-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل - الفصل العاشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الإجتماعية والرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة دينا عادل ؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل العاشر من رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمعقدة من الرومانسية والإنتقام والألغاز.

رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل - الفصل العاشر

رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل

رواية جمرة الشياطين بقلم دينا عادل - الفصل العاشر

 وقعت تلك الجملة على مسامع "ثُريا" بصدمة كبيرة يمتزجها بعض السخرية وهي تنظر له قائلة :


-أتجوزك ؟


التفت لها وقال بابتسامة هادئة:


-أيوة مالك مستغربة ؟ ، مش أنا ابن خالتك بردو ؟


أدارت وجهها إلى الناحية الأخرى وهي تقول بنبرة ساخرة:


-لا ابن خالتي مات خلاص ، أما اللي واقف قدامي واحد معرفوش بيقتل في الناس .


اقترب منها ببطء يمزجه بعض اضطراب الغضب من حديثها وهي تقول:


-أنتِ لسه متعرفيش حاجة عن حياتي ، وزي بردو ما أنا شايفك واحدة تانية غير اللي كانت بتعتبرني كل حاجة ليها ومشيت وسابتني صح ؟


تنهد قبل أن يكمل بقوة :


-أنتِ كمان اتغيرتي يا ثُريا ، وصدقتي مجدي وفهمك كلام أهبل زيه عني ، وفي الآخر جاية هنا عشان تبقى جاسوسة لِه وتقتليني مش كده ؟


نظرت له "ثُريا" بقوة وتحدي وهي تقول بنبرة مختنقة:


-عشت اللي عشته عشان تلومني ؟ ، اتخدعت في الراجل اللي احتواك وحسكك أنه أبوك وعمل كل حاجة عشانك ، وبعد ما أمي ماتت وأنا معرفش ماتت ازاي ،وبعدها بسنة قالي أنه عرف مين اللي قتلها وحكالي عن واحد واطي عايز يستعبد القرية دي ويقتل الناس الغلابة .


سالت دموعها بغضب وهي تقول:


-الحقيقة هو مثَّل دوره كويس أوي ، أقنعني أنه اسمه زي اسمك لكن مش أنتَ واللي خلاني أصدق الشهادات بتاعتكم ومش كده بس هو قالي إني أسيب القرية وأسافر لحد ما هو ينتقم منك لكن معرفش ، وخطط لكل ده عشان أعرف أخلص منك وأنتقم لأمي .


وقفت مرة واحدة وهي تقترب منه وتبكي وتضربه بعنف لكي تخرج ما بداخلها وتعاتبه:


-هو اللي خلاني بالشخصية دي مش أنا ، يبقى بتلومني ليه ؟ ، أما أنتَ بتعمل إيه ؟ ، عاملي فيها شيطان وبتقتل في الناس الغلابة ، طب تارك ومعاه هو الناس التانية ليه بتعمل فيهم كده ليه بقيت كده قولي ؟ مش أنتَ اللي كنت بتحامى فيه وأنا صغيرة مش أنتَ .


نظر لها "قُصي" وإلى هيئتها وتردد فيما سيفعله لكنه وضع يده على شعرها وربت عليه وعلى ذراعها وهي يقول بصوت خافت:


-أنا مش زي ما أنتِ فاكرة يا ثُريا ، أنا بردوا اتعذبت بغيابك وأنا مش عارف عنك حاجة ، ولا عارف أمك اتجوزت مين ؟ ، ومجدي الكلب اللي قتل أبويا ، وأنا مش بقتل غير اللي شاركوا في موتوا عشان حياة مجدي دي مينفعش حد فيها يعيش ،عايزاني إزاي أبقى زي الأول ؟ .


ومن ثم ظهر على وجهه ابتسامة عابثة وهو يقول:


-يمكن كل واحد فينا اتغير بسبب حاجات بس أنتِ لسه جوا قلبي .


ارتفع ناظريها نحوه فرأت عينه صافية تحتاجها وتحتاج لعودة الماضي ، لم تنكر "ثُريا" أنها تشعر بالسعادة لوجوده ولكنها ليس بالسهل عليها التقبل أبدًا ، و بنفس الوقت لا تريده بتلك الحالة بل تريد "قُصي" الذي يحبها ويحميها.


تنهدت مبتعدة عنه وقالت بحنق:


-وأنا مش عايزة أتجوزك !


نظر لها بحاجب مرفوع وابتسم بلؤم وقال:


-ما أنا عارف !


بادلته نظرات ضيقة وهي تقول بحنق:


-أمال بتقولي الكلام ده ليه ؟


تنهد مبتعدًا عنها وهو ينظر إلى النافذة:


-أنا عارف إن جواكي أسئلة كتيرة ، بس مش في صالحك تعرفيها دلوقتي ، وزي ما قولتلك لازم أتأكد من حاجة الأول ، اما طلبي ده فهو شيء طبيعي عشان أحميكي .


ومن ثم اقترب منها وهمس نحو أذنها بحسم:


-ومتنسيش أنتِ مينفعش تكوني لغيري !


ابتعد عنها ليرى ارتعاشة جسدها فابتسم بنصر ومن ثم تركها وهو يقول بحذر:


-ارتاحي ، وخلال يومين هتبقي حرمي !


أغلق الباب بهدوء لتجلس هي على الفراش وتعشر بالتخبط والاضطراب !


.................................................................


توجه "مجدي" إلى القاهرة حتى ينفذ مخططه في القضاء على "قُصي" وينتهى من تلك العائلة كلها ويأخذ هو كل شيء .


وصل إلى مقر الرجل الذي اتفق معه والذي كان شبه مستودع قديم بعيدًا عن المنطقة والسكن .


دلف "مجدي" داخلًا فوجد الرجل الذي اتفق معه والذي يُدعى " جابر" ألقى عليه التحية وابتسم له قائلًا :


نورت يا مجدي بيه .


أشار برأسه ببرود وقال باقتضاب :


-ده نورك !


ومن ثم وقف أمامه هو يهتف بنبرة جادة:


-الحاجة جاهزة ؟


أشار "جابر" له وهو ينفث دخان سيجارته:


-أنا علطول جاهز ، المهم أنتَ


أشار "مجدي" إلى رجالته بإحضار شنطة كبيرة بها المال المطلوب وقبل أن يسلمها له قال له "مجدي" محذرًا:


-جابر اضمنلي إنه مش هيعرف يخرج منها وهيتسجن .


قهقه "جابر" وهو يشير إلى سذاجته:


-أنتَ مش بتتعامل مع أي حد يا مجدي ولا بتستخف بيا ؟


أشار له "مجدي" بحنق خفيف وقال:


-مش القصد ، لكن الشيطان ده مش سهل وأنتَ عارف !


ابتسم له "جابر" بثقة وهو يقول:


-وأنا كمان مش سهل وبعدين بطل بقى تطول في الكلام وانجز ، وخلال يومين هتسمع أحلى خبر عنه .


هز "مجدي" رأسه وقال وهو يشير لأحد رجاله:


-دول نص المبلغ والنص التاني هيوصل بعد ما أسمع الخبر ده ، صافي ؟


أشار "جابر" لرجاله بتأكد من المبلغ ومن ثم هتف بعد برهة:


-صافي !


تحرك "مجدي" وعلى وجهه ابتسامة مرتاحة بعض الشيء متخيلًا منظر "قُصي" وهو بالسجن !


............................................................................


ظلت "ثُريا" تتردد على خالتها من حين إلى آخر ، حتى تعتاد على وجودها وشعرت بوجودها وكأنها روحها قد عادت من جديد وروح والدتها أيضًا ، تغيرت نفسية "رحمة" كثيرًا وحاولت جعلها التأقلم على الواقع.


وبينما "ثُريا" تجلس معها في الشرفة وقالت بتساؤل:


-يعني مجدي قتل عمو هاشم ، طيب ليه ؟


تنهدت "رحمة" وهي تقول بخنقة:


-مشاكل بينهم ، مجدي طلع بيكره هاشم أوي وطلع مخطط كل حاجة عشان ياخد فلوسه زي ما كنت قايلة ليكي قبل كده .


شعرت "ثُريا" بالخنقة وهي تستمع إلى من خُدِعَت به ، تنهدت وهي تقول:


-طب وماما مين اللي قتلها ؟

سألتها "رحمة" بفضول كبيرة ونبرة مهتمة :


-قوليلي اليوم ده كان إيه اللي حصل بظبط ؟


أدمعت عين "ثُريا" وهي تتذكر ذلك اليوم الذي فقدت به والدتها وبدأت تقص على خالتها


..................................................


عادت "ثُريا" إلى المنزل بالقرية بعد أن أنتهت من درسها المدرسي الذي أوصى به "مجدي" لها كدروس خصوصية شرط عدم الاختلاط بأحد .


سألت "ثُريا" الخادمة بهدوء:


-ماما موجودة ؟


أجابت الخادمة نافية:


-لا يا ست ثُريا ، الست زينب خرجت من الصبح تجيب شوية حاجات ، ومجدي بيه لسه مرجعش من شغله .


هزت "ثُريا" برأسها وهي تقول:


-طيب أنا هقعد شوية في الجنينة عقبال ما تيجي ، ممكن تعمليلي كوباية شاي ؟


هزت الخادمة برأسها قائلة:


-عنيا .


وضعت "ثُريا" كتبها واغتسلت وهي مازالت حائرة أين ذهبت والدتها ؟


ذهبت إلى الحديقة الخلفية ، ووجدت أن الخادمة قد أعدت كوب الشاي ووضعته مع بعض الكعك .


تنهدت وهي تقترب من مقعدها وقبل أن تجلس لمحت شيئًا ما خلف الحديقة ، فتعجبت متوجسة وذهبت ببطء خلف الشجر الكثيف ، أطلت برأسها فزعة وشهقت صارخة بقوة وهي تهوي على الأرض وتضمها قائلة:


-مـــاما !


.................................................................


تنهدت "ثُريا" وهي تنظر إلى خالتها بدموع:


-لقيتها مرمية ورى الشجر ، وباين إن حد خنقها ، رقبتها كانت حمرا أوي .


فكرت "رحمة" بهدوء وقالت :


-ومجدي كان فين وقتها ؟


نظرت لها "ثُريا" تحاول فهم ما يدور ببالها:


كان لسه في شغله ، ده اللي كنت عارفاه ، وأنا اتصلت بيه وجي مخضوض ومكنش فاهم حاجة ، وبعدها بسنة قالي اللي قولتهولك إن صاحبه شاف مين اللي قتلها .


نظرت لها "رحمة" فجأة وقالت بجدية كبيرة:


-وازاي مخدتيش بالك من نقطة زي دي ؟


لم تفهم "ثُريا" وقالت متوجسة :


-قصدك إيه مش فاهمة ؟


قالت "رحمة" وقلبها يغلي مما اكتشفته :


-مش بتقولي إن مجدي قالك إن صاحبه على أساس شاف "قُصي" أنه قتل زينب.


هزت "ثُريا" برأسها فهتفت "رحمة" متابعة:


-وأنتِ عرفتي دلوقتي الحقيقة وإن قُصي هو ابن خالتك يبقى أكيد مش هو اللي قتل زينب !


ضربت "ثُريا" برأسها وهي تشعر بالغباء وتقول:


-معنى كده إن ضحك عليا وكده يبقى هو اللي قتلها .


هزت "رحمة" برأسها وقالت بعد تنهيدة طويلة:


-مجدي دخل بينا وبوظ حياتنا كلها !


أصدرت "ثُريا" صوتًا عاليًا وهي تقول:


-هو اللي قتلها وكل ده كنت متغفلة منه الحقير الواطي مش هتحمل أكتر من كده ده لازم يموت !


هدأتها "رحمة" وضمتها لها وقالت بتحذير كبير:


-مش ده وقته يا ثُريا ، لازم مجدي يبقى تحت إدينا الأول ، وقُصي قالي أنه قرب متقلقيش والكابوس ده هينتهي أوعدك بس بلاش تهور .


ومن ثم تابعت وهي تربت عليها:


-كله متخطط عشان مجدي أهم حاجة دلوقتي تبقى مرات قُصي عشان تبقى في أمان !


هزت "ثُريا" برأسها بينما شردت "رحمة" بخنقة كبيرة وهي تقول لنفسها:


-ضيعتي عمرك يا زينب مع واحد ميستهلش !


............................................


مر يوم آخر وبه تم كما قال "قُصي" تم عقد قرانه على "ثُريا" لكن دون علم أحد حتى يبقيها آمنة ، فإن كُتِبت باسمه فلن يستطيع مخلوق أن يمسها أو يفعل لها شيئًا .


كان من داخله سعيدًا ، لكنه لم يزهر ذلك لها أبدًا فهو مازال مجروحًا من شهادتها به ، وربما تغيره يقترن مع إظهار مشاعره لها .


جلس بقربها ومن ثم أمسك بيدها وقال:


-أنا عايز أطلب منك طلب .


نظرت له بترقب فقال بهدوء:


-انقلي حاجتك عندي ، عايزك معايا !


كادت "ثُريا" ان تصيح به بغضب فكمم فمها وقال:


-اهدي ، مش اللي في دماغك على فكرة ، أنا بس عايزة نبقى أنا وأنتِ سوى عشان نتعود على بعض ، أنتِ دلوقتي مراتي ، وأنتِ عارفة إني مش هآذيكِ


نظرت له "ثُريا" بشك كبير فطمأنها وهو يمسح على شعرها بهدوء:


-أنا قُصي يا ثُريا ، اللي لو مَوِت الناس دي كلها هيجي جنبك ويخضع ، أنتِ غير ولازم تثقي فيا .


ومن ثم هتف بمشاكسة وقال:


-ولو أنا مع الكل شيطان ، فمعاكي أنتِ ملاك .


أظهرت ابتسامة صغيرة ، فابتسم لها وقبَّل يدها وقال:


-أنا شوية وهاجي ، خدي راحتك .


ذهبت "ثُريا" إلى غرفتها كي تنقل أغراضها فهي تحتاج له برغم كل ما حدث معهم ، تنهدت مفكرة فيما سيحدث بعد ذلك خاصة وأن "مجدي" قد ظنها أنها ماتت .


سمعت طرق الباب فأذنت بالدخول لتجدها "سماح" توترت "سماح" وهي تفرك يدها بتوتر قائلة:


-قُصي باشا بعتني عشان يعني أساعدك .


تنهدت "ثُريا" وهي تضع يدها جانب خصرها وتقول:


-بتضحكي عليا ها ؟


ارتبكت "سماح" أكثر وهي تقول :


-مش ذنبي والله يا هانم ،والحمدلله هي عدت على خير ،يعلم ربنا أنا حبيتك أد إيه برغم من شغلي بس يعني سامحيني .


تنهدت "ثُريا" وهي تقول بابتسامة صغيرة:


-بالعكس أنا بحمد ربنا إنك طلعتي تبع قُصي ، وإلا كان مجدي هيعمل مني بطاطس محمرة بعد اللي عرفته .


ابتسمت لها "سماح" فأشارت لها "ثُريا" وهي تقول لها:


-تعالي يلا ساعديني .


هزت "سماح" برأسها وبدأت تساعد "ثُريا" بنقل أغراضها .


.................................................................


تنهد "قُصي" بغضب وهو يستمع لحديث والدته وقال:


-أنا هبقى أتأكد من الموضوع ده بنفسي ، وكده حساب مجدي تقل أوي.


أشارت له والدته بحذر وهي تقول:


-خلي بالك يا قُصي كل خطوة بتعلمها على حساب ثُريا استنى يبقى تحت إديك وبعدين أعمل اللي أنتَ عاوزه .


هز "قُصي" رأسه ومن ثم هتف وهو يقول بنبرة جادة:


-أنا بكرة نازل القاهرة يوم وهاجي عشان الشغل .


تابع وهو يقول مطمئنًا:


-نبيل معاكم ، أنا بثق فيه ومنبه عليه كل حاجة متقلقيش .


هزت برأسها وهي تدعو له:


-ربنا معاك يا ابني متخفش أنا هخلي بالي منها .


وغمزت له فابتسم بدوره وقال وهو يقبَّل رأسه:


-طيب أنا هروح أنام تصبحي على خير .


ابتسمت له "رحمة" بمشاكسة وقالت:


-اجري اجري شكلك نعسان أوي .


نظر لها "قُصي" وهو يتصنطع التحذير :


-متفهمنيش صح .


ضحكت "رحمة" عليه فابتسم لها وخرج بخطوات سريعة إلى غرفته .


.....................................................


في ذلك الوقت انتهت "ثُريا" من نقل أغراضها وبدلت ملابسها بمنامة قطنية مريحة ،ومشطت شعرها الطويل الأسود حتى وجدته يدلف داخلًا متفحصًا نظرت له وقالت ببعض الارتباك :


محتاج حاجة ؟


هز رأسه نافيًا ونظر إلى تلك المنامة بنظرات ساخرة ففهمت نظراته وقالت بضيق:


-في حاجة ولا إيه ؟


وضع يده في جيوبه وقال نافيًا :


-لا مفيش خالص .


تنهد بقلة حيلة وهو يقول لنفسه:


-هي بتستعيد معايا ذكريات الطفولة يعني ؟ ، وأنا اللي قولت هدخل أشوف بقى حاجة جامدة والاقيها فتحالي دراعتها !


لاحظت شروده وملامح الضيق التي ارتسمت على وجهه فهتفت بحيرة :


-أنتَ سرحان في إيه ؟


نظر لها وغمغم بضيق وهو يقول متجهًا للمرحاض :


-ولا حاجة هروح آخد دش أحسن .


لَوت شفتيها بضيق كبير وأخذت تتمتم وهي تتجه إلى الفراش:


-قليل الأدب فاكراني هروح ألبس حاجة كده ولا كده بعينه !


....


وبعد فترة وجيزة خرج "قُصي" من المرحاض عاريَ الصدر فشهقت "ثُريا" حانقة وهي تقول:


-أنتَ ما صدقت إني مراتك ولا إيه ؟ ، قوم البس حاجة استر بيها نفسك !


تقوس فمه بضيق وارتفع حاجبه بصدمة وهو يقول:


-أستر نفسي ؟ ، هو أنا يا بنتي ف شقة دعارة ! ، مش أنتِ بقيتي مراتي ولا أنا بخرف ؟


وضعت يدها على عينها تمنع هذا المنظر وهي تقول بحنق شديد:


-ولو أنا مش حابة أشوفك كده إحنا لسه مش متعودين راعي ده عليا شوية !


لم يبالي "قُصي" وقفز على الفراش وقال مغمضٌ عينه ببرود:


-أنا مش بعرف أنام غير كده بقى ، واتعودي من دلوقتي ويلا نامي عشان أنا تعبان !


مثل "قُصي" النوم فشعرت "ثُريا" بالتذمر و ولته ظهرها كي تنام، بحنق ولا تراه وبعد فترة وجدته يلف يده حول خصرها ويقرب ظهرها إليه ومن ثم قبَّل جبينها وقال ممسدًا على شعرها:


-تصبحي على خير يا بنتي .


ابتسمت "ثُريا" لتذكرها تلك الكلمة "بنتي" لطالما كان "قُصي" هو المأمن لها كالأب والحبيب وطالما كانت تلك الكلمة يرددها لها في كل حين ، هدأت نفسها وبدأت تغمض عينها لتنام بأمان !


.............................................................


في صباح اليوم التالي توجه "قُصي" إلى القاهرة وإلى مقر شركة والده التي سعى جاهدًا بإعادتها كما كانت ، وقبل أن يذهب ،وضع رسالة إلى "ثُريا" محتواها:


"أنا رايح شغلي في القاهرة خلي بالك من نفسك ومن ماما ، ولما أرجع محضرلك مفاجأة"


ابتسم "قُصي" وهو يتخيل ردة فعل "ثُريا" بتلك الرسالة وقبيل أن يدلف من بوابة الشركة وجد قوة كبيرة من الشرطة توقفه ويهتف أحدهم:


-اقف عندك يا حبيبي ، امسكوااه !

*********************
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة