-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل التاسع

  مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة فرح ابراهيم؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل التاسع من رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمعقدة من الرومانسية والإنتقام والكراهية

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل التاسع

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم
رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم 

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل التاسع

 كما اخترقت خيوط الشمس نوافذنا وبدأت تداعبنا بمرح، داعبت سليم ليتملل في فراشه بأرهاق ويفتح عينه الجاحظه بسبب قله النوم ،فقد ظل يتملل طوال الليل تشتعل نيران الحرب بين عقله وقلبه والصراع لم ينتهي بل اصبح مداوم معه..!

جلس سليم علي الفراش وهو يضع رأسه بين كفيه يغمض عينه ويتنهد بألم

"سليم": ليه بس؟ ليه عملتي فيا كدا؟ انا كنت كويس ودوست علي قلبي وشلته من حسباتي خالص، قافل عليه بميت ترباس عشان عارف ان الحب وجع ومش سليم المنشاوي الي يتوجع.!، ومش سليم المنشاوي الي يسلم قلبه لواحده و محدش يستاهل ينول الشرف ده..!

بس انتي جيتي خلتيني انا الي اتمني انول شرف قربك مني، مش عارف الي انا فيه ده اسمه ايه ولا ليه، بس كل الي اعرفه اني عايزك قريبه مني..!

لم يستطيع مقاومه تلك الفكره حتي بعد محاولات باتت بالفشل بأن يخفي مشاعره خلف قناع بروده ومسناده عقله ولكن كان لقلبه النصر في اخر المعركه فقد اعترف برغبته لها دون وعي..!


افاق من شروده علي صوت طرقات الباب فسرعان ما عاد إلي بردوه وقسوته وقد توجه للنافذه يقف بشموخ يضع يده في جيب بنطاله ويعطي ظهره للباب الذي فُتح ودخل مالك منه علي مهل وهو يتنحنح ولكن ظل سليم ثابتاً

فتقدم مالك نحوه بخطوات بطيئة وحاول انتقاء كلماته ليذيب جبل التوتر الذي بينهم

"مالك" بنفاذ صبر فقد اصابته خيبه الامل عندما لم يتلقي رد من سليم: خلاص بقا يا سليم ما انت بردو مسكتش امبارح يعني

خرج صوت "سليم" الاجش بهدوء وقسوه: احمد ربنا انك ماموتش في ايدي امبارح


"مالك" بذهول: خلاص بقا عارف اني غلطان لما شكيت فيك وافتكرت انك ممكن تكون يعني.... اقصد....

التف له سليم بجمود ونظر في عينه نظره ثاقبه


"سليم": تقصد اني قربتلها وأذيتها، تقصد غصبتها علي حاجه وخدتها علي خوانه، تقصد اني ممكن اكون غدرت بيها صح؟ سليم المنشاوي هيعمل كدا يا مالك صح؟


"مالك" بحرج: انسي يا سليم والله غصب عني، اعمل ايه ما انت في غضبك ما بتشوفش قدامك والبنت كان شكلها مرعوب وصعبت عليا اصل حسيتها مل...


قاطعه سليم بقسوه وهو يرفع يده في وجهه محذراً

"سليم": متجبش سيرتها علي لسانك ولا حتي تحاول تفكر فيها فاهم؟


"مالك" بذهول: مالك يا سليم..! في ايه؟ مقصدتش حاجه يا اخي، بس، انت عارف اني خايف عليك وغضبك خوفني لاتكون يعني...

ثم تنهد ببطئ وهو يقول بجمود: تكون رجعت للشرب تاني، سليم انت كنت صعب اوي في الشرب ومستحيل حد يبقي زي ما كنت وفجأه كدا يقدر يبطل من نفسه..! ويتحمل كميه الألم الجسدي ده، فعشان كدا خايف عليك دايماً لا تضعف وترجع للشرب تاني، انا خايف عليك يا يسليم انا مليش غيرك انت وابويا بعد ربنا


"سليم" بثقه وثبات خرجت كلماته الاتيه: زي ما شربت بمزاجي وبطلت بمزاجي اقدر ارجع بردو بمزاجي..! انا محدش يقدر يتحكم فيا ولا في تصرفاتي يا مالك وانت عارف كدا كويس، وياريت ما نفتحش في القديم عشان مش فايق دلوقتي


تنهد "مالك" بأسي: ومين قالك بس يصاحبي اني عايز افتح في القديم؟ ده كلو من خوفي عليك انت اكيد عارف


اخذ سليم ينظر في عينيه بثبات وجمود للحظات حتي لانت ملامحه وقال بإقتضاب : عارف

فأبتسم له مالك واقدم عليه يضمه بقوه


"مالك" بمرح: خلاص بقا يمعلم طلامه اتعشت واتصافينا انا عازمك علي الفطار علي حسابك


"سليم" مجارياً مزاحه: مادي حقير، ما بتطفحش غير علي قفايا


"مالك" وهو يغمز : اصل حساباتك في البنوك معدش فيها مكان قولت افضيلك مكان الحق عليا؟


"سليم": يالهوي ده انا عايز اعلق حله زرقه في رقابتي مش خرزه


ضحك الاثنين بمرح وقرروا الاستمتاع بيومهم وكأن شيئاً لم يكن فالصديق الحقيقي يكون تؤام للروح تربط روحه بروحك بعقد متينه يزيد عقدتها الازمات ويصلبها الدهر وان كان هناك ما يذيبها فحتماً سيكون الموت لا غيره..!


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


تمللت في فراشها هي الاخري بكسل وهي تفتح عينها ببطئ تزيل خصلات شعرها الهاربه من علي وجنتيها تضعها خلف اذنيها ،مدت يدها لتأخذ هاتفها تعبث به قليلاً قبل تركها للفراش

اخذت تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي تراقب كل جديد وقعت عيناها علي صوره جعلتها تقفز فوق فراشها وتشهق بصدمه غير مستوعبه..!

تركت الهاتف سريعاً من يدها تتوجه للمرحاض بلهفه لتبدأ في تحضير نفسها للظهور في ابهي صورها فهذا كل ما تحتاجه الان..!


ننظر هنا للهاتف الملقي علي الفراش نجد انها كانت صوره لأولاد عمها الاكبر "اكرم وكرم" صباح اليوم يشاركون بها الناس علي مواقع التواصل الاجتماعي محتفلين بعودتهم لموطنهم مصر ..!



خرجت كندا من المرحاض تمسك بهاتفها مجدداً تلقي نظره علي الصوره وهي تبتسم بوهن فقد كان اكرم قريب من الكاميره وكرم يقف خلفه وما كانت تحتاج إلا هذا القرب لتستطيع التأمل في ملامحه بحب وهيام..! بالرغم انها حاولت مراراً وتكراراً تخطي حبه واقناع نفسها انها وقعت بحب ذلك المدعو بـ "عز" ولكن قلبها آبي ان يسكنه احد غير حبها الاول والاخير "اكـرم" لتغرق في بحور عشقه

ضاربه فرق السن الكبير بينهم عرض الحائط ، تعلم انه من المستحيل ان يقدر حبها وقد اعتاد ان يعاملها بمبدأ انها صغيره ولا تفقه شئ بالحياه..!

تسمع الهمسات من حولها عن تبلده وخبثه وحقده ولكن كانت تنظر له بعيون عاشقه..!

اي انها انزلت ستائر العمي علي عينها وتسيد قلبها الموقف..!

تنهدت بأسي وهي تتذكر معاملته الجافه لها وعدم انتباهه ولو لمره واحده لحبها بل لعشقها له منذ زمن حتي عندما صارحته بحبها في صغرها اخذ يضحك ويسخر منها معتقداً انها تمزح..!، ولكن ابتسمت في خبث وهي تتأمل نفسها في المرآه بفستانها الرقيق وربطه شعرها الذي تظهر نعومته برضي واضح فمنذ سفره لم يراها بعد ان طغت انوثتها وزاد جمالها حتي وان كانت بالنسبه له صغيره ولكنها لم تعد وستثبت له هذا ..!




"


كندا" بخبث: اما نشوف يا سي اكرم هتعمل ايه مع الصغننه الي كنت بتستهزأ بيها زمان، والله لا اندمك وهوريك الصغننه دي تقدر تعمل ايه


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


داخل الطابق الاول يجتمع جميع من في البيت يتناولون افطاراً جماعياً احتفالاً بوصول عائله احمد عبد العزيز المنشاوي وأسرته الكريمة

اخذ احمد والده وجلسوا في شرفه المنزل منتظرين تجمع باقي الاسره وقد اخد عبد العزيز يهمس لابنه بعيداً عن الاسماع


"عبد العزيز": احمد يا بني قولي ومتخبيش عليا محستش ان في حد مراقبك او حاجه شبه كدا؟


"احمد": مفيش حاجه من دي يا بابا بعدين الموضوع ده عدي عليه سنين ايه الي هيفتحه دلوقتي بس؟ تاعب نفسك ليه ومراقبه طول الفتره دي؟


"عبد العزيز": وانت فاكر انه اتقفل اساساً؟ انا لما راقبته اتأكد ان الموضوع ده عمره ما مات عنده وانه للحظه دي بيخربش وراك عشان يأذيك، وكنت عامل حساب اليوم ده كويس واهو جه، اول ما عرفت انه سافر دبي قولت خلاص يبقا رتب مصيبه ليك وجه وقت المقابله مقدرتش استني وبعتلك تنزل مصر علي طول انا مش مستعد اخسر حد فيكم


"احمد" بحنق: وهو احنا هنهرب يا بابا ولا هنخاف منه؟ ده محدش بيسمع صوته ولا يقدر يقف قصدانا اصلا..!


"عبد العزيز": مين قالك ياغبي؟ الي ما بتسمعش صوته ده اعرف انه بيرتب لحاجه ومستني الوقت المناسب الي يتكلم فيه وده الي تعمل حسابه خصوصاً لما يكون عليك الحق وملكش اي حق حتي ترد عليه


"احمد" بنفاذ صبر : يوووه يا بابا بقا كل شويه تفكرني ، ما قولنا خلاص لحظه طيش ومكنتش عامل حسابي يحصل كدا ده..!


"عبد العزيز": المفروض اصلا متنساش وتخليك ديماً فايق مش معني اني سفرتك زمان وبعدتك عن كل المشاكل ساعتها يبقي كدا الموضوع انتهي ، عمره ما ينتهي إلا لما الحق يرجع لصحابه وده اليوم الي خايف منه ،لأن الحق علينا يا بني


نهض "احمد" في غضب وقال بحده: وانا ما بخافش ويخبط دماغه في الحيطه انا ما بيهمنيش ، وطلامه انت مش عارف تتصرف معاه سيبهولي انا بقا وهو لو فتح بوقه هربيه


تنهد عبد العزيز بأسي وهو يقول في عقله

"عبد العزيز": عمرك ما هتتغير يا بني هتفضل عالطول غبي ومتهور وبتتسرع وتأذي نفسك ، اهديه يارب..!


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


دخلت كندا بأرتباك وهي تبحث بعينها عنه خفيه توجهت اولاً لزوجه عمها التي انهالت عليها بالقبلات والاحضان معبره عن مدي شوقها لها

ثم التفت لتجد كرم ينظر لها ويبتسم ويفتح ذراعه في اشاره منه لتقترب ليضمها

تكرر المشهد في ذهن كندا ولكن منذ سنين مرت فأبتسمت ورقضت تجاهه كما كانت تفعل في صفرها

"كرم": اهه يا قرده يا صغيره انتي ،وحشتيني اوي يابت


"كندا" وهي داخل احضانه: وانت كمان اوي يا ابيه


اخرجها "كرم" من بين احضانه وهو يرفع حاجبه في استغراب : يا ايهه؟ ياختي؟


ضحكت "كندا" : مهو انت بردو معدش عندك 23 سنه وانا 13 عشان اقولك يا كوكي


"كرم": لا يا غلسه ملكيش دعوه انا اصلا وحشاني كوكي بتاعتك دي


ثم قال بخبث : بعدين كوكي عن كوكي تفرق ، زمان كنتي بتستهجي وانتي بتقوليها انما دلوقتي بقت طالعه منك بحتت سهوكه كدا تجنن


ضحك الاثنين بمرح وقد اكمل بإنبهار : يالهوي يا كندا ! دي عدت سنين كتير اوي فعلاً ده انتي بقيتي طولي بس بردو هتفضلي القرده الصغننه في نظري


"كندا" بمرح : وانا راضيه يعم قرده قرده مقبوله منك


ابتسم "كرم" ثم اردف بتساؤل : اومال فين مازن وسليم؟


"كندا" ببراءة : بابا قالي انهم مسافرين


ثم توترت بعدها وهي تسأل بخجل محاوله اخفائه : هو يعني...مم..فين ابيه اكرم يعني؟


"كرم": لو سمعك وانتي بتقولي ابيه دي هيولع فيكي


تنهدت "كندا" بأسي : بس هو غيرك هو ممكن يدايق لو دلعته زي زمان


"كرم" غمز لها مداعباً: وهو حد يدايق ان القمر ده يدلعه


ابتسمت "كندا" في خفوت : بتكسف انا عالفكره ها


ضحك "كرم" ثم شاور بيده نحو غرفه من الغرف : طيب يا ستي اكرم هناك بيكلم في الموبايل بس زمانه خلص روحي سلمي عليه


توجهت كندا بتردد نحو الغرفه تبحث بعينها داخلها حتي جاءها صوته الخشن من خلفها ليرتعش جسدها عند سماع صوته وقد اهتز كيانها بالكامل وظلت ثابته لم تجرؤ علي الالتفاف له ليعاود هو حديثه


"اكرم" بتهكم : انتي يا شاطره مش سمعاني؟ هتفضلي مدياني قفاكي كدا كتير؟


التفت له ببطئ لتقابل عيناه وترمش عده مرات غير واعيه ،تتأمل ملامحه بشوق جارف فضحته عيناها وصوتها المرتجف وهي تقول : ااا.. بب.. ابيه اكرم ازيك

ذهل وقد تسمر مكانه من جمالها ظل ينظر لها بعيون متفحصه من اعلي رأسها لأسفل قدمها معاوداً نظرته بالعكس وهي تشتعل خجلا من نظراته..!


ليقول بإندهاش: انتي مين انتي؟


"كندا" اندهشت من انه لم يتذكرها وشعرت بالوجع وخيبه الامل تندس في قلبها

"كندا" بضيق: انا كندا يا ابيه اكرم كنــدا

شددت علي حروف اسمها وهي تنظر له بتحدي


"اكرم" بسخريه : كندا؟ لالا كندا حتت القرده الصغننه دي؟ مش معقول...!!!


"كندا" بحنق وقد اشتعلت غضباً من سخريته منها : ممم بس معدتش كندا الصغننه بقت كندا الكبيره


اقترب منها اكرم بخبث حتي كاد ان يلتصق بها وهو ينظر لها نظره اربكتها وجعلتها تشتعل خجلاً

"اكرم": تؤ تؤ اسمها بقت كندا القمــر


اخرج كلمته الاخيره ببطئ مما هدم حصونها واربكها لتبتعد عده خطوات للخلف وهي تهرب بنظراتها

"كندا" بتوتر واضح: انا... يعني.. كنت بس بقول اقصد مممم.. يعني كنت جايه اقولك حمدالله بالسلامه


ثم هربت من امامه سريعاً تحاول اخذ نفسها ببطئ تملأ رأتيها بالهواء الكافي بعد ان شعرت انه انسحب من حولها بعد مغازلته لها..!


اجتمع الجميع علي مائده الطعام وكانت تختلس النظر له خفيه من حين لأخر لتزفر كل مره بضيق حين تراه مندمجاً في الطعام ولا ينظر لها..!


فلم تلحظ والدته الذي اخذت تتحدث بخبث

"ميرفت": الا قولي يا حج اومال فين سليم ومازن مش شايفنهم يعني؟

"عبد العزيز " بإقتضاب: مسافرين وهيرجعوا كمان يومين انشالله

"ميرفت" بخبث وحقد : مسافرين هما الاتنين مره واحده كدا؟ وسايبين الشركه لمين؟ لالا اومال ممسك سليم اداره الفرع الرئيسي ازاي وهو مش قد المسؤوليه ده انا اكرم وكرم ما بيتنقالوش من مكاتبهم في الشركه هناك، لو سليم مش عارف يدير الشغل، اكرم وكرم يساعدوه


"عبد العزيز" بحده: علي ما اظن انا قولت قبل كدا اني ما بثقش في حد غير سليم انه يدير الشركات عشان زي ما كلنا عارفين ان هو السبب في الي احنا فيه دلوقتي ده وهو السبب ان يبقا لشركتنا اسم وفروع في جميع انحاء العالم، محدش شايل مسؤليه الشركه غيرو ولا حد في ذكاءه عشان يقدر يوصل للي وصله ده، وانا متأكد انه عارف هو بيعمل ايه و واثق فيه فياريت كل واحد يخليه في نفسه وميدخلش في الي ملوش فيه


اشتعلت نيران غضب ميرفت علي الفور وتملك منها الحقد لتخفض وجهها تنظر في طبقها يخيم الخبث علي افكارها...!


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


مرت ثلاث ايام رتيبه علي الجميع هادئه هدوء القبور..!

لم يحدث بها اي شئ خارق مثل اليومين الماضيين الذي كانو منقلبين رأساً علي عقب بالنسبه لسليم وأسيل الذي ظلت يومان لم تفارق غرفتها بحجه اصابتها بالبرد والسعال، ولكنها كانت غير قادره علي مواجهه العالم بعدما اصبحت مستجده في دوامه المشاعر..!

كانت تهاب الخروج ومقابلته ثانياً غير قادرة علي التفكير في انهيارها اذ رأته مجدداً ..!! تعلم انه سيتملك منها وجع قلبها وقد كانت متأكده من ذلك ففضلت المكوث في غرفتها بهدوء تصتنع البهجه في مكالمات عائلتها لتتجنب النقاشات وردود الافعال الغير متوقعه فهي عاجلاً ام اجلاً ستخبر شقيقتها و والدتها بما حدث ولكن علي الاقل، ليس الان..!


______: النهارده يوم ال Aqua park و والله ما انا سيباكي غير لما تيجي معايا

قالت لوجي هذه الجمله وهي تدلف الي شرفه الغرفه تنتزع اسيل من شرودها


"اسيل" : معلش يا حببتي خليني هنا احسن انتي عارفه انا تعبانه

"ندي": وهتفضلي تعبانه لحد امتي يا اسيل؟ ده انتي كان نفسك تيجي الرحله دي اوي ومن ساعه ما جينا وانتي حابسه نفسك في الاوضه

"لوجي": اسيل يا حببتي انسي وعيشي حياتك مش هتفضلي حابسه نفسك كدا متخافيش، موضوع وعدي

"اسيل": اعمل ايه بس من ساعه ما جيت الرحله دي وانا ما بينزلش فوق دماغي غير المصايب

"لوجي": ربنا ما يجيب مصايب يا حببتي يلا قومي ألبسي وننزل ال Aqua park معاهم، هنتبسط هناك وهتنسي كل حاجه


وبالفعل استسلمت لهم آسيل وفي غضون ساعه واحده كانوا جميعاً بداخل ال Aqua park مرت رحله الوصول بسلام إلي حدٍ ما مع همسات ميس مع صديقاتها وهي تنظر لأسيل بحقد، ونظرات حمزه المتأمله بهيام، وقد كانت اسيل تعتاد عليهم فلم تعيرهم اهتمام ولكن اندس القلق لقلبها وهي تلاحظ جرأه نظرات "المعيد فريد" لها وقد كان دائماً ينظر لها بنظرات لم تفهمها قد..!

وكان يتعمد اطاله الحديث معها بغرابه..!

ولكنها اول مره تلاحظ تلك الشهوه بعينه مما جعلها ترتبك وتدعوا الله ان يكون تفسيرها خاطئاً و طمأنت نفسها بأنها وسط هذا الحشد من الطلاب ويصاحبهم الدكتور والمعيده ايضاً اي انه لا يجرؤ علي الاقتراب منها وانها بأمان و يجب ان تأخذ حذرها منه فقط.


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


الجميع يدخل من البوابه وقد كان الجو مزدحماً فقررت هي وصديقاتها الانتظار حتي يهدأ الازدحام، دلفت صديقاتها اولاً ثم وجدت الدكتور يتقدم ليدخل هو الاخر فتنحت جانباً احتراماً له ثم دلفت خلفه و قد ابتعدت عن صديقاتها بضعه امتار فقط وقبل ان تهم بالاقتراب وجدت من يسحبها من معصمها لتفزع وتشهق بصدمه عندما التفت ونظرت له.. !


_____: استني بس مش هيروحوا بعيد يعني


قال هذه الجمله الاستاذ فريد وهو يفترسها بنظراته فأرتبكت ونفضت يدها منه سريعاً وهي تبتعد عنه عده خطوات للخلف


"اسيل" بحده : بعد اذنك يا استاذ فريد انا ما اسمحلكش تقرب مني كدا

تظاهر "فريد" بالحزن: انا اسف انا مقصدتش، انا بس كنت عايز اطمن عليكي دلوقتي بقيتي عامله ايه

"اسيل" وقد اشتدت حدتها: والله حضرتك مش ملزم تطمن عليا وعلي العموم متشكره انا كويسه


ثم التفت لتذهب ولكن كان اسرع منها فوقف امامها يمنع حركتها

"فريد": مش ملزم ازاي بس ده واجب عليا

"اسيل" بنفاذ صبر: لا مش واجب علي اي استاذ انه ياخد باله من طالبه عنده

وقد احدت نبره اسيل في اخر كلمات نطقت بها مؤكده اياها


اقترب منها"فريد" بخبث: بس يا اسيل انتي عارفه انك عندي مش اي طالبه


شهقت من الصدمه وابتعدت سريعاً عنه وهي ترفع يدها محذره : ياريت تلزم حدودك يا استاذ وتعمل احترام لمكانتك وتعمل حساب اني لحد دلوقتي بتعامل معاك بأحترام ومش راضيه ابلغ الدكتور واداره الجامعه بالي حضرتك بتعمله ده


اقترب فريد منها وكادت ان تتراجع ولكن منعها قبضته التي قبضت علي معصمها بعنف وخرجت كلماته كفحيح الافاعي : ابقي جربي تفتحي بوقك بكلمه وانا هشيلك الماده وهفضحك واقول ان انتي الي تصرفاتك مش مظبوطه، ومحدش هيكدب استاذ عشان حتت طالبه عنده لسه عيله ولا تسوي والي انا عايزه هو الي هيحصل بمزاجك او غصب عنك وإلا بدل ما انتي في اخر ترم ليكي في الكليه هخلي الترم ده سنين عمرك كلها الجايه قاعده في الكليه مش عارفه تتخرجي ولا كمان هتقعدي بفضيحه


افلت قبضته وذهب من امامها وقد كانت ترتعش خوفاً وانهارت تماماً تحجب دموعها الرؤيه لها وضعت اسيل يدها علي وجهها وهرولت بإنهيار بعيداً وسط الحشد ولم تلحظ صديقاتها الذي كانوا علي مقربه منها يبحثون عنها وسط الحشد بعد ان تفرقوا عند البوابه وابتعدت عنهم قليلاً


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


انقطعت الموسيقي من حولهم فجأه وساد الهدوء ليتعالي صوت شاب في مكبرات الصوت يجمع الناس حوله بحجه انه ساحر يتلاعب بالعقول بخفه يده ويريد من جميع الحشد مساعدته في العرض وتشجيعه، احتشد الجميع حوله بفضول

"لوجي": يوووه وهنعرف نطلعها من وسط كل دول ازاي..!

"ندي": معرفش ..! بصي تعالي ندخل وسطهم ونحاول نلاقيها

"لوجي": خايفه عليها اوي مش بترد علي موبايلها

"ندي": متقلقيش اكيد مش سمعاه في الهيصه دي

وبهكذا انضمت لوجي وندي للحشد ايضاً


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


كانت اسيل تقف في ركن بعيد في ال park

تضع يدها علي وجهها غير واعيه بما يحدث حولها تحاول ان تهدأ من روعها وتتمالك اعصابها وهي تناجي ربها

هدأت اسيل وبدأت تجفف دموعها بضعف ولكن لتشهق بفزع..!

فقد لاحظت انها ابتعدت كثيراً عن الناس وهي تري الجميع محتشد بعيداً عنها بمسافه كبيره نظرت حولها لتجد انها في اخر جزء في ال park تقف بجوار اضخم حمامات السباحه واعمقها وقد كان هذا الجزء مخصص لتمارين الغطاسين ، قررت التوجه للحشد والبحث عن صديقاتها ولكن اوقفها رنين هاتفها لتجيب مسرعه تظن انها احد صديقاتها ولم تلحظ انه رقم غريب

"اسيل" في لهفه : ايوا انتو فين؟

لتجد صوت غريب عنها يحدثها لتندهش وتتسمر مكانها تحاول فهم ما يقول وقد دق قلبها بعنف عندما رأت الرقم غريب عنها فظنت انه هو ولكن سرعان ما تدارجت نفسها وهي تلحظ تباعد الاصوات فهي تحفظ صوته كمن يحفظ اغنيه يعشقها بنغماتها الرنانه..!


شعرت اسيل بيد تحاوطها من ظهرها وتسحبها للخلف بعنف واليد الاخري تضغط علي فمها تكتم شهقاتها، حاولت اسيل الافلات منه وهي تحاول الالتفات للشخص ودفعه بعيداً عنها ولكن كانت تشعر بجسمه الضخم من خلفها وقوته المضاعفه عشرات المرات لقوتها ولكنها لم تيأس وظلت تركله بقدمها ولكن تصلب جسدها عندما وجدت نفسها تغطس معه تحت الماء العميق من خلفها علي نفس هيأتهم وهي غير قادره علي الافلات منه او حتي رؤيه وجهه ظل يحكم حركتها تحت الماء مانعاً لها من الهرب يحاول اغراقها بعنف كان اسيل تركله في قدمه ولكن جاءت لكمه منه بقوه فوق رأسها لتستكين بين يده وقد خارت قواها كما استكانت انفاسها بعد فقر رأتيها للاكسجين ...!

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل التاسع من رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة