-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الخامس والأربعون

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب إبراهيم والتي سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات والقصص الرائعة من قبل واليوم مع روايتها التى نالت مؤخرا شهرة كبيرة جدا على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الخامس والأربعون من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الخامس والأربعون

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الخامس والأربعون

توجهت للمصعد وشعور بألم مبرح بعظام ظهرها وساقيها إثر السقوط وبالجانب الآخر حذائها الممزق....ستتحامل على قدميها حتى تصل لذلك المكان وتبتاع حذاءً آخر...

وقفت أمام المصعد تنتظر فتح الباب ويبدو أن أحد بداخله....تأففت من الانتظار حتى فُتح الباب وهي تنظر لقدميها بضيق شديد حتى تقدمت خطوة دون أن ترى من بالداخل ولكن انفصل الكعب عن الحذاء تماما هذه المرة فأختل توازنها وصرخت وكادت أن تسقط حتى وقعت بين ذراعيه...نظرته ثابته عليها بشوق مجنون..وأحد يديه قد ضغط على زر المصعد وتم اغلاق الباب اتوماتيكا وهي معه بالداخل....


نظرته لها تقل أنه اشتاق ، وكأنه المهاجر منذ عقود عن أراضيه أو كأنها النجمة التي وقعت بين أنامل فقير....اهكذا يبدو الحب ؟!

نظرة أشتياق ؟ ارتباك نظرات العين عند اللقاء ، ونفضة في القلب تحيا كلما اقتربنا...

تطلعت به بذهول...أكثر شخص احتاجت له الآن...وأكثر شخص لم تريد رؤيته ؟! مثل المريض الذي يتمنى الموت حتى لا يتألم ولكنه يرتعب كلما ذكره....

أين هي الآن ؟! بالصدفة أصبحت بين ذراعيه !! يديها تستند على صدره !! أنفاسها يسمعها...يرى بوضوح لهفة عينيها وارتباكها !

يرى خوفها....

ضعفها..

ودموعها التي انسابت دون إرادة...دون أن تصدر حكما بالتوقف...

والأعجب من ذلك هو ظل عينيه الذي يعانق ملامحها ، طرفات عينيها ، ويبدو أن تمسكه بها صدر عن قلق ورغبة منه في القرب !!

لم يبعدها !! أو يغضب !! بل كأنه توق لذلك منذ زمن !

تمتمت بصدمة :- آ...آسر !!

أخذت الطرف للحديث ، ليخرج هو من عالمه الفكري الشارد بعينيها وشوقه اليها ليتجدد شوقه ليسمع همسها !

همس صوتها وهي تنطق اسمه....انتابته قشعريرة من منحنى فكره حتى رددت اسمه بمحاولة الابتعاد عندما احست بوضعها ، بقربها الغير مقبول هذا ولكنه اتى مصادفة ،ليس مثل مصادفة ذلك الأحمق خالد بالتأكيد....

في ابتعادها تبدلت نظرة عينيها ، أصبحت أكثر قسوة ،وأكثر حدة وعصبية ، فوخزها ألم ظهرها وساقيها المتألمان وتأوهت بوجع وهي تضعيدها على جانبها الأيمن....رمقها بلهفة قائلا :-

_ ايوة آسر يا سما...

صوته جعلها تنتفض ،نظرت له ومرت أيامها الفائته أمامها كمشهد سينمائي أمام عينيها...امتلأت حدقتيها بالدموع من كل شيء ، حتى عندما وقف المصعد بأقل من دقيقتان ضغط هو على زر جعلها يصعد مجددا....نظرت له بدهشة وهتفت بعصبية :- أنت عملت ايه ؟!

في قولها ذلك تأوهت مرة أخرى من الم ظهرها وكانت أن تسقط....اسندها من ذراعيها قبل السقوط فابتعدت عنه بقوة ودفعته قائلة :-

_ ابعد عني

ابتلع ريقه وقال محاولا الهدوء :- مش قصدي ، بس كنتي هتوقعي

ضيقت عينيها بحدة من تردد ذات الجملة الذي قالها خالد منذ قليل !! يبدو أن هذا مبررهم الوحيد للقرب !! فقالت باندفاع دون أن تحسب كلماتها :-

_ انت كمان بتقول كده !! كلكم نفس التفكير وبعدين....

يبدو أن الأمر لم يحتمل معه ل"بعدين" بل اسودت عينيه بشيء دار بفكره إثر جملتها واقتربت منها وقد عادت نظراته القاسية الشرسة من جديد وهتف :- قصدك ايه ؟ تقصدي مين بكلكم ؟ تقصدي خالد صح ؟!

اجابته بعصبية :- أنت مين ادالك الحق تكلمني كده ؟

حاولت أن تضغط على زر توقف المصعد ولكنه اوقفه وضغط عدة مرات على أزرار مختلفة....نظرت له بضيق شديد ومن تصرفه الغريب حتى أطرق آسر على حائط المصعد بجانبها بعنف وهتف بملامح وجه قاسية وغاضبة :- خالد حاول يقربلك صح ؟ عمل ايه ؟ عمــــل ايـــه أنطقي ؟


ومضت عينيها بالدموع التي انسابت على وجنتيها وقالت :-

_ محدش يقدر يعمل معايا حاجة ، بس سيبني في حالي بقى !! أنت جاي هنا ليه ؟! انا مش عايزة أشوفك...

نظر لها بعتاب العاشقين ، بنظرة عادت تقل أحبك ، وقال :-

_ مش عايزة تشوفيني ؟! بس أنا عايز أشوفك

رفعت رأسها اليه بنظرة واسعة ، بدهشة واضحة ، بحيرة فائقة ،كيف يفكر هذا الآسر وماذا يدور بهذا العقل ؟!

نظر لها بقوة وقال :- أنا جيت هنا عشانك أنتي ، عشان أصالحك


عندما تبتعد يركض خلفها ، يتسابق مع الجميع لأجلها ، وعندما تقترب وتحب يلفظها !! يدفعها بعيدا عنه !! هكذا هو !!

احتدت نبرتها وهي تقول ساخرة :- انا دلوقتي اتأكدت أنك مريض نفسي !!

ضغطت سما على زر الطابق الأرضي للمصعد ولكنه لم يعترض الآن وقال وهو يضع يديه بجيوبه بثقة عالية ونظرة ماكرة :-

_ قولي اللي تقوليه ، أنا رجعت الشركة خلاص ، يعني هتشوفيني كل يوم وكل وقت

فغرت سما فاها بذهول حتى تابع بثقة :- ماتفكريش تسيبي الشركة لسببين مهمين...أولًا لأن في الاساس عقدك معايا ما انتهاش وما اتلغاش ، ثانيًا لأن أي مكان هتروحيه هتلاقيني فيه....

اشتد الذهول بعينيها وهي ترمقه...قالت ببطء ودهشة :- أنت ايه ؟!

اسند ذراعيه على الحائط بجانب وجهها وقال بنظرة ماكرة :-

_ أنا آسر ، اللي أنتي بتحبيه وعمري ما هسمحلك تحبي حد غيري

تبلد جسدها....اصبحت كالجليد وهي تنظر له ، انتابها شعور غريب بالخوف منه ،وشعور لذيذ بالفرحة لعودته...ولكنه عاد ليظل قريب ويعذبها ، يؤلمها ، هذا يبدو انه يسعده....

فتج باب المصعد أخيرا وخرجت وهي تحمل حذائها....خرج خلفها فاستدارت مشيرة له بتحذير وعصبية عندما شعرت أنه سيسر خلفها :-

_ ما تتعداش حدودك معايا ، وحتى لو أنت اشتغلت هنا وانا برضو اشتغلت هنا ، لكن مابقتش بشتغل عندك ، ولا تحت إدارتك ، يعني مالكش حتى أن تكلمني أو تسألني عن شيء....


استدارت لتسير بطريقها ولكنها لمحت الفتيات الثلاث مع الشباب يدلفون من البوابة الرئيسية للمبنى....تنفست سما الصعداء وشعرت وكأن السماء استجابت لها لظهور الفتيات الآن....أشارت لهنّ حتى اتى الفتيات اليها هارعين بتساءل عن ما حل بالحذاء الممزق....روت لهم سما ما حدث دون ان تكشف عما فعله خالد وآسر أيضا....


اقترب الشباب لآسر الذي يقف على بُعد خطوات منها ،ونظراته لاتحيد عنها بينما وقف الشباب الثلاث ينظرن اليه في تساءل ،قال جاسر :-

_ شكلك عكيت وزعلتها تاني !! ، باين عليها معيطة !

يوسف بغيظ :- يابنتي أنت ما بتفهمش اقسم بالله ،ده انا لو منها كنت هبوس راسك عشان تبعد عني بكأبتك دي !!

رعد بمكر :- في حد يجي يصالح بنت من غير حتى وردة !!

نظر له آسر بضيق وقال :- هو كان لازم ورد !! انا مش

جاسر بضحكة :- أنت غشيم ومابتعرفش تتعامل مع البنات.

يوسف بابتسامة :- طب كنت اسأل جاسر الخبرة ده ، لا بلاش جاسر بلاااش جاسر هيوديك في داهية ، خليك مع رعد ، بروفيسر في العلاقات المملة والمشاعر العرجة....تاتا تاتا

جاسر بسخرية وسأل يوسف :- طب وأنت يا وحيد القرن ؟

يوسف بثقة :- أنا ماليش غير حميدة فهماني وراضية بدماغي ، وفي جوايا جاسر صغير بس مش ببينه غير للحبايب...مدكن يعني مش زيك ، لقصر بلادنا بلد سواح

جاسر بضحكة :- يابني انا معجم ومرجع

ربت يوسف على كتف آسر قائلا :- عقبالك آسر لما تبقى منحرف ،زيي كده

اشتدت ضحكة جاسر وقال :- كتير عليا كده والله ، انا مستحملكوا أزاي !

اطلق ضحكة عالية حتى ظهر وجيه من مدخل المبنى....رحب بالفتيات بلطف وتهذيب ثم اقترب للشباب قائلا بتعجب :-

_ يلا كل واحد على شغله ، انتوا واقفين كده ليه ؟!

يوسف بعفوية :- كنا بننصح آسر ينحرف ياعمي.

لم يهتم وجيه بجملة يوسف كثيرا فأشار لآسر قائلا :-

_ عايز. اتكلم معاك شوية يا آسر النهاردة ، هتصل بيك في مكتبك تجيلي لما اخلص الاجتماع...يلا على مكاتبكم

*********

بمكتب انيق بالطابق الثالث لجهة أخرى من المبنى الأساسي....جلس جاسر على مكتبه الجديد بارياحية.....رمقته جميلة التي دلفت ومعه فنجان قهوة وقالت :- قهوتك

وضعتها وعادت لمكتب السكرتيرة بالخارج....اوقفها جاسر بكلمة ثم نهض ووقف أمامها بنظرة مدققة لعبوس وجهها وقال :-

_ ممكن أعرف سبب التكشيرة دي ايه ؟

ترددت جميلة بأخباره حتى حسها على التحدث فقالت بتردد :-

_ بصراحة...خايفة من رجوعك هنا ، ورجعوك للقصر كمان

تنهد بقوة فقد صدقت ظنونه وقال بلطف :- كنت عارف ، سكوتك اليومين اللي فاتوا كان قلقني ، جميلة....رجوعي هنا أمر كان مفروغ منه وكان كده كده هيحصل ، ليه ما تفكريش أن الاحسن اني ارجع وأنتي معايا ؟!

أنا بصراحة بحس بطاقة ايجابية كبيرة وأنتي جانبي وبتحمس للشغل ، ده كمان غير أن خلال كلها أيام وتبقي مراتي

قالت بتذمر :- تقصد أسابيع !

ابتسم بمحبة وأجاب :- هي هي مش فارقة كتير ، المهم أنك خلاص هتبقي ليا...ممكن تفكي التكشيرة دي بقى ؟!

ابتسمت ببطء ثم قالت :- حضر نفسك عشان عندنا زيارة للموقع

اومأ جاسر برأسه قائلا :- الموضوع ده هيتولاه مهندس وهيكون مسؤول عنه ، مش هتروحي مواقع تاني ، والاشراف النهائي هيكون ليا ، من النهاردة كل حاجة هتكون مترتبه ومنظمة...دي أوامر عمي على فكرة..

ابتسمت جميلة وقالت :-

_ تعرف يا جاسر....أنت فيك منه كتير ، بس هو تقيل أوي أوي أوي يعني

بادلها جاسر الابتسامة وقال :-

_ عمي وجيه مافيش حد زيه ، لا أنا ولا اللي احسن مني ، ولو كنت فيا حاجة منه فده من حسن حظي....زمان كنت بسمع جدي بيقول عنه أنه على رغم اصغر واحد في اخواته لكن كبيرهم !!

عمي وجيه هو فارس العيلة الأول والأخير كمان ، ما اعتقدش هيجي حد زيه..

جميلة برقة :- للدرجادي بتحبه ؟

جاسر بتنهيدة وصدق :- اكتر من نفسي ، بالنسبالي هو أبويا وأمي ، هو أهلي كلهم ، زعلنا مع بعض كتير لكن المحبة بينا عمرها قلت...

**********


**بمكتب يوسف**

أخرج لفافة كبيرة من الطعام ونظر لها بشهية عالية حتى دلفت حميدة وقالت وهي تلتقط انفاسها :- معلش اتأخرت شوية ، بس كنت مع سما بنجيب جزمة جديدة لأن جزمتها اتقطعت...

نظر لها يوسف بابتسامة وقال :- والله زمان يا حميدو ، فاكرة الشركة وأيام الشركة ؟

رمقته بضيق....وقلق من أن يعود مثل الماضي ، فاتسعت ابتسامته من عبوسها وقال :-

_ خلاص مافيش حميدو تاني...تعالي افطري معايا بقى ؟

تقدمت للمكتب وتساءلت بعفوية :- شكلك ما فطرتش في القصر

أجاب ببساطة :- لأ فطرت وبكمل معاكي...

ابتسمت رغما عنها من صراحة التي ترفع مستوى ضغط الدم لديها ببعض الأحيان...

************

**بمكتب وجيه **

انتهى الاجتماع الذي انعقد بمدة لا تقل عن ثلاثون دقيقة ثم رحل الموظفون من مكتبه ووقفت السكرتيرة تخبره بجدول المواعيد....دق هاتفه فأجاب بمجرد أن رأى رقم زوجته.....قال وهو يتطلع ببعض الأوراق :- ثواني يا للي خليكي معايا

فحص الأوراق لدقيقتين ثم سجل توقيعه سريعا وأمر السكرتيرة بعدة مهاهم ثم انصرفت....

قالت للي بضيق :- بتتكلم مع مين ؟ صوت مين ده ؟

ابتسم مجيبا بهدوء ماكر:- هو مش انتي مخصماني برضو ؟!

قالت بعصبية :- وصالحتك....وخاصمتك تاني ها

اتسعت ابتسامته وقال :- دي السكرتيرة يا حبيبتي ، هكلم مين يعني !

قالت بحدة :- كلمني انا.....هتيجي امتى ؟

قال بمكر ليتسفزها :- هتأخر

هتفت بغيظ :- اتأخر....أقولك حاجة بات عندك احسن

كتم ضحكته ثم قال :- حاضر

صرخت بعصبية :- هقفل بقى ما يجيلي ضيق تنفس ، سلام

انتهى الاتصال بأطلاق ضحكة من فمه وتمتم بعض الكلمات....

*********

**بمكتب رعد**

دلفت رضوى للمكتب عندما امرها رعد بالمجيء عبر جهاز الارسال بالمكتب....جلست على مقعد أمام مكتب بعدما أشار لها ثم نهض وجلس قبالتها قائلا بابتسامة :-

_ انا عارف أن مافيش وقت بين الخطوبة والفرح لكن لو حابة تعملي خطوبة اختاري المكان اللي تحبيه وانا موافق مقدما

ارتبكت رضوى واحمر وجهها بشدة ثم قالت :-

_ مش لازم خطوبة طالما الفرح قريب...هتبقى تكلفة على الفاضي...يعني كفاية تلبيس الدبل بس وسط أهلي....

قال موافقا :- خلاص ،النهاردة هر ح انا وعمي نتفق مع اسطى سمعة ،انا حظي حلو أوي أن عمي جاي معايا وظروف خطوبتي جت بعد ما رضي عننا

قالت مبتسمة بتردد وخجل :- الحمد لله

اضاف رعد :- يبقى الكلام ده هيكون يوم الجمعة الجاية يعني بعد ٣أيام....وبعدها نستعد للسفر.....

ازدردت ريقها بحياء وارتباك من حديثه ونظرات عينيه ثم نهضت.....

*********


**بمكتب خالد**

بعدما عادت سما للمكتب أمرها خالد بالاتيان لمكتبه....كان يبدو على وجهها الارتباك والقلق الشديد....كرر اعتذاره لها فتقبلته ببطء ، قال :-

_ ممكن تقعدي نتكلم شوية

اجابت بجفاء :- نتكلم في ايه ؟!

خالد بمراوغة :- عايز بس افهمك حاجة عشان ما تفهمنيش غلط ، لو سمحتي اقعدي...خمس دقايق مش اكتر

جلست سما بتردد شديد ثم بدأ خالد الحديث ونظراته تجول على جسدها بتفحص بينما هي تنظر للأسفل بعبوس :-

_ بصراحة أنا اول مرة اتعامل مع بنت خجولة للدرجة دي ، ويمكن عشان كده بتعامل معاكي عادي....يعني لو في شيء مزعلك مني فأنا أسف...اكيد يهمني زعلك.

ورغم ضيقها منه ولكنها أرادت أن تنهي هذا الحديث الثقيل على نفسها فأجابت :- مش زعلانة من حضرتك ، بعد اذنك الخمس دقايق خلصوا

نهضت واتجهت لباب المكتب حتى لحقها خالد وبيده وردة حمراء قد جهزها قبلا....مد يده بالزهرة وقال مبتسما :-

_ طب ممكن تقبلي مني دي ؟ اعتبريها اعتذار مني تاني

رمقته بتعجب وشعرت بحيرة فهي بدأت تكره هذا الشخص بسبب فرد قربه بهذا الشكل السخيف.....ورغم أنها تركت باب المكتب مفتوح ولكنها شعرت بضيق في رئتيها من الاختناق....

كم ودت لو ركضت من أمامه وتركته يقف بمفرده دون اهتمام...الباب على بعد خطوة منها ولا تستطيع ذلك.....حتى انها شعرت بجسد يسد مدخل الباب فجأة...

تطلع آسر بنظرة نارية شرسة لكلاهما حتى التقط الزهرة من يد خالد والقاها بالقمامة وقال بعصبية :- أظن ده مكتن شغل مش مطعم على النيل ؟!!

التفتت له بدهشة من اتهامه الصريح ، ليتابع آسر بتحذير مشيرا لخالد بسبابته :- مش هحذرك تاني يا خالد ، ابعد عنها

رفع خالد حاجبيها بنظرة حادة وقال :-

_ عرفت أنك رجعت هنا ، وباين السبب ، بس بتهيألي أنك بتتعدى حدودك في شغلي يا آسر!! وبتهيألي برضو أن مكتبك في المبنى التاني للشركة مش هنا اصلًا

آسر بعصبية :- أنا حذرتك مرة ، المرة الجاية مش هحذرك

خالد بسخرية :- هتعمل ايه يعني ؟! هتطردني مثلًا ؟! انا بشتغل تحت إدارة عمي وجيه وشايف شغلي تمام....

آسر بغضب ممزوج ببعض السخرية :- واضح أنك شايف شغلك ، بتشتغل في الورد مع السكرتيرات صح ؟

تطلعت به سما بغضب وقالت :- مش هسمحلك تتكلم عني كده تاني أنت فاهم ؟!

نظر اليها بقوة وهتف :- وأنا مش هسمح لحد يقربلك أو حتى يبصلك بصة

خالد بنظرة ماكرة :- هو أنت تقربلها ؟! اصلك بتتكلم بثقة اوي !! بقلم رحاب إبراهيم


آسر بتحذير آخير:- أنا مش هقولهالك تاني يا خالد ، ابعد عنها لأن لو بس فكرت ماتتوقعش رد فعلي..

هتفت سما به بعصبية :- أنت مش مسؤول عني ولا ليك حق عليا عشان تتكلم كده !! وابعد عني ياخي بقى ابعد عني

هتفت بذلك وهي تبكي ثم خرجت من المكتب راكضة....حملت حقيبتها ورحلت من المكان تماما.....

قال خالد بشماته :- هي اللي طلبت مش أنا !! ياريت لو تبعد عنها وتسيبها في حالها دي بنت محترمة ومالهاش في اساليبك أنت وولاد عمامك !


لم يتحكم آسر بغضبه بقبض على ياقة قميص خالد وهزه بعنف وعينيه تقدح شررا وقال :- أنا عارف تفكيرك القذر وغيرتك مننا طول عمرك مش جديدة عليك ، بس اقسم بالله يا خالد لو فكرة تأذيها ولو بنظرة ما حد هيقدر ينجدك مني....عايز تتأكد جرب وشوف هعمل فيك ايه

خالد وهو يحاول التخلص من قبضة آسر :-

_ أنت بتتكلم ولا كأنك خطيبها ولا من بقية اهلها !! هو انتوا استعبدتوا الناس ؟!

هزه آسر بعنف بعد لكمة بصدغ خالد وصاح :- آه خطيبتي وحبيبتي كمان ومش هتكون لحد غيري ،ولو الدنيا دي كلها وقفت قصادي هاخدها يعني هاخدها ، مش تافه زيك اللي هيمنعني

خالد بضحكة ساخرة ونظرة شيطانية :- وانت قلقان مني ليه لما انت عارف أن محدش هيقدر ياخدها منك ؟! لو أنت واثق من حبها ليك عمرك ما هتيجي وتقولي كده....خليها هي اللي تختار ونشوف في الأخر هتختار مين...

آسر بشراسة :- أنت بتقربلها عشان تتحداني وتكسبني..

قاطعه خالد بضحكة :- أو يمكن عشان عجباني

اتسعت عين آسر بكتل من الجحيم والنيران الملتهبة حتى دلف يوسف للمكتب عندما انتبه لركض سما بالخارج فشعر بقلق واتى لهنا.....

جذب يوسف آسر بشدة حتى لا يصب غضبه على خالد وقال بعصبية :-

_ أنت اتجننت يا آسر ؟! ايه اللي حصل لده كله ؟!

صر آسر على اسنانه بعنف وأشار لخالد قائلا :-

_ انت اتحدتني وأنا قبلت التحدي...ومش هسيبهالك

نظر يوسف بحيرة اليهما وقال هاتفا :- في ايه بينكوا انا مش فاهم !!

احاب خالد وهو يعدل من هندامه :-

_ ابنك عمك عندك اسأله ، هو اللي جالي وعمل مشكلة من مافيش وانا مسكت أعصابي لآخر لحظة ، عشان لما اروح اشتكيه ما ابقاش غلطان...


نظر يوسف بعصبية لآسر ثم جذبه للخارج حتى يستطيع التحدث معه....


بخارج المكتب......

قال يوسف بغيظ :- اهو مسك عليك غلطة ! اتحكم في نفسك شوية !! لو راح لعمي دلوقتي وحكاله اللي حصل انت اللي هتبقى غلطان وهتحطنا كلنا في موقف وحش..يا آسر احنا ما صدقنا عني رضي عننا واتلمينا تاني ووعدناه نبقى كويسين ليه بتعمل فينا كده !!


تنفس آسر بحدة وهو يضم قبضته بعنف ثم قال :-

_ انا ماشي

حاول ايقافه يوسف ولكنه لم يستطع......

خرج آسر من مبنى الشركة واستقل سيارته حيث الحي الشعبي....يعرف أنها ذهبت بالتأكيد لغرفة السطوح....

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الخامس والأربعون من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة