-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل السابع

  مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة فرح ابراهيم؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل السابع من رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمعقدة من الرومانسية والإنتقام والكراهية

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل السابع

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم
رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم 

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل السابع

 " في مقهي راقي علي النيل"

يجلس مجموعه من الشبان يتحدثون

"مازن": لا يجدعان مليش انا في الجو ده

"رؤوف": هو ايه الي ملكش يعم دول ساعتين زمن هنتبسط فيهم ونرجع تاني

"مازن": لا يعني لا قولت مليش في الكلام ده روحوا انتو

"مروان": مش هنروح منغيرك بعدين مش هتدمن من اول مره يعني متخافش

"مازن": مش حكايه بس انا اصلا مليش في الدخان

"رؤوف": جرب بس

"مازن": ييووه يا رؤوف طيب سيبني افكر

"مروان" بضحكه خبيثه: خد راحتك يبرنس المهم انك دلوقتي بعدين هتيجي يعني هتيجي


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


خرج سليم بعد وقت ليس بقصير من المرحاض يتناثر شعره المبتل بعشوائية وتترنح قطرات الماء منه علي جسده العاري وعضلاته البارزه مما يزيده جاذبيه، هز رأسه بعنف ينفض المياه من بين خصلاته الناعمه واخذ نفس عميق وهو مغمض العينين محاولاً للإسترخاء قليلاً، تجولت نظراته في جميع اركان الشاليه باحثاً عنها حاول منع قدمه من اخذه للبحث عنها ولكن لم يستطيع وبدأ يأخد خطوات خفيفه باحثاً عنها، ولكن لم يجدها ولم يسمع صوتها، فقط صوت الصمت من حوله..!

شعر بإختناق عندما لاحت فكره انها من الممكن ان تكون عرضت نفسها للأذي بسببه ..! ، خيم الندم عليه للحظات لمعامله القسوه لها واهانتها بعنف ولكن سرعان ما سيطر غروره عليه مره اخري ونفض تلك الافكار من ذهنه يحاول ارتسام الجمود مره اخري وهو يصعد الدرج باحثاً عنها بهدوء حتي لا يفزعها..!

دخل جناحه وعلي بُعد خطوات منه كانت تقف اسيل في غرفه ملابسه وسط هذا الكم الهائل من الخزن والملابس الراقيه تضع كرسي امام خزانه طويله وتقف عليه تحاول الوصول لأعلاها وتعطي للباب ظهرها

هدأت خطوات سليم كما هدأت انفاسه وهو يراقبها ، سند بكتفه علي الباب وكتف يده امام صدره ولاحت شبح ابتسامه علي شفتيه وهو يراها تحاول ترتيب ملابسه، تمني لوهله ان يري هذا المنظر دائماً يتمني ان تتولي جميع اموره، تنتقي بذلته وتربط ربطه عنقه وهو يسرح في بحور عينها الذي لم يري لهم مثيل من قبل، شعر انه يريد اختطافها بالفعل ولكن هذه المره بكل جديه، يختطفها من عالمها لعالمه بلا رجعه

افاق من شروده علي صوت اسيل الحانق


"اسيل" بحنق محدثه نفسها ولكن بصوت وصل

لأسماعه بكل اريحيه : مش فاهمه ايه المشكله لما يحط هدومه في دولاب زي الناس عادي، لازم ناطحات السحاب دي..!

اخفضت اسيل يدها تريح معصمها قليلاً

"اسيل" بتذمر طفولي: حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا شيخ، اعصابي باظت بسببك ، وكل ده عشان ايه؟

"ثم اجابت نفسها وهي تقول بسخريه " : عشان سليم باشا غروره ميسمحلوش انه يعترف بغلطه ومدي لنفسه الحق انه يهيين الناس عشان مقالوش الي علي مزاجه..! ، اااااه لو كان معايا فازه كنت كسرتها علي دماغه الناشف دي


__: ولو كان معايا مقص كنت قصتلك لسانك الطويل ده

قال سليم كلماته الاخيره فجأه بعدما كان يتابعها وهو يحاول كتم ضحكته علي منظرها الطفولي وهي تضرب الكرسي بقدمها مستمتع بعصبيتها وتذمرها ولكن لم تدم ابتسامته كثيراً ففي غضون لحظه من الزمن كانت تطاير الملابس من يدها نتيجه لفزعتها وقفزت من علي الكرسي لأعلي دون وعي ليقع الكرسي محطماً المرآه يفتتها لقطع حاده تتناثر علي الارض بعشوائية واسيل تسقط في الهواء عليها وقد كان هلاكها اكيداً


عندما رأي سليم المنظر فاق من شروده وقفز داخل الغرفه بسرعه ليلتقط اسيل غير عابئاً بقطع الازاز الحاده التي تغرز في قدمه مخترقه جلده بعنف


هوت اسيل بقوه ولكن ليس علي الارض بل في احضان سليم..!


وقعت من السماء لتصطدم بقلبه محطمه جميع اسواره، جاءت له فجأه من العدم لتأسره بين تفاصيلها وجمالها، حبيس داخل جفونها يحاوطه جمال عينها..!، لم ينجح هو في اختطافها بل اختطفته هي من وجعه وآلامه وافكاره الدائمه المشتته، لتتسيد هي ذهنه بجمالها وبمشاكستها وبكل تفاصيلها الذي اصبح يتفنن في تأملها...! ، كان يحتبسها داخل احضانه يشدد زراعه حولها يحاول بث الامان لها، انها بأمان معه وداخل احضانه ولم يصيبها اذي..! لن يسمح بأذيتها قد وان كان الثمن اذيته هو..!


كانت اسيل تخفي وجهها بكفها وصدرها يعلو ويهبط بعنف تحاول اخذ اكبر كميه من الهواء وكأنها تشبع رأتيها بعد شعورها بأنقطاع انفاسها واحتضارها ظلت ثواني علي تلك الحاله وهي تحاول ان تثبت لرأتيها انها علي قد الحياه

ولكن هذه الثواني مرت كالدهر علي سليم وهو يتأمل ملامحها بعيون لامعه متناسياً قدمه التي تنزف بعنف كان يقف بثبات يحملها بين احضانه ويشدد من احضانه عليها متأملاً خوفها الطفولي منتظراً للحظه التي يملي عينه بجمال عينها..!


"سليم" بصوت متحشرج من بين عواصف مشاعره ولكن بحنو ورقه اخرج كلماته ببطئ علي فترات يحاول تهدأتها :

متخافيش اهدي... اهدي وخدي نفسك

انا جمبك ...انا هنا معاكي فتحي عينك


كانت اسيل تشعر بإرتخاء في جسمها من اثر الصدمه فلا تستطيع التحرك و وقعت كلماته علي اذنها كالبرق جعلتها وكأنها ثمله

لا تعلم اتحلم ام انه بالفعل بجانبها تمنت للحظه لو كانت تحلم ان تظل حبيسه احلامها ليظل هو بجانبها تستنشق رائحته الذي حفظتها وعشقتها عن ظهر قلب تتأمل ملامحه الرجوليه الوسيمه وتحاول احتوائه بداخلها وتنتزعه من آلامه وقسوته تتمتع بحنيته التي لم تتذوق منها إلا القليل حتي وان كانت في نبره صوته ولكن اذابتها، وبرغم من قسوته وعنده إلا انها بررتهم له بدون اسباب لأن هذا ما تريده، تريده بجانبها فقط و وداعاً للأسباب الان..!


فتحت اسيل عينها ببطئ لتتقابل عيناهم في نظره تحمل الكثير والكثير ليس للشرح بل للصمت وترك المشاعر هي تتحدث..!


"اسيل" ببطئ وضعف وهي تنظر لعينه تلتمس منهم الامان: ان.. اننا كنت هموت..!

"سليم" اشفق علي حالتها يريد ضمها اكثر بين احضانه حتي يخبأها بين ضلوعه ولكن لا يريد اخافتها فتنهد وقال بليين وحنو : متخافيش انا معاكي، مكنتش هسيبك يحصلك حاجه، اهدي انتي كويسه


شعرت اسيل بدفئ وصدق كلماته مما جعل شعور الامان والراحه يسيطر عليها، شعرت بأنفاسه الدافئة تلامس وجهها بعنف و بنبضات قلبه المتسارعه وكأنه فاز بسباق للتو..!


كانت قطرات المياه تهطل من شعره علي وجهها محمله برائحته، كل هذا كان كالصعقه التي اصابت عقلها، افاقت من شرودها علي تأوه خفيفه منه وهو يحاول تحريك قدمه افاقت للموقف ولوضعها لتشعر وكأن هناك احتباس حراري بالغرفه جعلها تصهد ولكن هذا كان من اثر خجلها، حاولت تجميع جمله مفيده ولكن خجلها وتوترها سيطروا عليها فحاولت الهروب بعينها واخفاء وجهها شديد الحمره حاولت الاعتدال والنزول من بين يده بتوتر

حركتها المستجده افاقته وجعلته يشدد من احضانه لها بسرعه مانعاً لنزولها

شعرت هي باشتدات يده حول خصرها وقدمها مما جعلها تستعد غضبها في لحظه وتلتف له بعنف

"اسيل" بغضب: ممكن تسيبني انزل وتبعد عني، عالفكره الي حصلي ده بسببك وكنت هموت دلوقتي

"سليم" بنفاذ صبر: عمري

"اسيل " بعدم فهم: عمرك ايه؟

"سليم" بعدم وعي : عمري ما كنت هسمح يحصلك حاجه


تنهدت اسيل بخجل مصحوب بعصبيه وهي تحاول الهروب من نظراته وتدفعه من كتفه ببطئ محاوله النزول

"اسيل" بحده: متشكره اوي، مكنش له لزوم تعبك واتفضل نزلني حالاً وابعد عني


"سليم" بنفاذ صبر وصرامه : هنزلك بس استني هتعوري نفسك تحتك ازاز المرايه لو نزاتي هيعورك


"اسيل" بعند وهي تحاول دفعه: ملكش دعوه نزلني بقولك


عاد "سليم" لحدته وغضبه من عنادها الذي سيتسبب في اذيتها: قولت تستني يبقي تستني، كلامي بيتنفذ من غير جدال


حاول سليم تخطي قطع الازاز الذي ينتشر حوله وهو يتحامل علي قدمه بألم من اثر شظايه الازاز التي تتخللها وقطع الازاز التي جرحتها بعنف

خرج من غرفه الملابس للجناح وانزلها برقه عكس العاصفة التي تملكت منها نتيجه لخجلها وعصبيتها


"اسيل" تحاول اخفاء خجلها ومشاعرها المشتته نحوه خلف غضبها وهي ترفع اصبعها في وجهه: انت ايه الي هببته ده؟ ، ازاي تشيلني وتقرب مني اصلاً...! ، انت تبعد عني ومتلمسنيش كنت تسيبني اموت اهون من قربك، وبعدين كلو بسببك اصل....


هنا وقف اسيل فقد انتبهت لأول مره انه عاري الصدر ولا يرتدي إلا بنطاله..!

شهقت اسيل بفزع وقالت بصدمه وهي تشتعل خجلاً تحاول الهرب بنظراتها: وازاي تقف قدامي كدا انت قليل الادب فعلا و...


كانت تحاول الهروب من نظراته الثاقبه لها وهو بتلك الحاله تتناثر قطرات المياه علي وجهه وصدره العاري بجاذبيه وتلك الابتسامه علي جانب شفيته وهو يستمتع بعصبيتها ولكن وقع نظرها علي الارض مما قطع كلماتها وشهقت بفزع وصدمه عندما رأت بركه مصغره من الدماء تحت قدمه التي لم تلاحظ جروحها اثر البنطال الغامق الذي يرتديه رفعت اسيل نظرها له بخوف وقلق متناسيه كل ما مرت به


"اسيل" بذعر: يالهوي انت رجليك بتنزف جامد، رجليك متعوره جامد اقعد بسرعه متقفش عليها

هروت سريعاً لاحدي اركان الغرفه ساحبه كرسي صغير وضعته وهي تحثه علي الجلوس


كان يتابع قلقها عليه بإستمتاع ،جلس سليم بدون ادني كلمه فبالفعل قد بدأت جروحه يشتد الالم بهم، دخلت اسيل للمرحاض وهي تبحث عن حقيبه الاسعافات الاوليه وهي تشعر بغصه بقلبها علي حاله و تلعن نفسها بسبب تسرعها وكلماتها اللاذعه له وهو كان يحميها وإلا كانت هي الان في حاله هذا..!

تناست كل شئ وهي تستعد لمعالجته واقنعت نفسها ان هذا فقط إرضاء لمبادئها فأين كان ما بينهم لا تقدر علي تركه وهو يحتاج مساعدتها ولا تساعده..!


كان سليم ازاح البنطال قليلاً كاشفاً عن جروحه بألم وهو يتذكر معاندتها له فقد شعر انها لم تقدر ما فعله من اجلها وانها مازالت تخاف منه وتشك بنيته ان يأذيها

جلست هي علي ركبتيها امامه وهي تحاول معالجته


"اسيل": حرك رجلك معايا براحه، عشان اشيلك الازاز قبل ما يحصلك تسمم

"سليم" بهدوء وقسوه متحملاً ألمه : قومي امشي، مفتاح الشاليه في الدرج الي هناك مع موبايلك


"اسيل" بصدمه: ايه؟ امشي ايه؟ بقولك هات رجل..

قاطعها "سليم" بنظره حاده ونبره امر: قولتلك قومي امشي وسيبيني


"اسيل" بعند: خليني اعالج رجلك وبعدين همشي


صرخ "سليم" بغضب : قولتلك سيبيني


صرخت "اسيل": لا مش هسيبك


ثم بدأت تداوي قدمه غير عابئه بكلامه وقد استسلم لها سليم عكس ما كان يتوقع..!

فتلك المره الاولي الذي لا ينفذ امر سليم المنشاوي بل وتلك المره الاولي الذي يسعده عصيان امره..!

بعد وقت قصير كانت اسيل تغلق بوكس الإسعافات


"اسيل" وهي تنهض بعمليه: انا شلتلك كل الازاز وطهرت جروحك ولفتلك شاش، انا اه مش دكتوره بس بعرف اتصرف بس لازم تتصل بدكتور عشان يكتبلك مسكن او مضاد حيوي

لم تسمع رده حتي لم تسمع صوته منذ بدايه معالجتها له وقفت امامه و تنحنحت بهدوء تحاول ان تستشف رده ولكن لم يأتي..!

كررت فعلتها بنفاذ صبر لتجده ينظر لها بنظرات لم تفهمها فقد كانت تحمل من القسوه ، اللوم ، الألم والمعاتبه ما اربكها..!


"سليم" بثبات: ليه ما مشتيش ؟

"اسيل" بإستغراب : ها؟


"سليم": ليه ما مشتيش؟ ليه ساعدتني؟ مش بتكرهيني وانا قليل الادب ومفتري من وجهه نظرك؟ ليه ما ردتيش الي عملته فيكي وسبتيني وكان قدامك فرصه تهربي وانا مكنتش هعرف ألحقك من وجع رجلي؟ ليه قربتي مني لو الموت عندك اهون من قربي وانتي بتخافي مني؟


سقطت اسألته علي اسيل كالدلو الماء البارد

"اسيل" تحاول الثبات واخراج كلماتها بعمليه ولكن توترها لم يتيح لها الفرصه: مت.. متعودتش يعني اسيب حد بيتوجع ومحتاج مساعدتي ومساعدوش..!، عمري ما ارد الوجع بوجع مقدرش اخلي حد يتوجع بسببي، وبعدين الي حصلك ده بسببي وانا المفروض الي كنت ابقا مكانك دلوقتي


ثم اخفضت رأسها بخجل وهي تقول: شكراً، واسفه اني ساعتها اتعصبت وشكيت فيك


كان سليم يحاول منع ابتسامته معبره عن استمتاعه من خجلها وتوترها امامه


"سليم": ها؟ لسه اجابه؟

"اسيل" بعدم فهم: ها؟

"سليم": لسه اجابه سؤال نستيه، سامعك

"اسيل": سؤال ايه؟

"سليم" بثبات وقد كانت نظراته ثاقبه لعينها : قربتي مني ليه وانتي بتخافي مني ؟


كست الحمره وجنتي اسيل وشعرت ان جسدها يرتعش من توترها وخجلها وهي تحاول اخراج الكلمات من بين شفتيها بصعوبه : ايواا.. يع.. نني.. اصل اناا...

خافت "اسيل" ان تفتضح مشاعرها امامه فحاولت اصتناع الجمود : انا اه كرهتك وكنت بخاف منك بس ده مش معناه اسيبك غرقان في دمك وامشي، انا مش كدا..!

"سليم" بخبث مصطنعاً عدم الفهم : كنتي بتخافي؟

"اسيل" بسرعه تحاول اصلاح كلماتها: لا طبعاً مش معني اني واقفه قدامك كدا اني امنتلك انا عمري ما آمنلك ولا عمري هطمنلك وهفضل اخاف منك واتجنبك


شعرت اسيل بالندم علي تسرعها فيما قالته عندما لمحت تعابير وجهه تتحول للعبوس وعنياه تزداد سوادهم ونبره صوته تحدت: طيب متشكر اوي اتفضلي اطلعي برا بسرعه قبل ما اعملك حاجه ولا ايه؟

ظلت اسيل تنظر لتغيره المفاجئ بصدمه و فزعت واخذت ترجع خطوات للخلف في ذعر عندما وجدته يقف من مكانه ويقول بصوته الجوهري


"سليم": قولت امشي

لمح في عينها خوف مجدداً مما اثار غضبه .!

ما هذه الغبيه التي لا تفهم انه يريد ان يخفيها بين ضلوعه وتخاف منه وهو يحاول بث لها انه امانها!


"سليم" بنفاذ صبر وبصوته الجوهري: في اايهه؟ نظره الخوف الي في عنيكي دي ليه؟ ما بقولك امشي اهو ولا قربتلك ولا حتي هقربلك..!

انا لو كنت عايزه اعمل فيكي حاجه ولا أذيكي كنت عملت من زمان وانتي عارفه ان محدش يقدر يقف قدامي، ده انا حتي جبتك ليا بمزاجك وانا قاعد مكاني..!

بس انا لا ندل ولا حيوان عشان اخدك علي اخوانه ولا اسمح لنفسي اذيكي لا فوقي مش سليم المنشاوي وان كنت بعمل كدا وبقسي عليكي عشان اكسر عنادك ودماغك النشافه دي الي خليتك تتجرأي ولسانك يطول عليا وانا الي عمر ما حد قدر يرفع عينه فيا..!

بس خوفك ده مش فاهم سببه..؟! ، حتي بعد ما انقذتك ورجلي اتبهدلت عشان ميحصلكيش حاجه ،عملت ايه انا غير كدا يخليكي تخافي مني بالشكل ده ؟

كانت اسيل صامته تنظر له بصدمه ولكن صرخ بها : اننططقيي

﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


كانت رحله مرهقه عليه بعد يوم شاق طويل حاول جاهداً إنهاء جميع مهامه به ليعود لصديقه سريعاً فهو يأمل بعطله مريحه معه قبل العوده لعالم الاعمال اللانهائية والمرهقه


دخل الشاليه وجده خالياً بحث بنظره عن صديقه لم يراه ولكن وجد اثار زجاج علي الارض وفجأه وصل له صريخ صديقه يهز الارجاء فترك حقائبه وتوجه سريعاً ناحيه صوت صديقه

دخل "مالك" الجناح ليجد سليم عاري الصدر يقف متشنجاً العضلات تشتعل عيناه غضباً وكان في حاله ترهب من يره، تقف امامه فتاه يظهر عليها الارهاق والرعب منه وقد اخذت دموعها طريقها لوجنتيها

اقترب مالك بسرعه و وقف حاجزاً اسيل عن سليم

"مالك": اهدي يا سليم في ايه؟ البت هتموت من الرعب مين دي وعملت ايه؟


كانت اسيل عيناها معلقه علي سليم غير عابئه بمالك الذي يقف امامها ولكن كان المشهد انها تحتمي خلفه من سليم مما اثار جنون سليم


"سليم" بغضب جامح : ملكش دعوه يمالك وابعد عن وشي احسنلك

"مالك": اهدي بس ونحل اي حاجه بالعقل

"سليم" بعصبيه ونفاذ صبر: ممااللكك

افزع صراخه اسيل مما جعلها تنفض وتنهار في البكاء اكثر لا تعرف كيف تتصرف او اين تذهب


"مالك": مينفعش كدا لازم تهدي مينفعش الي انت بتعمله ده

"سليم"محذراً: ابعد عنها ومتدخلش احسنلك بدل ما قسماً بربي اطلع الي فيا فيك


"مالك": لا مش هبعد انت مش شايف هي مرعوبه ازاي، انت عايز منها ايه؟


"سليم" وقد ألتهم مالك بنظراته الغاضبه : وانت بقا الي هتحميها مني؟


"مالك" وهو يحاول الصمود لكنه يرتجف فهو يعلم انه ليس بالمقدره علي مواجعه غضب سليم: ايوا انا هحم...


اقترب منه "سليم" وقبض علي معصمه بقسوه وقال بنبره مرعبه لم يتوقعها مالك قد..! : انا اقدر احميها من نفسي ، وانت ملكش دعوه بيها فاهم؟


توجه ناحيه اسيل واخذ قميص بسرعه كان ملقي علي الارض واخذ يسحبها من معصمها خارج الشاليه وقد اخذ مفاتيح سيارته وهاتفها ايضاً وتوجه بها لسيارته وهي تتبعه دون كلمه، لا تعلم ماذا يحدث وما هذا اليوم العجيب الذي حتي لم تراه في الافلام والمسلسلات ولم تسمع عنه في الروايات قد...!


جلست في السياره بجانبه برعب لا تعلم كيف و في غضون ثانيه كل الاوضاع تبدلت هكذا واصبحت الان معه داخل السياره وقد قادها بجنون لا تدري ماذا ينوي ولكنها فضلت السكوت في حالته هذه مانعه للمضاعفات..!


وقف سليم امام البحر وترجل من السياره يقف يعطيها ظهره ويغمض عينه يأخذ شهيق وزفير عنيف يحاول الاسترخاء ، كانت تتابعه من خلف زجاج السياره وهي لا تدري ماذا يجب ان تفعل..!

ظلت متردده كثيراً ولكن حسمت قرارها علي النزول والتحدث له بمنتهي الهدوء واصلاح ما تسببت به بتسرعها


اقتربت منه بخطوات بطيئة وظل هو علي حالته

تنهدت اسيل تحاول لفت انتباهه ولكن لم تنجح فحاولت انتقاء كلمتها


"اسيل" بتوتر: انا بس... كنت يعني...


"سليم" بهدوء وقسوه وهو مازال يعطيها ظهره مغمض العينين: متخافيش انا وقفت شويه اهدي اعصابي وهروحك لحد بيتك و اوعدك مش هتشوفيني تاني


"اسيل" بإستغراب: اخاف من ايه؟


"سليم" بسخريه وتهكم: مني


"اسيل" بثقه: بس انا مش خايفه منك و واثقه فيك..!


"سليم" بسخريه: اه منا عارف ، نظره الخوف الي في عنيكي وانك تتحامي في مالك مني بيأكد كلامك فعلاً


ادركت اسيل ان مالك هو الشخص الذي تدخل بينهم منذ قليل

"اسيل" بثقه وقد شجعها هدوءه: بس انا مستخبتش منك وراه، هو الي جه وقف قدامي، لو كنت عايزه استخبي منك كنت قفلت جناحك عليا والمفتاح كان في الباب اصلاً يعني مكنش صعب، بس انا مقفلتوش ومكنتش هقفله عشان ما اتعودتش انافق..!

مش هبقا مطمنه واعمل نفسي خايفه..!

وثانياً نظره الخوف دي من غموضك وطريقتك الي مش فهماها واسلوبك ونظرتك الي بتتغير كل لحظه ومحدش يقدر يفهمها، مكنتش قادره افهمك وعصبيتك الي اربكتني، بس انا كنت عارفه انك مش هتأذيني ومش دلوقتي بس، لا الصبح كمان كنت عارفه انك مش هتسبني، بس انا اول مره امر بكل ده وصعب عليا اوي وعلي اعصابي استحمل كل ده في يوم واحد..!


تنهدت بإرهاق ثن تابعت: في يوم وليله قابلتك وحصل فيهم كل ده وانا معرفش انت طلعتلي منين..! ، كل الي احنا فيه ده متعرفش ايه سببه ده احنا حتي منعرفش بعض..! ، انا كانت حياتي هاديه قبل ما اعرفك ولا اشوفك بس دلوقتي كلها متلخبظه وانا حاسه اني تايهه ومعرفش المفروض اعمل ايه..!، حتي معرفش انا المفروض اكون واقفه دلوقتي بكلمك ولا لا..!


تنهد "سليم" ببطئ والتف لها ،قابلت عيناه عيناها بنظره تحمل من المشاعر المضطربة الكثير : متعودش ابرر تصرفاتي بس كل الي اعرفه ان كل ده بسببك، انا مكونتش عايز اخوفك مني ولا اقسي عليكي، ولا كنت ناوي اوجعك كنت عايز اقرص ودنك بس، لكن عنادك عصبني وانا في غضبي ما بشوفش قدامي وخلاني اقسي عليكي و انتي مش قد قسوتي ولا غضبي انتي بريئة اوي ونضيفه وصافيه

ثم اكمل بعدم وعي : وجميله اوي..!


هربت اسيل من نظراته بخجل ليتدارج نفسه بسرعه قائلا : اين كان المهم الموضوع خلص خلاص وكل حاجه هتنتهي بعد ما اوصلك لبيتك ..


كان تفكير اسيل معلق عليه وهو ويتحدث تحاول الرجوع الي وعيها ولكن تاهت في نبره صوته وعيناها تحفظ ملامحه، وتفاصليه حتي ادقها ، تستنشق رائحته وهي تشعر انها ثمله من اثر عطره ، تحاول الرجوع الي وعيها جاهده


اغمض سليم عيناه يتنهد يحاول السيطره علي مشاعره وانهاء الحوار سريعاً لكي لا يفقد اعصابه امامها..!

التف ليركب السياره ولكن اوقفه صوتها

"اسيل": عالفكره

التف لها سليم بيطئ ليراها تبتسم


"اسيل" بعدم وعي: انا مسمحاك وشكراً انك انقذتني

ثم اضافت بخجل: واسفه علي الكلام الي قولته بردو انا كمان اتسرعت وزودتها في الكلام


لتضيف بمرح محاوله انهاء هذا التوتر : بس انت الله اكبر عليك مأثرتش وخطفتني بدل المره مرتين


اخذت ترتسم ابتسامه عريضه علي وجهه وقد استغرب هو من نفسه فلم تزوره هذه الابتسامه منذ فتره ولكن الان تملكت منه وهو يراها امام عينه تبتسم بمرح..! 

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السابع من رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة