-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الخامس والعشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب إبراهيم والتي سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات والقصص الرائعة من قبل واليوم مع روايتها التى نالت مؤخرا شهرة كبيرة جدا على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الخامس والعشرون من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الخامس والعشرون

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الخامس والعشرون

 مر الوقت وبدأ القلق يتصاعد بقلب حميدة....نهضت من مقعدها وذرعت المكان ذهابا واياباً وهي تفرك راحت يديها بتوتر....قالت بقلق :-

_ ياترى اتأخرت ليه يا يوسف...قلقتني عليك !!

تنهدت تنهيدة عميقة ولم تستطع التركيز بالعمل حتى يطمئن قلبها....مر آسر من أمامـها دون أن يُلقي نظرة عليها فرمقته بغيظ وانتظرت حتى دلف لمكتبه مرة أخرى وقالت :-

_ يا ساتر يارب على التكشيرة !! أنا مش عارفة البت سمكة عاجبها فيه ايه بتكشيرته دي !!

عادت لقلقها على يوسف مرة أخرى وهي تدعو له بالسلامة.....

********

**بمكتب آسر**

وقف لدقيقة بعدما أغلق الباب يتطلع بها بنظرة غامضة...

شعرت سما به فابتسمت بخفاء ولم تحب أن يشعر باهتمامها في نظرتها له...تظاهرت بأنغماسها بالعمل...لم ترميه حتى بنظرة جانبية...توجه آسر لمكتبه ببطء وكأنه يضمر شيء بخاطره...

لماذا كل هذا التفكير ؟!! لماذا يرفه عنه اغضابها ؟!! ماذا فعلت له ؟!!

اسئلة كثرة طرحها العقل والقلب معاً...ذلك الضيق الذي قتم أي مرح بعينيها لم يكن سبيل للتظاهر فيه...كان صادقاً

قال آسر بنبرة هادئة تنم عن شيء مخطط سابقاً :-

_ فريق المهندسين جايين دلوقتي

ضيقت عينيها بدهشة !! كيف يفكر هذا الرجل وهي من اعتقدت أنه ربما يؤجل اجتماع اليوم !!

حاولت أن لا تظهر أي تأثر بصوتها وقالت بلا اكتراث :-

_ أيه المشكلة ؟!!

رجع آسر بظهره للخلف وتنهد بارتياح ونظرة متسلية :-

_ وقت الاجتماع مش هتكوني موجودة ، هتفضلي قاعدة برا المكتب لحد ما اخلص وبعدين هتتفضلي تدخلي تنوري المكتب تاني يا آنسة سما...ما غلطتش فيكي اهو عشان ما تقوليش بطردك

اجفلت من حديثه وتوجهت نظرتها له بحيرة...قالت :-

_ انا فاكرة مرة أنك قلت هتخليني اتعلم واكون موجودة في الاجتماعات عشان افهم كل شيء عن الشغل...كلامك اتغير !!

أخذ آسر قلمه الحبر وحركه بين انامله بتسلية ونظرة ماكرة...مرت ابتسامة خفيفة على شفتيه وقال بهدوء :-

_ لو حبيتي تعرفي حاجة تقدري تسأليني أنا ، وهجاوبك على أي سؤال حتى لو ماكنش ضمن شغلك...

توقفت نظرتها بحيرة وحاولت أن تفسر سبب هذا الموقف الغامض منه !! قالت بثبات :-

_ مافيش مشكلة طبعا...

قال آسر بسخربة:- وبالنسبة للمناديل هجيبلك احسن منها !!

ابتسمت بنظرة ساخرة من جملته واجابت بتحدي :-

_ لأ شكراً ، النوع اللي أنا عايزاه هعرف اجيبه حتى لو ملقيتهوش هنا

تأججت نظرة آسر بعنف ورمى القلم من يده وذهب اليها فنهضت من مقعدها...نهوضها كان خط دفاع لقوتها ولكنها تعترف سرا أنها ترتجف من التوتر....اتقدت عيناه بشراسة وهتف :-

_ مكنتش أعرف أن النوع ده عاجبك أوي للدرجة !!

أجابت سما بثبات :- مريح ولطيف

صاح آسر من بين اسنانه بعنف :- أنتي عايزة ايه بالضبط ؟! عايزاني اطرده ؟! دي مش صعبة عليا على فكرة

ضيقت عينيها عليه بحدة وقالت :- ده افتراء!! هو عملك ايه عشان تطرده؟!!

هتف بعصبية:- حاطط عينه على حاجة مش من حقه...

لم تفهم سما ما يقصده بشكل تام فقالت بغيظ:-

_ انا مابحبش الظلم ولو ده حصل أنا همشي كمان..

احترقت عيناه من الغضب وهتف :- اااه ، زعلانة عليه طبعا !! ، واظن هتتقابلوا برا مش كده ؟!

اتسعت عين سما بصدمة حتى أشارت له وقد ادمعت عيناها بعصبية :-

_ آخر مرة تكلمني بالشكل ده ، أنا عمري ما عملت كده مع حد ولا كلمت حد ، يمكن آه يتيمة وماليش حد يسألني بس محترمة وعارفة حدودي...وأنت مالكش أنك تتكلم معايا بالطريقة دي ومالكش عندي غير الشغل وبس....خليك فاكر كويس يا باشمهندس أني كنت بحترمك وبقدرك وكنت بعمل كل اللي اقدر عليه عشان ما اغلطش في أي حاجة بس بعد اسلوبك معايا بجد بقيت اكره الشغل وبقى تقيل على قلبي...

هرب بعيناه من دموعها التي انزلقت على خديها ثم قال بضيق :-

_ اسلوبي معاكي سببه أني خايف عليكي...

هزت رأيها وقالت بمرارة :- آه عارفة ، بأمارة الطريقة اللي كلمتني بيها قدام باشمهندسة ندى !!

تساءل بعصبية:- لما أنتي عزمتيها ماجاتش ليه وهو اللي جه ؟!

اجابت سما وهي تمسح عينيها :-

_ هي اعتذرت عشان والدها مريض وبتفضل جانبه اكتر الوقت..

تابع ذات العصبية :- يوم خطوبة جاسر كان واضح أنك مبسوطة بحضوره !!

هتفت به وهي تبكي وعادت دموعها اعنف من السابق :-

_ تصدق صح !!! ده حتى لما أنت اختفيت انا مشيت وسيبت الخطوبة وهو كان لسه موجود...

ندمت على قولها هذا فاغلقت عيناها وعنفت نفسها وجلست على مقعدها واجهشت بالبكاء....

تؤلم قلبه ببكائها ولكن ابتسم من قولها...اخفى ابتسامتها وناولها منديلا ورقيا وقال :- بطلي عياط بقى

هزت رأسها بالرفض وهي تنظر للأسفل فقال بأعتذار:- أنا أسف

لاحظ من نظراتها أنها لم تقبل اعتذاره فكرر بابتسامة وهو يجثو أمامها :-

_ انا مش ببقى قاصد ازعلك...بس فعلا أنا مش عارف بيحصلي ايه !!

توقفت عن البكاء وتطلعت به بصمت...ما هذه الرقة التي يتحدث بها ؟!!

استقام آسر واعتدل في حديثه وقال بغموض :-

_ أنا عصبي...عارف...بس فعلا أنا خايف عليكي...من كل حاجة...واولهم أنا...

اجفلت عينيها من كلماته حتى تهربت نظرته منها وعاد جالسا أمام مكتبه وقال دون أن ينظر لها :-

_ نكمل شغل ولما الاجتماع يبتدي اعملي زي ما قولتلك

قالت بحيرة :- طب وهفهم أزاي الشغل المفروض اكون موجودة !!

تنهد وكأن هموم العالم على كتفيه وقال :- هفهمك أنا اللي محتاجة تعرفيه...

راقبها وهي تعود للعمل بعدما توقفت عن البكاء بينما ذهنه شاردا بعدة أشياء....كيف يخبرها أنه يعشقها ويغار عليها بجنون...كيف يخبرها أنه لم يتخلص بعد من عقدة الطفولة الذي تركها له والداه....احبها رغم كل شيء...رغم أنه تعهد قديما أن لا يحب....النساء تستطع التظاهر بالحب...تستطع النسيان...تستطع الخداع...هذا ما ورثه عن والديه...ارث قد تأثث عليه منذ سنوات...سيواجه صعوبة شديدة حتى يتخلص منه وهذا أن استطاع...

*********


استدارت حميدة لتعود لمكتبها بعدما تحركت كثيرا بالمكان والقلق قد شق هدوئها....صدمت بيوسف يقف بمدخل المكان ثابتاً بنظرة غامضة...توجهت اليه بقلق وقالت عاتبة:-

_ كنت فين واتأخرت كده ليه ؟!!

نظر لها للحظات بصمت...دون أن يتحدث...تطلعت به حميدة بقلق فصمته هذا مريب أكثر من غيابه فقالت :- مالك يا يوسف في ايه ؟!!

تعالت ملامح الحزن على ملامح يوسف وقال :-

_ حميدة...احنا لازم نسيب بعض...مش هينفع نكمل

اتسعت عينيها بصدمة وذهول...نظرت له وكأنها ترى شبح مخيف...كادت أن تسقط من شد ما شعرت بوهن قدميها...قالت ببطء وعلامات الصدمة تثور على ملامحها :-

_ نسيب بعض !! أنت بتقول ايه ؟!

رافق هذا دموع من عينيها...وكأنه غرس خنجر بقلبها...ابهذه السهولة يتخلى؟!! ظنته سيحارب...ولكنه انسحب من قبل المعركة

استندت يدها على الحائط خوفا أن تسقط حتى قال يوسف بضحكة:-

_ صدقتي !!! أول مرة اعمل فيكي مقلب...بقى أنتي تصدقي أني ابعد عن روحي...ده أنتي روحي ياحميدو

اجهشت بالبكاء وهي تنظر له بشراسة رغم أن قلبها وكأنه ارتوى بعد الظمأ....عادت لمكتبه غاضبة وباكية فلحقها بأعتذار وابتسامة:-

_ والله ما كنت اقصد ازعلك للدرجادي ده انا جاي فرحان ومبسوط بس جت معايا غباء ماتزعليش مني ، والله لو كنتي مراتي دلوقتي لكنت بوست راسك وايديكي عشان ترضي

أشارت له بتحذير وعصبية:-

_ ماتكلمنيش دلوقتي خااالص يا يوسف ، اقولك حاجة...ما تكلمنيش خالص لا دلوقتي ولا بعدين...

اطرفت عينيه بأسف وندم وبدا كالطفل وهو نادم :-

_ مقدرش ما اكلمكيش...والله ماكنت اقصد ، آخر مرة هعملها

أشارت له حميدة بعنف :- سيبني في حالي يا يوسف

جلست على مقعدها امام المكتب وبكت بقوة...اقترب منها واسند يداه على المكتب بقربها...مرر زهرة بجانب وجهها وعينيها الباكية وقال هامسا بنبرة حنونة:-

_ بموت فيكي ومابهونش عليا دموعك...

نظرت له بأعين باكية وقالت بعتاب :- واضح !! افرض انا اللي كنت عملت فيك المقلب البايخ ده كنت هتعمل ايه ؟!!

قال مبتسما بعشق :- قلبي كان هيقف فيها....لحظة غباء ومش هكررها تاني...مش عايزة تعرفي أنا كنت فين ؟!

هتفت بعصبية :- مش عايزة أعرف ، سيبني دلوقتي

قال بمكر :- عايزاني ابعد بجد ؟!

نظرت له بغيظ حتى اتسعت ابتسامته فقال بنبرة دافئة :-

_ أنا اللي امسح دموعك يا عمري مش انزلها...بمنتهى الصراحة...انا جيت زي كل يوم لقيت عمي اتصل بيا...روحتله الشركة....كنت خايف وقلقان ليكون حصل حاجة...قالي انه موافق على جوازي منك وجواز جاسر من جميلة وهيدينا ورثنا وارباحنا وكل شيء....الأجمل من كده يا حميدة أن عمي أخيرا هيتجوز...هو قالي كده...أنا شوفت الفرحة في عينيه رغم أنه بيحاول يداريها مش فاهم ليه !!

طلعت من عنده والله وانا بجري...اول واحدة فكرت فيها انتي ،حسيت أني عايز افرحك واجيبلك هدية ،دورت كتير لحد ما لقيت خاتم جميل أوي...جيبتهولك وجيت بس معلش اتغابيت

ضحك بعفوية وهو يختم حديثه فابتسمت له ودفعته بملف كبير قائلة:-

_ ماتعملش كده تاني ، اللي خلاني اصالحك هو موضوع عمك ، بس فجأة كده ؟!!! وياترى مين؟!! اللي أعرفه أنه رافض الجواز من زمان !!

أخرج يوسف علبة من جيبه وقال مبتسما وهو يفتحها :-

_ قالي أننا هنعرفها قريب ، أنا واثق في ذوقه وانه مش هيختار أي حد ،المهم أنه هيفرح انا فرحان عشانه أوي

رفع الخاتم امام عينيها وقال بسعادة:- يارب يعجبك

نظرت له بابتسامة وقالت دون أن تنظر للخاتم :-

_ أي حاجة منك أنت عارف انها بتعجبني ، حتى السندوتشات

ضحك بصوتٍ عالي ووضع الخاتم بعلبته نرة أخرى ووضعه امامها قائلا :-

_ مبروك عليكي ، البسيه بقى ووريهولي في ايديكي

قالت وهي تمسح عينيها :- خليه يوم الشبكة

أجاب بتسلية :- لأ افرحي بيه دلوقتي ويوم الشبكة هجيبلك هدية تانية ، هدية من نوع مختلف بس أنا واثق انها هتعجبك أوي

اخذته حميدة ووضعته بأصبعها وقالت بفرحة :- حلو اوي يا يوسف ، ذوقك يجنن

قال يوسف مبتسما لسعادتها :- ربنا يقرب البعيد ، انا بجد مابقتش عارف انام من التفكير ، بحلم ببيتنا وحياتنا مع بعض ، على فكرة أنا متعاون جدًا ومتواضع ،هساعدك في كل حاجة....

قالت حميدة مبتسمة بحياء :- اهم حاجة تبقى حنين وتتقي ربنا فيا

قال يوسف بخبث :- ده انا هبقى حنين حنية يا حميدوو

كتمت ابتسامتها ودفعته بملف الاوراق بحدة وهتفت :- روح شوف شغلك يا استاذ !!

ابتعد بنظرات متسلية وضحكة عالية :- هروح اقول لولاد عمامي

قالت حميدة :- جاسر راح الموقع مع جميلة...آسر ورعد بس اللي هنا

قال يوسف بملاحظة:- بمناسبة آسر.....هخليه يعتذرلك على اللي حصل بس لما أعرف ايه اللي مزعله وبعد كده هخليه يعتذرلك...

اجابت حميدة بلطف :- مافيش داعي يا يوسف انا نسيت اصلا ، المهم يعتذر لسما مش ليا

اومأ يوسف بالرفض:-

_ لا طبعا ، كرامتك من كرامتي وطالما زعلك لازم يصالحك

ابتعد بابتسامة وتركها بدقات قلب تركض من فرط شعورها بعشقه...

*******

**بمكتب رعد**

اغلق رعد هاتفه بعد مكالمة هاتفية أخذت منه أكثر من نصف ساعة...كانت تعمل بجهد فكان يرمقها بغيظ من جمودها وعدم ابداء اي نظرة منفعلة ريثما أنه يتحدث مع فتاة وكانت "سمر" وتابعت سمر حديثها وقالت :-

_ للأسف يا رعد تعب نور اختي لغبط كل شيء ، الحفلة هتكون في الفيلا مش في قاعة عشان تقدر تحضرها...

قال رعد بأسف :- معلش يا سمر أن شاء الله تقوم بالسلامة ، بس هي عندها ايه ؟!

اجابت سمر بحيرة :- مش عارفة ايه اللي حصل ، بعد ما كلمتك امبارح ااكد عليك تيجي أنت وولاد عمامك وقولتلي على خطوبة يوسف وجاسر ، بقيت مبسوطة وعمالة اتنطط من الفرحة انت عارف انا بعزكم اد ايه...عرفتهم كلهم وفجأة سمعت صويت الدادة في اوضة نور ، وقعت فجأة !!

تنهد رعد بإستياء وقال :- ربنا يشفيها أن شاء الله ، على الفرح هتكون زي البمبم ما تقلقيش...

قالت سمر بتمني:- ياااارب ، انا عايزة اسافر وانا مطمنة عليها ، المهم اكد على الشباب انهم يعزموا خطيباتهم...وعقبالك أنت وآسر يارب

ابتسم رعد وهو يرمق رضوى بنظرة جانبية سريعة وقال :-

_ يااارب ويكون قريب أن شاء الله ونسافر اليونان بقى ، اوبااااا لو ده حصل

ضحكت سمر على حديثه حتى قال رعد عندما فتح يوسف باب المكتب :-

_ يوسف قدامي اهو عايزة تكلميه ؟

اجابت سمر بالموافقة حتى اعطى رعد ليوسف الهاتف وهمس له ليخبره عن المتحدثة....قال يوسف بابتسامة:-

_ عايزة ايه مني يابتاعت الكشرى؟!

انفجرت سمر من الضحك وقالت:- قلبك أسود اوي ، لسه مش ناسي طبق الكشري اللي خدته منك يا مفجوع

اتسعت ابتسامة يوسف واجاب بمرح :- كنت جعان وخدتيه بضمير مرتاح من قدامي ياللي معندكيش قلب...

ظلت سمر تضحك لدقيقتين ثم اخبرته عن موعد زفافها فقال بمباركة:- الف مبروك يا سمر ويارب تجيبي نونو شبهي

هتفت سمر باعتراض :- لاااااااا ، كفاية في العيلة يوسف واحد ، المهم ماتنساش تعزم خطيبتك على الفرح ، عايزة أشوفها قبل ما اسافر واحذرها منك

قال يوسف بسخرية:- تحذريها مني؟!! هو انا يتخاف مني ولا ايه ؟!!

قالت سمر بابتسامة صادقة :- بالعكس يا يوسف أنت اطيب حد أنا شوفته في حياتي ، كنت اقصد اوصيها عليك والله

قال يوسف بمحبة أخوية :- أنا عارف بس بهزر معاكي يا سيو ، هحاول اقنع والدها تيجي معايا ، هو بيخاف عليها أوي وبصراحة عنده حق...ده انا مش ابوها وبخاف عليها من الهوا

هتفت سمر بمكر وقالت :- هموت واشوفها بعد الكلام ده...

ابتسمت رضوى وهي تستمع لكلام يوسف فاغتاظ رعد وتمتم :-

_ كومدينو بيشتغل معايا !! قلبها ده بيضخ عرقسوس مش دم !!

انتهى يوسف من الاتصال وقال لرعد :-

_ آسر مستنينا في مكتب جاسر ،عايزكم في حاجة ضروري ،اتصلت بجاسركمان عشان يجي دلوقتي مش هستنى لبليل

قال رعد بقلق :- في ايه؟!

خرج يوسف من المكتب وأشار لرعد ليأتي خلفه وقال :-

_ هتعرف دلوقتي...

رمق رعد رضوى بنظرة متذمرة وقد عادت ببساطة للعمل وقال بغيظ :-

_ عايزك تحفظي الارقام حرف حرف عشان هسمعلك ، ابلعي الملف كمان وكمان ربنا يصبرني وماضربش دماغي في الحيط بسببك يا لمونة...

نظرت له بتعجب وقالت بهدوء :-

_ هتتأخر عليهم...روحلهم

قلدها رعد :- يوحولهم !! يا ام لدغة ونص لسان يالمونة

قصد استفزازها فرمقته بعصبية حتى خرج من المكتب وهو يصفق الباب خلفه بغضب....تسللت ابتسامتها حتى اصبحت ضحكة..

*************

.ذهبت للي لمنزلها...لم يكن ذهنها حاضرا بما يكفي حتى تعود للعمل...دلفت لشقتها حتى مرت دقائق وبدلت ملابسها لملابسي بيتية مريحة....

ارتفع صوت جرس الهاتف...مدت ذراعها لمكان الطاولة القريبة منها وأخذت سماعة الهاتف الأرضي....اجابت :- الوا ؟

اتاها صوته الأجش بثبات وقال :- لينا مقابلة بكرة عشان نتفق على باقي التفاصيل...

صدمت من معرفته لرقم هاتفها وقالت بتلعثم :- أنت عرفت رقم تليفوني منين ؟!!

نم صوته عن بعض السخرية وقال :- انا عارف كل حاجة عنك يا للي

قالت للي بمرارة :-

_ صدقني أنت ماتعرفش أي حاجة ، ورغم كل اللي قلته بس أنا حاسة أنك مش هتقسى عليا

احتدت نبرته بعصبية وقال :- جبتي الثقة دي منين اذا كان أنا نفسي وعدتك بده ؟!!

اجابت بألم :- التجربة عرفتي اعرف افرق بين الفعل والكلام ، احساسي بيقولي أنك مكدبتي عليا ، وموافقتي عشان اثبتلك أني مكدبتش عليك أنا كمان...بس أنت مش عايز تسمعني ، أو بمعنى اصح رافض تصدقني

صمت وجيه بقلب تسرع خفقاته ويبدو أنه لن يستطع أن يقسو مثلما يتعهد......صوتها فقط أكثر من كافي ليميل قلبه عشقا....تابعت للي :-

_ مش هنكر أن كلامك في المكتب جرحني بس كان باين انك في لحظة غضب ، وجيه أنت مش كده ، مش قاسي ، انت مكدبتش عليا...قول أني صح ؟

ابتلع ريقه بقوة واغلق الهاتف....نظرت للي للهاتف وقد تزايد شكها فقالت :- ما جاوبش...أنا لازم اعرف الحقيقة واتأكد من احساسي ، قلبي لا يمكن يكدب عليا...

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الخامس والعشرون من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة