-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الثانى والعشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب إبراهيم والتي سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات والقصص الرائعة من قبل واليوم مع روايتها التى نالت مؤخرا شهرة كبيرة جدا على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثانى والعشرون من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الثانى والعشرون

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الثانى والعشرون

 قالها بشراسة :- تتجوزيني ؟

تجمدت وهي تنظر له...ماذا قال ؟! ايعني ما يقوله ؟! فلا شيء يجعله يقل ذلك سوى....

نفضت افكارها فربما سمعت خطأ ، لربما تحدثت أمانيها بالقلب فأخطأت...نظرتها له مشتته ، مرتبكة ، حائرة...تخبره أن ينطق مجددًا ، أن يقل ما تشككت به...أو أرادت التأكد أولًا....كل شيء وكأنه توقف أمام عيناها إلا قلبها !! فقد لهثت خفقاته من الركض...بينما هو يرتجف من الفقد...فقد شعور يعرف أنه لم يمر على قلبه مرة أخرى...كان الجميع حوله...وكانت وحدها له الجميع....

أخذت أرق بقاع القلب حياة...أخذت بقعة خاصة لا يُختص بها سوى الأم...فأعطاها هذا الحيز دون أن تدري لتصبح هي كل شيء...

نظر لصمتها بوجوم...ظن أنها تفاجئت فصمتت ، وأن تيهتها هذه حيرة من الإجابة...بعض الإجابات تعطي الحياة أو الموت...فلو كانت تشعر لما احتارت...ليتها اعطت حتى لو إشارة ولكنها لم تفعل !! هكذا قال عقله !!

ابتلع ريقه بتوتر وندم للحظة أنه قال ذلك ، فإن رفضت فسينتهي بينهما ذلك الرباط المتخفي بالصداقة....كرر سؤاله ولكن نظرته مترجية وقلقة:-

_ تتجوزيني يا حميدة ؟ مش بتردي ليـه؟!! للدرجادي الإجابة صعبة!!

اسدل قلبه خفقاته بألم...إلى متى يظل الحب حبًا بعد الرفض ؟ راقب صمتها بحيرة وخوف بينما كان صمتها عظيم من الصدمة...

لم تتحرك عيناها بل ظلت على جمودها...تحاول استيعاب ما سمعته مرة أخرى....كررها !! فقد حررها من ذلك القيد حتى تصبح له للأبد...وكأنها فتحت صندوق الأماني...وانتقت منه اغلاها...

تحرك يا قلب واجعلها تنطق ، فيبدو على عيناه أنه يخبأ ما ظنته حلما بعيد....وظنت أن قلبه كالبلاد البعيدة بينما كان دائمًا الوطن دون أن تدري !!

واكتفت بحلمًا حن به صوته بينما القدر يخبأ ما هو أكثر من الأحلام...

واشاح الأوهام ليقل لها هو يحبك يا فتاة....دائمًا

كانت تجلس على المقعد بينما ثقل جسدها بعد الأغماء جعل المقعد يميل بها وآل الى السقوط جانبًا...

نهض بعصبية يكتم الألم داخله من عدم إجابتها حتى صدم برؤيتها هكذا فركض اليها خائفا....

**مرت دقائق**

أشرقت عيناها...من حلماً لحلم يا قلب ابتسم...أول شيء طل امامها هو وجهه ذو النظرات الخائفة ، كطفل فقد يد أمه وسط الزحام ، يدفئها هذا الشعور الذي بثه فيها...أنها الملجأ...

لم تكن على مقعدها بل على أريكة تبعد عدة خطوات من مكتبها ،وهذا يدل أنه حملها !!

ابتلعت ريقها بخجل وهي ترتجف وتعتدل حتى قال بلهفة وقلق :-

_ خضتيني عليكي ياحميدة ، انا عقلي وقف لما شوفتك بتوقعي

ابتسمت ببطء مع تلألأ دمعة بعيناها ، هذا كثير على قلبها حقاً ، أن يحدث كله هذا دفاعاً !! قال يوسف بحزن وهو يعطيها كوب ماء :-

_ كنت مستني اجابتك ، بس

قالت حميدة بقوة ودموع :- بس ايه ؟!!

كأن احدًا سرق النبض منها ...قالت بنبرة عاتبة ، وقوية ، بها حب يعبر كل ظنونه فنظر إليها حائرا ، قال بنظرة عميقة :-

_ مش عايز أخسرك ، اعتبريني ما قولتش حاجة ، انا عايزك تفضلي جانبي وبس ،بأي حال وبأي شكل وبأي صفة ، خليكي جانبي..ماتسبنيش

لم يكررها مثلما تمنت !! اعتقد أنها سترفض !! كيف تخبره انها تخطت العشق !! هذا الطريق لن يفتح مجددًا إذا اغلق الآن ،نهضت منفعلة ، باكية ، هاتفة به بغضب لم يراه على وجهها يوماً :-

_ أنت أغبى انسان أنا شوفته في حياتي يا يوسف ، مش قادرة اتخيل انك كل ده وما....

صعب عليها الأعتراف...تراجعت في اللحظة الأخيرة ولشد ما أرادت أن تصفعه...توجهت لمكتبها وأخذت حقيبتها راكضة للخارج..

راقبها وهو يجمع شتات فكره ، ما معنى قولها !! هذه حرب لم يخوضها من قبل...انتفض من مقعده ليلحقها بينما هي كادت أن تهبط بالمصعد ، اوقف المصعد وهما بداخله بمفردهما....قال بلهفة عاصفة :-

_ أنا غبي وفيا كل الصفات الوحشة بس قوليلي أن اللي جه في دماغي صح ، قوليلي أنك بتحبيني زي ما بموت فيكي

هتفت به بعصبية :- أنت لسه ما فهمتش يا يوسف ؟!! وكنت محتار من اجابتي كمان ؟!! مش بقولك أنك غبي !!

جالت نظرته على عيناها الباكية ثم الى كل ملامحها الحبيبة وابتسم بعدم تصديق...وكأن الحياة قدمت له المنتظر حينما أحبته هي..

قال بابتسامة مقتربا لها :-

_ كنت خايف...خايف أقرب وأنا مش حاسس أني استاهلك ، محاولتش اظهر اكتر من صداقة عشان عارف نفسي ، لو قلتلك بحبك هفضل اقولهالك كل دقيقة ، كنت عايز اتقدملك وانا حاسس أني هقدر ابقى مسؤول عن بيت وأسرة ، مش عايز ابقى نسخة من أبويا...يعتمد على ميراثه وبس...أنا أول مرة اقول كده ،بس هي دي الحقيقة

يمكن دلوقتي حاسس أني هقدر على الأقل اقابل والدك ، هقولها تاني ،تتجوزيني ؟

ابتسمت بسعادة وهي تمسح عيناها من الدموع ونظرت له بمشاكسة قائلة:-

_ مش هرد عليك ، هحددلك ميعاد مع أبويا

اتسعت ابتسامته بسعادة وقال بمكر :- النهاردة

تعجب وقالت :- انت مستعجل بقى ؟!

غمز بعيناه بنظرة ماكرة وأجاب :- مش هرد عليكي ، هجاوبك بعد ما اقابل والدك ، تحبي اجيبلك ايه مع الشيكولاته وانا جايلكوا ؟

كتمت ضحكتها وقالت :- مافيش فايدة فيك !!

فتح باب المصعد وقال بذات المكر والابتسامة لم تفارق محياه :-

_ مش دلوقتي عشان يتقفل علينا باب واحد بس وغلاوتك لما يتقفل ما هيتفتح

ركضت للداخل بعدما ضج وجهها احمراراً فأرتفعت ضحكته عاليًا

*****


**بمكتب رعد**

ظلت رضوى تقضم اظافرها بغيظ وهي تتفحص بعض الأوراق فلاحظ رعد ذلك وهو على حافة الضحكة لمظهرها الطفولي الغاضب المتذمر....قال بتسلية:-

_ حاسبي لتبلعي صوباعي

وضعت الأوراق وكأنها انتظرت فتح هذا الحديث وقالت بغيظ :-

_ انسان قليل بصحيح اللي اسمه آسر ده ! ، زمان البت سمكة مموته نفسها من العياط دلوقتي..

قال رعد بهدوء رغم أن عيناه بها بعض التحذير :-

_ لاحظي أنك بتتكلمي على ابن عمي !! وبعدين آسر عمره ما كان قليل الذوق ، اكيد في حاجة مزعلاه

ضيقت عيناها شذرا وقالت :-

_ وهي مالها زعلان ولا لأ ؟!! هي جاية تشتغل ولا جاية تتهزأ كده ؟! والله لو أنا وقولتلي اطلعي برا ماهتشوف وشي تاني

ابتسم رعد وقال بعفوية :-

_ رضوى أنا المفروض مديرك وكده ،بس انا بخاف منك مش عارف ليه

تابع بضحكة صادقة فابتسمت وهي ترفع الأوراق امام عيناها وتتخفى بمظاهر الثبات والجدية...أردف رعد بخبث:-

_ وبعدين ماينفعش اقولك أنتي بالذات اطلعي برا ، ولاد عمامي آه في داهية أنتي لأ

كرر ضحكته بمرح حتى تبدلت ملامحها فقال بلطف :-

_ هعرف ايه اللي مزعله وصدقيني هتلاقيه من نفسه بيعتذرلها والموضوع ينتهي ببساطة..

هزت رأسها وتابعت العمل على الحاسوب ليقل رعد بترقب إجابتها :-

_ بتحبي السفر ؟ اقصد يعني نفسك تسافري تشوفي اماكن غريبة ؟

شردت رضوى للحظة فأجابت بصدق بعد ذلك :-

_ بصراحة آه ، أنا نفسي من زمان أعيش في مكان بعيد بعيد ومايكونش فيه حد ، ابعد عن الناس

قال مبتسما بدفء:-

_ وحتى اللي بتحبيهم ؟ ولا هتاخديهم معاكي ؟

قالت بعفوية ولم تدرك دفة مكر الحديث :-

_ أنا ماليش حد غير أخواتي ، أو يعني اللي بعتبرهم أخواتي...أنا يتيمة ماليش لا أب ولا أم ولا أخوات ولا حتى قرايب ، لقيت نفسي كده من صغري يمكن عشان كده اتعودت ابقى لوحدي..

صمت رعد لدقيقة ولاحظ مجرى الدموع بعيناها فنهض من مقعده وهو يجاهد حتى لا يسرقها الى صدره فهذا كفيل أن يجعلها تكرهه ويعرف ذلك...جلس بمقعد قريب وقال برقة:-

_ ماتعرفيش الأيام مخبيالك ايه ، مش يمكن حد واحد يعوضك عن الجميع ، ياخدك لحلمك وتعيشوا في دنيا جديدة ليكوا انتوا الاتنين

مسحت عيناها من الدموع ورمقته بحيرة ولا تنكر سرا أن بحديثه لمسة حنونة ،تربت على آلامها...

ابتسم رعد بحنان ثم نهض ومضى لمكتبه بخطوات بطيئة واضعا يداه بجيوب بنطاله الچينز الثلجي :-

_ عارفة...يوم ما اتجوز واحدة ، هلففها العالم كله ، انا بعشق السفر وبالذات في الجبال ، هاخدها معايا ، هعيشها بكل يوم صفحة حكاية من حكايات الف ليلة وليلة ، الأدوار هتتقلب وشهريار هو اللي هيحكي ويتكلم ....عشان أميرته ترضى عنه..

ابتسمت شاردة...وقالت بصدق دون أن تدري :- يا بختها

جلس على مكتبه بابتسامة ماكرة وقد صوب الهدف ببراعة...

قال بهدوء مربك :- وانا عند وعدي

رفعت رضوى اصبعها بتوتر لتعدل نظارتها ولكنها تفاجئت أنها تخلصت منها وذلك كان حركة اعتادت عليها بالايام الفائتة فضحك رعد بمرح لغيظها من نفسها....

******

**بمكتب جاسر**

نهضت من مكتبها عندما وجدته يقترب اليها بخطوات كالصائد الذي يقتنص الفرص للتصويب الصحيح...وقفت وهي تحمل حقيبتها بجدية وقالت :-

_ هروح أشوف الموقع الجديد ، خليك أنت هنا

رفع حاجبيه باستغراب وقال :- ده اللي هو أزاي يعني ؟! انتي ناسية أنك دلوقتي خطيبتي ؟! أن كنت سايبك تشتغلي فعشان أنتي هنا معايا بس ده مش معناه أني هسيبك وسط رجالة لوحدك !!

لوت شفتيها بسخرية وقالت :- خلاص حصلني !!

قال بابتسامة استفزتها :- طب ما نروح مع بعض ياروحي سوا سوا

اجابت بغيظ :- نفسي تتغير ، نفسي مرة اقف قدامك وما احسش أن دماغك بتفكر في...

قال مبتسما بتسلية :- ماهو كل ما ابص للهدية دي بصراحة دماغي بتلف ، شيلي الهدية وخديها من قدامي احسنلك

اخذت جميلة العلبة بنظرة تتحداه وقالت :-

_ حلو ، عشان لما اسيبك الاقي حاجة ارجعهالك غير الدبلة..

قال بنظرة تتسلى بإرتباكها :- طب وقلبي هترجعيه أزاي ؟!

تنهدت جميلة بنفاذ صبر وخرجت من المكتب تحت نظراته المتفحصة بضحكة....

*******

**بصالون التجميل**

انتهت سما من الحديث لتصمت للي بحيرة ثم قالت :-

_ أنتي غلطانة يا سما ما تزعليش مني ، الراجل ما بيحبش غير البنت الصعبة ويتعب على ما يوصلها ، أنتي طيبة وباين عليكي واتعاملتي بعفوية زايدة ، ويمكن برضو سبب اللي عمله غيرة !

قالت سما بضيف وعبوس :-

_ أنا اول مرة اتعامل مع حد كده ، عارفة أني غلط ، بس مكنتش استاهل منه يعاملني كده ، انا حسيت أنه بيطردني مش مجرد اسيبه شوية وارجع تاني المكتب....حتى لما حميدة راحت تسأله كلمها بأسلوب وحش أوي..

ربتت للي على يدها بحنان وقالت :-

_ ما تزعليش ، بصي...ارجعي بكرة الشغل ولا كأن حاجة حصلت ، بس من أول بكرة اتعاملي معاه من بعيد وبأسلوب جاف شوية عن الأول ، وحتى لو اعتذرلك خليكي معتدلة في تصرفاتك

اطرفت سما بحيرة وقالت بضيق :-

_ مش بحب أشوفه زعلان ،ومش بحب احس أنه زعلان مني

قالت للي برقة:- والله محظوظ آسر ده أن حد بطيبتك حبه ، بس اسمعي كلامي لأن كده احسن...

اومأت سما رأسها بالموافقة...

**********


**بالحي الشعبي **

استقرت سيارة وجيه على بُعد امتارا من صالون التجميل بحيث لا تصبح سيارته مرئية لها ، جلس الرجل الذي تولى مهمة المراقبة بجانبه حتى هتف مشيرا بأصبعه للأمام على "للي" التي كانت تودع سما بالخارج وقال :- هي دي اللي قلت لحضرتك عليها ،اللي مشيت من الاربع بنات اللي بيشتغلوا معاهم وام شعر اسود طويل دي هي اللي كلمت حضرتك عنها

تحرك عصب فكي وجيه بعنف وغيرة قاتلة من ذكر الرجل شعرها الاسود ومدحها أمامه فود لو يلكمه ولكن كيف يبرر فعلته؟!

رفع وجيه هاتفه واجرى اتصال....

*********

خرجت جميلة امام حميدة التي كانت شاردة بسعادة وتظاهرت بالعمل بينما لم تلاحظ ما بيد جميلة وخرج جاسر خلفها...

قال يوسف وهو يعطي " ساندوتشات " لحميدة :-

_ جبتلك ٦سندوتشات وانا ٦ ، مشمهم استحمل لحد ما ارجع البيت واتعشا

اخذت احد السندوتشات وبدأت تأكل بنهم وهي تبتسم ،فقد اصبحت تريد مشاركته حتى تلك الشهية المفتوحة...

قال يوسف بنظرة حنونة وهو يلوك الطعام بفمه :-

_ نفسي في الحياة اللي هي اشتغل طول النهار وارجع البيت الاقيكي مستنياني وتأكليني

اشتد وجهها احمرارا بخجل فقالت بحياء:-

_ خلي الكلام الحلو ده لبعد كده يا يوسف ، كل شيء في وقته احسن

هز رأسه موافقا بعفوية :- حاضر ، المهم أنك هتفضلي جانبي

تشاركا الابتسامات والأحاديث...حتى انتبه لصوت هاتفه...اتسعت عيناه وهو يرى رقم عمه...نهض وأجاب بقلق :- الو؟

قال وجيه مباشرة وبقوة:-

_ ساعة واحدة وتكون قدامي في مطعم (....) لو اتأخرت ماترجعش تلومني على اللي هعمله...

اغلق وجيه الأتصال بقوة ثم امر السائق أن يبتعد عن هذا المكان....

نظر يوسف للهاتف بصمت مريب لتتساءل حميدة بقلق :- مين؟!

اجاب يوسف بحيرة:- عمي وجيه عايز يشوفني ضروري ، انا قلقان

ابتلعت حميدة ريقها بتوجس وحاولت أن تطمئنه حتى قال وهو يهم بالذهاب :-

_ ماتقوليش لحد أني رايحله لحد ما ارجع

اومأت حميدة رأسها بالايجاب وهي تراقب خطوات خروجه من المكتب بخوف طل بعيناها...قالت :- ربنا يستر

********

**بموقع العمل**

دفعت جميلة جاسر بعيدا عنها الذي استغل فرصة صعودهم للطابق الأخير واصبحوا بمفردهما دون شخصا آخر وحاول أن يأخذها بين ذراعيه بقوة...نظرت له بعنف واحتقار وهتفت وهي تسحب الدبلة من اصبعها وتلقيها بوجهه:-

_ أنت قليل الأدب وهتفضل كده ومش هتتغير ، مافيش فايدة فيك ابدًا !! أدي دبلتك اهي ومش عايزة أشوف خلقتك تاني

وقعت الدبلة بثرى الأرض فرمقها بغضب حتى قبض على معصم يدها بعصبية وهتف :-

_ أنتي ايه البرود اللي فيكي ده ؟! انا في حياتي ماشوفتك واحدة حجر زيك كده ومابتحسش !!! هو انا كنت هغتصبك ؟!!

دفعت يداه بشراسة وابتعدت عنه بعض الشيء ورغم ذلك لم تمنعها المسافة من صفعه بصفعة مدوية على وجهه...صرخت بوجهه:-

_ أنت اللي سافل وما تستاهلش غير واحدة في اخلاقك ، وأنا كنت عارفة كده ما اتصدمتش ، وفي جميع الأحوال كنت ناوية اسيبك لأن مش أنت اللي ممكن اكمل معاه مهما حصل..ماعرفتش تضحك عليا وتقنعني أني اتجوزك...ومش هتقدر تضحك عليا

رمته بنظرة محتقرة وابتعدت لترحل ، عدة خطوات مبتعدة حتى سمعت صوته بتأوه متألم....وكان ذلك إثر طرقة من يده على عمود بالقرب ولم يلاحظ من شدة غضبه رأس مسمار معدني صغير مثبت بالعمود الخرساني...

نزفت يد جاسر بقوة فنظر للرجل وعلى ملامحه معالم الألم حتى ركضت جميلة اليه مجددًا بخوف...قالت بقلق:- ايدك مالها ؟! تعالى معايا لأقرب صيدلية

نظر اليها بشراسة وهتف بها وهو يضغط على النزف بيده الأخرى:-

_ عايزة مني ايه ؟ سيبيني وامشي !!

قالت بحدة :- قلت تعالى معايا ماينفعش تفضل تنزف كده !!

ضيق عيناه وهو يلهث وقال :- البسي دبلتك تاني وانا اجي معاكي

زمت جنيلة شفتيها بغيظ وبحثت على الأرض عن الدبلة الذهبية حتى وجدتها ثم وضعتها بأصبعها سريعا وقالت :-

_ لبست الدبلة ، يلا بقى تعالى معايا

ابتلع جاسر ريقه ببعض الراحة ثم نظر لها نظرة طويلة غامضة....

مر أكثر من نصف ساعة.....

بعدما تم تطهير الجراح ولفه بالشاش الأبيض وقف جاسر بالطريق ينظر لجميلة بصمت....ارتبكت من نظرته الدقيقة الصامته...ربما يتساءل لما تراجعت وأرادت مساعدته...هي نفسها لم تستطع ان تعترف لنفسها بنا يريد سماعه...قالت وهي تخلع دبلتها مجددا:-

_ كده دوري انتهي ، احنا ما ننفعش مع بعض يا جاسر ، احنا حتى مش متحملين بعض واحنا عارفين ان الخطوبة دي مؤقته !! كفاية كده

قال بنبرة جديدة العهد عليه ، بها من الترجي ما قارب للتوسل :-

_ انا عمري ما اتحايلت على حد ، مكنتش بحب اعتذر ، ما افتكرش مرة أني ضعفت قدام حد ولا حتى عمي اللي مربيني...بس انا مش عايز اخسرك يا جميلة ، انا عارف أني فيا عيوب كتير بس صدقيني انا عايز اتغير عشانك ، يمكن بصراحة لما بتبقي معايا مابعرفش اتحكم في نفسي وببقى عايز اقرب ، أنا معترف أنك احسن مني ومعترف انك تستاهلي واحد احسن مني كمان ، بس أنا عايزك أنتي ، أنتي بالذات ، أنتي وبس

هزت جميلة رأسها نفيًا وقالت :-

_ علاقتنا فاشلة ، اللي احنا عايزينه حاجة والواقع حاجة تانية

اعطته الدبلة واستدارت لترحل بقلب لا تعرف من أين أتى له هذا الصراخ!!؟


********

جلس يوسف بمقعد امام طاولة يجلس عليها عمه بنظرات التي تكبت الغضب وقال :- ازيك يا عمي ؟

سخرت نظرة وجيه بمرارة وقال :- احسن كتير من غيركوا...من غير كلام كتير...جوازة جاسر مش هتتم

حدق يوسف بصدمة لبرهة ثم قال بتلعثم :- ليه ؟!

أجاب وجيه بغموض وحاول أن يتحدث بهدوء:- اسبابي هحتفظ بيها لنفسي لأن مش هستأذن من حد فيكوا عشان أشوف الصالح واعمله

اعترض يوسف وقال بانفعال:- ماينفعش حد يعمل حاجة غصب عنه وحتى ما يعرفش اسبابها ايه !! ده انا كنت جاي وفاكر انك سامحتنا وكنت هطلب منك تيجي معايا اتقدم لحميدة

نهض وجيه من مقعده ووضع بعض النقود على الطاولة وقال بجبروت :-

_ يوم ما تعمل كده انت أو جاسر ده بالنسبالي هيبقى زي تنازل رسمي عن ميراثكوا...

ذهب وجيه وترك يوسف يتخبط بصدمته....

*********

التمع هجيج النيران بعين جاسر ، وكان الممنوع مرغوب حتى بأمر القلوب!! هتف مناديًا...وقفت جميلة عندما سمعت صوته واستدارت متظاهرة بالغضب رغم ما بطن بقلبها من الم لتتسع عيناها من رؤيته على هذه الحالة....

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثانى والعشرون من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة