-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية فريسة غلبت الصياد منال سالم - الفصل السابع عشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية مصرية جديدة للكاتبة المتألقة منال محمد سالم نقدمها علي موقعنا قصص 26  وموعدنا اليوم مع الفصل السابع عشر من رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم 

رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم - الفصل السابع عشر

تابع أيضا: قصص رومانسية

رواية فريسة غلبت الصياد - منال سالم
رواية فريسة غلبت الصياد - منال سالم

رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم - الفصل السابع عشر

إقرأ أيضا: قصص قبل النوم

في منزل كارما هاشم ،،،

صاحت السيدة صفاء عالياً على ابنتها كارما لكي تأتي إليها ، فأسرعت كارما إلى غرفة والدتها وظنت أنها تحتاج إلى شيء ما ، فبادرت بسؤالها و...
-كارما بتوتر : خير يا مامي ، في حاجة ؟؟ انتي كويسة ؟؟ أجيبلك الدوا بتاعك؟؟؟
-صفاء بنبرة هادئة وجادة : اطلبيلي المهندس رافت على التليفون وخليه يجي

نظرت كارما إلى والدتها باستغراب شديد و...
-كارما بأعين مشدوهة، وفاغرة شفتيها : هــاه
-صفاء بصوت أكثر هدوءاً : يالا يا كارما ، وانا منتظرة تقوليلي قالك ايه ..
-كارما وهي تبتلع ريقها : حـ... حاضر

..................

في شركة الصياد ،،،
في مكتب رأفت ،،،

كان رأفت مشغولاً بمطالعة احد التقارير الخاصة بشركته حينما رن هاتفه المحمول ، نظر رأفت إلى الشاشة فوجد أن المتصل هي كارما ، ترك رأفت التقرير من يده ، ثم أسرع بإمســاك الهاتف ، وأجــاب على الفور و..
-رأفت هاتفيا ً : أيوه يا كارما
-كارما بصوت مضطرب : ازي حضرتك يا بشمهندس
-رأفت بترقب : بخير يا بنتي ، انتو عاملين ايه ؟
-كارما : آآ... احنا كويسين
-رأفت بنبرة قلقة : الحمدلله ..
-كارما بصوت خافت : مامي كانت .. آآآ
-رأفت بلهفة : مالها

أخذت كارما نفساً عميقاً ، ثم زفرته ببطء ، و...
-كارما بنبرة خافتة : مامي عاوزة حضرتك تيجي الوقتي عندنا
-رأفت دون تردد وقد نهض من مقعده : ماشي .. مسافة السكة

أنهى رأفت المكالمة الهاتفية مع كارما ، ثم انطلق مسرعاً خارج مكتبه دون أن يبلغ حتى السكرتيرة بأمر رحيله ..
لمحته السكرتيرة وهو يدلف مسرعاً للخـــارج ، فنهضت عن مقعدها ، ثم أسرعت خلفه وهي تركض ...
حاولت السكرتيرة اللحاق به وفهم ما يدور ، ولكنه أشــــار لها بيده لكي تتوقف عن متابعته وتعود إلى المكتب من جديد لتمارس عملها ...
امتثلت السكرتيرة إلى أوامره ، وعادت إلى المكتب وبرأسها المزيد من التساؤلات على ما ينوي رب عملها أن يفعله ...

.............................

في ألمانيا ،،،

وقف شرودر أسفل إحدى البنايات الحكومية وبيده بعض الأوراق ، وظل يتحدث مع خالد ، في حين وقف أدهم ويارا على بعد يتابعان ما يجري و...
-شرودر : للأسف لن نستطيع اكمــال باقي الأوراق لأن هناك عطلة
-خالد بضيق : عطلة ! طب والعمل ؟؟؟
-شرودر : سنضطر أسفين أن ننتظرهم حتى يعودوا
-خالد متسائلاً : طب ودول يعني هايخدوا أجازة أد ايه ؟؟؟
-شرودر : لأ أعلم .. ولكنها الأجازة السنوية ، والجميع هنا في عطلة
-خالد وهو يزفر في ضيق : أووووف... يعني هما ياخدوا أجازة واحنا مصالحنا تتعطل
-شرودر : لا تقلق إنها فقط عدة أيام
-خالد على مضض : والله الثانية بتفرق معايا يا مستر شرودر

اقترب أدهم من خالد وحاول أن يفهم ما الذي يدور خاصة بعد أن راى تعبيرا وجهه الغاضبة و....
-أدهم بعدم فهم : في ايه ؟
-خالد بنبرة منزعجة : الناس اللي المفروض يكملوا أخر مجموعة من الورق ده عندهم أجازة ومش هيرجعوا الوقتي
-أدهم: طب وهنعمل ايه ؟
-خالد : مش عارف والله ، اديني بفكر في حل أو بديل للمشكلة دي وخصوصاً ان الزفت عدلي ده اللبخ بتاعه كان كتير هنا
-أدهم وهو يمط شفتيه : مممم..
-شرودر مبتسماً : لماذا لا نستغل الفرصة وأريكم برلين ؟
-خالد بضيق : نخلص بس اللي جايين عشانه وبعد كده نبقى نشوف برلين براحتنا
-شرودر وهو يشير بيده : مستر خالد ، لا داعي لأن تفسد المتعة وخاصة على العروسين
-ادهم بنبرة باردة : ولا يهمك ، احنا أصلاً جايين عشان نشوف موضوع المدام ..

نظر أدهم إلى يارا التي كانت تتابعه ببصرها بنظرات قاسية قبل أن يكمل باقي حديثه بـ ...
-أدهم مكملاً بنبرة أكثر برودة : قبل ما كل حاجة تخلص للأبد ...

تجمدت ملامح يارا عقب تلك الكلمات القاسية من أدهم ، حاولت أن تبدو هادئة وألا تظهر تأثرها بما قال ، ولكن للأسف خانتها دموعها ، لذا أشاحت يارا بوجهها للناحية الأخرى حتى لا يلمح أحد دموعها التي انسدلت عنوة على وجنتيها ...
مدت يارا يدها في خفة ثم مسحت عبراتها دون أن يلحظ أحد ذلك .. ثم أخذت نفساً عميقاً وزفرته في بطء شديد حتى تسيطر على حزنها ، ولا تنساق وراء مشاعرها الحزينة فتنخرط في البكاء مجدداً ...

-شرودر : ما رأيكم في أن نتناول العشاء الليلة في جزيرة الطاووس
-أدهم مسرعاً : مافيش داعي
-شرودر : لا تقلق مستر ادهم ، إن العشاء على حسابي الخاص ، هدية لك وللعروس الجميلة

ابتسمت يارا ابتسامة مصطنعة ، ثم عقدت ساعديها أمام صدرها ، ولم تعقب ..
-خالد متسائلاً : ده عبارة عن ايه ؟
-شرودر : جزيرة الطاووس من أشهر الأماكن الرومانسية هنا في برلين ، يأتي لزيارتها العاشقين
-خالد وهو يمط شفتيه في اعجاب : مممم.. كويس والله
-شرودر مكملاً : كما أنك ستجد مستر خالد الكثير من الطاووس البري الخلاب
-خالد: ماشاء الله ، طب والله دي فرصة نشوف الطاووس، احنا ماشوفناش واحد قبل كده ، صح ولا انتي رأيك ايه يا يارا

انتبهت يارا إلى خالد ، ووزعت نظرها بينه وبين أدهم ، صمتت لثوانِ قبل أن ...
-يارا بتردد: آآآ... اللي .. اللي أدهم يشوفه

عض ادهم على شفتيه من الحنق ، ثم مد يده أسفل ذقنه وحكها في غيظ .. هو يعلم أنه إن أبدى رفضه سيثير التساؤلات خاصة أن خالد لديه الرغبة لزيارة ذلك المكان تلبية لدعوة مستر شرودر ، فلم يكن أمامه خيار اخر سوى ...
-أدهم على مضض : مافيش مانع
-شرودر : اذن ، استعدوا لقضاء ليلة رومانسية ولن تنسى على جزيرة الطاووس
-خالد بفرحة : أوكي ..
-شرودر وهو يصافح خالد :إذن سألقاكم مساءاً
-خالد وهو يبادله المصافحة : تمام

مد شرودر يده لكي يصافح أدهم هو الأخــر وعلى وجهه ابتسامة بسيطة و..
-شرودر : أراك على خير مستر ادهم
-أدهم بابتسامة مصطنعة : شكراً

ثم اقترب شرودر من يارا ، وأمسك بكف يدها وقبله و..
-شرودر : إلى اللقاء ليدي يارا
-يارا بنبرة خافتة : ثانكس مستر شرودر

ثم توجه الجميع بعد هذا إلى السيارة المرافقة لهم لتقلهم مجدداً إلى الفندق الذي يمكثون به ...

...........................

في منزل كارما هاشم ،،،،

وصل رأفت إلى منزل عائلة كارما وعلى وجهه علامات التوتر ، كان يخشى كثيراً أن ترفض السيدة صفاء عرضه بالزواج .. أخذ نفساً عميقاً ثم مد يده لكي يطرق على الباب ، وانتظر في قلق ريثما تفتح له إحدى الفتاتين ...

فتحت كارما الباب ، ثم رحبت بالمهندس رأفت ، ودعته للدخول إلى غرفة الصالون والانتظار بها ريثما تصل والدتها ..

جلس رأفت على الأريكة وهو يحاول أن يهديء من روعه ، فهو لا يريد توقع الأسوأ ، ولكنه لا يعلم ما الذي يدور ببال السيدة صفاء ..

مر الوقت كالدهر عليه ، ثم لمح رأفت السيدة صفاء وهي تأتي بصحبة ابنتيها على كرسيها المدولب ..
وما إن رأها تدلف داخل غرفة الصالون حنى نهض من مكانه ، وتوجه ناحيتها ثم صافحها وبادلته هي التحية ، وأشارت له بالجلوس بعدها .. فعاد إلى حيث جلس في البداية ..

ظل الصمت سائداً للحظات قليلة .. حاول الجميع خلال تلك اللحظات أن يستشفا ما الذي يدور في ذهن كلا من المهندس رأفت والسيدة صفاء ..

قطعت السيدة صفاء هذا الصمت المشحون بالكثير من التساؤلات بـ ..
-صفاء بنبرة هادئة : أنا موافقة

صعقت كلاً من كنزي وكارما من قرار والدتهما الصادم ..
نظرت كنزي إلى والدتها بأعين مغتاظة ممتئلة بالغضب ، ولكنها لم ترد أن تثير أي جلبة فركضت على الفور من الغرفة وهي على وشك البكاء كمداً وحزناً ..
أسرعت كارما ورائها ، ولكن قبل أن تخرج من الغرفة أوقفتها والدتها وطلبت منها أن تظل إلى جوار اختها وألا تدعها بمفردها ..

في حين ارتسمت تعبيرات الارتياح على وجه رأفت الذي تنفس الصعداء ...

أكملت صفاء حديثها بنبرة هادئة وكأنها لم تلقي بقنبلة قبل ثوانٍ عدة بـ ...
-صفاء بنبرة هادئة : انا موافقة بس بشروط
-رأفت بلهفة : كل اللي تطلبيه أنا موافق عليه من قبل ما أسمعه
-صفاء وهي تشير بيدها : معلش ، اسم شروطي للأخـر ، وبعد كده قرر
-رأفت: اتفضلي

صمتت صفاء مجدداً لبرهة من الوقت ، ثم أكملت ..
-صفاء بنبرة خافتة : لازم ولادك يعرفوا بقرار جوازك ده ويوافقوا عليه ، ولو حصل فأنا معنديش مانع إنك تجيب المأذون حالاً بس وهما معاك

أخذ رأفت يفكر قليلاً فيما قالته صفاء ويدير الأمر في رأسه و..
-رأفت : أهــا .. وايه تاني
-صفاء : أنا هاعيش مع بناتي هنا ، ومش هاروح لمكان تاني ، ومحدش هيصرف عليهم إلا أنا
-رأفت وهو يمط شفتيه : مممم...
-صفاء وهي تنظر إليه : كمان تتعهدلي ان لو جرالي حاجة هتاخد بالك من بناتي
-رأفت مسرعاً : بعد الشر عنك ، هما في عينيا من غير حاجة

صمتت صفاء لثوانٍ ، ثم أطرقت رأسها في آسى و...
-صفاء : ومراتك
-رأفت وقد امتعض وجهه : مالها ؟
-صفاء : أظن من حقها تعرف بآآ....
-رأفت مقاطعاً : كل شروطك أنا هعملها إلا الجزء اللي يخص فريدة .. انتي ماتعرفيهاش
-صفاء بنبرة حزينة : سواء أعرفها أو معرفهاش فمن حقها تعرف بده ، أنا لو كنت مكانها وآآآ...
-رأفت مقاطعاً للمرة الثانية : انتي استحالة تكوني مكانها أو زيها ، انتي مافيش زيك أصلاً
-صفاء بصوت خافت ورقيق : تقدر تفكر براحتك يا بشمهندس في اللي أنا قولته ، وتديني رأيك النهائي على مهلك ، أنا مش مستعجلة ، ووقت ما تكون جاهز بلغني وأنا هاستعد وأحدد ميعاد يجي فيه المأذون ..

لم يمهل رأفت نفسه الفرصة لكي يفكر ، بل أسرع بـ ...
-رأفت بلهفة ونبرة جادة : أنا موافق على كل اللي طلبتيه فيما عدا الجزئية اللي تخص فريدة
-صفاء بعدم فهم : قصدك ايه ؟ أنا مش فاهمة
-رأفت موضحاً : يعني فريدة هتعرف بس مش دلوقتي
-صفاء وهي تشير برأسها : أهــا ..

اقترب رأفت من السيدة صفاء ، ثم جثى على ركبته أمامها ، ونظر في عينيها بنظرات حانية و..
-رأفت بصوت خافت : أنا هوعدك اني هاعمل اللي ربنا يقدرني عليه وأسعدك انتي وبناتك
-صفاء بصوت هاديء: ربنا يعمل اللي فيه الخير .. هستأذنك تتفضل تمشي ، وآآآ...
-رأفت مبتسماً : طيب أنا بصراحة مش عاوز أضيع وقت ، وناوي أجيب المأذون بالليل ان شاء الله
-صفاء بصوت عذب : اوكي .. لو ولادك وافقوا يبقى اعمل اللي يريحك
-رأفت بثقة : إن شــاء الله خير ... عن اذنك

خرج المهندس رأفت من منزل السيدة صفاء وهو يشعر أن به حيوية شاب في العقد الثاني من عمره ، لقد بثت السيدة صفاء في نفسه الحيوية والروح من جديد .. لقد استعاد معها الجو الذي افتقده ..

ولكن يظل أمامه معضلة وهي أن يجعل أبنائه يوافقون على أمر زيجته الثانية .. فكر رأفت قليلاً في الأمــر ، ووجد أن الأنسب هو .........

...........................

في فيلا ناهد الرفاعي ،،،،

انشغلت ناهد كثيراً بالإعداد لترتيبات حفل الزفـــاف المرتقب والنهائية بعد يومين .. لم تترك شيئاً إلا وتأكدت من إنجازه ، وتفاجئت بمدى قدرة زيدان على انجاز الكثير في وقت قليل للغاية ..

أوهم زيدان ناهد أن ابنتها سوف تعيش في فيلته الخاصة ، وبالفعل أراها الفيلا ...
فغرت ناهد شفتيها حينما رأت تلك الفيلا وما بها من أثاثٍ باهظٍ للثمن ، كما أراها التعديلات التي أجراها لكي تصبح الفيلا أكثر فخامة ورقي ..

أعجبت ناهد بالفيلا كثيراً ، فقد كان أقل ما يمكن أن توصف به أنها قصر الأحلام .. ظلت تبتسم بسعادة وهي تظن أن ابنتها قد حازت على الأفضل في كل شيء .. ونالت ما لم تناله فتاة في مثل عمـــرها ...

عمدت الفتيات المتخصصات في تزين العرائس إلى تجهيز شاهي والعناية ببشرتها وتزويدها بكل ما تحتاج إليه لتبدو أجمـــل الفتيات في ليلة عرسها المنتظرة ...

استسلمت شاهي لكل ما تفعله والدتها ، ويئست من أن يجيب جاسر على اتصالاتها ، لذا رضخت للأمــر الواقع وبدأت تستعد لما هو قادم ...

..................................

في فيلا رأفت الصياد ،،،،
في مكتب رأفت ،،،،،

رتب رأفت الصياد كل شيء من أجل أن يعقد قرانه الليلة في منزل السيدة صفاء ، ولكن الذي لم يجد له أي حل إلى الآن هو كيفية ابلاغ أبنائه بهذا الأمــر ..

ظل رأفت يفكر ملياً في طريقة تمكنه من تنفيذ ما يرغب فيه دون أن يتسبب في خسائر فادحة .. وبالفعل توصل إلى طريقة ما ( شبه ) مضمونة ، ولكنها ستأتي بالنتيجة المرجوة ..

نهض رأفت عن مكتبه ، ثم صاح بصباح و...
-رأفت بنبرة عالية : يا صبااااح..

سمعت صباح صوت المهندس رأفت ، فأسرعت إلى غرفة المكتب و..
-صباح : ايوه يا رأفت بيه
-رأفت بنبرة هادئة وهو يشير بيده : هو عمــر هنا ؟
-صباح : أيوه موجود ، ده لسه كان راجع من التدريب من شوية ، لكن فريدة هانم مش هنا ، موجودة عند ناهد هانم
-رأفت وهو يمط شفتيه بصوت خافت : ممم.. كويس .. هابقى على راحتي
-صباح بعدم فهم: ممكن حضرتك تعيد اللي قولته لأحسن مسمعتش كويس
-رأفت بتردد : هـه .. آآآ... أها .. طب معلش يا صباح ناديلي عمر بسرعة
-صباح وهي توميء برأسها : حاضر يا بشمهندس

.....................
في غرفة عمر ،،،،،
بالفعل توجهت صباح إلى غرفة عمــر وطلبت منه النزول لملاقاة والده في غرفة المكتب ..

تعجب عمــر من رغبة والده في الحديث معه ، ورفع حاجبيه باستغراب و...
-عمر باستغراب : بابا عاوزني ، مقالش ليه يا صباح
-صباح : لأ يا عمر بيه ، هو طلب إني أبلغك انك تنزله حالاً
-عمر : اوكي ، روحي انتي يا صباح ، وأنا جاي وراكي
-صباح: ماشي يا عمر بيه

دلفت صباح إلى الخارج ، بينما ظل عمر على الفراش يفكر في الأمــر الذي يرغب والده في الحديث معه عنه ...
-عمر وهو يمط شفتيه في تعجب : هايكون عاوزني في ايه يا ترى ؟؟ أمــا أقوم اروح اشوف في ايه بدل ما اقعد اهرى وانكت كده مع نفسي ...

......................

في غرفة المكتب ،،،

طرق عمــر باب الغرفة قبل أن يدلف إلى الداخل ، فسمح والده له بالدخول ..
أشــار رأفت له بيده لكي يجلس على الأريكة ، اندهش عمــر أكثر من معاملة والده الرقيقة معه ، خاصة أنه عهد منه الحدة والعصبية ، وعادة هو لا يلاقاه إلا حينما تحل الكوارث أو يعاقبه على ما فعل من مصائب ..

تردد رأفت في الطريقة التي يخبر بها عمر عن زيجته القادمة ، ولكن لا مفر من إبلاغه ... شرد لبضعة لحظات من أجل الوصول إلى كيفية بدء الحوار ..

ظل عمــر صامتاً يرمق والده بنظرات متعجبة ، و...
-عمر باستغراب: في ايه يا بابا ؟
-رأفت وقد انتبه له : هـه .
-عمر بصوت خافت: هو حضرتك كنت عاوزني في ايه ؟
-رأفت بتردد: آآآ...
-عمر بلهفة : أنا آبابا معملتش حاجة ، لسه زي ما أنا فلة ، مافيش نصيبة عملتها جديدة يعني
-رأفت بنبرة حادة وهو يشير بيده : يا بني ابلع ريقك شوية خليني أعرف أتكلم
-عمر وهو يغطي وجهه بكف يده : حاضر ، بس بلاش ضرب

أخذ رأفت نفساً عميقاً ، ثم زفره بهدوء ، ورفع رأسه قليلاً ونظر في وجه ابنه و...
-رأفت بصوت هاديء : بص يا بني .. انت عارف الجو العام اللي في البيت هنا عامل ازاي
-عمــر وهو يوميء برأسه بعدم فهم : أهـــا
-رأفت مكملاً بنفس النبرة الهادئة : وكتير أنا حاولت مع الست والدتك عشان تتغير وتكون أحسن من الأول وخصوصاً في طريقة معاملتها
-عمر وهو يهز رأسه : أيوه
-رأفت بصوت أقل خفوتاً : فالواحد خلاص كبر ومعدتش قادر يستحمل انه يفضل في النكد الأزلي ده على طول
-عمر بنظرات متعجبة : نويت تطفش ؟
-رأفت وهو يلكزه في كتفه: ولما أنا أطفش مين اللي هيتنيل يصرف عليك
-عمر ببراءة : اه . صح ، استنى أما أكبر وأكمل 21 وابقى اطفش معاك
-رأفت بنبرة منزعجة : اسكت خليني أكمل اللي عاوز أقوله
-عمر بخوف : طيب ..حاضر
-رأفت مكملاً بنبرة جادة : عمــر ..
-عمر وهو مطرق الرأس : ايوه يا بابا
-رأفت وهو يتنحنح : أنا ... آآآ .. احم
-عمر: هــا
-رأفت: أنا نويت أتجوز
-عمر مبتسماً : بجد .. طب ألف ألف مبروك ..

أدرك عمــر ما قاله والده للتو ، فالتفت له ونظر إليه بأعين منزعجة و...
-عمر مصدوماً : اييييييييييييييييه ؟؟؟
-رأفت: اللي سمعته ، انا نويت أتجوز ان شاء الله
-عمر بنظرات مصدومة : هتتجوز تاني وعلى ماما ؟؟
-رأفت: ان شاء الله
-عمر فاغرًا شفتيه بتهكم : طب مش أما أتجوز أنا الأول ، تبقى تتجوز أنت تاني يا بابا ، سيبني أخد فرصة
-رأفت بحدة وهو يشير بإصبعه : وَلَد ...!!!
-عمر: ازاي هتعمل كده يا بابا ؟
-رأفت وقد نهض من جواره: أنا مش باخد رأيك ، أنا بعرفك اللي هعمله
-عمر وهو يمط شفتيه : يعني رأيي تحصيل حاصل ، مالوش لازمة
-رأفت: بالظبط
-عمر بتهكم : والمطلوب مني أعمل ايه ؟؟؟ أمسكلك الشمع يا بابا ولا الخواتم ؟؟
-رأفت بنرفزة : احترم نفسك يا زفت ، انا مش صاحبك ولا أدك عشان تتكلم كده معايا
-عمر بنبرة أقل حدة : يا بابا أنا مقصدش ، بس حضرتك ناوي تعمل كارثة
-رأفت بنبرة جادة : أنا خلاص قررت ، وروح جهز نفسك عشان تيجي معايا
-عمر بصدمة : كمــــان ؟؟ يعني هتاخدني شاهد على الجريمة دي
-رأفت: عمـــر !!!
-عمر بصوت خافت : اشمعنى بس المصايب بتاخدوني وش فيها
-رأفت : بتبرطم وتقول ايه؟
-عمر وهو يمط شفتيه في ضيق : مافيش ..

ســار رأفت بضع خطوات ليقف خلف ابنه ، ثم وضع ذراعه على كتفه و...
-رأفت بنبرة هادئة : يا بني أنا عاوزك تعرف إني مضطر أعمل كده لأني بجد معنتش طايق أمك ولا طايق العيشة النكد دي ، فبدل ما آآآ...
-عمــر مازحاً : بدل ما تنحرف قولت تاخد سكة الحلال
-رأفت وهو ينهره : يا زفت اتكلم بجدية شوية
-عمر مبتسماً: طب ما تكسب فيا ثواب يا بابا وتجوزني معاك ، واهوو القوفة ام ودنتين يشيلوها اتنين

نظر رأفت إلى ابنه عمــر بنظرات مغتاظة ، ثم دفعه بكلتا يديه من ظهره و...
-رأفت وهو يدفعه: أنا غلطان اني عملك بني آدم ورال يعتمد عليه وبحكي معاك ، روح ياله من قدامي

سار عمر ناحية باب الغرفة وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة ، فسأله رأفت عن ...
-رأفت متسائلاً : بتقول ايه تاني ؟؟؟ سمعني !

التفت عمر برأسه إلى أبيه ، ثم نظر ليه بنظرات جادة و...
-عمــر مازحاً : بقول مسيرك يا توم تيجي تحت الهون وأدقك

أمسك رأفت بالمزهرية الصغيرة الموضوعة على الطاولة الصغيرة وألقاها في اتجاه عمـر الذي انحنى بجسده للأسفل ليتفادها و..
-رأفت بلهجة آمــرة : امشي غور !
-عمــر مبتسماً : الحمدلله مجتش فيا

ركض عمر مسرعاً خارج غرفة المكتب وتوجه ناحية الدرج ، ووقف يفكر مع نفسه فيما ألقاه والده على مسامعه .. هو لا يستطيع أن يعاتب والده على ما فعل ، فمن حقه أن يبحث عن الاستقرار الأسري والعاطفي الذي حرمته من والدته ، ولكنه لم يرغب أن تحدث تلك الكارثة في هذا التوقيت ...

قطع تفكيره صوت والده مجدداً و...
-رأفت بنبرة عالية : اعمل حسابك هتيجي معايا ، والبس في يومك اللي مش هايعدي ده
-عمر بصوت خافت : يعني انت تتجوز وأنا أتسحل ، ده ايه الغلب اللي أنا فيه ده .... !!!

...................................

في ألمانيا ،،،،
في الفندق ،،،،
في غرفة ادهم ويارا ،،،،

دلف أدهم خـــارج المرحاض وهو ممسك بالمنشفة في يده ، توجه إلى دلفة الدولاب الخاصة به ، وعبث بين ثيابه ثم انتقى لنفسه بنطالاً من الجينز ذي لون كحلي داكن ، ومن فوقه قرر أن يرتدي تي شيرتاً أبيض اللون ، ثم سحب سترة من اللون الكحلي لكي يرتديها ..

في نفس الوقت وقفت يارا تكمل زينتها أمــام المرآة ، حيث ارتدت هي حلة كلاسيكية كاملة ( بنطال وسترة ) من اللون الأوفوايت ، ومن أسفلها ( بادي ) من اللون السكري الفاتح ..
وضعت يارا حول عنقها السلسلة الخاصة بوالدتها ، وظلت تتحسسها بأطراف أناملها وتتذكر كيف فاجئها أدهم بإعادتها لها ، ثم مشطت شعرها وربطته بالكامل وعقصته على هيئة كحكة ، ولم تترك أي خصلات تنسدل على وجهها ..

انتهى أدهم من ارتداء ملابسه ، ثم وقف إلى جوار يارا يمشط شعره ويضع القليل من العطر الخاص به ..
لاحظ أدهم أن الماركة الخاصة بحلة يارا تبرز للخــارج ، وأنها لن تستطيع أن تنتبه لها ، لذا وقف خلفها ، ثم مد يده بعفوية تامة لكي يعيدها للداخل ..
نظرت له يارا عبر انعكاس صورته في المرآة بأعين عاشقة ، ولكنه لم يكن ينظر لها ..
شعرت يارا بأصابعه الباردة وهي تلمس عنقها ، فسرت قشعريرة في جسدها ، جعلتها تغمض عينيها في اشتياق شديد له .. وتحبس أنفاسها في صدرها الذي اختنق من جفائه المتعمد لها
نظر ادهم إلى صورة يارا في المرآة فوجدها هائمة ، ومغمضة لعينيها ، فشعر بما تعانيه من شوق وحنين له ، فأراد ألا يتمادى في الأمـــر و...
-أدهم بصوت خشن: اعدلي الياقة بتاعتك ، أنا مش فاضيلك
-يارا بتنهيدة :هـــه

-ادهم بحدة : مافيش داعي للحركات دي تاني يا مدام ، أنا مش هفضل أصلح وراكي ، اعتمدي على نفسك في اللي يخصك

فتحت يارا عينيها ولمحته وهو يبتعد عنها ويتجه للشرفة ، فزفرت في حزن بالغ و..
-يارا بصوت خافت وحزين : طيب ...

شعر ادهم بالضجر ، ولم يرد أن يزيد الأمــر سوءاً فاتجه إلى الباب و...
-أدهم بنبرة جادة وهو يتجه لباب الغرفة : انا نازل تحت ، أما تخلصي ابقي حصليني
-يارا وهي توميء برأسها : اهــا

توجهت يارا إلى الفراش ثم جلست على طرفه ، وارتدت حذائها الذهبي ذو الكعب العالي ، وحاولت أن تكبح دموعها من أن تذرف مجدداً ..

......................

بالفعل نزلت يارا بعد قليل فوجدت أدهم يقف مع خالد ويتحدثان بصوت خافت في الاستقبال ، فاتجهت نحوهما ..
وقفت يارا أمامهما ، فسلم عليها خالد فابتسمت له ابتسامة صغيرة .. ولاحظ وجود نظرة حزن على وجهها ، فحاول أن يعرف منها السبب و...
-خالد باستغراب : في ايه يا يارا ؟ ليه حاسس انك مش مبسوطة أو في حاجة مخبياها
-يارا بتردد : آآآ...
-ادهم مقاطعاً بحدة : انت هتزعلها بالعافية ، خلينا نشوف المشوار ده بس
-خالد : مش لما يجي السواق الأول
-أدهم: اوووف ، مكنش في داعي والله ، احنا عاوزين ننجز ونرجع مصر تاني

نظرت يارا إلى أدهم بتوجس ، فعلى الرغم من اشتياقها للقاهرة ولكنها باتت تخشى الآن العودة إلى هناك حتى لا ينفذ أدهم تهديده بالانفصـــال عنها ...
-خالد مكملاً بجدية : اه والله ، أنا بالذات محتاج أرجع القاهرة ضروري عشان آآآ... احم اشوف النصايب اللي ورانا
-أدهم باستغراب : نصايب ايه ؟
-خالد : مشاكل الشغل ، ما انت عارف
-أدهم وهو يوميء برأسه : أهــا .. طيب

لمح خالد السائق وهو يصف السيارة أمام المدخل ، فأشار لكلاً من أدهم ويارا لكي يتوجها للخارج حيث تنتظرهم السيارة ...

استقل أدهم ويارا ومعهما خالد السيارة الليموزين التي انطلقت بهم إلى المرفأ حيث سيتوجهون إلى جزيرة الطاووس ..

ركب ثلاثتهم أولاً سفينة كبيرة اقلتهم إلى أقرب نقطة حيث يتم استئجار أحد القوارب ، أو ركوب ( معدية ) أو عَبَارة مع بعض السائحين حتى يتمكنوا من الوصول إلى تلك الجزيرة الرائعة ..

..............................

في جزيرة الطاووس ببرلين ،،،،

كمــا أخبرهم شرودر في الصباح أن تلك الجزيرة للعاشقين ، فهي بالفعل كانت كذلك ، حيث تواجد بها معظم المحبين ، والمرتبطين ببعضهما ، تميزت الجزيرة بوجود الأشجار العالية والحدائق الخلابة التي تمتد على مساحات واسعة ، وقد يصل أعمــار تلك الأشجار إلى ما يزيد عن أربعمائة عام ، كما يتوسط تلك الجزيرة قلعة بيضاء بنيت منذ اكثر من ثلاثة قرون ، ويمكن الوصول إليها عن طريق جسر أثري ...

أعجبت يارا بتلك الجزيرة كثيراً ، ورأت الكثير من طائر الطاووس تسير بحرية تامة في الأشجار ، وبرقت عيناها حينما رأت ألوانه الخلابة ...

كان الجو به نسمات باردة تنعش الاجســام المشتعلة بلهيب الحب .. لكن ماذا عمن يعانون من آلام الجفاء والبعد ؟

ظل أدهم صامتاً ينظر بأعين باردة للمكان من حوله ..
كان خالد مستمتعاً كثيراً بحديث مستر شرودر عن تلك الجزيرة ، وبدأ يحاوره عن تاريخها ..
وقف أدهم يتأمل اثنين من العاشقين وهما يتبادلان الحب والغزل ويمزحــان سوياً ، فلمحته يارا وهو يحدق في شيء ما، فأدارت رأسها حيث ينظر ، وبالفعل رأت ما الذي ينظر إليه ، فشاركته يارا تلك النظرات ، وتمنت لو كانت مثلهما ، ولكن معه هو فقط ...
قطع شرودهما صوت خالد و...
-خالد وهو يشير بيده : يالا يا جماعة ، عشان نتعشى
-أدهم وهو يوميء برأسه : اوكي
-يارا بصوت خافت : طيب
شرودر مبتسماً : اتمنى أن ينال الطعام هنا اعجابكم ..

توجه الجميع إلى أحد المطاعم الموجودة بتلك الجزيرة ، وجلسوا معاً يتناولون طعام العشاء على الأضواء الخافتة ، والموسيقى الرومانسية الحالمة تسود في الأجواء ......

تناولت يارا القليل من الطعام حيث كانت تشعر باضطراب في معدتها ، وبرودة تسري في أوصالها ..
لقد تسببت تلك النسمات الباردة في إصابة يارا بالبرد ..

اصطحبهم بعدها شرودر في جولة حرة ليشاهدوا معالم الجزيرة ، وظل يوضح الجزء التاريخي المرتبط بكل قطعة فيها ..
لم تركز يارا في معظم ما قاله مستر شرودر لأنها كانت تشعر بأنها ليست على ما يرام .. وحاولت جاهدة أن تتحامل على نفسها .. ونجحتفي هذا ، وظلت تكتفي برسم ابتسامة مصطنعة على وجهها ، أو تشير برأسها في حالة ابداء اعجابها بمقولة ما ...
وما إن انتهوا جميعاً من تلك الزيارة الرائعة ، حتى توجهوا إلى المرفأ الصغير ليستقلوا أحد القوارب ليعدوا من حيث جاءوا ...

كان القارب المتواجد حالياً في المرفأ يبتعد عن الرصيف المربوط به بمسافة نصف متر ، ولكي يتمكن الفرد من الصعود عليه ، يجب أن يسير بحذر على لوح خشبي صغير حتى لا تزل قدمه ويسقط في البحيرة .. بالإضافة إلى وجود تجمع للمياه على الرصيف بفعل حركة القوارب المستمرة ...

صعد مستر شرودر أولاً ومن خلفه خالد إلى القارب ، ثم لحق بهما خالد ، فين حين ظلت يارا واقفة في مكانها تحاول ايجاد طريقة تمكنها من الصعود على متن القارب دون ان تبتل ملابسها

انشغل خالد بالحديث مع مستر شرودر ، بينما وقف أدهم يراقب حركة المياه ..
وقفت يارا تفكر في كيفية صعود القارب بدون أن تستعين بمساعدة أحد ، وخاصة أدهم حتى لا يظن أنها تحاول ممارسة ألاعيبها عليه لتجعله يحن إليها ..

لاحظ أدهم تأخر يارا في الصعود على القارب ، فأدار وجهه ناحيتها ورأها وهي تحاول الصعود على القارب بحذائها العالي ..
أخذ ادهم نفساً عميقاً حتى انتفخ صدره بالهواء ، ثم زفره بحدة ، وسار بخطوات سريعة وتوجه إلى طرف القارب ونزل من على متنه ، ووقف إلى جوار يارا و...
-ادهم بحدة : ساعة عشان تطلعي
-يارا بصوت خافت : طيب ، هاطلع ، ثواني بس

تسمرت يارا في مكانها ، وظلت تحاول احتساب المسافة المطلوبة لضبط توازنها أثناء صعودها على اللوح الخشبي .. زفــر أدهم في ضيق ، ثم اقترب من يارا ووضع أحد ذراعيه حول خصرها ، وانحنى بجسده قليلاً ناحيتها ، ثم وضع ذراعه الأخــر أسفل ركبيتها وحملها بكل خفة بين ذراعيه ...
شهقت يارا حينما رأت أدهم يفعل هذا ، ونظرت له بأعين مصدومة ، هي لم تتوقع أن يقدم لها يد العون ، خاصة بعد ما قاله لها في الغرفة ..
حملها أدهم بكل رفق وصعد بها على اللوح الخشبي بخطوات ثابتة ، بينما لفت هي ذراعيها حول رقبته ، وتمسكت به جيداً .. وظلت تنظر إليه بنظرات مشتاقة ..
كانت تلك هي المرة الأولى التي يقترب الاثنين فيهما من بعضهما البعض إلى تلك الدرجة بعد الشجار الذي وقع بينهما قبل أيــام ..
شعرت يارا بالدفء وهي في احضــان زوجها ، لقد كانت بشرتها باردة للغاية ، فشعر هو ببرودة جسدها ، ونظر إليها بنظرات متعجبة ..
-أدهم في نفسه وهو يمط شفتيه في استغراب : هي متلجة أوي كده ليه ؟ طب ما هي لو سقعانة ما تقول !

صعد ادهم بيارا على متن القارب فلمحهما كل من خالد ومستر شرودر فتبسما لهما ابتسامة اعجاب ، ثم أدار كلاهما وجهه للناحية الأخرى ..

أنزل أدهم يارا لتقف على قدميها مجدداً ... أطرقت يارا رأسها في امتنان ، وشكرت أدهم بصوت ضعيف ..
تحرك ادهم مبتعداً عنها ، وســار في اتجاه أخيه ومستر شرودر لينضم إليهما ، بينما ظلت يارا تتابعه بأعينها إلى أن أولاها ظهره ، فأشاحت بوجهها للناحية الأخــرى ، وسارت في اتجاه الجانب الأخر من القارب ، ووقفت على الجانب تراقب المياه ...

ظلت يارا تحدق بالمياه وبدأت تشعر بالدوار يصيبها خاصة عندما بدأ القارب بالتحرك ... كان أدهم بين الحين والأخــر يلتفت برأسه ليتابع يارا ، خاصة أنها تقف بعيداً عنهم ، وبمفردهــا ..

ترنحت يارا بجسدها للأمـــام والخلف ، حاولت أن تحافظ على توازنها ، فأستندت بمرفقيها على طرف القارب ، وامسكت برأسها ، ولكن زادت تلك الحركة من حدة الدوار لديها ، فأرخت ذراعيها واعتدلت في وقفتها ، ولكنها كانت ترتعش بشدة ، أغمضت يارا عينيها و.................
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السابع عشر من رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من القصص الرومانسية
حمل تطبيق قصص وروايات عربية من جوجل بلاي
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة