-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل التاسع والعشرون

  مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة فرح ابراهيم؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل التاسع والعشرون من رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمعقدة من الرومانسية والإنتقام والكراهية

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل التاسع والعشرون

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم
رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم 

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل التاسع والعشرون

 استيقظت علي لمسات رقيقه مداعبه فوق ارنبه انفها .. تشعر بدفئ جسدها فتحت عيناها لتلتقط عيناه فعلمت ان مصدر الدفئ كان من جسد سليم الذي يحاوطها بذراعيه يستند بمرفقه علي الفراش ليكون اعلي منها ثم يخفض رأسه مداعباً بأنفه وجهها بمشاكسه..


ابتسمت "اسيل" برقه وقد تورمت وجنتيها وقالت بخجل : صباح الخير


"سليم" بمرح وخبث: صباح الخير سلوطي ملوطي كدا؟ فين البوسه بتاعت ممس؟


خجلت "اسيل" من كلماته وتورمت وجنتيها بشده لتعتدل في جلستها تزفر بقله حيله : شكلك مش هتبطل رخامه عليا ابداً وهتفضل تكسفني كدا كتير


كان "سليم" يتأملها بإستمتاع من خجلها وبخبث : عيزاني ابطل اكسفك وما اشوفش الخدود الي عايزه تتاكل دي؟


اخفت اسيل وجهها خلف كفيها وهي تهمهم بتذمر طفولي ليضحك سليم عالياً بسبب تصرفاتها الطفوليه ثم يجذب كفيها من علي وجهها يلثمه بحب ورقه بالغه.. لتبتسم اسيل تلقائياً قبل ان ينهض سليم حتي يجهز للعمل كما تبعته هي الاخري...


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


ظلت تحرك طعامها بشرود بينما هو يحتسي قهوته ويقوم ببعض الاعمال علي حاسوبه بتركيز وحرفيه بالغه.. لاحظ شرودها ليغلق الحاسوب فوراً ويلتف لها بإهتمام..

مد كفه يحيط بكفها فرفعت عيناها له بترقب ليقابلها هو بإبتسامه رقيقه..


"سليم": مالك يا حببتي بتفكري في ايه؟


تنهدت "اسيل" بأسي : مفيش..


ليرمقها "سليم" بنظره ثقه وهو يقول بثبات : لا في، الامتحانات قربت وانتي ما بتلحقيش تذاكري..


استعت حدقي اسيل بدهشه فكيف له ان يعرف بما يجول بخاطرها..! ، لاحظ هو دهشتها ليجيب بإبتسامة واثقه وغرور : متتصدميش اوي كدا انا اعرف اقرأ الي في عيون قدامي كويس

ثم اكمل بخبث وهو يغمز لها : ما بالك بقا بعيون حببتي؟


ابتسمت "اسيل" برقه وقالت كلماتها بخفوت تفكر فيما هو قادم : خايفه من الامتحانات اوي انا لسه يعتبر مذاكرتش حاجه..! وانت عارف انا هدفي ايه يا سليم


"سليم" : عارف يروح قلب سليم، انا اساساً مش هرضي غير بإمتياز وإلا هعلقك


ثم صمت قليلاً مفكرا : انتي تقدري تاخدي اجازه الشهر ده من الشغل وتتفرغي لمذاكرتك


"اسيل"، بلهفه : لا يا سليم ،لا ونبي مش عايزه يقولوا اشمعنا وعشان اني مراتك سمحت بكدا


رفع سليم حاجبه بإستنكار قائلًا بثقه وغرور : شوفتي انتي قولي ايه؟ قولتي مــراتك.. يعني واحد وعايز يدلع مراته حد له عندي حاجه؟


ابتسمت "اسيل" بمرح وبمشاكسه: وهو في حد يقدر يفتح بوقه بكلمه معاك اصلا؟ دول بيخافوا من نظره عنيك بس .. بتيعاملوا معاك كأنك هولاكو مع انك والله طيوب خالص...


لتري غيظه الذي بدي بعينه فتكمل بذعر طفولي : او مش خالص اوي يعني بصراحه


امسك "سليم" ياقه قميص اسيل من خلف رأسها كالمخبريين وقال بغيظ : طب قدامي بقا بدل ما الطيوب ده يبلعك دلوقتي


"اسيل" بذعر : يماما ده شكله هيقلت تنين مجنح..!


ثم ازاحت يده تهرب من امامه سريعاً تسبقه للسياره اما هو فأخذ يتابعها بإبتسامة مرحه وعيون عاشقه لكل حركاتها وردود افعالها الطفوليه و بكل تفاصيلها ثم اخذ يتقدم خلفها ليصعد للسياره هو الاخر متوجهين للعمل..


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


وصلنا لمنتصف النهار وكانت اسيل تنتظر صديقاتها في المطعم بجانب الشركه بعد ان استأذنت من سليم ان تجتمع معهم فقد هاتفتهم صباح اليوم واخبرتهم علي ضروره رؤيتهم لتقص عليهم اخبار زواجها فقد رأت ان من اللازم علمهم به، وبالطبع قابلت اسيل صديقاتها وقصت عليهم ما حدث بين شهقاتهم المصودمه وعتابهم لها في بدايه الامر ولكن سرعان ما تدراجوا ان الصدمه بالتاكيد كانت كبيره بالنسبه لها فغفروا لها انشغالها عنهم، ثم تدارجوا الموقف وبدأوا في ثرثتهم المعتاده بمرح...


"لوجي" بخبث: ايوا يعم هنيالو بقا بقينا حرم سليم المنشاوي رسمي


"ندي" بدهشه : ونبي ما مصدقه بقا من كام شهر بس كنا عايزين نبلغ عنه عشان خطفها وكان بيهددها ودلوقتي تبقا مراته..! سبحان مغير الاحوال..!


"لوجي" بتهكم: ونبي انا ما اعرف بتتاعملي معاه ازاي ، مش خايفه علي نفسك منه؟


"اسيل" بوهن :تؤ ما بطمنش غير معاه..!


"ندي" بتنيهده: ههيييح يا سيدي يا سيدي ده الحب ولع في الضره ، ونبي انا كنت حاسه انك هتحبيه


"لوجي" بمكر : لا انا كنت متأكده انها بتحبه اصلاً..!


"اسيل" بإندهاش : ايه ده ازاي؟


"لوجي": من عنيكي يا حلوه و وشك الي كان بيقلب الوان اول ما سيرته تيجي، مكنش نظره خوف لا كانت نظره اشتياق


لتتنهد اسيل بوهن وابتسامتها تزين ثغرها غافله عن تلك العيون التي تراقبها منذ خروجها مع سليم من البيت الي لحظتهم هذه يأخذ صاحب تلك العيون الصور لهم ولها في جميع اوضاعها وتحركاتها


ليعبث بالهاتف ويرسل الصور لشخص محدد

استلم الصور بإبتسامه خبيثه يكبر صوره اسيل للتركيز علي وجهها الملائكي ويقول من بين اسنانه بخبث : ممم دايماً كسبان يا سليم..!

بس دي مش مكانها معاك دي مكانها في الجنه عشان كدا هوصلها بنفسي قدام عينك قبل ما اخليك تحصلها


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


بعد ان عادت اسيل للعمل مر اليوم بسلاسه ماعدي طبعا من مشاحنا شذي الدائمه مع اسيل وضحك سليم علي غيظ اسيل منها..


في السياره كانت تجلس اسيل بجوار سليم الذي احتضن كفيها يسمح لأنماله بالتحرك عليها برقه وهو يخبرها بأنه سيوصلها للمنزل ثم يذهب هو لقضاء بعض الاعمال المهمه منهم الذهاب لمكتب الظابط لينهي اجراءات القضيه كما وعده البارحه ثم سيأتي علي العشاء.. حزنت اسيل قليلاً ولكنه حثها علي البدأ في مذاكره دروسها الي حين ان يصل حتي تسلي وقتها ويمر الوقت سريعاً فأومأت له اسيل موافقه..


وقفت السياره امام المنزل ليترجل سليم منها ويشير بيده بصرامه وتحذير لفرد الحرس الذي تقدم سريعاً حتي يفتح الباب لأسيل بأن يتراجع ادراجه ، وبالفعل تراجع الرجل وألتف سليم يفتح هو الباب لأسيل يحتضن كفيها يساعدها علي النزول ثم يتوجه معها حتي يوصلها لجناحهم بيده


"سليم" وهو يلثم كفها برقه : حببتي خلي بالك من نفسك و اوعي تخرجي لاي سبب من الاسباب ولا حتي تطلعي الجنينه برا عشان هخلي الحرس يحاوطوا البيت طول منا مش هنا


اومأت له "اسيل" في استيجاب وقالت بحزن: هو انت هتتأخر؟ مش عايزه اقعد لوحدي..!


"سليم" : هرجع بدري عشان اتعشي معاكي

ثم غمز بخبث : بعدين نكمل سهرتنا احنا بقا


اخفضت اسيل رأسها بخجل فخفض هو رأسه يقبل جبهتها طويلاً قبل ان ترفع عينها وتجده قد ترجل من الغرفه وسرعان ما سمعت صوت محرك السياره معلناً علي تركه للمنزل بأكمله..!


زفرت اسيل بضيق ولكن شرعت في تبديل ملابسها وهي تحزم امرها علي البدأ في مذاكره دروسها بعد ان اهملتهم كثيرا الفتره الماضيه...


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


كان يجلس تعيساً تغلف عيناه هالات سوداء معلنه عن ارهاقه التام وقد ظهر عليه الكبر وكأن عمره قد تضاعف ..!


جلس في شرفه منزله المطله علي واحد من ارقي الشوارع بإطاليا يمسك برواز في يده تطل من داخله صوره لشاب في اوائل العقد الثاني من عمره وامرأه جميله تحتضنه وقد تقاربت ملامحهم للغايه..


اخرجه من دوامه آلامه هاتفه الذي اخذ يرن معلناً عن تلقيه لمكالمه ليأخده ويسمع الطرف الاخر..


"محمود" بأسي : ايوا يا معتز، ازيك يا اخويا عامل ايه؟


"معتز" بحزن: هكون عامل ايه يعني يا محمود؟ زي ما انا من اخر مره شوفتني فيها


"محمود" بأسي : انسي بقا يا معتز وكفايه غربه عدي علي موتهم 9 سنين لحد دلوقتي وانت لسه مش عايز تعيش حياتك وعايش جوا آلامك ، لما هربت من مصر كلها وسافرت ايطاليا كدا استريحت يعني؟ يا حبيبي الذكريات عايشه جوانا يعني بلاش تحرمني منك انت اخويا الوحيد والكبير يعني ابويا مش اخويا وبس


"معتز"بحزن : مش عارف انسي يا محمود سامحني، مش قادره انسي منظر موتهم قدامي عيني وكلو بسببي انا سبب موت مراتي وابني الوحيد، مش قادر اسامح نفسي


"محمود"بتوجس : يا حبيبي قل لن يصيبنا الا ما كتبه الله لنا، ده قدرهم وانت عارف كدا كويس اين كانت اسباب موتهم ايه بس ده قدر ومكتوب


اشتد قبضه معتز علي الهاتف حتي كاد يكسره وضرب بيده بعنف علي الطاوله التي امامه حتي وقعت الزهريه من فوقها وتهشمت علي الارض


"معتز" بغضب عارم: مفيش حاجه اسمها اين كانت اساب موتهم، سبب موتهم ده انا عمري ما هنساه وعمري ما هبطل اعافر عشان اخد حقهم


"محمود": ارجع عن الي في دماغك يا معتز واخزي شيطانك كل حاجه حصلت زمان خلاص ملوش لزوم الي في دماغك ده


"معتز" بصوت جوهري : وهو انت عشان شايفني ساكت كل السنين دي فاكرني نسيت؟ لا انا مستني الضربه الي تموت عالطول مش توجع، و قسماً بربي الي هيقف قدامي مش هيهمني هو مين وهيبقا مصيره نفس مصيرهم


تنهد محمود بأسي علي حال اخيه فهو يعلم ان فراق زوجته وابنه له منذ 9 سنوات كان اكبر واغلظ صدمه تعرض لها في حياته، فكانت زوجته هي معشوقته وتوأم روحه وابنه الوحيد كان يملك قلبه وبموتهم فنت روحه وعتم قلبه ليهرب من البلاد بأكملها يحاول الهروب من واقعه المرير ولكن حطام قلبه جعل غليله مازال يشتعل بأوصاله ينتظر اللحظه الحاسمه للفتك بمن كان السبب


كان محمود يخشي فراق اخيه، هو الاخر فكان اخاه الكبير و كان الاب والام والصديق بعد وفاه والديهم وهو في سن صغير وقيام معتز بتربيته..


تنهد"محمود" بأسي : وحد الله يا معتز واهدي انت كدا بتأذي صحتك وعموماً انا كنت طالب اطمن علي احوالك بس


"معتز" بإقتضاب : طيب مع السلامه


ليغلق الخط دون انتظار سماع رد محمود والذي لم بتفاجئ كثيرا بمعامله الجفه تلك فقذ تعود عليها بالاواني الاخيره يعلم انها من اثر ألم قلبه فحزنه يسيطر عليه ولذلك لم يعير ذالك اهتمام..


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


دلف الي المنزل يبحث عنها بعينه ولكن لم يجدها فأخبرته الخادمه انها حبيسه جناحها منذ رحيله ابتسم سليم علي إلتزامها بأوامره وتقدم بخطوات واسعه نحو الدرج يتوجه لجناحهم ولكن قبض قلبه حين سمع صوت بكاءها هرول سريعاً الي جناحهم يفتح الباب بعنف ويبحث عنها بعينه في الجناح حتي وجدها تجلس في اخر الاريكه تضم ركبتيها اليها وتخفض رأسها وقد اخذت شهقاتها تتعالي، وقد تبعثرت اوراق كثيره من حوله كما وجد الحاسوب مضئ ولكن ملقي بإهمال امامها..


اغلق سليم الباب لتنتفض هي ترفع عينها الباكيه تجده يتقدم منها بخطوات واسعه ولم تشعر بنفسها الي وهي تقفز من مكانها وتهرول تجاهه ثم تلقي بنفسها داخل احضانه فهذه اشد ما كانت تحتاجه الان...


استقبلها هو بلهفه ودهشه من فعلتها ولكن لم يبالي فقط ضمها له بقوه يحاول بث لها الامان في كلماته حتي تهدأ وقد تبلل قميصه من شده دموعها..!


بعد وقت قصير شعر هو بإنتظام نفسها علي عنقه فعلم انها هدأت قليلاً توجه بها الي الاريكه يجلس هو ثم يأخذها فوق قدميه وداخل احضانه كما اعتاد.. ثم رفع انماله يجفف وجهها من باقي دموعها ..


"سليم" برقه : ممكن اعرف ايه سبب الدموع دي؟


"اسيل" بصوت باكي : مش عارفه اذاكر انا مكنتش بحضر المحاضرات في الفتره الاخيره دي ومش فاهمه حاجه وكل ما احاول اظبط المقايس المناسبه في الاخر بردو يطلع غلط..!


"سليم" برقه ومرح : يعني كل البكي ده عشان مقايس ؟ تولع المقايس كلها، انتي تعملي الي المقاييس الي انتي عيزاها وانا انفزلك المشروع زي ما انتي عايزه


ابتسمت "اسيل" بوهن علي مشاكسته وبمرح : يا سلام؟ يعني لما العماير تطلع مايله هيقولوا ايه؟


ابتسم "سليم" علي مرحها و بخبث قال: هيقولوا طالعه لصاحبتها مايله وخيبه خالص


"اسيل" بذمر طفولي : كدا يا سليم؟ طب اوعي بقا انا هتصل بأي حد من صحابي يفهمهالي


اوقفها سليم عن الحركه يحكم حصاره علي خصرها ويقول بصرامه وحزم : تلت دقايق هقوم اغير هدومي واجي ملقيش اثر لأي دموع عشان نبدأ فاهمه ؟


ثم اكمل بخبث : ده طبعا لو تحبي ان انتي تلاقي خدودك دول مكانهم عشان بحارب نفسي دلوقتي ما اكلهمش وبعديها بقا ما اوعدكيش لا هيبقا في مقايس ولا حسابات ولا نيله انا بتلكك اصلا وشكلي مش هقدر اصبر لأخر الشهر وانتي حره بقا...


خجلت اسيل و نهضت سريعاً تهز رأسها بالموافقه وهي تهرول للمرحاض تغسيل وشها من اثر اي دموع فأبتسم هو علي خجلها منه وهروبها المعتاد..


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


ابدل ملابسه بملابس مريحه و وجدها تنتظره امام الحاسوب علي الاريكه فتوجه يجلس خلفها ثم مد ذراعه يحاصر خصرها يضمها إليه حتي التصق ظهرها بصدره ثم استند برأسه علي كتفها يشعر بخجلها وانخفاض رأسها ليخطف الكتاب من بين يدها ويبدأ في شرح المسأله بمهنيه وحرفيه عاليه وذكاء شاسع فعلاً، انبهرت اسيل بذكاءه وحرفيته في عمله وكان هذا بدايه الطريق لشرودها به وهي تشعر بأنفاسه تهبط فوق عنها وبدفئ حضنه ولم تفق الي علي قبله فوق وجنتيها فأشتعلت خجلاً تصل إليها كلماته وقد همسها بجانب اذنها


"سليم" بخبث: مع كل مره هتسرحي فيها هيبقا ده عقابك عشان تتعلمي تركزي معايا كويس


ثم اكمل بخبث : ولو اني دي الحاجه الي مش عايزك تتعلميها اصل عاجبني العقاب اوي


لكزته "اسيل" في كتفه ليضحك بإستمتاع علي خجلها ومن ثم تحدثت بصوت خجل: انت طلعت شطور اوي فعلاً انت احسن واحد فهمت منه


"سليم" بإستنكار : الصبح طيوب ودلوقتي شطور؟ لا ده انتي شكلك مش ضايعه في الهندسه بس لا وكمان ضايعه في العربي


ضحكت اسيل علي نفسها ولم تتمالك نفسها ليسبح هو بعالم اخر اخذته إليه ضحكتها..

لاحظت اسيل نظراته فخجلت كثيراً والتفت تستند بظهرها علي صدره مجدداً تحثه علي تكمله شرحه لها..


اخذ سليم اسيل بين احضانه يذاكرلها طوال الليل ولاول مره لا تمل من المذاكره بل كانت مستعده لتقضيه الليل بأكمله هكذا لتظل بداخل احضانه تستمع لمغازلته لها تاره و يمرحون تاره ثم يختبرها وتنجح بالاختبار لتشعر بالفرح من نظره الفخر بعينه لها...


كما سليم تعجب في نفسه من ذكاء طفلته المشاكسه فحين تعطي اهتمامها وتصب تركيزها لشئ معين فحتماً تبدع فيه..!


اخذ سليم يشرح ولا يعلم كم مر من بالوقت ولا يعلم ان الوقت قد تأخر جداً ولكن شعر بسكونها بين احضانه وانتظام نفسها ليبعدها عنه يتأكد من شكوكه..

وبالفعل كانت اسيل غطت في سبات عميق بين احضانه غير واعيه بالدنيا من حولها.. تأمل سليم ملامحها البريئه وربطه شعرها التي انسدلت خصلات عشوائية منه علي وجهها ورقبتها لتزيدها جاذبيه، سمح لأنماله بالارتفاع وسحب ربطه شعرها حتي ينسدل فوق صدره يهدل من نعومته فأخذت تتخلله اصابعه برقه بالغه قبل ان يخفض رأسه يطبع قبله خاطفه فوق شفتيها ثم ينهض يحملها حتي الفراش ليدثرها جيداً ثم يخفض رأسه مره الاخري يقبل جبتها قبل ان يلتف ليستلقي بجوارها ويجذبها داخل احضان جسده وعينه حتي ظل يتأملها وهو شارد بها حتي استسلم للنوم هو الاخر ...


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


مر اسبوعين علي نفس الوتيره، اسيل وسليم لا يفارقي بعض ابداً، يذهبي للعمل معاً صباحاً ليقضوا اليوم و بالتأكيد ببعض المشاحنات مع شذي والذي بدأت اسيل حقاً تغضب لوجدها ، وبالطبع لم يخلو الوضع من مغازلات سيلم الدائمه لأسيل التي تربكها وتخجلها منه كثيرا ثم ينقضي اليوم بمذاكره سليم لأسيل دروسها وهي داخل احضانه كما اعتادوا هذا ..


كما تابع من يراقبهم عمله بحرفيه ويقوم بنقل صورهم بإنتظام وعلي يوم غير العاده دق جرس الباب في منتصف الليل لتفزع اسيل وقد بدأ الشيطان يوسوس لها فظلت تردد بآيات قرآنية حتي تهدأ.. كما طمأنها سليم ايضاً وهو يتجه حتي يعرف من القادم..


اتت الخادمه واخبرته ان هناك ضيف يريد رؤيته بالأسفل..


"سليم" بغضب : مش فاهم مين الحيوان الي جاي فجأه ده هو فاكر نفسه جاي لأبوه.!


ثم احتدت نبره صوته واحتدت نظراته لتصبح مميته حتي ان ارتجفت اسيل وهي تسمعه يوجه لها الكلام بتحذير قانط : اياكي يا اسيل اشوف خيالك بس تحت مهما يحصل فاهمه؟


اومأت له اسيل في ذعر قبل انا يلتف ويترجل خارج الجناح ليستقبل ذالك الضيف الغير متوقع...!!!!


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


وصل سليم لأخر الدرج ليجد الخادمه تقف في انتظاره ثم اشارت له تجاه الصالون ان الضيف ينتظره بالداخل، توجه سليم بخطوات بطيئة وهو يقبض علي يده حتي بيضت مفاصلها وقد حزم علي الفتك بمن يتجرأ على تعدي حدوده مع سليم المنشاوي..


دلف سليم الصالون ليقف متصلباً تتسع حدقه عيناه بدهشه ولكنه دائماً يبرع في ارتداء قناع البرود ليخرج صوته ثابتاً وصارمه للغايه يشبه فحيح الافعي : انت بتعمل ايه هنا؟ مش خايف اقتلك؟


____: تؤ تؤ تؤ مش عيب تقابل ضيوفك كدا بردو؟ ده انا جاي اباركلك علي الجوازه الجديده لولا اني زعلان منك انك معزمتنيش


"سليم" بنفس النبره والشرار يتطاير من عينه : اككررررم...! فوق وشوف انت بتكلم مين بدل ما وديني ادفنك مكانك وانت عارف ان كلمتي واحده


ابتلع"اكرم" ريقه بذعر فهو يعلم جديه سليم فيما يقوله ولكن تصنع اللاه مبالاه : لالا ميصحش كدا يابن عمي اومال فين واجب الضيافه وفين العروسه؟


"سليم" بشمإزاز والشر يتطاير من عينيه:

انت الواجب الوحيد الي ينفع يتعمل معاك مش هنا


ثم شاور للحرس بيده يقول بصرامه : خدوه من هنا ارموه برا .. مش عايز اشوف خلقته


حين اقترب الحرس من اكرم في ثواني كان يحمل السلاح بيده وبدأ في اطلاق النيران بعشوائية داخل المنزل ليتراجع جميع الحرس يأخذوا ساتر من طلقاته العشوائية ولم يستطيع احد السيطره عليه...


اختفي سليم من الغرفه فجأه حتي بدأ اكرم بالحبث عليه بعينه وفي اللحظه التاليه كان يفترش الارض وسليم فوقه يكبل حركه يده وقدمه بفضل قفزه في الهواء وهو يأخذه بين احضانه بإندفاع وبكامل قوته حتي ارتطموا في الارض بعنف شديد ولكن كان سليم اسرع في النهوض وتكبيل اكرم ثم البدأ في تسديد اللكمات العنيفه له يفش غله فيه بغضب عارم، حتي نزف وجهه بغزاره، واصبح وكأنه يحتضر .. كان الحراس يحاوطوا سليم ولم يستطيع احد ردعه فكان الكل يخشي الوقوف امام سليم ويعلموا العواقب جيداً فأنكمشوا في بعضهم آبيين التدخل ..


كان سليم يضرب اكرم بغل منه وعليه هو لم ينسي انه كان في يوم من الايام صديقه..!

يحاول افاقته من هذا الكابوس الذي سمح لنفسه بالعيش به، ولكن حرقه قلبه عليه وغضبه منه وغيرته علي اسيل جعلوه يفقد اعصابه بالفعل وقد ظل يضرب اكرم حتي بعد فقدانه للوعي ولم يمنعه الا كف ناعم وجده يلتف حول معصمه قبل ان تهوي علي وجه اكرم مره اخري..


التف اليها وعيناه قد احرقتها من نظراته، وجد عيناها تكاد تنفجر من البكاء وشهقاتها اخذت تتعالي بعنف وكانت بحاله مزريه وتفوهت بحروف متقطعه : خ.. لا.. ص يا.. سل.. يم سيب.. ه عش.. ان خ.. اطري.. هيموت..!

(خلاص يا سليم سيبه عشان خاطري هيموت )


اعتصر قلبه علي هيئتها وذعرها ولكنها فتحت ابواب جهنم بنفسها فقد عصت امره والان هي تقف امامه وسط الحرص والاهم من ذلك قد رأته في تلك الحاله والتي جعلت نظره الخوف منه تتلألأ في عينها...!


"سليم" بصوت جوهري وغضب صارم : علي جناحك منغير ولا كلمه وعقابك هيبقا عسير


ارتجفت لكلماته وايضا لتوبيخه لها بهذه القسوه فهرولت من امامه مسرعه تحبس نفسها داخل جناحها تترك العنان لدموعها وقد دفنت رأسها في وسادتها خشيه من مقابلته..!


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


انتفضت اسيل اثر صفعه للباب بقوه وانكمشت حول نفسها بذعر وهي تراه يتقدم منها بخطوات بطيئة ثابته وعيناه تشتعل غضباً وقسوه..!

كما وصل لها صوته الصارم بطريقه مريبه مما جعل الخوف يتمكن منها ..


"سليم" بغضب لم تري له مثيل من قبل : انا مش قولت ما اشوفش خيالك برا؟


اومأت اسيل رأسها بعنف وهي تنظر له بذعر قبل ان تنسدل دموعها مره اخري بعد ان نفضت قبضه يده المزهريه الموضوعه علي الكومود بغضب لتقع وتصدر صوت تهشم عنيف


"سليم" بنفس الحاله : يبقي بتعصي امري وتنزلي تحت ليه؟ عناد وبس؟


كانت اسيل تحتضن وسادتها كحاجز بينه وبينها وكانت ترتجف خوفاً منه ولكن حاولت اخراج صوتها المتحشرج الباكي : لا.. و..و..والله انا.. اا

.خفت ع..ليك .. لما س...سمعت ضرب الن.. ار


"سليم" بنفس حدته : وهو لو كان في ضرب نار كنتي انتي الي هتنقذيني منه يعني؟


ثم اكمل بغضب ارتجفت له اوصالها : ارتاحتي انتي كدا لما كنتي واقفه وسط الرجاله بالمنظر ده ينشهوا فيكي بعينهم براحتهم؟


كان يشير علي منامه اسيل التي لم تلاحظها فقد اخذت حجابها بسرعه تهرول الدرج بلهفه حتي كادت ان تقع وقد لوت كاحلها ولكن قلقها علي سليم جعلها تتحمل الالم فألم فراقه بالنسبه لها اعظم بكثير..


اكمل "سليم" و قد التقت حجابها الملقي علي الفراش واخد يشد عليه وهو يقول من بين اسنانه حتي كاد ان يفتك به : راضيه انتي علي الحجاب الشفاف ده؟


نظرت للحجاب بيده ثم الي منامتها بخجل فهي تعلم صحه حديثه ولكن فتك القلق قلبها لذالك لم تأخذ بالها...!


همت اسيل بالرد ولكن قاطعها "سليم" بصارمه غير معهوده : ششش مش عايز اسمع صوتك ، ويكون في علمك مفيش خروج من الجناح ده حتي للشركه غير بأمري فاهمه؟


انسدلت دموع اسيل علي وجنتيها بغزاره وهي تخفض رأسها بألم من قسوته معها، كما كان يقف ينظر لها بوجه جامد ولكن خلف هذا الجمود كان يريد ضمها إليه بقوه لذعرها عليه الجالي علي وجهها حتي مع قسوته لها..


تركها سليم ودلف للمرحاض سريعاً يهرب من امامها حتي لا يضعف امام حالتها، ولكن عندما خرج لم يجدها علي الفراش بل وجدها تتمدت علي الاريكه وهي تضم ركبتيها لها كوضع الجنين ..


زفر سليم بغضب ونفاذ صبر وهو يهتف بأسمها بصرامه فلم تجب ليعود هتفه ولكن بحده اكثر وهو يجذبها من معصمها بصرامه لتنهض تقف امامه فأتسعت حدقته من حالتها المزريه بكل معاني الكلمه..!


فكانت عيناها من شده احمرارها ظن انها معبئه بالدماء بدلاً من الدموع وجسدها يرتجف بشده وقد كان بارد مثل الثلج وازرقت شفتيها كالموتي وقد شحب وجهها بشده..


ذعر سليم من حالتها تلك فأخذ يهزها بعنف وهو يحيط بكتفها ولكن كانت اشبه بالموتي بين يده لا تستجيب له..!


هنا ترك سليم كبريائه وغروره علي جانب فهو لا يستطيع تحمل فراقها ولا جعلها تصل لتلك الحاله اين كان..! ففي الاول او الاخر كل ما فعلته فهو من اجله ومن اجل ذعرها الشديد عليه..!


حملها سليم بلهفه وهرول بها للمرحاض ثم فتح صنبور المياه وقلبه يكاد ينشطر عليها، ثم اخفض رأسها تحته بلهفه يدلك فروه رأسها يحاول اعادتها لوعيها ثم رفعها يغسل وجهها بإهتمام قبل ان يحملها ويتجه بها نحو الفراش يضعها برقه شديده واصدر امر صارم للخادمه بإحضار كوب من العصير فوراً


احاط "سليم" وجه اسيل برقه ونبره ندم علي قسوته العنيفه معها : فوقي يا حببتي فوقي يا اسيل ردي عليا


ظلت ساكنه تنظر له بوهن حتي اتي بالعصير إليها يقربه من فمها فأبعدت وجهها عنه


"سليم" بحزم: اسيل بلاش شغل العيال ده، اشربي العصير يلا


هزت اسيل رأسها نافيه بوهن حتي فزعها جذبه لها لتجلس بين احضانه يربت علي خصلاتها المبتله بحنان


"سليم" برقه : طيب انا عارف اني قسيت عليكي بس كل ده عشان خايف عليكي ، متزعليش مني واشربي العصير


ابت اسيل ايضاً ان تشربه فأندهش وتحير لتلك العنيده فماذا تريد فقد صالحها هو وهي المخطأه؟!!!


"سليم" بنفاذ صبر : اسيل انتي لو مشربتيش العصير دلوقتي انا هزعل منك زياده ومش هكلمك


ليتفاجئ بأسيل الذي اخذت ترتشف من العصير بوهن ولكن لم يبالي الان بأسبابها هو فقط يهتم يشربها للعصير حتي عادت دماء وجهها


ترك العصير من يده وقد تراجعت اسيل عنه تجلس امامه تخفض رأسها بخجل


مد "سليم" انماله اسفل ذقنها يرفع وجهها وينظر بعينها في عتاب : طيب الحاله الي كنتي فيها دي بسببي؟


ثم اكمل بأسي : انتي خايفه منـي يا أسيل؟


هزت اسيل رأسها نافيه بعنف فإكمل هو بهدوء : اومال ايه؟ ايه الي حصل وصلك لكدا؟


"اسيل" بوهن وهي تنظر في عينه بصدق : عشان زعلتك مني..


صدم "سليم" للوهله الاولي وهو يسمع كلماتها ليقول بدهشه : كل ده عشان زعلت منك؟


تجمعت الدموع في عين "اسيل" بندم : انا اسفه انا عارفه اني غلطت لما ما سمعتش كلامك وبعديها لما ما اخدتش بالي انا نازله بأيه ، بس والله يا سليم غصب عني، والله اول ما سمعت صوت ضرب النار قلبي اتقبض اوي عليك وحسيت روحي بتطلع من فكره انك ممكن تكون اتأذيت، قلبي وجعني اوي يا سليم مقدرتش اتحمل وماحستش بنفسي غير وانا نازله اجري عليك كنت عايزه بس المحك من بيعد اطمن قلبي، انا اسفه اوي سامحني بس والله...


قاطعها "سليم" حين جذبها لحضنه يضمها بتملك وحنان جارف يمسد علي ظهرها برقه : شششش بس يا حببتي خلاص اهدي، انا عارف ان كل ده من خوفك عليا بس مقدرتش امسك اعصابي وانا شايفك قدامي كدا وبتخيل ان ممكن حد يكون لمحك بس مش شافك كدا.. انا حاسس بيكي ملكي يا اسيل وجمالك ملكي حتي صوتك ده محدش له الحق انه يسمعه غيري..!

انا كنت حاسس اني عايز ادفنهم مكانهم كلهم واحد واحد تحت.!


ثم تنهد بأسي قبل ان يرفع وجهها له وينظر في عينها بصدق : اسيل قدري جمالك الي الكل بينبهر بيه، ودي حاجه ساعات بتخليني افقد اعصابي..! مابتحملش ان حد يبصلك ويتأمل في جمالك عشان كدا دايما بيقا عايز اخبيكي من عيون الناس..! مش عشان حب تملك او انانيه مني وخلاص او حتي لمجرد التحكم فيكي..! مش انا يا اسيل..! مش سليم المنشاوي..


"اسيل" برقه : وانا مقدره كل الي بتقوله وحاسه بيك وعمري في يوم ما اقصد ادايقك او ازعلك مني.. انا اسفه يا حبيبي متزعلش مني انا مليش غيرك يا سليم..! متحرمنيش من حضنك وحنانك..!


ضمها سليم بقوه حتي شعر بإستكانه ضربات قلبه وقلبها بعد اضطراب عصف بمشاعرهم بشده..


ابتعد سليم عن اسيل واستند بجبهته فوق جبهتها يغمض عيناه كما فعلت هي ايضاً صدرهم يعلو ويهبط بعنف.. حتي همس لها " سليم" امام شفتيها بصدق : حضني وحناني دول ملك ليكي انتي وبس، مقدرش احرمنك منهم اصلا لانهم بينادوكي يا اسيل عارفين انهم ملكك زي ما كل تفصيله فيكي يا اسيل حتي مشاعرك ملكي..


اومأت له اسيل برأسها في هدوء وهي مازالت تستكين بجبهتها فوق جبهته وتغمض عيناها


استقبل هو ايمائتها ليؤكد علي كلماته حينما خفض رأسه يلثم شفتيها بشغف وشوق جارف حتي شعر بإستجابتها معه ليعمق من قبلته بتملك تارك العالم يدور من حوله ويدور هو مع دوامه عشقها الذي تملك من قلبه وجعله يلين ويتراجع عن قراره في معاقبتها ولأول مره في تاريخ سليم المنشاوي يتراجع في قرار او يخمد بركان قسوته بعد ثورانه ليتيقن ان اسيل الان هي حتماً السهم التي شق الحجر..!

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل التاسع والعشرون من رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة