صفراء من خامة الحرير و بنطال قُماشي ذو لون أسود..وقد عكصت خُصلاتها السوداء على هيئة جديلة فرنسية فـ أبرزت خُصلاتها البندقية المُتداخلة مع السوداء...

جلس الجميع يتناولون الفطور في جوًا مرح حتى قطعه إسلام

-رايحة فين من الصبح كدا!
-إبتعلت بتول فيما جوفها وقالت بـ توتر:هروح مشوار كدا وبعدين هروح عند عز عشان الحفلة

تأفف إسلام ولم يرد..بينما قال إسماعيل

-مشوار إيه اللي هتروحيه بدري كدا!
-تنحنحت وقالت:الظابط اللي جابني إمبارح..كان قايلي أروح القسم عشان عاوزني فـ كلمتين
-اللي هما!!
-أجابت بتول بـ نفاذ صبر:اللي حصل يابابا
-تشدق إسماعيل بـ هدوء:خلاص هاجي معاكي
-لاااااء

قالتها بتول مُسرعة ليعقد أبيها ما بين حاجبيه..لتُوضح بعدها بـ حرج

-الموضوع مش مستاهل..وأنا مش هتأخر..دي حاجة روتنية
-طب خدي إسلام
-تأففت بتول وقالت:إسلام عنده شغل
-رد عليها شقيقها بـ جمود:الشغل يتأجل
-يووووه...يا جماعة الموضوع عادي مفيش حاجة..وبعدين أنا عاوزة أتمشى شوية وأشم نفسي لوحدي..فـ أرجوكم سيبوني ع راحتي...

نظر لها أبيها مُطولًا ثم قال بـ تنهيدة يائسة

-طب خلاص..بس كلميني كل شوية
-حاضر

ثم نهضت تُقبل والدها ثم والدتها وأخيرًا شقيقها ثم دلفت إلى الخارج...

****************************************

ظلت تتطلع إلى العنوان المدون بـ الورقة ثم إلى البناية لتتأكد أن العنوان صحيح..كانت قد حصلت عليه من روضة التي أعطتها إياه أمس..وضعت الروقة في جيب بنطالها ثم صعدت...

كان أكثر ما يُقلقها ويُشعل غضبها هو مُقابلة ذاك السمج والذي يُدعى عدي..ظلت تدعي داخلها ألا تجده..وقفت أمام باب المنزل وقد إرتفع وجيب قلبها..ثم دقت الجرس بـ أصابع مُرتعشة...

ثوان و وجدت الباب يُفتح وتظهر من خلفه سيده في عقدها الرابع..إبتسمت صفوة وقالت بـ هدوء

-حضرتك عاوزة مين!
-إبتلعت بتول ريقها بـ توتر ثم قالت:حضرتك والدة المقدم يونس..مش كدا!!

تلاشت إبتسامتها تدريجيًا وكادت أن تغلق الباب..إلا أن بتول منعتها وقالت بـ رجاء

-أستني أرجوكي...
-ردت عليها صفوة بـ جفاء:من فضلك أمشي من هنا
-هتفت بتول مُسرعة:أنا شفت يونس وكلمته...

تجمدت صفوة في مكانها..ولم تتحدث..بينما إبتسمت بتول وقالت بـ نبرة ناعمة

-ممكن تسمحيلي أدخل أتكلم معاكي...

أفسحت الطريق لكي تدلف...

جلست بتول على أحد المقاعد بـ غرفة متوسطة ولكنها ذات ذوقٍ راق..كانت مُمتلئة بـ صور ليونس وعائلته..إبتسمت وهى تراه في مرحلة مُبكرة من عمره..وكان لا يقل جاذيبة عما هو الآن...

دلفت صفوة وهى تحمل حلوى وكأسين من العصير الطازج..نهضت بتول وأخذت منها الصحن وجلست مرة أخرى..تنحنت بتول وقالت

-حضرتك أكيد مستغربة من كلامي..بس أنا هحكيلك
-أشارت صفوة بـ يدها وقالت:أتفضلي...

بدأت بتول في قص عليها ما حدث مُنذ أن قابلته حتى الآن..كانت معالم صفوة ترتخي تارة وتنقبض تارة..ولكن بـ الأخير كانت الإبتسامة تشق وجهها..إنتهت بتول من السرد وقالت

-بس كل دا اللي حصل...

ولكن لم ترد صفوة بل ظلت تبتسم..أجبرت بتول أيضًا على الإبتسام وتساءلت

-خير يا طنط!!

إقتربت صفوة منها وجلست بـ جانبها ثم قالت بـ نبرة أمومية

-تعرفي أنك شبه يونس أوي..حتى حركاتك إيدك وعلامات وشك وأنتي بتحكي
-تهللت أساريرها وقالت:بجد!...

أماءت بـ رأسها بـ قوة..وبالفعل إنتبهت بتول لذلك التغير الذي أصابها..طريقة حديثها إختلفت وإن لم تكن ثرثارة ولكن طريقة سردها للأحداث وحركات يدها والتي لم تستخدمها في حياتها أبدًا..وكانت هذه إحدى الصفات التي لاحظتها بـ يونس.فاقت على صوت والدته وهى تقول بـ إبتسامة بشوشة

-روحك إطبعت بـ يونس..أنا شامة فيكي ريحة يونس إبني...

نظرت لها بتول بـ صدمة لتُقهقه صفوة ثم قالت بـ نبرة رخيمة

-أيوة..ريحتك كلها يونس..أنا عمري م أغلط فـ ريحته أبدًا..وأنتي فيكي ريحة أبني..يعني لازم أحبك...
-إبتسمت بتول بـ خجل وقالت بـ خفوت:أنا بحب يونس أوي..وعشان كدا جيتلك..كان لازم أشوف أي حد من أهله..عاوزة أحس بـ وجوده جمبي فـ غيابه..يونس بقى روحي لما ضاعت مني..أتاريها كانت معاه من الأول...
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السابع والعشرون من رواية يونس بقلم إسراء على

تابع من هنا: جميع فصول رواية يونس بقلم إسراء على
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
يمكنك تحميل تطبيق قصص وروايات عربية من متجر جوجل بلاي للإستمتاع بكل قصصنا
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة