-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الثالث والثلاثون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب إبراهيم والتي سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات والقصص الرائعة من قبل واليوم مع روايتها التى نالت مؤخرا شهرة كبيرة جدا على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثالث والثلاثون من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الثالث والثلاثون

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الثالث والثلاثون

_ أحب أعرفـك....خطيبتي

قالـها آسر بما لا تهوي نفسـه ولكنـه أراد إبعادها عن عثراتـه النفسية المعقدة....وكأنه مثل وقود الحطب...كلما توهجت ألسنة لهيبه كلمـا أصبحت ثنايـا قلبـه هشيماً تذروه الريـاح..

كانت قريبة حد الانتبـاه لمقصد ارتفاع صوتـه...

كانت أرق من أن يصفع قلبهـا بالغدر والهجـر...

كالطفلة التائهـه في متاهـات قلبـه...ونهشتها ذئـاب حصونـه...

انتفض جسدها بلحظة...وبلحظة أخرى تجمد القلب عن النبض...

ماذا يقل ؟! وماذا فعـل بهـا؟! ولمـاذا التخلّي؟!

ورغم ذلك اتسعت حدقتيها بمحاولة تكذيب أذنيها ، وعينيها....بمحاولة أن تجد أي شيء يسرقها من المشهد...وحمدت أن ما تبقى من السهرة سوى سواهم ورحل المدعوّن..

ركضت نظرات الفتيات إليـها فركضت أقدامهنّ بعد ذلك...تركت حميدة يوسف يقف مذهولًا بما سمعه وتوجهت إلى سمـا مباشرةً ودون تردد...فعلت ذلك كلًا من رضوى وجميلة ليحيطوا بهـا بدعم...

نظراتهنّ معلقـة عليـها بقلق شديد ولا مجـال للحديث..

قـال يوسف على نفس ذهوله :-

_ خطيبتك !! خطبت امتى ؟!

أجاب آسر وود لو يُلقي نظرة على من تقف باتجاه اليمين تنظر له كأنه آكثر ما فقدت بالحياة...كره بنظرتها ضعفه...نظرتها التي إذا طالت هكذا سيترك الجميع ويأخذها للبعيد.....وهذا ما يُخيفه....قال:-

_ اتفقت معـاها من فترة وقريب هتبقى الخطوبة رسمي...

تطلعت حميدة بوجه سما الذي شحب كالأموات...أصبح دون دماء...وقالت بصوتٍ خافت وهي تتمسك بذراعيها :-

_ يلا نطلع فوق...يلا يا بنـات

قالت جميلة بحيرة وأعين متوترة على سما :-

_ طب وليلتك يا حميدة ؟! ده يدوب___

قاطعتها حميدة بتصميم :- يلا نطلع مش وقتـه...

نظرت لسما بألم وقالت :- يلا يا سمكة...أنتي خسارة في الغبي ده أصلًا..

نظرت رضوى بأحتقار إليه وتمتمت :- نفسي أضربه قلمين يفوقوه !!

نشب القهر بعينيها حتى جعلها الألـم تحبس الدموع بعينيها من هول الصدمة....وكأن الدمـوع تنهمر للداخل على ممر القلب باكية...ولكن ايديهنّ لم تستطع تحريكها ولو أنشاً...


تطلع بـه يوسف بنظرة غاضبة وفهم ما خلف هذه المسرحية السخيفة قال بعصبية :- لينـا كلام تاني يا آسر...أسف مش هقدر اباركلك

نظرت "شاهي" لآسر بدهشة وقالت :-

_ كنت فاكرة أن الخبر هيسعدهم عن كده

قالت ذلك بنبرة مدللة ودفعت خصل شعرها المصبوغ للخلف بتغنج....أجابها دون أن ينظر إليـها وظلت نظرته بعين يوسف المتحدثة بصمت وقال :- مفاجأة يا شاهي ، اصلي ما قولتش لحد...تعالي أعرفك على الباقي..

استدار آسر ومعه خطيبته "شاهي" باتجاه رعد الذي كان يقف بقرب الفتيات بنظرات عنيفة وكم ود لو يصفعه على غبائه...

انتفضت عينيها من الدموع حتى مرت على وجنتيها...مر أمـامها وتحاشي النظر إليها...حتى وقف أمام رعد وقال :-

_ أنت كمان مش هتباركلي ؟!

نظر إليه رعد بانفعال وقال على مضض دون ان ينظر لمن معه :-

_ أباركلك على إيه ؟!!

رد آسر بعصبية :- يعني ما سمعتش ؟!!

صمت رعد بنظرة متمعن لآسر ثم تركه ووقف خارج الشقة...استند بظهره على حائط السلم الخرساني وراقب المشهد من بعيد وهو يتمتم الشتائم...

لم يكاد أن يستدير حتى وجد آسر الحائط البشري المسمى بجاسر يقف وكأنه سيقاتل احدهم....

قال جاسر بهدوء لا ينبئ بالخير :- تعالى ورايـا ، عايز اتكلم معاك شوية

كاد يعترض آسر حتى هتف جاسر بمقاطعة وحسم :- قلت تعالى ورايا ، ومتختبرش هدوئي اكتر من كده...

أشار جاسر ليوسف بالبقاء قائلا :- خليك أنت يا يوسف

نظر يوسف لسما بشفقة واجاب :- لأ جاي وراكوا

همس آسر لشاهي قائلا :-

_ طب خليكي أنتي هنا وأنا هخلص واجيلك

اعترضت شاهي بتأفف. هي تنظر للمنزل البسيط المتهالك وقالت :-

_ هنا !! مستحيل افضل هنا طبعاً

رمقها سقراط بكره وقال ساخرا بتمتمه حتى لا يحدث مشاجرة :- وماله هنا يا شعر عيرة ؟! جاتك القرف

قال آسر بنفاذ صبر :- طب استنيني في العربية..

اومأت شاهي بالموافقة ورحلت معه من منزل الاسطى سمعه...

ما تبقى سوى الفتيات بينما شاهد والد حميدة ووالدته المشهد بتعجب وشك...همست الجدة حميدة لأبنها قائلة :-

_ هما مالهم زعلوا كده ليـه المفروض يفرحوا ! ومال البت سمكة هتقع من طولها كده ؟!

نظر سمعه نظرة طويلة على الفتيات وهتف بأمر :-

_ خدي البنات واطلعي فوق يا حميدة دلوقتي...

قالت حميدة بتوسل لسما :- ابوس ايدك يلا بينا واعملي اللي انتي عايزاه بلاش السكوت ده..

اخفضت سما رأسها بانكسار ثم اغمضت عينيها وهي ترتجف ، نظر الفتيات الثلاث لبعضهنّ بخوف من رؤيتها هكذا حتى استطاعوا ان يأخذوها للخارج حتى غرفة السطوح...

***********

**بمنزل الشباب**

وقف الثلاثي ينظرون لآسر بنظرات منها الغاضب ومنها الشرس....عقد آسر ساعديه أمـام صدره بثبات قائلًا :- أنا شايف أني ما_____

قاطعه جاسر بصفعة مدوية على وجهه...نظر يوسف ورعد له بصدمة ولم يعتقد احدا فيهم أنه غضبه سيصل لهذه الدرجة....تحسس آسر موضع الصفعة بنظرة خطيرة لجاسر وهتف :-

_ هو أنت فاكر أني مقدرش اردهالك ؟! أسف أني كنت بحترمك قبل كده

انتفضت عروق عنق جاسر من الغضب...لا يدري أن كان غضب من نفسه او من ذلك الأحمق فقال بعنف :-

_ أنا اللي ندمان أني في يوم كنت شايفك احسن مني ، كنت فاكرك بتفهم لكن طلعت غبي ، غيرك بيتمنى نص فرصة لحياة مفتوحة قدامك بمنتهى السهولة وانت اللي رميتها بإيدك ولا فاكرني مش كاشفك وعارف اللي بتخبيه عننا...

ورايح تخطب مين ؟! شاهي ؟!! تحب أقولك خطيبتك كانت مع مين الاسبوع اللي فات ولا متحبش ؟! وتحب اقولك هتكون مع مين بكرة ولا مش عايز ؟!

قال يوسف وهو يمنع جاسر عن الاقتراب من آسر مجددا :-

_ أنا برضو مستغرب ، شاهي كلنا عارفينها وآسر اكتر واحد كان بيكرهها اشمعنى دلوقتي خطبها ؟!!

زم جاسر شفتيه بشراسة وقال :- مكنتش أعرف انك واطي للدرجادي ومعندكش كرامة...عمي كان عنده حق لما طردنا لأننا مانستحقهوش ولا نستحق يكون عمنا وهتكلم عن نفسي الأول ، أنا ما اشرفش حد

رعد بحيرة :- اوعى تقول أنها تابت ؟! مش منظر واحدة تابت خالص !!


صرخ آسر بهم بغضب :- ده اختياري ومش من حق أي حد يدخل فيـه ،انا ما اتكلمتش كلمة واحدة عن اللي خطبتوهم ولا اعترضت !!

توجه إليه حاسر بشراسة وجره من ياقة قميصه بعنف هاتفا :-

_ وهو انت عايز تجيب اللي خطبناهم للحقيرة اللي جايبهالنا !! دي جزمة أي واحدة فيهم بينا كلنـا...تحب اقولك خطيبتك لقبها ايه في الشلة بتاعتها ولا هتزعل ؟!

ابتعد آسر وبالكاد خلص نفسه من براثن شراسة جاسر الزائدة وقال :-

_ ده قراري ومش هتراجع فيه سواء قبلتوه أو لأ..

رمقه جاسر بإحتكار وقال بمرارة :-

_ انا اتمنى يبقى عندي فرصتك ، اتمنى لو ارجع واصلح اللي فات لأني بقيت مرعوب يهدم كل اللي جاي ، فرصي خلاص خلصت للأسف ، ونصيحة وياريت تسمعها مني انا بالذات زي ما كلكم دايمًا بتقلولي....أنت بتحبها ويمكن هي بتحبك....ماتضيعهاش من ايدك ياغبي عشان الندم وحش ، وحش أوي ومش هتقدر تستحمله...


شعر رعد بشيء مرير يقتدح بنبرة ونظرة جاسر.....لا شيء يفسر ذلك الا بوجود شيء كبير لربما يخفيه !!

قال لآسر بمحاولة ان يثبت انفعاله :-

_ دي كدبة وأنت عاملها اكيد...ماهو مستحيل اصدق أنك ومن ضمن بنات الدنيا اخترت شاهي !!

يوسف بضيق :- حرام عليك اللي بتعمله في نفسك يا آسر ، لو عايز تبعدها على الأقل كان ممكن تتجاهلها لكن اللي أنت عملته ده مصيبة هدت كل شيء ،قفلت أي أمل ممكن يجمعكم تاني...

هتف آسر بحزن يقتلي بعينيه ومرارة :-

_ أنا قلتلكم مليون مرة أني مش عايز احب...مش قابل الفكرة ، انا حر..

هز جاسر رأسه بموافقة وقال بغضب :- صح ، أنت لازم تتربى وتعرف وتحس باللي أنت عملته ، عايز تتجوز شاهي ؟ اتجوزهــا..

عايز تطرد سما كمان محدش هيعترض...أنت لوحدك اللي هتشيل نتيجة غلطك محدش هيشيل عنك...أنت غبي..غبــــي

هتف بهـا جاسر وخرج من الشقة البسيطة...وبخطوات سريعة تجابـه نظراته غضب وعصبية...

احيانـاً نحـن من نُلقي بإيديـنا إلى تهلكة الدموع والألم...نظن أنها قوة...ولكن أين قوة القلب عند الألم ؟!

قـال رعد بحدة :-

_ جاسر عنده حق ، أنت كان عندك فرصة تبدأ حياتك مع واحدة بتحبك بمنتهى السهولة ، وتنسى الي فـات لأنه فـات ،تنسـاه لأنه مش قدرك ولا نصيبك لكنك رسمته على حياتك بمنتهى الغباء...وفعلًا فرصتك ضيعتها وغيرك بيستناها ويتمناها..

لو كنت عايز تبعد فعلى الأقل ما تضيعش نفسك وسمعتك وكرامتك مع واحدة زي شاهي..

ابتلع آسر ريـقه الجاف تقريبـًا وأجاب ببطء :-

_ شاهي بعدت عن شلتها وكل اللي تعرفهم ،تقدر تتأكد من ده..

يوسف بنفي :- ده اللي أنت بتحـاول تقنع بيـه نفسك ، لو اللي بتقوله صحيح كان بان عليـها حتى !! يمكن لو فعلًا بعدت عنهم كنت فهمت موقفك لكن اللي انت بتقوله مايقنعش طفل صغير...

قال رعد بحسم وقوة :-

_ خلاص يا يوسف ، اظاهر مافيش كلام هيجيب معـاه نتيجة ، هو حر في اختيـاره...

ابتعدت يوسف بنظرات عاتبـة وقال جملته الأخيرة قبل أن ينصرف :- الحق نفسك قبل ما تضيعها...

خرج يوسف ومعـه رعد من الشقة وتركوا آسر يقف مكانـه بلا حركة تبدو ظاهرة عليـه....

طعن قلبـه قبل أن يطعنها....

يقسم أنه عشقها حد الرعب من نفسـه...

لو بقيت معـه لعذبـها...ولا سبيل لإمرأة تحب رجل يملأ قلبـه الآلام والعقد...

*****


**بغرفة السطوح**

ظل الصمت يخيم بينهنّ...تتحاشى كلًا منهنّ بدء الحديث خوفا من إثارة حزن صديقتهم...

كانت جالسة على الفراش ، كأنها تنتظر إعلان نهايتها...الدموع تنحدر دون صوت ، أو حركة ، ربما الألم تخطى الحد...

قـالت حميـدة بمواساة :-

_ أنسيـه ، أنتي طيبة وتستاهلي كل خيـر وهتلاقي الاحسن منـه..

ربتت رضوى على يد سما بحنان وقالت :-

_ والله ما يستاهل ضافرك يا سمكة ، وقع مع اللي تستاهله ، شوفتي منظرها كان عامل أزاي ؟! ده كأنها جاية من كباريه !!

وقفت جميـلة أمـامها قائلة بقوة :-

_لازم تفوقي من صدمتك دي !! اوعي تضعفي وتبينيله انك اتكسرتي ! لو كانت تصرفاته وغيرته دي كلها كذب وخدعك فتبقي____

قاطعتها سما بصراخ وبكاء وهتفت وهي تضع يدها على أذنيها :-

_ اسكتوا بقى مش عايزة اسمع حد ، انا بكرهكم كلكم ، بكرهكم

ركضت منتفضة من مقعدهـا وخرجت من الغرفة تلك لغرفة أخرى صغيرة بالجوار...

ركض خلفها الفتيات سريعا ولكنها اغلقت الباب جيدا حتى لا يقتحم عزلتها أحد...

سقطت على الأرض باكية بكل ما اتيت من قوة....ليس فقط على خداعه وارتباطه بأخرى....بل على نفسها ، وقلبها الذي بأقسى احلامه لم يتخيل هذا الأمر....وحبه الذي توهمت به...

لماذا كـان يغار إذن؟!

لماذا اوهمها بذلك ؟!

كسرتها ليس فقط أمامه ، بل أمـام الجميع ، وبالأخص نفسها...

كانت على يقين أنه يحب ويشعر...فأثبت لها أنها ما زالت طفلة تبني جسورا من رمال الوهم...

ليقع كل ما شيدته فوق قلبها...كتمت صرختها وهي تستمع للقرع الشديد على الباب...

هتفت جميلة بخوف ودموع تتلألأ بعينيها :- افتحي وبطلي عياط على حد ما يستاهلش...ماينفعش تبقي لوحدك

دقت حميدة الباب وفرت دموع عينيها وقالت :-

_ عشان خاطري افتحي البـاب يا سمكة ، من امتى وواحدة فينا بتقفل على نفسها لما بتزعل ؟! ، احنا سوا على الحلوة والمرة..

ظلت رضوى تبكي في صمت وهي تنظر لهنّ...

*******

جلس آسر بالسيارة المشتركة بينه وبين الثلاثي الآخر...رمقته شاهي بلوية من شفتيها المنتفخة بلون صارخ وقالت :-

_ انـا لحد دلوقتي ما سألتكش يا آسر سبب التمثيلية دي لكن بعد اللي شوفته من قلة ذوق ولاد عمامك وبصتهم ليـا مضايقة منك ، حطتني في موقف وحش جدًا...

أضافت بمكر :- وبعدين قولي بقى....مين البنت اللي عينك ما اتشالتش من عليها من وقت ما دخلنا عليهم ؟!

هي دي السبب صح ؟!

حرك آسر السيارة في عصبية دون أن يجيبها فتابعت شاهي بحدة :- لو أعرف أنك بتستخدمني قصاد واحدة تانية مكنتش وافقت أنا كنت فاكرة أنك بتعمل كده بسبب الورث بتاعك !!

اطرق على المقود بعنف وهتف بتحذير :-

_ انا مش ناقص كلامك أنتي كمـان ، ومش طايق حد يكلمني

رفعت شاهي حاجبيها بغيظ فهتفت :-

_ اخرك معايا حفلة فرح سمر بعد بكرة ، نحضر الحفلة واغيظ بيك خالد قريبك....ماتستغربش من صراحتي ما انا وافقت برضو عشان كده....

زفر آسر بحمل ثقيل يجسم على قلبـه ففهمت شاهي أن لا تطيل الحديث اكثر من ذلك...

******

يئست حميدة من فتح الباب فأشتد بكائها بقوة لتقل رضوى :-

_ هي هتفضل قافلة على نفسها وبتعيط كده ؟!

قالت حميدة بدموع :- صوت عياطها مموتني يا رضوى ، أنا أول مرة أشوفها كده !! ياما حذرتها منه وماسمعتش كلامي...قلتلها بلاش تبيني لهفتك واحساسك بالشكل ده بس ما سمعتنيش..

تنهدت جميلة بألم وقالت بصوت باكي :-

_ سمكة غلبانة وطيبة مابتعرفش تداري اللي جواها...عشمت نفسها بزيادة ، عشمت نفسها من غير أمل...

حميدة بحيرة ممزوجة بالغضب :-

_ لا يا جميـلة ، أنـا شوفت بنفسي غيرته عليها ، شوفت لما غابت كان عامل أزاي !! ، اللي عمله ده مش مفهوم !!

رضوى بعصبية :-

_ لما كانت بتتقل عليـه ، لمـا كانت بتبعد ، هما كده مابيحبوش اللي بيحبهم ،مابيحبوش الا الصعب ويوم ما الصعب يحبهم يرموه !!

انتبهت جميـلة لرنين هاتفها التي تقبض عليه بأنامل يدهـا ونظرت له بتمعن وبعض الحيرة ...تساءلت رضوى :- مين بيرن ؟!

اجابت جميلة بتنهيدة :- ده جاسر...بس مش قادرة أرد عليـه..

حميدة :- ردي عليـه يمكن في حاجة...

ترددت جميلة بعض الشيء وهي تجيب حتى آتاها صوت جاسر قائلًا :-

_ محتاج اتكلم معاكي شوية يا جميلة...أنا مخنوق..

تعجبت جميلة واجابت :- دلوقتي ؟!!

قـال بصدق :- ياريت كان ينفع بس عارف أنتي في إيه ، بكرة في المكتب لازم تيجي ، كلمتك عشان خوفت ماتجيش واللي حصل يأثر عليكي...

نفت جميلة بقوة وقـالت :- إيه اللي حصل يعني !! واحنا مالنا باللي حصل ؟!! هو ابن عمك ولا ابن عمي انا !!

تظاهرت جميلة بعدم الاكتراث للأمر واخفت عن ما حدث لسما فقال بتصريح :-

_ أنا عارف أنها بتحبه وكنت شاكك أنه بيحبها ، بس النهاردة اتأكدت...وللأسف هو بيحبها فعلًا...

جميلة بسخرية غاضبة:- بيحبها !!! بأمـارة إيه ؟!!

قال جاسر صراحةٌ :- بأمارة أنه خطب عشان تبعد عنه ، هو مش عايز يحب ومش هقدر احكيلك السبب للأسف ، آسر لا يمكن يعمل كده غير لو كان حب فعلًا...ياريت ما تخليهاش تبعد عنه هو محتاج وجودها جانبه حتى لو ظهر عكس كده...

هتفت جميلة بعصبية وبكاء :- تفضل جانبه ليه ؟! وبأي صفة بعد ما جرحها وكسرها !! هو فاكر إيـه ؟!!

فاكر أنه في أي وقت يرجع وهتسامحه !! ولا خد أنها طيبة وعلى نيتها !!

جاسر بضيق :- الكلام مش هينفع فون ، نتكلم بكرة

جميلة بحدة :- لو قدرت اجي...

جاسر بتنهيدة حزن :- حاولي عشان خاطري

اطرفت بارتباك من نبرة صوته الحزينة ويبدو أن هناك شيء يؤرقه لهذه الدرجة....اجابت بالموافقة واغلقت الهاتف بعد ذلك...


دلف سقراط للغرفة بوجه ممتقع من الغضب ورمقهنّ بتعجب وهم جالسين أمام الغرفة الصغيرة الخاصة بالخزين قائلا :- مالكوا قاعدين كده ؟!

قالت حميدة :- سمكة قافلة على نفسها ومش راضية تفتح

اقترب سقراط للغرفة ودق بعصبية وهتف :-

_ افتحي الباب يا حمارة يا غبية ، ماهو هبلك ده اللي خلاه يستضعفك...أنا فهمت كل حاجة من سؤالك عليه وطريقتك معاه مابالك هو افتكر إيه !!

نهض الفتيات وهتفت حميدة بغضب :- اخرس خااالص ومالكش دعوة بحاجة

دق سقراط مرة أخرى وصاح :- لأ مش همشي قبل ما تطلع وتبطل عبط ، لو عندها كرامة ماتعيطش وتقف قدامه كأنه مايسواش ولا هي فاكرة انها لما تعيط هيجيلها راكع !!

هي مش فاهمة أن طريقتها معاه هي اللي رخصتها....

اقتدح الشرر بعين جميلة من حديث شقيقها الصغير حتى تزامن وقت رفع يديها بالصفعة مع فتح الباب لتمنع سما يد الجميلة التي كادت أن تهوى على وجه سقراط بعنف...

نظر الجميع إليـها لبرهة بصمت هائل لتقل سما بعينين منتفخة من البكاء وصوت ينتفض من الالم :-

_ بتضربيـه ليـه !! هو ما غلطش...أنـا اللي غلطانة وغبية وكل حاجة وحشة

ضمتها حميدة باكية وقالت :- اوعي تقولي على نفسك كده تاني ، انتي احسن مننا كلنا..

قـال سقراط بقوة :- كرامتك مش هترجعلك وانتي بتعيطي

جذبتها حميدة للغرفة الأخرى واتى خلفها الفتيات وسقراط أيضاً....جلسوا جميعا حولها بمقاربة شديدة وقالت جميلة :-

_ جاسر قـالي...

قاطعتها سما بكسرة :- سمعت...بس مابقاش يهمني ، محدش بيسأل الميت عن طعم الدوا...

حميدة :- ميت !! ده اللي كنت خايفة منـه

رضوى بحدة :- خليه هو يفرح ويتبسط وانتي تعيطي وتدبلي ، اتكسري كمان وكمان قدامه !!

ربتت جميلة على كتف سما الذي يرتجف بشدة وكأنها بنوبة حمى :-

_ سمكة....محدش بيتعلم ببلاش ، بنقع ونقوم ودي مش النهاية ، في يوم هتقابلي واحد...

صرخت سمـا باكية وقالت :-

_ أنا مكنتش عايزة غيره ، كنت عايزاه هو بكل مشاكله وعيوبه ، كنت هستحمل عشانه أي حاجة..يمكن كنت غلطانة في طريقتي معاه...يمكن اتسرعت...بس أنا طول عمري مستنية أفرح..كنت بحلم وصدقت حلمي من قبل ما أعرف حقيقة مشاعره...انا ما استحقش يحبني...لأني مش لايقة عليـه ، أنا مش حلوة...

أشارت حميدة بعنف لتصمت وهتفت :-

_ ما تكمليش كلمة زيادة ، مين دي اللي مش حلوة ؟! أنتي ؟!

مش هقولك انك احسن منه لأن ده الطبيعي والواقع بس على الأقل احسن من الرقاصة اللي كانت معاه ، دي ما تجيش في ضافرك يا هبلة ، هو ده ذوقه اللي شبهه...بكرة هتشوفي هيحصله ايه اللي زي دي ما بتعمرش بيوت..

تمددت سما على الفراش بوضعية الجنين وأخذت تشهق من البكاء....

******


طل أول شعاع للصباح....

وكأن الشمس اخيراً مرت على عمرها....وعلى قلبـها...

تململت بكسل شديد لتتفاجأ أنها لا زالت مسجونة بين ذراعيه....ذاهب في سُباتٍ عميق...ويديها على صدره...

اشتعلت وجنتيها حمرة شديدة من الخجل كلما تذكرت ما حدث منذ ساعات...

طافت نظرتها على ملامحه النائمة بابتسامة عاشقة...يحمل من الحنان ما جعلها تغرق بعالمًا تقسم انها لم تطائه قدميها رغم زواجها السابق !!

ويحمل من العشق ما جعلها تشعر بفيض هائل من الخجل...تسحبت من جانبه ولكن يديه لم تتركها فجذبتها مرة أخرى والعجب أنه بالفعل نائم!!

اتسعت ابتسامتها بسعادة ومرت أناملها على جانب وجهه برقة....

لا زالت تتذكر كلمات الحب الذي همس بها ، نبرة صوته الحنونة القاسية بآن واحد...يحمل من النقيض في كل شيء ما جعلها تقسم انها وقفت بآخر دروب العشق...

تحبه بجنون...تعشق كل شيء بـه ، ولو قارنت بزواجها الأول فسيكن الفارق مثل السماء والأرض....

كيف تقارن الجنة بالجحيم !! كيف تقارن الألم بمنتهى السعادة !!

رغبته بها كالشمس لن ينطفأ ضوئها أبدًا إلا بقيامة روحه ، ولكن من بين كل هذه هناك حنان هائل يسبح بلمسة أنامله ، تتحسسه بشرتها ، فاقت شتات المجنون في ضرب فكره ، فكيف تشعر بكثر هذه المشاعر !

تسحبت ببطء حتى استطاعت الابتعاد هذه المرة ، ولكنها استدارت لتشبع نظرتها منه قبل أن تغيب للحظات....

ملامحه هادئة تمامًا ، بها ابتسامة خفيفة كأنه يمر بحلما جميل...ارتدت روبها سريعا على ردائها القصير ثم توجهت لحمام الغرفة لتغتسل...


مرت دقائق كثيرة حتى خرجت ولكنها تفاجئت بأن الفراش خالي !!

تعجبت بعض الشيء ثم اسرعت لخزانة الملابس لتأخذ منها ثوب مناسب قد غفلت عن أخذه قبل الاستحمام...

بدلت ثوبها سريعا وتمنت أن لا يأتي حتى وقفت أمـام المرآة بثوب بالكاد يصل لركبتيها ولكنه ضيق بعض الشيء...حتى اتسعت عينيها عندما وجدته يأتي من باب الشرفة !!

كان بشرفة الغرفة وهي من ظنته بالخارج !! يبدو أنه اخذ دوش سريع ايضا بسبب شعره المبتل هذا....ولكنه مرتب وتفوح منه رائحة عطر ما بعد الحلاقة...

توجه لها بنظرة شديدة المكر وابتسامة تطوف على ملامحه حتى ثبتت على ثغرها وهو يضمها بلهفة قائلا :-

_ هو أنـا كل يوم هصحى على العينين الحلوة دي ؟!!

استدارت له بابتسامة خجولة وتهربت من نظرته الجريئة التي تذكرها لمعاتها بليلة الأمس...قالت بارتباك وخجل :- هخبي عنيا

اشتدت ابتسامة هامسا بأذنيها :- اوعي ، الا عنيكي....

نسيت أقولك صباح الخير يا عمري....

قالت ببسمة خجل :- صباح النور

شدد يده على خصرها بتملك وهمس :- تعرفي نفسي في إيه دلوقتي ؟

تساءلت برجفة وصوت بالكاد خرج :- إيـه ؟

مرت نظرته بمكر على جميع ملامحها ببطء ثم إلى عينيها وأستطرد :-

_ عايز اخدك ونسافر فرنسـا ، لنفس الفندق ، نكمل مشهد مكملش ، الفرق أنك هتكوني معايا خطوة خطوة...

رفعت يديها حول عنقه وقالت برقة :- طب وشغلك ؟!

نظر ليديها بخبث وأجاب :- اشتغلت كتير ، جه وقت افكر في نفسي شوية...بصراحة حاسس أن عمري اللي راح رجعلي بيكي...

ضمته بقوة وقالت بابتسامة عاشقة :- انـا بموت فيك

احتواها بعنف بين ذراعيه وقال بابتسامة واسعة :- طب خافي على قلبك مني بقى...أنا مش سهل

ابتعدت قليلا ونظرت له بتمعن قائلة :- مابعرفش أخاف...أنت عودتني اطمن...

قبّل رأسها بقبلة طويلة ثم نظر لعينيها قائلًا :- هنسافر فرنسـا في أقرب وقت ، رحلة مش هتنسيها طول عمرك...كل يوم معايـا اوعدك مش هخليه يتنسي...بعشقك

*****

ظلت رضوى بجانب سما التي التزمت الصمت التام وكأنها أصبحت جثة....ذهبت جميلة وحميدة للعمـل بصباح هذا اليوم ليستقبل يوسف حميدة بلهفة وشوق....توجهت جميلة لمكتبـها مباشرةً....

جلست حميدة بعين ذابلة من كثرة بكائها الليلة الفائتة على مقعدها امـام المكتب ليقل يوسف بقلق :-

_ سما عاملة إيه دلوقتي ؟

تنهدت حميدة بحزن وقالت :- يوسف...ياريت ما نتكلمش في الموضوع ده ، سما كويسة مافيهاش حاجة

جلس يوسف أمـام المكتب مواجهاً لهـا وقال بضيق :-

_ ربنـا عالم اللي قولناه لآسر امبـارح و___

قاطعتـه حميدة بعصبية :- بعد اذنك يا يوسف أنا مش عايزة أي سيرة في الموضوع ده...كل واحد حر في تصرفاته وحياته...محدش بيقف على حد

قـال يوسف بقلق وتوجس :-

_ هو أنتي زعلانة مني ليه يا حميدة !! أنـا ماليش ذنب والله العظيم

تطلعت به وابتسمت بمحبة قائلة باعتذار :-

_ أنـا عارفة ، بس معلش استحمل عصبيتي النهاردة على الأقل..

انكمشت ملامحه بضيق شديد وقال :-

_ كنت شايلك كلام كتير عايز أقوله بس اللي حصل عكنن على الكـل...عموماً أنا جبتلك حاجة مهمة...

أخذ يوسف اجندة من على الطاولة أمامه ووضعها بابتسامة خفيفة مترقبة لتعابيرها وقـال :-

_ خدي الأجندة دي أقريـها ، فيها حاجات كتير تخصك ،عشان تعرفي أن اللي جوايـا مش من النهاردة...

نمت شفتيها عن ابتسامة وقالت متساءلة :- مذكراتك يعني ؟

قال بمشاكسة :- حاجة زي كده ، المهم....خليها معاكي...وخليكي أنتي معايـا....

ابتسمت برقة قائلة :- ربنا عالم كنت جاية عاملة أزاي ، بس أنت قادر تشيل عني أي وجع بكلمتين منك...ربنا مايحرمنيش منك أبدًا يا يوسف

أجاب بنظرة حنونة :- ربنا يديمك في حياتي نعمة وأحلى نعمة يا حميدة...

أخذت حميدة الاجندة ووضعتها بحقيبتها قائلة :-

_ مش هقراها دلوقتي رغم الفضول اللي حاسة بيه ،عايزة اقراها على رواقة بس يارب يكون خطك حلو

اجاب مبتسما وهو يسند مرفقيه على المكتب براحة :-

_ خطي حلو ما أنتي عارفة ، بس بحلو اكتر وأنا بتكلم عنك ، احنا لما بنفرح بجد بنعمل كل حاجة حلوة...على فكرة أنا عارف أني ساعات بحسسك أنك أمي...عشان كده مش عارف أشوف حد احسن ولا احلى واجمل منك....وبس بقى عشان أنتي بتجرجريني في الكلام وأنا ما بصدق

اتسعت ابتسامتها رغما عنها وقالت :-

_ أنا ساكته أنت اللي بتتكلم !!

قال بحنان وهو يرى ابتسامتها الجميلة القريبة إلى قلبه :-

_ وكنت مستعد اتكلم للصبح بس تضحكي وما أشوفكيش زعلانة...روحي بتوجعني...

احمرت وجنتيها وقررت تبديل مجرى الحديث فأخرجت من حقيبتها بعض الأطعمة وقالت :-

_ جبتلك السندوتشات اللي بتحبها ،والله برغم أني جاية مش شايفة قدامي بس أنت مش بتروح من دماغي...

أخذ الطعام منها بابتسامة واسعة وبدأ يلتهمه بشهية وقال :-

_ احلى شاورما في الدنيـا

راقبته حميدة وحمدت ربها على نبع الطيبة به والا ما كانت ستستطيع تحمل قسوته....راقبته بعشق وهو يبتلع الطعام كالطفل....

**********

**بمكتب جاسر **

جلست بنظرة قلقة عندما رأته بتردد بالحديث....أتى بهذا الصباح وقد عزم على إنهاء الارتباط ويتركها لرجل يستحقها رغم من مرار هذا الشعور على قلبه.....قالت جميلة وقد ظنت شيء آخر :-

_ لو هتكلمني على موضوع امبارح يبقى الاحسن ما نتكلمش فيـه...

قـال وحمد نقاشها بهذا الأمر حتى يستعيد هدوئه :-

_ اللي قلته هو الحقيقة...ماتخليهاش تبعد ، أنا عارف أن اللي عمله مش قليل ولا سهل بس لو قدرت تكسبه هتكسب واحد هيحبها لأخر نفس فيه...

ابتسمت جميلة بسخرية :-

_ أنت عايزها تفضل جانبه وتستحمل اللي بيعملـه ؟!! الكلام ده لو فعلا صارحها وعايزها تصبر عليـه ، لكن يرتبط بواحدة تانية فتبقى هبلة لو استحملته بعد كده...

اخفض جاسر رأسه بضيق وكأنها تلومه هو ، تعاتبه هو ، كأن هذا الخطأ هو من فعله !! فتابعت جميلة بحدة:-

_ كان ممكن انصحها تستحمله وتصبر عليه في حال لو هو عايز كده ، لكن بما أنه اختار طريقه فربنا يسهله مع اللي اختارهـا...

تساءل جاسر بلهفة :-

_ يعني لو سألـها تصبر عليه لحد ما يخرج من الدوامة اللي هو فيهـا كنتي تنصحيها انهـا تستحمل ؟

قالت جميلة بتوضيح :- طبعا تستحمل بس بطريقة رسمية ، يعني يتخطبوا مثلا وتشوف هيتعدل ولا لأ...لازم تعرف وتتأكد قبل ما تبعد أو تكرر تكمل..

تنهد جاسر تنهيدة عميقة وقال وهو ينهض من مقعده ويجلس امامها مباشرة :-

_ طب أنـا هتكلم عن نفسي دلوقتي...جميلة أنا بحبك ونفسي أبقى زي ما بتتمني...صدقيني أنا مش وحش ، انا عايز اتغير وابقى حد تـاني...

تطلعت بـه بدهشة !! يبدو صادقاً لدرجة كبيرة ، ولكن توجست من نظرة الخوف بعينيه...

تطلع بها كأنها المأمن...والأمان الذي افتقده طيلة عمره...

ترقب اجابتها فقالت بصدق :-

_ انا معاك يا جاسر...طول ما أنت بتحاول تتغير هتلاقيني جانبك ، بس ليه حاسة أنك خايف ؟!

قال بضعف والم لأول مرة تراهم بعينيه :-

_ خايف تبعدي عني ، تقريبًا أنتي الوحيدة اللي خليتيني احب اني اتغير ، بس ده هيحتاج وقت ، خليكي جانبي انا محتاجلك أوي

شعرت بشعور خجلت منه...شعرت أنها تريد أن تأخذه بين ذراعيها لتطمأنه ، نظرة الخوف بعينيه صادقة....قالت برقة :-

_ اوعدك أني هفضل جانبك بس بشرط....تحاول فعلا تتغير

تنفس الصعداء كأنه ازاح جبل من على كاهله...ابتسم براحة قائلا :-

_ خلاص...مابقتش خايف..

********

مر آسر بخطوات سريعة إلى مكتبـه أمام حميدة فرمقته بنظرة احتقار سريعة ثم عادت لعملهـا....وقف فجأة بمنتصف الطريق والتفت لها متسائلا:- هو يوسف فين ؟

لم تجيبه حميدة وتعمدت ذلك...زفر بغيظ من تجاهلها وكرر سؤاله فأجابت ببطء استفزه:- معرفش

لمح عصبية تتمايل بنبرتها فأنتابه قلق وخوف على حبيبته فقال بتردد وتلعثم وهو يبتلع ريقه :-

_ طب و.....آنسة سمـا ؟

التفتت له بغضب هادر من وقاحته...هل لا زال به جرأة أن يسأل عليها ؟!

كـادت أن تتحدث حتى اتسعت عينيها بذهول عندما رأت سما تدلف للمكتب !!

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث والثلاثون من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة