-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل العشرون

  مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة فرح ابراهيم؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل العشرون من رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمعقدة من الرومانسية والإنتقام والكراهية

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل العشرون

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم
رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم 

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل العشرون

 ظلت اسيل تتنقل بعينها حول الحاضرين بإرتباك وتوتر وقد شعرت بالحراره تلثم جسدها حتي قطرات العرق بدأت في الظهور علي جبينها، لتسمعه يهتف بأسمها مره اخري في ترقب وسط نظرات زملائها المترقبه لرد فعلها و لغضبه المتوقع قدومه نتيجه مما ورد عن عدم تهاونه في العمل وشدته الذي لاحظوها في نظراته ونبره صوته التي ألجمتهم رغم اعجاب الفتيات الظاهر بأعينهم وعدم توقف همسهم عن شده وسامته وشخصيته القويه ...


وهناك ايضاً من ينظر لها بشماته واضحه وحقد لرؤيه لهفه حمزه عليها وهو ينظر الي سليم بغل بسبب ارباكها .. ومع متابعه سليم لاسيل كان يتابع ايضاً جميع الحاضرين بأعين كالصقر لا تغفل عن شئ فقد لاحظ تهجم ملامحهم كما لاحظ نظره الاعجاب الممزوجه بالذعر في اعينهم و همسهم لبعض وقد علم محتواه بسهوله، وبالتأكيد لاحظ نظرات ميس الخبيثه الشامته وما ازعجه هو نظرات الشفقه في عيون حمزه الذي غلف اسيل بها ...!


كانت اسيل غارقه في دوامه وقد انفصلت عن العالم الخارجي و فرغ عقلها من جميع ما كان يحمله تشعر ان ولدتها امها للتو لا تتذكر حتي كيف تتحدث..! فآخر ما تتوقعه هو قربها له بهذه الطريقه..! كانت تترقب مقابلته ولكن لم تتخيل قد ان حلمها وطموحها قد وقعت بين يديه الان..! ، تخشي ان يستثنيها ويمرر لها الاخطاء هزت رأسها تنفض هذه الافكار فهي لن تقبل هذا وإن كان علي حساب حياتها ، لن تسمح لأحد بتدمير حلمها في النجاح والتألق في مجالها بمجهودها و ليس عن طريق الوسطات..!


افاقت علي هتفه بأسمها فالتفت له بعيون مرتعشه تتفاجئ بنظره الثقه والتشجيع الذي حاول بثهم إليها تتيقن ان قد حزم الامر ويجب عليها الان تجميع شجاعتها وترتيب افكارها لتثبت لنفسها قبل اي من الحاضرين ان فوزها بتلك الفرصه سيكون بمجهودها وليس بفضله..!


وقفت اسيل بأطراف مرتعشه تتجه نحو الشاشه العريضه المعلقه علي الحائط والمخصصه لعرض المشاريع و وضعت " فلاشه " تحمل كل دراستها لفكره مشروعها الذي اخذت تحضر له منذ زمن بتقنيه ، آمله ان يكون هو مفتاحها لأبواب النجاح..


وقفت تشرح جوانب مشروعها وقد تحشرج صوتها اولا بإرتباك وهي تراه يلتف لها بكرسيه ليصبح مواجه لها تحاوطها نظراته الثاقبه ولكن سرعان ما نظمت انفاسها ليتجلل صوتها بعمليه وحرفيه عاليه وهي تري نظرات الانبهار والصدمه في اعين زملائها في مشهد يظهر انهم لم يتوقعوا منها هذا ..! فكانت تقف تشرح بثقه لا يتخلل مشروعها غلطه وكأنها تحمل من الخبرات ما يفوق سنها..!


وايضاً تنهدت براحه حين رأت نظره الرضي في عيون المهندسين ذو الخبره الذي يعملون لحساب الشركه و الذي تولوا امرهم منذ قدومهم وقد حضروا معهم الاجتماع


وكانت اللحظه الاصعب هي النظر في عينه لتستنبط ما يدور بعقله ايضاً ، التفت له لتري عينه متصلبه عليها تتسع حدقتهم في نظره لم تفهمها قد مما اربكها بعض الشئ وجعلها تهرب بعينها .. فبالرغم من كل هذا ولكن اهتمت برأيه كثيراً وكانت تنتظره بفارغ الصبر آمله إرضاءه متيقنه انه الاهم لها ولكن ليس كسليم المدير بل كسليم حبيبها الذي برع قلبها في عشق تفاصليه بأدقها فحتي قسوته قد عشقتها..


انتهت اسيل والتفت لهم في ترقب تنتظر تعليقهم و بالاخص هو ولكن ظل علي نفس حالته تتصلب عيناه عليها في هدوء حتي لم يلتف للمهندس الذي اخذ يوجه الكلام إليه


"المهندس": والله انا شايف انها فكره كويسه جداً وممكن نعيد دراسه جدوتها للتأكيد بردو


همهم باقي المهندسين وزملائها بالموافقه ولكن لم تهتم ظلت تنتظر كلماته ولكن لم تصلها فشعرت بغصه في قلبها بعثت الاحباط بداخلها وقد ظنت انها لم ترضيه ولا يريد احراجها حاولت اخذ نفس عميق لتمنع سقوط الدموع من مقلتيها


تنحنح "المهندس" بحرج يهتف بأسم سليم الشارد : سليم بيه؟ حضرتك شايف ايه؟


"سليم" بشرود ومازالت عيناه تحاوطها : شايف ان مفيش في جمالها..


خفضت رأسها تخفي وجنتيها التي اشتعلي بالحمره اثر خجلها فإن ظهرت كلماته انها تخص المشروع ولكن نظراته بعثت لها مغزي اخر لهذه الكلمات..


"المهندس" بعدم فهم وإندهاش : هي ايه دي؟ ياريت حضرتك توضحلي معني كلامك عشان اقدر اخد الاجراءات اللازمه


افاق سليم من شروده يلتف له لا يستطيع تذكر ما قاله فكان عقله يسبح في ملكوت آخر


تنحنح "سليم" متدارجاً نفسه وبعمليه بحته : قصدي علي الفكره يعني انها مبدئياً كويسه لكن ده مش معناه انها احسن حاجه، احنا هنحتاج من الانسه اسيل تسيب نسخه معانا من المشروع عشان نعيد دراسته و يتعلمه دراسه جدوي سليمه واطلع عليه بنفسي وبعد كدا اقدر اقرر هنقبله ولا لا


شددت علي كلماته الاخيره وهو يلتف لها يري ترقبها لقراره بجمود يعلم ما يدور بذهنها لذلك حاول نفض اي فكره عن استثنائها و ترك لها الفرصه لإثبات نفسها، كان سليم يعلم جيدا بذكائها وتفوقها وانها ليست بحاجه لمساعدته في اثبات نفسها، كان يثق بصغيرته انها بإمكانها ابهاره هو شخصياً وقد حدث بالفعل..!


رغم توترها حمدت اسيل ربها علي تعامله معها بعمليه حتي وإن كانت كلماته الصارمه قد ذعرتها قليلاً ولكن تعلم ان " الله لا يضيع اجر من احسن عملاً "


"سليم" بعمليه: تمام انا وقتي كدا خلص معاكم و الاجتماع انتهي وباقي الافكار تتابعوها مع الاساتذه الي هيبقوا مشرفين عليكم هنا لحد ما تعرضوها عليا الاجتماعات الجايه


ثم التف لأسيل التي مازالت تقف مكانها : وبالنسبه لأنسه اسيل تقدري تسيبي نسختك مع شذي مديره مكتبي واحنا هندرسها .. وجهزي نفسك لحضورك هنا في اي وقت نحتاجك فيه للمناقشه في مشروعك


ثم تابع بنبرته الحاده التي تهز كيان من يقف امامه : والكلام ده للكل، طبعاً مش محتاج افهمكم ان دخولكم من باب الشركه لوحده ده شرف ليكم كتير بيتمنوا يعني مش هسمح بأي إهمال او كسل في الشغل واعرف كويس ان لو خرجت من باب الشركه دي، يبقي متفكرش في مستقبلك بعديها لأن مفيش شركه تحت السلم حتي هتفكر تبصلك مفهوم ؟


احتدت نبرته في اخر كلماته ليومئ الجميع بذعر ثم اشار لهم بيده في علامه منه ان ينصرفوا وقد بدأت القاعه تفرغ وتهرول اسيل نحو الحشد ظناً منها انها هكذا تتخفي منه ولكن تابع هو حركتها يعلم انها تتحاشي النظر والحديث معه ليبتسم رغماً عنه علي تصرفاتها الطفوليه..!


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


"اسيل" بنفاذ صبر: اوووف زهقت اوي يا نور، كل زمايلي روحت إلا انا.. ! ، قاعده بقالي ساعه مستنيه عروسه المولد دي تخلصني وتاخد مني الفلاشه


كانت اسيل تتحدث إلي شقيقتها في الهاتف بعد مكوثها حوالي ساعه بعد الاجتماع نظراً لأهمال شذي لها بعد ان رمقتها بعيون غلاويه وتعمدت محادثتها ببرود


"نور": معلش يابنتي حكم القوي .. بس تصدقي سليم ده مطلعش سهل بردو..! ، انا متفاجأتش والله لما قولتيلي انه صحاب الشركه، حاسه اني كنت متوقعه اننا هناخد علي قفانا منه كدا وهيعمل حاجه مش متوقعه


"اسيل": لا يختي وانتي الصدقه انا الي خدت علي قفايا منه لحد ما ورم


دوت ضحكه نور لتتبعها اسيل بوهن


"نور" : احسن تستاهلي طول عمرك قويه ومينفعلكيش غير واحد جبروت كدا


"اسيل": كدا يا نور؟ طب لما اجيلك .. هقفل دلوقتي اروح اشوف ست ام ترتر دي الي بيقول عليها مديره مكتبه متعرفيش هي مش طيقاني ليه وكل ما تشوفني تقوم مطلعه قلم الروج وتحط لحد ما بقت شبه الفامبير تحسها واكله بني ادم


"نور" بمرح: طب خافي علي نفسك بقا


"اسيل": لا دي ما يتخافش منها دي يتخاف عليها لا مراره تفرقع، كليه تطرقع، يجلها تسلخات في عنيها الي بتطق شرار دي كدا يعني


دوت ضحكه اسيل عالياً مماثله كضحكه شقيقتها قبل ان تغلق الخط معها وتتوجه لمن تدعي شذي مره اخري ولكن هذه المره بنفاذ صبر ..


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


"اسيل" بضيق: لو سمحت انا هنا بقالي ساعه عايزه اسلم الفلاشه وامشي وكل ما اجيلك تقعديني بحجه ان وراكي شغل


"شذي" بتهكم وغرور : ايه بحجه دي؟ انتي مش فاهمه يعني ايه مديره مكتب سليم المنشاوي؟


لتنظر لها بتعالي وهي تشدد علي كلماتها بتهكم : يعني المكتب ده ميمشيش من غيري، ومش هوقف شغلي عشان حتت عيله فاكره ان الشخبطه بتاعتها الي بتسميها مشروع دي ليها قيمه


اشتعلت عين " اسيل" بالغضب وقد ارتفعت نبره صوتها بخارج إراتها : العيله دي تقدر ترد عليكي دلوقتي رد يخليكي متعرفيش تبصي لنفسك في المرايه لكنها متربيه احسن منك ومش هتنزل مستواها لمستواكي، ومش انتي الي تقرري مشروعي له قيمه ولا لا، اني هنا سكرتيره يعني تنفذي الي يتطلب منك وبس، وعلي ما اظن جالك امر انك تستلمي مني المشروع


"شذي" بغل : انتي ازاي تكلميني كدا ؟ لا ده انا اخلي سليم يطردك برا من مجرد بس ما يعرف انك عليتي صوتك عليا


همت اسيل بالرد عليها ولكن ارتعشت اوصالها حين سماع كلماتها وهي لا تعلم ما يدور بينهم؟ احقاً هناك ما يجعلها تهتف بأسمه دون ألقاب و يجعلها واثقه من تأثيرها علي رأيه لهذه الدرجه؟


استغلت "شذي" صمتها وقد شعرت انها فازت بالمعركه وأكملت بشماته : انتي هنا ملكيش اي تلاتين لازمه وطبعاً سليم مش هيرفضلي طلب فيا تقعدي هنا بإحترامك لحد ما يجيلي مزاج امشيكي يا اما تتفضلي برا منغير ما توجعيلي دماغي


تجمدت دموعها في مقلتيها تأبي إهانتها بهذه الشكل ولكن ثقه شذي بأن سليم سيقف بصفها ألمها اكثر وهي تتيقن ان هناك شئ بينهم لثقتها هذه


همت اسيل بالرد ولكن عقد لسانها عند وصول كلماته الغاضبه من خلفها


"سليم" وقد فتح باب مكتبه بعنف يقف عيناه تشتعل غضباً : ايه الصوت ده، ايه الي بيحصل هنا؟ شركه دي ولا سوق؟


التفت له اسيل لتتصلب عيناه نحوها وهو يري عيناها تلتمع بالدموع


"شذي" بتوتر حاولت إخفاءه : مفيش حاجه انا هقدر اتصرف


لتجد سليم يترك الباب ويتقدم نحو اسيل بيطئ وعيناه مازالت مصلبه عليها


"شذي": هو كان في سوء تفاهم بس ا....


رفع "سليم" يده نحوها يشاور لها بالصمت بهدوء مريب اربكها : شش مش عايز اسمع صوتك


وقف امام اسيل الذي اخذت دموعها تنسدل علي وجنتيها بسكون وقد لمح في عينها الكثير من اللوم والعتاب..!


"سليم" بتسأول في رقه : حصل ايه؟


لم تصل اليه كلماتها بل وصل اليه صوت شذي الذي همت بالرد


"شذي": انا قولت لحضرتك هو سو...


التف لها سليم بعيون داميه ونبره عنيفه ألجمتها : انا مش قولت مش عايز اسمع صوتك؟


تنحنحت بحرج ممزوج بغل واضح تجاه اسيل الساكنه امامه


عادت نبرته لليين مره اخري : اسيل قدامي علي مكتبي


لم تتحرك بل ظلا تنظر له في صمت ساكنه كالتمثال ليعيد هتفه بأسمها ولكن هذه المره بصرامه


"سليم" : اسيل قولت قدامي علي مكتبي


هرولت دون وعي لمكتبه غير عابئه بتلك الذي تقف تشتعل غضباً وقد شع الحقد والغيظ من عينها


"سليم" بصرامه : متدخليش اي حد واجلي كل حاجه دلوقتي مفهوم؟


ولم يترك لها حتي الفرصه للرد بل سرعان ما اختفي بداخل مكتبه يغلق الباب خلفه بإحكام


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


حين دخلت اسيل المكتب لم تستطيع تمالك اعصابها بعد الان لتهوي علي اقرب مقعد يقابلها تخفي وجهها بكفها تبكي بحرقه رافضه إهانتها ومتألمه من شكها نحو امره...!


دلف سليم الي المكتب ليراها علي حالتها هذه احترق قلبه عليها واقترب منها بسرعه يجثي علي ركبتيه امامها يحاول ابعاد كفها برقه عن وجهها حاولت مقاومه حركته ولكن قبض علي يدها بشده مما جعلها اضعف من ان تقاومه


ازاح سليم كفها ليظهر وجهها الغارق بالدموع

ظل يفرك يدها بحنان يحرك سبابته عليهم برقه


"سليم" بحنو ورقه بالغه : مش وعدتيني ان دموعك دي ماعدتش هتنزل تاني؟ بتخلفي وعدك معايا ليه دلوقتي؟


ظلت اسيل علي حالتها لا تعرف بماذا تجيب عليه..


"سليم": طيب حد ضايقك برا؟

ثم ليكمل بتوجس: حصل ايه بينك وبين شذي طيب؟


شعرت "اسيل" بالضيق حين نطقه لأسمها لتقول بضيق : ملوش لزوم الكلام علي ما اظن قرارك معروف وانا كدا كدا كنت ماشيه


لتسحب يدها منه وتحاول النهوض تجفف دموعها .. ولكن كان اسرع منها وقد جذبها نحوه سريعاً ثم سحبها نحو الاريكه يجلس ويجذبها لتجلس بجواره


"سليم" بصرامه : اقعدي يا اسيل وبطلي شغل عيال وقوليلي ايه الي حصل


"اسيل" بجمود : وده هيفرق معاك في ايه مش كدا كدا ما بترفضش طلب للست شذي؟ وهي رغبتها اني امشي وانا همشي


"سليم" بصرامه وتحذير: اسيل..!، شوفي انتي بتتكلمي ازاي .. هي مين دي الي ما برفضلهاش طلب ومين دي الي كلامها ينفذ عليا؟ انا كلمتي بس الي بتنفذ غير كدا مفيش


"اسيل" بذعر من نبرت صوته قالت بخفوت محاوله التبرير لنفسها دون وعي : بس هي قالت كدا


"سليم" وقد اشتعلت عيناه غضباً : وهي مين دي اصلا عشان تقول؟ ولا انتي تصدقيها ليه اصلا ؟ هو انتي عيله صغيره تصدقي اي كلمه بتتقالك؟


تنحنحت "اسيل" بحرج وقد شعرت بتسرعها في الحكم عليه لتحاول التحدث بخفوت : اا.. اصل هي.. قالت..


"سليم" مقاطعاً بحده : مش عايز اسمع هي قالتلك ايه، انا عايزك تفكري بعقلك قبل ما تحكمي علي الي قدامك لو انتي شايفه اني لما احرجها و ما اديهاش فرصه حتي تدافع عن نفسها وقاعد معاكي هنا بحاول اصالحك ده يبقي بفضلها هي تبقي دي مشكلتك انتي بقا


شعر سليم بخجلها وسكونها وقد خفضت رأسها تهرب من نظراته


ليمد اطرافه لذقنها يرفع وجهها برقه بعد ان شعر بقسوته معها فهي أيضا انفعلت و لم تتمالك اعصابها : اسيل..! انا مش بقسي عليكي انا بس مش عايز دمعتك تبقا قريبه ، مش عايزك ضعيفه او تخافي من حاجه طول ما انا موجود..!، عايزك تلجأيلي وقت ضعفك وخوفك مش تسيبي مشاعرك تسيطر عليكي وتدي فرصه لحد انه يستغل ضعفك ويجي عليكي .. انا هفضل جمبك متقلقيش بس بردو عايز اطمن عليكي لان في اوقات او ظروف ممكن ما اقدرش ابقا معاكي فيها..!


كانت اسيل تشعر بالخجل من تسرعها ولا تعلم كيف بكت او كيف انفعلت..! فهذه المره الاولي التي تمر بحاله مزريه كهذه.. هي لم تتمالك اعصابها وتشعر بعدم قدرتها علي تحمل المزيد..!


"اسيل" بخفوت : انا مش عيله ولا دمعتي قريبه انا بس اعصابي تعبانه مش قادره استحمل اي ضغط الفتره دي، انا بقالي يومين ما بنامش ومش برتاح .. عالطول اعصابي مشدوده عشان بحضر للمشروع ده وكمان الخوف والتوتر الي كنا عايشين فيه لحد اللحظه الي كنت واقفه فيها بشرح..!

كل ده اثر علي اعصابي وخلاني افقد السيطره عليها لما قعدتني يجي ساعتين اهو وانا تعبانه وكمان في الاخر تيجي تكلمني وحش بالطريقه دي..!


"سليم" متفهماً برقه وكأنه يحدث ابنته: بس مينفعش كنتي تتصرفي من دماغك وتمشي بنائاً علي كلامها..!


كان لازم تيجي تقوليلي وانا اتصرف ، وتفتكري ان كلمتي هي الي بتنفذ مش اي حد تاني يعني انتي تعليماتك تاخديها مني انا وبس ..!


ثم احتد صوته واكمل : وتحمدي ربنا اني لحقتك قبل ما تمشي عشان لو كنتي اتصرفتي من دماغك ومشيتي من غير علمي، كنتي هتتعاقبي، وانا عقابي ما اتمناش انه في يوم يطولك يا اسيل فاهمه..!؟


كانت اسيل شارده تنظر له بتوتر اثر حدته معها ولكن تعلم ان معه كل الحق فهي قد تسرعت بالفعل و عندما وصل لجزئيه العقاب شعرت بإرتجاف يسري بداخلها اثر حدته وقسوته وهو يلقي عليها بكلماته الصارمه


اومأت" اسيل" رأسها بشده: فاهمه


عادت قسمات وجه سليم لليين وابتسم برقه

و نهض يتوجه لهاتف المكتب ويلقي تعليمات صارمه علي شذي بإحضار كوب من العصير بأسرع وقت


ثم التف لها يبتسم بليين : دلوقتي بقا يستي هاتيلي انا الفلاشه و اشربي العصير لحد ما اطلبلك السواق يجهزلك عربيه توصلك لحد بيتك عشان ترتاحي


انا عارف انك تعبتي الايام الي فاتت وكانت صعبه عليكي بس من دلوقتي مش عايزك تقلقي او تشيلي هم حاجه روحي ارتاحي ومتفكريش في اي شغل انتي خلاص مقبوله ومشروعك كمان مقبول..!


نهضت "اسيل" بلهفه : مقبوله ازاي يعني؟ اذا كان مشروعي لسه متراجعش زي ما قولت جوا..! لو سمحت يا سليم انا مقبلش ان انا اتجامل في شغلي او...


"سليم" مقاطعاً: ششش اهدي يا اسيل، انا لا بجاملك ولا بستثنيكي انا معنديش في الشغل مجاملات، بس تفتكري ان سليم المنشاوي محتاح فعلاً مراجعه لكل مشروع عشان يقدر يقرر؟


ظلت اسيل تنظر له في عدم فهم مترقبه توضيحه


"سليم": انا اقدر اعرف المشروع الناجح من الي مش ناجح من اول دقيقه مناقشه في المشروع ، دراسه الجدوي ومراجعه والمشاريع دي كمليات و احتياطات لازم الواحد ياخد باله منها..!

واني اوافق اسمع شرحك للاخر ده معناه اني حسبتها وقابل مشروعك مبدئياً ..


"اسيل" والفرحه تشع من عينها : يعني ايه؟ يعني انا مشروعي حلو وعجبك؟


ابتسم سليم مشجعاً وهو يومئ برأسه ولكن اتسعت حدقته واندهش من ردي فعلها..!


فلم تتمالك نفسها وبدون وعي قفزت وهي تصفق بيدها مثل الاطفال


فتح باب المكتب فجأه لتدلف شذي بوجه جامد تحمل بيدها العصير و عندما رأت حاله اسيل اشتعلت غضباً وألتهمتها بنظارتها الحاده


شهقت اسيل بحرج وهي تشتعل خجلاً علي تصرفها الطفولي وخفضت رأسها الارض


"سليم" بحده: هو انتي اتشليتي ما بتعرفيش تخبطي علي الباب قبل ما تدخلي؟


"شذي" بتهكم : مم اسفه انا خبط بس واضح ان حضرتك كنت مشغول ومسمعتنيش


"سليم" بحده: حطي الي في ايدك واتفضلي علي مكتبك


بعد خروج شذي اقترب "سليم" من اسيل محاولاً تدارج خجلها : لا فين الضحكه؟ .. انا مش عايز اشوف غير الفرحه دي في عنيكي بعد كدا..!


"اسيل" بخجل : ااا... انا اسفه بس مكنتش اقصد.. يعني فرحت اوي بس.. ومش..


"سليم" : مفيش بس، انا مش عايزك اصلا غير تفرحي وتطنطتي واشوف ضحكتك منوره وشك كدا دايماً


خجلت اسيل من مغازلته لها وقررت عرض عليه العوده لمنزلها بمفردها ولكن رفض نهائياً واجبرها علي شرب العصير كاملاً قبل خروجها من باب مكتبه..

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل العشرون من رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة