-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت - الفصل السادس والخمسون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية اجتماعية واقعية وصعيدية جديدة للكاتبة إلهام رفعت ورواياتها التى نالت مؤخرا شهرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السادس والخمسون من رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت

رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت - الفصل السادس والخمسون

اقرأ أيضا : حدوتة قبل النوم

رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت
رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت

 رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت - الفصل السادس والخمسون

تابع من هنا: روايات رومانسية جريئة

لاحقًا، حالة من الفوضى عجت بالمشفى، بحضور ياسمين الثائر وصريخها الهيستيري، وعلى نقيضها غزل التي ظلت رابطة أمام غرفة الفحص مجهدة من كثرة البكاء، الذي أدى لضعف عينيها وخمول جسدها، فكفّت مجبرة عن الحزن لتقبعه بداخلها..
كان انتظارها مهلك لأعضائها، وقضته في الدعاء والمناشدة أن يعود للحياة، دب الهلع في قلبها فجأة حين خرج الطبيب من الغرفة وطلعته لا تبشر بخير، ركزت نظراتها عليه ليعلن حالته، قال بأسف مصطنع:
-للأسف حاولنا ننعش القلب بس كان فارق الحياة، البقاء لله!
هزال عام أصابها لتقف مكانها غير قادرة على الحركة، أرادت البكاء ومن فرط توهنها بكل ما مرت به؛لكن تجمدت عبراتها، انتبهت لـ ياسمين تخاطبها بتعنيفٍ قاسٍ:
-جوزك السبب، هو اللي قتله
ثم هزتها ياسمين بغل متابعة نهرها لها:
-بطلي تمثيل بقى، عاوزة تفهميني إنك زعلانة عليه، وإنت شوية وهتروحي تقفي جنب جوزك
كانت غزل مستسلمة ولم تردعها حتى عن اتهاماتها، لكن تدخلت فتحية بنحيبها تقول لها:
-سيبيها، غزل بتحب أخوها
ثم جعلت ياسمين تبتعد عنها، نظرت بحسرة بعدها لـ غزل، قالت:
-يوسف مات يا غزل، كلهم ماتوا
تملك منها دوار مباغت جعلها غير متزنة، أنّت غزل قبيل أن يغشي عليها، فالتقفتها فتحية صارخة:
-الحقــوني!
تدخل ضرغام على الفور ليحملها عنها، لكن منعته ياسمين باحتدام:
-ابعد عنها، هتاخدها فين؟!
ثم سحبتها منه لتمسك بها هي وفتحية، وضعوها على الأريكة في الممر فتضايق ضرغام، قال عابسًا:
-مراد بيه، جوزها، موصيني أخليني إهنه معاها
منعت فتحية ياسمين من الرد، خاطبته باستهجان:
-قوله غزل هتطلق منه، بعد ما ياخد إعدام إن شاء الله!
أضافت ياسمين على كلامها بغيظ:
-هفضل وراه لحد ما أشوفه ميت!
اضطر ضرغام لسحب نفسه والمغادرة، تجهمت ياسمين وهتفت:
-أما بجح صحيح، عاوزها ودم يوسف لسه موسخ إيده
ثم وجهت بصرها لـ فتحية مكملة بغضب:
-غزل لو رجعتله تبقى مشتركة في قتل يوسف، لازم كلنا نبقى إيد واحدة قصاده، لازم يموت
دخلت ياسمين في نوبة بكاء حارقة للقلوب، كذلك انتحبت فتحية، بائسة على وفاة كل ما تعرفهم، تنهدت بألم ثم انتبهت لـ غزل المغشي عليها، مسحت دموعها وهي تقول:
-شوفي دكتور يطمنا على غزل، باين جسمها سخن.............!!
_________________________________

-يعني أيه هتتحفظوا عليا؟!
هتف بها مراد محتجًا على كلام المحقق، رد الأخير عليه بعملية دارسة:
-الشبهات كلها عليك يا مراد بيه، يعني محدش كان ماسك مسدس غيرك.
هتف مراد بانفعال:
-بقولك مضربتوش، دي كانت رصاصة واحدة وطلعت في الهوا
ثم أضاف باستنكار:
-وإزاي أضربه وأنا عارف إنكم جايين، وبنفسي متفق معاكم
هدأ المحقق من انفعاله قائلاً برزانة:
-لو كلامك صح، الطب الشرعي هيثبت براءتك، وإن الرصاص اللي في جسمه مش طالع من مسدسك
تأجج هياج مراد مما يحدث، استفهم باحتقان غضبه:
-هتودوني فين، الحبس وسط المساجين!
رغم أن ذلك المفروض، رد المحقق بسماحة:
-اتفاقك معانا يا مراد بيه إحنا مقدرينه، وعلشان كده وتقديرًا لمكانتك، هتشرفنا في مكتب المعاون
لم يعلق مراد واحتفظ بحنقه داخله، وظهر استيائه على خلقته، وهو كذلك جالسًا أمامه رن التليفون، لم يهتم في البداية حتى رد المحقق بتقطيب:
-مات!
أدار مراد رأسه له مهتمًا، بينما نفخ الطبيب بخفوت ثم أغلق السماعة، خاطبه بقلة حيلة:
-للأسف يا مراد بيه، يوسف مات، وموقفك بقى صعب.............!!
_________________________________

ابتسمت بلطف لها حين فتحت عينيها وفاقت من غيبوبتها المؤقتة، اغتبطت فتحية فحديث الطبيب لها أخافها، لذا خاطبتها بلهف ظاهر:
-سمعاني يا غزل؟!
رمشت غزل بعينيها بعض مرات، كانت مرهقة حقًا، ردت بضعف:
-أنا فين؟!
وضحت فتحية بألفة:
-إنتِ في المستشفى، بقالك يوم نايمة كده، الدكتور بيقول حالة نفسية!
تاهت غزل ولم تعي بعض الأشياء، شحذت قواها ثم مررت بصرها لما حوله، قالت:
-يوسف؟
لم تخفي فتحية حزنها وهي ترد:
-البقاء لله يا حبيبتي
كان ذلك آخر ما سمعته غزل، لكنها استفهمت عل تغيّر شيء ما، حين لمحت فتحية دخولها في حزن عميق، نصحتها بجدية:
-الدكتور بيقول الزعل وحش عليكِ، انسي يا غزل وانتبهي لنفسك يا حبيبتي
تجاهلت غزل نصحها حين بكت بتعب متذكرة كل شيء، فبكت فتحية هي الأخرى لتشاطرها الألم.
لحظات وولجت ياسمين عليهن ممسكة بيد خالد، بعدما جلبت له بعض السكاكر والحلويات، ولهن بعض الطعام، وضعته على منضدة جانبية ثم تقدمت نحوهن، وقفت بجانب الفراش توزع نظراتها عليهن، قالت:
-سمعت إن مراد هيطلع منها، دول مهتمين بيه قوي، خصوصًا محامي عيلته، راجل مش سهل!
نظرت لها غزل باستياء، قالت:
-دا قتل، يعني مش أي حد هيفلت من الجريمة دي
لم تصدقها ياسمين فهو زوجها، هتفت بنبرة ساخطة:
-يعني هتقفي جنبي قصاد جوزك؟!
عارضت غزل أن تتخلى عن يوسف؛ حتى بعد مماته، هتفت:
-أكيد، علشان غلط وياما حذرته.
اندهشت ياسمين من عزيمتها، فقالت بمغزى:
-حتى لو مات مش هتزعلي عليه وتندمي؟!
سكنت غزل قليلاً، وعاد تعلقها به ينبض في قلبها من جديد، ولم تنكر أنها تحبه ما زالت، وما فعله مؤخرًا غير مبالٍ بتوسولاتها له وبمشاعرها جعلها تقبل معاقبته، ليس حد أن يتركها وللأبد، سوف تتعذب كثيرًا وتعلم، فاغمضت عينيها يائسة من أخذ القرار، وذاك ما أزعج ياسمين منها، خاطبتها بنفور:
-قد كده بتحبيه، ومش عاوزاه يموت قصاد واحد ضحى طول حياته علشانك!
حركت غزل رأسها لترفض أن تكون هكذا أنانية، قالت:
-هو قتل، والحكومة هتقرر تعاقبه بأيه، والحكم اللي هيتقال مش هختلف عليه، في النهاية هو جاني
تتحدث غزل بمفهومية عميقة، كونها تستعد للدراسة في كلية الحقوق، قالت ياسمين بجمود:
-هتقعدي فين دلوقت؟
رد متفهمة:
-عند خالتي لحد ما أبقى كويسة، وبعد كده هرجع لفيلة بابا، أو اللي كان بابا
تعجبت فتحية وسألتها:
-هترجعيها إزاي وبأي صفة؟!، مش هو طلع مش أبوكِ
شرحت غزل باقتضاب:
-قبل ما يموت كتبلي كل حاجة
ثم تابعت باختناق وعدم قبول:
-مش عارفة اتنفس هنا، خلوني أروح، علشان اعرف أفكر هاعمل أيه.............!!
__________________________________

نحول جسدها وامتقاع وجهها جعله يشفق عليها، وهجرانه لها أضرم فقدانها لذة العيش، فاتخذ النية ليخبرها، فحالها يسوء.
وضعت نسمة الطعام أمامه على المائدة ولم تتحدث معه؛ محترمة رغبته، وحين انتهت تحركت لتتركه يأكل، فسريعًا امسك ضرغام بيدها ليوقفها، ارتبكت نسمة ثم التفتت له، خاطبها بود:
-اجعدي كلي إمعايا.
وجدت نفسها تبتسم من لطفه معها، قالت:
-كلت، بالهنا والشفا!
يعلم أنها لم تتذوق الطعام قط، أصر على كلامه قائلاً:
-لا هتجعدي، مهكولش لوحدي
ثم شدها لتجلس على المقعد الملتصق به، لاحظ إشراق وجهها فابتسم، بذراعه حاوطها قائلاً:
-متزعليش مني
لم تصدق نسمة أذنيها، فورًا ارتمت عليه قائلة:
-خلاص رضيت عني؟!
لازمها البكاء فربت ضرغام عليها مرددًا:
-سامحتك علشان باحبك!
تهللت أساريرها لتحتضنه بقوة، ارتاح ضرغام حين أدخل السرور لقلبها، واعتزم التكتم حاليًا على خبر وفاة أخيها، لربما يجد الفرصة قادمًا، قال لينسيها ما حدث:
-مش ناوية تجيبيلي عيال، طوّلنا جوي
ابتعدت عنه تبتسم باتساع والفرحة تغطي وجهها، قالت:
-يا رب أجبلك عيال، أنا واللهِ مش ممانعة
حاوط وجهها بكفيه راضيًا بفرحتها، قال:
-فيه دَكتورة جَديدة سمعت عنيها، ممكن تساعدنا وكده، دا بعد ربنا!
أحبت نسمة قبوله لها، وبالفعل أنساها حزنها، هزت رأسها مطيعة له، قالت بحماس:
-يلا نروح بعد ما تاكل
ضحك ضرغام على تسرعها، قال غامزًا بتلميح:
-طيب هنروح نجولها نخلف وإحنا متصالحناش إكويس.........!!
________________________________

بعد أسبـوع، ركض أولاده نحوه ليستقبلوه حين عاد إليهم، وبمودة جارفة احتضن مراد أولاده، قبّلهما واحدًا تلو الآخر وقد تاق لرؤيتهما بخير، كذلك فردت السيدة ذراعيها لتستقبله بترحيب حار، ضمها مراد إليه فقالت براحة:
-الحمد لله يا مراد، رجعت بالسلامة
ابتسم وقال بشيء من الهدوء:
-الحمد لله
ثم ابتعد عنها ليلج للداخل ممسكًا بأولاده، وهي من خلفه ومعها يزيد الذي حضر معه.
حين جلس مراد برفقتهم، قتله شغف واحد وهو تمنيه أن تكون غزل في استقباله، لم يحدث ذلك قط ولاحظت السيدة ضيقه، فقالت بتردد:
-غزل مش هنا، دي طالبة...
ثم سكتت لا ترد ازعاجه، حدق بها مراد بتكشر، قال:
-طالبة أيه؟!
تنحنحت السيدة بخفوت غير مستعدة لإخباره، انقذها من ذلك رد شريف عليه بحزن:
-غزل بعتت ورقة مع حد، بتقول فيها إنها عاوزة حضرتك تطلقها
ضم مراد شفتيه متفهمًا، قال بعدم اهتمام:
-خليها تعمل اللي هي عايزاه
ثم نهض فجأة وملامحه باهتة، قال:
-هطلع آخد حمام، مش عاوز حد يزعجني
اقتضابه في الرد جعل السيدة تندهش، سألته بفضول:
-مقولتش هتعمل أيه مع غزل؟!
تحرك مراد ولم يرد عليها، واحتفظ بقراره لنفسه، حين صعد للأعلى التفتت لـ يزيد متسائلة:
-مراد ماله يا يزيد؟!
قال معللاً برزانة:
-الكام يوم اللي فاتوا كانوا سنة وهو قاعد في النيابة، اعذريه يا ماما، كلام الصحافة عنه ضايقه وهو مقبوض عليه
هتفت بجدية:
-مش خلاص طلع مش هو اللي قاتله؟!
قال مؤكدًا:
-أيوة، الطب الشرعي في صف مراد، وعلشان كده المحامي طلب إخلاء سبيله، لحد ما يعرفوا مين ضرب نار وقتها
رددت السيدة بأسى:
-مش عارفة الغم ده مش هيحل عننا، حتى مراد وغزل معرفش
أيه هيكون حظهم في وسط المصايب دي
قال يزيد بمفهوم:
-كلميها يا ماما، عرفيها إن مراد ملهوش دعوة
زفرت بضيق وقالت:
-كلمتها، قالت مش هترجعله، ومش مصدقة إنه بريء
-يبقى تستاهل اللي مراد هيعمله طالما عنيدة كده!
استفهمت السيدة بجهل:
-هيعمل أيه مـراد؟!.......
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
تمدّد في المغطس المليء بالماء، ثم أغمض عينيه وقد شعر بالاسترخاء قليلاً، أحس براحة توطنت بجسده، فهذين اليومين أشعروه بالنفور والتقزز، فتح مراد عينيه بهدوء، فعاد تفكيره فيها يراوده من جديد، ولم يخفى تشوقه أن يعود ويرتمي في أحضانها، ليعوض مرارة ما مر به، بـ ليلة رائعة يقضيها برفقتها، تأفف وقال:
-فعلاً غبية!
زالت راحته ليحل محلها تبرمه، فقد مل من عيشته تلك، اغتسل مراد سريعًا ثم نهض، سحب المنشفة من جواره ولفها حول خصره ثم خرج من المغطس.
دلف من المرحاض ضجرًا بشدة، وبداخله لن يسكت على تركها هكذا تتهمه، لذا اعتزم الاتصال بها حين توجه للتليفــون.........!!
_________________________________

باتت كالمتفرجة بينهم، ولم تنطق ببنت شفة، فعصبية ياسمين وهي تتحدث مع المحامي طغت على الجلسة، ووجوم غزل جاء من التفكير بعقلانية في هذه المسألة بالأخص، هتفت ياسمين بانفعال مدروس:
-يعني أيه يقتل وميتحبسش، فين القانون والعدل؟!
رد المحامي بمفهوم:
-أنا عملت اللي عليا يا هانم، الطب الشرعي أثبت إن الرصاص مش من مسدسه.
هتفت بقسمات غاضبة:
-يعني أيه الكلام ده، فيه حاجة غلط، دا مكنش هناك حد غيره.
قال بعملية:
-ممكن يكون حصل تلاعب، المحامي بتاعه حويط قوي، ومراد بيه ليه علاقات، ومتنسيش هو مين!
ردت بنبرة محتجة:
--يعني أيه مين؟، طالما كده يبقى ناخد حقنا منه بإيدينا
توقف دور المحامي عند هذا الحد، ولم يعلق على كلامها، تهدجت أنفاس ياسمين ثم وجهت حديثها لـ غزل، التي لم تسمع صوتها، خاطبتها بتكهن:
-أيه رأيك في الكلام ده؟!، جوزك خرج منها!
ابتلعت غزل ريقها وقالت:
-مظنش يكون فيه تزوير في ورق الطب الشرعي، دي جريمة تانية
ثم تابعت حديثها للمحامي قائلة:
-اعمل طعن في النتيجة!
لم يستسيغ المحامي الأمر، قال:
-صعب اطعن في ورق طلع من الحكومة، دا موضوع تاني، وممكن يدخلنا في مشاكل مش قدها
ثم نهض مستأذنًا بالرحيل، تركته ياسمين يذهب فقد نفرت من غبائه هو الآخر، نظرت لـ غزل بجهامة، قالت:
-كده حق يوسف خلاص راح
تدخلت فتحية قائلة بهوادة:
-غزل هتعمل أيه يعني، أكتر من إنها طلبت الطلاق منه، مش شيفاها تعبانة!
نهضت ياسمين من مكانها، قالت بحدة:
-أما أشوف هتكمل في طلاقها ولا هتعمل أيه.
ثم أغذت ياسمين في السير لغرفتها ثائرة، بينما بقيت غزل مع خالتها، قالت باغتمام:
-أنا حياتي بتدّمر، محدش حاسس بيا، فكرك مبسوطة ولا حتى هتبسط
رغبت غزل في البكاء فقمعت فتحية شجنها قائلة:
-اهتمي بنفسك يا غزل، الله يكون في عونك، اللي بيحصلك محدش يستحمله أنا عارفة.
-يا رب مراد فعلاً ميكونش هو اللي قتله
نطقت غزل بعفوية ما ترجته أن يحدث، فهي حزينة بالطبع، قالت فتحية بحيرة:
-طيب هيكون مين؟!
تحيرت غزل مثلها، قالت:
-مش عارفة!
ثم انتبهن لرنين التليفون، نهضت فتحية لتجيب، بينما جلست غزل مقهورة على وضعها، ثم انتبهت لخالتها تقول:
-ألو..... ألو..... ألو
اغلقت فتحية السماعة بعدما فشلت في الحصول على رد، عادت لـ غزل قائلة:
-محدش رد، باين المكالمة مش مجمعة
لم تهتم غزل حتى رن التليفون مجددًا، فعلت فتحية كالمرة السابقة وردت هي، قالت:
-ألو........... ألو........... ألو
نفخت بفتور ثم وضعت السماعة، غمغمت:
-باين حد بيعاكس، ناس قليلة ذوق.
ضيق فتحية جعل غزل تسأل:
-برضوه مردش؟!
قبل أن ترد فتحية عليها رن مرة أخرى، خاطبتها غزل بتفهم:
-طيب هرد أنا، ولو مردش هشيل السلك خالص
قالتها غزل وهي تنهض بتكاسل نحو التليفون، وحين ردت على المتصل ارتبكت وهو يقول:
-غـزل!
نظرت لخالتها التي تشير لها بيدها هامسة:
-مين؟!
حافظت غزل على ثباتها وقالت:
-روحي إنت يا خالتي شوفي خالد
تعجبت فتحية من ردها عليها، وبحسها تفهمت أن المتصل يقصدها هي، بالتأكيد مراد، لم تعلن حنقها من تحدثها معه، بل خاطبتها بجدية:
-هسيبك على راحتك، ويا ريت متعمليش حاجة تزعلنا
كلامها جعل غزل تتيقن أنها علمت بأنه مراد، اومأت غزل بامتثال فتحركت الأخيرة تاركة إياها بمفردها، وحين تأكدت غزل من ذهاب خالتها سحب التليفون لتجلس على أقرب مقعد، قالت بمقت:
-ليك عين تتصل هنا وعاوز تتكلم معايا!
هتف بعدم رضى:
-قدامك طلعت بريء، دا مش مكفيكي
ردت ببسمة متهكمة:
-كله بالتزوير، بس يا ترى قادر تعيش وإنت قاتل واحد
وبخها باستياء:
-حرام عليكِ، إنتِ عارفة عني كده، أنا مقتلتوش يا غزل، الرصاص في مسدسي ناقص واحدة بس، ومش هو اللي انضرب يوسف بيه
ربما يكون كلامه صحيح، وأخذت غزل بجميع الاحتمالات، أضاف مراد بحنق:
-أنا مسكت نفسي بالعافية وهو بيمنع ابني عني، مكنش عاوز يديهولي
انتبهت غزل لهذه النقطة، فـ يوسف أخبرها أنه ليس معه، كيف لها أن ترى الولد في المكان وقت التسليم؟، هذا يعني كذب يوسف عليها وتضليله لها، رددت باجهاد عقلي:
-مبقتش فاهمة حاجة، ومش عارفة مين ظالم ومين مظلوم
قال عاتبًا عليها:
-أنا مظلوم يا غزل، معقول لسه مش عارفاني وعارفة إني مش باقبل الغلط، يعني يوسف تصدقي يعمل أي حاجة، كفاية حياته كلها من فلوس حرام.
وافقته القول، ورغم ذلك قالت ممتعضة:
-ودا ميمنعش إنك تحاول تخرج نفسك من قتل واحد زيه مش قد كده
لعن مراد غبائها في نفسه، قال بنفاذ صبر:
-تعالي نتفاهم و...
قاطعته برفض تام:
-هبلة علشان ارجعلك، أنا خلاص هطلق ورفعت قضية
قال ساخرًا:
-هتخسريها!
-لازم أخسرها، مش طلعت نفسك من جريمة قتل
تلميحاتها ازعجته بشدة، هتف:
-متخلنيش اعمل حاجات مش هتعجبك، ارجعي بمزاجك أنا مقتلتش حد
استمرت في عنادها قائلة:
-مش هرجع وهطلقني، وممكن أسببلك فضيحة كمان
-مش هتلحقي يا غزل!
جملته جعلتها تقلق بشأن ما ينتوية، تابع مراد مصرحًا ما قام به:
-أنا كلمت المحامي يرجعك، بس في بيت الطاعة...............!!
________________________________

استعداد والدها لمغادرة البلد كانت تزعجها، لم ترتضي أن تسافر هاربة برفقته، تاركة طليقها ينعم برفقة ابنة عمه التي تكرهها، سبتها سمية من بين شفتيها، فرغم انها دنست شرفها مع آخر، ظل زوجها اللعين دائب الوقوف بجانبها، ليس ذلك فقط، بل عرض عليها الزواج، ومن أجل ذلك اعتزمت المكوث هي، ولو اضطرت لقتلهما، فحنقها منهما فاق كل غضب الدُنيا، لذا احتجت على سفرها للخارج، وجلست في تختها لتعلن رفضها التام..
وصل الخبر لوالدها حمدي، الذي حضر بنفسه لها ومعه والدتها، ولج غرفتها كالحًا، وعند رؤيتها له اعتدلت في تختها، متأهبة للرد على اعتراضاته، سألها باقتطاب:
-قاعدة كده ليه؟!، قومي جهزي نفسك علشان مسافرين
ارتبكت سُمية قليلاً وهي ترد برفض:
-بابا مش عاوزة أسافر، أ..
زجرها بامتعاض مانعًا تكملة كلامها الأحمق:
-لو مفكره يزيد هيسيبك في حالك مش هيحصل، يزيد وصلني إنه شاكك فيكِ من بعد اللي حصل لـ هدير.
انتصبت مكانها قائلة بتذمر:
-مش قادرة يا بابا امشي وأسيبهم متهنين، هدير دي متكبرة عليا ومبحبهاش
رد عليها بتهكم:
-اللي حصلها مش شوية، وقال يعني جوزك كنتِ بتحبيه
اخفضت نظراتها متوترة، فتابع ساخرًا:
-ما إنت اتجوزتيه علشان مراد مبصلكيش، وكنتِ هتموتي علشان اتجوز هدير، وخليتيها تجهض علشان مترجعلوش
ظلت منكسة الرأس فكل ذلك صحيح، تابع متنهدًا بنفاذ صبر:
-قومي جهزي حاجتك، لأن بعد موت موسى هينكشف ورق هيوديني في داهية، ومش بعيد يصادروا أملاكي وأشحت
انبثق القلق في نفس سُمية لتنهض مجيبة على الفور، قالت:
-خلاص هجهز نفسي
تركها حمدي لتستعد للسفر، فزاغت سمية بذهنها لبعيد، فكم رغبت في تعكير حياة طليقها مع الأخيرة، ثم دفعها تهورها لأن تنتقم قبيل رحيلها.
وكأن والدها قد تفهم عليها، فعاد مجددًا يحذرها، حينما وقف عند باب غرفتها حازمًا في هيئته، قال:
-اوعى تتصرفي من ورايا وتعملي حاجة، هنسافر وعايزك تنسي كل اللي فــات................!!
___________________________________

لم يكن بحوزتها أي ثياب، فاضطرت لترتدي ملابس خاصة بـ ياسمين، ولجت فتحية عليها قائلة:
-غزل، أخت ياسمين برة!
قالت غزل بغرابة وهي تتابع ارتداء الثياب:
-هي مش ياسمين راحت عندها!
أكدت فتحية:
-أيوة ياسمين قالت رايحة عندها، يمكن راحت عندها ومكنتش تعرف إنها جاية.
تنهدت غزل وقالت بشغول:
-أنا لازم ارجع الفيلا، عندي فيها هدوم كتير، هاخد شوية واطلع على الغردقة.
هتفت خالتها بعدم فهم:
-ليه؟!
توجهت غزل نحو المرآة لتمشط شعرها، قالت:
-مراد طالبني في بيت الطاعة، يعني ممكن تلاقيهم داخلين عليا دلوقتي علشان يسلموني ليه!
ثم توجهت عند خالتها فقالت الأخيرة متفهمة:
-إحنا بليل، خدي وقتك ومتسربعيش نفسك
هزت رأسها وقالت:
-وجودي هنا غلط، مراد ممكن يعمل أي حاجة علشان يرجعني، ممكن يخطفني حتى، فعلشان كده هستغل إن عندي شغل في الغردقة وهستخبى هناك!
قالت متعجبة:
-غزل المفروض عرفتي إن أنيس دا شغله مكنش مظبوط، لسه هتكملي عنه، خافي على نفسك، خافي من ربنا.
وجود هذه الثروة معها اعطتها القوة، قالت:
-الورث ده هو اللي مقويني، أنا من غيره هابقى تحت رجل مراد، ولو على شغل أنيس الحرام فأنا هاشتغل مع ناس كويسة، كلموني واتفقت معاهم
قالت فتحية بعقلانية رافضة اندفاعها:
-مش من حقك، المفروض تسيبي كل حاجة، دا الصح
هتفت باحتجاج شديد:
-مراد هيتحكم فيا، هيستغل إني ضعيفة.
سألتها فتحية بتردد
-بتحبيه؟!
ردت مبتسمة بوجع:
-أيوة، بس اللي عمله مش مسمحاه عليه
من داخلها أرادت فتحية لها الراحة والسكينة في حياتها، لكن قتل الأخير لابن أختها جعلها تبغضه، ولم تشجعها للرجوع إليه، قالت بلا مبالاة:
-يلا نقعد مع الضيفة، ميصحش نسيبها قاعدة لوحدهــا....!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
غيابها طال كثيرًا وهن في انتظارها، ولم تكن ياسمين تعلم انهم يترقبون حضورها، لذا خرجت وأخذت وقتها في الخارج.
وحين دخلت من باب الشقة تفاجأت بـ غزل أمامها، خاطبتها غزل بعبوس:
-إنتِ طول النهار برة، بتعملي أيه؟!
بعدما اغلقت الباب، قالت ياسمين بتوتر داخلي وهي تسير للداخل:
-كنت عند هند أختي!، مش أنا قولتلكم.
استهزأت غزل بردها قائلة:
-كنتِ عندها إزاي وهي هنا مستنياكِ بقالها كام ساعة
ارتبكت ياسمين ثم تعمقت للداخل فانصدمت من صدق حديث غزل، فاختها تجلس، شعرت ياسمين بالحرج ثم تقدمت لتجلس معهن، أيضًا جلست غزل متهكمة ومنتظرة أن تشرح، قالت ياسمين بكذب:
-أنا خرجت اعمل شوبينج واتمشى شوية
هتفت فتحية باستنكار:
-وجوزك لسه ميت، ليكِ نفس؟!
بهتت تعابيرها من تحقيقهن معها، قالت رافضة ذلك:
-محدش ليه دعوة، أخرج واعمل اللي عايزاه
ثم نهضت لغرفتها تاركة الصدمة على وجوههما من ردها الفظ، نهضت هند لتتحدث معها لكن منعتها غزل قائلة:
-أنا اللي هتكلم معاها.
ثم قامت من مجلسها متوجهة لغرفة الأخيرة، وحين ولجت توترت ياسمين، أغلقت غزل الباب عليهن وقالت:
-بتعملي أيه الوقت ده كله برة؟!
شددت غزل الخناق عليها فنبرتها كانت توحي بتصميمها لمعرفة السبب، نظرت لها ياسمين ولم تجد مفر منها، لذا قالت:
-كنت بجيب حاجة كده خاصة بيا
-حاجة أيه؟
أخرجت ياسمين (كيس) صغير من حقيقتها، ردت بتزعزع:
-ده!
شدت غزل الكيس من يدها، ولحنكتها تفهمت ما هو، شهقت قائلة:
-بتشمي الزفت ده؟!
اومأت لها فهدرت غزل بتبرم:
-ويوسف كان عارف؟!
اومأت ثانيةً لها لتؤكد، لم ترتضي غزل بذلك فنصحتها:
-بس كده غلط، لازم تبطلي القرف ده، دا ممكن يموتك
وجدت ياسمين في وجود غزل فرصة جادة لتعاونها في التخلي عن هذه البودرة المخدرة، تحمست قائلة:
-ممكن تساعديني أبطلها؟
قالت غزل بمفهوم:
-طالما واخدة القرار هتبطليها، وهساعدك
تأملت ياسمين خيرًا في حدوث ذلك، ووثقت بـ غزل كثيرًا، فاستغلت وجودها هنا معها، قالت:
-غزل أنا حامل، ويوسف مكنش يعرف
سألتها باندهاش:
-لسه عارفة إنك حامل، ولا خبيتي عليه؟!
قالت موضحة بكمد:
-خبيت عليه، أصله كان رافض، وعلشان كده أنا عاوزة أبطل بودرة، خايفة على اللي في بطني.
قالت غزل بتفهم:
-يبقى لازم تدخلي مصحة لعلاج الإدمان
هتفت ياسمين بعدم رضى:
-مافيش حل تاني، أنا مش عاوزة ادخل مصحة
قلبت غزل شفتيها جاهلة للرد المناسب عليها، قالت:
-هشوف، بس اللي اعرفه مصحة................!!
__________________________________

ترقبت وهي تتوسل بكلامها ونظراتها أن يوافق على عودتها، كل ما تفعله سميحة أثر في السيد، ووافق على رجوعها قائلاً:
-ارجعي يا سميحة!
انحنت فورًا لتقبل يده امتنانًا من تحننه عليها، رددت:
-ربنا يطولنا في عمرك يا بابا!
قالت هدير بتودد:
-جدي رشدي مافيش أحن منه
أجزمت سميحة بذلك، فقد ملت من تغيير مكانها، قالت:
-أنا اتعودت على هنا، جنبك يا بابا!
سخر في نفسه من خبثها الذي يعرفه، ثم التفت لـ يزيد الذي يقف يتأمل هدير فابتسم، قال:
-أنا اتكلمت مع حد يعرف في الدين، وقالي تكملي عدتك عادي، وبعدها تتجوزي اللي تحبيه
شعرت هدير بالخجل، وانتفضت من الداخل، لاحظ يزيد توترها فقال:
-كويس، على ما ناخد على بعض أكتر
رجحت هدير ذلك، هي بحاجة لوقت تتجهز فيه لزواج آخر، قالت السيد بسماحة:
-هفتح أوضة مراد والأولاد على بعض وهتكون بتاعتكم، علشان تاخدوا راحتكم أكتر
نظر يزيد لـ هدير مبتسمًا، قال:
-اللي تشوفه يا جدي
غمز له السيد؛ كي يأخذ هدير ويتحدثا معًا؛ لتوطيد علاقتهما أكثر، امتثل يزيد لذلك وتجرأ وأمسك بيد هدير التي ارتبكت، قال بألفة:
-تعالي نتكلم لوحدنا شوية
طريقته الودية جعلتها ترتاح بعض الشيء، فذهبت معه وقد أحبت ذلك، فرحت سميحة لرؤية ابنتها تلقى الأفضل، قالت:
-هدير رغم اللي حصل معاها، بس ربنا بيحبها وواقف جنبها!
ضيق السيد رشدي نظراته نحوها متجاهلاً ما تقوله، وقرر تربيتها على عدم أصلها، قال:
-سميحة، عمك أسعد، اللي هو أخويا وأبو جوزك، جاي النهار ده
لوت فمها قليلاً دون أن يراها، لكنه تفهم تذمرها، قال بحزم فاجأها:
-كل طلباته ملزومة منك، ومحدش هيخدمه غيرك.............!!
__________________________________

بعيدًا عن الأعين _ كما تظن_ سافرت للغردقة؛ هربًا منه، ولم تخبر أحد بذلك سوى خالتها، ثم مكثت بجناح صغير بأحد الفنادق.
بعدما ضبوا أغراضها بخزانة الملابس، ارتدت غزل ثوب طويل أسود اللون، عاري الصدر والأذرع، لتقضي سهرة الليلة في مطعم الفندق مع شركاء العمل الجديد، وقفت أمام المرآة تنظر لوجهها لبعض الوقت، ولمحت الحزن استفاض على عينيها وهيئتها، رفضت أن تخضع أو تسمح بالحزن يدخل قلبها من جديد، قالت:
-أنا هبسط نفسي، ومش هخلي حد يزعلني، ولا هزعل على أي حد، كلهم كدابين
أخذت غزل نفس عميق ثم بدأت في تجميل وجهها، لتخفي علامات التعب هذه، ابتسمت وهي ترى بروز جمالها، ولم تنكر أن هذه المساحيق تعطيها عُمر أكبر، لكن ذلك أفضل.
سحبت بعض المجوهرات النفيسة من الألماس وارتدتها، وفي النهاية وقفت معجبة بنفسها، ثم استدارت لتحمل حقيبة يدها الصغيرة ثم تحركت نحو الخارج..

وقف المصعد بالطابق الأرضي، فسارت هي نحو المطعم مبتسمة بلا مبالاة، ومن الطبيعي أن تجذب بعض الأعين المنبهرة بها.
ولجت المطعم تبحث عن ضيوفها، لكن عاونها النادل على ذلك في سرعة الوصول لهم، وانضمت لجلستهم قائلة:
-مساء الخير
-مساء النور يا حبيبتي
رجفت من صوته المألوف ثم استدارت غزل لتجده خلفها، اهتزت شفتيها باضطراب وهي تقول:
-عرفت إزاي إني هنا؟!
رد مراد مبتسمًا بدهاء:
-ما أنا اللي مخليهم يقابلوكِ
ثم أشار للضيوف، وبالطبع هذا فخ وقعت به، انزعجت غزل بشدة منه، بينما دنا مراد منها أكثر، ثم شدها لتتحرك معه نحو المسرح للرقص معها وسط الحضور، لف ذراعيه حول خصرها ولم تستطع ردعه لوجود الناس بالمطعم، همس لها بعتاب مصطنع:
-ينفع المُحضر يروح علشان يجيبك ليا وميلاقكيش
ردت بضيق مكتوم:
-ليه؟، ما إنت مرتب تلاقيني!
قال بحب:
-قلبي مطوعنيش تجيلي في إيد راجل غريب
ثم كبح ضحكته بصعوبة وهو يستفزها، لم تبدي غزل أي انزعاج، بل قالت بنظرات مشتاقة:
-باحبك، موحشتكش
نبض قلبه وهذا لم يحدث من قبل، وبدأت رغبته في الميل، تابعت لثيره أكثر:
-يلا نطلع فوق، هناخد راحتنا عن هنا
لم يناقشها بل تحرك بها مغادرًا المطعم، ابتسمت غزل وهي تراه متمنيًا لها لهذا الحد، ولاح ذلك عندما ولجوا المصعد وانغلق عليهما، عانقها بحرارة فأحست بعشقه، بادلته العناق مذعنة للهفته عليها، ابتعد مراد عنها حين أصدر المصعد طنين الوصول، ابتسم لها فأخذته غزل لجناحها، لم يعترض ويدعوها عنده بل فعل كما تريد هي..
فتحت غزل الجناج ثم ولجت أولاً وهو من خلفها، عند غلقها للباب، قال مستنكرًا:
-غزل إنت مش طبيعية، عاوز أعرف بتفكري في أيه؟!
ردت مدعية عدم الفهم:
-يعني أيه مش طبيعية، هو لما أقول لجوزي وحشتني تبقى غريبة
قال بمعنى جاد:
-دا مش شكل واحدة كانت عاوزة تطلق وتخلص مني، اتغيرتي بسرعة!
تعمقت لداخل الجناح وقالت:
-خلاص براحتك، إمشي وسيبني
لم يُفسر مراد تعابيرها، فهي جامدة بشكل غير مفهوم، وبالطبع مهما حدث لن يتركها، قال:
-مستحيل، أنا هنا علشانك
ثم تحرك خلفها وجعلها تستدير له، قبل أن يتحدث وجدها تمسك بسكين صغيرة، تذبذب وقال:
-هتقتليني؟!
رفعت السكين أمامه بهدوء، لكن فاجأته أنها تحمل تفاحة باليد الأخرى، قالت:
-كنت هقطعلك تفاح
بغيظ سحب منها السكين وألقاها أرضًا، كذلك نفض التفاحة من يدها، هتف:
-مفكرة هتخوفيني، أنا لو نايم مش هتقدري تأذيني!
كانت ثقته بنفسه تزعجها، ردت بظلمة:
-طيب اتفضل نام لو مش خايف مني.
ابتسم بتسلية وهو يلصقها به تمامًا، قال:
-ما هو مش لوحدي...........................................!!
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السادس والخمسون من رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات عربية
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
يمكنك تحميل تطبيق قصص وروايات عربية من متجر جوجل بلاي للإستمتاع بكل قصصنا
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة