-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل السابع والثلاثون

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب إبراهيم والتي سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات والقصص الرائعة من قبل واليوم مع روايتها التى نالت مؤخرا شهرة كبيرة جدا على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السابع والثلاثون من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل السابع والثلاثون

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل السابع والثلاثون

مضت سمـا في طريقها حتى خرجت من الفيلا وهي تسرع الخطا وكأنها في سباق !! وقعت في دائرة شائكة....كيف وافقت على ذلك الأمر ؟! كيف ستمضي معـه عدة أيام أخرى !! كان لابد أن تتريث في الامر علها تجد مخرج بعيدًا عنـه...اقتربت من السيارة بوجه ممتقع حتى تفاجئت بجميلة وهي تبكي داخل السيارة....

اتسعت عينيها وفتحت باب السيارة سريعا لتقل بقلق :-

_ بتعيطي كده ليه يا جميلة ؟!

رفعت جميلة رأسها وارتمت بين ذراعي سما وتابعت بكائها بحرقة ، ربتت سمـا على كتفيها برفق وتصاعد بقلبها القلق من مظهر جميلة التي انساها ما مرت به منذ لحظات..

زحفت الدموع من عين سما وكأن عينيها استعدت سابقا للدموع !! قالت بشك :- اكيد جاسر اللي زعلك ؟ قوليلي عملك ايه ؟

ارتعشت جميلة من البكاء بينما كادت أن تتحدث حتى فتح باب السيارة بجانبها يد جاسر وقال بحدة :-

_ قبل ما تقرري تنهي كل شيء أعرفي اللي حصل الأول !! على الأقل اسمعيني !

التفتت جهة باب السيارة واشتدت ملامحها بالغضب وهتفت :-

_ سمعتك قبل كده كتير عملت ايه ؟! اديتلك الفرصة اللي طلبتها وادي النتيجة !!

ضيقت سما عينيها بشك وريبة ثم نظرت لجاسر بعصبية وصاحت :- هو ايه اللي حصل ؟! عملتلها ايه خلاها كده ؟!

هرب جاسر بعينيه منها ثم نظر لجميلة بنظرة مفهومة حتى لا تكشف امره أمام سمـا....قال وهو يسلط نظرته بعين جميلة :-

_ لو سمحتي سبيني مع جميلة شوية ، كام دقيقة بس

نظرت سما لجميلة التي اغمضت عينيها ببكاء صامت...فهمت أنها حائرة من الموافقة أو الرفض فأخذت الاجابة من صمتها وخرجت من السيارة...ابتعدت عدة خطوات للحديقة مرة أخرى وعينيها على السيارة...

جلس جاسر بجانب جميلة ثم اطلق تنهيدة عميقة قبل أن يتحدث...أخذت طرف البداية عنه وقالت بحزن :-

_ كان نفسي تبقى اد كلامك وتتغير ، كان نفسي تبقى صادق معايـا لما وعدتني تبقى انسان محترم ، أنا عمري ما هنسي اللي شوفته منك النهاردة

قال جاسر بضيق من كل شيء حتى منها :-

_ اللي شوفتيه كان لحظة ضعف ، لحظة ضعف قبلها كان قوة عشان معملش حاجة غلط ، انا ضعفت معاكي بس قويت مع غيرك..

توقفت جميلة عن البكاء ونظرت له في ذهول ورددت :-

_ غيري ؟! تقصد ايه بغيري؟!

قال جاسر ببعض القلق :-

_ في واحدة من اللي كنت بعرفهم كانت هنا ، والله العظيم ما أعرف جت هنا ازاي ! لكن لقيتها وحاولت أنها...... بس صدقيني قاومت ومضعفتش..

جميلة بصدمة :- واللي بتحاول معاك دي هتحاول ليه لو مكنتش متعودة منك على كده ؟! سألتك كتير علاقاتك بالبنات وصلت لحد فين وكنت...

قاطعها جاسر وهو يمرر يده على شعره بضيق وشعور ثقيل على صدره من هذه الكذبة الذي سيتفوه بها للتو :-

_ كنت بطمنك انها مجرد علاقات عادية...البنت دي جاتلي هنا وحاولت معايا عشان مابقتش عايز أشوفها ولا برد على مكالمتها ، لما خدتك من ايدك للروف كانت هي في المكتب ، خوفت تشوفيها تسيء الظن بيا ، حاولت بكل الطرق انها تخليني اضعف...

نظر لها بنظرة صادقة وقال :-

_ انا كنت هضعف بس فوقت بسرعة ، انا عايز اتغير لنفسي وليكي ، على فكرة يا جميلة انا عمري ما حبيت نفسي ولا حتى احترمتها...حتى من وأنا طفل !!

نظرت له جميلة بحيرة من حديثه حتى تابع :-

_ انا محتاجلك...محتاجلك عشان بحبك ، انا عارف ان كل اللي فات كان غلط بس بحاول مكملش فيه ، اقسملك بالله بحاول بمنتهى الصدق لكن للأسف اللي كنت بعرفهم هما اللي مش سايبني في حالي...

صمتت وعينيها تسرد حيرتها بالدموع فقالت ببطء:-

_ أنا اديتلك فرصة وأنت ضيعتها...كانت فرصتك الأخيرة

نظر لها بحدة وقال بقوة :-

_ انتي ليه بتحسبي علاقتنا بالورقة والقلم ؟! ليـه طالما حاسة أني بحاول عشانك ما توقفيش جانبي ؟! تفتكري لو انا مش عايز ابقى انسان كويس كنت هفكر اتجوز ؟ كنت هفكر اقطع أي علاقة بواحدة كنت أعرفها ؟! انا لما قويت وحاولت وماضعفتش قدامها كان سببه اني بحبك ومابقتش شايف غيرك بس غصب عني اتأثرت ، وأنتي ظهرتي قدامي في الوقت الغلط ولكن برضو فوقت بسرعة وما اتهورتش...انا مش بدافع عن نفسي بس هي دي الحقيقة...تفتكري انا دلوقتي بتحايل عليكي ليه لو انتي ما تهمنيش ؟! لعلمك بقى....انا عمري في حياتي ما اتحايلت على حد ولو انا عايز اتجوز وخلاص في الف بنت مستنية اشارة مني لكن انا عايزك أنتي...ومابحبش غيرك أنتي

جميلة بسخرية مريرة :- طلعت نفسك البريء ؟! برافو

جاسر بعصبية :-

_ طب تعالي نفكر سوا في نتيجة قرارك...هتمشي وانا همشي وكل شيء هينتهي بينا ، لا انا هعرف انساكي ولا انتي كمان ، لا وكمان ممكن يوصل بينا العند ان كل واحد يبقى مع حد تاني وده انا وانتي عارفين انه هيكون وجع بجد محدش فينا هيقدر يتحمله...هنستفاد ايه يا جميلة ؟! وعلى فكرة..انا بيكي او من غيرك هبقى انسان كويس وهتعدل لكن مش عايز ابقى كده وانتي مش جانبي....مش عايزك تفكري في كام مرة اديتيني فرصة ، عايزك تفكري بقلبك وبعقلك وتشوفي انا استاهل ولا لأ ، بحاول عشانك ولا لأ...وجودك جانبي قوة كبيرة طلبتها من ربنا كتير عشان اخرج من اللي أنا فيه...

جميلة :- انت عايز مني ايه يا جاسر ؟ لو أعرف الاجابة الحقيقية للسؤال ده هقدر أقرر مصيري معاك..

رد جاسر بشوق مر بعينيه :-

_ عايزك جانبي في اقرب وقت

اجابت بشيء من السخرية رغم الألم الصادر بعينيها :- مش لما أقرر ابقى ولا ابعد !!

نظر لعينيها بقوة ، نظرة يعرف أنها ستشعر بقوتها لأن نظرته لها بعشق صادق وقال:-

_ هتقبلي حد تاني ياخد مكاني في حياتك ؟! هتقبلي انك تشوفي واحدة تانية معايا ؟! لو قررتي تبعدي يمكن مقدرش امنعك بس خليكي فاكرة أن الحب مش كلمتين حلوين بيتقالوا ووعود بتتقال وبتتنسي ، الحب يعني الدنيا كلها تتخلي عننا واللي بنحبهم هما اللي يصمموا يبقوا...يعني السند

يعني لما اخاف اطمن بوجودك...يعني حتى وانا بكره نفسي أنتي تحبيني...مش تتخلي عني في أول الطريق !!

جميلة بألم :- انا بفكر بعقلي ، لكن أنت عايزني الغيه !!

جاسر بألم وهو ينظر لها :- لو هتفكري بعقلك هتعرفي أن حبي ليكي أكبر بكتير من حبك ليا...

رفع "الدبلة" الذهبية أمام عينيها وأضاف وهو يضعها بأصبعها :-

_ فكري براحتك بس خلي الدبلة في ايدك لحد ما تقرري ، اعتبري أن ده آخر طلب ليـا

نظرت لأصبعها التي زينته الدبلة الذهبية حتى تفاجئت أن جاسر يخرج من السيارة قائلا بنظرة ملؤها الرجاء :-

_ ما تظلمنيش ، قرري اللي يريحك وانا عارف ومتأكد ان اللي يريحك أننا نكمل

ابتعد عن السيارة ببطء وقرر السير في الطريق على الأقدام...بحاجة لأن يسير منفردا بعد ما حدث....

حمدت ابتعاده بهذا الوقت...حديثه شتتها واربكها ، ان كان صادقا فلابد أن تمد يد الدعم له وتبقى ولكن ما يقلقها لو كان كاذبا !!

رفعت عينيها للسماء وتضرعت لرب العالمين بتوسل باكي كي يدبر لها الأمر.....

*****

راقبت سما السيارة حتى استدارت فجأة على صوت آسر خلفها ولم تلاحظ خروج جاسر وابتعاده من السيارة....

قال وهو يضع يديه بجيوب بنطاله بنظرة متفحصة لارتباكها :-

_ ايه اللي موقفك هنا ؟! مش قلتي هتمشي ؟!

سما بعصبية:- وأنت مــــالك؟!

زم آسر شفتيه بغيظ من اجابتها وأشار محذرا :- ماتعليش صوتك عليا ؟! وماتنسيش تيجي بكرة بدري عشان ورانا شغل كتير

قالت لتستفزه :- هاجي بدري ساعة عشان امشي بدري ساعة ، هروح اقدم الملف بتاعي في شركتكم

ضيق آسر عينيه بشعور يتقد من الغضب ثم قال ساخرا :-

_ معايا ملفك وشهاداتك الأصلية ، وهيفضلوا معايا

لوت شفتيه بسخرية وقالت :- ومعايا الصور ، استاذ خالد اعتقد مش هيرفض على الأقل دلوقتي...

آسر بانفعال :- مش هتاخدي ملفك !

سما بنص ابتسامة :- بس ممكن استاذ خالد يقدر ياخده منك بما أني هبقى سكرتيرته !

صر آسر على اسنانه بعنف وقال :- ماتنسيش أن شركة الزيان بتاعتنا يعني في دقيقة أنتي والاستاذ خالد بتاعك ده تبقوا برا !!

سما وقد ارضاها عصبيته :- هندور على شغل تاني

استفزه صيغة الجمع بحديثها وقال بحدة :-

_ ماتحاوليش تستفزيني لأني مابحسبش ردود افعالي وانا عصبي واظن أنتي مجربة ! ولا تحبي تشوفي وتجربي تاني ؟!

عقدت سما ذراعيها حولها وقالت بتعجب :-

_ نفسي أنت اللي تجرب تشيلني من دماغك ، تجرب تنساني...ينفع ؟

هز رأسه برفض :- لأ ...عارفة ليـه؟ لأنك غبية وهتضيعي نفسك

سما بغضب :- وفر نصايحك لنفسك متهيألي أنت اللي محتاج نصيحة !!

ضيق آسر عينيه وتساءل :- تقصدي ايه ؟!

سما بسخرية :- انت عمال تديني في نصايح وتدي غير نصايح وانت اصلا محتاج اللي يرشدك للصح ومتنساش ان الشركة اللي بتتكلم عنها دي أنت اتطرد منها واستاذ خالد اللي بتتكلم عنه ده اتكلم معايا بمنتهى الاحترام مش زيك !!

اصبحت عين آسر مظلمة من غليان غضبه وهتف:-

_ ما تتكلميش في اللي ملكيش فيه ولا تعرفي عنه حاجة وخالد انا مش هسيبك ليه لانك ماتعرفيهوش...دي طريقته مع كل واحدة بيعرفها جديد وبيخليها تشتغل معاه لحد ما ياخد اللي عايزه منها ويرميها...

هتفت سما بتحدي:- بكرة تعرف مين فينا اللي غبي ولو خالد كده فمش هيطول مني شعرة

آسر بسخرية لاذعة :- آه ما انا عارف طريقتك !! طمنتيني بصراحة!!

نظرت له بصدمة من مغزى حديثه...طفرت عينيها دمعة رغما عنها وقالت :- ان كنت أنت طولت مني حاجة فهو هيطول ، انا مش عارفة أزاي بقيت بكرهك كده ؟! لدرجة أني مش قادرة أقف قدامك دقيقة واحدة ومش طيقاك !

انا عمري ما كرهت حد في حياتي...بس كرهتك أنت...أنا بكرهك ، بكرهــــك

اتت رضوى ورعد إصر بحثهم عن البقية حتى وقفت رضوى تنظر لكلاهما بتعجب ،علمت ان هناك مشادة بينهما لملامح الغضب على سيماهم....تطلع آسر بعينيها وكأن لامسته صاعقة كهربائية...هي....ذاك الصوت وهو يردد ذات الكلمة يتردد بجانب اذنيه الآن...ولكن ذاك الموقف كان قديمًا منذ سنوات....مع والديه وامه تهتف عاليًا "بكرهك"

نظر رعد لآسر بعبوس وربت على كتفه قائلا :- تعالى معايا يا آسر نتكلم شوية...

انزل آسر يد رعد من على كتفه وقال ولم تنسحب نظرته من عينيها بل طاف العذاب بمقلتيه وهو يتحدث :-

_ عايز ابقى لوحدي ، مش عايز أشوف حد

ابتعد من أمامهم سريعا فأجهشت سما بالبكاء وضمتها رضوى بقوة....ظل رعد ينظر لخطوات آسر الذي تبتعد بضيق شديد.....

******

بزاوية مزهرة بروف الفيلا بالطابق الثاني......

ظل يتأملها بصمت وهي تبكِ....شعوره بالأسف والاعتذار لم يرحل حتى بعدما انصفته ولم تصدق تلك الفتيات...قال يوسف بعبوس :-

_ هتفضلي تعيطي كده كتير ؟! انتي عارفة أني مظلوم يبقى الدموع لزمتها ايه ؟!

جاهدت حميدة كي توقف هذه النوبة من البكاء ثم قالت :-

_ صدقتك بس مش عارفة انسى شكلك وهي في حضنك ! اللي شوفته وجعني أوي ومش عارفة انساه ، وكمان زعلانة أنك ما قولتليش حاجة زي دي !

وضع يوسف يده على صدره بأسف وقال برجاء :-

_ انا عارف ان عندك حق تزعلي بس والله انا مكنتش عارف اعمل ايه ، نور عندها القلب واي زعل بيخليها تتعب ، نور اختي يا حميدة ووقفي جنبها كان بالدافع ده بس لما حسيت انها فهمت اهتمامي غلط بعدت ،بعدت لأني بحبك انتي وبحترمك حتى في غيابك ، مكانش ينفع اقولك حاجة زي دي واضايقك خصوصا اني مظلوم ، حتى اللي انتي شوفتيه ده اول مرة يحصل ومش عارف هي عملت كده أزاي !! اللي صبرني عليها هو مرضها...

تابعت حميدة بكائها ليقل يوسف بضيق :-

_طب اعملك ايه عشان اصالحك ؟! اطلبي اي حاجة وهعملها بس بطلي عياط

مسحت حميدة عينيها وقالت :- عايزة امشي من هنا

يوسف بقلق :- هتمشي وانتي زعلانة مني ؟! مش هاين عليا اسيبك كده !

حميدة بضيق :- انا مصدقاك يا يوسف...بس مخنوقة ومش عارفة ابطل عياط...

يوسف بعصبية :- طب انا عايز اصالحك اعمل ايه دلوقتي ؟! انا مش بحب اشوفك بتعيطي ! ماهو لو أنتي مراتي كنت عرفت اصالحك صح...

هتفت حميدة بعصبية :- يوووسف !! انا مش حذرتك من الكلام ده ؟!

وضع يوسف يديه الاثنان على فمه كالطفل المعاقب وهز رأسه دلالاة الاسف فرغما عنها ابتسمت....

انزل يديه وظهرت ابتسامته المرحة وقال :-

_ نستيني....كنت عازمك على كشري بعد الحفلة

نظرت له حميدة بغيظ فقال بحيرة :-

_يعني لا عايزاني اتكلم في الحب ولا في الطبيخ اومال هعيش ليه انا ؟!

حميدة بحدة :- يلا نمشي يا يوسف

يوسف بتذمر :- حاضر يا حميدو...اتفضل يا صاحبي انت الأول


*******


خرجت حميدة مع يوسف من الفيلا بعدما بحثت عن الفتيات ولم تجد واحدة منهنّ.....اقتربت للسيارة لتجد جميلة وسما يبكون بصمت ورضوى جالسة بجانبهما ويبدو انها فقدت الأمل في مواساتهم....هتفت حميدة :- انزاحوا شوووية

جلست بجانبهم بالكاد ثم نظرت لجميلة وسما مرة اخرى واجهشت بالبكاء ، استدار يوسف الذي جلس بالمقعد الأمامي وقال بغيظ :-

_ بتعيطي تاني يا عيوطه ؟! انتي مش كنتي بتضحكي من شوية يابنتي ؟!

رفعت حميدة اصبعها بتحير وقالت :- ماتكلمنيش دلوقتي سيبني اعيط ..

نظر يوسف لرعد الجالس خلف المقود ليقل رعد بيأس :-

_ سيبها دلوقتي دي بتشاركهم احزانهم...هز راسك ووافق حتى لو مكنتش فاهم حاجة احسن تولع فيك وانت قاعد ، يرضيك تموت وانت مش فاهم أي حاجة في البطيخ كده ؟!

يوسف بغيظ :- والله كانت بتضحك واحنا جايين !!

رعد بهمس :- كل بنت جواها عفريت نكد...لما بتشوف حد من صحابها بيعيط العفريت بيطلع...اوعى تقرب للعفريت دلوقتي....اقسم بالله انا ما فكرت اكلم رضوى بقالي نص ساعة.

هتفت حميدة :- يوووسف ؟

نظر يوسف لرعد متوجسا وأشار بتمتمة :- اعمل ايه اعمل ايه ؟! انا خايف !

رعد بنظرة جانبية سريعة :- استنى يمكن تسكت

هتفت حميدة مجددا حتى قال رعد ليوسف :- رد بس بشويش

قال يوسف بقلق :- نعم

حميدة بغيظ :- معاك مناديل ؟!

اخرج يوسف علبة من سترته ومد يده بها دون ان يلتفت فهمس رعد :- شاطر شاطر

ثم التفت رعد وبدأ يحرك السيارة فأتت عيناه بالصدفة بعين رضوى من خلال المرآة الجانبية ، غمز لها بمكر فكتم ابتسامته من الارتباك الذي جعلها تلتفت جانبا بخجل....

********

بعد منتصف الليل......


تجمع الرباعي الفتيات على اريكة بجانب النافذة بغرفة السطوح....بعدما أخبرت حميدة وسما عن سبب بكائها باستثناء رضوى التي فضلت عدم الافصاح عن امرها حتى تاخذ قرارها دون ضغوط....وجميلة التي لم تخبر احدا بما كاد يفعله جاسر واكتفت انها تشاجرت معه في الحديث...

قالت حميدة بتنهيدة :- انا عارفة أن يوسف مش خاين بس غصب عني مش عارفة انسى اللي شوفته

قالت سما بالم :- اومال لو أنتي زيي يا حميدة كنتي عملتي ايه ؟!

كانت جميلة تائهة عن أي حديث يدور فلم تتحدث ، قالت رضوى لسما :-

_ انتي ناوية بجد يا سمكة ترجعي الشغل مع آسر ؟! انا خايفة عليكي ؟!

هتفت حميدة بغيظ :- والله انا ما خايفة عليها من آسر رغم اللي عمله ، الخوف كله من خالد !! انا ما اشتغلتش معاه بس اسمع انه كان بيجيب بنات في الشركة ولما مستر وجيه عرف خلاه يمضي استقالته ، خالد مش سهل خالص يا سمكة وبصراحة مش موافقة تشتغلي معاه...

سما بضيق وعصبية :- انا مش صغيرة عشان حد يضحك عليا يا حميدة !! ولو خالد كده هعرف اوقفه عند حده ، ومش هخسر التحدي اللي آسر حطه قدامي وبحمد ربنا أن خالد ظهر في طريقي فجأة...وبعدين انتوا خلاص حكمتوا انه هيلعب بيا ويحاول يقربلي مش يمكن عرض الشغل ده جه معاه كذوق مش اكتر لما عرف اني سيبت الشغل....

رضوى :- انا قلقت من كلام حميدة يا سمكة ، مش عشان تخلصي من آسر توقعي نفسك في متاهة !! ولو التحدي اللي بتتكلمي عنه ده هيجبلك مشاكل فالاحسن تبعدي عنهم هما الاتنين...

نهضت سما وهتفت بدموع :-

_ انا بقيت بكرهه وعايزة انساه وبحاول بأي طريقة ، هو اللي لما بيلاقي حد عايز يقربلي او حتى بيحاول بيتجن !! انسان أناني ومابيحبش غير نفسه !! مش عايزني ..بس كمان مش عايزني ابقى مع اي حد غيره !! انا خلاص قررت هشتغل عنده الاسبوع ده وهمشي ،عشان ما يقولش اني خايفة منه أو بهرب...

دلفت سما للغرفة الجانبية سريعا وحررت دموعها بخفاء....

نظرت رضوى لجميلة الشاردة بقلق وقالت :-

_ وانتي كمان مالك يا جميلة ؟! مش حكاية كلمة منه زعلتك دي اكيد في حاجة حصلت ؟!

نظرت لها جميلة بتيهة واجابت ببطء :- انا تعبت من التفكير والحيرة ، مابقتش عارفة اكمل ولا ابعد

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السابع والثلاثون من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة