-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل - الفصل التاسع

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الإجتماعية والرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة دينا عادل ؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل التاسع من رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمعقدة من الرومانسية والإنتقام والألغاز.

رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل - الفصل التاسع

رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل

رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل - الفصل التاسع

ركضت "رحمة" بسرعة شديدة عندما سمعت اسم اختها وتقدمت بخطوات مرتبكة نحو زوجها الذي بدى على وجهه الذهول والصدمة ، أصدرت "رحمة" صرخة كبيرة وهي ترى "زينب" في ذلك الشوال وملامح وجهها يميل إلى الورم و الاصفرار الشديد شهقت بفزع وهي تقترب منها وتلمس وجهها بخوف وبكاء:


-زينب ، حبيبتي ! لاء متسبنيش !


وضع "هاشم" يده على رقبتها يتحسس إن كان هناك نبض أم لا ، لكنه خاب أمله من ذلك وظهر على وجهه علامات الحزن ، فنظرت له "رحمة" وهي تحثه على نفي ما شعر به وقالت تهزه بيدها:


-هي عايشة صح ؟ ، إيه اللي حصل يا هاشم إيه اللي حصل ؟؟


تنهد "هاشم" حائرًا وهو يقول بقلق :


-استني بس يا رحمة ، دي مصيبة ومصيبة كبيرة كمان ، دي جريمة قتل !


ركض "قُصي" إلى الخارج باحثًا عن أي شخص حولهم لكنه لم يجد أحدًا بالمرة ، صرخ به "هاشم" وهو يقول مشيرًا له:


-قُصي ! ، تعالا هنا إحنا مش ناقصين .


عاد "قُصي" بعد أن ألقي نظرة أخيرة حول المكان ومن ثم عاد بغضب وهو يهتف لوالده:


-أنتَ هتسكت عن اللي شوفته ، قولي هنعمل إيه ؟


أشار له "هاشم" كي يدلف داخلًا وكذلك إلى "رحمة" الباكية وهي تحتضن أختها وتهتف:


-ليه يا زينب بس ليه !


صرخ بها " هاشم" بحدة وقال :


-اسكتي اسكتي يا رحمة خلينا نشوف ازاي زينب حصلها كده ، جايز تكون مصيبة وحد عايز يلبسها فينا !


تنهدت "رحمة" باختناق وهي تقول:


-دي أختي يا هاشم ، وراحت مني خلاص أنا كان لازم أرفض اللي بتعمله كان لازم أخيلها جنبي .


ربت "هاشم" على كتفها برفق وهو يقول بعد تنهيدة طويلة:


-رحمة إحنا دلوقتي قدام لغز كبير أوي لازم نعرفه ، وجود جثة زينب هنا دي مش أي كلام .


اختنق قلب "قُصي" وهو يهتف بعد تردد كبير:


-وثُريا ؟


انتهبت "رحمة" إلى تلك المسألة وقالت برعب:


-أنا مش هتحمل يكون جرالها حاجة لاء ، هاشم اتصرف يا هاشم أسألنا عنها وجيب حق أختي ، أنا مبقتش قادرة أتحمل .


أخذت "رحمة" تتنفس بصعوبة وهي تحتضن جثة "زينب" ، فأشار لها "قُصي" وهو يبعد عنها جثة خالته قائلًا بنبرة جادة:


-أمي كفاية حرام عليكي اطلعي دلوقتي أوضتك ، وأنا وبابا هنشوف الحكاية دي أنا خايف عليكي .


هزت "رحمة" رأسها بالنفي وقالت بدموع:


-أنا مش هعرف أرتاح غير لما أعرف كل حاجة مش هعرف !


وقف " هاشم" وهو يأخذ هاتفه ويقول بعجالة:


-أنا هكلم صفوت صاحبي هو في المباحث ومحدش هيقف جنبي غيره !


وافقه "قُصي" الأمر ومن داخله يريد أن يبكي خائفًا عليها من أن يكون قد أصابها أي شيء .


هاتف "هاشم" صفوت في هذا الوقت المتأخر والذي جاء به رد "صفوت" فزعًا:


-خير يا هاشم بتتصل في الوقت ده ليه ؟ ، إيه اللي حصل ؟


تنهد "هاشم" وهو يهتف بنبرة جادة قوية:


-تعالا يا صفوت عندي البيت في مصيبة حصلت !


.....................................


وبعد برهة من الوقت جاء "صفوت" ومعه بعد الظباط ، ومن ثم قص عليه "هاشم" ما شاهده وهتف بحيرة:


-أنا عارف إنك الوحيد هتساعدني حاجة زي دي ممكن تلبسني قضية وأنا مش فاهم حاجة ، حظي إني اديت للأمن أجازة اليوم ده .


وقف "صفوت" وهو يقول بحزم:


-هنعمل إذن بكشف كاميرات المنطقة جايز توصلنا لحاجة .


أومأ "هاشم" برأسه وأكمل بنبرة جادة:


-طيب وجثة زينب ؟


هتف "صفوت" مشيرًا له :


-طبعًا أنتَ عارف إنها جريمة قتل ومفيش غيركم مشتبه بيه لحد دلوقتي بس آآ


نظر له "هاشم" بترقب فأكمل "صفوت" مطمئنًا بابتسامة صغيرة:


-الأول خلينا نشوف كاميرات المراقبة لو ظهر طرف تاني يبقوا أنتم ملكمش دعوة بالقضية


هز "هاشم" برأسه بحزن وعاود النظر إلى زوجته التي تبكي بقهر في أحد الأركان و"قُصي" يحاول التخفيف عنها .


وبالفعل تم الاطلاع على كاميرات الحي في ذلك الوقت ووجدوا أحدهم يترجل من سيارة بدون أرقام ولكنه مخبئًا وجهه بوشاح أسود ، ويحمل الشوال على ظهره ويتسلل خلف سور الفيلا حتى لا يكشفه أحد ويضع الشوال ويدق الجرس ويذهب سريعًا .


تنهد "هاشم" بخيبة أمل بينما حرك "صفوت" رأسه وقال:


-أنتَ كده برا القضية يا هاشم لكن لازم نعرف العربية دي تبع مين ، مش قولتلي إن مدام زينب تقريبًا اتجوزت ؟


انتبه "هاشم" له وقال مومئًا برأسه :


-أيوة وقولتلك منعرفش مين لحد دلوقتي .


هتف "صفوت" بنبرة جادة للغاية:


-ممكن يكون لجوزها علاقة بالموضوع ده لازم نعرفله طريق أنتم ازاي محاولتوش تعرفوا ؟


تنهد "هاشم" نادمًا وقال:


-دي غلطتنا إننا مفضلناش وراها لكن هي كانت بطمنا ، وأنا كنت ملهي في حكاية الشغل بعد ما مجدي هرب وسرق فلوسي !


نظر له "صفوت" بغموض:


-أنتَ ليه مقولتليش الحكاية دي ؟


هتف "هاشم" بعدم مبالاة وقال:


-لأن مكنش في حاجة هتحصل ، مجدي بحكم أنه كان شريكي قالي إن في مشروع هيزود من ربح الشركة وكنا هنستورد خامات للأثاث من فرنسا وحطينا فلوسنا كلها فيه وأنا كنت واثق في مجدي لكن هو خان، بس إيه اللي يثبت أنا موقع على كل حاجة معاه وكأني موافق ياخد كل فلوسي، معادا مبلغ كنت شايله على جنب لوقت الأزمة وهو اللي موقفني لحد دلوقتي على رجلي.


هز "صفوت" رأسه بتفكير وقال:


-اسمع يا هاشم مقدمناش غير إننا نلاقي مجدي جايز يكون له علاقة ب"زينب" .


لم يعرف "هاشم" ما الذي يفكر به "صفوت" فهتف متسائلًا:


-أنتَ بتفكر في إيه ؟


نظر "صفوت" إلى نقطة ما بالفراغ وقال بهدوء:


-بلاش نستعجل .


وافق "هاشم" على ما قاله صديقه ومن ثم عاد وأخبر "رحمة" بكل شيء فقالت نافية:


-لاء مظنش يا هاشم أنهم ليهم معرفة ببعض ، زينب دايمًا كانت بتقولي أنا مش مستريحة لمجدي ده فاكر .


أشار بيده بقلة حيلة وهو يهتف :


-توقعي دلوقتي أي حاجة يا رحمة وعلى العموم هنشوف .


..............................................................


صُدمت "ثُريا" من هذا الحديث بينما أكملت "رحمة" بهدوء حزين:


-وإحنا لحد دلوقتي يا بني منعرفش مين السبب في موت زينب ، عمك هاشم هو اللي كان متابع الحكاية دي وللأسف مات هو كمان .


هتفت "ثُريا" وهي تقول بحيرة:


-وإيه اللي حصل بعد كده وخلاكم تيجوا هنا ، وإيه السر الحقيقي اللي بينكم وبين بعض ، وليه حصلك كده ؟


أطرقت "رحمة" رأسها بأسف وهي تقول:


-كل حاجة هتعرفيها في الوقت المناسب ، قُصي هو الوحيد اللي ممكن يكمل هو مش عايز حد يعرف باللي حصل ، وإيه اللي حصلي ده نتيجة اللي عشته من قهرتي على غياب أختي وعليكي وعلى موت جوزي .


نظرت لها "ثُريا" بشك وقالت:


-بس كده ؟


نظرت له "رحمة" بحنين وقالت بنبرة هادئة:


-أيوة بس كده .


تنهدت "رحمة" قبل أن تكمل:


-اسمعي يا ثُريا كل اللي عايزاكي تتأكدي منه إن مجدي ده مش زي ما أنتِ فاكراه بس متستعجليش ، أنتِ ظهرتي في وقت محدش فينا كان مرتبله فعشان خاطري يا بنتي اتحملي الفترة دي لحد ما هتلاقي نفسك عرفتي كل حاجة أوعدك .


تنهدت "ثُريا" صامتة بينما أمسكت "رحمة" بيدها وقالت:


-أهم حاجة يا بنتي تكوني مصدقانا .


لم ترد عليها "ثُريا" فجزء كبير من الحقيقة مفقود ، فتنهدت "رحمة" وقالت بابتسامة صغيرة:


-وأنا هثبتلك يا ثُريا .


أشارت لها وإلى الكرسي قائلة:


-دخليني جوا ووديني عند الدولاب .


تنهدت "ثُريا" وقالت بعد برهة:


-ماشي .


جرتها "ثُريا" إلى الداخل بهدوء حتى وصلت إلى الخزانة فأشارت لها "رحمة" وهي تعطيها مفتاحًا من جيبها قائلة:


-افتحي الدولاب اللي في النص وخدي المفتاح ده افتحي بيه الخزنة اللي تحت .


فعلت "ثُريا" كما آمرتها "رحمة" وأخذت المفتاح وفتحت الخزنة وانتظرت حديث "رحمة" التي قالت على الفور:


-الورق اللي قدامك ده فيه شهادة ميلادي وشهادة ميلاد قُصي وتاريخ بيع الفيلا اللي في القاهرة من سنة ، وأنتِ بتقولي إن مجدي قالك إننا مُتنا من زمان فازاي بقى جينا هنا وأحنا ميتين ؟


ابتسمت "رحمة" بخفة فبادلتها "ثُريا" ابتسامة خفيفة فأكملت "رحمة" بحماس:


-وتحت هتلاقي ألبوم صورنا يمكن تفتكري أكتر .


أمكست "ثُريا" بألبوم الصور وأخدت عينها تترقرق بالدموع وهي ترى والدتها بجانب خالتها ، وترى نفسها وهي صغيرة مع "قُصي" بالعديد من الصور وترى "قُصي" شابًا لا يختلف كثيرًا عن ملامحه الآن ، إذًا الأمر حقيقة وهما بالفعل على قيد الحياة و"مجدي" قد خدعها ولكن لماذا ؟ ، ووالدتها من الذي قتلها ؟ ،أيعقل "مجدي" ؟


بكت "ثُريا" بشدة ووضعت الألبوم مكانه وهي تهتف بخنقة:


-طيب ليه ، ليه كل ده حصل ؟ ، ليه مش عايزيني أعرف اللي ممكن يريحني ،طب ليه مجدي عمل كده فيا ، أنا اعتبرته أبويا اللي حسيته بيعوضني عنه ، وأقنعني في الآخر أنه قُصي واحد تاني وهو اللي قتل أمي !


تنهدت "رحمة" مشفقة عليها وجربت الكرسي ناحيتها وربتت على شعرها بحنو وقالت:


-حقك يا بنتي متبقيش فاهمة ، لكن مقدرش أقولك كل حاجة حياتك دلوقتي في خطر .


تنهدت "ثُريا" وقالت بنبرة ساخرة:


-المفروض أنه مستني مني معلومات عشانه قوليلي دلوقتي هتصرف ازاي .


ابتسمت لها "رحمة" وقالت:


-متقلقيش من النقظة دي .


ومن ثم نظرت له بشوق وقالت :


-مش عايزة تيجي في حضني ؟


نظرت لها "ثُريا" بدموع وارتمت بأحضانها تبكي بخنقة تريد أن ترتاح فتنهدت "رحمة" بسعادة وقالت:


-برغم من كل ده اللي أني مش هسيبك يا بنتي أنا حياتي رجعتلي لما شوفتك تاني .


شددت "ثُريا" من قبضتها وهي تضم خالتها أكثر مستنشقة منها الأمان التي افتقدته لسنوات بسبب بشر يتجسدون على هيئة شيطان !


.................................................................


بعد مرور ساعتين ، دلف "قُصي" غرفة والدته بهدوء وابتسم بخفة وهو يرى والدته و "ثُريا" على الفراش و"رحمة" تضم "ثُريا" بقوة وقد غلبها النوم .


تنهد قبل أن يقترب من الفراش وينظر لهما ، فشعرت "ثُريا" بنظراته وشعر بقلبها يدق كلما تذكرته فنهضت بهدوء من حضن خالتها وعدلت من هيئتها قليلًا وهي تنظر له صامتة .


نظر لها "قُصي" ممعنًا النظر فيها متفحصًا كل شيء بها باشتياق يداريه ، لاحظت "ثُريا" نظراته فارتبكت وقالت بنبرة خافتة:


-احم ممكن نطلع ونسيب خالتوا نايمة ؟


ابتسم بهدوء وهو يسمع تلك الكلمة ، ها قد اطمأن أنها مصدقة لما رأته ، أومأ برأسه وأشار لها كي تلحقه .


كانت "ثُريا" تعشر ببعض الاجهاد من كثرة التفكير والإرهاق بسبب ما حدث لها اليوم من صدمات ، أغلق "قُصي" الباب بهدوء ومن ثم نظر إلى "ثُريا" التي شعر بتعبها فهتف بقلق:


-حاسة بإيه ، تعبانة ؟


هزت "ثُريا" رأسها وهي تقول بنبرة هامسة:


-أيوة .


أمسك بيدها وضغط عليها وهو يقول:


-هوديكي ترتاحي دلوقتي .


لم تصدق "ثُريا" أنه نفس الشخص الذي قد افتعل كل تلك الجرائم كانت في حيرة كبيرة لا ولم تذهب ومن ثم هتفت بحدة خفيفة:


-أنا مش هرتاح في أوضتك .


لوى "قُصي" شفتيه وقال ساخرًا:


-متخفيش هوديكي أوضتك .


نظرت له بتعجب وقالت:


-أوضتي ؟


استوقفها "قُصي" ونظر لها ولأعينها التي تسلبه وقال ببطء :


-أيوة أوضتك ، أنا قافلها لحد ما الاقيكي ودلوقتي أنتِ موجودة .


ارتبكت "ثُريا" من قربه وقالت بتوتر ممزوج ببعض الغضب:


-اسمع أنا لسه مش متعودة على وجودي وعلى الحقيقة اللي عرفتها يعني لسه أنا بردو آآ.


قاطعها "قُصي" بنبرة متفهمة وقال بلين:


-فاهم ، ومتقلقيش المهم إنك معايا دلوقتي .


أخفضت "ثُريا" رأسها وقالت بتقطع :


-ممكن طيب توديني أنا تعبانة .


هز برأسه وقد شعر بتوترها فأخذها إلى غرفتها التي أعدها خصيصًا بنفسه أمل أن يجدها ، انبهرت "ثُريا" بتلك الغرفة التي تجمع صورها وهي صغيرة وصورها معه فقال بنبرة ذات مغزى:


-عشان تفتكريني ، ما هو مش معقول واحد كنتي جاية تقتليه وفي الآخر يطلع ابن خالتك مش سهلة بردو .


شردت في تلك الصورة التي افتقدت لأياهما وقالت بحسرة:


-على الأقل كنت مبسوطة وقتها .


تنهد "قُصي" وسحبها إلى الفراش كي ترتاح عليها وهبط إلى مستوها وقال بنبرة هادئة لما تعهدها "ثُريا" من قبل:


-تقبلي أي ظروف دلوقتي يا ثُريا المهم إني لقيتك وإنك معايا .


تنهدت وهي تبكي بقهرة وحيرة:


-خالتوا موافقتش تقولي كل حاجة وقالتلي إنك هتفهمني ، إيه علاقة مجدي بيك وب عمو هاشم ، وليه عايزني أقتلك ليه كل ده حصل ؟


أظلمت عينا "قُصي" وهي يهتف بنبرة جادة:


-الأسئلة دي مش وقتها لما أتأكد الأول من حاجة كده وبعدين هتعرفي كل حاجة.


ومن ثم تابع بنبرة جادة وقال:


-أنتِ دلوقتي في حمايتي ، ولازم كل حاجة تنتهي عشان نعرف نرجع حق أبويا وكمان مامتك .


هتفت "ثُريا" بحيرة كبيرة وهي تقول بضيق:


-إيه علاقتهم بجوز ماما قولي يا قُصي !


وقف "قُصي" وهو يشير لها قائلًا بلا مبالاة:


-نامي دلوقتي أنتِ محتاجة ترتاحي وبعدين نتكلم .


وفي تلك اللحظة دق الباب فسمح للطارق بدخول فيجدها "سماح" تحمل كأس عصير وبعض الطعام وهي تقول :


-الأكل للأنسة بياآ قصدي ثُريا !


ارتبكت "ثُريا" بشدة وهي ترى "سماح" فابتسم "قُصي" وهو يشير نحو "سماح":


-سماح الجاسوسة بتاعتي واللي مثلت دورها عليكي كويس .


صُدمت "ثُريا" وهي تقول:


-نعم ؟ ، يعني هي مش تبع مجدي ؟!


ابتسم بخفة وهو يقول :


-مفيش هنا حد تبع مجدي ويبقى عايش ، بس أنتَ نفدتي منها .


نظرت له بسخط كبير فأشار ل"سماح" كي تضع الصينية وتدلف خارجًا بينما هتفت "ثُريا" بحنق:


-حيث بقى إنك بتخطط لكل حاجة ، وضعي أيه هيبقى لمجدي دلوقتي ؟


قهقه بنبرة عالية فنظرت له بتعجب ليكمل هو بثقة:


-حاجة زي دي أكيد مش هتفوتني ، أنتِ دلوقتي بالنسبة لمجدي بح خلاص مش موجودة !


نظرت له بحيرة كبيرة فتابع "قُصي" بنبرة شرسة:


-أصل أنا قدامه قتلتك .


شهقت "ثُريا" بصدمة فأكمل هو بجدية :


-انا كشفتك من أول يوم جيتي فيه ، لكن كنت فاكرك بنته وهو عايز يلعب لعبة وسخة زيه ، فقلبت اللعبة لصالحي وسماح كانت الطُعم الجميل اللي فكرتيه تبع مجدي !


لم تصدق "ثُريا" ما تسمعه بينما هو قرص وجنتيها بخفة وقال :


-أنا مش سهل بردو ، ودلوقتي إحنا في أمان أكتر من ناحيتك .


شعر بضجرها فسأم وهو يقول بنبرة باردة مزيفة:


-بكرة هتتعودي ، وتصدقيني .


-هتفت "ثُريا" بشرود وحزن:


-اللي يشوفك دلوقتي ميعرفكش ، أنتَ مكنتش كده زمان أنا مش هنسى وجودك جنبي للأسف مبقتش حاسة بأي حاجة دلوقتي !


رسم "قُصي" ملامح الجمود وهو يقول باتهام:


-أنتِ سبب كبير من الشخصية اللي قدامك دي .


تنهدت بحسرة بينما تابع هو بنبرة جادة للغاية قالها بعد تردد:


-ثُريا ، أنا هتجوزك !

*********************
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة