-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الثامن

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب إبراهيم والتي سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات والقصص الرائعة من قبل واليوم مع روايتها التى نالت مؤخرا شهرة كبيرة جدا على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثامن من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الثامن

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الثامن

 مر طيف سحابة من الدهشة على وجه "للي" وهي تطلع اليه بينما استطاع "وجيه" أن يدخلها سيارته وانطلق بالسيارة بعد قليل..نظرت له قائلة بعدما عادت قليلًا من تيهتها:-

_طب وحجاتي؟! الشنط اللي سيبتها في الفندق؟!

أطرف وجيه بعيناه عدة مرات مفكرا بشيء ما ثم أجابها سريعاً :- تقدري تتصلي بالفندق يبعتوهالك مافيش مشكلة..

طريقته في الأجابة كان بها بعض الحدة وكأنه ندم على مساعدتها ، قالت شاكرة بصدق:- مش عارفة أشكرك أزاي ، أنت لو مكنتش موجود النهاردة مش عارفة كنت هعمل ايه..

تنهد وجيه بعمق ثم أجاب مثبتا عيناه بالطريق:- بطلي تعملي مقالب في الناس ، اكيد في مرة هتعملي لنفسك مشكلة بسبب رهان من اللي بتعمليه أنتي وشلتك.

اسدلت نظرتها بخجل وقالت بإعتذار:- أنا عارفة أنه شيء سخيف وحقيقي ندمت عليه ، بس فعلًا كل مرة الرهان كان بيبقى على أشياء مش أشخاص ، يعني مثلًا آخر رهان كان اللي توصل اسكندرية الأول عند واحدة صحبتنا هناك تبقى هي اللي كسبت.

صمت وجيه تائها بشيء لم تستطع تفسيره ، كأنه ندم على قراره !! ، أرادت أن تتحدث ولكنه اعلن الصمت..وقفت السيارة أمام الفندق الذي يقيم فيه فنظرت للفندق من بعيد وهي جالسة بالسيارة فقال وهو يترجل خروجا:- هو ده الفندق..

خرجت من السيارة أيضاّ ودخلت معه للفندق حيث أنهى حجز غرفة بنفسه ،اختلست النظر اليه وهو ينهي امر الحجز حتى سألها جواز السفر فأخبرته أنها تركته بالفندق مع حقائبها..يبدو انه معروف لدى رجال الفندق بثقة حتى يتم للموافقة على إقامتها دون جواز السفر مؤقتاً فألتفت لها قائلًا:- كده تمام..اطمني

أومأت رأسها وهي تشعر أن هذا حلما تمر به في غفوتها ، اهذا الرجل الذي تجاهلها قبلا يمد لها يد العون الآن؟! تشتد نظرة الأحتواء والآمان بعيناه كلما نظر اليها وكأنه تولى رعايتها منذ زمن ، أرادت ان تبتسم ، أرادت أن تشكر جميع الظروف التي جعلتها تقابله اليوم ، صعدت عبر المصعد وصعد معها فتساءلت بحيرة:- كم تبعد غرفتها عن غرفته؟ أم تراه حجز لها بطابق آخر ، هي لا تتقن الفرنسية كثيرا لذلك لم تفهم ما قاله لموظف الاستقبال بالفندق..كان يقف بجانبها ضخما يملأ المكان هيبة وتحكم ،لمحت انعكاس صورتهم بمرآة المصعد فابتسمت لنفسها..وقوفها بجانبه يروق لها ، كأن هذا القرب والمكان صنع خصيصا لها..اخفضت عيناها عندما تقابلت نظرتهم عبر المرآة ، نضبت نظرته بدفء غامض ، هذا الرجل الأربعيني خطر على القلب ، تقسم أنه يشعل ثباتها برمقة عين ، ويثير ارتباكها بحركة ولو بسيطة..أنيق لدرجة عالية ويبدو أنه يحافظ على تمارينه الرياضية فقد برزت عظام ذراعيه بخصر نحيل يلتف حوله حزام جلدي أسود لامع ، اقتلعت عيناها من النظر اليه أكثر من ذلك قبل ان يلاحظ تفحصها..لشد ما كرهت أن يدرك ذلك وهي من يجب أن تمتلك بأنوثتها أغواء فكره وتشتته وليس العكس..أشار لغرفتها ومعه احد العاملين بالفندق وتفاجئت أن غرفته بجانبها مباشرةً ، لم تعرف لما اطمئت لذلك وارتبكت بآنٍ واحد..هذا الرجل مجرد رؤيته تفقدها أتزانها فما بال لو كان بهذا القرب ريثما لعدة أيام قادمة!!

دخلت الغرفة بأنفاس متلاحقة وتسللت بسمة الى شفتيها..أول شيء فكرت به هو التأكد من مظهرها..توجهت لمرآة الغرفة مباشرةً لترى أن الخجل أخذ موضعه على وجنتيها ولمعة عيناها بينما كأن شعرها الفحمي تدللت لمعته وأثار سحر الشرق بموجاته..ظلت تنظر لوجهها مبتسمة حتى دق جرس هاتفها فرفعت السماعة..تردد كثيرا قبل أن يحادثها ، لم يستطع المقاومة فإتصل بها من فرط الوحشة التي شعر بها بمجرد نأيها عن ناظريه..قال:- للي

قرعت دقات قلبها وهو ينطق اسمها..لم تجيب فكرر ندائه :- للي..كلمتي الفندق يبعتلك شنطك؟

أجابت بصدق:- لأ

قال وترك الندم لاحقاً:- طب ممكن نتكلم شوية..لو مش هضايقك

الم تقل أنه رجل خطر؟! لشد ما شعرت بتوق للحديث معه!! كيف شعر بذلك أو ربما تحت رعاية مساندتها بالغربة..ربما فكر ذلك فقالت:- تمام..

تنهد براحة ، أم بقلق؟! قال:- نتقابل في مطعم الفندق بعد خمس دقايق..مع السلامة

انتهى الأتصال..ووضعت السماعة وهي تبتلع ريقها بإرتباك شديد ، لم يمر بعمرها رجل أحدث بها هذا الارتباك ، لم تشعر بهذا الأهتزاز حتى بأشد أوقات القلب مراهقة..خفقة القلب بالنضج تثير الوجدان أكثر من خفقات المراهقة بوهم الحب الأول..

******

انتشر الفتيات لتنظيف الشقة العلوية الذي تنتظر الشباب..ركضت سما ورفعت صوت المسجل وهي تتمايل راقصة على أحد الأغانِ الشعبية:- يا أسر يا أسر ، يا أسر أنت اللي بهواه أه يا أسر..وبموت في حب آسرررر..

ضربتها رضوى بالمقشة على قدميها وقالت ضاحكة:- خلصي يا جواهر خلينا نخلص وننام ورانا شغل الصبح..

تمايلت سما بضحكة وقالت:- قال يعني البت بتفهم في الشغل ! ، ده أنتي بتقضي بقية اليوم تهزيق يابت ههههههه ، بسمع صوت الشتيمة لحد عندي..

لوت رضوى شفتيها بسخرية وقالت:- لأ وانتي اللي بقيتي خريجة هندسة ؟! ده أنتي خريجة كلية استاذ آسر مش معبرني..

ضحكت رضوى عليها لتجز سما على أسنانها بغيظ وقالت:- اتكبسي بقى..سرسوري خلى عم مرزوق يعملي عصير فواكه خاص ليا كل يوم ، بيوصلني اول ما بدخل المكتب..العشق مدمره يابنتي

هتفت حميدة بهما وقالت:- ما تخلصي يا نيلة منك ليها عايزة اتخمد ، واطفي البتاع ده دماغي صدعت

رقصت سما والمقشة بيدها وقالت ضاحكة:- وأنا ما بعرفش انضف غير وأنا برقص..

ركضت حميدة خلفها فتعالت ضحكات سما حتى دلفت لأحد غرف النوم فنظرت لها بتمعن وقالت:- الأوضة دي بتطل على الشارع ، حبيبي هيختارها..

قالت جميلة وهي تمسح الغبار من زجاج النافذة بقماشة قطنية مبللة وتساءلت:- اشمعنى!!

قالت سما بضحكة:- عشان يراقبني بصمت في الرايحة والجاية وأنا اعمل قال ايه مش واخدة بالي بس أنا واخدة هههههههه

ابتسمت جميلة لها بصدق فاقترب سما منها وقالت:- انتي زعلانة من حاجة وباين عليكي ، البغل اللي اسمه جاسر ده شكله قارفك

ضحكت جميلة وقالت:- هو بغل فعلًا ، هو قارفني بس أنتي عارفة أني بستحمل لآخر طاقتي..اتعودت على الشقا ، شغل المكتب ده مايجيش شيء في شغل المصانع..

جلست سما على الفراش المرتب وقالت وهي تهز قدميها كالطفلة:- ما ترديش عليه لو زعلك ، ولو زعلك تاني قوليلي وهخلي آسر يضبطه..الواسطة بقى هههه

قالت جميلة بتعجب:- اعقلي يا سمكة وبلاش تندفعي ، شيفاكي خدتي بالقرش كله عشم !!

مطت سما شفتيها بتذمر وقالت:- انتوا محسسني أني قولتله بحبك !! ، أنا هقوله بس بعد ما يقولي الأول

الحقت جملتها بضحكة كالعادة فصمتت جميلة وتابعت عملية التنظيف فلا يجدي الحديث أي نفع مع تلك الصغيرة..

******

خرجت للي من غرفتها فتفاجئت بخروج وجيه من غرفته أيضا ، ربما كانت مصادفة أو عمد ولكن نظرته راقتها ، كأنه المشتـــــاق إذا وجد ضالتـه..رافقها حتى المصعد حتى نال منها الحياء مطمعه على وجنتيها..هبط المصعد بثوانِ سريعة ، سرا تمنت أن تطل المدة ، وسرا تمنت أن تطل البقاء معه فهو يحملها لعالما دافئ جميل مزهر بمشاعر تحلم بها أي إمرأة ناضجة كانت أو مراهقة..رافقته بصمت حتى المطعم الذي كان به بعض صخب الموسيقى..جر لها مقعد بلياقة وتهذيب فجلست ببطء ، جلس وجيه أمامها محاولًا ايجاد مدخل لأي حديث ، دعاها الى هنا وهو لا يعرف سوى أنه يريد رؤيتها بلهفة مجنونة ، لهفة لم تمر بعمره الأربعيني سوى الآن ،نظرت حولها وظهر بعيناها الأنزعاج من أصوات الموسيقى فطرح عليها شيء:- ممكن نقعد في الجنينة ، لو مابتحبيش الاصوات العالية

كان هذا عرضا خطر ،مع رجل أشد خطورة ولكنها وافقت نظرا لرمقات بعض الأعين والتحديق بها ، وكأن جلوسها معه ملفتا حتى بتلك البلاد الأجنبية !! خرجت للحديقة وشعرت بالفضول في معرفة ما يريد التحدث فيه..سارت برفقته على هوادة بالحديقة زي الممر الطويل وعلى جوانبها الأشجار ، ليس بمفردهما تمامًا بل هناك الكثير من رواد الفندق والعاملين حولهم وهذا ما أشعرها ببعض الآمان والهدوء ، شعرت بلفحة البرد تتسلل الى بشرتها فلفت ذراعيها حولها برجفة بسيطة..شعر بذلك فخلع معطفه ووضعه على كتفيها دون أن يتأمل اشتعال وجهها بخجل..تركت معطفه على كتفيها ولم تعترض ، ابتسمت بخفاء وشاعرية ،هذا حلم بالتاكيد وليس حقيقة !! وضع وجيه يديه بجيوب بنطاله الأسود بينما قميصه الأزرق أزهى لون بشرته البرونزية ولثام عنقه الأسود صافح عيناه بهالة ثقة وهيبة ، قال :- اتكلمي..احكيلي اللي حصلك ، حاسس أنك عايزة تحكي ، ويمكن كمان عايزة تعيطي.

كان حديثه مفاجئنا ، اكل هذا من أجل أن تتحدث هي؟! ولكن جرت دمعة بعيناها فهي بالفعل محملة بالأحاديث المسجونة..انزلقت دمعة من عيناها وقالت :- كنت بنت صغيرة لما اتجوزت ، مش هقول صغيرة أوي بس قلبي وعقلي كان أصغر بكتير أني استحمل واحد مريض نفسي..عشت أيام عمري ماهنساها ، تقريبًا مدة جوازي منه خمس سنين ماشوفتش يوم راحة..

امتقع وجه وجيه بضيق شديد وقال:- ليه ما طلبتيش الطلاق على طول؟! استنيتي ليه خمس سنين؟!

امتلأت عيناها بالدموع اكثر وقالت بصدق :- لأن عليتنا مش بتعترف بالطلاق ، معندناش حد اطلق ، مش مهم أي حاجة بس المهم ما ابقاش مطلقة ، مش مهم اتهان واضرب حتى من غير سبب بس المهم ما اتطلقش..هو كان عارف كده وعارف أن أهلي سلبيين فكان بيفتري ومش هامه..يمكن لو حد وقفله من البداية كان خلصني قبل ما أشوف كل اللي شوفته..

بكت بصمت وهي تضم معطفه على جسدها أكثر فكان يختلس النظرات الجانبية بين الحين والآخر ، قالت متساءلة:- أنت ليه طلبت تسمعني؟!

رفع وجيه رأسه للأمام وسار بنظرة شاردة وأجاب:- لنفس السبب اللي خلاكي تتكلمي براحة وبصدق ، اعتقد أنك بقالك فترة كبيرة ما اتكلمتيش والا مكنتيش عيطتي!

هزت رأسها بموافقة وقالت:- دي حقيقة ، حتى صحابها مابقتش اتكلم معاهم كتير في الموضوع ده..بحاول انساه

تردد وجيه قبل أن يسألها ولكنه أراد معرفة الحقيقة:- بتحاولي تنسيه..كنتي بتحبيه؟

وقفت فجأة ونظرت له بحدة قائلة:- أنا قلت قبل كده أني مش بحبه ، بحاول أنسى الأذى النفسي اللي سببهولي ، أنا بجد مش عارفة أنسى..

التمعت عيناها بالدموع مرة أخرى فقال معتذرا:- أنا أسف ، مش قاصدي اضايقك..

تابعت السير ببطء وقد تحكمت بإنفعالها ثم قالت :- بصراحة..ببقى عايزة اعتذرلك عن المقلب اللي حصل بس كل ما افتكر القلم اتغاظ منك..

نظر لها مبتسماً ولأول مرة تراه يبتسم..دقت طبول القلب

******

باليوم التالي..

استيقظت للي ولم تنم ليلتها الا لماماً ، فمنذ عادت وهي تتململ بفراشها متذكرة كل كلمة قالها ، تبتسم تارة وتخجل تارة أخرى ، كان مهذبا ، وقورا ،رجل لا تخشى شيء وهي معه ، ظلت برفقته حتى وصول حقائبها بعد مرور ساعة ثم تركها ترحل..كانت بعيناه نظرات غامضة..حتى أنها لم تنتبه لمعطفه الا عندما اتت لغرفتها ، خجلت أن تتصل به ، أو ربما أرادت مرافقة شيء به عطره الرجولي لأكثر وقت ممكن..

دق جرس هاتفها الخاص فرمقته بدهشة واجابت سريعا:- سهـــا !! ، أنا أسفة بس مش عارفة أزاي نسيتك!!

قالت سها بعتاب:- بقى كده يا للي! فضلت مستنياكي في المطعم لحد الفجر وعمالة اتصل بيكي وهموت من القلق ، ومش بتردي على تليفونك!!

قالت للي معتذرة:- الفون كان في الشنطة وبجد ما انتبهتش ليه ، لما نتقابل هحكيلك..

قالت سها بتساءل:- أنتي فين؟!

أخبرتها للي عنوان الفندق المقيمة به ثم أنتهى الأتصال..

*****


دلف الفتيات للمكتب لتجد سما أن باب مكتب آسر مفتوحاً فتوجهت اليه مباشرة بينما جلست حميدة بمقعدها في الاستقبال..والثنائي الآخر كلا دخلت مكتبها..

**بمكتب رعد**

فتحت رضوى باب المكتب لتجد رعد يتحدث بالهاتف مع احد العملاء وينظر لأوراق بيده ، جلست تنتظره حتى انتهى من المكالمة وقال :- قدامنا نص ساعة عشان العميل في الطريق نكون راجعنا حسابتنا..

همت رضوى ورعد بمراجعات الحسابات سريعا ومناقشة بعض الأمور بجدية لا سبيل فيها للحدة أو المزاح..جلس بعد ذلك وقال بضيق بعدما مضى أكثر من نصف ساعة:- العميل اتأخر وانا ورايا شغل برا

تساءلت رضوى بتعجب:- شغل برا؟!

أوضح رعد :- لا ده شغل تبعي مالوش علاقة بالمكتب ، تصوير

فهمت رضوى الأمر بهدوء وعادت للعمل...

****

***بمكتب آسر**

تفاجئت سما بوجود فريق من المهندسين مكون من أثنين من الشاب وفتاة..كانت الفتاة تدعى"ندى" ملامحها جميلة هادئة ويبدو من طريقتها مع آسر بسابق معرفة قديمة..قالت ندى بحماس:- هسهر على الشغل ده لحد ما اخلصه يا آسر..

جلست سما تراقبها بصمت وغيظ ولم يلتفت اليها احدا منهم بل انشغلوا بالعمل كليًا..انتهى الأجتماع وانصرف فريق المهندسين فجلس آسر أمام مكتبه يرتشف من قهوته الصباحية بهدوء ، صدقا لم يشعر حتى بوجودها فرمقته عاتبة :- أنا جيت من ساعتها

تطلع اليها بتعجب :- فين المشكلة ؟!!

اسدلت نظرتها بضيق فنظر آسر للتصميم وقال بابتسامة:- أنا متحمس جدًا ، الفريق اللي معايا اخترتهم بالواحد وكلهم من أوائل دفعتي..

قالت سما وبدأت تشعر بالغضب:- كنت تعرفهم ؟

قصدت بسؤالها واحدة فقط فأجاب آسر بصدق:- كانوا زمايلي في الجامعة..

صمتت سما بضيق ظهر على ملامحها فقال آسر :- على فكرة ممكن مع الوقت اخليكي تقولي رأيك في المشاريع ،انتبهي للي بقوله وركزي وهخليكي من ضمن الفريق..

ابتسمت بالتدريج رغم أنه لم يقصد سوى اللطف فقط بينما قالت سما بخفوت:- بيعشقني في العشق

*****

**بمكتب جاسر**

انتظرت حتى مرت ساعة من الزمن فنهضت قائلة :- أنا رايحة الموقع ، لو هتيجي تمام لو مش هتيجي يبقى احسن

رفع جاسر عيناه بعصبية فكتمت ابتسامتها لأنها اغضبته وخرجت من المكتب قبل أن تتلقى تعنيف منه..

كم ضحكت بداخلها خلال الطريق عندما تتذكر غضبها الذي كان على وشك الأنفجار...دخلت جميلة الموقع وأخذها الفضول للطابق الأخير لترى ما رأته بالأمس ولكنها تفاجئت بأن المكان خالِ !! رفعت حاجبيها بتعجب وسألت أحد العمال قائلة:- كان في شكاير وصناديق هنا امبارح ، راحوا فين؟!

رمقها العامل بقلق وتفاجئ من سؤالها فقال :- مش عارف ، مخدتش بالي.

تركته جميلة يذهب بينما لم تضع الأمر بموضع الخطورة فعادت الى الطوابق الأخرى لتشمل تفاصيلها..

مر اليوم بسلام...

لم تجد للي أي اتصال من وجيه أو حتى لمحته وهي تتعمد الخروج كل ساعة تقريبًا ، يبدو أنها بثرثرتها الصادقة اضاعت منه الفضول ، حتى أنه لم يتصل بها ليأخذ معطفه!!

عاد الفتيات بهذا اليوم الذي من المفترض به أن الشباب سيأتون للأقامة..

مساءا بالغرفة العلوية على سطوح منزل حميدة حيث الغرفة التي رتبها الفتيات لأقامتهنّ..وقفت سما أمام السور بمراقبة الطريق وقالت بتأفف:- هما اتأخروا كده ليه؟!

قالت رضوى التي تتمدد على حصير مفترش بالأرض :- يابنتي اهمدي بقى يجوا ولا عنهم ما جهم احنا مالنا !!

قالت جميلة بسخرية:- شمتانة أوي في جاسر ، عشان يبطل غروره وينزل لأرض الواقع..ده بيقولي أشربي الشاي بالشاليمو ، ايه الشاليمو ده يا عيال؟!

قالت سما بجدية:-المج أبو ايد يا جاهلة ، مش عارفة هفضل اعلم فيكوا لحد امتى!

ارتفع صوت سيارة بأول الطريق بالمنطقة فركزت سما نظرتها على الطريق حتى هتفت :- وصلواااا

تجمع الرباعي خلف السور يشاهدون السيارة الفخمة وهي تشق أرض الطريق بحيهما الشعبي..قالت سما بهيام:- يا سلام لو تروح نستقبلهم

جميلة بحدة:- الساعة ١١بليل نستقبل مين؟!

تدخلت حميدة وقالت وهي تراقب يوسف وهو يترجل من السيارة:- أبويا مستنيهم على القهوة هو والواد سقراط.

ابتسمت جميلة وهي ترى جاسر يلتفت حوله حتى جذبه أحد الصغار وهو يشد قدميه وقال :- أنت مين يا طويل التيلة أنت !

نظر جاسر للصغير بغيظ وقال:- أمشي يلا من قدامي السعادي

قال آسر بنظرة جادة ليوسف:- اتصل بابوا حميدة يا يوسف

هتف صوت من خلفهم فقال:- محدش غريب يدخل المنطقة وأنا موجود يا كباتن

استدار الرباعي لمصدر الصوت ليجدوه طفل لم يتعدى سنوات مراهقته فسخر جاسر وقال:- هتعمل ايه يعني؟!

اقترب سقراط بنظرات عصبية ورفع رأسه ليصل لعين جاسر البعيدة وقال:- هعمل بلاوي زرقا ، أنا جامد بس مش بيبان عليا

قال رعد بضحكة:-أنت جاي من ديزني لاند صح ؟!

سأل آسر بجدية:- بقولك ايه تعرف عم اسماعيل ابو حميدة؟

هز سقراط رأسه وقال :- ده أبويا ، وحميدة أختي

ضحك جاسر وقال:- شبهها وربنا

قال يوسف بحدة:- وسايبنا !! ، روح قول لوالدك اننا وصلنا

تساءل سقراط:- انتوا مين؟!

جاسر بضحكة:- الهكسوس

ظهرت العصبية الصبيانية على وجه سقراط فصفر بأصبيع وأتى عدة صبية بعمره وأطفال اعمارهم تتراوح ما بين السادسة والسابعة...فتساءل يوسف بقلق:- هو ماله؟!

أجاب جاسر بذات الضحكة :- بيجمع الجيوش..

أتى الأسطى سمعه وفكن أنهم الشباب المنتظر وصولهم ثم رحب بهم بشهامة وأدب ورافقهم حتى الشقة...

وقف والد حميدة بعدما شرح لهم كافة الاحتياجات وقال:- تصبحوا على خير بقى ، لو احتاجتوا حاجة انا في البيت اللي قصادكم ،نادوا عليا وهتلاقوني عندكم...

رد يوسف بابتسامة:- شكرا يا عم سمعه

ذهب الرجل وترك الشباب يقفون بالصالة فجلس آسر على أحد الأرائك غير معنيا ببساطة الاثاث حوله بينما اتجه يوسف لاحد الغرف وقال:- جعااان نوم

نظر جاسر لرعد وقال بضحكة:- تعالى نتفرج على المتحف ده

توجهوا للمطبخ بجانبهم فرأى جاسر "بوتجاز" أبيض اللون بثلاث عيون مثلثية وقال بضحكة :- أنا شوفت البوتجاز ده في فيلم قديم ، هو لسه موجود منه

رعد بتحذير:- خلي بالك البوتجازات دي ممكن لو استخدمناها غلط هتفرقع في وشنا

نظر للثلاجة ذات الباب الواحد وقال :- البيت ده ستيناتي أوي ، أيام الطربوش

ضحك رعد وقال:- لا عادي أنا متعود ، لما بسافر رحلات التصوير في الجبال بعيش في اماكن اقل من كده..

خرجوا من المطبخ ضاحكين ودلفوا لغرفة يوسف بينما ظل آسر جالسا بالصالة ويعطي للنافذة ظهره..

انتظرت سما حتى ابتعد الفتيات عن السور ضاحكين عن المشهد الهزلي لسقراط بينما راقبت آسر من النافذة والتقطت حجارة صغيرة والقتها وهي تدعوا:- يارب ما ترشق في افاه يارب ، انا عايزاه ينتبه بس.

القطتها بقوة حتى سهمت الحجارة بموضعها الصحيح بمنتصف عنقه فأختبأت سما بمزيج من الضيق والضحك :- رشقت !!

انتفض آسر إثر الضربة المفاجئة واستدار يبحث عن من فعل ذلك ولم يجد احدا ، فر بغيظ وقال:- من أولها كده ؟!

بينما بغرفة يوسف...قد بدل ملابسه لملابس بيتية رياضية حتى رمقه رعد وقال بتساءل:- مافيش غاز هنا ، في أنابيب ،مين بقى هيتولى الموضوع ده

أشار يوسف بضحكة الى جاسر وقال:- تايسون..جاسر طبعا ههههه

حدق جاسر بذهول وقال:- أنا اشيل انابيب ؟! أنت مجنون صح؟؛

اقترب يوسف وقال له:- اللي بيشيل أنابيب هنا بيسقفوله ،جرب واتأكد بنفسك ، حميدة مأكدالي

زم جاسر شفتيه وهتف بإعتراض:- مستحيل

*****

بباريس..

ظلت للي تنتظر أي ظهور له ولكنه اختفى تماماً ،فكرت كثيرا أن تتصل به على هاتف الغرفة ولكنها مقتت وضع نفسها بهذه اللهفة ، ربما يعتقد بها شيء خطأ ، قررت الهبوط للحديقة لتجدد هواء رئتيها..سارت بذات الطريق وبمساء مشابه لهذا المساء ...لم تعرف لما سقطت دمعة من عيناها اشتياقا له ، هل يعقل أنها احبته ؟!

بهذه السرعة؟! ولكن أن كان للكره مفعول سريع فلما لم يكن للحب أيضا!! لما قابلته بذالك اليوم ولما تعلقت به لهذه الدرجة الخطيرة!؟

اليوم كانت الحديقة خالية اكثر من ذي قبل والطقس به رفة باردة لفحت وجهها برعشة ، جلست على أحد المقاعد ولم تحتمل فكرة أنه نسى وجودها فامطرت عيناها دموع حتى على حين غرة جلس بجانبها وبيده معطف جلدي وقال وبعيناه نظرة شوق شديدة:- عاملة ايه؟

رفعت رأسها اليه ببسمة سرعان ما تبدلت لنظرات عتاب فنهضت بعصبية وقالت:- كويسة

نهض ووقف أمامها قائلا بإعتذار خفي :-أنا مكنتش في الفندق ، كنت في شغل بعيد عن هنا ، خلصته ومعرفش أزاي وصلت لهنا

هتفت بعصبية دون أن تدري:- طب كنت قولي؟!

ابتسم بتسلية:- مكنتش أعرف أن يهمك أمري للدرجادي..حقك عليا

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة