-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية فريسة غلبت الصياد منال سالم - الفصل الأربعون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية مصرية جديدة للكاتبة المتألقة منال محمد سالم نقدمها علي موقعنا قصص 26  وموعدنا اليوم مع الفصل الأربعون من رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم 

رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم - الفصل الأربعون

تابع أيضا: قصص رومانسية

رواية فريسة غلبت الصياد - منال سالم
رواية فريسة غلبت الصياد - منال سالم

رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم - الفصل الأربعون

إقرأ أيضا: قصص قبل النوم

في فيلا ناهد الرفاعــــي ،،،،

قبل أن ينصرف زيدان تماماً من أمـــام جاسر وخالد وادهم – خاصة بعد المشادة الكلامية بينهم - التفت برأسه إليهم و...

-زيدان بنبرة واثقة ونظرات جــــادة : اه بالمناسبة ، متقلقش على شاهي مراتي حبيبتي ، أنا خدتها تاني في حضني ، وهراعيها كويس ، ماهو برضوه الضفر ما يطلعش من اللحم .. ودي قبل ما تكون مراتي ، فهي آآ... بنت عمـــــــــي
رمـــق جاسر زيدان بنظرات حانقة ، في حين استقل زيدان سيارته ، وأمــر سائقه بالتحرك .. ولحقت به حراسته الخاصة ...

فكــــر أدهم للحظــــات فيما قاله زيدان ، وظل محدقاً بصره في الفراغ الذي خلفه أثره و...
-أدهم متسائلاً بحيرة : يقصد ايه زيدان بكلامه ده ؟؟؟
-خـــالد وهو يلوي فمه في ضيق : فكك منه ، أهو بيهلفط بأي حاجة والسلام
-أدهم وهو يهز رأسه : لأ .. النوع ده مش بيقول كلام على الفاضي

ابتلع جاســـــر ريقه في توتر شديد ، فهو قد فهم تماماً ما يرمي إليه زيدان ، بلى .. لقد أدرك أن زيدان ربما يعلم بدرجة كبيرة بحقيقة نسب شاهي التي حــــاولت والدته الراحلة إخفائها عن الجميع إلا هو ... فناهد قد اعترفت مسبقاً له بأنها أخطـــأت وأقامت علاقة غير شرعية مع عدلي خلال زواجها السابق من يسري ..
حــــاول جاسر أن يخفي ملامح الارتباك ، ورسم على وجهه علامات الامتعاض والتجهم و...
-جاسر بحنق : انا مش عــــارف انت حوشتني عنه ليه ؟؟؟
-خــــالد بنبرة ممتعضة : يعني أسيبك تموته ، والناس تتفرج علينا ، وده مش وقته خالص
-جاسر بنبرة قاتمة : هو لو مفكر إنه هيمنع اختي عني يبقى بيحلم ومايعرفش أنا مين ..!!!

زفـــــر أدهم في ضيق ، و....
-أدهم بنبرة ضائقة : أنا مش عـــارف انتو مش عاوزين تركزوا ليه في اللي قاله !!!!
-خالد على مضض : يا أدهم ده واحد متخصص في حرق دم الناس
-ادهم بنظرات جــــادة : لأ ، انت فاهم هو قال ايه ؟؟؟ ده قال ان شاهي بنت عمه ...!!!!!!

انتبه خـــــالد لتلك العبارة .. فقد أدرك للتو أنه قد سمعها منه من قبل ، ولكن في المشفى ، وهاهو الآن يعيد تكرارها أمامهم بدون أي تردد ..
-خـــالد بنظرات زائغة : تصدق انت عندك حق

لم يعقبْ جاسر ، بل ظل صامتاً يوزع نظره بين كليهما .. في حين أكمل أدهم بـ ...
-أدهم متابعاً بنظرات مترقبة : مش عــــارف ، بس لازم نشوف قصده ايه لما بيقول ان شاهي بنت عمه
-خـــالد متهكماً : يكونش مفكر نفسه من عيلة الصياد !
-أدهم بنرفزة وهو يشير بيده : ايه يا عم خـــالد ، ده البني آدم ده مالوش عم إلا الزفت عدلي ...!!!

توتر جاسر كثيراً ، واعتلى وجهه علامات الارتباك الواضحة ، و....
-جاسر بقلق شديد : يعني ايه ؟؟
-أدهم بترقب : بصراحة مش عــــارف ، بس لازم ناخد بالنا من كلامه ده

اضطرب جاســــر أكثر في نفسه ، فأدهم قد فهم تقريباً ما يرمي إليه زيدان ، وجاسر لا يريد الحديث عن هذا الأمـــر حالياً .. ولكن ما يثير حيرة جاسر حقاً هو كيفية معرفة زيدان بتلك المسألة .. خاصة أن والدته لم تسرد لأي أحد عن ماضيها المشين سواه ...

انضم إليهم عمـــر والذي لاحظ ارتباكهم و...
-عمــر متسائلاً باستغراب : انتو سايبين العزا وأعدين هنا ليه ؟؟
-أدهم بضيق : اسبقنا انت يا عمـــر
-عمر وهو يوميء برأسه : ماشي ، بس الناس بتسأل عليكم
-خــالد بحدة وهو يشير بيده : يالا ياض من هنا ، واحنا هنحصلك
-عمر وهو يلوي فمه بامتعاض : الله !! هو أنا كل ما أكلم حد فيكم اتهزق ، دي حاجة تخنق
-أدهم بنظرات حـــادة : بتقول ايه ياله ، سمعنا ؟
-عمــر وهو يجز على أسنانه : بقول طيب ...!!!

...............

في داخل الفيلا ،،،،،

عقدت فريدة العزم على أن تقضي عدة أيام في فيلا أختها بحجة أنها تفتقدها كثيراً ، ولا يمكنها تحمل فراقها .. في حين أنها كانت تنتوي أن تفتش أركــــان الفيلا بحثاً عن أي أوراق أو تسجيلات مصورة لها ربما تتسبب في فضح أمــرها .. وهي تريد البدء في البحث من الليلة ، لكي تتجنب مجيء الشرطة أو عناصر البحث الجنائي للفيلا واكتشاف ما قد يشير إليها ...
ظلت كنزي ويارا تحدقــــان بفريدة في محاولة منهما لسبر أغوار عقلها ..
في حين لم تكف هي عن رمقهما بنظرات الازدراء الممزوجة بالاستعلاء والاحتقار .....

......................

انتهى العزاء تقريباً ، وأوشك الجميع على الانصــــراف ...
صافح جــاسر غالبية الموجودين ، وما إن إطمأن على انتهاء كل شيء حتى دلف إلى داخل الفيلا

وجــــد جاسر خالته فريدة جالسة والحزن يكسو ملامحها ، وكذلك كان حـــال يارا ورفيقتها .. ثم جــاب ببصره إلى أن وجد نهى مازالت باقية هي الأخــرى
تسائل جاسر عن تلك الفتاة الصغيرة التي تجلس بجوار يارا فأخبره عمــر الذي كان واقفاً إلى جواره بـ...
-عمـــر وهو يتنحنح : دي آآآ... دي تبقى كنزي
-جاسر باستغراب : كنزي مين
-عمر بخفوت : بنت ضرة خالتك
-جاسر فاغراً شفتيه : افندم ؟؟؟؟
-عمر بصوت خافت وهو يشير بيده : أصل أنت لما طولت في غيابك ، فاتك شوية أكشن على دراما قبل ما يقلب بـ..آآآ...

رمـــق جاسر عمـــر بنظرات قاسية فتوقف عمر عن إكمـــال باقي حديثه ، ووضع يده على فمه ، وأطرق رأسه في توتر ...
........................

ســــار ادهم بخطوات بطيئة وجلس إلى جوار والدته و..
-أدهم بخفوت : هاتعملي ايه يا ماما
-فريدة مدعية الحزن : أنا هاعد هنا يومين ، قلبي مش مطاوعني ارجع الفيلا ، وأشوف آآآ... اهيء ...

بدأت فريدة تجهش بالبكـــاء ، فمد أدهم يده ووضعها على ظهرها ، وظل يربت عليها برفق و...
-أدهم بنبرة منزعجة : خلاص يا ماما ، اهدي .. اعملي اللي يريحك

كانت كنزي تراقب فريدة عن كثب ، ولم تقتنع أبداً بحزنها الزائف ، لذا مالت قليلاً بجسدها على يارا و...
-كنزي بصوت خافت : العقربة لفت على جوزك
-يارا بضيق : اصل انتي ماتعرفيهاش زيي
-كنزي بنظرات جادة وصوت خافت : مش محتاجة أعرفها ، باين على خلقتها
-يارا وهي تزفر في ضيق : اوووف ، ربنا يريحنا منها
...................

لمحت نهى جاسر وهو يدلف مع أحد الأشخــاص إلى غرفة الصالون ، وما إن تأكدت من أنه أصبح بمفرده نوعاً ما حتى نهضت عن الآريكة وتوجهت إليه بخطوات بطيئة ...
مدت نهى يدها ، ثم صافحت جـــاسر ، ونظرت إليه بأعين دامعة وأنف منتفخ من البكاء و...
-نهى بنبرة حزينة : أنا مش عارفة أقولك ايه يا جاسر ، بس شيد حيلك ، مامتك راحت عند الأحسن مننا
-جاسر باقتضاب : ولا دايم غير وجه الله
-نهى بنبرة شبه جـــادة : اكيد المجرمة اللي عملت كده هتاخد جزائها ، ربنا مش هايسيبها
-جاسر وهو يوميء برأسه : أهــا
-نهى وهي تعض على شفتيها في تردد : آآآ... أنا ... أنا كان بودي والله أفضل معاك ، بس طبعاً عشان الاحراج والظروف وآآآ...
-جاسر بإيجاز : مفهوم يا نهى ، كتر خيرك برضوه
-نهى بنبرة جـــادة : أنا مش بقول كده والله
-جاسر بنبرة خافتة وهو يشير بيده : أنا عارف ، يالا عشان تلحقي ترجعي
-نهى وهي تتنحنح : احم .. آآآ.. انا هاعد يومين هنا في كايرو ، يعني عشان لو احتاجت حاجة
-جاسر بنبرة جـــادة : نهى من فضلك ارجعي شرم ، أنا هابقى قلقان عليكي وانتي لوحدك هنا ، وزي ما انتي شايفة انا ورايا حاجات كتير عاوز أتأكد منها
-نهى بنظرات راجية : صدقني يا جاسر ، أنا ماينفعش أتخلى عنك وأبعد في الظروف دي

كانت فريدة تتابع بشغف ما يدور بين جاسر والفتاة الغامضة ، هي تود التحري عنها ومعرفة هويتها ، ولكنها لن تستطيع الآن .. ستنتظر ريثما يهدئ الضع وتبدأ بمعرفة سبب ملاحقتها لجاسر ، فهي تخشى أن تكون جاسوسة لزيدان ...

قرر أدهم الانصـــراف ، وطلب من يارا أن تذهب معه ، وكذلك نهضت كنزي عن الآريكة ..
كان عمـــر على وشك الذهاب معه حينما أوقفه صوت خـــالد و...
-خالد بنبرة حـــادة : عمــــر

التفت عمـــر إلى أخيه ، ونظر إليه بنظرات مترقبة و...
-عمر متسائلاً : خير ؟
-خــالد بنبرة صارمة : انت هاتفضل أعد هنا مع ماما
-عمر وهو يلوي فمه في انزعـــاج : أنا ؟؟ طب ليه ؟؟
-خالد بنبرة جـــادة : هو كده ، مش معقول هانسيب أمك لوحدها يعني
-عمر على مضض : طب ما تقعد انت ، وأنا مالي
-خالد بنبرة حادة : بقولك ايه ، انا دماغي مش فايقة للرغي ده ، انت تعمل اللي بقوله وانت ساكت
-عمر وهو يزفر في ضيق : أووووف .. ما هو أنا اللي وقعت من قعر القوفة ....!!!

لكـــز خــــالد عمر بحدة في كتفه ، فتأوه هو من الآلم ، ثم عـــاود أدراجه للداخل وهو يغمغم بكلمات غير مفهومة ....

........................

صعد جاسر بعد أن انصــــرف الجميع إلى غرفة والدته الراحلة ناهد ، ثم جلس على فراشها ، وظل يمسد بيده على الملاءة ، وينظر إلى مكان نومها بأعين دامعة ... ثم اجهش فجـــــأة بالبكاء و....
-جاسر بصوت باكي : ليه يا أمي ، ليه عملتي كده ؟؟ ليه ؟؟ كان نفسي قبل ما يجرى اللي حصل إنك تكوني توبتي وكفرتي عن ذنبك ، لا إله إلا الله ، هاقول ايه بس .. معدتش يجوز عليكي غير الرحمة ...آآآآآه يا أمي ، آآآآه ......!!!

........................

في فيلا زيدان الباشا ،،،،،

عَمَد زيدان إلى توفير الرعاية الطبية التي تحتاجها شاهي ، كما قام بنقلها خلسة من المشفى إلى فيلته ، وخصص لها طاقم تمريض ، بالإضافة إلى خادمتين ، وجميعهن مكلفات بمتابعتها على مدار اليوم

أوصـــل السائق زيدان إلى الفيلا ، ولحقت من خلفه سيارة الحراسة ..
ثم ترجل زيدان من السيارة ، واتجه إلى باب الفيلا ...
شدد زيدان على حراسته الخاصة بالانتباه لكل ما يحدث ، ومراقبة من يمر بجوار الفيلا ، بالإضافة إلى عدم السماح بمرور أي احد إلى الداخل مهما كانت هويته دون وجود إذن شخصي منه ...

دلف زيدان إلى داخل الفيلا ، وســـار بخطوات سريعة ناحية الدرج ، ثم أمسك بالدرابزون ، وصعد عليه على عجالة ، ووصل إلى غرفة نومه ليجد شاهي ممددة على الفراش ، ساكنة تماماً ، ومن حولها بعض الممرضــات والخادمة ..
أشـــار لهن زيدان بيده لكي يدلفن جميعاً إلى الخـــارج ، وبالفعل امتثلن لأوامره ..
ظل زيدان باقياً في الغرفة مع شاهي بمفردهما ، ثم أمسك الباب بيده ، وأوصده بالمفتاح بعد أن أغلقه ..
دنى زيدان من فراش شاهي ، ثم جلس على طرفه ، ووضع يده على جبين شاهي ، وظل يتحسسه برفق ..
مد زيدان يده الأخرى وامسك بكف يدها ، وضغط عليه بحنية بالغة ، ثم رفعه إلى فمه ، وقبلها برقة و...
-زيدان بصوت هامس : أنا مش هاسيبك مهما حصل ، ومحدش هايقدر ياخدك مني حتى لو كان أخوكي .. وأنا هاعرف بطريقتي إزاي اكشف فريدة ، لأني متأكد إن هي ورا قتل اختها ..!!!

تململت شاهي في الفراش قليلاً ، وحركت رأسها للناحية الأخرى ، فمد زيدان يده ووضعها على طرف ذقنها ، ثم أدار رأسها في اتجاهه بهدوء ..

تفحص زيدان شاهي بعينين عاشقتين .. بلى .. لقد أحبها بحق ، ولن يتركها مهما كلفه الأمــــر ....

....................

في منزل أدهم ويـــــارا ،،،،

عـــــاد أدهم وزوجته إلى منزلهما ، واضطر أدهم أسفاً أن يصطحب معهما كنزي حيث أن الفيلا لا تزال تحت حراسة الشرطة من أجل اكمـــال التحقيقات وأخذ تحليلات المعمل الجنائي ...

حـــاولت كنزي أن تثير الشكوك حول حــزن فريدة المصطنع ، ولكن نهرها أدهم بشدة ، وطلب منها ألا تتدخل فيما لا يعنيها و..
-أدهم بنبرة منزعجة : اظن ان الموضوع ده ميخصكيش ، فيا ريت تحطي لسانك جوا بؤك وتسكتي ....!!!

امتعض وجـــه كنزي ، ورمقت أدهم بنظرات غاضبة ، ولم تعقب عليه ، ثم ســـارت بخطوات غاضبة نحو الغرفة الجانبية ، ومن ثم دلفت إليها ، وصفعت الباب من خلفها بقوة ...

عاتبت يارا أدهم على ما فعل و...
-يارا بنظرات معاتبة : ليه كده بس يا أدهم ؟؟؟ انت كسفت البنت !!
-أدهم بحنق : بقولك ايه ، أنا أصلاً مخنوق وعلى أخري ، ومش ناقص فزلكات كرومبو بتاعتها دي ...!!!!
-يارا بنبرة جـــادة : بس لعلمك هي بتكلم صح ، أمك مش من النوع اللي يزعل على حد بسهولة ، وخصوصاً إنها آآآ...
-ادهم بنبرة صارمة : يـــــــــارا ، حلي عن نافوخي بدل ما نتخانق سوا ، وتبقى ليلة عكننة على الكل ...!!!!

رمقت يارا أدهم بنظرات حانقة ، ثم انصرفت من امـــامه وتوجهت ناحية غرفة نومها ، وهي تتمتم بكلمات غاضبة ..
جلس ادهم على الأريكة ، ثم وضـــع يده على وجهه ، وظل يفرك في وجهه محاولاً التفكير فيما هو قادم ....
.....................................

أخـــذ خـــالد بعضاً من متعلقاته الشخصية ، ثم انتقل للإقامة في أحد الفنادق القريبة وذلك أيضاً لنفس السبب وهو وجود حراسة من الشرطة بالفيلا
تمدد خــــالد على الفراش ، وظل يدير في رأسه ما دار طوال اليوم ، ويحـــاول ربط الأحداث ببعضها البعض ، وخاصة ما يتعلق بإدعـــاء زيدان بأن شاهي هي ابنة عمـــه ، واتهام الخادمة صباح بقتل خالته ..

ظلت الشكوك تراود خـــالد ، فهو يشعر أن هناك حلقة ما مفقودة في الموضوع ، ولكنه عاجز حالياً عن إيجادها ..

.....................................
بعد مـــــرور أسبوع ،،،،،

ظل الوضع على حاله طوال الأيـــــام اللاحقة ...
بقيت فريدة في فيلا اختها ، وظلت تعبث في كل ركن بها مُحاولة الوصول إلى أي ورقة أو وثيقة تخصها ، ولكنها لم تجد شيئًا ، فتملكها نوعاً ما الشعور بالاطمئنان ..
-فريدة في نفسها بنبرة فرحة : أنا كده مافيش حاجة عليا ، يدوب بس أعد اد يومين تلاتة كمـــان هنا ، وأرجع الفيلا أشوف ايه اللي بيحصل هناك ..!!!

..............

تملك الغيظ من عمــــر فقد كان مضطراً للإقامة مع والدته في فيلا خالته ، في حين كان يرغب هو في أن يكون بصحبة كنزي ويارا .. ولكن ليس باليد حيلة ..
تصنع عمـــر الأعذار الواهية من أجل الخروج من الفيلا ، ولكنه لم ينجح في إقناع أخيه خالد ، فقد أصر على بقائه معها من أجل مراقبتها في تلك الحالة ..
...................

طلب جــــاسر عطلة من عمله ، وبالفعل وافق رئيسه اللواء أحمـــد على هذا مراعاةً لتلك الظروف القاسية التي يمر بها ..
-اللواء أحمد بنبرة جـــادة : أتمنى انك متطولش في الأجازة دي يا جاسر
-جاسر بنبرة حزينة : إن شاء الله يا فندم
-اللواء أحمد بنظرات ثاقبة : هستناك تكلمني وتبلغني انك قطعت اجازتك
-جاسر وهو يمد يده لمصافحته : إن شاء الله يا فندم ، عن اذن حضرتك
-اللواء أحمد بنبرة صارمة : اتفضل ...
...............

حــــاول جاسر خلال تلك الفترة تحري معلومات أكثر عن الدافع وراء قتل صباح لوالدته ، ولكنه للأسف لم يصل إلى شيء مفيد ...
................

توجــــه أدهم مع خـــالد إلى الشركة ليتابعا العمل فيها ، ورغم حـــالة الحزن السائدة على كليهما إلا أنهما ظلا يتابعان بكل جهد أخــر تطورات العمــل ...
كمـــا عاد خـــالد إلى الفيلا ومكث فيها بمفرده بعد أن انتهى المعمل الجنائي من تفحص مسرح الجريمة بالكامل ..

رفضت يارا أن تعود إلى الفيلا ، وفضلت المكوث بمنزلها ، في حين كونت رابط صداقة قوي مع كنزي والتي اعتبرتها بمثابة شقيقتها الصغرى ، وتناقشت معها حــــول فكرتها التي تنتوي المضي قدماً في تنفيذها .. أعجبت كنزي كثيراً بفكرة يـــارا ، واقترحت عليها أن تساعدها في انتقاء المركز الرياضي المناسب .. رحبت يارا باقتراح كنزي ، واتفقت كلتاهما على البحث سوياً عن ذلك المركز وتجهيزه بالمعدات ...

طلبت يارا من كنزي ألا تخبر أدهم عن سعيهما في تنفيذ فكرة المركز حتى يجدا المكان الجيد ، وذلك لتجنب ثورة أدهم الغير مبررة خاصة في تلك الأوضـــاع الغير مستقرة

وافقت كنزي على طلب يارا وتعهدت لها بألا تخبره حتى تأذن هي لها بهذا ...
..................

كانت كنزي تزور اختها يومياً لتطمئن على احوالها الصحية ، وبالفعل تحسنت كارما كثيراً ..
أخبرت كنزي أختها الكبرى عن علاقة الصداقة القوية التي نشأت بيها وبين يارا ، وكيف أنها تعتبرها مثلها ..
سعدت كارما بتلك الصداقة الطيبة ، وتمنت أن تدوم ..
كما سردت كنزي أخـــر أخبار عائلة الصياد وشكوكها حول فريدة لأختها التي كانت تنصت بإصغاء إلى ما تقول و...
-كنزي بنظرات متفحصة ، ونبرة جــادة : قلبب حاسس انها ورا المصيبة دي يا كوكا
-كارما بنظرات ممتعضة : بقولك إيه مالناش دعوة ، خليكي في حالك
-كنزي على مضض : ما أنا في حالي ، بس الست دي مش هاتسيبنا في حالنا ...!
-كارما بتنهيدة منزعجة : ربنا يهديها ...

طرقت على باب الغرفة إحدى الممرضات قبل أن تدلف إلى الداخل وهي تحمل في يدها باقة ورد راقية ..
أسندت الممرضة الباقة على الطاولة ، فنظرت كنزي إليها ، ونهضت عن المقعد ثم مدت يدها وامسكت بالكارت وقرأت ما كُتب بداخله ( حمدلله على سلامتك ) و...
-كنزي وهي تعقد حاجبيها في استغراب : ده مافيش اسم على الكارت
-كارما بنبرة حائرة : انتي عارفة يا كنزي ان كل يوم يجيني ورد زي ده في نفس الميعاد بس معرفش من مين ..!
-كنزي متسائلة في تعجب : طب وده مين اللي هيبعتلك ورد غالي زي كده ؟؟؟
-كارما وهي تمط شفتيها : معرفش ..!
ورغم أن كارما أنكرت عدم معرفتها بصاحب الباقة ، إلا أنها كانت تشك في شخص بعينه .. ولكنها لم ترد الإفصاح عنه.....!!!

قام وكيل النيابة بالتحقيق مع الخادمة صباح التي أنكرت قيامها بتلك الجريمة الشنيعة ، وحاولت أن تثبت برائتها ، ولكنها عجزت عن هذا ، فلا يوجد أي شهود لها ..
أمــــر وكيل النيابة بحبس الخادمة صباح أربعة أيام على ذمة التحقيق ، ثم تم تجديد الحبس مرة أخــرى ، في حين قامت عائلتها بتكليف محامٍ - ذو تكلفة مادية محدودة - ليتولى الدفاع عنها بعد دراسة قضيتها ..
لم يكترث اي أحد لبكاء صباح المرير ، ولا لصراخها الحــاد وهي تصيح بأنها ضحية ومظلومة ، وتم الإيقاع بها عن عمد في تلك التهمة .. فقط تم جرها إلى الحجز وهي ذليلة ومنكسرة .. ولم يعبىء أحد بتوسلاتها ...

...............................

في مطـــار القاهرة الدولي ،،،،،

عـــــاد رأفت الصياد وزوجته الثانية صفاء إلى أرض الوطن على متن الرحلة القادمة من العاصمة البريطانية لندن بعد تأخير دام لعدة أيام ، وذلك بسبب إصرار الطبيب المعالج لحالة السيدة صفاء على عدم رحيلها قبل أخذ العينة الثانية منها ، حيث ظهرت نتائج العينة الأولى وكانت مبشرة للغاية ، فتوسم الطبيب وحيد خيراً في أن يؤتي العلاج بثماره حينما يزيد من الجرعة التجريبية عليها ...

شبك رأفت أصابع يده في كف يد زوجته صفاء ، ورفع كفها إلى فمه وقبلة بحنية بالغة ، ونظر إليها بنظرات دافئة خاصة حينما هبطت الطائرة على المدرج ...
حمد رأفت الله في نفسه بأنه عوضه خيراً بزوجة مثلها ، ثم أخذ نفساً عميقاً حينما تذكر أن عليه أن يواجه فريدة بكل غضبها وعجرفتها الغير متناهية وقتما يعاود أدراجه للفيلا ...

انتهى رأفت من إجراءات الوصول الخاصة به وبزوجته ، كانت صفاء تنتظره على مقربة ، فســـار هو نحوها بخطوات ثابتة ، ثم دار حولها ، و قام بدفعها من مقعدها المدولب وعلى وجهه ابتسامة متقربة ، ولحق بهما حامل الحقائب .. وتوجهوا جميعاً إلى خـــارج المطـــار ..

أوقف المهندس رأفت سيارة خاصة لكي تقله إلى منزل السيدة صفاء أولاً ، ثم بعدها يعود إلى الفيلا ليبدأ أولى معاركه مع فريدة ..

.........................

في شركة Territorial ،،،،،،

طلب شاهين مقابلة زيدان ليبلغه بحصوله على نتائج التحاليل الخاصة بالحمض النووي ، وبالفعل سمحت له السكرتيرة بالمرور فور إبلاغها لرب عملها بوصوله ...
دلف شاهين إلى داخل المكتب بعد طرق عليه أولاً ، ثم اقترب من مكتب زيدان بخطوات حذرة ، ولم يجلس عليه إلا لما أشـــار له زيدان بعينيه .. وبالفعل جلس شاهين ، وظل ينتظر الاذن لكي يبدأ بالحديث ..
توقف زيدان عن مطالعة ما أمامه من أوراق ، ثم أخــرج سيجارة كوبية ، وأشعلها ، وببدأ ينفث دخانها في هدوء و..
-زيدان بنبرة فاترة : هــا ، عندك ايه ؟؟؟
-شاهين بنبرة جـــادة : العينة متطابقة يا باشا

وكـــأن زيدان كان يتلهف لسماع تلك العبارة ، فاستند بظهره في مقعده ، وأرجعه للخلف ، ووضع ساقاً فوق الأخـــرى ، وظل ينفث دخـــان سيجارته بهدوء بالغ ، وارتسمت ابتسامة خفيفة على زاوية فمه و...
-زيدان متسائلاً باقتضاب : انت متأكد ؟
-شاهين بنبرة واثقة : أيوه يا باشا ، أنا عملت التحليل في اكتر من معمل عشان أتأكد

ثم نهض شاهين عن مقعده ، وانحنى بجسده قليلاً للأمـــام ، ومد يده بمظروف مغلف نحو زيدان ، و...
-شاهين بنظرات ثابتة : اتفضل يا باشا ، دي نتايج التحاليل كلها
-زيدان وهو يمط شفتيه : ممممم...

انتصب زيدان في جلسته ، ثم مد يده الممسكة بالسيجار الكوبي ، وأطفأها في المنفضة ، ثم حرك يده في اتجاه شاهين ، وأمسك بالمظروف ، وفتحه بحذر شديد ، وأخـــرج الأوراق الموثقة من المعامل الموضوعة بداخله ، وظل يطالع النتائج بأعين متفحصة ، وبهدوء شديد ..
اعتلى وجـــه زيدان ابتسامة ماكرة حينما تيقن من صدق حدسه .. ثم أغلق المظروف ووضعه جانباً ، ونظر مباشرة إلى شاهين بنظرات جـــادة و...
-زيدان بنبرة صارمة : عاوزك بقى في حاجة جديدة
-شاهين بنظرات متسائلة : أؤمرني يا باشا ، وأنا عليا التنفيذ ..!!
-زيدان بنبرة جــــادة : فريدة الرفاعي ...!
-شاهين وهو يعقد جبينه في حيرة : مالها يا باشا ؟؟
-زيدان بنبرة صلبة : عـــاوز أعرف اللي هي ما تعرفوش عن نفسها حتى ..!
-شاهين بنبرة واثقة وهو يوميء برأسه : حاضر يا باشا

أرجع زيدان ظهره مرة أخــرى للخلف ، ثم أشعل سيجارة أخرى كوبية ، وأخذ منها نفساً مطولاً ، ثم نفثه ببطء و...
-زيدان بنبرة فاترة : عاوزك كمان تشوفلي محامي تخصص جنايات
-شاهين باستغراب : ليه يا باشا ؟؟؟؟
-زيدان بنبرة حـــــادة نسبياً : من غير ليه ، انت تعمل اللي أقولك عليه على طول
-شاهين باضطراب : أسف يا باشا ، أنا مقصدش ، اعتبره موجود
-زيدان وهو يشير بعينيه : يالا .. شوف وراك ايه ، آه ، وماتنساش تعدي على الحسابات ، في هناك شيك بإسمك !

انفرجت أسارير شاهين ، واعتلت الفرحة وجهه و...
-شاهين بنبرة فرحة : الله يكرمك يا باشا ، تعيش وتدينا من خيرك

ســــار شاهين ناحية باب الغرفة بخطوات مرتبكة من السعادة ، ثم أمسك بالمقبض وأداره ، ودلف إلى الخـــارج ، وأغلق الباب خلفه بهدوء ...

أكمــــل زيدان تدخين سيجارته ، ثم استند مجدداً بظهره للخلف ..
ثم حدق في نقطة ما بالفراغ ، وظل مسلطاً بصره عليها لفترة و...
-زيدان بنبرة بــــاردة تحمل نوعاً من الوعيد : ما هو أنا مش هاسيبك يا فريدة تتهني من غير ما أعرفك إن الله حـــق .. وصباح اللي لبسيتها الليلة دي هطلعها من القضية ، أما نشوف أخرتها ايه معاكي ...!!!!!!
..............................

في منزل كــــارما هاشم ،،،،

أوصـــــل سائق سيارة الأجرة الخاصة المهندس رأفت وزوجته إلى البناية التي تقطن بها ..
ترجل رأفت من السيارة أولاً ، ثم دار حول السيارة ، وأخرج المقعد المدولب من صندوق السيارة ، ثم عاونه سائق السيارة في إنزال الحقائب ..
قـــام زيدان بتجهيز المقعد المدولب لكي تجلس عليه زوجته ، وما إن انتهى حتى أخذ الحقائب ، وأعطاها لحــارس البناية لكي يصعد بها إلى الأعلى ..

فتحت صفاء باب منزلها ، واعتلى وجهها علامات الفرحة لأنها عادت إليه ، وإلى ابنتيها ، وظلت تصيح بهما ، ولكنها لم تجد أي منهما بالمنزل ..
لذا انقبض قلبها ، ونظرت إلى رأفت بقلق وتوجس شديد
-صفاء بنظرات مضطربة : البنات مش موجودين يا رأفت ....!!!!!

ابتسم رأفت نصف ابتسامة ، ثم اقترب من زوجته ، وجثى على ركبته أمامها ، ونظــر إليها بنظرات مطمئنة و...
-رأفت مبتسماً : اطمني يا حبيبتي هما بخير
-صفاء بعدم اقتناع ، ونبرة متوترة : اطمن ازاي وهما الاتنين مش موجودين ، ولا حتى بيكلموني من ساعة ما سافرت

ســــــرد رأفت ما حدث مع ابنتيها خلال فترة غيابها ، في حين أصغت هي إليه بإنصـــات تـــام وصدرها يعلو ويهبط من التوتر البالغ ...

عاتبت صفاء رأفت بشدة على عدم اخبارها بالحادث الذي صـــار مع ابنتها الكبرى كارما ، ولامته كثيراً لأنه أخفى عنها هذا الأمـــر الهام ، ولكن برر رأفت موقفه بأنه كان ......
-رأفت بنبرة آسفة : والله أنا كنت خايف عليكي يا صفاء
-صفاء بنبرة محتقنة ، ونظرات غاضبة: تخاف عليا إني أعرف باللي جرى لبناتي ؟؟ هو أنا عندي أغلى منهم !!! دول الهواء اللي أنا بتنفسه ..!!! بجد أنا مش مصدقاك يا رأفت !!
-رأفت بصوت رخيم : غصب عني يا حبيبتي ، أنا أسف إن كنت خبيت عليكي ، بس إن شاء الله الاتنين هايكونوا عندك النهاردة
-صفاء بنبرة جـــادة : امـــا نشوف !!

ابتسم رأفت لزوجته ، ثم اعتدل في وقفته ، وأمسك بهاتفه المحمول بعد أن أخرجه من جيبه ، واتصل بابنه خــــالد ليبلغه بوصوله

فرح خــــالد كثيراً لأن والده قد عـــاد للقاهرة من جديد ، و..
-خالد هاتفياً بنبرة سعيدة : حمدلله على السلامة يا بابا ، مصر نورت
-رأفت هاتفيا بنبرة جـــادة : الله يسلمك يا بني ، معلش أنا عاوز أطلب منك خدمة
-خالد وهو يعقد جبينه في حيرة : اتفضل يا بابا
-رأفت بنبرة مترددة : آآآ... كنت عاوزك لو .. آآ.. لو تعرف تشوف ان كانت كارما ينفع تخرج ولا لأ ، لأن آآآ.. والدتها رجعت بالسلامة معايا ، وهتتجنن عليها ..!!
-خالد بنبرة جـــادة : ماشي يا بابا ، هاشوف ظروفي
-رأفت بإصرار : لأ مافيش حاجة اسمها هاشوف ، انت تتوكل على الله ، وتخلص الموضوع ده
-خالد بإيجاز : ربنا يسهل..................
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الأربعون من رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من القصص الرومانسية
حمل تطبيق قصص وروايات عربية من جوجل بلاي
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة