-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية فريسة غلبت الصياد منال سالم - الفصل الرابع والأربعون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية مصرية جديدة للكاتبة المتألقة منال محمد سالم نقدمها علي موقعنا قصص 26  وموعدنا اليوم مع الفصل الرابع والأربعون من رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم 

رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم - الفصل الرابع والأربعون

تابع أيضا: قصص رومانسية

رواية فريسة غلبت الصياد - منال سالم
رواية فريسة غلبت الصياد - منال سالم

رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم - الفصل الرابع والأربعون

إقرأ أيضا: قصص قبل النوم

في غرفة أدهم ويـــارا ،،
تناولت يارا المشروب البــــارد ، وتوجهت بعدها للمرحـــاض ، في حين تابعها أدهم وهي تدلف إليه بنظرات متفحصة ..
نزع أدهم رابطة عنقه ، وبدأ في تبديل ملابسه .. أراد أدهم أن يعبر ليارا عما يجوب في خاطره من خوف وقلق مبرر على صحتها ، ولكن للأسف ليس لديه الرغبة في الحديث معها الآن ...

شعرت يارا وهي في المرحــاض بأن ذلك المشروب الذي تناولته جعلها تشعر بالغثيان ، وحاولت أن تتغلب على رغبتها في القيء ، ولكنها لم تستطع السيطرة على نفسها ، فمجرد أن فتحت الصنبور وبدأت تقرب المعجون من أسنانها ، حتى أفرغت ما في جوفها ..
حمدت يارا الله أن صوت هدير المياه من الصنبور كان عالياً حتى لا يظن أدهم أنها قد تقيأت عن عَمَد ..
جففت يارا وجهها بالمنشفة ، وعدلت من هيئتها ، وحاولت أن تبدو طبيعية .. ولكن مازالت ترغب في التقيء مجدداً ، ولكنها لم تستطع أن تطاوع نفسها ، لذا تحاملت على نفسها ، ودلفت للخـــارج ، ثم ســــارت في اتجاه الفراش ،وألقت بنفسها عليه ، وتدثرت بالمرآة ...
رمـــق ادهم يارا بنظرات غريبة ، ولم يتحدث معها ..
تثاقل جفني يارا ، وبدأت تذهب في النوم ، ثم لحق بها أدهم وتمدد هو الأخـــر على الفراش بجوارها وغفا ....
...............................

في صباح اليوم التالي ،،،،،

طلب خــــالد من أبيه أن يجلس معه في المكتب لكي يتحدثا قليلاً في أمـر خــاص ، وبالفعل ســار رأفت مع ابه الأكبر خالد نحو المكتب ، ثم دلف كلاهما إلى الداخل ، وأغلق خـــالد الباب من خلفه ..
جلس رأفت على مقعده الوثير ، في حين تردد خــالد قليلاً قبل أن يفاتح والده
ظل رأفت يتابع عن كثب ملامح وجه خــالد ، ثم ..
-رأفت بنبرة هادئة : خير يا خالد ؟
-خالد بتردد : آآآآ...
-رأفت بنبرة جـــادة : بص لو هتفاتحني في موضوع مامتك ، فأنا آآآ....
-خالد مقاطعاً وهو يشير بيده : لأ يا بابا مش هاكلمك في ده
-رأفت متسائلاً بقلق : اومـــال ؟

أخذ خـــالد نفساً عميقاً ، ثم زفره بتمهل، و...
-خالد بخفوت : بابا .. انا كنت عاوزك تطلب من كارما انها ترجع تشتغل في الشركة تاني .. بس آآآ.. بس معايا !

رفع رأفت أحد حاجبيه في دهشة ، ثم رمق خـــالد بنظرات متفحصة و...
-رأفت بنبرة لئيمة : اشمعنى يعني
-خالد وهو يتنحنح بحرج : احم .. آآ.. اصلها ممتازة ، وآآ.. ومجتهدة وآآ...
-رأفت مبدياً إعجابه : واايه كمــان ؟
-خالد وهو يبتلع ريقه : يعني هي كويسة في كل حاجة ، بس أنا لو طلب منها ده بنفسي هترفض ، لكن لو حضرتك كلمتها مش هتعترض ..!!
-رأفت وهو يمط شفتيه : ممممم...
-خالد متسائلاً في حيرة : ها يا بابا قولت ايه ؟
-رأفت بايجاز : ربنا يسهل

ابتسم رأفت ابتسامة هادئة لابنه فقد استشعر أن هناك شيء ما بين خــالد وكارما ، وسوف يطفو على السطح جلياً أمام الجميع في القريب العاجل ...

وبالفعل دلف رأفت خـــارج المكتب بعد أن وعد ابنه بتنفيذ طلبه ، ثم اتجه إلى الدرج ، ومن ثم أمسك بالدرابزون ، وصعد عليه ...
توجه رأفت إلى غرفة كارما ، وطرق الباب أولاً قبل أن تسمح له بالدخول ، ثم تطرق معها في الحديث عن موضوع عودتها للعمل ،
رفضت كارما أن تعود للشركة ، وهنا تدخلت أمها في الحديث و...
-صفاء بنبرة ناعمة : ليه بس يا كوكا
-كارما على مضض : بليز مامي ، أنا مش عاوزة مشاكل تاني مع حد ، أنا مصدقت إني خلاص نسيت اللي حصل
-رأفت بنبرة جـــادة ، ونظرات واثقة : أنا بوعدك يا بنتي ان مافيش حاجة وحشة هتحصل تاني غير كل خير ، وإن كان على خالد فهو آآآ...
-كارما مقاطعة بتوتر : أنكل رأفت بلاش نتكلم عنه

لاحظ رأفت ارتباك كارما حينما ذكر اسم خــــالد ، وتيقن من صدق احساس كارما ناحية خالد .. فهي تحاول التهرب منه ، ولكنه سوف يقرب بينهما دون أن يتعرض أحدهما لأذية الأخـــر

وجـــه رأفت حديثه لصفاء ، وظل يمدح في كارما وكفائتها في العمل ، مما دفعها هي الأخـــرى لمساعدته في إقناعها
وعدها رأفت بأنها ستشعر بالاطمئنان في مكان عملها الجديد ، والذي سيكون مختلفاً عما سبق تماماً ..
اضطرت كارما في النهاية أن توافق على طلب المهندس رأفت ، فهي شعرت بالحرج منه ، وأنه وجب عليها ألا تخذله لأنه قدم الكثير لها ولوالدتها ..

استأذن رأفت بالانصراف ، ثم توجه خـــارج الغرفة ، في حين بقيت كارما مع والدتها تتحدثان سوياً ...

توجـــه رأفت ناحية غرفة المكتب مجدداً لكي يبلغ خـــالد بالأخبار ..
دلف رأفت داخل المكتب ، فوجد خـــالد متوتراً ومتلهفاً لمعرفة ردها ، فتبسم رأفت ضاحكاً ، وبشره بموافقتها على العودة للعمل

تهللت أسارير خـــالد حينما أبلغه والده بردها ، وشعر كأن روحه قد عــادت إليه من جديد ...

.......................

في غرفة نوم أدهم ،،،،
نهضت يــــارا من على الفراش ، ثم توجه إلى المرحاض الملحق بالغرفة لكي تغتسل ..
كانت يارا تشعر بأن هناك مغصاً ما يأتي ويذهب على فترات متباعدة أسفل معدتها .. ورغم هذا لم تعر الأمـــر أي اهتمام ...
دلفت يـــارا خــارج المرحاض ، وبدلت ثيابها ، وارتدت بنطالاً من الجينز الأسود ، ومن فوقه قميصاً حريرياً من اللون الفيروزي الفاتح .. ثم مشطت شعرها أمام المرآة ، وعقصته كذيل الحصان ، وأسدلت بعض الخصلات على وجنتيها ..
كان أدهم هو الأخـــر قد انتهى من ارتداء ملابسه ، فنظرت إليه يارا وعلى وجهها ابتسامة صافية ، ولكنه لم يلتفت إليها ، بل إنحنى بجسده قليلاً للأسفل لكي يربط حذائه ، ورغم أن يارا حــاولت أن تتحدث معه إلا أنه كان يجيبها باقتضاب ..
أدركت يارا أن حـــال أدهم ليست على ما يرام بسبب حديث أمه ، فهي لا تتوانى أبداً عن بث السموم في أذنيه ، وهو للأسف مازال يستمع إليها دون تفكير ..
دلف أدهم خـــارج الغرفة أولاً بعد أن ارتدى حلة من اللون الأزرق الداكن ، ومن أسفلها قميصاً من اللون الأسود ، ورابطة عنق من اللون الكحلي الداكن ..

تنهدت يارا في حـــزن ، وحاولت أن تبدو طبيعية كي لا تترك الفرصة لفريدة لكي تنــال منها ، ثم أكملت باقي زينتها ، وأخذت حقيبة يدها ، وتوجهت هي الأخــرى إلى خـــارج الغرفة ..
........................
في غرفة فريدة ،،،،،

اتصلت فريدة بالطبيب عزت وشكرته على خدماته و..
-عزت بنبرة هادئة : على ايه يا هانم ، دي حاجة بسيطة
-فريدة بنبرة جـــادة : ماهو عشان كده ، أنا طمعانة إنك آآ.. انك تساعدني في حاجة تانية
-عزت متسائلاً بتوجس : حاجة ايه دي ؟
-فريدة بنبرة واثقة : متقلقش يا دكتور عزت ، دي حاجة عادية ، بس آآ.. كل بتمنه
-عزت وهو يعقد حاجبيه في دهشة : قصدك ايه ؟
-فريدة بنبرة مخيفة : يعني هتاخد حقك يا دكتور عزت ، بس لو موافقتش ، يبقى مترجعش تندم
-عزت بتوجس : قصدك ايه أنا مش فاهم حاجة
-فريدة بنبرة جــادة : بعدين هتعرف ، المهم عاوزاك تجيبلي حد كده من اللي هما بيأدبوا الناس
-عزت بنبرة قلقة : تقصدي بلطجية ؟
-فريدة بصوت خافت : ايوه هما دول
-عزت بنبرة ممتعضة : هو حد فهمك يا هانم إن أنا سوابق عشان تطلبي مني كده
-فريدة بنبرة شرسة : اللي يوافق على اجهاض وترقيع البنات اياهم يبقى أكيييد يعرف ناس زي دول

احتقن وجـــه عزت بالغضب ، وكان على وشك الصراخ في فريدة ، ولكن أسكته هو تهديدها الصريح بفضح أمـــره في نقابة الأطباء ، وخاصة أنها أرسلت إليه تسجيلاً صوتياً له أثناء حديثهما معاً في بورتو السخنة ، والذي يتضمن اعترافه بإجراء مثل ذلك النوع من العمليات المخالفة للشرع والقانون ونشره على المواقع المختلفة ...
خشى عــزت كثيراً على مستقبله المهني ، وافتضاح أمــره ، وظل يتخيل العواقب الوخيمة التي سيقع بها ..
ورغم امتعاض وجه الطبيب عزت وانزعاجه الشديد، إلا أن فريدة قد استطاعت أن تقنعه بأن يفعل هذا الأمر الأخير لها ، وووعدته بالمكافأة المجزية نظير خدماته ، بالإضافة لمسح ذلك التسجيل الصوتي ...

طلبت فريدة من الطبيب عزت أن يعرفها على بعض الأشخاص محترفي الإجرام من اجل معروفاً ما ستقدمه لإحدى رفيقاتها ..

اضطر الطبيب عزت أسفاً أن يدلها على أحد رفاقه والذي على صلة بأمثال هؤلاء لكي يتخلص من ملاحقتها له وتهديدها بفضح أمـــره إن رفض ...

أنهت فريدة المكالمة مع الطبيب عزت وعلى وجهها علامات الرضا والسعادة ، وارتسم على ثغرها ابتسامة شيطانية مرعبة فقد أصبحت قاب قوسين أو أدنى من التخلص من يارا نهائياً .. حيث ستتفق مع هؤلاء المجرمين على حرق مركز يارا الرياضي وهي بداخله ، فتضمن أن تموت حرقاً ، وتنتقل أموالها إلى عائلتها من جديد وخاصة أن يـــارا ليس لديها أي ورثة شرعيين سوى زوجها أدهم وعائلة الصياد ...

........................

في مركز الصياد الرياضي ،،،،

ذهبت يارا إلى المركز الرياضي ، واصطحبت معها كنزي وعمـــر ، وبالفعل بدأت في ممارسة عملها اليومي المعتاد ...
كان كل شيء يسير على ما يرام ، رغم وجود بعض الآلام في معدتها ، وحاولت قدر الإمكان ألا تشغل بالها بتلك المسألة ، وظلت مستلقية على المقعد الوثير الموجود في مكتبها الخاص بالمركز ..
دلف عمـــر إلى داخل المكتب ، وطلب منها أن تجري بعد التعديلات في الجزء المتعلق بالمعدات الرياضية الخاصة بالأطفــال ، فأشارت يارا لعمر بالخروج وتركها ترتاح قليلاً و..
-يارا بصوت ضعيف : بليز عمــر خليها بعدين
-عمر باستغراب : ماشي ، أنا هاطلع برا ، وأعدي عليكي كمان شوية

مط عمــر شفتيه في استغراب ، وكان على وشك الانصراف ، ولكن دلفت كنزي هي الأخـــرى إلى مكتبها وهي تحمل في يدها بعض الأوراق ..
-عمــر مبتسماً : وشك ولا القمر
-كنزي بضيق مصطنع : مش هاتبطل بقى
-عمر وهو يز رأسه : لأ .. انا باحب استغل كل الفرص معاكي
-كنزي وهي تعض شفتيها : ششش .. طب بس بقى عشان يارا أعدة
-عمر بنظرات غامزة : دي يارا مننا وعلينا ، يعني الدار أمـــان

لمحت كنزي يارا وهي مستلقية على الأريكة ، فأشارت بعينها لعمر لكي تعرف ما الذي أصابها ، فلوى عمــر فمه في عدم معرفة ، ثم غمــز لها لكي تلحق به ...
دلف عمـــر خـــارج الغرفة ، في حين ســارت كنزي ناحية المكتب لتضع بعض الأوراق عليه ..

بلى كانت يارا تشعر بآلام وتقلصات حـــادة منذ الصباح الباكر ولكنها تحولت إلى مغص رهيب لم تعد تقوى على تحمله ..
-يارا وهي تتأوه من الآلم : آآآآآه ... مش قادرة ، آآآآآه
-كنزي بخوف : في ايه يا يارا ، مالك
-يارا متآلمة وبصراخ حــــاد : بطني ، آآآآآه ، هاموت، مغص رهيب فيها ، آآآآآآه
تملك كنزي الرعب من طلب يارا ، ولكن حينما وجدتها منهارة من الآلم ركضت على عجالة إلى الخــارج ، ثم نادت على عمـــر ، وطلبت منه الحضور فوراً للداخل ومساعدة يارا

دلف عمـــر إلى الداخل ووجد يارا ملاقاة على الأرض وممسكة بمعدتها ، وتتأوه من الآلم الشديد ، فجثى على ركبتيه أمامها و...
-عمر بنبرة فزعة : يــــارا ، فيه ايه مالك ؟؟؟
-يارا متآلمة : آآآآه .. الحقني يا عمر ، هاموت ، اطلبلي الاسعاف بســــرعة ..!

وبالفعل اخرج عمـــر هاتفه المحمول ومن ثم اتصل بالاسعاف الذي حضر إلى المركز الرياضي بعد عدة دقائق ..

دلف المسعفون إلى داخل المركز ، وتوجهوا ناحية غرفة مكتب يارا ، وقاموا بمحاولة اسعاف أولي لها ، ثم وضعوها على التروللي الخاص بنقل المرضى ، ونزلوا بها عبر المصعد إلى مدخل المركز الرياضي ..
تم وضع يارا داخل سيارة الاسعـــاف ، وركب معها كنزي وعمـــر ..
أمسكت كنزي بيد يارا ، وحاولت طمئنتها و...
-كنزي بنبرة مرتعدة : ان شاء الله خير يا يارا ، احنا.. آآ.. احنا رايحين المستشفى اهوو
-عمر بنظرات مرتبكة : طب ده حصلك من ايه ؟؟ أكلتي ايه تعبك بالشكل ده ؟؟؟
-يارا متآلمة ، وبأعين باكية : مش عارفة ..آآآه
-عمـــر بلهفة : أتصل بأدهم أكلمه يجيلنا
-يارا متألمة وهي تشير بيدها : لأ اوعى تكلمه .. آآآآآآه
-عمر بضيق : يا بنتي ده هايزعل لو احنا مقولنالهوش
-يارا بنبرة راجية : لأ بليز .. استنى أما أطمن الأول ...!!!
-عمر على مضض : حاضر ...

انطلقت سيارة الاسعاف بثلاثتهم نحو أقـــــــرب مشفى ....

...................

في شركة الصياد ،،،،

استقلت كارما السيارة مع المهندس رأفت لكي يوصلها في طريقه للشركة ، ورغم أن كارما كانت متوترة للغاية ، وقلبها يخفق بسرعة ، إلا أنها حاولت أن تستجمع شجاعتها ، وتبدو طبيعية أمامه ...
كان رأفت يتابع كارما من زاوية عينه ، ويبتسم في هدوء ..

وصــــلت كارما إلى الشركة وهي متوجسة خيفة من مقابلة خـــالد ، ولكن ضمن لها رأفت أنها لن تعاني من أي شيء ، وستفرح كثيراً بعملها الجديد ..

بالفعل توجهت كارما إلى مكتب شئون العاملين في البداية لتعرف طبيعة عملها ، وأعطاها هناك مدير المكتب الخاص بشئون العاملين خطاب تعيينها ..
فتحت كارما الخطاب لتتفاجيء بأنه قد تم تعيينها مديرة مكتب خــالد الصياد ...
فغرت كارما شفتيها في صدمة ، وحدقت عينيها في عدم تصديق و..
-كارما بنظرات مصدومة : لألألأ .. مش ممكن

..................

في مكتب خــالد بالطابق العاشر ،،،،

كان خالد يتحرق شوقاً لمعرفة رد فعل كارما عقب معرفتها بمسألة تعيينها مديرة مكتبه ، ظل يجوب مكتبه ذهاياً وإياباً وهو يفرك كلتا يديه في توتر ملحوظ ..
طلب خــــالد من السكرتيرة أن تلغي كافة المواعيد اليوم ، فيما عدا الاجتماع الخاص بمديرة مكتبه الجديدة الآنسة كارما هاشم ، وأوصاها بأن تبلغه بمجيئتها فور وصولها للمكتب ..

...............
في المشفى ،،،،،،،

وصلت يارا إلى المشفى ، وترجل من سيارة الاسعاف عمــــر أولاً ، ثم مد يده ليمسك بيد كنزي ويساعدها على النزول من السيارة ، ركب أحد رجـــال الاسعاف السيارة ، وعاون زميله الأخـــر في انزال التروللي الذي ترقد يارا عليه ..
دلفت يارا عير مدخل المشفى إلى غرفة الطواريء ، ومن ثم حضر بعض الأطباء والممرضات إليها ، وبدأت محاولات انقاذها ..
قرر عمر أن يتصل بأبيه ليبلغه بما حدث مع يارا ، ورغم اعتراض كنزي على ما يفعل لأن يارا قد طلبت منه ألا يبلغ أحد بهذا إلا أنه ....
-عمر بإصرار : لازم بابا يعرف ، يارا مش في وعيها
-كنزي بخوف : بس كده هتزعل
-عمر بنبرة قلقة : مش هتزعل ان شاء الله ، بس بابا هيتصرف ، الموضوع خطير يا كنزي ، وأنا مش هاسكت على ده

لوت كنزي ثغرها ، في حين اتصل عمــر بأبيه ، وأخبره بايجاز ما حدث مع يارا ، وأنه تم نقلها إلى المشفى ..
تملك رأفت الفزع حينما علم بما صـــار مع يارا ، وطلب من عمــر أن يظل إلى جوارها هو وكنزي ريثما يصل إليهما ..

حاول الأطباء إنقاذ يارا ، وبالتحديد جنينها لأنها أخبرتهم بأمر حملها ..
لم يدخر الاطباء وسعهم في بذل قصاري جهدهم من أجل الحفاظ على حياة الجنين ..
ظلت يارا تدعو الله أن ينجيها هي وجنينها مما هي فيه ...
.................

في شركة الصياد ،،،،،،

رفضت كارما أن تستلم عملها الجديد ، واعترضت بشدة على أن تكون مديرة لمكتب خـــالد ، طلب مدير شئون العاملين من كارما في حالة إصرارها على الرفض أن تذهب إلى المهندس خــــالد وتبلغه بهذا شخصياً و...
-كارما بنبرة عنيدة : وهو أنا هخــاف منه ، أنا طلعاله
-مدير شئون العاملين بنبرة قلقة : اتفضلي يا آنسة ..

دلفت كارما إلى خـــــارج المكتب ، في حين أمسك مدير شئون العاملين بسماعة الهاتف ، واتصل بمكتب المهندس خــــالد والذي حولت السكرتيرة المكالمة له ، حيث أجاب خالد على اتصاله ، ومن ثم أبلغه مدير شئون العاملين بردة فعلها ..
زفــــر خالد في ضيق ، ثم أنهى المكالمة مع مدير شئون العاملين وهو عاقد النية على ألا يتركها ترحل بسهولة .....

.........................
في المشفى ،،،،،

وصــــل رأفت إلى المشفى ، وبحث بعينيه عن عمـــر وكنزي ، وبالفعل وجدهما يجلسان على مقاعد الانتظار في الخــــارج .. ســــار رأفت ناحيتهما بخطوات راكضة و...
-رأفت متسائلاً بنبرة قلقة : اخبار يارا ايه ؟؟؟
-عمر بنبرة حزينة : لسه الدكاترة مخرجوش من عندها
-رأفت بنبرة متوجسة : استر يا رب وعديها على خير
-كنزي بنبرة راجية : يا رب أمين

بعد لحظـــات دلف أحد الأطباء للخـــارج ، فركض ثلاثتهم نحوه و..
-رأفت متسائلاً بتوتر رهيب : طمنا يا دكتور على بنتي !!
-الطبيب بنبرة هادئة : اطمنوا ، هي بخير الحمد لله
-كنزي متسائلة بفزع : والنونو اللي في بطنها ، كويس ؟؟
-الطبيب وهو يزفر في انزعــاج : الحمدلله لحقناه ، لولا ستر ربنا أولاً ، وإن المدام مكانتش اخدة كمية كبيرة من برشام ( سايتوتيك) كان زمانت الجنين سقط
-رأفت متسائلاً باستغراب : ده ايه ده
-الطبيب بنبرة منزعجة : ده برشام اجهاض يا فندم

ارتسمت الصدمة على أوجــــه الجميع ، وحدقوا في الطبيب بنظرات مشدوهة و...
-رأفت بنبرة غير مصدقة : مش ممكن ، استحالة يارا تعمل كده
-الطبيب وهو يشير بيده : والله ده اللي كان واضح عليها من الأعراض ، واحنا خدنا عينة وهنفحصها وهأكدلكم كلامي
-كنزي بنبرة منزعجة : بس يارا عاوزة النونو ده ، استحالة تعمل كده في نفسها
-الطبيب بنبرة عادية وهو يلوي فمه : انا معنديش فكرة بالظبط للي حصل ، بس المدام عندكم جوا وتقدروا تسألوها لما تخرج
-رأفت باقتضاب وهو يوميء برأسه : طيب .. شكراً يا دكتور
-الطبيب وهو يغمغم بإيجــاز : العفو ..

انصــرف الطبيب مبتعداً عنهم ، في حين ظل الثلاثة متسمرين في مكانهم ، و..
-كنزي بنبرة جادة : اكيد في حد كان عاوز يجهض يارا
-رأفت بحنق : مين يعني اللي هايعمل كده
-كنزي وهي تمط شفتيها في تهكم : هايكون مين غيرها
-رأفت بعدم فهم : تقصدي مين ؟

لم تجبْ كنزي على المهندس رأفت ، بل نظرت له بنظرات ضيقة ، فقرر رأفت سؤاله مجدداً محاولاً معرفة من تلك التي تتهمها ، ولكنها لم ترد .. في حين فهم عمـــر إلى من كانت كنزي ترمي ، فتدخل في الحوار و...
-عمر مقاطعاً بنبرة عالية : المهم عندنا الوقتي يارا ، لازم نطمن عليها ...

وأثناء حديثهم دلف بعض الممرضين وهو يجرون التروللي وعليه يارا ، فركضوا خلفهم نحو غرفتها بالمشفى ...
.............................
في شركة الصياد ،،،،،
في مكتب خــــــالد ،،،،

صعدت كارما عبر الأسانسير إلى الطابق العاشر ، ثم دلفت خارجه وتوجهت إلى مكتب خـــالد بخطوات بطيئة ..
رسمت كارما ملامح الجدية على وجهها ، وقطبت جبينها ، ثم وصلت إلى مكتب السكرتيرة حيث نهضت فور رؤيتها ، وطلبت منها أن ترافقها إلى داخل مكتب المهندس خـــالد

طرقت السكرتيرة الباب ، ودلفت إلى الداخل ، في حين انتظرت كارما في الخــارج وقلبها يخفق بقوة رهيبة
دلفت السكرتيرة مجدداً للخــارج ثم أشــارت لكارما بيدها لكي تقابل المهندس خــالد الذي ينتظرها ..
ابتلعت كارما ريقها في قلق ملحوظ ، وحـــاولت جاهدة أن تبدو صارمة التعبيرات أمامه ..

ســـارت كارما بخطوات حذرة داخل المكتب ، وانتفضت فزعاً حينما سمعت صوت غلق الباب خلفها ، وأدارت رأسها للخلف ، وعضت على شفتيها من التوتر ..

كان خـــالد مولياً ظهره لكارما ومحدقاً عبر النافذة في الطريق ، ثم التفت تدرجياً بجسده نحو كارما ، وعقدت ساعديه أمام صدره ، وظل يرمقها بتمهل ...
ارتبكت كارما من نظراته ، وأطرقت رأسها في خجل ..
أرخى خـــالد ساعديه ، ثم ســـار بخطوات بطيئة نحو كارما إلى أن وقف على بعد خطوتين منها ..
ظلت كارما صامتة ، وظل خالد محدقاً بها وعلى وجهه ابتسامة هادئة و..
-خـــالد بنبرة رجولية هادئة : هاتفضلي ساكتة كده كتير

حاولت كارما أن تتحدث ، ولكن على ما يبدو أن الكلمات تعجز عن الخروج من فمها أمام هيئته التي تأسرها .. ولكنها جاهدت نفسها لكي تتحدث فخرج صوتها متحشرجاً و...
-كارما بنبرة متحشرجة : آآآ.. لأ بس آآ.. احم ...

تراجع خـــالد للخلف ، وســـار في اتجاه مكتبه ، ثم مد يده وأمسك بكوب من المــاء البارد كان موضوعاً على سطحه ، ثم ســـار عائداً في اتجاه كارما ووقف على بعد خطوة واحدة منها ، ومد يده إليه بكوب المياه الزجاجي و...
-خــالد بنبرة آمرة : اشربي المياه دي
-كارما وهي تهز رأسها : لأ مش عاوزة
-خالد بجدية : ده مش طلب ، ده أمـــر

قرب خـــالد كوب المياه من كارما والتي اضطرت على مضض أن تتناوله من يده وتمسك به ، فتلامست أصابعهما ، فاضطربت على الفور ، واحمرت وجنتيها ، فتبسم لها ...
وضعت كارما كوب المياه على شفتيها ، وبدأت ترتشف منه بعض القطرات ، ثم أبعدته عن ثغرها ، وأشاحت ببصرها بعيداً عن خــالد محاولة البحث عن مكان لتضع فيه الكوب ، ولكنه كان متابعاً لها بدقة لذت ..
-خــالد بصوت هاديء ورخيم : هاتي الكوباية

لم تعقب كارما ، بل مدت يدها بكوب المياه الزجاجي إليه ، فأوهمها أنه سيمسك به ، ولكنه أمسكها من معصمها ، وبجذبها بقوة نحوه ،وقربها إليه حيث تلاشت المسافات بينهما ، وأحــاط بيده الأخرى خصرها .. شهقت كارما من المفاجأة واضطربت أنفاسها .. في حين نظر خـــالد مباشرة في عينيها ، و...
-خالد بصوت هامس وآجش : مش عاوزة تشتغلي معايا ليه ؟

حـــاولت كارما أن تتحرر من خالد ، ولكنه كان محكماً قبضتيه عليها ، وظلت تنظر إليه بنظرات مرتبكة زائغة .. فابتسم هو ابتسامة عريضة من زاوية فمه و..
-خــالد بنبرة جـــادة : ماهو أنا مش هاسيبك بالساهل ، فأحسنلك تردي عليا

نظرت كارما إلى خـــالد بحنق ، و...
-كارما بنبرة مغتاظة : انا مش عاوزة أشتغل معاك ، ايه هي عافية
-خـــالد بهدوء : لأ مش عافية ، بس أنا عاوزك معايا
-كارما بضيق : بس أنا مش عاوزك
-خالد بنظرات متحدية : بجد ؟
-كارما بنظرات جـــادة وثابتة ، ونبرة متهكمة : أيوه ، وبعدين انت مش شايف يعني إني مش طايقاك

رفع خـــالد أحد حاجبيه ورمق كارما بنظرات عاشقة و...
-خــالد بنبرة خافتة : أنا فعلا ً مش شايف غيرك قدامي

اضطربت كارما أكثر ، وشعر خــــالد بارتباكها الواضح ، فلم يرد أن يزيد من توترها ، فأرخى ذراعيه عنها ، وقبل أن تتحرر هي منه ، أخذ كوب المياه من يدها ، ثم وضع فمه على حافته ، وارتشف المــاء من حيث شربت ...

نظرت كارما إلى خـــالد بنظرات مصدومة، وفغرت شفتيها في دهشة كبيرة ، في حين سلط هو بصره عليها ورمقها بنظرات العاشق الولهان و....
-خالد بصوت هاديء : وبعدين بيقولك ما محبة إلا بعد عداوة .. وأنا آآآ...

لم تستطع كارما أن تنتظر أكثر لتسمع باقي ما يقوله خـــالد فهي قد شعرت أن حصون قلبها قد انهارت تماماً في حضوره ، ولم يعد بإمكانها السيطرة على انفعالاتها ، لذا ركضت مسرعة ناحية باب المكتب ، وأمسكت بالمقبض وأدارته ، ثم فتحت الباب ودلفت للخـــارج ، في حين تابعها خــــالد بثقة ، وأكمـــل شرب باقي المياه الموجودة في الكوب ، وهو واضع ليده الأخــرى في جيبه ..
......................

في المشفى ،،،،،،

دلف المهندس رأفت إلى غرفة يارا بالمشفى .. ومن خلفه عمــــر ، وكنزي ..
كانت الممرضة تعدل من وضع الوســـادة خلف رأس يارا التي كانت تبكي في خوف شديد
حاولت الممرضة تهدئتها ، و..
-الممرضة بنبرة طبيعية : اهدي يا مدام ، انتي كويسة والله ، متقلقيش

وضـــع رأفت يده في جيبه ، ثم أخرج بعض النقود منه ، ومد يده للممرضة وأعطاها مبلغاً من المــال في يدها ، فدسته الممرضة على الفور في جيبها ، وشكرت المهندس رأفت ، وتمنت الشفاء العاجل لابنته ، ثم دلفت إلى الخـــارج وهي فرحة ..

دنى رأفت من فراش يارا ، وجلس على طرفه ، ومد يده ليمسد على شعر يارا ، ثم جذبها ناحية صدره ، وربت عليها في حنية أبوية و...
-رأفت بخفوت : خلاص يا بنتي اهدي ، مافيش حاجة ان شاء الله
-يارا بنبرة باكية : ابني كان هيروح مني ، أنا .. أنا مش مصدقة انه يعمل كده فيا

حــــاول رأفت تهدئة يارا التي أجهشت في البكاء ، لقد كانت على وشك خســـارة جنينها ..
رفعت يارا بصرها في وجه عمها ، ونظرت إليه بحدقتي عينيها اللامعتين ، وأنفها المنتفخ من كثرة البكاء و...
-رأفت متسائلاً بقلق : مين ده ؟
-يارا بصوت مختنق من البكاء : أدهم
-رأفت بنظرات مصدومة : مييين

سردت يــــارا ما حدث ليلة أمس مع أدهم الذي أصر على تناولها كوب المشروب البارد ، وكيف أنه كان يحتوي على أقراص مسببة للاجهاض ، ولولا مشيئة الله أولاً ، و أنها تقيأت على الفور لكان الأمــر سيئاً بحق ، حيث اقتصر تأثير المادة الفعالة التي تبقت في معدتها على إصابتها بالمغص والآلام الحــادة

جـــز رأفت على أسنانه من الغيظ الشديد ، في حين نظرت كنزي إلى يارا بنظرات آسفة و...
-كنزي بصوت حزين : حمدلله على سلامتك يا يارا ، المهم انك بخير الوقتي ، وكويس اننا اتصرفنا ولحقناكي
-عمر متسائلاً في حيرة : بس انتي متأكدة انك مخدتيش حاجة غلط ؟ وإن أدهم مش هو اللي عمل كده
-يارا بنظرات غاضبة : أيوه متأكدة ، وتقدروا تسألوه بنفسكم

فكر رأفت قليلاً فيما قالته يارا ، وظل صامتاً لبرهة يحاول تلقين أدهم درساً حتى يدرك ان أرواح البشر لا يمكن الاستهانة بها ، لذا طلب من يارا أن .....
-رأفت بنبرة جـــادة : يارا
-يارا وهي تجفف دموعها : ايوه يا عمي
-رأفت بنبرة صارمة : أنا عاوزك تنفذي اللي هاقولك عليه ده دلوقتي بالحرف
-يارا بعدم فهم ، ونظرات قلقة : هـــا ؟

وقبل أن ينطق رأفت بكلمة ، التفت إلى عمــر وكنزي ، ورمقهما بنظرات محذرة و...
-رأفت بلهجة آمــرة : وانتو كمــان هتعملوا معاها ده

أومىء كلاهما برأسه ، ثم أصغى الجميع لما قاله رأفت بإنصات شديد ...

.......................
في شركة الصياد ،،،،،،،
في مكتب أدهم ،،،،

كان ادهم منشغلاً بالعمل على أحد الصفقات الجديدة حينما ورد إليه إتصالاً هاتفياً من عمـــر يبلغه فيه بنقل زوجته إلى المشفى ..
نهض أدهم عن مكتبه ، وحدق أمامه في فزع رهيب و...
-أدهم هاتفياً بنبرة فزعة : انت بتقول ايه
-عمــر هاتفياً بنبرة مرتعدة : اللي سمعته يا أدهم ، يارا تعبت جامد ونقلناها المستشفى
-أدهم متسائلاً بتوجس : وده حصل امتى بالظبط ؟
-عمر وهو يبتلع ريقه في خوف : من شوية ، انا كلمتك أول ما وصلنا المستشفى ، ويارا لسه جوا في العمليات ، تعالى بسرعة يا أدهم
-أدهم بنبرة خائفة : انا جاي على طول ، هاتلي عنوان المستشفى

ركض أدهم خــــارج مكتبه ، وانطلق مسرعاً إلى بهو الشركة ، ومن ثم دلف إلى الجراج واستقل سيارته الموضوعة فيه .. وانطلق بها مسرعاً نحو المشفى وقلبه يخفق رعباً مما قد أصابها ......

............

في فيلا زيدان ،،،،

عـــاد زيدان من الخـــارج ، ودلف بسيارته إلى داخل الفيلا من البوابة الحديدية ، ثم ترجل أحد حراسته من السيارة الخلفية التي تتابعه ، وركض نحو سيارته ، ثم فتح له الباب ، وترجل زيدان من السيارة ..
حــــاول زيدان التقرب من زوجته شاهي التي كانت صامتة معظم الوقت بعد ما عرفت بكل ما حدث وحقيقة نسبها ..
جلست شاهي في الحديقة الملحقة بالفيلا على أحد المقاعد البلاستيكية المبطنة بالوسائد القطنية ، وهي شــــاردة الذهن ، وتنظر إلى نقطة ما بالفراغ ..
كانت شاهي ترتدي بادي مخطط يجمع بين الألوان الزرقاء والبيضاء والصفراء ، ومن أسفله ارتدت بنطالاً قصيراً ( بانتاكور ) يصل إلى ركبتيها ، وتركت شعرها ثائراً يعبث الهواء به ..
لمحها زيدان وهي جالسة بمفردها ، فأشــــار بيده لحرسه الخاص بالانصراف، ثم ســـار في اتجاهها وعلى وجهه ابتسامة هادئة ..

وضع زيدان يده على كتف شاهي ، فانتبهت هي له ، ونظرت إليه بنظرات جافة ..
جلس زيدان إلى جوارها ، ثم مد يده وأمسك بكف يدها ، وخلل أصابعه فيها ، ثم رفع يدها إلى فمه ، وقبلها و...
-زيدان بصوت هاديء : عاملة ايه النهاردة
-شاهي باقتضاب : كويسة

مد زيدان يده الأخرى ، ووضـــعها على بطن شاهي ، وظل يتحسسها برفق و..
-زيدان بخفوت : والبيبي عامل ايه ؟

أخفضت شاهي بصرها ، ونظرت إلى حيث وضع زيدان يده ، ثم بدأت تذرف الدموع بغزارة ، فتبدلت ملامح زيدان للضيق و...
-زيدان بنبرة منزعجة : يا شاهي حرام عليكي ، خلاص بقى ، اهو اللي حصل حصل ، واديكي عرفتي كل حاجة ، مافيش داعي للمناحة دي كل يوم
-شاهي بصوت مختنق : أنا تعبانة ، مش مصدقة ان كل ده حصل ، أنا أكيد بحلم ، مامي كان نفسها تشوف ليها حفيد ، اتحرمت من ده كله ، وآآ...
-زيدان مقاطعاً بنبرة جـــادة : مش أنا وعدتك إني هاكشف اللي عملت كده ، يبقى تصدقيني
-شاهي بنظرات مترقبة : يعني انت عارف هي مين ؟
-زيدان بنظرات ثابتة : ايوه
-شاهي بلهفة : طب هي مين

أخفض زيدان بصـــره ، ليتجنب النظر في عيني شاهي و..
-زيدان بخفوت : آآآ.. هاقولك بعيد
-شاهي بنظرات متسائلة : طب ليه مش بتخلي البوليس يمسكها ؟؟؟ ليه ؟؟؟؟
-زيدان بنبرة حـــادة : لأني بجمع في الدليل اللي يدينها ..!!
-شاهي بنظرات متعشمة : يعني انت قربت تفضحها
-زيدان بنبرة واثقة : ايوه ، وهخليكي تشوفي بعينك انتقامك منها ..
-شاهي بنظرات شبه فرحة : بجد

أومــىء زيدان برأسه ، فانفرجت أسارير شاهي قليلاً ، ومدت ذراعيها ، ولفتهما حول زيدان ، واحتضنته ، فوضع هو الأخــر ذراعيه حولها ، وضمها أكثر إليه ، ثم أرخـــى زيدان أحد ذراعيه عنها ، ووضعه أسفل ركبتيها ، ثم حملها على حجره ، وضمها إلى صدره ، ومن ثم نهض عن المقعد البلاستيكي وهو يحملها ، واتجـــه بها إلى داخل الفيلا ...

....................

في شرم الشيخ ،،،،،

كانت نهى تسير على رمـــال الشاطيء ، وهي ترتدي فستاناً قصيراً ذو حمالات رفيعة من اللون البامبي ، ومن فوقه وضعت شالاً خفيفاً من اللون الأبيض ..
ظلت نهى تركل بقدميها الرمــال وهي قلقة مما يمر به جاسر ..
ثم تنهدت في انزعــــاج واضح ، وتوقفت عن السير لتنظر إلى مياه البحر ، وتشرد مع أمواجها ..
أمسكت نهى بالحقيبة القماشية الرفيعة والتي كانت تتدلى من ذراعها ، وأخرجت منها هاتفها المحمول ...
ترددت نهى في الاتصـــال بجاسر لعله لا يجيب على اتصالها كالمعتاد ، ولكنها قررت أن تحاول .....

..........................

في فيلا ناهد الرفاعي ،،،،،

كان جاســــر جالساً في غرفة والدته على فراشها ، وظل يتابع الأوراق التي جمعها عن قضية صباح ، ويحاول ربطها بما قالته رحـــاب من قبل ، وما عرفه بفضل تحريات أصدقائه عن زيدان ، بالإضافة لتعيين زيدان لمحامٍ مرموق لكي يتولى الدفـــاع عن صباح ، ثم تردد في عقله كلام زيدان الأخير عن البحث عن قاتل والدته الحقيقي .. إذن فزيدان يعلم من هو ، ولكنه لا يريد الافصاح عن هويته ...
ورغم أن جاســــر يريد وبشدة أن يلتقي بزيدان إلا أنه أراد تأجيل تلك الخطوة ريثما يصل لمعلومات أكيدة تفيده ...

حــاول جاسر جاهداً إيجاد الصلة بين كل تلك المعلومات ، ولكنه ظل عاجزاً ومتوقفاً عند نقطة واحدة ..
كيف تعرّف زيدان إلى شاهي ، وكيف تسلل إلى عائلته بدون أن يكون لوالدته يد في هذا ..
فرغم كل شيء ناهد لم تكن لتقبل أن يكون زيدان هو زوج شاهي تحت أي ظرف إن كانت تعلم بحقيقة قرابته الوثيقة من عدلي .. فهي كانت رافضة للغاية بأن يكشف جاسر حقيقة نسب شاهي لإسلام خطيبها السابق ، وكيف أن معرفته بهذه المسألة قد تسببت في إنهاء الخطبة على الفور ...
اذن كيف وافقت هي عليه هكذا بكل سهولة ؟
شغلت إجابة هذا السؤال تفكير جاسر لفترة ..
وضع جاسر كلتا يديه على وجهه ، وظل يفرك فيه محاولاً إيجاد الحلقة المفقودة ...
وفجـــأة نظر جاسر امامه ، وحدق في نقطة ما بالفراغ و...
-جاسر بنبرة جــادة : طب أنا ليه ماروحش النادي وأسأل هناك ، ماهو يمكن يكون اتقابلوا هناك وحد شافهم وعرف إزاي اتقابلوا ..!!!

رن هاتف جاسر ، فنهض عن الفراش ، ثم توجه إلى التسريحة ، وأمسك بهاتفه ونظر إلى شاشته ليجد أن المتصل هي نهى ..
لوى جاسر فمه في ضيق ، واحـــتار في الرد على اتصالها أم تجاهلها كالمعتاد ، ولكنه حسم أمره بالرد ...

اتصلت نهى بجاسر لتطمئن على أحواله ، وتهون عليه قليلاً .. في حين رد عليها جاسر بكل إقتضاب ...
تحملت نهى جفاء جاسر معها ، وتغير اسلوبه في التعامل معها ، وبررت لنفسها هذا بأن الظروف التي يمر بها لا يمكن أن يتحملها أحد ..
حـــاول جاسر أن يجد الطريقة التي يبلغ بها نهى عن إنهائه للعلاقة بينهما ، فهو ليس في حالة تسمح له بالحب والعشق ، ووالدته مقتولة ، والقاتل الحقيقي مجهول ، لذا أخذ نفساً عميقاً ،وزفــره في انزعـــاج و...
-جاسر بنبرة جافة : أنا أسف يا نهى بس مش هاقدر أكمل

صُدمت نهى حينما سمعت عبارة جاسر الأخيرة ، وذرفت دموعها رغماً عنها و...
-نهى بصوت مبحوح : انت .. انت بتقول ايه يا جاسر
-جاسر بنبرة قاسية : مش هاكمل يا نهى ، أنا مقدرش اظلمك معايا
-نهى بنبرة مختنقة من البكاء : أنا مش عاوزاك تسيبني ، صدقني يا جاسر أنا والله مش عاوزة حاجة منك غير إني اكون جمبك وبس ، مش مهم نتجوز ، أو حتى نتخطب ، بس أنا .. انا بحبك ، ومقدرش أبعد عنك ..!!!

صمت جاسر للحظـــات ، واستمع إلى صوت شهقات نهى عبر الهاتف ، فحاول أن يجمع رباطة جأشه و...
-جاسر بصوت خافت وباقتضاب : أسف يا نهى !

أغلق جاسر الهاتف دون أن ينتظر أي رد من نهى ، ورغم أن ردوده كانت قاسية للغاية معها ، إلا أنه لم يرد أن يظلمها معه ..
.................................

في المشفى ،،،،،،،

وصــــل أدهم بسيارته عند مدخل المشفى ، ثم صفها ، وترجل راكضاً منها نحو المدخل ..
سأل أدهم في الاستعلامات عن غرفة يارا ، وبالفعل دلته الممرضة على مكانها ، فركض في اتجاه الغرفة ...

وصـــل أدهم عند باب الغرفة ، ثم أمسك بالمقبض ، وأداره ، وفتح الباب ودلف إلى الداخل وعلى وجهه علامات القلق والترقب ...
جـــاب أدهم ببصره الغرفة فوجد يارا ممددة على الفراش ، وجالس إلى المقعد المجاور لها كنزي ، في حين كان عمر واقفاً بالقرب من النافذة ..

نهضت كنزي من على المقعد و...
-كنزي بخفوت : يارا ، أدهم جــه

انتبه عمــر لصوت كنزي ، وأشــــار لكنزي بعينيه لكي ينصرفا من الغرفة ..
وبالفعل دلف الاثنين إلى الخــــارج ...
دنى أدهم من فراش يارا ، ودقات قلبه تتســـارع من الخوف الشديد ..
جلس أدهم على طرف الفراش ، ومد يده ، وأمسك بكف يدها ، وربت عليه ، ثم نظر إليها بنظرات مضطربة و...
-أدهم متسائلاً في خوف : يارا ، انتي كويسة ؟

تعمدت يــــارا أن تذرف دموعها ، وأن تبالغ في شهقاتها ، فاضطرب أدهم أكثر ، ونظر إليها بأعين متوجسة و...
-أدهم بنظرات خائفة : في ايه ؟

إدعت يارا كذباً أنها فقدت جنينها ، وظلت تبكي بحرقة ..
ترك ادهم كف يد يارا ، ونظر إليها بنظرات غاضبة ، وتبدلت ملامحه من القلق إلى القسوة ، ثم نهض عن الفراش ، وســـار بضعة خطوات للخلف و...
-أدهم بنبرة قاسية : يعني انتي ضيعتي ابننا
-يارا بنبرة مختنقة : انت السبب ، انت اللي آآآ...
-ادهم مقاطعاً بحدة : أنا برضوه ، ولا انتي اللي أهملتي في صحتك عشان خاطر الزفت اللي انتي فتحاه ده
-يارا بصوت باكي : حرام عليك
-ادهم بنبرة قوية : حرام عليا ايه بس يا شيخة ، ده أنا غلبت معاكي ، وتعبت من كتر ما بحاول أقنعك ترتاحي
-يارا بنبرة حانقة : وأنا مقصرتش في حق نفسي ولا في حق ابني
-أدهم بنبرة صادحة : كدابة ، انتي اللي ضيعتيه بغباءك وعنادك
-يارا بنبرة حانقة : وأنا مقصرتش في حق نفسي ولا في حق ابني
-أدهم بنبرة صادحة : كدابة ، انتي اللي ضيعتيه بغباءك وعنادك
-يارا بنظرات حـــادة ، ونبرة قوية : محصلش ، انت اللي مكونتش عاوزه ، وعشان كده جبتلي آآآ...
قاطع ادهم يارا حيث اقترب منها ، وأمسك بها من ذراعيها ، وهزها بعنف شديد و...
-أدهم مقاطعاً بنبرة قاسية : ليه حرمتيني من ابني ، لييييييه ؟؟
-يارا متآلمة : آآآآه ... سيبني
-ادهم بنظرات قاسية ونبرة هــادرة : أنا فعلاً هاسيبك ، لأنك ماتستهليش لا حبي ، ولا وجودي معاكي ..!!
تلك المرة بكت يارا بحق .. لم تتخيل أن يتخلى أدهم عنها بسهولة ..
كان الشجــــار محتدماً للغاية بينهما ، حيث حمـــل أدهم يارا الذنب كاملاً فيما حدث ، وبالفعل أدركت يارا من تعبيرات أدهم الغاضبة للغاية أنه ليس له علاقة بما حدث .. فإن كان لا يرغب في طفل منها لم يكن ليعنفها بتلك الطريقة القاسية .. تجرعت يارا الآلم ، وظلت صامتة ولم تعقب ...
اذن لقد نجحت خطة رأفت في إظهـــار براءة أدهم ، ولكنها للأسف تسببت في انفصال أدهم عن يـــارا ...
خـــرج أدهم من الغرفة وعلى وجهه علامات الغضب جلية .. وصفع الباب بعنف من خلفه ..
كان كلاً من عمــر وكنزي منتظرين في الخـــارج ، وتفاجيء كلاهما بأدهم وهو يسير مبتعداً وعلى ملامحه علامات الآلم والحزن الممزوجة بالغضب ...
لم يجرؤ عمر على إيقافه أو حتى اللحاق به .. حيث أمسكت كنزي بذراعه ، وأشــارت له بعينيها لكي يظل في مكانه ...
وما إن تأكد عمـــر من إنصـــراف أدهم حتى أخرج هاتفه المحمول واتصل بأبيه رأفت لكي يعود إليهما بعد أن توجه إلى الكافيتريا القريبة من المشفى ...
..........
بعد قليل دلف رأفت إلى غرفة يارا ، فوجدها مجهشة في البكاء وكنزي إلى جوارها تحاول تهدئتها ..
سرد عمــر بإيجاز ما حدث ، وما سمعه من أصوات الشجـــار العالي بين أدهم ويـــارا ..
طمــأن المهندس رأفت يارا ، وأخبرها أن كل شيء سيصير على ما يرام ، وأنه وضع تلك الخطة من أجل حمايتها وكشف المتسبب الحقيقي في إلحاق الأذى بها ..
طلب رأفت من يـــارا ألا تعود إلى الفيلا مجدداً – خاصة في تلك الفترة - وأن تمكث في منزلها .. وسوف ترافقها كنزي حتى تراعيها ..
خافت يارا أن تخسر ادهم للأبد ، ولكن كان لرأفت رأي أخــر حيث أن فريدة مسيطرة عليه ، وهو يشك نوعاً ما فيها ، وربما تكون هي وراء محاولة إجهاض يارا ، لذا أسلم شيء الآن ليارا هو أن تبقى بعيدة عنها ، وتظن أنها قد نجحت في الايقاع بينهما ....!!!!!
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع والأربعون من رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من القصص الرومانسية
حمل تطبيق قصص وروايات عربية من جوجل بلاي
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة