-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل - الفصل السادس والعشرون (الأخير)

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الإجتماعية والرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة دينا عادل ؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل السادس والعشرون (الأخير) من رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمعقدة من الرومانسية والإنتقام والألغاز.

رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل - الفصل السادس والعشرون (الأخير)

رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل

رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل - الفصل السادس والعشرون (الأخير)

دلفت "عفاف" وعلى وجهها ملامح التردد وهتفت بنبرة خافتة:

-تسمحلي شوية يا صفوت ؟

ظهرت على ملامح "صفوت" الضيق الشديد وقال لاويًا شفتيه:

-عايزة إيه يا عفاف ؟ مش كفاية إن سيادتك قاطعتي بيا سنتين عشان الست هانم.

تنهدت "عفاف" وهي تقول بنظرات معاتبة شديدة:

-مبقتش قادرة أسكت أكتر من كده ، صفوت أنتَ مبقتش أخويا اللي أعرفه اتغيرت أوي وبصراحة اللي بتعمله ميرضيش ربنا .

تذمر "صفوت" رافضًا الإذعان لإتهمامها وقال بنبرة مقتضبة:

-جيبي من الآخر يا عفاف ، أنا مش بحب تلفي وتدوري.

أشارت "عفاف" برأسها هاتفة بحسم:

-اسمع يا صفوت وئام دخلت المستشفى وحالتها وحشة جدًا وطبعًا ده كله بسببك.

تعجب "صفوت" رافعًا حاجبيه وقد ظهرت على ملامحه بعض علامات الضيق قائلًا:

-يعني إيه دخلت المستشفى ؟ أكيد بسبب اللي عملته وأنا مالي أصلًا ؟

تذمرت "عفاف" بحنق شديد وقالت:

-أنتَ السبب يا صفوت مش هي ، قولتلك مليون مرة إنك ظلمتها واعمل حساب العشرة بس أنتَ عمرك ما فكرت بقلبك نهائي .

تنهدت بتأفف وهي تكمل حاملة نظرات الاتهام له :

-وئام عمرها ما خانتك يا صفوت ، أنتَ ناسي إنها صاحبتي وإنها محبتش في الدنيا أد ما حبتك اتهمتها من غير دليل لمجرد إنك شوفت الراجل ده خارج من عندها !

هتف "ًصفوت" بعصبية شديدة رافضًا الموافقة على اتهامها قائلًا:

-والراجل ده كان مين ؟ ، مش اللي كان عايز يتجوزها قبلي ودايب فيها غرام وكمان كان خارج من بيتي مبسوط ، من فترة وأنا كنت شاكك فيها والاقيها بتخرج من ورايا آتاري عشان تقابل حبيبها وتقوليلي كلام تافهة زي ده !

هزت "عفاف" رأسها بقلة حيلة على سذاجة أخيها قائلة بصدق:

-أنتَ عارف وأنا عارفة أخلاق وئام إيه ؟ ، وبعدين أنا قولتلك مليون مرة دايمًا كانت بتنزل عشانك وأنتَ ظالمها .

كاد "صفوت" أن يتحدث من جديد معترضًا لكنها أشارت له "عفاف" معترضة بشدة كبيرة وهي تمسك يده قائلة بحزم:

-أنتَ لسه هتتكلم تعالا دلوقتي معايا عشان تشوف بنفسك وتعرف يلا .

لم تمهله الفرصة للتراجع واخذته معه عنوة حتى تنهي ذلك الجدال وتجعله يستوعب ما ضيعه طوال سنوات مضت .

........

وصل "صفوت" المشفى برفقة أخته التي أجبرته على الذهاب بينما كان هو يشعر بالضيق والحنق لأفعالها وبنفس الوقت يرفض التفكير والاضطراب التي لا يعترف بها ، دلف "صفوت" بمضض شديد حتى وصل إلى غرفة طليقته "وئام" .

دلف إلى الغرفة وتغيرت ملامحه كليًا عندما شاهد ملامح تلك السيدة التي تبدلت بشكل كامل ، حيث ظهر على وجهها علامات الذبول والتعب والإرهاق كما أنها كانت ممدة على الفراش شاردة الذهن ، تقطع قلب "صفوت" للمرة الأولى عندما وجدها بهذا الشكل ، أحقًا ظلمها كل تلك السنوات ؟

شاهدته "عفاف" وأشارت له بلوم كبير:

-ادخل يا صفوت .

عندما سمعت "وئام" اسم زوحها انتبهت له وقابلت وجهه ناظرة له بوهن وشغف وعتاب بعد كل تلك السنوات ، تردد "صفوت" بدخوله واقترب بهدوء يتابع ملامحها التي تُرسِل له الكثير تنحنح "صفوت" بخشونة وهو يقول:

-احم سلامتك يا أم يحيى .

لم ترد عليه "وئام" فجلس مقابلًا لها وهو يقول:

-مش عايزة تتكلمي ؟

تنهدت "وئام" تنهيدة مطولة للغاية وهي تقول بنبرة واهنة ومتقطعة:

-أقول إيه ؟ إن أكتر إنسان حبيته باعني وسابني ، أقول أنه كذبني وصدق واحد ملوش أي قيمة عندي أقول إني دايمًا كنت بصده وأنه ملاقاش غير الحركات دي عشان تشك في مراتك ، وأدي النتيجة يا صفوت .

نزلت دموعها بعذاب فشعر "صفوت" بتأنيب الضمير وهو يقول مبررًا:

-أنا كنت بشوف بعيني كل دليل كان بيثبت وجود الراجل ده في حياتك ، أنا مكنتش ناوي على كل ده إلا لما هو ظهر في حياتك .

حاولت "عفاف" تخفيف الوضع وهي تقول:

-المهم في الآخر إن وئام معلمتش حاجة والغلط كله على الراجل ده ، وأنتَ لازم تعيد حسابتك يا صفوت دي وئام ام ابنك بلاش تحرم نفسك من حياة كويسة قصاد حاجات تافهة بتتخليها .

تابعت "وئام" تغير نظراته التي كانت تحوي التردد وبعض تأنيب الضمير فتنهدت "وئام" متعبة خائفة من ألا يصدقها.

.....................................................................

عادت "مروة" إلى الشركة بعد أن كانت تطير من السعادة مع حبيبها ولمحت "ثُريا" التي لم تذهب بعد إلى المنزل فتعجبت بحيرة واقتربت منها وهي تقول:

-أنا مش متوقعاكي بصراحة ، أنا قولت إنك هتروحي بدري ولا هتاخدي أجازة عشان تعوضي أيامك مع قُصي .

تنهدت "ثُريأ" وقال مشبكة يدها قائلة:

-أنا بعاقبه شوية .

نظرت لها "مروة" بحيرة وقالت:

-وليه العقاب ؟

ابتسمت "ثُريا" قائلة ببعض الحزن الذي طفى عليها الآن :

-قُصي كان فاكر إني هربت وسيبته لما شاف جواب مكتوب فيه إني مش عايزة أكمل معاه وهو للأسف صدق ده واتعامل على أساسه ، وقبل ما تسألي فحماكي هو اللي قالي .

شبكت "مروة" يدها معًا وقال بتحذير:

-يا ثُريا كفاية ، أنتوا عيشتوا أيام صعبة وبعدين هو كان معذور متخليهوش يبعد عنك .

هزت "ثُريا" رأسها متفهمة وقال بابتسامة عذبة:

-متقلقيش يا مروة أنا أكيد مش هطول وبيني وبينك هو كمان وحشني .

أوقفتها "مروة" وقالت بتصميم كبير:

-طيب قومي يا هانم روحي بيتك وشوفي جوزك يلا بطلي عناد واسمعي الكلام.

ووسط إصرار "مروة" وافقت "ثُريا" وذهبت إلى منزلها وهي تحاول أن تزيل كل تلك الذكريات الأليمة .

بينما عادت "مروة" إلى مكتبها ولم تلمح "حازم" زمليهم الذي شعر بالقهرة الشديدة عندما علم بأمر زواجها ولكن هذا هو النصيب.

.......................................................

-يا لُبنى افتحي بقى قلقتيني عليكي بقالك ساعة جوا .

قالها "مدحت" عندما عاد إلى منزله ووجد "لُبنى" بالمرحاض و وأخبرته أن ينتظر قليلًا وستنتهي ، خرجت "لُبنى" وعلى وجهها ملامح الصدمة فقلق "مدحت" أكثر وقال ناظرًا لها بتفحص:

-مالك يا حبيبتي اتأخرتي كده ليه ؟

أدمعت عينا "لُبنى" وهي تهتف بحماس قوي قائلة:

-مش هتصدق يا مدحت مش هتصدق .

نظر لها "مدحت" وإلى حماسها بغرابة شديدة وقال :

-أنا مش فاهم مش هصدق إيه ؟

أمسكت إحدى يده وباليد الأخرى وضعت شيئًا وقالت بسعادة مفرطة:

-أنا حامل يا مدحت حامل .

لُجِم لسان "مدحت" عن الحديث وبرَّق بيعنه وقال:

-مين دي اللي حامل ؟!!

تحسست "لُبنى"وجهه وهي تقول بصدمة:

-مدحت حبيبي أنتَ كويس ؟ ، بقولك أنا حامل انهاردة جبت اختبار الحمل وعملته وطلع إيجابي كنت شاكة من الأعراض اللي جاتلي .

أمسك "مدحت" بيدها غير مصدقًا وهطلت دموعه ودق قلبه بعنف وهو يقول:

-أنا مش مصدق اللي بتقوليه ده أحنا بنحلم ؟

بكت "لُبنى" بفرحة وهي تقول:

ربنا كرمنا يا مدحت ربنا كرمنا .

ضمها "مدحت" وهو يقول بصوت عالي:

-الحمدلله يا رب الحمدلله ، مــراتي حامل يا جدعان حامل !

سمعت "كريمة" من الخارج بعض الشوشرة نحو غرفة ابنها فأتت على الفور وهي تقول بانزعاج:

-في إيه يا مدحت مالك ؟

ركض "مدحت" نحو والدته وهو يقول بحماس شديد:

-المعجزة حصلت يا أمي ، لُبنى حامل طلعت حامل .

صُدمت "كريمة" وقالت بعدم تصديق:

-حامل بجد ؟!!

أشار لها "مدحت" بالإيجاب وهو يقول بنبرة فرحة:

-أيوة يا ماما هي عملت اختبار الحمل وطلع أنها حامل .

تحولت ملامح "كريمة" إلى السعادة الشديدة وهي تقترب من "لُبنى" وتقول بحنان:

ألف مبروك يا حبيبتي ألف مبروك

كانت ملامح الصدمة تبدو على وجه "لُبنى" من التحول المفاجئ الذي تغيرت به "كريمة" للتو لكنها ابتسمت وقالت بود:

-الله يبارك فيكي يا عمتي .

-من انهاردة بقى ترتاحي وبس ولازم نتابع مع دكتور شاطر عشان حفيدي ميعذبش أمه .

هتفت بها "كريمة" وسط ذهول شديد من ابنها وزوجته لكن كان الفرحة هي التي تغطي ذلك بقوة ربما تلك تحول نقطة كبيرة في حياتهم .

............................................................

عادت "ثُريا" إلى المنزل وسألت "سماح" عن "قُصي" فأخبرته أنه عاد منذ قليل فقررت "ثُريا" أن تذهب إليه بعد أن تُبدِل ثيابها ، وعندما دلفت غرفتها لم تصدق عينها حيث وجدته بالغرفة ووجدت الفراش مليء بالزهور الحمراء بينما هو جالس على الفراش يضم ملابسها ، لانت ملامح "ثُريا" كثيرًا واقتربت منه غير مصدقة وهي تقول بصوت عذب:

-إيه ده كله !

نظر لها "قُصي" وابتسم بحب وأمسك بيدها وهو حاملًا لها كل نظرات العشق:

-ده كله عشانك ، أنتِ وحشتيني أوي الفترة دي وبصراحة مش قادر أبعد عنك لحظة .

ترددت "ثُريا" برغم من سعادتها وقالت تواجه ردة فعله:

-بس كنت هتبعد يا قُصي وصدقت إني هربت صح ؟

صُدِم "قُصي" في البداية ولكن سرعان ما تحول ذلك وهو يقول ناظرًا لعينها بخشونة:

-صفوت اللي قالك مش كده ؟

أطرقت "ثُريا" برأسها بينما رفعه "قُصي" وهو يقول بندم:

-عشان كده كنتي بعيدة ؟ ، أنا ندمان لحد دلوقتي بس كان غصب عني ما صدقت إنك هتكوني ليا واللي حصل شوفته زي ما هو قالك .

أومأت "ثُريا" برأسها مصدقة وقالت:

-أنا عارفة يا قُصي ، بس ثقتك فيا تهمني أوي .

احتضن "قُصي" وجهها بحب وهتف بنبرة صادقة:

-وأنا عمري ولا هفكر أبدًا إني أفكك الثقة دي أنتِ بنتي ولا نسيتي ؟

ابتسمت "ثُريا" بملامح مرحة بينما هو اقترب منها وقبَّلها بشوق وحب ورقة يبث لها الطمأنينة التي افتقدتها ومن ثم ابتعد عنها قليلًا وهو يقول بنبرة ولاهة :

-أوعدك مش هسمح لحاجة تفرق بينا أبدًا ، ومش هسمح ببعدك فاهمة !

ضمته "ثُريا" بشوق كبير مقرة أن ستنسى تلك الأيام التي شهدت عذابهما وتكتفي معه بهذا العشق الذي يجب تعويضه لا تعكيره .

هتف "قُصي" ممسدًا عليها بحنو:

-اسمعي أنا عايز بقى الناس كلها تعرف إنك مراتي رسمي والمرة دي مش هتهربي من حضني أنا خلاص مش متحمل .

ضحكت "ثُريا" بسعادة وقالت موافقة بمشاكسة:

-أنا اللي مش هخليك تهرب مني وعلى فكرة بقى أنا زوجة غيورة ، يعني عمري ما هسمحلك تبعد عني أصلًا .

قبَّل "قُصي" رأسها ووجنتيها بحب وابتسامة صافية وقال برضا:

-أنا مبسوط عشانك وعشان اتغيرتي كده وفرحان بالخطوة اللي عمليتها دي .

لم تصدق "ثُريا" حديثه وهتفت بفرحة ممزوجة بالدهشة قائلة:

-يعني أنتَ مبسوط عشان اتحجبت ؟

هتف "قُصي" بنبرة هادئة وهو يقول بثقة:

-طبعًا فكرك يعني إني مش عايزك تقربي من ربنا ، أنا كمان عايز كده وحاسس بسواد جوايا نفسي يروح .

سعدت "ثُريا" بهذا الحديث كثيرًا واقتربت منه وقبَّلته بشغف وبعد ذلك قالت:

-وأنا أوعدك إني هعمل كل اللي أقدر عليه عشان نقرب من ربنا سوا ، أنتَ مش متخيل أنا محتاجة الخطوة دي لينا أد إيه .

ابتسم "قُصي" وفرح لأجلها ولأجله أيضًا ومن ثم هتف غامزًا:

-طب مش هنكمل احتفال ولا إيه ؟ ، أنا جايب الورد ده من الصبح .

قهقهت "ثُريا" بخفة واستسلمت لحنانه التي تريد أن تأخذ منه قدر المستطاع حتى تُطفئ تلك الجمرة التي أشعلت حياتهم .

...........................................................

-هتفضلي لاوية وشك كده ؟

هتف بها "محسن" وهو ينظر ل"ليان" بضيق لحالها وهما معًا بالطائرة ، فرأها تهفتف بغضب وحقد:

-مش كفاية حرمتني منه !

تنهد "محسن" بقلة حيلة وهتف بنبرة جادة وقوية:

-قُصي مش ليكي يا ليان ، لو كان ليكي مكنش هيورح في حتة ، لكن اللي أنتِ بتفكري فيه ده غلط ، شوفي مستقبلك وحياتك مسيرك هتلاقي اللي بيحبك .

نظرت له "ليان" بتذمر ولم تتحدث بينما لم يبالي "محسن" بتذمرها بل كل ما يريده أن تنسى "قُصي" وتبدأ من جديد .

وصلا معًا إلى إيطاليا وحجز "محسن" في فندق فاخر وهو يقول بنبرة مؤكدة:

-أنا عايز أنا وأنتِ منخسرش بعض ، أنتِ بنتي ومش عايزك غير إنك تبقى مبسوطة وبس ولازم نحاول .

تنهدت "ليان" بضيق وصعدت غرفتها وبعد قليل أخبرها والدها أن تأتي لتناول الغذاء وقد وجدته يجلس برفقة شاب ما عندما رأته لم تصدق عينها وقالت :

-أمير ؟

ابتسم "أمير" وهو يمد يده كي يسلم عليها ويقول:

-ازيك يا ليو وحشتيني .

ابتسمت "ليان" وسلمت وقالت برقة:

-أنا تمام ، أنا مش مصدقة إني شوفتك هنا .

هتف "محسن" مشيرًا نحو "أمير" وقال :

-أنا لسه مقابل أمير ابن خالتك دلوقتي وكنت مش متوقع وجوده .

هتف "أمير" وهو لا ينزل عينه على "ليان" وقال:

-الحقيقة يا عمي انا بشتغل هنا من فترة بس مجتش فرصة أقولكم ومتتصورش فرحتي كبيرة ازاي إني شوفتكوا .

نظرت له "ليان" وهي تقول مشيرة بابتسامة:

-اعمل حسابك بقى إنك هتفضالي .

أرسل لها نظرات أربكتها وهو يقول:

-طبعًا هو أنا عندي كام ليان .

شعر "محسن" بتلك النظرات وابتسم بداخله وهو يرى أخيرًا أن ابنته ستبدأ الطريق الصحيح .

...........................................................

في تلك الفترة باشر "صفوت" زيارته "لوئام" وشعرت بتحسن كبير بوجوده وتودد "صفوت" لها بعد أن شعر بظلمه لها ولكنه مازال مترددًا وذات يوم وحد ابنه "يحيى" يزور والدته ويخبرها بوقت عرسه وأنه لن يفعله إلا بتعافي صحتها .

دلف "صفوت" فرأه "يحيى" وابتسم بتوتر :

ازيك يا بابا .

أومأ "صفوت" برأسه وقال:

-كويس .

تنحنح "يحيى" بارتباك قليل وهو يشير لأبيه:

-لسه كنت بقول لماما إني مش هعمل فرح إلا لما تبقى كويسة .

توترت "وئام" وهي تقول بضيق:

-بس بقى يا يحيى أنا هبقى كويسة وهشوفك عريس أد الدنيا متضغطش عليه أبوك .

اقترب "صفوت" وأمسك بيد "وئام" وهو يقول بابتسامة صغيرة:

-أنا مش مضغوط ولا حاجة وعايزك تقوملنا بالسلامة عشان تنوري بيتك من تاني .

ابتسمت "وئام" برضا وتنهدت مرتاحة البال بينما تابع "صفوت" قائلًا:

-سامحيني .

أسكتته "وئام" وقالت بعذوبة صادقة:

-أنا خلاص نسيت يا صفوت بس أنتَ متبعدش عني تاني .

ابتسم لها "صفوت" بينما ارتاح "يحيى" أخيرًا بوجود والديه معًا

..........................................................................

بعد مرور شهرين...

عدَّل "قُصي" من البذلة التي أحضرتها "ثُريا" له وتألق في ثوبه ومن ثم مشط شعره وبعد ذلك دلفت عليه والدته وقد كانت تمشي ! ، لقد تعافت "رحمة" وأجرت علميات كبيرة وبمساعدة العلاج الطبيعي استطاعت المشي من جديد ولكنها تستند على عكاز طبي وتباشر العلاج .

تنهدت "رحمة" برضا وهي تقول:

-أخيرًا شوفتك عريس .

ابتسم "قُصي" وذهب وقبَّل رأس والدته وقال :

-الحمدلله إني قدرت أعوضك عن كل اللي فات .

ربتت عليه "رحمة" بحب وقالت غامزة:

-طب مش تشوف عروستك بقى ؟

اتسعت ابتسامة "قُصي" وشبك يده بيد والدته وهو يقول:

-يلا يا قمر .

توجه "قُصي" برفقة والدته نحو غرفة "ثُريا" التي انتهت لتوها من الاستعداد وقد كانت برفقتها "مروة" ،"نعمة" و"عبير" يتناشدن معًا حولها فريحن ، وبعد ذلك دلف "قُصي" ليرى عروسه وتفاجأ بجمالها الذي طغى بحجابها ورقة فستانها وهتفت الفتيات يزرغدن بينما اقترب منها "قُصي" وقبَّل رأسها وأمسك بيدها وهو يقول:

-أنتِ بتاعتي خلاص .

شعرت "ثُريا" أخيرًا بتلك الفرحة التي كانت تنتظرها منذ سنوات ومن ثم توجها معًا لحفلة العرس المختلفة أخيرًا عن تلك المرة السابقة ، ولحق بها الجميع وكانت "مروة" تمشي بخطوات سريعة فشددت عليها "عبير" وهي تقول بتحذير:

-يا بنتي براحة أنتِ لسه حامل في شهر مش هتبقى أنتِ وأختك .

ابتمست "مروة" وهي تقول بمرح:

-فكرتيني ، من ساعة ما الكل عرف إن لُبنى حامل وهما اتحولوا خصوصًا عمتي مش شايفة بتعاملها ازاي دلوقتي .

ابتمست "عبير" وقالت مبررة:

-الضنا غالي ، والحفيد أغلى كمان وكل أم نفسها مش بس تشوف ابنها لاء كمان حفيدها المهم الحمدلله إن المشاكل دي خلصت على خير .

تنهدت "مروة" مومأة برأسها قائلة:

-معاكي حق الحمدلله متتصوريش فرحتي بثُريا ازاي .

تنهدت "عبير" موافقة ومن ثم تسائلت بحيرة وقالت:

-ومفيش أخبار عن ليان خلاص؟

ابتسمت "مروة" هتفت مجيبة:

-اتخطبت لأمير ابن خالتها عرفنا من عمي أنه كان بيحبها أوي وهي كمان حبيته وعرفنا إنها مستقرة هناك ، أهو ربنا يهديها ، بس عارفة أنا مبسوطة باللي حصل ده كله عشان نقابل ثُريا وتتحجب وتعيش حياتها صح .

وافقتها "عبير" الرأي وقالت بابتسامة صافية:

-ربنا يسعدهم يا رب.

بدأ العرس أخيرًا وشهد مدى الفرحة التي تحولت بين "ثُريا" و"قُصي" ولمحت "رحمة" طيف "هاشم" يقترب مبتسمًا فابتسمت له بشوق ورأته راضيًا عن هذا اليوم فتنهدت برضا وهي تقول براحة:

-وعدك مراحش يا هاشم وأهم دلوقتي سوا .

ابتسمت لتذكرها زوجها الذي أوصاها على ملاقاة "ثُريا" وزواجها من ابنه وقد جاهدت "رحمة" حتى الآن كي تحقق هذا الوعد ، وبعد انتهاء العرس تحرك "قُصي" مع "ثُريا" إلى السيارة وسط دهشة "ثُريا" التي قالت بتعجب:

-إحنا رايحين فين ؟

ابتسم "قُصي" وهتف بتعجل منطلقًا بالسيارة:

-يا دوب نلحق الطيارة يا حبيبتي .

تعجبت "ثُريا" أكثر وهتفت متسائلة:

-طيارة إيه ؟ ، إحنا مسافرين ؟

نظر لها "قُصي" بيهام وقال مترقبًا ردة فعلها:

-في الحقيقة أنا حبيت نبدأ حياتنا صح وحجزت عمرة ليا أنا وأنتِ وهناك هنبدأ يا ثُريا وأنتِ معايا .

لم تصدق "ثُريا" وهطلت دموعها وهي تنظر له بحب وشوق:

-أنا بحبك أوي ربنا ميحرمنيش منك .

غمز لها "قُصي" قائلًا بنبرة آذابتها:

-ولا منك يا بنتي .

وانتهى الأمر هنا نحو الطريق إلى الله ، الطريق الذي جعل "قُصي" متأكدًا من سلامته تأكد أن هذا الطريق هو الحل بعدم وجود مشاكل بحياته ، طريق يطفئ .... جمـــــــرةُ الشَــياطيِن .

تمت بحمد الله .

*********************
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة