-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الرابع عشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب إبراهيم والتي سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات والقصص الرائعة من قبل واليوم مع روايتها التى نالت مؤخرا شهرة كبيرة جدا على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الرابع عشر من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الرابع عشر

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الرابع عشر

 سألت الروح عن مربك السكينة بها..فأجاب القلب باكيًا..قد فارق!

ببقايا من القوة عادت لمنزل صديقتها..لم تحتمل المكوث بمحفل الذكريات بهذا الفندق..وكأنه أصبح مقبرة مشاعرها!

سرب حبات الدموع لم ينقطع..بل وكأن اوشك قلبها عن التوقف!!

استقبلتها سها بنظرات يأسه وقالت:-

_ اتصلت بالفندق بعد ما مشيتي..كنت عايزة اتكلم مع وجيه بس للأسف لقيته خلص حساب الفندق ومشي منه..

جلست للي على أقرب مقعد..كالعجوز التي تستند على عصاها بكهولة..اطرفت عيناها الباكية بعتاب وقالت:-

_ كان لازم يعرف الحقيقة يا سها ، حتى لو اللي حصل كشف الحقيقة بس كان لازم يعرف أني ما كذبتش عليه..

تقدمت سها خطوات الى صديقتها...جلست بزفرة حارة من رئتيها وأجابت:-

_ الضابط اللي اتفقت معاه اكد عليا ما اقولش لحد نهائي على الخطة ولا حتى أنتي..انا ما حسبتش نهائي أن وجيه هيقول كده!! أنا اتفاجئت زيك بالضبط ومابقتش عارفة ارجع واقوله الحقيقة ولا الحقك أنتي وبنتي..أنا ماكنتش عارفة افكر يا للي وكل اللي شغل بالي انتوا..بس كمان أنا كنت هرد عليه واقوله ايه وهو بيعترف بنفسه أنه كان بيلعب بيكي؟! اقوله لأ هي حبتك بجد وبرافوا عليك قدرت تردلها المقلب!!

هزت للي رأسها ببكاء اهتز له جسدها وقالت بألم:-

_ آه كنتي قوليله..على الأقل كنت هفضل قدامه صادقة مش كدابة..

طرحت سها الحديث بلوم ومعاتبة:-

_ ياما نصحتك تبعدي عن الشلة دي يا للي ، حتى لو قولتله الحقيقة مكنش هيصدقني لأنه شافك وسمعك بنفسه وأنتي بتتراهني عليه..للأسف أنتي اللي حتطيتي نفسك في الوضع ده من البداية..اللقا كان مكتوب ما بينكم وكنتوا في جميع الأحوال هتتعرفوا على بعض ، لكن أحنا اللي بنختار الطريق اللي نمشي فيه وأنتي اخترتي الطريق الغلط..انا كنت عارفة أني لما اقوله كده هيزعل وهيثور بس قلت هفهمه كل شيء بعدين..لكن اتفاجئت باللي قاله..

ابتلعت للي ريقها بمرارة وعين ممتلئة بالدموع..قالت بحزن:-

_ أنا راجعة مصر على أول طيارة..مش عايزة افضل هنا..

*******

**بموقع العمل الجديد**

وقف جاسر يتحدث مع بعض الرجال العاملين بالمعمار ويتساءل ويجيب في الحديث فيما بينهم بجدية ودقة في التفاصيل..تطلعت إليـه جميلة ببعض الشرود!! كأن لا يليق به سوى الجدية! ربما لو كان هكذا منذ البداية لما احترست منه كل هذا الحرس..انتبهت على صوته وهو يقل بصوتٍ شبه عالٍ:- جميـــلة!!

توتر جسدها بإنتباه..دعت أن لا يكن لاحظ شرودها به فتعرف أن لا زال بداخله بعض المكر الرجولي..فلاحظ بالفعل ورمقها لبرهة بتسلية ثم أخفى انتباهه وتصرف بجدية مبالغة:-

_ ياريت تكوني خدتي بالك من كل اللي قولته؟

أراد إرباكها..فهو يعرف أنها لم تنتبه لشيء ، أو ربما انتبهت للقليل ولكن شرودها به قد قطع اتصال التركيز..انتظر إجابتها ببسمة خفية بداخله..تلعثمت جميلة بتوتر وقالت كاذبة:-

_ أ..آه..ولسه هعرف أكتر الايام الجاية..

استطاعت أن تتهرب بمهارة ، أو ربما حالفها الحظ ، ولكنه تعجب من نفسه للحظات..ما بتلك الفتاة يجعله شغوف بإيقاعها في براثنه ؟! أتراه ذلك العناد بصوتها ؟! لم يتذكر أنه رافق سوى العاهرات!! ولكنه مع جميع بقاع الكذب والمجون به يعترف بلا ريب أنها بريئة..نقية!!

الشيطان لا يستطيع أن ينكر صدق الملائكة..هكذا كان..

للحظة تخيلها بين ذراعيه..جريئة ، مثيرة ، تتمنى قربه بهمس كلماتها الخافته..أن لا تكن بتلك النظارات اللعينة ، واللعنة لو كانت تحبه وقتذاك..شرد بها للحظة..ما هذا الذي يشعر به؟!!

احمرت وجنتي جميلة بخجل من تطلعه بها..هل ضاقت من نظرته أم تاقت لمرحه ؟!

قال وقد استعاد ثباته ومكر خطته:- خلصنا..يلا نرجع المكتب

سارت بجانبه دون أن تجيب بكلمة..قلقت أن يلاحظ توتر نبرتها فيشمت بها..وتعجبت! لما يفعل بنا الصمت أكثر ما يفعله الحديث؟!

ربما لأن الصمت مغلف بالغموض والحيرة والإجابات الكثيرة دون تحديد..بينما الحديث يضيء طريقٍ واحد..لإجابة واحدة..

هبطت درجات السلم برفقته حتى الطابق الأرضي..استندت على السور الخاص بالسلم وهي تهبط..ضاقت من نفسها لهذا المشاعر الجديدة..ليته ظل مستهتراً لا يعبأ لشيء..

في وهج شرودها وهي تحرك قدميها للأسفل دون تركيز ، التوى كاحلها بحجر صغير لم تنتبه له فصرخت وهي تميل بجسدها جانباً ، انتبه جاسر لذلك بدهشة ودعم يدها حتى لا تسقط بينما وضع يده الأخرى على خصرها..بأول دقيقة كان غير متعمدا في ذلك بينما تلا الدقائق التالية تعمد في القرب..نظرته اليها حادة الرغبة في الاقتراب..لا يعرف ما به وماذا حدث له !!

دفعته جميلة بشراسة وتناست الم كاحلها لتهتف به بغضب:-

_ لو قربت مني كده تاني هكسرلك ايدك ، لا هيهمني أنت مين ولا هيهمني شغل..وسفالتك دي مش معايا!!

رمته بنظرة نارية وتحاملت على قدميها وركضت للأسفل بعد ذلك..ظل واقفا للحظات بدهشة من نفسه..هو نفسه لا يعرف لما أراد القرب بهذه القوة!! أشد الساقطات التي وقعت بين يديه لم يريدها هكذا !! ، ربما لأن تلك الفتاة صعبة المنال واستفزت غروره..هكذا اقنع نفسه..

خرجت جميلة من الموقف وانزلقت دمعة على خديها..شعرت أنها اخطأت خطأ فادح في دق قلبها لقربه..استغفرت ربها كثيرا وهي بالطريق عائدة للعمل..قالت بصوت الصمت بداخلها..

(ما اتعمدتش يقربلي وكان الموقف صدفة..بس ليه حسيت أني مبسوطة؟! استغفرك يارب وأتوب إليك..أنا نفسي أكرهه..)

******


**بمكتب آسر**

انتهى الرباعي "المهندسين" من التصميمات النهائية لأول خطوة بالمشروع الجديد..قالت ندى بإرتياح وهي تحتسي قهوتها:-

_ الحمد لله كده تمام..التصميم ده تعبني أوي أنا والفريق..

ابتسم آسر لها بلطف وقال:- أنا عارف أنك شاطرة يا ندى..ومازن واسعد دول التوب في الدفعة اصلاً..

جلس مازن بضحكة مرحة وقال:-

_ احسن حاجة أنك فتحت المشروع ده ، بجد خطوة كبيرة ولو شديت حيلك هيبقى ليك اسمك في السوق.

وقف أسعد بجانب سما التي كانت تراقب ندى بغيظ وقال :-

_ في حاجة فاتتك اقدر اساعدك فيها؟ حاسس أنك مضايقة!

نظرت له سما وحاولت أن تلقي بذلك العبوس على ملامحها وترسم بدله اللطف..قالت دون تعابير بوجهها:- لا أبداً ، بس جالي صداع فجأة.

هتف أسعد لينتبه آسر الذي انغمس في الحديث مع ندى بذكريات الدراسة..قال وأراد أظاهر بعض الحدة :- بطل كلام بقى يابني ،الآنسة سما جالها صداع بسببك!!

توجهت سما له بنظرة مغتاظة فإن كان حديثه اعترفت أنه صحيح ولكن ليس من حقها احراجها هكذا!! يبدو أنه لاحظ نظراتها لآسر وفطن لأعجابها به!! نظر إليها آسر بإعتذار لم يكن مجبورا على قوله..اقترب لها بأسف:- مخدتش بالي أنا أسف..هطلب من عم مرزوق يجبلك مسكن من الصيدلية حالاً..

أومأت سما بالرفض وقد أرضاها مجرد اعتذار ، قالت مبتسمة:- لا لا مافيش داعي ، الصداع بيجيلي وبيروح بسرعة ما تقلقش.

صمم آسر على قوله بينما استأذن الفريق بالأنصراف..رمقت سما المهندسة ندى بنظرة متفحصة رغم أنها سريعة!! مقتت ذلك الزي الذي يجعلها تبدو كالمسنة..فهكذا ملابس لا تناسب سنها تمامًا..

جلس آسر بعدما أعطى الأمر لساعي المكتب بإحضار الدواء..نظر للتصاميم المنتهية العمل وقال بإرتياح:-

_ الحمد لله ، كده هنبدأ شغل من بكرة في الموقع الجديد ، الموقع الأول هننتهي منه بعد شهر أو بالكتير شهرين..أنا تقريبًا ما بقتش أنام من التفكير في الشغل والتصميمات..

جلست امام مكتبه ببسمة هادئة ، ودت لو تضع يدها على كتفيه بربته شاعرية ، تدعمه وتقويه ، ولكن كيف الاقتراب وهذا لا يصح ولا يرضاه ربها..حتى في تمنيها شيء ممتع..

الحب..حتى انتظار الأعتراف به يُعد أجمل العثرات..يبقى الترقب به لذة للقلب..

أجابت بصوت رقيق لم تكن تتصنع به:-

_ لازم تنام وترتاح..عشان تدي للشغل حقه..ولنفسك حقها.

نهض آسر بتنهيدة عميقة..فتح سحابة ستار النافذة وقال بعد لحظات شاردة :- نفسي انجح يا سما والاقي نفسي ، حاسس أن في حاجة ضايعة مني وهلاقيها لو لقيت نفسي..

أرادت أن يصله دفء صوتها ، ابتسمت لنطقه لاسمها دون رسميات..قامت من مقعدها ووقفت خلفه قائلة بصوت داعم :- هتنجح وهتوصل لكل احلامك بأذن الله..هكون أول اللي يباركلك واخرهم..اوعدك

احيانًا تجد لحديثها طريقا مضاد بعيناه..فهي لم تقل شيء يجعله يتطلع بها بهذه الحدة؟!! بل على النقيض فهي تدعمه!!

عاد لمكتبه دون حتى أن ينظر لها برمقة سريعة..ولم يصدر منه أي حديث فقد انكب على تصميماته من جديد رغم أنها مكتملة الدراسة!

******

**بمكتب رعد**

خرج يوسف من المكتب وبيده أحد التقارير التي تمت مراجعتها وحساباتها..نهض رعد من مكتبه قائلًا قبل أن يغادر:-

_ أنا همشي دلوقتي يا رضوى..وعلى فكرة هتأخر بكرة على ما أجي

نظرت له بعبوس وصمتت لدقيقة...قالت :- ماشي..

حمل حقيبة الكاميرا وقال بجدية:- فكري في الموضوع اللي قولتهولك كويس وبهدوء ، مش عايزك تستعجلي ، لسه موضوع السفر ده فاضله كام شهر مش دلوقتي خالص ،لو وافقتي تيجي معايا مش هخلي حته في اليونان غير لما اخليكي تشوفيها..بجد هتبقى سفرية تجنن..فكري يابنت الحلال

هزت رضوى رأسها برفض وقالت :-

_ مستحيل ،مستحيل، ماينفعش اسافر مع حد غريب مهما كان السبب..يمكن بصراحة الفكرة نفسها عجباني لكن ده مش معناه أني موافقة..

شعر بالغيظ منها ومن نفسها لأنه يتمنى أن توافق !! قال بشيء من العصبية:- على فكرة أنا اول مرة أعرض على حد يجي معايا وخصوصا لو بنت!! أنا نفسي مستغرب أني بعرض عليكي الموضوع ده فمتحسسنيش أني اتقدمت اطلب ايدك !! ده شغل!!

هبت من مقعدها بعصبية وهتفت بصوت اتضحت به اللدغة الذي يحجبها الهدوء بعض الشيء:- أنت اتعصبت عشان أنا رفضت اسافر معاك؟!

ظل يكتم ابتسامته للحظات حتى انفجر من الضحك وقال :- لما بتزعقي اللدغة بتظهر ، انتي اللي بتضحكيني في اوقات غلط!!

تابع سيل ضحكاته بينما ابتسمت رغما عنها فقال بلطف:-

_ اهو عشان كده يمكن عايزك تبقي معايا ، بتخرجيني من المود وبضحك من قلبي..خلاص ما تزعليش وما تتعصبيش..بس بطلب منك بكل هدوء تفكري...ممكن؟

هزت رأسها برفض وقالت:- لأ

انعقد حاجبيها مرة أخرى بغيظ وتبرم..فخرج من المكتب صافقا الباب خلفه بحدة..ضحكت رضوى وهي تتذكر مزاحه وغضبه..

******

بأحد الفنادق المشهورة بالعاصمة الفرنسية..

ارجع بظهره على المقعد ، تنهد بكل ما يحمله القلب من ألم..لم ترحل صورتها من أمام عيناه!

ماذا ينتظر حتى ينأى القلب عنها؟! لربما جنت مشاعرها الراكدة فجأة وأصبحت شغفا لم يستطع اخماده...أياماً قليلة معها كانت بالعمر الماضِ بأكمله..ليتها اعترفت بنفسها ، ربما كان سامحها وبدأ صفحةٍ جديدة معها..سيعود الى مصر خلال أيام قليلة آتية..ولكنه يعترف أنه عائد بلا قلب..لم يقتحم جنون العشق قلبه من قبل فأتت تلك المخادعة وما هي الا اياما وقد اقتلعت قلبه ورحلت..يا ويلها لو رأها مرةً أخرى..اشتعلت النيران بقلبه..ولم يستطع أن يخمدها..

*****

*بمنزل سها*

اتت الحقائب الخاصة ب "للي" من الفندق بينما اخبرتها سها عن ما تحدثت به مع السائق..قررت للي العودة الى بلادها بأقرب وقت..قالت سها مواسية صديقتها:-

_ حسام وتقريبًا خلصنا منه وزمان دلوقتي الدنيا مقلوبة فوق دماغه ، وجيه طلع بيردلك المقلب ،احمدي ربنا أنك خلصتي منهم هما الاتنين..ارجعي مصر واشتغلي اكتر من الأول وحققي احلامك..انسي شوية للي وخليكي ليان يوسف عشان تقدري تعدي المرحلة دي..

ازدردت للي ريقها بصعوبة وقالت بوجه شاحب من البكاء حتى اكتفت:- هقولك حاجة يا سها يمكن تستغربيلها..كنت اتمنى وجيه يفضل جاني حتى لو كدب..أنا مش مصدقة أني مش هشوفه تاني..أنا بنيت كل حياتي الجاية وهو فيها..انا ماصدقت أفرح !!

سها بتعجب:-

_ للي أنتي لسه عرفاه من أيام بسيطة !! اللي أنتي فيه ده اكبر من معرفتك بيه؟!

امتلأت عين للي بالحزن واجابت:- مش بالوقت ،أنا فضلت عايشة مع حسام خمس سنين وكل يوم كنت بكرهه اكتر..مافيش لحظة حبيته فيها ولا حتى قدرت اجبر نفسي واحبه.. لكن وجيه حاجة تانية..انا مش مراهقة يا سها ، انا واحدة فاهمة نفسها وعارفة هي عايزة ايه بالضبط..عشان كده لما شوفته ومن أول مرة معرفتش انساه..وجيه ده فيه كل احلامي اللي اتمنيتها من سنين..أنا مستنياه من زمان أوي..متخيلتش أن فرحتي هتنتهي بالسرعة دي، بقى كل سنين العذاب اللي شوفتها تديني يومين بس فرحة!!

صمتت سها وهي ترمق حزن صديقتها بضيق..وحسبي على قلب أراد قسوة البقاء ولا نيل الفراق والهجر..هكذا يفعل بنا الحب؟!

******

**بمكتب جاسر**

بعد أن عادت جميلة للمكتب ،مر دقائق ودلف جاسر بنظرات مزيج من التسلية وبعض الغموض..راقب تعابير وجهها الغاضبة بصمت فقال :- على فكرة أنتي فهمتيني غلط ، اكيد مكنتش عارف ولا مرتب أنك هتقعي وشوفي كنت بتعامل معاكي قبلها بدقيقة أزاي!! غلطتي فيا بس هعديهالك المرادي وهعذرك بس ما تتكررش..

رفعت جميلة حاجبيها بذهول ، اهو الذي يعنفها ؟!! هتفت :- اللي ما يتكررش اللي عملته واللي قلته اعتبره تهديد ، انا مافيش حد يقربلي واسكتله..

قال جاسر مختبرا ، أراد معرفة شيء فتساءل بمكر:- يعني مافيش مرة كده وحد لمسك ولو..

قاطعته بنفضة من جسدها وهي تنهض ، اشتعل وجهها بحمرة غاضبة منه فهتفت:- أنت فعلا قليل الأدب وفاكر كل الناس زيك ، انا عمري ما سمحت لحد يلمس حتى ايدي..وهعتبر نفسي مطرودة

اتجهت جميلة للباب لتخرج فسد جاسر عليها الطريق ببسمة صادقة نبعت رغما عنه على ثغره وقال :- ما تزعليش ، أنا اسف

ابتعدت عنه خطوات للخلف..اتضح أنها تنفر من قربه وهذا اغاظه ولكن حديثها تسلل لقلبه رغما..أضاف بصدق:- غلطتي فيا تاني بس أنا مسامحك ، ياريت نرجع لأتفاقنا وصدقيني مش هحاول اضايقك نهائي ،جربي مش هتخسري حاجة..

أطرفت عيناها بتوتر وحيرة فأردف قائلا ورماها بأفضل ابتساماته الساحرة:- أنا اول مرة اعتذر لحد على فكرة..بس أنتي غير أي حد قابلته..تستحقي اعتذرلك.

قالت بإرتباك:- المفروض امشي دلوقتي بعد اذنك..

قال بنبرة اظهر بها الرجاء عمدا:- هستناكي بكرة ، ورانا شغل كتير

تهربت جميلة من نظراته المتفحصة ، خطواتها اظهرت هروبها ، تسللت ابتسامة الى شفتيه ولكن أن اعترف فكانت ابتسامة صادقة لا سبيل للمكر فيها.

أتى المساء...

بغرفة السطوح..

اجتمع الرباعي متشاركين في اعداد العشاء بالمطبخ ، خطفت سما من يد رضوى قطعة من "الخيار" وقالت:- كلتي الخياراية كلها يامفجوعة!! دي آخر واحدة..

سخرت حميدة وقالت:- الرقة هناك في المكتب والفاجعة والطفاسة لينا احنااا

قال سما بضحكة:- ليه هو انتوا آسر عشان اكلمكم برقة ؟! ده فيه انوثة عنكم هههههههه

تلقت سما صفعة على عنقها من يد رضوى فصاحت بتذمر:- ضربة في ايدك وقلبك وودنك يام نص لسااان

ضحكت رضوى وقالت:- اخرسي يا كلبة

تنهدت حميدة ببعض التيه وقالت:- بقولكم ايه انا عايزة اتمشي شوية ، بقالنا اسبوعين تقريبًا بنشتغل ومخرجناش خالص.

وافقت سما بشدة:- اهاااااااا

أجابت حميدة بموافقة:- حضروا نفسكم والخروجة دي على حسابي.

ضحكت سما بقوة وقالت:-

_ ما انتي اللي بتصرفي علينا اصلا ، بصي بأذن الله بعد ما اتجوز اسر هدفعلك كل اللي صرفتيه عليا..على الجزمة ههههههههه

ضحك الفتيات بينما ركضت حميدة ضاحكة خلف سما كعادتهم في المزاح..

**********

عند بائع عصير القصب...

احتسى الفتيات النسروب الطازج بأكواب العصير لتقل سما بهيام:- آه آهآه لو أسورة قلبي يجي دلوقتي ويشرب معايا من كوباية واحدة ، انا شافطة وهو شفطتين ههههههه

ضحكت جميلة ثم قالت بسخرية:- بالسهولة دي هتشربيه من كوبايتك؟! دي تضحية كبيرة منك

رفعت سنا حاجبيها بمكر وقالت ضاحكة:- وآه لو مصيلحي يجي دلوقتي ،حلولي يا حلوووولي ههههههههههه

قالت حميدة بشهقة:- يالهوي...آسر وولاد عمه!!

اعقبت ذلك شهقة من فم رضوى:- يا مصيبتي...مصيلحي!!

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع عشر من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة