-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل - الفصل الثانى عشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الإجتماعية والرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة دينا عادل ؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل الثانى عشر من رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمعقدة من الرومانسية والإنتقام والألغاز.

رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل - الفصل الثانى عشر

رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل

رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل - الفصل الثانى عشر

 تسللت "ثُريا" بالتخفي من الباب الخلفي للقصر ، حتى لا يراها أحدًا لكنها كانت ترى الحراسة المكثفة من الشرطة على المكان ، فلعنت حظها وحاولت أن تفكر كيف ستعبر إلى الناحية الأخرى دون أن يراها أحدًا ؟


تلفتت حولها جيدًا ولم يكن أمامها سوى القفز من على السور إلى الجهة الأخرى إلى حيث ناحية لا يقف عليها أحدًا .


كان سور القصر طويلًا إلى حد ما يصعب تسلقه لكنها تحدت نفسها كي تنفذ ما تريده ، أخذت أنفاسها بهدوء واستجمعت قواها واقتربت من السور وأسندت يدها على الشجرة المجاورة واليد الأخرى لتسلق السور والإمساك بحافته ، كان الأمر صعبًا عليها لكن لم يهمها سوى العبور فقط .


قفزت "ثُريا" بقوة إلى الأرض من الناحية الأخرى بعدما شعرت بألم حد في جسدها لكنها تحاملت ووقفت تتفقد الأمور حتى تتأكد أن لا أحد قد شعر بها ، ومن ثم تحركت سريعًا تبحث بيعنها عن الطريق وتحاول الوصول إلى قصر "مجدي" .


...................................................


في ذلك الوقت أنهى "صفوت" اتصاله مع صديقه في المخفر يخبره أنه سيحاول إيجاد براءة "قُصي" بالمراقبة المكثفة على "مجدي" فبتأكيد سيخطأ في أمر ما يوقعه .


وأثناء تجول "صفوت" نحو أرجاء القصر ، لفت انتباهه خطوات أحدهم بالقرب منهم ، تقدم بخطواته نحو الشخص ليجد أحدهم يمشي بالتخفي ويركض متنكرًا .


شعر "صفوت" بالحيرة والغضب وتقدم بخطوات أسرع ليلحق بهذا الشخص لعله وراءه أمر ما !


وصلت "ثُريا" إلى قصر "مجدي" بعد عناء طويل كانت تقف على الناحية الخارجية من القصر وهي تستجمع شجاعتها كي تدلف داخلًا ، وفجأة وجدت يدًا تسحبها بقوة إلى الخلف مبتعدًا بها عن القصر .


ارتعدت "ثُريا" بخوف وهي تحاول تخليص نفسها حتى تركها وهو يكشف عن وجهها ويقول بصدمة :


-مدام ثُريا ! ، أنتِ بتعملي إيه هنا ؟


نظرت "ثُريا" حولها ومن ثم هتفت بتلعثم :


-أستاذ صفوت ! ، آآ أنا مش بعمل حاجة .


احتدت ملامحه وهو يشير بنبرة غير راضية:


-كنتي رايحة لمجدي صح ؟ ، عايزة تخلينا نعمل مشاكل ليه وإحنا في غِنا عنها!


أخذت "ثُريا" تبكي وهي تقول بشعور يملأه الألم وقالت:


-عشانه ، لازم يخرج من اللي هو فيه ، كل ده بسبب مجدي أنتَ عارف كده كويس وأنتَ مش هتعمل حاجة ، مجدي ده مش سهل ومش هتقدر توجهله أي تهمة .


شبك "صفوت" وهو يقول مقوسًا فمه :


-وحضرتك كنتي هتعرفي بقى تعملي كده ؟ ، ده شغلنا وأنا عارف بعمل إيه كويس ، وبعدين أنتِ كنتي رايحة تعملي إيه هناك ؟


ارتبكت "ثُريا" ووضعت الشال على رأسها بتوتر حتى سقط منه مسدسًا ! ، شهق "صفوت" مذهولًا وقال وقد احتدت ملامحه :


-كنتي رايحة تقتليه ! ، أنتِ ازاي بتفكري كده عايزة نروح كلنا في داهية .


بكت "ثُريا" صامتة ومن ثم هتفت باختناق:


-خلاص مش هعمل حاجة ، اتفضل خلينا نروح .


تنهد "صفوت" ومن ثم تحولت نبرته إلى الهدوء قليلًا وقال مشيرًا لها :


-أنا عارف إنك عايزة تخلصي من الموضوع ده وقُصي يرجعلك وأوعدك ده اللي هيحصل ، وأنا هعمل نفسي كأني مشوفتش حاجة دلوقتي ، وياريت حاجة زي دي متتكرش تاني .


هزت "ثُريا" رأسها بخفوت وقالت بنبرة راجية:


-أنا موافقة بس أرجوك متخليش قُصي يضيع لازم نخرجه من الورطة دي .


هز "صفوت" رأسه مطمئنًا وقال:


-هيحصل إن شاء الله ، قُصي زي ابني وأنا عارفه كويس ، وإن شاء الله نهاية مجدي هتكون قريب .


تمنت ذلك ثُريا برغم من خوفها الشديد من القادم ، نعم هي كانت تحب "مجدي" كثيرًا وتعتبره والدها أو هكذا ظنت بعدما رحلت عن الجميع ، ولكن بعد كشفها لخداعه والاحتمال الكبير لقتله لوالدتها لا تتمنى له الآن سوى الموت .


ترددت "ثُريا" بأمر والدتها لكن حسمت أمرها وقررت أن تخبر "صفوت" بقصتها وقصة موت والدتها ربما تكون نقطة كبيرة للقضاء على "مجدي" فأخذ "صفوت" هذا الحديث على محمل الجد قائلًا وهو يحك طرف ذقنه:


-الكلام اللي بتقوليه ده خطير ، وفي احتمالية كبيرة يكون هو ، أو حد تاني يعرفه ، لكن اللي المتأكد منه أنه عارف مين القاتل الحقيقي اللي عمل كده عشان كده قالك الحكاية دي .


هزت "ثُريا" رأسها وقالت بتفكير :


-أنا عندي الشك الأكبر ناحيته هو ، بس ليه ممكن يعمل كده ؟


تنهد "صفوت" وقال بإيجاز:


-هنعرف قريب إن شاء الله ، سيبي بس أنتِ الحكاية دي على جنب ، إحنا عايزين بس غلطة واحد نقدر نمسكه بيها وبعدين الباقي سهل .


زفرت "ثُريا" أنفاسها وقالت بضيق ممزوج بالاختناق:


-يا رب يحصل ده قريب كل لحظة بتمر عليا وقُصي في خطر بتخنق فيها أكتر.


نظر لها "صفوت" نظرة ذات مغزى وقالت بابتسامة صغيرة:


-واضح أنك بدأتي تليني من ناحيته وترجعي تحبيه ، على فكرة هو كمان بيحبك أوي .


ارتعش بدن "ثُريا" واحمر وجهها وقالت مدارية ذلك الشعور:


-البلاوي الكتيرة اللي عملها دي مش مخلياني عارفة أرجع ده تاني للأسف .


ابتسم بمداعبة وقال بهدوء:


-عشان بيقتل يعني مش كده ؟


شهقت "ثُريا" بدهشة وقال متسائلة :


-حضرتك عارف ؟


هز رأسه بابتسامة هادئة وقال:


-أكيد عارف هو مش بيخبي عني حاجة ، بس ممكن تواجهيه بالموضوع ده جايز يكون عنده إجابة تانية غير اللي في بالك .


شردت "ثُريا" في حيرة من تلك المسألة ومن ثم هتفت بعد برهة بحزن :


-يخرج الأول وبعدين أبقى أواجه زي ما أنا عايزة .


هز "صفوت" برأسه بينما قالت "ثُريا" مبتسمة:


-أنا هطمن على خالتو ، ومتقلقش مش هعمل حركات تانية .


لوى "صفوت" شفتيه بضيق وقال:


-هنشوف !


شعرت "ثُريا" بالحرج لكنها كانت تريد إنهاء كل شيء لدافع إنقاذ "قُصي" كانت تشعر ببعض اللوم على نفسها بأنها كانت تلومه وتشعر بالضيق للحال الذي قد وصل إليه ، لكن مشاعرها مازالت قائمة فمنذ الوهلة الأولى التي شردت بملامحه شعرت به ، تمنت من داخلها أن ينتهى هذا الكابوس قريبًا حتى تعود لحياتها من جديد ، ذهبت إلى خالتها كي تجلس معها وتواسيها وأيضًا تواسي حالها .


................................................


استقر "مجدي" على الأريكة وهو يدخن من سيجارته الفارهة ، بينما اقتربت منه "كاميليا" بدلال أتقنته وهي تتحسس وجهه بيدها قائلة بنبرة خبيثة:


-بيبي أنتَ ناوي على أيه دلوقتي ؟


نظر لها وإلى حركاته التي تلاعبه وعلم أن ورائها أمرًا تريده ، فنظر لها بهدوء وقال :


-مستني حكم سي قُصي ، بعد ما المحاكمة اتأجلت ،البوليس بقى محاوط القصر كله يعني مش هعرف أعمل حاجة، هستنى بقى لما يتحكم عليه وبكده البوليس مش هيكون له لازمة .


تنهدت "كاميليا" منتظرة ذلك اليوم ومن ثم هتفت وهي تقترب منه:


-إن شاء الله اليوم ده هيجي يا حبيبي ، بس أنا عايزاك بقى أول ما تاخد القصر وتستولى على القرية تكتبه باسمي .


ارتفع حاجب "مجدي" بطريقة ساخرة وهو يقول :


-إيه يا قلبي ؟ ، أكتبلك إيه ؟ .


نظرت له "كاميليا" بتحدي وهي تقول بنبرة مؤكدة:


-زي ما سمعت يا روح قلبك ، إيه مش من حقي حاجة بيسطة زي


ابتعد عنها "مجدي" وهو يطفئ سيجارته ويشعر ببعض الحنق وقال:


-ليه يا عنيا مفكرة نفسك إيه ، وأنا أهبل عشان أكتبلك القصر اللي عايزه بتاعي باسمك ؟ تطلعي مين أنتِ


ارتسم على وجه "كاميليا" معالم الغضب الشديد وقالت وهي تنهره بقوة:


-باعتباري مراتك يا حبيبي ، ولا أنتَ عاوز تاخد كل حاجة لنفسك ، لا بقى متنساش إننا لولا أفكاري كان زمانك مقتول ، أنا اللي كنت بخطط وأنقذك كل مرة ولا نسيت ؟ .


أطبق "مجدي" على عنقها بقوة بعد أن شعر بطمعها:


-أنتِ قاعدة هنا وبتخططي لده كله مش لجمال عنيا يا ماما ، أنتِ كل اللي همك الفلوس وبس ، لكن أنا طيب وعايزك تاكلي عيش فشيلي أي حاجة تبع القرية من حسابتك خالص ، وارضي أحسن لك باللي معاكي .


تركها وهو ينظر لها بحقارة فبثقت "كاميليا" عليه وقالت:


-طب اصبر عليا يا مجدي والله لأطلعه عليك وعليا وعلى أعدائي !


......


في ذلك الوق كاد "مجدي" أن يدلف إلى مكتبه لكن استوقفه أحد حراسه وهو يقول بعجالة:


-مجدي بيه ، مجدي بيه مش هتصدق اللي شوفته .


التفت له "مجدي" وهو يقول بضيق ونبرة مقتضبة:


-خير في إيه ؟


قال حارسه ويدعى "رجب" بتركيز شديد:


-وأنا واقف برا القصر كنت رايح أراقب القصربتاع الشيطان زي ما حضرتك أمرتني ، وشوفت الآنسة بيان وهي جاية هنا للقصر وبعدين حد شدها بعيد ورجعها تاني .


اتسعت عينا "مجدي" قائلًا بشفاه مرتعشة :


-بيان ؟!


هز "رجب" رأسه وقال مكملًا:


-ولما مشيت وراهم لحد هناك وكانت الآنسة بيان كشفت وشها واتأكدت أنها هي.


حرك "مجدي" يده بصدمة كبيرة وتفكير وهتف بعصبية:


-ازاي الكلام ده ! ، بيان خلاص ماتت إيه اللي أنتَ بتقوله ده.


تنحنح "رجب" وقال بنبرة مؤكدة:


-أنا بقول اللي شوفته ومتأكد منه .


خفق قلب "مجدي" وقد شعر أن هناك لغز كبير وراء ذلك فهتف قائلًا بنبرة جادة للغاية:


-لو الكلام ده بجد لازم تبقى موجودة هنا، اسمع اللي هقولك عليه وتنفذه ولو طلعت عايشة هتيجي ليا برجليها كمان !


.................................................................................


في صباح اليوم التالي


مددت "ثُريا" على الفراش بغرفة "قُصي" تتحسس مكانه وتشعر بالاشتياق له والخنقة ، وتتساءل ربما قد اقترب الوقت التي تعلم كل شيء عنه وكيف مات والده وتحول بعدها إلى تلك الهيئة .


تنهدت وهي تقول داعية:


-يا رب يطلع منها بسرعة وميحصلش مشاكل أكتر .


تنهدت وقد سالت دموعها ومن ثم أعلن هاتفها عن وصول رسالة ما ، تعجبت بشدة كبيرة فمنذ فترة طويلة لم يحاول أحد الاتصال بها .


فتحت الهاتف لتقرأ محتوى الرسالة لتنصدم بتعجب:


-"أنا طلعت من السجن ومستنيكي في أجمل مكان في القرية عند البحيرة عاملك مفاجأة ."


ارتعش قلب "ثُريا" وهي تقول بتردد كبير:


-قُصي ؟ طلع ازاي محدش قال حاجة وازاي مجاش هنا يشوف خالتو ؟


قررت أن تذهب وتعرض الرسالة على "صفوت" حتى تتأكد من ظنونها ، تمنت لو أن ما قرأته حقيقة ، بدلت ملابسها بفستان رقيق ، هبطت إلى أسفل ودلفت إلى الحديقة ، لكنها لم تجد "صفوت" أو أي أحدًا من رجال الشرطة .


تعجبت وقالت بعد تفكير:


-يبقى أكيد مشيوا ، وكده فعلًا قُصي خرج .


تنهدت مبتسمة وخرجت من البوابة الخلفية التي لا يقف عندها أي أحد ، فهي الأقرب إلى مكان البحيرة .


تحركت بخطوات حماسية وكل ما كانت تفكر به أن "قُصي" سيعوضها عن تلك المفاجأة كي يسعدها .


وصلت "ثُريا" إلى البحيرة فلم تجد أحدًا فهتفت باحثة عنه هاتفة :


-قُصي أنتَ فين ، أنا جيت .


-موجود !


شهقت "ثُريا" بفزع كبير وهي تستمع إلى ذلك الصوت المألوف لها استدارت وهي تقول بفزع :


-مجدي !


نظر لها "مجدي" بقوة وهو يقول واضعًا يده بإحدى جيوبه:


-مفاجأة مش كده ؟


ومن ثم أغمض عينه وهو يقول مشيرًا بدهشة بادية على وجهه:


-يعني كل ده كنت في وهم وفعلًا أنتِ عايشة !


تنهدت "ثُريا" بخوف هي تطالع المكان حولها فتجد الحراس قد حاوطه من كل مكان ، فركت يدها ومن ثم تحولت نظراتها إلى الغضب وهي تقول:


-مش يمكن أكون عايشة عشان أخلص منك ؟


تفرس "مجدي" بملامحها التي تحتوي على الغضب وقال رافعًا إحدى حاجبيه:


-تخلصي مني ، من أبوكي حبيبك .


-اخرس يا حقير !


قالتها "ثُريا" وهي تشير بأصبعها وتقول وهي تشعر بالاشمئزاز :


-أنتَ أحقر واحد شوفته في حياتي ، خدعتني وحرمتني منه وقال أنا الهبلة صدقتك .


علم "مجدي" أنها كشفت الحقيقة ولكن كيف ، فهو قد كان مخططًا لكل شيء ، لذلك لا يجب أن تعود إلى هناك مجددًا يجب أن يتصرف هو بنفسه أخرج من جيبه زجاجة ما وأشهرها نحوها وهو ينفث منها على وجهها قائلًا بصرامة:


-مادام عرفتي كل حاجة يبقى أن أولى أكمل نهايتها !


شعرت "ثُريا" أنا الأرض تدور بها ووقعت مغشيًا عليها ، فأشار لهم "مجدي" بإحضارها على الفور إلى سيارته .


.........................................................


-الغبي ! ، حركة منه غبية عشان نبعد عن القصر !


قالها "صفوت" بغضب كبير والتفت حوله لينده أحد الخدم فأتت له "سماح" فأشار لها قائلًا:


-روحي اطمني على مدام ثُريا شوفيها في أوضتها ولا لاء ؟


تحركت "سماح" سريعًا لكي تتفقدها وعادت بعد برهة وهي تقول بأسف:


-مفيش حد في الأوضة ، شكلها نزلت لأن شوفت هدومها القديمة على الأرض.


قبض "صفوت" على يده بقوة وهي تقول:


-وتخرج ليه ! ، أنا نبهتها متعملش حاجة ممكن مجدي يكون خطفها ويكون له علاقة بالخبر الكاذب اللي عرفناه !


تنهد وهو يفكر فأشار له "نبيل" وقال:


-إحنا لازم نتحرك ونلاقيها !


هز "صفوت برأسه وقال:


-هنتحرك دلوقتي وأنا هبعت قوة أكتر تحرس القصر .


ومن ثم أشار إلى "سماح" منبهًا بقوة:


-اوعي رحمة هانم تعرف حاجة عن الموضوع ده سامعة ؟


حركت "سماح" رأسها وقالت بتوتر:


-حاضر يا بيه ، ربنا ينجيكي يا ست ثُريا !


..............................................................


لقد كان ل"قُصي" شعور آخر بالحجز يشعر لأول مرة في حياته أن ضعيف طلب أن يكون بحجز انفرادي أفضل من الاختلاط بالناس لأنه لا يعلم ما ممكن أن يرتكبه هناك ، وأثناء وجوده هناك كان يكتب اسمها على جميع جدران الحائط ويحاول رسم ملامحها ، تنهد مفكرًا بحالها من دونه وشعر بالاختناق أنها ربما لا تكون حزينة عليه .


كان يراها كل يوم في أحلامه ، وشعر بالضجر يفتك به لبقائه عاجزًا عن فعل أي شيء تنهد هاتفًا بتصميم وهو يقول:


-لازم أطلع من هنا ، لازم أكون معاكي .


ومن ثم تابع بقوة كبير وهو يقول:


-لازم مجدي يموت !


تنهد ساندًا على الحائط يتذكرها وهي صغيرة ، يشعر وكأنها قطعة منه لا يستطيع تركها مرت عليه تلك السنوات كان فيها كالأموات لا يشغل نفسه سوى بأذية من حوله وكسر ضلوع قلبه .


أغمض عينه مفكرًا بها راسمًا ما يمكن أن يحدث ويخطط له فور خروجه من هنا !


.............................................................


وضع "مجدي" ثُريا" في المخزن بالأسفل وربط يدها وقدمها على إحدى الكراسي القديمة به وهو يقول بشراسة:


-يا ريتك كنتي فعلًا مُتي مكنتش عملت فيكي كده ، أنتِ وأمك بوظتوا حياتي أكتر وعادي يعني نخلص منك زي ما خلصت منها !


نظر لها وهي مخدرة وقال بقوة:


-قُصي كان هيلعب معايا لعبة زبالة بس جي الوقت أقلبها لصفي !


تركها بعد أن ألقى نظرة عليها أخيرة وذهب خارج المخزن يخبر حراسه:


-هنتحرك الليلة في مكان بعيد مش ناقص مشاكل بسببها ، حاولوا تلهوا البوليس عقبال ما أشوف مكان عدل !


فعلوا الحراس كما أمرهم وذهب كي يتفقد أحدى الأماكن البعيدة عن هنا حتى لا يعلم أحد مكان "ثُريا" !


على الناحية الأخرى كانت "كاميليا" تتابع ما يحدث بالتخفي وسرًا وعلى وجهها الصدمة وهي تقول بضيق:


-البت دي لسه عايشة ، كده أنا مش هستفاد حاجة من وجودي مع مجدي ومسير حد يجي ينقذها !


ومن ثم لمعت عيناها بخبث شديد وقالت:


-لكن ممكن أستفاد أنا بقى !


ذهبت "كاميليا" وبدلت ملابسها ودلفت إلى الخارج بحجة أنها تريد أن تحضر بعض أغراضها وتوقفت عن قصر "قُصي" ولمعت عيناها بخبث شديد وهي تتجه للداخل !

*********************
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة