-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت - الفصل الأربعون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية اجتماعية واقعية وصعيدية جديدة للكاتبة إلهام رفعت ورواياتها التى نالت مؤخرا شهرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الأربعون من رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت

رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت - الفصل الأربعون

اقرأ أيضا : حدوتة قبل النوم

رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت
رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت

 رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت - الفصل الأربعون

تابع من هنا: روايات رومانسية جريئة

تفاجأت حين رأتها قادمة معه، وحالتها منزعجة، فطنت أنه أرغمها على القدوم هنا، استقبلتها هدى وهي تخاطبه بضيق:
-اوعى تكون عملتلها حاجة تاني؟!
ثم أمسكت بذراع غزل لتسير معها، رد مراد باستياء:
-كويس إني ماسك نفسي عنها!
ظلت غزل مدعية الهدوء، لا تريد أن تتشاجر معه، حتمًا ستندم، جلست بجانب السيدة في البهو والتي نظرت لها بحنان، جلس مراد برفقتهن قائلاً:
-هتخليكي هنا، ومافيش خروج غير بإذني، والكل هيعرف إنك مراتي!
بدا متحكمًا فيها بقرارته، نظرت له بضيق وقالت:
-مش هوافق على أي حاجة بتقولها، ومحدش هيعرف إني مراتك، علشان هتطلقني
من نظراته بات كأنه يستخف بها فاستاءت، وجه بصره لوالدته ثم خاطبها:
-موافقة على اللي هي بتقوله ده؟!
نظرت لها غزل مترقبة ردها عليه، قالت السيدة بعدم رضى:
-مراد إنت غلطت في غزل لما اتهمتها من غير دليل، فلازم تصالحها وتعتذرلها!
هتف برفض قاطع:
-مبعتذرش لحد، وتحمد ربنا إني معملتش فيها أكتر من كده
نهضت غزل من مكانها غاضبة، صاحت:
-لا أعمل، ويا ريت تطلقني
حدجه بنظرة شرسة، أمرها بحزم:
-اقعدي، علشان مش هاعمل حاجة مش على مزاجي
نهضت السيدة ثم شدتها كي تجلس، حدثتها بطلب:
-اقعدي يا غزل بس
جلست غزل على مضض بناءًا على رغبة السيدة، خاطبته بامتعاض:
-وأنا كمان زيك، مش هاعمل حاجة مش على مزاجي، ومش هتغصبي اتصبح واتمسى بـ وشك!
مسح مراد على وجهه كي يهدأ، رد بضجر:
-مش عاوز الموضوع دا يتفتح تاني، ولحد ما أعرف مين اللي عمل كده في هدير، هتبقي إنتِ اللي قدامي
كزت على أسنانها وقد انفعلت، هتفت:
-ماليش دعوة، ومش من حقك تتهمني من غير دليل واحد، ما تشوف غيري ولا علشان عاوزاك لواحدي تتهمني في اللي حصل
قالت السيدة مؤيدة حديثها:
-غزل بتتكلم صح، ما تشوف حد بيكرهك أو ليه مصلحة يعمل كده، وأنا واثقة في غزل!
استطردت غزل بغيظ:
-وإنت اللي بيكرهوك كتير
انتبهت لشيء ما فاكملت:
-طيب ما موسى كان عاوز يتجوزها، يعني ليه مصلحة إنها مترجعلكش
هو الآخر انتبه لهذه النقطة، هي محقة لربما فعلها هذا الحقير، اقتنع مراد وقال شاردًا في ذلك:
-صح ممكن!
رمقته غزل باحتدام كونه شك بها هي، قالت السيدة بتفهم:
-كده صح، على الأقل بيكرهك، إنما غزل لأ!
مرة أخرى نهضت غزل، قالت بتهكم:
-بقيت بكرهه، وأنا همشي، مش ممكن أعيش مع واحد شك فيا وضربني من غير سبب
خلّفها مراد ونهض قائلاً باحتجاج:
-مش هتروحي في حتة!
ثم تقدم منها ليمنعها، قالت رافضة:
-مش مسمحاك، إنت امبارح قهرتني، بينت قد أيه ماليش معزة عندك، عاوزني أنسى بسهولة كده، أنا منمتش بسببك
تحدثت غزل بجدية فقد جرح قلبها، نهضت السيدة وقالت بحزن:
-متزعليش نفسك يا غزل، مراد برضوه جوزك، وكل واحد بيجي في لحظة ويتخانق مع مراته!
تطلع عليها مراد وقد أنّب نفسه، قال:
-كنت عصبي، وكلامك قبلها خلاني أشك فيكي
لم تقبل بكل هذا حتى هتفت معترضة:
-عاوزة ابعد شوية، أنا لسه متضايقة، مش عاوزة أشوف وشك قدامي!
جعلته ينفعل هكذا، هتف بصرامة:
-قولتلك مش هتخرجي من هنا، والكل هيعرف إننا اتجوزنا، وبطلي تعصبيني علشان ما امدش إيدي تاني
ردت بضيق:
-لو حد عرف بجوازنا بجد مش هخليك تشوفني، وهقلبها نكد ومش هتشوف مني يوم حلو!
نظرت له السيدة لتمنعه من التطاول عليها، حيث غطى الغضب طلعته، قالت:
-متقربلهاش، هي عندها حق!
قبل أن يتكلم انتبهوا لرنين التليفون المعتاد، ردت الخادمة في ظل سكوتهم وتبادل نظراتهم، ثم تقدمت من مراد قائلة:
-واحد اسمه ضرغام عاوزك يا مراد بيه!
نفخ مراد ليفرغ ضيقه، تحرك ليرد على الأخير، بينما استغلت السيدة هدى الفرصة وخاطبتها بنصح:
-خلاص يا غزل متزوديهاش، هو غلط وفهم الموضوع، أنا عاوزاكم حلوين ومع بعض من غير زعل
ردت بتجهم وقد اكمدها:
-زعلني جامد، افتكرت لما ضربني قبل كده، وده خلاني أنسى كل حاجة حلوة حصلت بينا!
ربتت على ظهرها لتخفف عنها، اردفت غزل باصرار:
-أنا همشي!
-مش هينفع!
قالها مراد الذي تقدم منهن فنظرت له بحنق، صدمها حين تابع:
-مش هتخرجي من هنا يا غزل، علشان لو خرجتي لأي مكان تاني هتتحبسي..........!!
__________________________________

عاونتها والدتها على الجلوس، وضعت سميحة الوسادة خلف ظهرها لتستند عليها ثم دثرتها حتى معدتها، سألتها بحنوٍ:
-مرتاحة كده يا حبيبتي؟!
اومأت هدير بتأكيد، قالت سميحة بلطف:
-هخليهم يجهزولك الأكل، لازم تتغذي علشان تتقوي كده وتعوضي الدم اللي نزفتيه ده!
لم تعترض هدير وظلت صامتة، ولج أخيها الصغير عليها ثم قال بقلق أخوي مُحبب:
-حمد الله على سلامتك يا هدير!
ثم جلس بجانبها فابتسمت له، قالت:
-متشكرة يا أكرم!!
قبّل أكرم جبينها فنظرت لهما سميحة بمحبة، قالت:
-ربنا ما يحرمكم من بعض أبدًا!
لحظات وولجت سُمية برفقة يزيد، قالت سمية بخداع وهي تخطو ناحية هدير:
-نورتي القصر يا هدير، كنت خايفة عليكي قوي لا منشوفكيش تاني
هتفت سميحة بانزعاج:
-فال الله ولا فالك، ربنا يطول في عُمرها
تضايق يزيد من ردود زوجته الهوجاء، غطى على ما قالته حين خاطب هدير بود:
-ألف سلامة عليكي، والحمد لله إنك بخير
ابتسمت هدير من نبرته اللطيفة معها، قالت:
-الله يسلمك!
قال سُمية بمكر مستغلة هذه الفرصة السائغة:
-أنا كنت شايفة إن موضوع الحمل ده مش في مصلحتك، يعني رجوعك لـ مراد مش هيضيف جديد، إنما جوازك من موسى كان هو الصح
نظر يزيد لها باستياء، خاطبها بتوبيخ:
-دخلك أيه بالموضوع، هو إنتِ تعرفي حاجة علشان تقوليلها مين الحلو ومين الوحش!
كشرت سُمية من طريقته الغليظة تلك، هتفت:
-أنا عاوزة مصلحتها، مش أحسن ما تعيش في نكد تاني
جاء يزيد ليرد عليها فبادرت سميحة بالحديث قائلة:
-مافيش داعي للكلام ده، واللي فيه الخير يقدمه ربنا
اغمضت هدير عينيها مرهقة، تابعت سميحة بضيق:
-هدير عاوزة ترتاح، ممكن بعدين تيجوا تشوفوها!
امتثل يزيد لأمر عمته ثم نظر لزوجته بنفور كي تغادر أولاً، بالفعل تحركت سُمية للخارج متهكمة وهو خلفها، خاطبت سميحة ابنها:
-إنت كمان يا أكرم، روح ذاكر وبعدين تعالى
هز رأسه بطاعة ثم نهض، ابتسم لأخته هدير ثم دلف للخارج، تحركت سميحة نحوها لتشاطرها نكبتها، قالت:
-فرفشي كده مافيش حاجة تستاهل، واللي عمل كده أبوكي مش هيرحمه
انشغلت هدير بحديث سُمية، سألت:
-ليه مراد مش عاوزني اتجوز موسى؟
ردت سميحة بتبرم:
-علشان أعداء وبينهم مشاكل، وجوازك منه هيحرق دمه
قالت هدير بعدم اقتناع:
-حاسة فيه حاجة تانية، بس مش عارفاها
-لا تانية ولا تالتة، وسيبك من كلام مراد، مش كفاية اتخلى عنك
تابعت سميحة بتصميم:
-وأبوكي اختار موسى، وهتكملي جوازك منه بعد العدة بتاعتك ما تخلص...............!!
__________________________________

خاطبها وهو يبدل ثيابه:
-ماهر دا غبي، إزاي يوافق على جواز هدير من موسى، يعني مش عارف أصله!
استمرت قسمت في وضع طلاء أظافرها وهي جالسة على الأريكة، ردت بعدم رضى:
-سميحة وماهر مبقاش عندهم ضمير، حتى بنتهم هيبيعوها لواحد زي ده
انتهى منتصر ثم توجه ليجلس بجوارها، قال:
-كلمته كتير ومسمعش مني، بس بكرة يندم على الجوازة دي، لأن موسى طول عُمره مبيحبناش، وكل شغله حرام، فمن إمتى عاوز يناسبنا؟!
كلت قسمت وملت من هذا الحديث، قالت بجدية:
-خلينا في أبوك اللي مبتسألش فيه!
امتعض منتصر وقد تذكر، هتف:
-مين قالك ناسي الموضوع، أنا عندي عيون في كل مكان، والخيوط بتتفك قدامي
انصتت له قسمت ثم سألته باكتراث:
-ووصلت لأيه؟
رد بنبرة غير متأكدة:
-البت دي تبقى أخت يوسف، اللي بيشتغل مع موسى، ومتجوزة في البلد واحد غفير، بس على الورق بتخطيط من بابا، يعني شكي إنها ممكن تكون سرقته وراحت اداته لأخوها، أو موسى!
زاغت قسمت في ذلك، قالت بانتباه:
-يبقى لازم تكون عارفة غزل، ومش بعيد هي وأنيس ليهم علاقة
لم يرجح منتصر هذا التخمين، قال:
-مظنش غزل، دي سابتهم من زمان، وملهاش علاقة بيهم ما هي مكنتش اختهم
هتف قسمت بمعنى:
-أنيس وأبوك بينهم خلاف من سنين، مهما كلمكم بس مش ناسي اللي عمله أبوك فيه
فكر منتصر في ذلك، فالأخير يبغض والده، لكن ظل غير مقتنع، تابعت لتؤكد له:
-مش إنت بتقول متجوزة واحد وكانت مع أبوك في الحرام، يبقى إزاي هتروح لأخوها برجليها، دا يقتلها دا صعيدي!
أخذ الموضوع بشكل جدي ومتعقل، هو يعرف أيضًا عدائيتها لـ أنيس وقت رفضها بالماضي، قال:
-لازم آخد بجميع الاحتمالات، يعني موسى وأنيس أكيد ليهم علاقة بالموضوع، ودي بنت ضعيفة، ميقدرش حد سهل كده يتجرأ ويهدد أبويا!!
لم تضغط عليه وحاذرت في حديثها، قالت بلا مبالاة مزيفة وهي تكمل طلاء أظافرها:
-اللي شايفه صح اعمله، بس لازم تكون متأكد قبل ما تتصرف
نهض من جلسته ليريح جسده على التخت، قال وهو يستلقي:
-من غير ما تنصحيني، قولتلك عندي عيون في كل مكان!
ثم تذكر شيء ما هام، بالطبع يهمها، تابع بمكر:
-هو إنت معندكيش خبر باللي حصل لبنت أنيس غزل؟
توترت قسمت واستفهمت:
-حصلها أيه؟
ضيق نظراته نحوها ثم رد مبتسما بمغزى أجج ارتباكها:
-دا الحكومة بتدور عليها، باين في حد مورطها........!!
________________________________

لم تتمالك نفسها وقد دب الذعر في قلبها، تتحرك غزل في الغرفة ذهابًا وإيابًا غير متفهمة ما يحدث، هي لم تفتعل شيء ممنوع، ازدردت ريقها في خوف ظاهر، وتسائلت، هل هذه نهايتها؟، أحست بسخونة وجهها، فبالتأكيد أنهم يبحثون الآن عنها..
حضر مراد بعدما تفهم الموضوع كاملاً، قابلته غزل بوجه شاحب، استفهمت بشغف:
-قولي، ليه عاوزين يقبضوا عليا؟!
تأفف بصوت مسموع، قال:
-باين سيادتك من غير ما تاخدي بالك مضيتي على ورق بتاع شحنة مخدرات، والشحنة دي اتمسكت!
شهقت بقوة غير مصدقة، هتفت برهبة:
-مش ممكن، أنا ما اعملش حاجة زي دي؟
عنفها بقساوة على غبائها دون أن يلتفت لخوفها قائلاً:
-وديتي نفسك في داهية، لأنك غبية، قوليلي هتعملي أيه دلوقتي وهتثبتي إزاي إنك معملتيش كده؟!
شُل عقلها من كثرة التفكير ولم تتوصل لشيء، سألته بدموع وشيكة:
-مش هتقف جنبي؟!
هتف بجدية معارضًا ما تهذي به:
-مش مراتي، عاوزاني أسيبك يعني ياخدوكي وأنا واقف اتفرج
طلبت منه بحزن وقلة حيلة:
-متخاليش حد يقبض عليا، مش عاوزة اتحبس!
رد مطمئنا إياها وهو يضمها إليه:
-محدش هياخدك، هتخليكي هنا لحد ما أشوف أصل الموضوع
قالت بتردد:
-ممكن هروبي يبين إني بجد اللي عملت كده
رد متفهما الوضع:
-مينفعش تسلمي نفسك، لأن لو سلمتي نفسك هتتحبسي على ما نشوف مين عمل كده، وأنا مش مستعد أسيبك كده ومدخلش، ما إنتِ مراتي وملزومة مني!
ثم لف ذراعيه حولها بقوة لا يريد فقدانها، رغم أنها شعرت بالأمان بين يديه، قالت:
-مش معنى إني هافضل هنا يبقى اتصالحنا، دي حاجة ودي حاجة!
تعب مراد من خبلها الدائم، أبعدها عنه قائلاً بضيق:
-طيب شوفي حد تاني يحميكي
عقدت جبينها مستنكرة تخليه عنها، قالت لتستفزه:
-أصلاً زمان بابا وجاسم خطيبي بيدوروا عليا، هما هيحموني
وقبل أن تتحرك خطوة وجدت عنقها بين يديه، جحظت عيناها بتوتر وهي ترى ضيقه، قال محذرًا:
-مش أنا اللي تتكلمي معاه كده!
هزت رأسها عدة مرات بطاعة، قالت:
-بس إنت اللي بدأت، ومن أول مشكلة بعتني
لمح في عينيها عتاب كبير، ووجد بأن اغتراره لن يصلح الوضع بينهما، لذا أعدل عنه، قال معتذرًا:
-آسف، كان غصب عني، الموضوع جنني
ابتسمت غزل وتبهجت داخليًا، رغم ذلك قالت بتوجس:
-المرة دي اعتذرت، بس ممكن تعملها تاني وتتهمني
رد بعقلانية واعية:
-المشاكل مش بتخلص، بس أوعدك هثق فيكي بعد كده!
ثم فك يده من حول عنقها، فارتمت عليه ليضمها بقوة، قال:
-متخرجيش برة القصر نهائي ولا تكلمي حد، على ما أشوف الحكاية أيه............!!
___________________________________

جلس بالبهو ينتظر بين لحظة وأخرى خبرًا عنها، اليوم بأكمله لم يعرف أين هي؟، أصبح أنيس مقيدًا فابنته ستسجن وهو من تسبب في ذلك حينما منحها تدبير أمور العمل، تحير وقال:
-مين عاوز يأذيكي يا غزل، طيب ما يأذيني أنا لو بيكرهني!
استمع جاسم لغمغمته ثم أنهى حديثه مع المتصل، تحرك نحوه قائلاً بتقطيب:
-عاوز أعرف هي فين؟، مش تقولنا علشان نحميها
رد أنيس بتخمين:
-يمكن لما وصلها الخبر استخبت عند حد!
-حد مين؟
سأله بجهامة فتابع موضحًا:
-هــدى مثلاً!
ضرب جاسم كـفًا بكفٍ وقد وصل انفعاله لقمته، ردد بـتوعد:
-مين اللي عاوز يعمل كده، أكيد حد عاوز يخلص منها، أنا لو عرفته هنهي حيــاته!
تعالى صوته وهو يتحدث فأحلامه تتبعثر تدريجيًا، ثم جلس مطرقًا رأسه، لحظات وتقدم (السفرجي) منهما ممسكًا بمظروف ما، خاطبه باحترام وهو يعطيه إياه:
-الجواب ده وصل لسيادتك من شوية
تناوله أنيس سريعًا، بينما رفع جاسم رأسه ليتابع، فتح أنيس الظرف وباهتمام قرأ المدون به، تبدلت تعابير للراحة وللهدوء، الذي تعجبه جاسم وبحسه استشف علاقة غزل به، سأله:
-منها؟!
رد هازًا رأسه بتأكيد:
-أيوة، بتقول إنها في مكان أمين، وإنها معملتش كده، وطمنتني عنها
انخفض قلق جاسم عليها، وبات متفرغًا لمن فعل ذلك، بينما تمتم أنيس بغلٍ:
-دا مين اللي بيكرهني للدرجة دي؟
استمع جاسم لجملته هذه وأنكرها تمامًا، قال في نفسه:
-اللي عمل كده بيكرهني أنا، عاوز يحرمني من كل حاجة.........!!
___________________________________

جهلت لما كل هذا القلق المستحوذ عليها حين اتصل بها، وضعت هدير السماعة على أذنها ثم ردت عليه بتوتر:
-الحمد لله أنا كويسة؟
شعور غريب تملك منه حين استمع لصوتها، فلتلك اللحظة لم يصدق أنها ستكون له، ابتسم وقال:
-ربنا بيحبنا، وعايزنا لبعض، واللي حصل ده أثبت كده
صححت قوله الخاطئ بـ:
-بس فيه حد اتعمد يعمل كده!
اضطرب موسى ثم ثبت حتى يستجمع كلماته، سأل:
-مين ده؟!، تلاقي حد من أهلك، أو واحدة بتغِير منك!
لم تهتم هدير بفقدان الجنين كثيرًا، فبداخلها ترددت من عودتها لـ مراد من أجله فقط، ما يوترها هو الزواج منه بالأخص، فتحذير مراد لها جعلها متخوفة واسترابت في الأمر، اردف موسى بتودد:
-ساكتة ليه؟، عاوز اسمع صوتك على طول!
لطفه الزائد معها لم يعطيها المجال لصده، قالت:
-بكرة نتكلم كتير، أنا بس تعبانة شوية
قال بتشوقٍ اقلقها:
-متعرفيش الكام شهر دول هيعدوا عليا إزاي، هاستحمل لحد ما تنوري عندي
خجلت هدير من حديثه معها بهذا الشكل المُباح، بدت ضربات قلبها عنيفة حين تابع:
-باحبك!
حاولت خفض منسوب خجلها حين أمرته بجدية:
-أنا عدتي مخلصتش، وميصحش تكلمني كده دلوقت
قبل أن تتضايق أكثر انصاع لما تقوله هاتفًا:
-اللي تشوفيه، مش عاوز ازعجك مني
كلما تخلق جو من التنازع بينهما يسبقها برده المسالم، قالت:
-مع السلامة علشان عاوزة ارتاح!
أنهت الكلام بينهما فهي ما زالت مترددة في خطوة الزواج منه، بالطبع تريد شخصًا صادقًا محبوبًا، يلاطفها ويمنحها حنانه، وقبيل كل ذلك خلوقًا مهذبًا، كـ مراد في صفاته الحسنة التي أحبتها فيه قبله، خاطبت نفسها بعزيمة:
-لازم أفهم من مراد ليه رافض اتجوزه هو بالذات....!!
_________________________________

ظلت حبيسة هكذا بداخل قصر زوجها، تبلغ والدها عبر رسائل مقتضبة أنها بخير، ولا جديد سوى البحث الدائب عنها، تنملت غزل في نومتها حتى فتحت عينيها، نظرت تلقائيًا بجوارها فلم تجده، اعتدلت ظانة وجوده بالمرحاض لكن لا صوت فالمكان هادئ، تنهدت بملل فقد غادر وتركها، نهضت من على الفراش ثم ارتدت (الروب) متأهبة للخروج من غرفتهــا...

وهي تهبط الدرج وجدت أن المكان ساكن، لا يعج بأصوات الصبيان أو حديث جانبي من أحدهم، انتبهت للخادمة تمر من أمامها، استوقفتها مستفهمة:
-فين الولاد؟
وقفت الخادمة وردت:
-راحوا النادي يا هانم!
زمت غزل ثغرها متفهمة، تابعت اسئلتها:
-طيب وهدى هانم؟
-برضوه خرجت، قالت هتروح مشوار ومش هتتأخر
تأففت غزل فبالطبع ذهب مراد لعمله أو ما شابه، أشارت لها أن تذهب ثم حدثت نفسها بتضجر:
-وطبعًا أنا هنا لوحدي ومحبوسة
نفخت بقوة ثم توجهت لتستعمل التليفون، عند جلوسها وشروعها في الاتصال توقفت متذكرة، قالت:
-صحيح مراد نبهني اكلم بابا فيه، ممكن يكون متراقب عند بابا
ثم حكت شعرها لتهدئ من حدة هذا الصداع، نهضت لتشغل يومها، ليتما يعودوا، قبل أن تعود لغرفتها مجددًا جاءت الخادمة تخبرها بأن أحدهم يريدها، ارتبكت وهي تستفهم:
-مين؟
دعته الخادمة للدخول وسط توجس غزل، حدقت بالباب حتى ولج فتنفست الصعداء، تقدم منها الشاب قائلاً:
-أنا جيت حسب طلب سعادتك يا ست هانم
تذكرت غزل ما كلفته به فقد تناست بالفعل الأمر، قالت:
-طيب استناني برة، هلبس وجاية معاك
خطوتها تلك طائشة لكنها تحتاج بالفعل أن تعرف، فحديثها مع يوسف بالأمس جعلها تدرك وضاعة وحقارة موسى حين أخبرها بأنه السبب في توريطهــا وعادت للوراء تتذكر......

-إنت بتقول أيه؟، ليه يعمل كده معايا، كنت عملتله أيه؟
رد يوسف بغضب مكبوت:
-عرفت بطريقتي، كان مكلف واحد وقالي على اللي عمله، كل ده علشان ينتقم من جاسم
هتفت بانفعال مدروس:
-ينتقم من جاسم يضيعني أنا!
وضح يوسف بنبرة مغلولة:
-جاسم وموسى علاقتهم وحشة، وكان وصله خبر إنه بيراقبه، فهو حب يشغله عنه فقام عمل معاكي كده، لأن كده هيضايقوا
تشابكت المواضيع في رأس غزل وتحيرت، قالت بتردد:
-موسى دا مصيبة، قلبي حاسس إنه كمان ورا إجهاض هدير، عاوز الجو يفضاله، يا ترى بيخطط لأيه تاني؟!
أعلن يوسف خوفه عليها قائلاً:
-غزل خلي بالك من نفسك، إنتِ بس اللي تهميني، وهاعمل المستحيل علشان تخرجي منها
ابتسمت غزل من تفانيه في اسعادها، قالت:
-حاضر، وكمان انتبه لنفسك، يمكن يكون بيستغلك
افاقت غزل من شرودها وهي بداخل المرحاض تستحم، لفت جسدها بالمنشفة ثم دلفت وقد أخذت قرارها بالذهاب إلى ذاك العنوان، لتقبع فضولها المستطيــر.............!!
___________________________________

أخبرتهم أنها ذاهبة للنادي لتشتم الهواء وتخرج من الأجواء الكئيبة قليلاً، لكنها قد خدعتهم فهي تعرف وجهتها الحقيقية، جعلت السائق يأتي لقصره، حتى تسأله بنفسها عن سبب رفضه لـ موسى، لتريح قلبها المتردد...
خطت هدير لداخل القصر فللمرة الثانية تأتي إليه، أحبت تصميمه الراقي وما يحويه من أثاث فاخر ونفيس، ابتسمت بحزن فكل ذلك من المفترض أن يكون من نصيبها، لامت نفسها على ما تفكر به ثم تعمقت للداخل، قابلتها الخادمة فسألتها عليهم، أخبرتها بأن لا يوجد أحد، سألتها:
-متعرفيش هيجوا إمتى؟
-مش عارفة يا هانم، بس هما من الصبح برة
وقفت هدير للحظات لا تعرف ماذا تقول أو تفعل؟، قالت مسلمة أمرها:
-طيب هستناهم!
تابعت بنظرات مظلمة حذرة وهي تنظر للأعلى:
-فين أوضة الولاد وأوضة مراد بيه؟!
كانت هدير راغبة في رؤية غرفته، لا تعرف لما دعاها عقلها لذلك لكن أرادت أن تراها، وجّهتها الخادمة لمكانهم فصعدت هدير خلفها، عند وصولها لغرفة مراد أمرت الخادمة:
-طيب روحي إنتِ!
ثم راقبت الخادمة حتى ذهبت، فتحت هدير الغرفة ولا إراديًا تسللت رائحة عطره المألوفة لها داخل أنفها، تقدمت للداخل وهي تمرر نظراتها على الغرفة ككل، كانت بالفعل رائعة، وجهت بصرها للفراش وابتسمت، رغمًا عنها تذكرت لحظاتهما سويا وشجنت، تحركت وهي تتجول بداخل هذه الغرفة الرحيبة، كل ما بها قد أعجبها، حثها شيء داخلي أنها تريد العودة له، لكن عدم رغبته فيها ضايقتها فعبست بقسماتها، ساقتها قدماها نحو خزانة ملابسه، وتجرأت وفتحتها، اعتلتها صدمة عجيبة وهي تجد ثياب نسائية، للنوم وللخروج ومنزلية، أمسكت هدير بإحداهن وقالت:
-بيعملوا أيه هنا، أنا مش فاهمة حاجة؟!
كانت مشدوهة للغاية وهي ترى اشياء نسائية في الغرفة حين تمعنت النظر في كل ما حولها، توجهت للمرآة ثم وجدت عطر نسائي وأدوات تجميل، تحيرت وقد تملكتها غِيرة جنونية رغم أنها انفصلت عنه، هتفت:
-حاجات مين دي؟
لم تلمس هدير أيًا منهم، لكن فضولها دفعها للبحث أكثر عن شريكة غرفته، وبالطبع فراشه!، توجهت للكمود أولاً ثم فتحته، فتشت بحذر في مقتنياته، لكن لاندفاعها الممزوج بغيظها لم تنتبه للصورة الموضوعة في هذا الإطار الصغير، وبعد وقت جذبتها الصورة عفويًا، حدقت بها بذهول لعدة ثوانٍ، أمسكت بها هدير وعينيها متصلبة على غزل فقط، كانت صورة رومانسية تجمعهما، رددت بغِيرة جلية:
-غزل!، كنت حاسة، أنا مش غبية!!
رمقتهما بكراهية فـ حبه للأخيرة في الصورة غلب وضوح الشمس، بالأخص نظراته المحبة لها، وضعت الصورة مكانها ثم تحركت لمنتصف الغرفة بقسمات كالحة، وقفت موضعها وحزنت على وضعها، دون إرادة منها بكت هدير، ولم تتحمل الوقوف في المكان أكثر ثم هرولت مغادرة الغرفة، لا بل القصر بأكمله..

أخذت قرارها بأنها لن تنتظر أحد ثم استقلت السيارة وتحركت، جلست في الخلف ممسكة ببطنها، فقد عادت تتألم بقوة، كل ذلك بسبب تخيلاتها لهما معًا في فراشٍ واحد، صرت أسنانها بقوة فقد كان يتلاعب بها، غمغمت:
-تحب وتتجوز اللي على مزاجك، إنما أنا لأ، بس ماشي!
بعد وقت قضته تتوعد وتتذكر ما رأته وصلت لقصر جدها، دلفت هدير للداخل بحالة حانقة فقد كشفت كل شيء، وهي تصعد الدرج تفاجأت به هنا بالقصر، توقفت في المنتصف تحدجه بنظرات كارهة لم يتفهم سببها، سألها مراد:
-فيه أيه يا هدير؟
انضم يزيد لهما فقالت بعد تفكير ربما مندفع:
-فيه إني موافقة على موسى، وافقت أو رفضت، باحبه وهتجوزوه، ومش أوحش من اللي فضلتها عليا...............!!
________________________________

عدة دقائق قضتها غزل أمام باب الشقة، ترتب ماذا ستقول؟، إذا كانت هي، أو لم تكن هي وقد خُيل لها، تنفست غزل بهدوء وقد حان الوقت..
قرعت الجرس ثم انتظرت وقلبها يدق بشدة، سمعت أحدهم يفتح فتحفزت حواسها كليًا، انفتح الباب ببطء مما جعل أعصابها مشدودة بشكل مريب، مدت أمل رأسها أولاً وكانت الصدمة، غزل أمامها، عدة مشاعر متضاربة في آنٍ واحد وهن يتبادلن النظرات المصدومة من غزل والمتوجسة من أمل، ابتلعت ريقها في توتر وقالت:
-غــزل!!
لم تعرف غزل خطوتها بعد ذلك، هل تأخذها في أحضانها فقد استوحشتها، أم تلقي لومها عليها وتعتب على قلة حيائها، سألتها بجمود:
-إنتِ هنا من إمتى؟
ارتبكت أمل وقالت متلعثمة:
-حد غيرك يعرف بمكاني؟
بالطبع تقصد يوسف، فلو علم لقتلها، دفعت غزل الباب قليلاً لتمرق للداخل، ارتعبت أمل من رؤيتها لها ثم اوصدت الباب، سارت أمل خلفها متفاجئة بما باتت عليه، فهي راقية جميلة، وعادت تحقد عليها مجدًدا، أخذت غزل جولة سريعة بنظراتها على الشقة، التفتت لها وقالت:
-كل دا يطلع منك، متجوزة واحد ومع غيره!
كرهها الشديد وعدم حبها لها جعلها ترد بغلظة:
-ملكيش دعوة، أنا حُرة نفسي، وباعيش مع اللي يريحني
ثم جابت هيئتها بنظرة ذات مغزى، تابعت:
-ما إنتِ كمان عايشة على هواكي، بينتي شعرك وجلعتي برجع الحيا
ابتسمت غزل بتهكم، قالت:
-مقدور عليه اللي باعمله، بس مش كل شوية مع واحد في الحرام
احتدت نظرات أمل نحوها، هتفت:
-الكلام ده تجوليه لأهلك، اللي جابوكي من الحرام ورموكي في الأراضي
أحست غزل بأنها لم تكن لها الحب يومًا، فقد تربين معًا، ردت غزل عليها بنفور:
-أنا دلوقتي عايشة مع أهلي اللي بتكلمي عليهم، وربنا عوضني، بس إنتِ ملعونة، والله أعلم كنتي السبب في موت أبوكي وأمك ولا لأ!
انصدمت أمل فلم تكن تعرف، رددت:
-أبويا وأمي ماتوا!!
احتقرتها غزل بشدة، قالت:
-الـ*** اللي بتنامي في حضنه من غير جواز ده أخوكي شغال معاه، يعني حاسبي على نفسك، لعُمرك هيضيع في لحظة، ويوسف مش هيسيبك!
جف حلق أمل من شدة هلعها، قالت:
-متجبيش سيرتي لـ يوسف، متجوليلوش إني في مصر من الأساس
ردت عليها باستهجان:
-هيعرف يا أمل، إنتِ واحدة ميتبكيش عليها، نسيتي أهلك وإنتِ في وسطهم لحد ما ماتوا ومالقوش حد يدفنهم!
من هيئتها بدت أمل أنها لا تبالي، قالت بتوعد:
-لو يوسف عرف حاجة عني هجتلك يا غزل
تعجبت غزل من وقاحتها التي لا نظير لها، لا تعرف بماذا تنصحها أو تقول لها؟، وجدت نفسها تتحرك مغادرة الشقة فهذه الفتاة لعينة لابد من تأديبها، قبل أن تدلف من الشقة حذرتها أمل بصريمة:
-جولتلك لو يوسف عرف موتك على يدي
لم تستمع غزل لهرائها ثم توجهت نحو المصعد، بينما وقفت أمل متحيرة مشتتة، فقد انتهت!، قالت بخوف ظاهر:
-طلعتلي منين دي؟، اعمل أيه دلوق بس؟!، يا رب تحصلك مصيبة تشيلك جبل ما تجوليله.........!!

خرجت غزل من المصعد ثم تحركت لتغادر العمارة، أخذت قرارها بأن تخبر يوسف عنها فهي وقحة وتستحق الأسوء، عند توجهها للسيارة تفاجأت بأفراد الشرطة ظهروا من كل مكان، شهقت بفزع وهم يقتربوا منها، قال أحدهم وهو يكبل يديها:
-طبعًا عارفة هنقبض عليكي ليه؟
ابتلعت غزل ريقها وهم يسحبونها ناحية سيارة الشرطة (البوكس)، تحيرت فكيف عرفوا بمكانها؟، تحرك السائق خلفها ليتفهم الأمر فخاطبته بلهف واضح:
-كلم مراد بيه، قوله على اللي حصل......................!!
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الأربعون من رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات عربية
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
يمكنك تحميل تطبيق قصص وروايات عربية من متجر جوجل بلاي للإستمتاع بكل قصصنا
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة