-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل - الفصل السادس

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الإجتماعية والرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة دينا عادل ؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل السادس من رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمعقدة من الرومانسية والإنتقام والألغاز.

رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل - الفصل السادس

رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل

رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل - الفصل السادس

كل ما كان يشغل أمر "بيان" هو معرفة ما تستطيع معرفته ليساعدها ذلك في نجاح خطتها دون أي عواقب من ذلك الرجل المتجسد على هيئة شيطان في أفعاله وتصرفاته .


شعرت "بيان" أن خلف تلك الغرفة سرٌ خطير يخفيه "قُصي" ويجب معرفته ، فتحت الغرفة ببطء شديد حتى لا ينكشف أمرها ، استجمعت شجاعتها وهي تدلف داخلًا وتغلق الباب خلفها بهدوء .


خطت "بيان" بتردد إلى الداخل فوجدت ظلام يحيط بتلك الغرفة يعقبها نور خافت صادح منها جانب فراش ما تنام عليه سيدة كبيرة .


بلعت "بيان" ريقها وهي تقترب بخطواتها نحو فراش تلك السيدة متسائلة من هي تلك وما قرابتها ب"قُصي" ، وصلت إلى فراشها مدققة النظر بها وإلى ملامحها .


ضيقت "بيان" عينها بتفحص ولمعت عيناها ببريق خافت وقد شعرت بأن قلبها يندلع من دقاته ، شهقت "بيان" وهي تنظر إلى تلك السيدة المألوفة لها تشعر باضطراب حاد قد أصاب رأسها للتو ، ولكن أيعقل هل تلك السيدة بالفعل هي ...؟


هزت "بيان" رأسها بخوف وشعرت أن الأمر أخطر مما تعلمه هي ،شعرت بالحيرة أكثر وأكثر .


لمحت "بيان" تلك الصورة التي تحاوط يد السيدة لكنها كانت مقلوبة حاولت التقدم وأخد الصورة لتراها لكنها سمعت في ذلك الوقت صوت الخادمة وهي تهتف للحارس بأن حان وقت طعام السيدة .


وبسرعة شديدة فتحت الباب ودست نفسها مختبئة بين إحدى الزاوية حتى لمحت الخادمة تدلف إلى الداخل وتغلق الباب ، ومن ثم تحركت بحذر نحو الدرج فوجدت الحارس قد ترك مكانه بعد أن هتف:


-أما أروح اشرب سيجارة عقبال ما البت دي تخلص !


تنهدت بارتياح شديد وحمدت ربها أن الحظ قد وقع معها ولم يكشفها أحد ونزلت سريعًا ودلفت إلى غرفة "قُصي" .


علت أنفاسها بسرعة كبيرة وقلبها يدق بعنف وهي تضع يدها على رأسها باكية وهي تقول بتغيب:


-إزاي ؟ ! ، مستحيل ، مستحيل اللي شوفته !


تنهدت وهي تمدد على الفراش متذكرة ذلك اليوم الذي جعلها تتحول إلى روح ليس بها حياة !


.................................................


أنا سألت عليهم عشانك وزي ما وعدتك بس للأسف ...ماتوا !


جحظت عيانها بشدة كبيرة غير مصدقة ما تسمعه ، تساقطت الدموع من عينها وقالت بارتعاش كبير رافضة تصديق ما سمعته:


-ماتوا ؟ ، إزاي لا يا بابا متقولش كده متقولش !


ضمها "مجدي" إليه بشدة وهو يحاول السيطرة فيما سيقوله:


-اهدي يا حبيبتي ، أنا عارف إن الوضع ده صعب عليكي إنك تصدقيه بس هي دي الحقيقة .


ضمت "بيان" يدها على أذنها وهي تبكي رافضة :


-لاء مش حقيقة أنتَ بتكدب عليا عشان مرجعش ليهم ، حرام عليك .


حاول "مجدي" السيطرة على أعصابه وهتف بنبرة هادئة:


-لو مش مصدقاني تعالي معايا القاهرة دلوقتي وأثتبتلك كلامي ، أنا مليش مصلحة في إني أضحك عليكي .


اضطرب قلب "بيان" وهي تهتف بشفاه مرتعشة:


-مم ...ماتوا إزاي ؟


تنهد "مجدي" مصطنعًا التأثر وقال:


-حادثة ، عملوا حادثة بالعربية جامدة أوي ده اللي عرفته وعشان أتأكد أكتر روحت زورتهم في المدفن ، وأدي كمان شهادات وفاتهم .


أعطاها الأوراق كي تتأكد بنفسها فرمت الأوراق غير مصدقة وارتمت باكية فقد فقدت كل شيء ، والدتها و الآن من وعدها بأنه لن يتركها وها قد تركها هو والدته .


تركها "مجدي" حتى تهدأ فهو يعلم أن صدمتها لن تزول بسرعة وحتى يرتب ما يفكر به للانتقام !


بكت "بيان" بحرقة فقد فقدت كل من تحبهم :ابن خالتها وخالتها ووالدتها منذ سنة لسبب مجهول لا تعرفه حتى الآن !


...............


أفاقت من شرودها وهي تشعر بالاختناق وتقول:


-معقول يكون بيتهيألي كل ده ، معقول كل اللي بمر بيه ده تشابه مش أكتر ، ما هو أنا أكيد اتجننت ده مأكدلي أنها ماتت .


أكملت بشهقات عالية:


-وهو مات ، أيوة سابني ومات وخلاني كده ، لاء ده مش هو ده اللي قتل أمي.


شعرت بصداع حاد وهي تكمل غير قادرة على الاستعاب:


-بس هي شبهها أوي ، أنا فاكراها متغيرتش !


مسحت دموعها وهي تقول :


-لازم أتأكد من الحكاية دي بنفسي ، مش لازم بابا يعرف حاجة !


أنهت حديثها وطلبت من إحدى الخادمات أن تأتي "بسماح" لها على الفور ، وبالفعل أتت "سماح" لها وهي تقول متسائلة:


-خير يا بيان هانم ، في حاجة جديدة ؟


تنهدت "بيان" قبل أن تشير لها بالجلوس وتقول:


-اقعدي يا سماح عايزة أتكلم معاكي في حاجة ضروري !


هزت "سماح" برأسها وهي تقول باهتمام:


-اتفضلي يا هانم .


زفرت "بيان" أنفاسها مستجمعة ما ستقوله !


.....................................................................


ابتسم "قُصي" بانتشاء بعدما تم كل شيء كما يريد وهو يطالع تلك الرؤوس بغضب كبير يعتليه راحة كبيرة ومن ثم ركب سيارته وتحرك بها بأقصى سرعة بعد أن أشار لحراسه باستكمال الباقي !


............


خرج "مجدي" بسرعة إلى ساحة القرية بعدما آته اتصالًا من أحد رجاله يخبره بضرورة القدوم إلى الساحة ويرى ذلك المشهد الدامي .


وصل "مجدي" إلى منتصف الساحة ليجد حشد القرية مجتمعين ينظرون بهلع إلى ذلك المنظر المقذذ .


تطالع "مجدي" إلى فوق بصدمة كبيرة ليجد عشر من رجال منطقته معلقين على منصة كبيرة وقد قُتِلوا شنقًا !


أغمض "مجدي" عينه بقوة ليمنع هذا الأمر ومن ثم وجد إحدى حراس "قُصي" يتقدم منه ويهتف بنبرة جامدة قوية:


-سيدنا بيوصلك رسالة إن اللعب معاه مش بيبقى شكله حلو ، وبيحذرك لو فكرت تلعب معاه تاني وتعمل حركة واطية ، هيخليك مكان الزبالة دول بس مش هتموت مشنوق ، هتموت محروق !


ومن ثم تركه الرجل دون أن يُبدي أي كلمة أخرى وسط ذهوله ووسط شفقة من بعض الناس والشماتة من بعضهم .


ضيق عينه بغضب وهو يسب ويلعن حظه وقال:


-طيب يا شيطان هوريك إبليس على أصوله هيعمل فيك إيه !


.........


عاد "مجدي" إلى منزله حانقًا وصورة الرجال لا تفارقه ، متى سينتهى من هذا اللعين ويطرده من قريته التي استحكم بها فور وفاة "هاشم" فلقد سلب منه "بيان" وها هو يخطط بثقة للخلاص منه لكنه لن يسمح ولن يدع ذلك يحدث !


أخذ يكسر بكل شيء حوله حتى أتت له "كاميليا" متعجبة من حالته قائلة:


-إيه اللي حصل يا مجدي ؟!


نظر لها بغضب وهو يلعن كل شيء هاتفًا:


-البيه علم عليا تاني وشنقلي عشرة من رجالتي أنا مبقتش عارف أعمل إيه !


تنهد "كاميليا" وهي تقول بملل:


-هو عرف إنك اللي حرقت المزرعة مش قولت محدش عارف .


أغمض عينه يريد فتك ذلك الرجل الذي يجعله يعيش في مرار لن يخرج منه هتف وقال بنبرة حانقة:


-أكيد عرف ، أنا مش هخلص من الكابوس ده .


اقتربت منه "كاميليا" وهي تقول باتهام:


-كل تفكيرك يا مجدي تفكير غبي ، تخطيطك عمال بينزلك مش بيطلعك ، أولهم زينب ، وبعدها بنتك ودلوقتي بتخسر أهلك ورجالتك واحد واحد ومش هيتبقى غيرك يخلص عليه .


نظر لها "مجدي" وهو يمسك بذراعها بقوة ويهتف صارخًا:


-يعني عايزاني أعمل إيه ، أسكت وأسيبه يتهنى بالقرية والشركة !


أبعدت "كاميليا" يدها منه وهي تقول بثقة وخبث:


-لاء بس اتصرف بالعقل ، العقل اللي هيخليه يلف حوالين نفسه من غير ما يعرف أنه أنتَ نهائي .


نظر لها "مجدي" مستفهمًا وهو يقول بحاجب مرفوع:


-عايزة توصلي لإيه ؟


هتفت "كاميليا بنبرة ماكرة :


-طول ما أنتَ بتعمل كل حاجة هنا عنده في القرية هيفضل يحطك في دماغه لكن لو برا القرية مش هيشك فيه خالص !


أكملت وهي تلتف حوله كأفعى تسيطر عليه:


-أنتَ يا مجدي مبقاش في حاجة تخاف عليها خالص اللي كنت باعته راح في ثانية ، دلوقتي تقدر تلعب على كيفك ، مثلًا تلبسه قضية من أي حد في السوق بيكرهه بعد ما ترشيه وميجبش سيرتك خالص ، أو تخلي حد يبلغ عنه أنه بيقتل ناس وتديله قرشين وهكذا خطط في مصايبه مش مصايبك يا حبيبي !


تركته وقد دار بعقله حديثها ليبستم بشراسة كبيرة فيما ينويه !


جلس على الأريكة وأخرج هاتفه ومن ثم نظر إلى صورة ما أغمض عينه بهدوء متذكرًا


..............................................................


جلس "مجدي" في تلك الشقة التي اتخذها بعيدًا عن قصره بعد أن تزوج "كاميليا" دون علم" بيان" وقد مرت سنة على وفاة زوجته "زينب" .


انفعل بشدة وهو يقول بغضب:


-كشفني ،عرف كل حاجة الغبي !


تنهدت "كاميليا" وهي تقول بحنق:


-أنتَ كنت مرتب لكل حاجة كشفك ازاي ؟


تنهد "مجدي" وهو يحتسي من كأس الخمر وقد احمر وجهه هاتفًا:


-واحد من رجالتي خاني وطلع مع هاشم من ورايا وقاله ،ومش بس كده البيه جي وسكن في القصر اللي في القرية بتاع هاشم و بوظ كل حاجة !


تنهدت "كاميليا" مفكرة وهي تقول:


-وأمه لسه عايشة ؟


هز رأسه نافيًا وقال ساخرًا :


-ماتت من قهرتها على جوزها !


ومن أكمل بجدية كبيرة:


-المشكلة دلوقتي هي ...هي ثُريا ، هي فاكرة أنه مات ظهروه دلوقتي هيبقى مصيبة لينا وهيكشفنا !


فكرت "كاميليا" قليلًا وهي تهتف مشيرة له:


-إياك تحاول توصلها أنه هو هو ، أنتَ وصلت ليها شهادة موته وسهل تخدعها زي كل مرة !


نظر بحيرة فأكملت بنبرة حاسمة:


-فهمها أنه مش هو وده تشابه أسماء وازرع جوا قلبها الكره لي مش هي مش عارفة حقيقة موت أمها لحد دلوقتي؟ ،استغل ده لصالحك يا مجدي وصلها بطريقتك إن ده اللي موت أمها فكرلها بطريقة تصدق كلامك أنتَ مش هتخيب.


شرد فيما تقوله فأكملت تقنعه أكثر:


-ومش كده وبس ، قُصي ده مش هيبقى سهل دلوقتي وعايز ينتقم وأكيد هيلمح ثُريا هنا ولا هنا ويعرف كل حاجة ويكشفك ، فلازم تلعب عليه في النقطة دي ،احمد ربنا أنه ميعرفش إنك متجوز زينب، غيرلها اسمها زورلها اسم جديد وسجله باسمك هي مش بتعتبرك أبوها ؟، ومش كده وبس من دلوقتي خليها تسافر وتغير جو بحجة تريح أعصابها من اللي حصلها وبكده هتضمن قلة وجودها في القرية ولو حتى شافها اسمها مش ثُريا ولا إيه ؟


هز "مجدي" رأسه بحماس وقد طرق الأمر باله اقترب منها وقبَّل جبينها وهو يهتف بامتنان :


-أنتَ فظيعة يا كوكي كنت عارف إنك هتنقذيني دايمًا أنا هروح دلوقتي أعمل كده قبل ما هي تعرف حاجة .


هزت رأسها وهي تعلب برأسه بدلال مزيف:


-أنا جنبك دايمًا يا حبيبي


ومن ثم أكملت داخل نفسها بشراسة:


-وجنب مصلحتي يا عنيا !


عاودت الابتسام فودعها سريعًا كي يفعل ذلك المخطط بينما جلست "كاميليا" تشرب كأسها بتلذذ كبير وعلى وجها ابتسامة خبيثة لا تفارقها !


..............................................


عاد "مجدي" إلى القصر بالقرية ليجد "ثُريا" تستقبله وهي تحتضنه قائلة:


-وحشتني أوي ، اتأخرت ليه يا بابا ؟ كنت فين ؟


ربت عليها بحنو ومن ثم رسم على وجهه علامات الحزن وهو يقول:


-كنت في مشوار .


تفرست "ثُريا" بملامحه قليلًا وبدت عليها الحيرة قائلة:


-مالك يا بابا حصل حاجة ؟


تنهد وهو يجذبها من يدها برفق قائلًا:


-تعالي !


أتت معه مرتبكة وودت لو تحكي له ما سمعته اليوم لكنها صمتت تنتظر ما به أولًا ربما قد يتفق مع تفكريها !


جلس "مجدي" وهو يضع يده على وجهه بحزن مصطنع قائلًا:


-اسمعي يا ثٌريا ، أنتِ لازم تعرفي اللي هقوله ده واللي عرفته دلوقتي !


أقشعر بدن "ثُريا" وهي تهتف :


-خير يا بابا ؟


أمسك بيدها بحنان وقال مربتًا عليها:


-أنتِ بنتي دلوقتي وأي حاجة تحصلك مش هسمح بيها .


ابتلع ريقه وهو يكمل مدعيًا الاختناق:


-أنا ... أنا عرفت مين اللي قتل زينب !


اختنقت "ثُريا" وارتعشت يدها وهي تقول:


-ماما !


هز "مجدي" رأسه وأكمل بدموع كاذبة:


-الحقير الواطي اللي جي هنا واستولى على القرية سمعتي عنه مش كده ؟


هزت "ثُريا" برأسها بارتباك وهي تفرك يدها معه وقالت:


-أيوة ، وكنت هسألك عنه ، عشان هو يعني اسمه آآآ


-قُصي !


هتف بها "مجدي" بنبرة جامدة فنظرت له "ثُريا" بتوتر فأكمل "مجدي" بقوة:


-زي اسم ابن خالتك مش كده ؟


هزت "ثُريا" برأسها وقالت بدموع:


-وحسيت أنه هو لولا إنك معرفتش أنه مات كان هيبقى عندي أمل أنه يكون هو ، بابا أنتَ متأكد أن هو مات ؟


هتفت بتوسل راجية النفي فأمسك "مجدي" ذراعها وهزها بعنف:


-أنتِ مجنونة ؟ ، ابن خالتك مات وشبع موت ، ده تشابه أسماء يا ثُريا وهو اللي قتل أمك !


جحظت عينا "ثُريا" وهي تقول :


-أنتَ بتقول إيه ؟!!


أكمل "مجدي" قائلًا بغضب :


-ده شيطان حقير ،واحد من معارفي أكدلي الحوار ده اليوم اللي ماتت فيه زينب شافه وهو بيقتلها هنا في القرية بس خاف يقول ونسى الموضوع ده لما مشي قُصي من القرية فكره مش هيرجع تاني خصوصًا أن محدش يعرف بوجوده ، لكن لما رجع دلوقتي خاف الراجل يقتل حد تاني وحس بالذنب وجي قالي عشان ننتقم منه !


لم تصدق "ثُريا" هذا الحديث فأكمل "مجدي" يقنعها:


-قُصي ده ابن أكبر عدوين القرية هنا وبين أبوه وأبويا كان تار كبير ولحد دلوقتي أهو شغال وخد مراتي وقتلها .


كيف لذلك أن يحدث كيف عقلها لم يستوعب أن تلك هي الحقيقة أخرج "مجدي" شيئًا وأعطاه لها قائلًا:


-أنا مش هقبل يقتلك هو كمان أنا هصفي حسابي معاه بس تكوني بعيد ، سافري غيري جو أنتِ محتاجة لده ، وجودك هنا خطر يا ثُريا .


أكمل وهو يشير لما بيدها:


-دي بطاقة مزورة من اللحظة دي تنسي اسم ثُريا ده ، أنتِ اسمك بيان مجدي الخولي ! ، مش عايزينه يعرف بالماضي أهم حاجة تختفي من هنا ومتجيش إلا لما أقولك ، أنا سجلتك باسمي للأمان عشان لما تسافري يبقى كل مترتب مني لحد ما الكابوس ده يخلص.


تنهدت "ثُريا" بغل وحقد كبير وقد استطاع والدها استغلال سذاجتها وتصديق ما رواه لها لتكن كل الكره ل"قُصي" بعد أن كانت تغدقه عشقًا !


هزت برأسها وهي تحتضنه وقالت:


-خلي بالك من نفسك ، مش ههدى إلا لما حق أمي يجي


ربت عليها "مجدي" وهو يقول بخبث:


-أكيد يا حبيبتي أكيد


وفعلت كما أمرها "مجدي" أن تسافر بهذا الاسم حتى ينتقم هو من "قُصي" أو بالأحرى ليبعدها عن رؤياه ولا ينكشف أمره !


وسرت الخطة حتى تلك اللحظة التي أمرها بالعودة والانتقام فقد فشل هو نولكن خطته كانت غير فهو يريد أن ينهي كل شيء من ناحية "قُصي" ومن ناحيتها أيضًا ولكن بطريقته لذلك عندما زور لها بطاقة أخرى عقب خطته لجعلها تنتقم، تعمد وجود اسم والدها الحقيقي "كامل" بدل اسمه هو ، فالمصلحة تغطي كل شيء حتى المشاعر !


...............................................


عاد بذاكرته مجددًا وتنهد وهو يمسح تلك الصورة التي كانت تظهر بها "ثُريا" و"زينب " وقال :


-أنا مش هحس بالذنب بسببكم لازم أنفذ وأخد اللي عاوزه حتى لو كلكه هتموتوا !


......................................


دلف "قُصي" إلى جناحه بعد مرور وقت طويل من عودته فوجد "بيان" جالسة على السرير ضامة ركبتيها إلى صدرها تفكر بحيرة تقدم منها ونظر لها مطولًا وقال:


-غيري هدومك ، خارجين !


نظرت له وهي تشعر بالاضطراب وقالت بشرود:


-فين ؟


هتف ببطء وهو ينظر لعينها:


-هتعرفي بعدين قومي البسي !


وقفت بشرود تشعر بالحيرة وهزت برأسها وفتحت الخزانة تفكر بما تلبسه ، اقترب منها "قُصي" وحاوط خصرها وقربها إليه هامسًا بإذنها:


-ثُريا !


ارتعش بدنها بقوة غير مصدقة ما هتف به !

*********************
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة