-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية فريسة غلبت الصياد منال سالم - الفصل السابع والثلاثون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية مصرية جديدة للكاتبة المتألقة منال محمد سالم نقدمها علي موقعنا قصص 26  وموعدنا اليوم مع الفصل السابع والثلاثون من رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم 

رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم - الفصل السابع والثلاثون

تابع أيضا: قصص رومانسية

رواية فريسة غلبت الصياد - منال سالم
رواية فريسة غلبت الصياد - منال سالم

رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم - الفصل السابع والثلاثون

إقرأ أيضا: قصص قبل النوم

في المشفى ،،،،

أوصـــــل أدهم زوجته ومعها كنزي وعمــر إلى المشفى ، رفض أن يصعد معهم لكي يطمئن على كارما ، وظل متابعاً إياهم وهم يدلفون إلى داخل المشفى ، ثم ضغط بعدها على دواسة البنزين ، وانطلق بالسيارة ...

أحضرت كنزي معها قبل أن تصعد إلى اختها كارما بعض علب الفاكهة المعبأة والمحفوظة - والتي تحب إلتهامها - لكي تعطيها إياها ..

توسمت يارا خيراً في أن تكون حالة كارما الصحية قد تحسنت ، خاصة وأن الطبيب المعالج لها قد طمأنهم على صحتها ، وابلغهم أنها تستجيب للعلاج ، كمــا تم السماح بنقلها إلى غرفة أخــرى ...
كما سعدت كنزي بتلك الأخبار السعيدة ، وركضت ناحية غرفة اختها الجديدة ..
أراد عمــر أن يلحق بكنزي ، ولكن أوقفته يارا و...
-يارا بنبرة جادة : خليك هنا يا عمر
-عمر بضيق : ليه بس ، أنا عاوز أروح معاها
-يارا بنبرة صلبة : ماينفعش ، سيبها تاخد راحتها مع اختها ، ما تبقاش زي العزول بينهم
-عمر وهو يزفر في ضيق : أوووووف ، طيب ....!!!

تابع عمـــر كنزي بنظراته إلى أن اختفت عن ناظريه ، في حين جلست يارا على أحد المقاعد الحديدية والمخصصة للانتظار ..

دلفت كنزي إلى داخل الغرفة الجديدة الخاصة بأختها وهي تسير بخطوات هادئة وحذرة .. أسندت علب الفاكهة على الطاولة الموجودة بجوار فراشها ، ثم سحبت المقعد البلاستيكي وجلست إلى جوارهـــا ..
مسدت كنزي على شعر اختها ، وأمسكت بكف يدها ووضعته على وجنتها ..
ظلت كنزي تهمس إلى اختها بعبارات تحمل معاني الحب والرجــاء و...
-كنزي بصوت هامس : أنا بحبك أوي يا كوكا ، واوعي تسيبني لوحدي ، انتي مش عارفة غلاوتك عندي ولا ايه ؟؟ معقول تسيبني كل ده من غي ما تكلميني ، قومي اتخانقي معايا زي زمان ، طب نتعاتب حتى ! أي حاجة بس نكون مع بعض تاني

فتفاجئت بها تجيب عليها بخفوت ، وهي تدير رأسها ناحيتها و...
-كارما بصوت خافت : بطلي يا عبيطة

رفعت كنزي بصرها إلى اختها ، ونهضت عن مقعدها في غير تصديق و..
-كنزي بصوت فرح ونظرات مصدومة : كـ... كارما ، انتي .. انتي فوقتي

ابتسمت كارما ابتسامة هادئة ، ونظرت إلى اختها نظرات حب وامتنان و...
-كارما بصوت ضعيف : أهــا ..

انحنت كنزي على اختها كارما ، واحتضنتها بلهفة ، وذرفت بعض الدموع و...
-كنزي بصوت باكي : الحمدلله يا رب ، الحمدلله

.......................

في شركة الصياد ،،،،

وصــل أدهم إلى الشركة ، ثم صف سيارته في الجراج ، وصعد إلى مكتب أخيه ، وطوال الطريق لاحظ تجهم وجوه الموظفين ، ولكنه لم يعقبْ ...
وصــل أدهم إلى مكتب أخيه ، ثم أمسك بالمقبض وأدار الباب ، وفتحه ، ودلف للداخل ، فأشـــار له خالد بيده و..
-خالد بنبرة جـــادة : تعالى يا أدهم ، بس اقفل الباب وراك

أوميء أدهم برأسه ، واغلق الباب ، ثم ســـار نحو مكتبه ، وجلس على المقعد المقابل له ، وتحدث معه عن مستجدات الأمور ، وأبلغه بما دار من مواجهة حادة بين كنزي ووالدته
امتعض وجه خالد فور سماعه لتلك الأخبار الغير ســارة ، وتملكه الضيق فهو لم يرغب في أن تحدث تلك المواجهة الآن خاصة في غياب والده ..
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ...
-أدهم على مضض : اهوو اللي حصل بقى
-خالد بضيق : أبوك مش هيرجع اليومين دول أصلاً ، واحنا كده وقعنا في مشكلة كبيرة ، وده مش وقته
-أدهم وهو يشير بيده : حـــاول تفكر في حل ، لأن أمك مولعة الدنيا ، والبت بنت مرات أبوك مش من النوع اللي بيسكت
-خالد وهو يلوي فمه : مع ان اختها غيرها
-أدهم بنظرات جادة : اهــا ، وربنا يستر والبت دي كمان ميكونش جرالها حاجة
-خالد بنبرة هادئة : لأ اطمن ، أنا سألت الدكتور بتاعها وطمني على حالها

رمـــق أدهم أخيه بنظرات متعجبة ، ونظر إليه بتفحص وقد أسند ذقنه على راحة يده و...
-أدهم بنظرات استغراب : سألت دكتورها ؟ هو انت روحت تزورها ولا ايه

ابتلع خـــالد ريقه في توتر ، وتحاشى النظر مباشرة في عيني أخيه و...
-خالد بارتباك : هــه .. آآآ.. يعني .. أنا .. أنا قولت أطمن بس عليها
-ادهم بنظرات ضيقة : مممم... وماله

........................

في شركة Territorial ،،،،
فكر زيدان في حالة شاهي ، لقد رأف بحالها كثيراً ، وحــاول أن يجد طريقة ما لكي يهون عليها الأمر قليلاً ، فما مرت به ربما سيؤدي إلى تحطيم أعصابها ، أو انهيارها بالكامل .. لذا قرر أن يجعلها تحظى ببعض الرومانسية الهادئة معه

أمسك زيدان بهاتفه المحمول ، ثم بحث في قائمة الأسماء المسجلة لديه عن اسم مطعم من أفخر المطاعم ، ثم اتصل بمديره ، وطلب منه أن يحجز له المطعم بالكامل ، ويتم إخلائه من رواده حتى يحظى بالخصوصية التي ينشدها مع زوجته ..
تعهد مدير المطعم بأن يجعل زيدان الباشا ينبهر من الأجواء التي سيعدها له في المطعم ...

أنهى زيدان المكالمة معه ، ثم اتصل بالخادمة المتواجدة في فيلته ، وطلب منها أن تبلغ شاهي بأن تستعد للذهاب إلى تناول الطعام في الخارج
-زيدان هاتفياً بنبرة جادة : خلي المدام تجهز ، أنا شوية وجـــاي
-الخادمة هاتفياً بنبرة خافتة : حاضر يا سعادت البيه
-زيدان بنبرة محذرة : وعينك تفضل عليها ، انتي فاهمة !
-الخادمة بنبرة قلقة : حــ... حاضر

وما إن أغلق هاتفه المحمول حتى وضع الهاتف في جيب سترته ، ثم ســـار بخطوات سريعة نحو باب مكتبه ، وأمسك بالمقبض وأداره ، وتوجه خـــــارج مكتبه ، ثم استقل المصعد وتوجه إلى بهو شركته دون أن يتحدث بكلمة مع أحد ، بل ارتسمت ملامح التجهم والامتعاض على وجهه .. كان الجميع يخشـــاه الاقتراب منه ، ثم توجه إلى خــارج الشركة ، واستقل سيارته الخاصة ، ولحقت به حراسته الشخصية ...
أشــــار زيدان بيده للسائق ، وآمـــره بنبرة جـــادة بأن ينطلق إلى المشفى المتواجد به عمـــه
امتثل السائق إلى أوامر زيدان ، وانطلق بالسيارة في اتجاه المشفى ..

أراد زيدان الحصول على العينة الخاصة بعمه عدلي بنفسه - حتى يضمن صدق النتائج - و لكي يعطيها إلى شاهين ليكمل التحليل الخاص بالحمض النووي ..
...................

في شركة الصياد ،،،،

ورد اتصالاً هاتفياً على هاتف الشركة الداخلي بوجود مشكلة ما في فيلا عائلة الصياد ، وتم تحويل المكالمة بصورة عاجلة إلى مكتب المهندس خـــالد ..
رفع خالد هاتف السماعة ، ثم اجاب على الاتصال الهاتفي و...
-خالد بنبرة فاترة : ألوو

استمع خالد إلى المتصل ، وفجـــأة انتصب في جلسته ، وتبدلت ملامحه إلى الانزعـــاج الشديد و...
-خالد بنبرة منفعلة : وده حصل امتى الكلام ده ؟؟؟؟؟

تنبه أدهم إلى تبدل حالة أخيه ، وظل يرمقه بنظرات متسائلة ، ولكنه لم يقاطعه ، وظل متلهفاً لمعرفة ما يدور ..

-خالد متابعاً بنبرة منزعجة : خلاص ، خلاص ، انا جــاي !
-أدهم بنبرة متسائلة : في ايه يا خالد
-خالد بنبرة ممتعضة : مصيبة يا أدهم
-أدهم بنظرات متوجسة : يا ساتر يا رب

ســــرد خالد على عجالة ما ورد إليه في الاتصــال الهاتفي من تعرض خالته لمحاولة قتل في فيلتهم ، فانتفض أدهم فزعــاً و...
-ادهم بنظرات مصدومة : اييييه ؟؟؟
-خالد بنبرة غاضبة : مش ايييه ، وليييه ، لازم نروح الفيلا حالاً
-أدهم وهو يوميء برأسه : طبعا .. يالا
جمع خـــالد متعلقاته الشخصية والتي تتضمن هاتفه المحمول ومفاتيح سيارته ، وحقيبته الجلدية ، وســـار بخطوات مرتبكة ناحية باب مكتبه ، ولحق به أدهم ، ثم انطلق الاثنين ركضاً إلى المصعد .. أبلغ خالد سكرتيرته الخاصة بأن تلغي كافة الارتباطات والمواعيد اليوم .. ثم دلف إلى داخل المصعد ، ووصل إلى جراج الشركة ، ومن ثم استقل كلاهما سيارته الخاصة ، وانطلقوا خـــارج الشركة إلى الفيلا ...
.......................

في فيلا رأفت الصياد ،،،،،

حضر رجــــال الاسعاف إلى الفيلا ، ومكث اثنين منهما على مقربة من ناهد ، وجثى اثنين أخرين على ركبتيهما ، وظلا يجريان الاسعافات الأولية لها ..
كانت حـــالة ناهد سيئة للغاية ، في حين إدعت فريدة الانهيار التام أمــام الجميع ، وظلت تصرخ في رجــال الاسعاف بأن يبذلوا قصاري جهدهم في انقاذها ..

لم تمر لحظات إلا وحضرت سيارتين للشرطة ، ودلف رجـــال الشركة هم أيضاً إلى داخل الفيلا ، وتحولت حديقة الفيلا إلى مسرحٍ للجريمة ...

وضع رجـــال الاسعاف ناهد على ( التروللي ) الخاص بنقل المصايبن ، وتم تثبيتها جيداً بالأحزمة ، ثم دفعوها إلى داخل سيارة الإسعـــاف

حاولت فريدة أن تستفسر منهم على مكان المشفى الذي سيتم نقلها إليه ، ولم تكف عن ذرف الدموع المزيفة أمامهم ..
-فريدة بصوت باكي : هتودوها فين ؟؟ طب هي كويسة ؟؟
-رجل الاسعاف بنبرة هادئة : احنا طالعين فوراً على مستشفى (( ....))
-رجل الاسعاف الأخر : ربنا يستر يا هانم ، إدعيلها
-فريدة وهي تشير بيدها وبنبرة حزينة : اختي منها لله اللي عملت فيكي كده ، أنا ... أنا مش هاسيبك ...!

أمسك رجــــال الشرطة بالخادمة صباح ، وتم تقييدها بالأصفاد الحديدية ، ووضعها في السيارة الخاصة بالشرطة وهي لم تكف عن الصراخ بأنها بريئة ولم تقترف مثل تلك الجريمة الشنيعة ...
-صباح بصراخ حـــــاد : والله مظلومة ،أنا معملتش حاجة ، قوليلهم يا فريدة هانم ، أنا .. أنا بريئة ، والله ما قتلتها
-ضابط الشرطة بلهجة آمرة : حطوا الولية دي في البوكس لحد ما نشوف هانتصرف معاها إزاي ..!

حــاول أحد رجـــال الشرطة أخذ إفادة فريدة ، ولكنها إدعت انهيارها التام ، وحــاولت أن تتنصل من أسئلته المتلاحقة ، وطلبت منه أن يتركها ريثما تطمئن أولاً على أختها الوحيدة ....

لوى ضابط الشرطة فمه ، ثم أشـــار لرجاله بأن يظلوا في المكان ، و...
-ضابط الشرطة بنبرة آمرة : محدش يلمس حاجة لحد ما تيجي النيابة ، والطب الشرعي

شعرت فريدة في نفسها أن خطتها الشيطانية ربما ستأتي بثمارها ، ولكن عليها فقط أن تبدو ردة فعلها في مثل تلك الظروف طبيعية أمام الجميع ، أو بالأحرى أن تدعي حزنها الشديد على ما صـــار بأختها ..

.............................

في المشفى ،،،،،

تناست كنزي أمر وجود يارا وعمــر بالخــارج ، فنهضت من جوار اختها و...
-كنزي وهي تضرب جبينها : أوووبا ، ده أنا نسيتهم خالص
-كارما متسائلة بصوت خافت : مين ؟
-كنزي وهي تشير بيدها : ثانية واحدة

ســـارت كنزي مسرعة ناحية باب الغرفة ، ثم أمسكت بالمقبض وأدارته ، وفتحت الباب ، ودلفت للخـــارج ..
جابت كنزي ببصرها الطرقة إلى أن وجدت يارا وعمر يجلسان على مقاعد الانتظار الحديدية ، فركضت ناحيتها و..
-كنزي بصوت خافت : سوري يا جماعة ، معلش أنا نسيتكم
-يارا مبتسمة : ولا يهمك
-عمر بنبرة فرحة : المهم انك افتكرتينا الوقتي

رمقت كنزي عمـــر بنظرات ممتعضة ، ثم أدارت رأسها ناحية يارا و..
-كنزي بنبرة سعيدة : الحمدلله كارما فاقت
-يارا بنظرات مندهشة : بجد .. طب الحمد لله
-عمـــر مبتسماً بسعادة : أتاري وشك منور .. ربنا يطمنك دايماً عليها

لم تجب كنزي عليه ، بل مدت يدها وامسكت بكف يد يارا وجذبتها و...
-كنزي بنبرة جـــادة : تعالي عشان تسلمي عليها
-يارا وهي تهز رأسها نافية : لالالا ، مافيش داعي ، خليها ترتاح
-كنزي بإصرار : لا والله ، لازم تشوفيها وتتعرفي عليها
-يارا على مضض : اوكي .. مع إن آآآ...
-كنزي مقاطعة وبنظرات جادة : بصي أنا ارتحتلك يا يارا ، وعاوزاكي تتعرفي على أختي كارما ، هي طيبة جداً
-عمر بنبرة سعيدة : اه أوي ، اسأليني أنا
-كنزي بنظرات حادة : هو أنا وجهتلك كلام ؟؟؟
-عمر مبتسماً ببلاهة : لأ .. بس أنا بحب أجود من نفسي
-كنزي وهي تزفر في ضيق : أوووف ، انت بـــارد
-عمر وهو يتحسس جبينه : غريبة ، مع إن وشي سخن !
-كنزي بحنق : ياباي ، غتت !

تأبطت كنزي في ذراع يارا ، وسارت معها ناحية غرفة أختها ، ولحق بهما عمر ، وسلط بصره على كنزي و...
-عمر بخفوت : عقبال ما تقفشي فيا كده يا مــزة !

طرقت يارا الباب قبل أن تدلف للداخل ، ثم رسمت على وجهها ابتسامة عذبة ..
لمحت يارا وهي داخل الغرفة باقة من الورد ، فابتسمت و...
-يارا في نفسها : مممم... واضح كده أن خالد جه قبلنا ، ذوقه معروف في الورد

قاطع صوت كنزي شرود يارا ، والتي انتبهت لما تقول و...
-كنزي وهي تشير بيدها : دي يارا يا كوكا ، بنت جدعة أوي
-كارما بصوت ضعيف : اهلا
-يارا بنبرة خجلة : آآآ.. حمدلله على سلامتك ، وآآآ.. بعتذرلك عن اللي حصل من خالد

تبدلت ملامح وجه كارما للضيق ، وعبست قليلاً ، ولم تعقب ...
لاحظت يارا التغيرات التي طرأت على وجهها ، وحاولت أن تغير مجرى الحديث و...
-يارا وهي تتنحنح : احم .. آآ.. ان شاء الله تخرجي من هنا قريب

ابتسمت كارما في تهكم واضح ، ونظرت إلى جراحها وساقها المجبرة و...
-كارما بتهكم : مش باين
-يارا بابتسامة مصطنعة : معلش ، قدر الله وماشاء فعل
-عمر مبتسماً وهو يشير إلى نفسه : طبعاً أنا غني عن التعريف
-كنزي وهي تلوي شفتيها : أكيييد محدش رزل أوي زيك
-عمر بنبرة سعيدة : الله يعمر بيتك ، دايماً كده فكراني بالخير !

....................
في فيلا زيدان ،،،،

أبلغت الخادمة شاهي بما أمرها به زيدان وطلبت منها أن تتأنق ، وبالفعل اضطرت شاهي أن تنفذ طلبه حتى تتجنب الجدال معه ، فهي تتوجس خيفة من ردة فعله عقب محاولتها الثانية بالهرب ، وما يثير قلقها بحق هو أنه إلى الآن لم يعاقبها على فعلتها ، وهذا ما يدعوها للخوف وترقب ردة فعله ..

فتحت شاهي دلفة الدولاب الخاصة بملابسها ، وانتقت لنفسها فستانا من اللون الأحمر الزاهي ، مصنوع من قماش الأورجانزا ، وأحد كتفيه مغطى ، والكتف الأخــر عبارة عن حمالة عريضة .. يضيق الفستان من الخصر ، ثم يتدلى باتساع وهو يتجه للأسفل ..
مشطت كنزي شعرها ، وتركته ينسدل خلف ظهرها ، ثم انتقت حذائاً ذو كعب عالي من نفس اللون لترتديه في قدميها ..

أكملت شاهي استعدادها ، ثم توجهت خـــارج الغرفة ، وســارت ناحية الدرج ، وتفاجئت بزيدان يصعد عليه ، فتسمرت في مكانها ، واضطرب قلبها .. ونظرت إليه بأعين زائغة وقلقة ..
تأمل زيدان شاهي بنظرات ممعنة ، لقد آسرته بجمالها المهلك ، ومرت عينيه ببطء على جسدها الرشيق وتفحصته في تأني شديد .. لقد أدرك زيدان أمام سحر عينيها أنه يحبها حتى النخــــــــاع ..
اقترب زيدان من شاهي بخطوات بطيئة وهو يصعد الدرج ، إلى أن وقف أمامها تماماً .. ثم رفع يده عالياً ، ومدها ناحية عنقها يتحسس بشرتها الناعمة ..
ارتبكت شاهي ، وحبست أنفاسها في توتر بالغ ، وأغمضت عينيها خشية من أن يعتدي عليها بالضرب ، فانحنى هو برأسه ناحيتها ، ثم مــال بشفتيه على شفتيها حتى أطبق عليهما وقبلها قبلة رومانسية هادئة جعلت شاهي تندهش في نفسها
لم تقاومه ، بل ظلت ساكنة إلى حد ما رغم شعوره بالحرارة التي تعتلي وجنتيها ..
ابتعد زيدان عن شاهي و..
-زيدان بصوت رخيم : استنيني تحت ، 5 دقايق ونزلك

ترك زيدان شاهي واقفة في مكانها ، في حين تابعته هي بنظرات مصدومة ، فهي لم تعهد منه تلك الطريقة الناعمة من قبل .. التفت زيدان برأسها ليرمقها بنظرة أخيرة قبل أن يدلف إلى داخل غرفة النوم ..
نزلت شاهي الدرج وهي تكاد لا تصدق ما حدث للتو .. ثم توجهت ناحية غرفة الصالون وجلست على الآريكة وهي تترقب نزوله بين لحظة وأخرى ..
....................................

في فيلا رأفت الصياد ،،،،،

وصل كلاً من خالد وأدهم إلى الفيلا ، ووجدا تجمعاً لرجــــال الشرطة بداخل الحديقة ، ودماءاً تغطي الأرضية الحجرية ..
نظر كلاهما إلى بعضهما بتوجس ، في حين اقترب منهم أحد ضباط الشرطة و....
-ضابط الشرطة متسائلاً : انتو مين ؟
-أدهم بنظرة جدية : احنا اصحاب الفيلا
-ضابط الشرطة وهو يعيد رأسه للخلف : أهــا .. من عيلة الصياد ؟
-خالد بنبرة ممتعضة : اكيد يعني
-أدهم متسائلاً في قلق : في ايه اللي حصل
-ضابط الشرطة بتهكم : يعني حضرتك مش عارف
-أدهم بنبرة مغتاظة : لأ عــارف ، بس مين عمل كده
-ضابط الشرطة وهو يلوي فمه : لحد الوقتي في اتهام صريح من السيدة فريدة لخدامتها
-خــالد بنظرات مندهشة : صباح !!!
-أدهم بنظرات مصدومة : مش ممكن !!
-ضابط الشرطة بجدية : والله ده اللي عندنا ، لكن لسه في تحريات ، وفحص معمل جنائي، وهنشوف

التفت خـــالد برأسه ناحية أدهم ، ثم مد يده ، وأمسك بساعده و..
-خالد بنظرات مترقبة : لازم نكمل جاسر ، لازم يعرف باللي حصل لأمه
-أدهم وهو يوميء برأسه : أيوه ، وشاهي كمــان مش معقول مانقولهاش

جــــاب خالد ببصره المكان باحثاً عن والدته و..
-خالد متسائلاً : اومــال فين ماما ، قصدي فريدة هانم
-الضابط وهو يشير بيده : تقصد اخت الضحية
-أدهم بضيق : ايوه
-الضابط بنبرة جـــادة : راحت معاها مستشفى ((( ......))) ، وفي أمين شرطة وعسكري معاها

نظر خـــالد إلى أدهم بنظرات غريبة ومترقبة ، ليس بالغريب عليهما ، لذا أشـــار خالد لأدهم بعينيه و...
-خالد بانزعــاج : طب يالا يا أدهم ، لازم نحصلهم
-أدهم بقلق : ماشي

وبالفعل ركض خـــالد وأدهم إلى خــارج الفيلا ، واستقل الاثنين سيارة خـــالد الذي انطلق بها مسرعاً نحو المشفى المتواجدة بها خالته ووالدته والتي تصادف أنها نفس المشفى الراقدة بها كارما ...

حــــاول أدهم الاتصال بجاسر ، ولكن كان هاتفه مغلقاً ، أما هاتف شاهي فكان هو الأخر غير متاح و...
-أدهم بضيق واضح : الاتنين مش بيردوا
-خالد بتركيز شديد :نوصل بس الأول ونطمن عليها ، وبعد كده نكلمهم ، مش معقول هانسيب أمك مع خالتك لواحدهم
-أدهم وهو يمط شفتيه في ضيق : ربنا يستر ويعديها على خير ..!!!!

....................

في المشفى ،،،،

شعرت كارما بالامتنان لزيارة يارا وعمر لها ، وأدركت أن كلاهما بالفعل نيته حسنة ..

حاولت يارا قدر الإمكـــان أن تبرر لكارما عصبية خالد وانفعالاته ، وأنها بداعي الخوف على أحبائه ، ولكنها لم تتقبل حديثها عنه ، بل أثرت ألا تتطرق إلى سيرته ...

ظل الجميع صامتاً للحظات .. فنظرت يارا إلى عمر الذي كان محدقاً بكنزي بطريقة حمقاء ..
تنحنحت يارا ، فانتبه لها عمر ، ثم غمـــزت له بطرف عينها لكي ينهض معها وينصرفا سوياً ، ولكنه تعمد أن يمكث أكثر ، فاغتاظت يارا منه ..

..................

وصلت سيارة الاسعاف قبل قليل إلى المشفى ، واندفع منها رجـــال الاسعاف وهم يجرون التروللي الممدد عليه جسد السيدة ناهد ..
ركض الجميع إلى داخل المشفى ،وتم استدعاء أطباء الطواريء لتلقي تلك الحالة الخطيرة ..

ترجلت فريدة هي الأخرى من سيارة الاسعاف ، وحاولت قدر الامكان أن تبدو أمام الجميع الأخت المنهارة والمصدومة بشدة مما حدث لأختها ناهد ..

انتظرت فريدة في الخـــارج ، وظلت تترقب حركة الأطباء الدالفين والخارجين من غرفة الطواريء ..
ابتلعت ريقها في توتر شديد ، وفركت يديها في عصبية مفرطة ، وظلت تنظر بين الحين والأخر إلى داخل الغرفة من تلك النافذة الزجاجية الصغيرة الموجودة بباب الغرفة

كان الوضع بالنسبة لناهد غير مبشرٍ على الإطلاق .. فحالتها إلى حد ما حرجة .. ولاحظت فريدة وجود علامات الانزعــاج والتوتر على أوجه من بداخل الغرفة ، فاطمئن قلبها .. هي تخشى أن تفيق أختها بعد ذلك وتحكي عمـــا صار ، وتتهمها إتهاماً صريحاً بأنها من أرادت قتلها والتخلص منها ..
لذا تمنت فريدة في نفسها أن تلفظ اختها أنفاسها الأخيرة ...

.......................

في المطعم الفاخر ،،،،

استقلت شاهي السيارة مع زيدان ، وركب الاثنين في المقعد الخلفي .. ظلت شاهي تاركة مسافة ما في المقعد تفصل بينها وبين زيدان ، وأشاحت بوجهها بعيداً عنه ، وظلت تنظر بعينيها خــارج النافذة ، ولم تلتفت إليه ، في حين نظر هو إليها بنظرات متفحصة مستمتعاً بوجودها معه .. ولحقت بسيارة زيدان سيارة الحراسة الخاصة به ....

صف سائق سيارة زيدان السيارة أمام مدخل أحد المطاعم الفاخرة ..
ترجل زيدان من السيارة ولم ينتظر أحد حراسته لكي يفتح له الباب ، بل أشـــار لهم بيده لكي يظلوا في أماكنهم ، ثم دار حول السيارة ، وتوجه إلى الباب الجانبي لمقعد شاهي ، ثم أمسك بالمقبض وفتحه ..
مد زيدان يده لكي تمد شاهي كف يدها الرقيق فيمسك به ..
نظرت شاهي إلى زيدان بنظراتت قلقة ، ومدت كف يدها وهي تتوجس خيفة منه ..
لاحظ زيدان ارتعاش شاهي ، ورجفتها ، فأيقن أنها مازالت تخشى وجودها معه ..
ابتسم لها زيدان في عذوبة ، فاعتلت الدهشة وجهها ..
تأبطت شاهي في ذراع زيدان ، ثم توجه بها إلى مدخل المطعم ..
كان المدخل رائعاً للغاية ، فهو مزدان بالأعمدة الجيرانتية ، والأرضية مصنوعة من الرخــــام اللامع ، وعلى الجانبين تجد أوعية المزروعــات الخضراء المتنوعة ما بين الطويلة والقصيرة ..

فتح أحد الندلاء الواقفين أمام باب المطعم الباب على مصرعيه ، ليدلف كلاهما إلى الداخل ..

اعتلت الدهشة وجــه شاهي حينما رأت المطعم من الداخل و................................................ !!!!
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السابع والثلاثون من رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من القصص الرومانسية
حمل تطبيق قصص وروايات عربية من جوجل بلاي
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة