-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى - الفصل الثالث والثلاثون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثالث والثلاثون من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى. 

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل الثالث والثلاثون

اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة

رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى
رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى


تابع أيضا: قصص رومانسية

رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل الثالث والثلاثون

نظر لها دياب بصمت ولم يزد حيرتها بل أشار لها : جربى يا دينا .
ضربت الأرض بقدميها وكأنها تعاقبها على بعد مسافته حتى جلست بجواره مطرقة الرأس ، ظل صامتا يتأكد من رفضها النظر إليه فلم يرغمها ، بل تحدث بهدوء : انا ماحبتش عفاف جبل لأچل احبها بعد .
لم ترفع رأسها وتساءلت : كنتم موعودين لبعض وانت بتغار عليها هو فى راچل بيغار من غير حب ؟

وصل كفه لكفيها ليجمعهما معا : انا ماهكدبش عليكى يا دينا .. انا جبل ما اعرفك كنت فاكر انى بحبها .. لكن لما عرفتك وعرفت الحب معناته إيه عرفت انى كنت بدور على حد يحبنى .. بدور على أهل وعيلة .. بدور على اللى بشوفه في العيون ومااعرفوش .. انا كان ممكن اتچوزها واصمم على الوعد وماحدش كان هيجدر يمنعنى عنيها .. لكن لما هى اختارت هاشم ورفضتنى صرخت .. كنت هكسر الدار .. بس لما هديت لاجيت نفسى جادر أبعدها .. يوم الشبكة ماغرتش عليها من هاشم زى ما كنت بغار جبل سابج .. لما بعدتنى جبلت بعدها وجدرت اشوفك واعشجك كأنى كنت مستنيكى طول عمرى انا جولت لك الحديت ده جبل سابج وبعيده تانى لأچل تتأكدى انا لا حبيت ولا هحب غيرك ..بلاش الغيرة تنسيك انك اول واخر من دخل جلبى .

حسنا تعترف أنها تغار .. تعترف أنها أرادت التأكد من حبه لها الذى لم يعترف به مسبقا لكن خبرتها عنه سكناته ونظراته ، لهفته وضحكاته كل ما فيه خبرها بحبه لكنها احتاجت إلى سماعها صريحة وهو لم يبخل عليها بها . كما لم يبخل عليها مسبقا بل زادها نفيا قاطعا لأية شكوك راودت قلبها يوما منذ اقترن اسمها بإسمه .

طال الصمت لكنه لمس رضاها من إشراق وجهها ونظراتها المشاغبة ، استكان قلبه وقد أزاح عنه ما اوجسه ليشعر بالسلام الداخلى ، فلم يعد بينهما أية حواجز .

ألقى بكل شيء جانبا وجذبها برفق : ما تاچى تنعسى چارى .
ابتعدت فورا فهى تعلم أن نومها بجانبه ينتهى بها فوق صدره . تذمر فورا : ما أنا ماهعرفش انام وانت نايمة بعيد إكده .
ليخيم جنونها المعهود : تاچى نلعب لعبة لحد ما تنعس .
لعبة !!
ردد بتعجب قبل أن يهز رأسه مستحسنا : زى بعضه . تلعبى إيه ؟
جمعت كفيها بحماس : ضربة وضربة
قطب جبينه بعدم فهم لتتابع : انا اضربك ضربة تضربنى زييها .
دفعها برفق : ضربة !! حتى وانا مضروب بالنار يا آخرة صبرى ؟ ده انا لو ضربتك ضربة هترجدى چارى .
عبست بمبالغة ليدفعها مجددا : جومى .. جومى بدل ما اجوم انا ونتفضح في المخروبة دى .

فرت من أمامه لتتكوم فوق الأريكة بهيئة مضحكة لكنه كبت ضحكاته التى ستعيدها إليه بعندها المعروف والذى لن تحمد عقباه حاليا .

****

مر يومين وكان اللقاء التلفزيوني الذى جمعت فيه نسمة الفائزين الثلاثة لتكون فرحة إياد عارمة .
صحبه والده للبث المباشر بينما التف الجميع حول الشاشة يتابعون البرنامج .
رحبت ليليان بوجود سويلم الذى حضر للمشاركة ، يكفيها أنه يحاول مشاركتهم كل لحظاتهم السعيدة لتتقبله .
كما أنها لم تر من زواج نسمة وبسول سوى ذبول ابنتها التي تدعى أنه بسبب الحمل .

هى تتذكر جيدا الحمل الأول الذى رغم كل متاعبه يبث حياة فى المرأة لا تدركها إلا من أحبت رجلا واحبت أن يكون أبا لأبنائها .

حاولت كثيرا تقريب المسافات بينهم وبين زوج ابنتها بدعوته للمنزل لقضاء يوم او تناول الطعام لكنه يعتذر دائما لتفهم أنه لا يرحب بهم في حياته ويفضل بناء حواجز بينهم .

كما لم يخف عليها أن عودة نسمة للتقرب منهم إقرار ضمنى أنها أخطأت الاختيار لكن ابنتها العنيدة لن تسمح لهذا الخطأ أن يطفو فيراه الناس .

تنهدت ليليان بحزن ؛ إنها تنتظر أن تطلب الدعم و ستكون أول من يقدمه . لتمنحها وقتا تواجه فيه نفسها .
عاد تركيزها للشاشة وهى ترى سعادة إياد بنجاحه وفخر نسمة به ، اختطفت نظرة نحو بسمة التى تنظر للشاشة بسعادة بينما عينيه تنظر لها كأنه جاء خصيصا لرؤية سعادتها بالبرنامج لا البرنامج نفسه .

****

عقد قران تاج وزينة

دخل محمد مسرعا لغرفة وفية التى تلزم الفراش بأمر الطبيبة وأمره أيضاً ، وقف أمامها بذراعين مفتوحين ، دار حول نفسه متسائلا : إيه رأيك انفع ابو العروسة ؟؟
قطبت جبينها بغيرة واضحة : تنفع العريس ..
ضحك محمد واقترب منها : معلش يا وفية هتأخر النهاردة .
ابتسمت بضعف : مبارك يا محمد .. بارك ل زينة بالنيابة عنى .وخليك معاها النهاردة .. النهاردة يوم مميز .. ماتخافش عليا انا هبقى كويسة .والممرضة هتبات معايا اتفقت معاها .

نظر لها محمد عاقدا حاجبيه ، ما الذى تحاول فعله ؟؟
لاحظت نظراته : مالك ؟؟
زاد ضيقه وتساءل : هو عادى لما ابات عند ضرتك ليلتك انت ؟؟
ابتسمت بسخرية : عادى !! ربنا مايكتب عليك نار الغيرة .
نظرت نحوه مباشرة : بس انا قبلت بيك وانت معاها .. صح ماكنتش متخيلة الوجع هيبقى كده بس انا قبلت ابقى زوجة تانية ولازم اتحمل نتيجة اختيارى .. وبعدين النهاردة مش علشانها .. النهاردة علشان زينة .. وزينة حتة منك يعنى علشانك .

زال ضيقه وظهرت نظرة لم تفهمها : ندمانة يا وفية ؟؟

ندمانة !!
رددت بتعجب ثم هزت رأسها نفيا : لا طبعا .. انا بحبك يا محمد وحبك يستاهل انى اتحمل اى حاجة واكون معاك .

غمرها بدفء يحتاجه مثلها تماما . كم يتمنى أن يملك الوقت ليمنحها ما تحتاج !!

وكم يخشى أن يغادر قبل أن يفعل !!

أبعدها بعد قليل و أمسك هاتفه وعبث به قليلا : بما إنك مش هتحضرى معايا انا قررت احضر معاكى .
قدم لها الهاتف : ده بث مباشر من القاعة . ليك انت بس واول ما اوصل هاخد دور البطولة وهبقى قدامك طول الليل .
تحمست جديا : بجد يا محمد ؟؟
ابتسم محمد واخبرها أنه استأجر مصورا خاصا يبث لها الحفل هى وحدها وربط أداة تصويره الرقمية بهاتفه هو وسيترك لها الهاتف ويأخذ هاتفها ليسهل عليها الوصول إليه حال حاجتها له ، ضمته بحب شاكرة له صنيعه ورغبته فى مشاركتها لحظاته السعيدة حتى إن لم تكن طرفا فيها .

***

بدأت القاعة تكتظ بالمدعوين ولم تصل العروس بعد ، لقد أصرت زينة على احتفال كامل ولم يعارض أبيها رغبتها فهى ابنته الوحيدة ومادام قادرا على تقديم ما يسعدها فلن يتوان حتى تسعد بما تريد .

لم يتوجه تاج لصحبتها من مركز التجميل بل ذهب حمزة ، كانت رحمة بالقاعة قبل بداية الاحتفال ولم توضح سبب شحوبها حتى لأخيها الذى ظهر قلقه جليا وأرجع هذا الشحوب للحزن .

لم يتفاعل رفيع بشكل جيد مع الحضور على عكس عادته فقط خوفا من صدام جديد مع محمد ، لقد لمس بنفسه سوء معاملة رحمة له لكنه لن يغفر له ظلمها أيضا .

اقترب محمد من طاولته فقد عجز على إرغامها لترتاح قليلا رغم شحوبها ، إنحنى نحو رفيع : رفيع حاول تقعد رحمة شوية منشفة دماغها كالعادة وهتقع من طولها .

نظر له رفيع بحدة فتحدثت رنوة : وأما انت شايف حالتها سبتها ليه يا محمد ؟ كان لازم تطمن عليها قبل الحفلة
نظر لها بدهشة فهو لم يتوقع أن تخفى حملها عن أخيها : اطمن !!
هز رأسه يأسا : رنوة رحمة حامل .. خبت عنكم بردو ؟

هز رأسه مجددا واتجه نحوها فورا .
نظر رفيع لزوجته غير مستوعب للموقف : هو جال إيه ؟؟
ضحكت رنوة : هههههه عادى يا رفيع اختك حامل إيه الغريب ؟

إلتفت نحوها ليجد محمد قابضا على كفها يرغمها أن تساير خطواته ، دفعها فوق المقعد : ماتقوميش من مكانك إلا لما بنتك توصل .
تأففت لكنه غادر دون أن يهتم بذلك ليقترب رفيع منها مدعيا الجدية والصرامة  : كأنك كبرتى يا رحمة !!

نظرت له مدعية التجاهل لتتهرب رنوة : هروح اسلم على لى لى يا رفيع .

وتحركت لينظر رفيع لها مجددا ، تتهرب بعينيها منه كما كانت تفعل حين تخطئ في الماضى لكن هل أخطاء الحاضر تتساوى بأخطاء الماضى !!

لم تعد تلك الفتاة التى يمكنه توجيهها ، أصبحت أم .. قدوة وإن كانت ترى أن واجبها انحصر فى كونها أما فهى تقدم أسوأ قدوة خاصة لابنتها .

المرأة يجب أن تظل امرأة قبل أن تصير زوجة أو أم أو جدة
إن لم تر نفسها بعينيها فلن يراها أحد .

إن لم تحافظ على كيانها فلن يفعل أحدهم لأجلها .

رغم كل شيء هى لا تزال رحمة .. شقيقته الصغرى ، اقترب بجزعه العلوى منها : مالك يا رحمة ؟؟ عمرك زاد عمرين ليه ؟؟فيكى إيه يا بت ابوى ؟

هى أيضا بحاجة للتحدث ، منذ ذاك الانهيار الذى سقطت به لم تبث شكواها .. تركت الظنون ترعى بقلبها لتزيدها شحوبا وهزال .

تنهدت رحمة وهمست : انا حامل يا رفيع .
ابتسم رفيع : وزعلانة ليه إكده ؟ حجك تفرحى برزج ربنا .
أسندت رأسها المثقل لكفيها : افرح كيه وانا شايفة كل حاچة بتتكرر !! افرح كيه وانا ولدى هياچى يلاجى بوه شركة بين أمه وبين واحدة تانية !! افرح بولادى لما يضيعوا يا رفيع ؟؟

إنها نفس النقطة ، لم تتجاوز الماضى ، يمكنه الأن أن يلتمس لها عذرا فهو أيضا بحياته ما لم يتمكن من تجاوزه ، ربما كان اوفر منها حظا ، وربما كان أكثر منها تعايشا ، وربما حصل على نصيبه من الدعم بينما ما قدمه زوجها لم يكن كافيا .

كافيا !!!

زاد عجبه ، هو الرجل الذي تثقل علي نفسه طلب المساعدة لم يتردد في طلبها فما الذى دفعها ألا تفعل !!

كان زوجها محقا . هى لم تحب محمد .. لو فعلت لما ترددت في طلب مساعدته .

نظر لها رفيع متسائلا : رحمة انت بتحبى چوزك ؟
انعقد حاجبيها بقوة : حب ايه يا رفيع !! بجولك ولادى هيضيعوا تجولى بتحبى چوزك !!
تنهد رفيع : انى معرفش انت ليه ماحبتيش چوزك طول العمر ده رغم إنك اتچوزتيه برضاكى .
ابتعد فجأة ناظرا لها بحدة : رحمة انت اتچوزتى محمد لأچل تهربى من الصعيد بس مش إكده ؟؟ خوفتى تبجى صورة من ستات كتير فيه مظلومين .. وخوفك من الظلم خلاكى ظلمتى .

احتدت نظرات رحمة ونبرتها أيضا : انا ماظلمتش حدا .. انا شلته على راسى وراعيت بيته وولاده وبعد العمر ده چاى يتچوز عليا وبدكم منى اجوله لاه .
قال رفيع ببساطة : ماعادش ياچى منه الحديت ده .. هو اتچوز واللى كان كان .. وإن كنت خايفة على الولد ماتخافيش إحنا اللي ظلمنا بونا مش مرته ..
ضربت رحمة الطاولة : لاه مرته .. حسنات هى اللى ظلمتنا يا رفيع حسنات ...
وصمتت حين رأت محمد يتجه نحوها ، جلس دون تردد : فى إيه يا رحمة ؟

أشاحت وجهها عنه لينظر ل رفيع : رفيع رحمة تعبانة من فضلك اى كلام يضايقها بلاشه أو  يبقى بطريقة أهدى من كده

وقبل أن يملك رفيع وقتا كانت رنوة تقترب بخطوات مسرعة بدلت نظراتها بين الجميع : إيه ده مالكم ؟؟
تأففت بضيق : رفيع سيبك من الناس الخنيقة دى وتعالى نتصور سيلفى .
ضرب محمد كفيه : إحنا ناس خنيقة ؟؟ مابقاش إلا أنت يا زنانة !

احتد رفيع فورا : لاه إلا رنوة عندك مرتك اهه جدامك خبطوا فى بعض لكن مرتى اخبط انا فيك
ضحك محمد : ربنا يسهلك يا عم .. قوم يا رفيع اتصور سيلفى ..قوم .
نهض رفيع : مااتصورش ليه !!
مد ذراعه لتتعلق به رنوة ويغادران بينما نظر هو ل رحمة : رحمة ممكن اطلب منك حاجة ؟؟
نظرت له ليتابع : انسى اى حاجة في الدنيا النهاردة وافرحى .. افرحى ببنتك .. زينة يا رحمة كتب كتابها بعد شوية .. اضحكى وافرحى واى حاجة تانية بعدين .

نهض عن الطاولة ليغادر ، ظلت مكانها لدقائق قبل أن تعود للدوران بين الطاولات مرحبة بالجميع وكأن شيئا لم يكن

**

جلست بسمة وسويلم على طاولة قريبة من والديها فقد اكتظت الطاولة بالفعل وكانت فرصة جيدة للفرار بها .

انهت محادثة هاتفية طويلة مع نسمة لتجده ينظر لها بضجر فتتساءل : مالك !!
اعتدل بجلسته : يعنى هو انا لو مسكت يدك دلوك هيچرى حاچة ؟ والله ما هيچرى حاچة .. ولو جولت لك بحبك مثلا هيچرى حاچة ؟ والله ما هيچرى حاچة .. ولو اخدتك من يدك دلوك وفريت هيچرى حاچة ؟ والله ما هيچرى حاچة .

رفعت كفه توقف تدافع كلماته مبتسمة : خلاص ماكانش سؤال ! عاوز تعمل كل وده ومايجراش حاجة ؟

أومأ مؤكداً : ايوه هيچرى إيه يعنى !!
ليأتيه صوت خالد : والله ما هيچرى حاچة ههههه .
إلتفت له سويلم : تصدج بالله انت والولد سليم ومجصوفة الرجبة الصغيرة هتضلوا إكده جطاعين ارزاج .
ضحك خالد وجلس بأريحية : معلش يا بنت عمى انت عارفة سويلم بيحبنى زيادة عن اللزوم .
رفعت بسمة كفها محذرة : خالد مالاكش دعوة ب سويلم وبعدين قاعد معانا ليه ؟ هو انت هتفضل سنجل كده ! ما تروح تدور على نصك التانى .
أجاب خالد بتلقائية : لسه ماجتش .
نظر له سويلم بحدة : هى مين ؟؟
ربت خالد فوق كتفه : بعدين اقولك يا ابو نسب ومش هقطع عليك شكلى هحتاجك قريب .

ونهض مبتعدا لتنظر بسمة فى أثره وقد وصلها مقصده بالكامل بينما تساءل سويلم : جصده إيه !!

رغم فهمها التام لمقصد خالد إلا أنها لا تملك التصريح عنه لذا بدلت مجرى الحديث فورا : مش هتقولى على مفاجأة فرحنا ؟؟

هز رأسه نفيا لتحاول استدراجه ليخبرها عن إعدادات الزفاف السرية والذى يكتفى دوما بإخبارها أنها لم تشهدها من قبل .

***

اقترب ريان من ولده الذى لا يخفى انفعاله ، ربت فوق ذراعه : مالك يا عريس ؟
أشار تاج لهاتفه : ينفع كده يا بابا !! لحد دلوقتي زينة ماجتش ..المأذون بقى له ساعة مستنى .
ضحك ريان : وانت شايل هم المأذون بردو ؟؟ انت غلطان كان المفروض روحت جبتها .
عقد ساعديه : اجى معاها ازاى قبل كتب الكتاب ؟
ابتسم ريان بخبث : زى ما روحت معاها في التاكس قبل كده

دهش تاج لمعرفة أبيه بتلك الذكرى الغالية على قلبه بينما تابع ريان : بعدين ماكانش لازم تيجو فى عربية واحدة بس هى كانت هتحس بلهفتك عليها اكتر . اهى بتتقل عليك .. قابل بقا

وضحك وغادر تاركه فى حيرته ، أتفكر حقا أنه لا يتلهف لقربها !
عليه أن يعترف ، خلال الفترة القصيرة التي تقاربا فيها لم يظهر اى لهفة لقربها .. هل يدعوها هذا للتردد ؟؟

هل تأخيرها تدللا ام خوفا ؟؟

قبل أن يمعن التفكير أعلنت الموسيقى عن وصول العروس ، دار على عقبيه باحثا عنها ليجدها أمام الباب متعلقة بذراع أبيها وحمزة خلفها مباشرة ووالدتها أيضا .

دقائق وبدأت مراسم عقد القران ورغم أنها لا تستغرق الكثير من الوقت إلا أنه شعر بالوقت بطيئا .
اخيرا يمكنه التعبير عن كل لهفته ..كل حبه .. كل أشواقه .. كل احتياجه لهذا القرب .

قبل أن يصل إليها كانت بين ذراعى أبيها الذى يبدو أنه لن يبعدها قريبا ، ربت فوق كتفه بحرج : عمى تسمح ابارك لعروستى ؟

أبعدها محمد برفق ناظرا لها بحب : مبارك يا قلب بابا .

وقبل أن يحصل على فرصته كان حمزة يخفيها بصدره هامسا بما جعلها تتشبث به ليزداد غضبه ، استدعى صبره وربت فوق كتفه : حمزة تسمح لى ابارك لعروستى ؟

نظر له حمزة بحدة ليأتى دور رحمة ثم محمود ثم والدته وأخيرا والده ليصرخ معترضا : والله العظيم حرام عليكم .. يا ناس دى عروستى انا .
ضحك ريان : هههههه خدى بالك يا زينة الواد ده بيحبك بس عبيط .

عبيط !!
ردد بصدمة لتعلو ضحكات ريان : طبعا يا قفل فى حد يستأذن علشان يبارك لعروسته .. اتلحلح يا اخى كسفتنا .

ضحكت زينة ليغادر ريان فينظر لها بغضب واضح تصنعة لتضحك مجددا ، اقترب فورا : قبل ما حد يجى تانى يقطع عليا ..
رفع كفها لصدره : قلبى هيقف من الفرحة
شهقت زينة : لا كده انكد عليك احسن .
زاد قربا منها : نكدى عليا .. فرحينى .. المهم إنك في حياتى .
تبدلت ملامحها : يعنى لو نكدت عليك مش هتزهق منى ؟؟
أحاط خصرها لتسير بجواره : انا لو فكرت إن الحياة هتبقى عسل فى عسل ابقى عبيط زى ما بابا قال .. انا بس عاوز منك وعد
نظرت له ليتابع : وعد انك تكلمينى عن اى حاجة وكل حاجة .. حتى لو زعلانة منى .. كلمينى كأنك بتكلمى نفسك .. صدقينى يا زينة لو خدنا الصراحة والصدق طريقنا هنعيش اسعد الناس .

حمحمة خافتة إلتفتا لها ليجدا مازن أمامهما مباشرة ، مد كفه مصافحا تاج ودون أن ينظر لها إنصرف بصمت ، لقد نصحه والده أن يواجه نفسه وها هو يفعل عليه أن يقتنع أنها لم ولن تكن له يوما .
 ربت تاج فوق كفها الذى يرفض تركه ويرفض أيضا جلوسهما فيتنقلا طيلة الحفل هنا وهناك يختلطا بالمدعوين بعض الوقت وينفردا معظمه لتمر الليلة بسلاسة يخيم الحب على من اخلص الحب ويسيطر الحرمان على من لم يفعل .

******

دق هاتف دياب في الصباح ليتأفف ويتجاهله ، إنها لأول مرة منذ عودته من المشفى تقبل بهذا القرب ، لن يخسر لحظة منه لأجل مكالمة هاتفية مهما كان فحواها .

أطبق عليها ذراعيه ليعود الرنين المزعج ، ربتت فوق صدره : رد يا دياب ماهيسكتش .

تذمر ببعض الكلمات قبل أن يصل كفه للهاتف ودون أن ينظر للشاشة أجاب بحدة ، استمعت لضحكات رجولية على الطرف الآخر قبل أن يبدأ المتصل بتوضيح سببه لإزعاج زوجها .

أنهى المحادثة بإقتضاب لتتساءل : خبر إيه ؟؟
شرد عقله واجاب : حسام مسك اللى ضرب عليا نار واعترف على اللى وزه
حثته بعينيها ليتابع : منصور وكاريه على يزيد .

شهقت بفزع ، هل وصل الحقد لدرجة القتل ؟؟

ترى ما الذي سيفعله يزيد إن علم بذلك ؟؟

دقائق من الصمت قبل أن يعود الهاتف للرنين ، نظر للشاشة ثم لها : يزيد !!!

*****

هبط يزيد الدرج مسرعا ليتجه لغرفة جده ، دخل بعد أن أذن له ليجد والده يعمل على إطعامه ككل صباح .
اقترب فورا : يا چد علية كلمتنى كأنها بتولد .. هروح اوديها للحكيمة .
نظر له جده بهدوء : لاه هاشم ومرته يودوها .. هو مهما يكون اخو اللى فى بطنها لكن انت مالاكش صفة .
لم ينفعل يزيد بل تحدث بهدوء : هى في حمايا انا يا چد واستنجدت بيا انا ومش يزيد ابو العز اللى يرچع حد استچار بيه خصوصى دى حرمة .
سأله حسين : چدك وياه حج يا يزيد .. تروح معاها بصفة إيه لحكيمة النسا


أطرق يزيد لحظات . يعلم أنهما على حق ، ويدرك مخاوفهما التى لم ينطقا بها ، ورغم بعده كل البعد عن هذه المخاوف إلا أنهما لن يدركا ذلك في الوقت القريب .

رفع رأسه بعد قليل : هاخد دينا وماهطلعش معاهم ..

وقبل أن يعترضا مجددا أخرج هاتفه وغادر المكان ، نظر حسين فى أثره : انا خايف عليه من علية دى
هز زيدان رأسه : ماتخافش .. هو رده سهل وهى كارهة الرچالة حتى لو بص لها ماهتهاودوش .

رفع حسين الطعام إلى فم أبيه ، لابد أن يجد زوجة ل يزيد بأقرب وقت ولده بحاجة للحماية من الفتن والعائلة بحاجة لبعض الأحفاد أيضا .

*****

لم يعترض زوجها على صحبتها علية للطبيبة هو أيضا عليه التوجه للمركز للاطلاع على تفاصيل المحضر .


اسندتها برفق أثناء هبوط الدرج ، لقد أخبرتها الطبيبة أن عليها التوجه للمشفى على أن توافيها هناك .

ترجل يزيد عن السيارة ليفتح لهما الباب الخلفى فتقول دينا : هنروح المستشفى يا خوى .

أومأ بصمت وانتظر استقرارهما بالسيارة قبل أن يعود لموقعه خلف المقود وينطلق مجددا غافلا عن السيارة التي تتبعه .

**

اضطر منصور لبيع سيارته ليتمكن من ترميم مزرعته التى ستحتاج الكثير من المال ، فقد دفع ما ورثه عن سليمة اجرا لذلك الغبى الذى فشل في قتل يزيد .

استأجر سيارة من أحد الأشخاص ليتمكن من التنقل بسهولة فهو لم يعد معتادا على استخدام المواصلات العامة .. لقد عاش عمرا متنعما بمال عمه وابنة عمه .

انطلق في إتجاه شقته بالمركز ليرى سيارة يزيد تصطف جانبا ، ليس احمقا ليخطئها بل الاحمق هو يزيد الذى أتى بتلك اللعينة لطبيبتها مؤكدا .

تجاوز سيارة يزيد ليقف بأحد الجوانب فهو سيمر به بكل الأحوال ولم يخطئ ظنه وبعد انتظاره رأى سيارة يزيد تمر حاملة تلك التي لفظته لتحمله الخزى طيلة عمره .

لحق بهم دون تردد حتى توقفت سيارة يزيد مجددا أمام المشفى .

اندفع يزيد للداخل لجلب مقعد أو فراش لحملها تاركا لأخته مهمة إنزالها من السيارة .

ابتسم منصور وضغط دواسة البنزين ليرتقى رصيف المشاه فهى فرصة ذهبية للتخلص من علية والانتقام من يزيد ودياب ووحسين وعمه شخصيا  .
 نظرتا نحو السيارة المقبلة ولم يصعب رؤيته .تمكن الفزع منهما وفي آخر لحظة جذب أحدهم دينا لتنجذب علية بالتبعية لكن لم يكن الوقت كافيا فسقطت دينا أرضا وارتطمت علية بمقدمة السيارة التي أسرع قائدها بالفرار .

صرخ ذلك الرجل الذي لا تعرفه : ده مجنون !! ده قاصد يقتلكم .

لم تجب دينا بل زحفت نحو علية التى تصرخ ألما وفي لحظة تجمع المارة مع خروج يزيد من الباب برفقة شخص يدفع فراشا .هرع نحو شقيقته التى صرخت : منصور .. منصور ضربها بالعربية يا يزيد .

***

وصل دياب للمشفى ليركض حسب إرشادات يزيد عبر الهاتف ، لم يعبأ بأى شخص بل اتجه نحوها مباشرة ، أخفاها بصدره وكأنها كانت تنتظر وجوده ليبدأ نحيبها معبرا عن كم الفزع الذى تعايشه .

نظر نحو يزيد بلوم قبل أن يبعدها متسائلا : انت زينة ؟؟

رفع كفيها يفحصهما ورفع غطاء وجهها يفحصه بدقة قبل أن يعيدها لصدره ، عاد ينظر نحو يزيد : انت واجف ومهملها مخلوعة إكده !! هم هات لها حاچة تشربها .

نفض يزيد جلبابه اعتراضا أثناء المغادرة ، ما ذنبه إن رفضت شقيقته البكاء حتى وصل هذا الهمجى !!
كانت تنتظر وجوده لتبكى !! يالها من حمقاء !!

****

مرت ساعتين قبل أن تغادر علية غرفة العمليات وقد اخبرتهم الطبيبة أنها لن تتمكن من الإنجاب مجددا فما أصاب الرحم من تهتك بسبب الاصطدام كاد أن يفقدها الرحم ، وضع الجنين بالحضانة وأمه بغرفة الرعاية الفائقة .

وصلت الشرطة ومع أقوال دينا ضد منصور أصبح القبض عليه مسألة وقت لن يطول .

وصل هاشم وعلم بفعلة أبيه ليتوجه من فوره إلى المنزل ليصحب اخويه إلى منزله ولم تمانع عفاف رعايتهما مطلقا .

فى المساء التالى أفاقت علية وبدأت تتحسن بمجرد أن علمت أن جنينها بخير وطفليها برعاية هاشم .
مر يومين لتسمح لها الطبيبة بالمغادرة لتجتمع بأطفالها للمرة الأولى . للمرة الأولى تشعر أنها نجت من منصور للابد .

*****

اعتذر محمد ل رفيع عن حضور الزفاف فقد أخبرته الطبيبة أن وفية تعانى اعراض ولادة مبكرة وقد لا يصمد الرحم حتى النهاية .. كما منعت الطبيبة رحمة من السفر لتزداد حالتها سوءا فيرفض حمزة السفر أيضا خوفا من إهمال أبيه لها .
طلب ريان صحبة زينة لعائلته ليتردد محمد لكنه قبل فى النهاية .

***

لم تخف ليليان مخاوفها التى شعرت بها كلما زارت نسمة عن زوجها الذي طلب من بسول أن تصحبهم لزفاف شقيقتها وكانت موافقة بسول فورية لتزداد شكوك نسمة حوله فقط اشترط سفرها جوا حرصا على حملها الذى ظهر تأثيره على علاقته بها فورا أو هكذا ظنت فهذا التأثير لم يكن للحمل علاقة به .

***

كانت التجربة الأولى ل إياد للسفر جوا وهذا وحده كاف للتأهب .
جلس طايع بينه وبين زوجته لينظر له بحنان فيبتسم إياد .
جلست بسمة ونسمة متجاورتين لتسأل بسمة : انت كويسة !
اومأت مبتسمة : ماتخافيش كويسة بس هنام .

لم تكن تشعر بالنعاس لكنها لم ترغب في التحدث ، لم تكن تنتوى حضور الزفاف ورؤية شقيقتها تزف لذلك الذى لا تراه أهلا لها .

نظرات الحب !!

لطالما رأتها بعينى بسول وسرعان ما تتحول نظراته إلى أخرى تكرهها ، ما هو الحب ؟؟

سؤال تعلم جيدا تأخر توقيته ولا ترغب أيضا بالبحث عن إجابته فرغم كل ما تمر به من عقبات في علاقتها ب بسول إلا أنها تتقدم وهو كذلك .. لن يحصلا على الكمال في كل النواحى .

بعض الأحداث تجرى خلف جفنيها المرتخيين .
إنها تتغافل وتعلم أنها تفعل لكنها ستتابع فقد بدأت طريقا لا يمكنها العودة منه .

أغمضت بسمة أيضا لكن بوجه مبتسم ففى خلال يومين سيصير حلم العمر واقعا تحياه معه حتى ينتهى هذا العمر .

******
جلس تاج بجوار أبيه ليتبادلا قيادة السيارة بينما جلست زينة برفقة تريم وليال بالخلف .
كالعادة ينشغل تريم بهاتفه وألعابه وتغمض ليال عينيها مبتسمة وقد لمحت هاتف زينة الذى فتحته منذ قليل لتلتقط عينيها اسم ولدها فتعلم أنه يراسلها .

فتحت الهاتف فور وصولها إشعار بإستلام رسالة عبر موقع المراسلة .
ابتسمت واخفضت رأسها تقرأ رسالته التي تقول : حتى وانت معايا مش عارف اكلمك . هو انا حد باصص لى فى الجوازة دى .
وعدة وجوه حزينة ابدلتها بأخرى مبتسمة لتجيب : المهم انك معايا وده مطمنى
ليكتب لها مجددا : انا معاكى يا زينة ماتخافيش .

عاد يتساءل : هو انا قولت لك قبل كده أنى بحبك ؟؟
لم تجب إلا بعدة وجوه متسائلة ليكتب : بحبك .
فترسل له وجها مبتسما : مش سامعة .

كتبها ثلاث مرات وهى فى كل مرة ترسل نفس الوجه ونفس الإجابة ليبتسم بخبث وينظر لها بتحدى : بقولك بحبك ماتستهبليش .
ابتلعت صدمتها مع شهقة فزعة اختفت تماما مع ضحكات ريان وليال التى لم تعد قادرة على التظاهر بالنوم أمام جنون صغيرها العاشق .
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث والثلاثون من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة