-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت - الفصل السادس والأربعون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية اجتماعية واقعية وصعيدية جديدة للكاتبة إلهام رفعت ورواياتها التى نالت مؤخرا شهرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السادس والأربعون من رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت

رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت - الفصل السادس والأربعون

اقرأ أيضا : حدوتة قبل النوم

رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت
رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت

 رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت - الفصل السادس والأربعون

تابع من هنا: روايات رومانسية جريئة

أدركت أن سفرها سرًا أفضل لها، فمن المؤكد رفضه لبُعدها عنه، كونها لم تحبه قط، ومكوثها برفقته لم يخلق الود بقلبها تجاهه، جمعت قسمت أغراضها كاملة ثم بهدوءٍ حذر تركت الفيلا له، هي ملكها وجمحت منها وبما تحويه من ذكريات عكرت حياتها والتي جمعتها معه..
قبل انطلاق صافرة القطار جلست بداخل غرفتها بإحدى عرباته، ليس بمفردها بل جاء شخص يودعها، أيضًا يتحدث معها وهذا الأهم، جلس جعفر على مقعد صغير بجانب التخت التي جلست على طرفه، قال بملامح مقطبة:
-روحتله زي ما جولتلك، بيجول بته ومتمسك بيها، ومهيتنزلش عنيها إلا إذا جبتله دليل بكلامي!
بداخلها كنّت البُغض للأخير، وندمت فهي السبب على رجوعها له، ظنّت أنها ستنتقم من مراد، غبية!، تنهدت بقوة وقالت بتيقظ:
-متسبش حفيدك ليه، قوله فين دليلك إنت إنها بنتك، مش هتلاقي عنده دليل واحد، أنا واثقة من اللي بقوله
قال بعدم راحة:
-شكلي هدخل معاه في مشاكل، وممكن أخطفها منيه لو هيفضل إكده!
التمعت عيناها بوميض الخبث، قالت محمسة إياه:
-تبقى بتفكر صح، دي بنت بنتك ومحدش هيلومك، حتى لو خطفتها اعمل زي ما بيعمل معاه، هيقولك بنتي قوله اثبت كلامك
نجحت قسمت في دفعه لفعل ذلك وبدا على قسماته فابتسمت، أكملت بظلمة ماكرة:
-اوعى تسيب حفيدتك ليه مهما عمل، إزاي كانت مع نادية وفي البلد عندك وقتلتها علشان جابتلك العار وتطلع كدبة وبنته هو!
نظر لها جعفر بتفكير، فكلماتها جعلته يتأكد أنها بالفعل حفيدته، نهض من مكانه منتويًا، قال:
-هتكلم معاه لآخر مرة، ولو رفض يديهالي هخطفها منيه!
نهضت قسمت هي الأخرى وقالت بتهلل داخلي:
-صح كده، أنا هسافر البلد ومستنية ترجع بيها، علشان أفرحلك وأباركلك
قال بامتنان كبير:
-شكرًا يا جسمت هانم، مش عارف من غيرك كنت هعرف منين إنها اللي كانت مع بتي...........!!
_________________________________

ارتباكها أمامه جعله يفقد صوابه، قبض أنيس على شعرها بقوة فارتعدت، ثمالته لم تعطيه القوة الكافية ليعنفها أكثر، هتف بصوتٍ منفعل:
-جايبة الحلق دا منين؟
ارتعشت أمامه وتخوفت من قول الحقيقة، فهو ليس لها، ابتلعت ريقها وقالت:
-دا معايا من زمان يا بيه!
رمقها بنظرة عدم تصديق وتجهم، هتف:
-الحلق دا اديته لبنتي لما كانت مولودة، إنت بنتي يعني؟!
في لحظة جف حلقها وتجمدت من رهبتها، سحبها أنيس لتنهض من على التخت فتأججت رعشة جسدها، جعلها تنظر إليه فقال بوعيدٍ مهلك:
-انطقي جيباه منين بدل ما أدفنك الدقيقة دي!
ردت بتقطع ملازم لخوفها منه:
-معرفاش يا بيه، أمي وآني بتجوز ادتهولي، معرفاش جبته منين، جالت شيلاه لفرحي!
لم يرتاح أنيس لحديثها وبدأ صدره يعلو ويهبط، وظن أنها تخبئ شيء ما، ليست هي من أعطاها القرط، غزل الأقرب للمولودة التي رآها، مرر نظراته المهينة عليها ثم بغل ترك شعرها وهو يدفعها للخلف، هتف بحزم:
-البسي هدومك هتيجي معايا!
ذابت أوصالها فقد انتهت، حتمًا سيتخلص منها، جهلت ماذا سيفعل بها؟، لم تجد سوى طاعته حين تحركت فورًا؛ كي ترتدي ملابسها، وقف أنيس منتصف الغرفة يتنفس بصعوبة من فرط انفعاله ومن ضعف اتزانه، اغمض عينيه قليلاً ليخفف حدة غضبه، سأل نفس بتحير:
-الحلق وصل للبت دي إزاي، مش معقول بنتي، غزل بنتي، ملامحها قريبة من هالة!
ثم ابتلع لعابه وقد طغا عليه ضعف جسدي من عدة نواحي، فزاد على ثمالته هياجه الفكري الذي أضعف قلبه، ردد بجدية:
-أكيد حد ورا البت دي، ومش هسكت غير لما أعرف الحقيقة كلها.........!!
____________________________________

فور ولوجه من باب الشقة هرعت ناحيته متلهفة، هل عثر على أخيها أم ماذا؟، هذا ما فكرت فيه نسمة، استقبلته قائلة:
-حمد الله على السلامة يا سي ضرغام!
جاءت لتنزع عنه عباءته فأمسك يدها بقوة، نظرت له بعدم فهم ثم لاحظت جمود طلعته ونظراته القاسية نحوها، وهذا ما وتر أعصابها، قال بهدوء مقلق:
-تعرفي منتصر الخياط؟!
جحظت عيناها بقوة فقد علم بالحقيقة، نظرة الخوف في عينيها جعلته يتأكد، لم يلبث حتى رفع يده ليصفع وجهها بقوة حتى وقعت عند قدمية، نظرت له بهلع وقالت:
-اسمعني يا سي ضرغام، متظلمنيش!
رفعها من شعرها لتنهض ثانية ثم في لحظة صفعها مرة أخرى بغضبٍ أشد مرددًا:
-خاينة، و***
تشبثت بملابسه وقالت متوسلة:
-أنا مخنتكش، هحكيلك كل حاجة
صفعها عدة مرات متتالية جعلت عيناه تجفل للحظات، ألقاها أرضًا أمامه فخارت قواها وأحمر وجهها، هتف بغضب:
-عيلة أخلفها تعمل معايا إكده، دا مافيش راجل يتجرأ يجف جدامي ويفضل يضحك عليا
ثم ركلها في جانبها فبكت بحرقة، تابع بتوعد:
-هلاجي أخوكي الـ*** وهجيبه إهنه معاكي علشان أخلص عليكم وآكل من لحمكم!
ضربه لها أوهى جسدها وزالت الكلمات من على لسانها فأذعنت بالكامل، حدجها ضرغام باحتقار فهذه اللعينة تشاركه الطعام وتغفا بجانبه، فقد وثق بها بشدة، وجد نفسه يبصق عليها فلم يصدق للآن أنها خدعته، شعرت نسمة بالقهر والمذلة، لكن لم تلومه فردة فعله طبيعية، ليتها قصت له من البداية، قبل أن يتخذ ضرغام قرار بشأنها انتبه لمن يدق الباب، التفت ناحيته ثم تحرك ليفتح، استغرب من حضور أحد رجاله، قال الأخير بمفهوم:
-مراد بيه تحت وعاوزك تنزله يا ريس ضرغام!
تعجب ضرغام وقال:
-مراد بيه!
اومأ الرجل فتحير ضرغام من مجيئه هنا، التفت برأسه لـ نسمة ثم ألقى عليها نظرة مزعوجة، تنهد ثم دلف موصدًا الباب خلفه بالمفتاح لمقابلة الســيد..

بالأسفل، حين خرج ضرغام من البناية وجد السيد يجلس بسيارته ينتظره، تحرك نحوه ثم هتف باكتهاء:
-أمرك يا مراد بيه!
بجمود عجيب نظر له مراد ثم أشار له برأسه كي يركب بجانبه، سريعا كان قد نفذ أمره، ركب ضرغام بجانبه على مقعد الراكب، ثم أدار رأسه له مستفهمًا:
-خير يا مراد بيه؟
حدق مراد أمامه وهو يسأله بصلابة:
-فين الورق اللي عندك؟!
ارتبك ضرغام وأحس مراد بذلك، رغم أنه لا يراه، اطرق رأسه في حرج وقال:
-أخو مراتي سرجهم!
ابتسمت مراد في تهكم، نظر له قائلاً بسخط:
-واداهم لمين بقى؟
نبرة مراد جعلت ضرغام يستغرب، لأول مرة يتحدث معه السيد هكذا، هتف مراد بحنق:
-معقول معندكش فكرة وداهم لمين؟
رد باستياء فقد ظن شكه به:
-هاعرف منين يا مراد بيه، من شوية بس عرفت!
-وطلع مين؟!
قال بتردد:
-عم سيادتك، منتصر بيه!!
هذا ما وصل مراد من معلومات قبل قليل، نظر مطولاً لـ ضرغام وشريط تفانيه في العمل معه يمر كومضات خاطفة، منها إخلاصه له، قالها مراد صراحة:
-أنا وصلني إنك متآمر معاه واديته الورق!
فغر فاهه بصدمة ولم يصدق أذنيه، هتف مدافعًا عن نفسه:
-وتصدج يا مراد بيه إني أعمل إكده، آني روحي فداك!
للحظات سكت مراد فنظر له ضرغام بخيبة أمل، كيف له أن يصدق تلك الأكاذيب عنه؟!، قال له مراد بجدية:
-مصدقتش يا ضرغام، بس عاوز أفهم الورق وصل منتصر إزاي
اغتم ضرغام فهو مضطر لقول أن زوجته قد خانته، وأنه وقع في فخ نصب إليه، قال بابتئاس:
-هجولك يا بيــه...............!!
__________________________________

-تعالي دلوقت ضروري!
طلب أنيس من غزل أن تحضر لشقته حين انجلى النهار، هتفت الأخيرة بقلة حيلة:
-مراد مش هيوافق، علشان حابسني!
هتف باحتدام ظاهر:
-هاتيه معاكي، الموضوع مهم ولازم تحضريه!
رغم تعجبها وافقت غزل على طلبه، اغلقت المكالمة معه منتوية التحدث مع مراد، بينما فور وضع أنيس سماعة التليفون تحرك ناحية أمل التي تجلس على الأرضية تبكي، خاطبها بغيظ:
-عارفة لو الكلام اللي قولتيهولي ده طلع كذب، مش هرحمك!
رددت بتأكيد كبير:
-جولت اللي عندي يا بيه!
وجد أنيس أن ثأره ليس معها، ربما تم استغلالها بشكل محنك، قال بحقد:
-يعني إنتِ كنتِ عند أسعد الخياط، وسرقتيه وروحتي عند موسى، دا اللعب هيحلو قوي!
ثم نظر أمامه مغمغمًا بشراسة مكبوحة:
-قسمت هي اللي قالت على مكان غزل بنتي، يعني عارفة إنها عايشة وبتخدعني، وأسعد كمان تلاقيه متفق معاها، ما هما من زمان قريبين من بعض، قاصدين يحرموني منها، بتنتقم مني!
تابع متوعدًا للأخيرة بجهامة:
-آه يا قسمت، طول عُمرك شيطانة، بس هدفعك التمن غالي!
أخذ مع نفسه يتوعد وينتوي لها وللأخير، بينما توترت أمل من حضور غزل، قالت بحزن:
-بلاش غزل تاجي، هتجول لـ يوسف على مكاني، وهيجتلني!
تجاهلها أنيس ثم تحرك نحو (البار) ليشرب القليل وعقله يفكر، تابعت أمل بكائها متحسرة على نفسها، فالسيد الذي استنجدت به كان الأسوء على الإطلاق...

بعد ساعتين حاولت غزل فيهما اقناع مراد بالحضور، ناهيك عن انتظارها له، وقف بسيارته أمام العمارة ثم هتف بتأفف:
-مش عارف الراجل ده عاوزك ليه؟
هتفت باندهاش من أسلوبه:
-دا بابا، يعوزني في أي وقت!
التوى فمه ببسمة ساخرة، قال:
-ومالك مصدقة كده ليه، إنتِ تدعي ربنا ما يظهرش حد جديد ويقول دا بنتي!
نفخت بضيق من طريقته ثم فتح الباب لتترجل، تابعها مراد ثم ترجل هو الآخر، قبل دخولها من باب العمارة هتف بغلظة:
-استني!
توقف غزل عن السير وهي توليه ظهرها، امتعض وقال:
-أكتر من مرة أقولك أنا جوزك، يعني لما أنادي عليكي تبصيلي وباحترام كمان
أثناء حديثه ضغط على كتفها وجعلها تستدير له، تألمت بقوة فهو يتعمد ذلك، هتف:
-كتفي، مش عارف إنه بيوجعني!
رمقها بعدم اهتمام وقال:
-يلا خلينا نخلص ونشوف البيه دا عاوز أيه!
اخذت حذرها هذه المرة ولم تتحرك لتسبقه منتظرة أن يبدأ هو الدخول، ابتسم مراد ثم ولج أولاً ليستقل المصعد فتأففت في نفسها، دلفت بجانبه بطلعة حزينة باهتة، الغريب تجاهل مراد لها، نظرت له باحتدام من حماقته متسائلة بحيرة، كيف تغيّر معها بتلك السرعة؟، عندما أصدر المصعد طنين الوصول دلف مراد بحثًا عن الشقة وهي من خلفه..
لحظات حين انفتح الباب ارتمت غزل في حضن والدها، طوقها بذراعيه قائلاً بحنان:
-وحشتيني يا غزل!
لم يتحمل مراد ما يفعله هذا الرجل مع زوجته، حتى سحبها من بين يديه قائلاً بعبوس:
-مسمحلكش تحط إيدك عليها
نظرت له غزل بغرابة، بينما قال أنيس بعدم قبول:
-أيه ده، دي بنتي!
رد مراد بنفور:
-منعرفش، ولما اتأكد أنا من ده أبقى أقولك، اللي بيقوله جعفر مخليني مصدقكش
زم أنيس ثغره ثم قال بثقة:
-لا بنتي، والدليل جوه هنا!
انتبهت غزل لسبب حضورها فاستفهمت:
-هو إحنا جايين هنا علشان بخصوص أنا مين؟!
هز رأسه بتأكيد ثم سحبها من يدها نحو الداخل، اكفهر مراد وتحرك معهم متكهنًا معرفة ما في جعبة هذا الرجل، عند تعمق غزل لداخل الشقة انصدمت من وجود أمل تجلس على الأرضية، اقتربت منها مرددة بذهول:
-أمل، إنتِ هنا بتعملي أيه؟!
وقف مراد يتابع ما يحدث في صمت رد عليها أنيس بحذر:
-ربنا وقعها في إيدي علشان الحقيقة تبان يا غزل!
نظرت له بجهل فتابع موضحًا وهو يفتح يده فظهر القرط:
-الحلق ده كان معاها ولبساه، عارفة دا بتاع مين؟
تمعنت النظر في القرط وقالت:
-بتاع مين؟!
-بتاعك يا غزل!
رفعت نظرها له مدهوشة، تابع بابتهاج:
-أنا بنفسي يوم ما شوفتك مع مامتك لبستهولك، وبعدين الاقيه مع البنت اللي اتربيتي معاها، دا معناه إنك بنتي، ومتصدقيش أي حد، إنتِ بنتي يا غزل!
احتقن مراد وهو يستمع له، كأنه استقبح كل هذا، في حين التفتت غزل لـ أمل، سألتها بجدية:
-صحيح يا أمل، الحلق ده كان معاكي؟!
قالت شارحة:
-أمي ادتهولي يوم فرحي، بس مقالتش إنه بتاعك!
اتضحت الأمور أمام غزل، اتسعت فرحتها كون هذا الرجل أبيها، قالت له بتودد:
-كنت هزعل لو إنت مش بابا، أنا اتعودت عليك
ثم احتضنته فضمها بكل حنوٍ إليه، أحد مراد النظر عليهما وبات حاقدًا كارهًا لتلك العلاقة، انتبه لـ غزل تقول له بغرور:
-بابا، صدقت!، دلوقت مافيش حد هيشكك في نسبي، ومش هسمح حد يهني أو يعايرني!
نظر لها مراد باستخفاف ولم يعلق، بينما خاطبها أنيس بمحبة:
-مش هسكت لحد يفكر يبهدلك يا حبيبتي، إنتِ بنتي أنــا.........!!
___________________________________

تعجب من دعوته لمكتبه في هذا الصباح الباكر، جلس ماهر أمامه فباشر منتصر بالكلام قائلاً:
-مطلعش أنيس السبب في تهديد بابا!
عقد ماهر جبينه وقد تحير، أكمل منتصر باستشاطة:
-موسى!
لم يصدق ماهر أذنيه حتى عارضه:
-لا مستحيل!
أيضًا أحس ماهر أن أخيه يبغض موسى وزواج ابنته منه، قال بتهكم:
-أنا فاهمك يا منتصر، إنت مبتحبش موسى، ومتغاظ إنه هيتجوز بنتي!
انزعج منه منتصر ورفض نزقه في تحليل الأمر، هتف بانفعال:
-يا متخلف بقولك هو اللي ورا سرقة الورق، وكمان ورا حريق بضاعتي في المخازن
كما هو لم يصدقه ماهر ولم يقتنع، تابع منتصر باحتدام:
-أنا دورت وراه ولقيت إن البت دي كانت عايشة معاه في شقته، بس لما خطب بنتك حب يتخلص منها فوداها تشتغل في الدعارة، وسناء سكرتيرة أنيس صاحبة موسى وكانت معاه قبل ما تعرف أنيس
قال ماهر بتردد:
-مش قادر أصدقك، موسى ميتجرأش يعمل كده وهو عاوز يتجوز بنتي!
تعب منتصر من إعطائه الدلائل، قال بنفاذ صبر:
-شوية وهتلاقيه جاي، سيبني اتكلم معاه وهخليه يقع قدامك!
بدأ ماهر يأخد الموضوع بجدية أكثر، ثم انتظر مع أخيه، وقت قليل وكان موسى حاضرًا بينهما، قابله ماهر بترحيب طبيعي، بينما جمد منتصر طلعته واقتضب في الرد عليه..
هتف منتصر بدون مقدمات:
-يا ريت يا موسى تكون راجل وتتكلم بصراحة
بغض موسى طريقة النافرة من شخصه وقبل أن يعلق تابع منتصر بعقلٍ داهية:
-إنت اللي ورا تهديد أبويا بالورق، متكذبش علشان البت اللي كانت معاك جبتها من عند سناء واعترفت بكل حاجة
ترقب ماهر ردة فعله وهو ينظر إليه، لم يتزعزع موسى من مكانه كأنه لا يهتم، قال ببرود:
-أيوة أنا!
حدجه ماهر بنظرات نارية وقال:
-ليك عين يا قليل الأصل تهدد أبويا وتطلب تتجوز بنتي بكل بجاحة
ابتسم منتصر بانتشاء وتعجرف معًا، سريعًا ما تبدلت قسماته وهو يقول:
-وإنت برضوه اللي حرقت بضاعتي!
ابتسم موسى بمكر، لم يبالي ببلاهة هذين الأحمقين، قال:
-أيوة أنا!
للمرة الثانية يستفزهما، لكن هذه المرة كانت من نصيب منتصر، نهض منتصر ليعنفه على ما فعل فهتف موسى بجدية واثقة:
-اقعد يا منتصر علشان مش هتعرف تعملي حاجة، لأن هيبقى ردي عليك فعل مش كلام!
خاطبه ماهر بنفور:
-إنت خسيس، الحمد لله إن ربنا كشفك قبل ما بنتي تتجوزك!
وضع ساق فوق الأخرى ثم شرع في إشعال سيجارته، رمقه منتصر بغصب وقد ثار من بروده، قال موسى باغترار:
-لو على جوازي من هدير فدا أمر انتهى الكلام فيه، علشان هتجوزها
-دا بُعدك!
قالها ماهر باعتراض، ابتسم موسى وقال:
-الورق اللي معايا قصاد جوازي منها، يا إما أبوكم يشرف في أبو زعبل!
جلس منتصر مجددًا فالموضوع قد تغيّر، أعجب موسى بطاعته ورضوخه قائلاً:
-شاطر، لازم تفكر كويس، وتعرف بتلعب مع مين!
هتف ماهر بهياج:
-بنتي مش هتكون لواحد زيك، حمار أنا علشان أجوزهالك بعد اللي عرفته
رد عليه بثقة وهو ينفث دخان سيجارته في وجهه:
-هتجوزهالي، وأسعد بيه كمان هو اللي هيطلب منك كده!
وجه ماهر بصره لأخيه، خاطبه بحنق:
-ما تتكلم يا منتصر، الـ *** ده فاكرني هوافق
ابتلع موسى سبابه اللاذع في حقه، بينما قال منتصر بتأن:
-سيبنا نفكر.................!!
___________________________________

هذه المرة ليزيد من إذلالها القى لها البودرة المخدرة على الأرضية مباشرةً، كانت ياسمين تخضع لكل ما يفعله معها، حيث تنشقتها ولعقتها من على الأرضية أمامه، حين انتهت شعرت براحة جسدية، أيضًا وجد يوسف متعة وتلذذ فيما يفعله معها، حتى مشاركته الفراش معها جعلته يحبذ ذلك..
اعتدلت ياسمين ثم زحفت على ركبتيها كي تصل إليه وهو جالس يشاهدها، استندت على فخذية بمرفقيها، خاطبته بنعومة:
-مبسوط مني!
لف يديه حول عنقها وابتسم بظلمة، قال:
-أيوة مبسوط منك، وهنبسط أكتر لو عملتي حاجة تسعدني
زحفت أكثر لتقترب منه حتى لفت ذراعيها حوله، قالت:
-أنا جاهزة!
كحيوانٍ أليف مسد على شعرها، قال بمكر:
-دا حقي وأخده منك في أي وقت، بس أنا عاوز كل فلوسك، حتى حقك من موسى
فكرت لوهلة ثم قالت:
-طيب فلوسي هديهالك، بس يعني أيه حقي من موسى!
رد بدهاء الثعلب:
-عاوزة تفهميني إنك ملكيش حق معاه
ردت باستنكار:
-موسى اللي عمل ثروته، أنا مليش حق فيها، حتى مورثناش من أهلنا حاجة!
لوى فمه متأففًا، قال:
-اطلبي منه فلوس، قوليله إنك محتاجاها لأي حاجة، المهم أنا عاوز نص مليون!
شهقت غير مصدقة، هتفت:
-موسى مش هيديني، دا ذكي وهيفهم إني عاوزاهم علشان حاجة
لمحت التضايق في عينيه فهتفت بتوسل:
-بلاش تطلب مني حاجة مستحيلة، لو عايزني أنا تحت أمرك
بلطف ضغط على فكها، قال:
-موعدكيش، لأن البودرة دي غالية قوي
شجنت في نفسها وتخوفت أن يحرمها منها، دنا منها بوجهه فتفهمت ماذا يريدها أن تفعل؟، اقتربت منه ثم قبلته هي بشغف كي يرضى عنها، ابتسم باعجاب مما تفعله وقال:
-عاوزك تبسطيني الليلــة...................!
__________________________________

أغلق معها المكالمة متعجبًا بعض الشيء، غمد فضوله إلى حد ما لمعرفته بشهوة خاله ومحبته للفتيات الصغار، مط شفتيه ليمحي تخيلاته الحائرة في شخصه وفيما فعله أمس..
تنبه جاسم لفتح باب مكتبه وإذ به خاله، نهض من مقعده فتقدم أنيس منه وقد تلظى، هتف:
-علشان تصدقني يا جاسم، غزل بنتي أنا، وعندي الدليل!
استمع له بضغينة عبثت بداخله، لا داعي من ريبه في حرده تجاهه فزيف بسمة صغيرة، قال:
-طيب يا خالي الحمد لله!
جلس أنيس ليريح جسده، أخرج الهموم من على كاهله وهو يردد:
-قال عاوز ياخدها مني، دا راجل عبيط، بس وقفته عند حده!
سأل بفضول مركزًا حواسه عليه:
-هو رجع اتكلم مع حضرتك تاني؟!
وضح أنيس باختناق:
-لأ أنا اللي روحتله اللوكاندة اللي قاعد فيها، فهمته يبعد علشان أنا متأكد، ولو فكر يضايقني أنا ولا غزل مش هسيبه!
أدجى القليل من مشاعره الحانقة حتى استفاضت على ملامحه، رغم رسمه للود والمحبة الخادعة، قبل أن يتكلم جاسم معه وجده يفرك مقدمة رأسه، ضيق نظراته نحوه ثم استفهم بترقب:
-مالك يا خالي؟!
تنهد أنيس بضعف وبرز على جبينه بعض حبات العرق، قال:
-مش عارف، صداع!
تمعن فيه النظر مستشفًا أن يكون العقار المخدر قد لعب دوره المعروف، لاحت شبح بسمة على محياه معربة عن قروب مبتغاه، قال بلؤم:
-طيب ارتاح شوية، بلاش تبذل مجهود وتتعب نفسك!
وجده أنيس محق، فهو بحاجة للراحة، قال باجهاد وهو ينهض:
-هروح أترتاح شوية، وبالمرة اكلم غزل تخلي بالها من نفسها، أصل الراجل ده خايف يعملها حاجة
نهض جاسم واجمًا ولم يعقب على كلامه، بينما هدج أنيس للخارج فظل جاسم يحدق بالفراغ الذي تركه مكانه بقلب قاس، ردد بكراهية:
-إنت لو بجد خالي كنت حسيت بيا، كنت عملتلي قيمة قدام العيلة اللي جايبها تاخد كل حاجة تعبت معاك فيها..........!!
__________________________________

لم يزعجها السفر الطويل بقدر صوت القطار الذي سبب لها صداع في رأسها، تحركت قسمت في المحطة بمفردها حاملة حقيبة يدها فقط، ركض رجال السيد أسعد نحوها لاستقبالها، حملوا الحقائب خاصتها حتى مكان السيارات، عند اقترابها من السيارة تفاجأت بحضور عمها بنفسه ليستقبلها، اتسعت بسمتها المسرورة ثم سريعًا ركبت في الخلف بجانبه، احتضنها أسعد بقوة قائلاً:
-الصعيد كلها نورت!
بمحبة جارفة قبلت قسمت وجنتيه، هتفت:
-تصدق أول ما شوفتك فكرتك شاب صغير بيبصلي!
استنكر ما تقوله فهي تمدحه بذوقها المعتاد معه، قال:
-مش بقولك بكاشة يا قسمت!
تأبطت ذراعه لتُقرب المسافة بينهما، قالت:
-أول ما شوفتك حسيت براحة، حقيقي كنت مخنوقة
قال بمغزى:
-هنسهر وهنتسلى هنا، رديتيلي روحي يا قسمت لما جيتي
رفعت يده لفمها لتقبلها، شعور محبتها له فاق حبها لأبيها، ابتسم لها أسعد ثم أمر السائق:
-يلا اطلع على السراية!
تحرك السائق بهما ومن خلفهما سيارة أخرى بها الحقائب، أثناء الطريق تبادلا الأحاديث عن أمورٍ شتى، حاول السائق السير من على طريق متعرج، مما أدى لبطء السيارة، في تلك اللحظة الدامغة انتبهت قسمت لمن يخبط نوافذ السيارة، تأفف أسعد وقال:
-شوفي العيال الفلاحين بيعملوا أيه، أهو أنا مبعرفش اتحرك منهم في البلد دي
ابتسمت قسمت وهي تشاهدهم، من النافذة المقابلة لها انتبهت لمن يخبط عليها، التفتت ظانة طفل صغير، لكنها امرأة، دققت النظر فيها وإذا بالرعب يدق ناقوسه بداخلها، ابتعدت قسمت عن النافذة فجأةً فتفهم أسعد أن هذه المرأة المخبولة أخافتها قال لها:
-دي ست هبلة متخافيش، هي مش بتأذي حد
ثم وجه حديثه لـ هانم، هتف بحزم:
-امشي يا ست يا مجنونة إنتِ من هنا!
ارتعبت قسمت ولاحظ أسعد ارتعاشة جسدها، خاطبها بقلق:
-هي عملتلك أيه علشان تخافي كده، الشباك مقفول!!
نظرت له وهي ما زالت هلعة من رؤيتها لهذه المرأة، تذكرتها جيدًا رغم مرور السنوات الطويلة، ظنتها ماتت لكن ما زالت على قيد الحياة، شعرت بجفاف حلقها وانتبهت لدهشة عمها، قالت معللة حالتها بـ:
-أصل بخاف من الناس المجانين، وكمان شكلها مبهدل قوي فقرفت منهـــا......................................!!
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السادس والأربعون من رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات عربية
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
يمكنك تحميل تطبيق قصص وروايات عربية من متجر جوجل بلاي للإستمتاع بكل قصصنا
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة