-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الثالث

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب إبراهيم والتي سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات والقصص الرائعة من قبل واليوم مع روايتها التى نالت مؤخرا شهرة كبيرة جدا على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثالث من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الثالث

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الثالث

 اللي هشوف سنانها وهي بتضحك هديها بضهر إيدي على خلقتها..

قالت حميدة ذلك بنظرة تحذيرية للفتيات الثلاث..اعترضت سما بغيظ: ده سجن!!

قالت حميدة : لو مش عاجبك الشغل قولي!

لوت سما شفتيها بضيق وتمتمت بعض الكلمات الخافته ثم قالت: عاجبني.

تعجبت رضوى قائلة: بس ليه لازم نظهر بالشكل ده؟!

أجابت حميدة وهي تجلس على الفراش: هعيد تاني..أولًا لو على موضوع السكرتارية بس فأكيد يوسف ماكنش كلمني ، لكن هو عايز حاجة معينة والاحسن تكون زيي ، لأن ببساطة ولاد عمه بتوع بنات وعينهم زايغة ، هو آسر مش بتاع بنات الصراحة بس برضو هو شاب في الآخر ومايضمنش..

قالت سما بإعجاب: الله..اسمه حلو..يارب يكون حلو زي اسمه

قالت حميدة بسخرية: أنتي بالذات يا نحنوحة أنا خايفة منك..بس خليكي فاكرة أن أي غلط أو مياعة ماعرفش ممكن يحصل ايه خصوصا أني لسه مش عارفة مين هيبقى مع مين ، كل اللي أعرفه أني مع يوسف أنما بالنسبالكم ما أعرفش..

تدخلت رضوى وهي تمضغ علكة بفمها وقالت:

_ طب ودول هيوافقوا أن خرجين دبلومات يشتغلوا معاهم!؟

قالت حميدة موضحة: انتوا مش خدتوا كورس icdl لما جيتوا تقدموا في البريد؟! معاكم أسبوع هعلمكم فيه حاجات كتير اتعلمتها في الشركة..شغل المقاولات كل العملاء بتوعه مصريين غير الاستيراد والتصدير...وكمان دي فرصة كويسة تخدوا خبرة بحيث لو مشيتوا يبقى اتعلمتوا حاجة تفيدكم..

وافقتها جميلة: صح..وكده كده مش فارق معايا كتير..انا متبعة النظام ده من زمان في أي شغل بروحه بس الجديد حكاية النضارة دي..

سما بتبرم: مابحبش النضارات..تقيلة على مناخيري

أجابت حميدة وهي تعدل نظارتها لا اراديا: مافيش نضارات ، ومافيش ومافيش ، اومال أنا اخترتكم ليه! عايزين تكسفوني قدام يوسف؟! هو أنا أعرف حد غيركم؟!

أشارت سما بموافقة: خلاص خلاص ، مش مهم نستحمل

تنهدت حميدة بعمق وقالت: كل واحدة تحضرلي ورقها وترتبه ، في خلال أسبوع عايزاكم زي ما شرحت بالضبط..

******

بسهرة المساء بأحد قاعات الزفاف بالقاهرة

مضى "وجيه الزيان" خطوات بين الجموع حتى أشار له رجل أشيب وتقدم اليه ليبادله وجيه الابتسامة فقال الرجل بترحيب:

_ شرفتني بحضورك

ربت وجيه على كتف الرجل وقال بتهنئة: الف مبروك وربنا يتمم بخير..

قال الرجل بنظرة ماكرة وعشم صداقة منذ سنوات رغم أنه يكبر وجيه سنوات كثيرة: فرح بنتي مليان بنات ، اختارلك عروسة منهم

نظر وجيه له بإستياء وأجاب: أنا صرفت نظر عن الموضوع ده من زمان..وبصراحة احسن أني ما اتجوزتش ، أنت عارف أني مابحبش القيود والخنقة..

قهقه الرجل بشدة ثم بدأ يثرثر معه بالأحاديث...

بينما اجتمع عدد غفير من الفتيات بزاوية بعيدة خارج قاعة الزفاف المطلة على النيل...فرفعت احداهن زجاجة عطر باهظة الثمن وقالت:

_ 1, 3،2.ودلوقتي التحدي بدأ

صاح الفتيات بحماس فتابعت الفتاة وقالت بمكر:

_ اللي اد التحدي ترفع ايدها..الكلام النهاردة على المليونير العازب ، اشيك واحد في الفرح..

أتت على بُعد خطوات فتاة برداء سواريه من اللون الأحمر الناري فقالت عندما اقتربت من الفتيات: يا انداااال ، تحدي من غيري!

التفت لها الفتيات بصياح: للي

التفوا حولها بترحيب ومباركة على الفرع الجديد من صالون التجميل الذي ستفتتحه عن قريب...بينما هتفت الفتاة التي اعلنت التحدي وقالت: ادها يا للي؟

ابتسمت لليان قائلة: عيب عليكي..

قالت الفتاة بشرح: نص ساعة مع وجيه الزيان ، توقفي معاه ، أو ترقصي ، براحتك المهم ماينفعش تسبيه قبل نص ساعة..

ضيقت للي عيناها بدهشة: انتي مجنونة؟!! ده معقد !! أنا ما شوفتهوش بس سمعت عنه كتير ، ده عمره ما سهر مع واحدة أزاي هقف معاه ونص ساعة يا مفترية!!

هزت الفتاة كتفيها بلا مبالاة وقالت: لازم التحدي يكون صعب اومال هيكون تحدي أزاي؟! لو مش ادها تقدري تنسحبي

لوت للي شفتيها بقوة وقالت: ادها

صاح الفتيات بقوة بينما ليان دب القلق بداخلها ، هي لا تحب التحدث مع الرجال ولكن ذلك التسرع اللعين هو من جعلها تقف بهذا الموقف ، كيف ستسرق من هذا الرجل نصف ساعة من عمره؟

******

مر بعض الوقت وأتى وقت الرحيل..استأذن وجيه من صديقه العجوز لينصرف ووافق العجوز بعد الحاح..خطا وجيه لخارج القاعة بخطوات ثابته ورشيقة ، فلم يمر بجانب إمرأة الا والتفتت بجانب عيناها اليه بينما المراهقات كان يتهامسنّ عليه..حتى كاد أن يدخل سيارته لينتبه لصوت خلفه، أتى الصوت مع صوت جريان المياه بالنيل القريب..تتلقف الأذن همهمات النسمات المتطايرة فأخذت بخفة موجات الصوت للآذان..قالت للي: وجيه

استدار وجيه سريعاً لذات الرداء الأحمر الناري بصبغة أكثر نارية على شفتيها..خصلات شعرها الأسود الطويل كأنها برقية عشقية من قرون ولت..خطف انتباهه نظرة عيناها العميقة حتى اقتربت له ببطء ، تمنت لو كل خطوة تمضي بساعات فإن كان بحقيقة الأمر لعبة فلا تنكر أنها تفاجئت بوسامته!! اعتقدت أنها سترى رجل كهل بدلا من ذلك الرجل الساحر..وقفت أمامه بعد خطوات اليه وظل واقفاً يتأملها بصمت..قالت ببطء: فاكرني ؟

اطرف عيناه بحيرة ، لم يتذكر مرة أن إمرأة خطفت أنفاسه منذ النظرة الأولى مثل هذه الفتاة ، حتى من احبها بالماضِ لم تكن نظرته الأولى لها مهلكة مثل الآن..قال بدهشة: أسف..مش فاهم؟!

ظل الأضواء التمع بعيناها بينما لمعة عيناها اتت من دمعة حقيقية فللحظة شعرت وكأنها تجسد الواقع ، أو كأنها انتظرته حقا فقالت متابعة: شكلك مش فاكرني..

قال مأخوذا بشيء مجهول بعيناها: احنا اتقابلنا قبل كده؟!

تظاهرت بالأسى والحزن وقالت: خيرت نفسي بين خيارين ، يأما تفتكرني وتفتكر كل اللي كان بينا ، يأما هنهي حياتي وقدامك..

النيل مش بعيد..زي ما جمعنا أول مرة هيكون النهاية..

تعالت سمات الدهشة بملامحه وقال معتذراً: أنا عمري ما قابلتك ، حقيقي أنا مش فاكر أني شوفتك ولو مرة واحدة! يمكن حد شبهي!

قالت عاتبة: حد شبهك ،ونفس اسمك كمان!

طال صمته بنظرته العميقة لعيناها وكأنه يدرس لفتاتها وارتباكها الواضح فتابعت : قبل ما اسيبك للأبد ، عايزني افكرك ، ولا ما اتعبش نفسي ؟

قال وكأنه مسلوب الإرادة ولم يعرف لما احب الحديث معها ، لم تكن بالباهرة الجمال أكثرمن غيرها ولكن بها شيء يجذبه بشدة فأجاب: سامعك..

نظرت لساعتها بقلق وضاقت لأن لم يمر من الوقت سوى منتصفه ، كيف سيمر النصف الآخر وأي شيء ستقل؟! أشارت للداخل فتعجب..قالت موضحة: ده من ضمن حكايتنا

رفع حاجبيه بمكر وقال: مش هينفع ادخل بعد ما استأذنت ، أسف

رمقته بغيظ خفي ، ثم سحبت زهرة كانت تزين بها شعرها واقتربت منه بحذر ووضعت الزهرة الصغيرة بالجيب الصغير بسترته السوداء وقالت: خليها معاك ، هتفكرك دايماً بيا

ضيق عيناها عليها بحيرة بينما تخللت رائحة شعرها الى أنفاسه بإنتعاش، اضطربت دفاعته كرجل..قالت : كنت هنا وأنت كمان..في يوم زي ده..

قاطعها بقوة : أنا عمري ما شوفتك ولا أعرفك! بس كملي

اخفضت رأسها بلافته حزينة بينما قصدت أن يمضي الوقت بالصمت خير من الحديث..قالت وهي ترفع عيناها لعيناه:

_ لأ أنت تعرفني بس نسيت

صدم لقولها وردد: نسيت!!!

هزت رأسها بقوة وتجمع شعرها الأسود حول وجهها البيضاوي الصغير واكدت: آه نسيت ، أنت قولتلي وقتها أن في حاجات بضيع من ذاكرتك

بدا عليه نفاذ الصبر حتى استدار لسيارته ليرحل فامسكت ذراعه تمنعه بقوة ، تفاجئ بما فعلته وتفاجئ أكثر بالصدمة البادية على وجهها وكأنها لم تشأ أن تفعل ذلك !! ، وضعت أناملها على فمها بتمتمت اعتذار والتمعت عيناها كعين هرة حزينة وقالت: آسفة ..ماكنش قصدي..

تأملها لبعض الوقت بحيرة ولكن ليس منها بل من نفسه ،فإن لم تجذبه هي لكان التفت لها مجددا وتابع الحديث!!

قال محاولا السيطرة على نفسه : أنا ما أعرفكيش ولا عمري شوفتك ، اكيد حد شبهي أو في حاجة غلط مش مفهومة!

تحدث بعد ذلك لدقائق وتركته يتحدث والدقائق تمر ببطء شديد حتى أشار احدى الفتيات عاليًا من بعيد وهذا يعني أن وقت التحدي انتهى..تنهدت براحة وابتسمت قائلة بانتصار: أنت صح ، احنا فعلا ما اتقابلناش قبل كده ، باااااي

أشارت له ملوحة وكأنها تبدلت لفتاة أخرى وركضت من أمامه للبعيد ، ظل متسمرا للحظات بصدمة ...


وقفت للي بين الفتيات بنظرة منتصرة وقالت: كسبت التحدي ، عشان تعرفوا بس أن مافيش حاجة توقف قدام لليان يوسف

اعطت الفتاة زجاجة العطر لليان وقالت:

_ بصرف النظر كلمتيه في ايه بس واضح أن لو مكنتش شاورتلك كان ممكن الكلام يعدي الوقت بكتير ،برافو للي

صاح الفتيات من حولها لتقل أحداهنّ : عايزين تحدي تاني ، النهاردة فرح شاهندا وعايزين نحتفل..

قالت للي بسخرية وجاجة العطر بيدها: كفاية كده وبعدين انا اكتر واحدة بتكسب في أي رهان ،كنتوا فاكرني مش هكسب ومش هعرف اتكلم مع وجيه الزيان بس اهو اتكلمت معاه وماكنش عايز يمشي كمان ...

ارتفعت ضحكتها بينما امتقعت وجوه الفتيات فجأة ، نظرت للي اليهم وقالت بسخرية: معلش معلش ، دي اقل حاجة عندي

أشارت فتاة لما خلفها فاستدارت للي لتتلقى صفعة مدوية على وجهها ، اسودت عين "وجيه" بغضب عنيف وركض الفتيات للداخل وتركوها بمفردها تقف مقيدة بسجن نظراته المشتعلة، هتفت بها بهدير صوت الغضب : حقيرة ورخيصة ، ورهان احقر عملتيه على حد ما تعرفيهوش وخليتيه اضحوكة قدام صحابك التافهين !!

كل يوم بتأكد أن كرهي ليكوا هو الصح..

انسابت الدموع من عين لليان ويدها لم تفارق خدها المصفوع وهمت أن تعتذر حتى القى وجيه بعض الأوراق النقدية بوجهها وهتف: مبلغ أكتر من كفاية احسان مني عشان ما تحطيش حد مالوش ذنب في الموقف السخيف ده تاني..ولا العاهرات اللي زيك

احتد غضبها رغم بكائها وقاطعته برفع يدها وكادت أن تصفعه مثلما فعل ولكنه قيد يدها بغضب وقال: مش أنا اللي ترفعي ايدك عليه يا حقيرة

دفع يدها بإزدراء بعيدا عنها ثم رماها بنظرة محاقرة وذهب من امامها..رغم قوة الغضب التي تملكتها للحظات ولكنها تعترف أن الحق معه فيما فعله..

أخذ وجيه سيارته منطلقاً بالطريق ، وشياطين الغضب والانتقام تتراقص أمام عيناه...

******

مرت الأيام ليأت يوم ما قبل مقابلة العمل"الأنترفيو" جلست حميدة على الأرض مستندة على وسادة خشنة وقالت وهي تحرك حبات "اللب" بين أسنانها : اهو كل شيء تمام ، بكرة الصبح أن شاء الله هنكون في المكتب..

جلست سما بضحكة : كل ما افتكر شكلنا بالنضارات ولبس الستينات اللي جبناه اموت من الضحك ، قال يعني احنا كنا ناقصين فقر !!

ابتسمت حميدة رغما وقالت: تعالي على نفسك يا سمكة معلش عشان خاطري

قالت سما بمرح: اجي ياختي ماجيش ليه ، بالمرة اخس شوية

رضوى بسخرية: اكتر من كده هتبقي خلة سنان !!

ردت سما وهي ترمش بعيناها : انا دلوقتي إمرأة عاملة ولازم ابقى رشيقة..

انهت جميلة اعداد عشاء سريع وقالت: اكلة سريعة ، مش بطماطم وجبنة بيضة بطماطم..

قالت سما ضاحكة: يارب الحلبة ماتبقاش بالطماطم هههههه ، وبعدين انا عايزة اندومي !

هتفت حميدة: بيعفن القولون ،ستي قالتلي كده

تجمع الفتيات حول الطعام البسيط مع الضحكات فيما بينهنّ فقالت حميدة لهم بمحبة: عارفين يا عيال ، أنا مش عارفة من غيركم كنت هعمل ايه

قالت سما بمرح: اعملي جمعية هاهاهاهاهاها

ضحكت رضوى وجميلة بينما نظرت حميدة لها بغيظ وقالت:

_ بكرة نشوف لماضتك ياشبر ونص

******

بالصباح...

وقفت حميدة أمامهنّ بعدما استعدوا للخروج بينما استوقفها شيء فنظرت لسما بتفحص وقالت: أنا نمت امبارح بعد العشا واظاهر أن اللي بفكر فيه صح

كتمت رضوى وجميلة ضحكاتهنّ بينما أطرفت سما عيناها ببراءة وقالت: اوعي تكوني فكرتي أني روحت الكوافير ؟ اوووعك

هزت حميدة رأسها بنظرة للأسفل حتى خلعت ما بقدميها وركض سما بضحكة عالية وقالت: مش بحب ابقى غفر هههههههه ، يا لهواااااي

اسرعت حميدة خلفها وبالكاد كتمت ضحكتها حتى تسلقت سما الفراش وقالت: دول هما اللي نادولي عشان اشرب بيبس

قلدتها حميدة بابتسامة فرت من شفتيها وقالت: انزلي وخلصينا خلينا نمشي..

هبطت سما بالتدريج وبحذر بنظرات ضاحكة فقالت: ماتضربنيش وانا رايحة الشغل ، رايحة الشغل أنا رايحة الشغل ههههه

ضحك الفتيات عليها وقالت حميدة : ربنا يصبرني

*****


أمام المبنى الذي يقطن به المكتب..وقف الرباعي بنظاراتهنّ السميكة ، قالت سما بتأفف: كان لازم يعني نضارات !! هو احنا يعني اللي أول ما يشوفونا هيضعفوا !! انا آه انتوا لأ هاهاهاها

ضحكت بمرح لتقل حميدة بضيق: فاضل ربع ساعة والشندوتش بتاع الصبح ده ما صالحش بطني ، جعااانة

قالت رضوى : شوفت بتاع عربية فول على أول الطريق ،تعالي نفطر أنا برضو جوعت

شاركتهم جميلة بينما قالت سما بنفاذ صبر: لأ هستناكم هنا ، مساحة العربيات اللي لابساها دي هتلبسني في الحيط..

قالت حميدة: خلاص ، هنروح انا والبنات وخليكي هنا ،خمس دقايق وراجعين..

وقفت سما بالطريق تنظر للفراغ بينما مر رجل عجوز بجانبها وقال ضاحكاً: يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم

قفز أحد الأطفال وأشار على سما قائلًا: تيمون وبمبااااا اهوووو

جزت سما على أسنانها بغيظ وهي تنظر للطفل بينما ترجل آسر من سيارته وهو يتحدث بالهاتف مشغولا عن النظر فيما حوله ، زفرت سما بضيق من وجودها بالشسارع تحت انظار الجميع المستهزأ فقررت أن تصعد وتنتظر الفتيات أمام باب المكتب فهذا أفضل حل ..

لم تلاحظ الذي دلف للتو بينما كل ما لاحظته تلك المحفظة السوداء الملقاة على الأرض ، احتارت أن تأخذها أو تتركها كما هي وما وجود لحارس المبنى ، أخذت المحفظة وقررت البحث عن صاحبها فيما بعد بينما آسر وقف أمام المصعد حتى انهى مكالمته الهاتفية قبل الدخول للمصعد الكهربائي حيث لا يوجد شبكة بالداخل ..فتح باب المصعد ودلف بداخله حتى دلفت سما دون أن تلتفت لمن ينظر بإتجاه الارقام ..اغلق الباب ووقفت خلفه والمحفظة بين يدها ، المحفظة منها فجأة فجثت لتلتقطها عندما رأت صورة شاب بداخلها خطفت أنفاسها ، استقامت وهي تنظر للصورة بابتسامة وقالت : ايه القمر ده !! هو بياكل بونبوني!

أخرجت البطاقة الشخصية وقرأت الأسم بينما تجاهل آسر همهمتها وهو يواليها ظهره ،قالت : آسر مصطفى الزيان

اتسعت عين آسر بصدمة وهو يستمع لأسمه فاستدار اليها ليجد فتاة ترتدي شيء أشبه بالفستان ولكنه بالطبع اقل رقة ، ونظارتها السميكة التي تخفي اغلب وجهها الصغير في حين أن كان بإمكانها إرتداء نظارة اصغر بكثير !! قال بصدمة وهو يخطف محفظته من بين يدها: دي محفظتي !!

رفعت سما عيناها بعصبية وسخرية بينما تسمرت بصدمة وهي ترى نفس الملامح ،جف ريقها من الصدمة حتى قال: لقيتيها فين دي كانت في جيبي من دقايق؟!

بالكاد استطاعت النطق وهي تشير لباب المصعد: لقيتها واقعة في الشارع

قال بسخرية: وخدتيها على طول من غير ما تسألي!!

ضاقت من نبرته وأجابت: هسأل مين انا ما اعرفش حد هنا ، ده غير أني كنت ناوية اخلص شغلي واسلم المحفظة لصاحبها بنفسي مش اديها لحد ويا عالم هيعمل بيها ايه!!

فتح باب المصعد قبل أن يجيب ، نظر لها بإعتذار وقال:

_ آسف ،اتعصبت من غير داعي

ضغطت سما على زر الهبوط دون أن تجيبه فأنغلق باب المصعد ، استندت على الحائط وهي تكاد تقفز ضاحكة....

هبطت للأسفل ووقفت تائهة بابتسامة وما مر دقيقة حتى اتى الفتيات ولم يكتشفوا ما حدث....

*****

تجمع الثلاثي الشباب بمكتب واحد بينما قال رعد بتعجب:

_ هو احنا متجمعين ليه مش المفروض كل واحد يختار اللي هتكون سكرتيرته؟!

أجاب آسر وهو يتفحص هاتفه: خليها مقابلة واحدة ونخلص ورانا شغل كتير ، عندي ميعاد مع فريق مهندسين هيشتغلوا معانا من بكرة ولازم تكونوا معايا في الاجتماع..

دلف يوسف بحماس للمكتب وقال: في طقم نضارات برا هندوس بيهم السوق لأننا مش هنشوف حاجة أصلا ،شباااااب أنا متفائل

همس رعد بأذن جاسر وهو جالس بجانبه وقال:

_ حاسس بفتحة خير بالسكرتيرات الجداد

كتم جاسر ضحكته وقال:- ما تتعشمش أوي ،دول مجايب شربة العدس اللي مع يوسف هيكونوا ايه يعني ، اكيد صلصة ، أنا قررت أني اجيب توتو تشتغل معايا

قال آسر بجدية وهو يجلس بجانب أبناء عمه وامامهم مكتب خشبي عريض خصص مسبقا لدراسة التصميمات :

_ دخلهم مع بعض يا يوسف


وقف يوسف بعتب الحجرة وأشار لحميدة للدخول حتى اصطف الفتيات خلفها كطابور النمل..دلفت واحدة تلو الآخر..رفع جاسر عيناه لهن واطلق ضحكة عالية لم يستطع كتمها..بينما صدم رعد للحظة الأولى فقال جاسر بضحكة: دي مرحلة ما بعد الصلصة

همست جميلة بغيظ وقالت لحميدة: هو ماله الأخ فشته عايمة كده ليه؟!

نظرت حميدة له لتصمت بينما ظلت سما تنظر بصمت وخجل لآسر الذي علمت أنها ستلقاه منذ معرفتها بهويته ، صدم آسر من رؤيتها فرمقها بنظرة تكرر الاعتذار بصمت..

قال رعد بتيهة: هو مين طفا النور؟!

اطلق جاسر ضحكة عالية وقال له بخفوت: على ما تخرج من صدمتك هبدأ انا..

لم تستطع جميلة كتم غضبها فقالت: انت بتضحك علي ايه ؟!

اطرق جاسر بالقلم على مكتبه وكتم ضحكته بالكاد وأجاب:

_ أنتي اسمك ايه؟

أجابت جميلة بغيظ: اسمي جميلة

اتسعت ابتسامته وقال: طب احلفي !!

وكزت جميلة ذراع حميدة التي بالطبع كانت تتوقع ذلك وقالت: مين الطور اللي بيستظرف ده؟ جاته نيلة في شكله

نهض جاسر وتلاشت كل معالم المرح بملامحه وكأن لدغه عقرب وقال لها مشيراً: أنتي قولتي ايه؟!!

لوت شفتيها بسخرية وقالت: ماقولتش

رفع حاجبه بدهشة من جرأتها فألقى القلم من يده وقال وهو يتحرك واقفاً امامها بتحدي: أوك ، المقابلة انتهت

قالت بنبرة أشد سخرية: عارفة ،مرفوضة

هز رأسه بنفي ونظرته تتوعد بشيء غامض : لأ اتقبلتي يا...مش فاكر...المرة الجاية ابقي فكريني

رماها بنظرة مستهزأة وقال لآسر ورعد الذي شاهدوا المشهد بصمت ودهشة من هذا العداء الغير مبرر وقال: سكرتيرتي

خرج من المكتب بعد كلمته دون أن يلتفت اليها ولو بنظرة..شيء جعلها ترتبك من نظرته وتقلق ،وشيء جعلها تقبل التحدي ،وشيءجعلها تبتسم !!

وضعت سما ملف أوراقها أمام آسر الذي تفاجأ بهذا وكأنها هي من اختارته ليعمل معها وليس العكس!! ابتسم بخفة وقبل ملفها وهو ينظر لأشياء قد علمها من يوسف مسبقاً وقال: تمام..

تبقى رعد الذي نظر لرضوى وقال: احدفي الملف في وشي واجري

تعجبت رضوى من حديثه وقالت : ليه هو أنا عفريت؟!

اومأ برأسه رافضا: لأ طبعاً ، أنا اللي استاهل اللي بيحصلي ،ادي آخر اللي ما يسمعش كلام عمه...مش عارف هكمل أزاي بس هحاول

قال آسر وهو ينظر لسما:

_ هنبدأ الشغل من...

قاطعته سما بنظرة خجولة وابتسامة : من النهاردة لو حبيت

نظر لها الفتيات بغيظ وهم يضغطون على أسنانهم وبأعينهم نظرة انتقامية...فرفع آسر رأسه بابتسامة تمايلت بعيناه وقال:

_ من بعد بكرة...بالتوفيق لينا كلنا

******

وقف يوسف مع الفتيات بخارج المكتب وقال: الحمد لله المقابلة انتهت على خير ،جهزوا نفسكم للشغل..بس حميدو هيبدأ شغل من النهاردة..

ضحكت سما رغما بينما تطلعت حميدة اليها بغيظ فقالت رضوى: طب بالأذن احنا بقى

جذبت رضوى سما من يدها للخارج وتبعتهم جميلة حتى تفاجئت بالذي يخرج من غرفة أخرى ويقف أمامها بنظرة متعالية..نظر لها من رأسها حتى اخمص قدميها وقال : ابو شكلك

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة