-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل الثالث والعشرون

  مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة فرح ابراهيم؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل الثالث والعشرون من رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمعقدة من الرومانسية والإنتقام والكراهية

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل الثالث والعشرون

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم
رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم 

رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل الثالث والعشرون

 __: يوووه الشغل الغبي ده ما بحبوش غوري من وشي ولما تعرفي تحضري الورق صح ابقي تعالي


صرخ سليم بهذه الكلمات في حده وقسوه لشذي التي تقف ترتجف امامه والتي هرولت هاربه من نوبات غضبه التي اصبحت في شدتها مضاعفه كما اصبحت دائمه في الاواني الاخيره فمنذ اخر مره سمعت مشاجرته مع تلك التي تسمي اسيل وغيابها عن الشركه ليومان متحججه بأنها اجازه مرضيه وقد اصبح تتوالي عليه نوبات غضبه تلك مع اقل همسه بجانبه..!


بعد خروجها حاول صب تركيزه علي الاوراق امامه ولكن انتهي به المطاف بفشل ذريع ليلقي القلم من بين اصابعه ويريح ظهره علي المقعد يرفع رأسه ويغمض عينه ويزفر بقوه


"سليم" لنفسه : وحشتك؟ بعد كل الي عملته فيك و وحشتك ازاي طيب؟

مش قادر متوحشنيش ولا قادر اكرهها..!


فتح عينه وهو يزفر بضيق علي صوت رنين هاتفه فأخذه يرد علي المتصل وقد تسارعت ضقات قلبه خشيه من المنتظر


"سليم": ايوا يا مالك عملت ايه؟

ثم صمت قليلاً يستمع مالك واكمل : تمام انا في الشركه تعالي مستنيك .. يلا سلام


اغلق الخط مع مالك وهو يعد الدقائق في ترقب حتي وصول مالك


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


"نور": بردو مش عايزه تحكي مالك؟ انتي بقالك يومين ولا بتروحي الشركه ولا بشوفك بتذاكري ولا حتي بتخرجي معايا ومتفتكريش اني مش بسمعك بليل وانتي بتعيطي..!


"اسيل" بخفوت : ونبي يا نور كفايه عشان ماما متسمعش قولتلك انا كويسه وهبقا احيكلك بعدين


"نور": بعدين ايه بس يا اسيل انتي مش شايفه حالتك..!


"اسيل" بنفاذ صبر : يووه يا نور قولتلك انا كويسه خلاص


"نور": طيب يا اسيل براحتك بس خليكي عارفه اني موجوده جمبك في اي وقت تحتاجني فيه


ربتت "اسيل" علي كفها بحنان : عارفه يا حببتي ربنا يخليكي


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


جلس سليم يتهجم وجهه ويضم حاجبيه بشده بتفكير امام مالك الذي يقص عليه ما فعل


"مالك": لما كلمتني وبعتلي الرجاله عشان نجيبه لقيناه كان هيهرب برا مصر بس الحمدلله لحقناه وفي اليخت دلوقتي


هب سليم واقفاً من مكانه لا يستطيع انتظار وقوع المصيبه وهو مكتف الايدي فأخذ يرتدي جاكت بذلته ويخرج من المكتب بخطوات واسعة يحث مالك ان يتبعه


وبعد وقت قليل وصل سليم ومالك لمرسي قديم متهالك يوجد به يخت كبير وعتيق يظهر عليه انه مهجور وقد اكله الصدي يقبع داخل الماء وتغطيه الاشجار فمن يراه يخاف الاقتراب منه لمنظره القابض للقلب والذي كان اشبه بالمنازل المسكونه المتهالكه..!


دخل سليم بخطوات واسعه يعلم طريقه حتي وصل لغرفه واسعه تحيط بها العتمه، يقبع داخلها شاب ملقي علي الارض يتكور حول نفسه مثل الجنين من شده تعرضه للضرب...


اتجه "سليم" يجذبه من قمصيه ويلقي به علي كرسي متهالك و بصوت جوهري وحاد : فوقلي كدا ومتحورش عشان تطلع من هنا عايش


"الشاب في ذعر ": انت عايز مني ايه؟ انا مليش دع..


قاطعه "سليم" بلكمه قويه نزفت انفه منها : قولتلك متحاولش تحور عليا لو عايز تطلع من هنا عايش بس انت شكلك ما بتسمعش الكلام


وهم بلكمه مره اخري لكن اوقفه صريخ "الشاب" في قبضته : خلاص خلاص يا باشا هقولك علي كل الي انت عايزه بس سبني اعيش


نفض سليم ياقه قميصه من قبضته وهو يلقي عليه سؤاله بحده : شويه الزباله الي كانو عندك امبارح كانو بيعملوا ايه؟


ليقص عليه الشاب ما جعله يفقد اعصابه وعيناه تجحظ من وهل الذي يسمعه اخذ يصرخ بغضب صارم وصوت جوهري لمالك الذي اتسعت حدقته من الصدمه ايضاً وتجمدت دماء وجهه ...!


"سليم" بغضب كاسح وصوت جوهري : ولاد ال.... عايزين يكسروها، عايزين يذلوها والله اقتلهم واصفي دمهم


توجه مالك نحوه بسرعه يقبض علي كتفيه بقوه يحاول تهدأته


نفض "سليم" يد مالك بعنف وبنفس غضبه: اوعي يا مالك، ابعد عني وربي لا هندمهم ما ابقاش سليم المنشاوي لو طلع عليهم نهار


ثم التف للشاب الذي اخذ يرتجف من منظره وهتف بحده : وانت م..


قطع كلماته الشاب في صريخ وتوسل : لاا ونبي يا باشا والله انا نفذت الي قالوا عليه عشان كنت محتاج الفلوس بس مش هتتكرر تاني ونبي ياباشا ابوس ايدك ارحمني


"سليم" كفحيح الافعي وقد التمعت عيناه بشراسه : يبقا هتسمع الي هقولك عليه وتنفذه بالحرف الواحد


"الشاب" بذعر : خدامك يا باشا


اخد يلقي علي الشاب بالأوامر الصارمه والشاب يومئ له في ذعر


"سليم" شاور لبعض الرجال : الكلب ده يفضل معاكم هنا ومتعملوش اي حاجه غير بأمري

ثم التف لمالك واكمل : وانت يا مالك عايزك معايا انا هطلع بعربيتي دلوقتي وانت عايزك تروح تجيب حد وتحصلني علي العنوان ده....


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


جلست تفترش الارض علي سجاده الصلاه تناجي ربها ودموعها تنسدل علي وجنتيها لم تشعر بذلك الالم من قبل اصبحت تشعر وكأن صدرها يتمزق كلما تذكرت كلماته اللاذعه لها وهو يخبرها بأنه حتي لا يطيق رؤيتها..!


صدق عيناه وقسوتها جعل ألمها اضعاف مضاعفه فإن كانت ستقول هذا من وقع غضبه وقد تيقنت من قبل انه يتحول لشخص اخر في غضبه ولكن حين هذا كانت عيناه تحمل الغضب فقط وتستكين بعدها بقليل فتعلم ان الغضب كان يعميه وانها كانت لحظه عابره اما يومها كانت عيناه تحمل الصدق والقسوه مع الغضب..!


كانت تشعر بصدق كلماته وهذا ما مزقها داخلياً..! شكه بها وعدم اعطائها فرصه للتوضيح زاد الامر سوءاً فمهما حدث بينهم سابقاً لم تستطيع انتزاع حبه من قلبها كانت تريد الصراخ به علي اي حب تتحدث عنه انت وانا لم ينبض قلبي لغيرك؟!...


لكن حين شعرت انها كانت كالدمي يتلاعب بها و بمشاعرها بسهوله فقدت حستها علي النطق كانت اضعف من ان تتحمل كل هذه القسوه وخصوصاً عندما تيقنت ان قلبه يحمل من القسوه ما يفوق ما تحمله عيناه ..!


ولكن ماذا ان كانت هي المخطئه؟! هي الذي عشقته لدرجه تجعلها تنسي المشاعر في غيابه ولا تحضر لها إلا بوجوده؟ لتتهافت عليها جميع مشاعره حين رؤيته من لهفه وشوق وحب وامان وفرح وحزن...! كل مشاعرها وهبتها له لتجني منه ألماً..!


"اسيل" من بين دموعها : يارب " اللهم هون ثم هون ثم هون ثم ارح نفسٍ لا يعلم بحالها الا انت"


اخذت شهقاتها تتعالي بألم : يارب انا حبيته اوي، حبيته وما حبتش غيره، و مش عارفه اكرهه ومش عارفه اسامحه بردو..! مكنتش اعرف ان الحب كله وجع كدا.. مش قادره اصدق اني في يوم شوفت الحب في عنيه وكان جوايا امل وفي ثانيه كل حاجة تطلع وهم..!


صمتت قليلاً ثم تنهدت بأسي : يارب انا مش عارفه اكرهه ومش هعرف احب غيره بس بردو مش هقدر اسامحه ومهما يحصل بعد كدا انا لايمكن اقبل اكون معاه، لا يمكن بعد الي حصل ارخص نفسي انا هقفل قلبي واعيش لنفسي ومش هسمح لحد بعد كدا يوجعني...


اخذت قرارها بحزم علي مقاومتها والصمود وغلق قلبها ورفع حصونه لتصبح اقوي وتتحول لشخصيه جديده عنيده حاده الشخصيه معاكسه للتي مضت فقد اكتفت من قرارات القلب والان لتفسح المجال قليلاً لعقلها..


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


هتفت كريمه بنور ان تحضر باقي الاطباق لترصها علي السفره معها وهي تقول من وسط عملها


"كريمه": وروحي اندهي لأختك عشان تتعشي معانا يلا وانا هدخل انده بابا


لبت نور طلبها وتوجهت لغرفه اسيل كما فعلت كريمه وذهبت لمحمود والد اسيل وقد توجه معها يجلس علي السفره في انتظار انتهاء كريمه من وضع الاطباق وإلتفافهم حوله


"كريمه" وهي تضع الطبق من يدها امامه : كدا خلصت استني انده للبنات


التفت لتتوجه لغرفه اسيل ولكن تصلبت مكانها حين سمعت جرس الباب لتنظر "لمحمود" في إندهاش الذي سألها بتعجب : انتي مستنيه حد او في حد من صحاب البنات جاي؟


"كريمه" بإنكار : لا ابداً ده حتي صحاب البنات بيتصلوا قبل ما بييجوا..!


اخذت تتعالي طرقات علي باب فهتف بها يشير بيده : طب خلاص انا هقوم اشوف مين وروحي انتي ألبسي حاجه علي شعرك ومتخليش البنات يطلعوا دلوقتي يمكن حد غريب


لبت كريمه امره وتوجهت سريعاً تأخد حجابها تلفه بعشوائيه وهي تتوجه نحو غرفه اسيل الذي تقبع بها هي ونور لتخبرهم بأوامر والدهم


اما عن "محمود" فقد توجه للباب وهو يحث الطارق علي الانتظار حتي فتح الباب وقبض حاجبيه بإندهاش يقف متصلباً ينظر للطارق بعدم فهم ليقول بحزم : ايوا مين حضرتك؟


____: استاذ محمود الجمال والد اسيل؟


"محمو" بإندهاش: ايوا انا.. مين حضرتك وجاي عايز ايه من بنتي؟

ثم اكمل وهو يشير للرجل الذي يقف خلفه : ومين الي معاك ده؟


____: انا سليم المنشاوي وجاي اتجوز بنتك وده المأذون ...!


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


وصل سليم اسفل العماره فقد حفظ الطريق عن ظهر قلب كما تبعه مالك هو الاخر بعد ان ذهب واحضر المأذون معه.. ترجل سليم من السياره وكانت المفاجأه ان كرم حضر معه هو الاخر..


نزل كرم بوجه جامد يزفر بضيق وهو يتذكر الحوار الذي حدث بينه وبين سليم عندما حدثه يخبره انه في انتظاره وحين التقي به علم انه يريده ليشهد علي عقد جوازه او شبه جوازه..!


"كرم" في دهشه : بتقول ايه؟ اشهد علي كتب كتابك دلوقتي؟ انت فايق يابني اوعي تكون شارب يا سليم


"سليم" بجمود : كرم انا ما بظهرش وانت عارف كدا كويس فمش هاجي دلوقتي اهظر في جواز


"كرم" بعدم تصديق : طب ازاي ؟ وليه اصلا يعني هتجوزها منغير فرح ولا حتي ما اهلك يعرفوا كدا ازاي؟ طب ايه عيالك لما ييجوا هتقولهم ايه؟ جايبهم من الشارع؟


"سليم": لا مهو هيبقا جواز صوري


عقد "كرم" حاجبيه بدهشه : يعني ايه مش فاهم؟


"سليم": يعني هيبقا جواز علي الورق بس وفتره وكل حاجه هتنتهي..


"كرم": طب طلامه هو جواز علي ورق وفتره بتجوزها من الاول ليه؟ عايز تساعدها ساعدها منغير جواز وسيبها تعيش حياتها مع الي بتح..


قطع "سليم" كلماته وعيناه تشتعل غضباً عند وقوع كلمات كرم عليه كالجمر ليقول من بين اسنانه : الي بتحبه ده مابقاش سليم المنشاوي لو ما حرقتش قلبه عليها


اتسعت حدقتي "كرم" من الدهشه : يعني ايه؟ هي الحكايه مش مساعده بقا ده طلع في حاجه تانيه..!


"سليم" لنفسه بتوعد وقلبه يعتصر ألماً وقد عمته الغيره وغضبه : وديني يا اسيل لا اندمك انك حبيتي غيري


ولكن اخرج كلماته في اقتضاب : كرم حاجه تانيه حاجه تالته دي حاجة تخصني انا بقا، هتيجي تشهد علي العقد تمام مش هتيجي قول وخلصني


نظر له "كرم" بشرود عقد حاجبيه بتفكير : امري لله مقدرش اسيبك في يوم زي ده


والان يقف الاربعه امام مدخل العماره يتقدمهم سليم ويتبعه المأذون ومالك وكرم


حاول سليم اخذ نفس عميق يهدأ به من روعه قبل ان يشرع في رن الجرس، يحاول السيطرة علي نبضات قلبه العنيفه فقد كان يشعر ان قلبه سيقفز من بين ضلوعه كلما يتذكر انها دقائق وستصبح اسيل المنشاوي حرم سليم المنشاوي عن حق...!


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


اتسعت حدقتي محمود من الصدمه وعقد لسانه للحظه ولكن هتف به في حده


"محمود" في دهشه وصدمه : انت بتقول ايه ؟ انت اتجننت؟ جاي تخبط علينا من باب للطاق كدا وتقولي عايز اجوز بنتك؟ ليه هي الدنيا ماشيه بمزاجك؟


"سليم": ينفع حضرتك تهدي ونقعد نتكلم، الحقيقية مفيش وقت قدامنا وجوازنا ده عشان خاطر مستقبل بنتك


عقد "محمود" حاجبيه وقال بذعر : ماله مستقبل بنتي هو في ايه؟


"سليم": طيب نقعد وانا هفهم حضرتك كل حاجه


افسح له محمود الطريق وهو ينظر له في دهشه تتسارع انفاسه في ذعر وقد بدأ يقلق .. دخل سليم اولاً وشاور لمالك وكرم والمأذون ان ينتظروه توجه محمود به الي الصالون وجلس معه يترقب حديثه في توجس


جلس "سليم" بهدوء ثم تحدث بثقه : اولاً انا سليم المنشاوي صاحب شركات المنشاوي الهندسيه وبدير الفرع الرئيسي الي بتدرب فيه بنت حضرتك الانسه اسيل ، و وصلي اخبار ان في ناس مستقصدين بنتك وانا تابعت الموضوع بنفسي لحد ما عرفت انهم.....


قص عليه سليم كل ما يعرفه بطريقه سلسله واثقه يجيدها جيداً حتي انتهي وهو يبتسم بخبث فذعر محمود الظاهر امامه جعله يتيقن انه قد وصل لمراده..


"محمود" بذعر : ولاد ال.... ، عايزين يعملوا كدا في بنتي؟ ده انا اسجنهم كلهم و اوديهم في ستين داهيه، انا الي يقرب من بناتي اكله بسناني


"سليم" بعمليه : اهدي حضرتك علي ما اظن مش صعب عليا اني كنت اعمل كدا لكن الوضع حساس ومينفعش فيه التسرع لان كل حاجه دلوقتي بقت معاهم ولو اتصرفنا تصرف غلط ممكن يستغلوا الحاجه بطريقه ابشع


"محمود" بضيق وغضب حقيقي : طيب و حضرتك ليه عايز تتجوزها انت مالك ومال الموضوع اصلا؟ انا لا يمكن اجوز بنتي بالطريقه دي انا كدا برميها..


"سليم" وقد اشتعلت عيناه غضباً وبحزم وحده : اسيل بتدرب عندي في الشركه يعني يعتبر موظفه عندي وانا سمعه اي موظف عندي من سمعه الشركه وسمعتي، والحقيقة مش مستعد اضحي بسمعه الشركه ولا بسمعتي


"محمود" بتوجس : يعني ايه؟


"سليم" بثقه وحده : يعني انا هتجوز اسيل وحالاً انا مش هخاطر بشركتي عشان خاطر بنتك


"محمود": وانا مش هخاطر ببنتي عشان خاطرك يعني ايه اجوزها لواحد هي ما تعرفوش..!


"سليم" بثقه : ومين قال لحضرتك انها متعرفنيش؟ اسيل عارفاني كويس وسيب اقناعها عليا ، ومتقلقش جوازنا هيبقا صوري وهيبقي لفتره معينه لحد ما المحنه دي تعدي مش اكتر و ينفع حضرتك تخش تندهلها عشان نخلص بقا لان انا مشغول ؟


هم محمود بالحديث ليقاطعه سليم بثقه : ولازم تبقا عارف اني مش هخرج من هنا غير وهي مراتي فياريت حضرتك توفر كلامك


ظل محمود ينظر له بشرود وتفكير وقله حيله لا يعلم اهو علي صواب ام خطأ ...!


في تلك الحالتين قد القت بنته في التهكله..! ولكن ظن ان هلاك سليم المنشاوي احن عليها من تلك المصيبه المنتظره الذي ستدمر مستقبلها بالفعل بينما الجواز صوري وسينجدها..! فتنهد بأسي وهو يخفض رأسه ويحزم قراره واخذ يتوجه بخطوات بطيئة نحو الغرفه التي تقبع بها عائلته يرتب في افكاره كيف سيلقي عليهم الخبر


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


___: يووه هما الضيوف دول طولوا كدا ليه؟


اجابت "كريمه" علي كلمات نور : مش عارفه حتي ابوكي كان المفروض يندهلي اجيب عصير ولا حاجه بس مندهش..!


"اسيل" بعدم اكتراث : يبقي اكيد حد من الشغل


"نور" بإستنكار: حد من الشغل دلوقتي ازاي يعني؟ ده عمرها ما حصل


"اسيل": انتو مستعجلين علي ايه دلوقتي يمشوا ونعرف من بابا


و في اللحظه التاليه التفوا جميعاً لباب الغرفه الذي فتح ودلف منه محمود بتهجم وهو ينظر لأسيل بقله حيله واسي


التف الجميع له في دهشه واخذوا يسألوا ما به ولكن كان غارق في دوامه افكاره ليفق منها علي صوت اسيل وهي تبادله نظراته المصلته عليها بدهشه وذعر


"اسيل": في ايه يا بابا قلقتني..!


"محمود" بجمود : اسيل يا بنتي قومي ألبسي عايزك برا


"اسيل" بذعر : ليه يا بابا في ايه؟ ومين الضيوف الي جت


"كريمه": الله في ايه يا محمود ما تفهمنا..!


"محمود" في اقتضاب : كريمه قولت اجهزوا وحصلوني علي برا وبسرعه متتأخروش


خرج محمود من الغرفه وظل من بها يتبادل النظرات بخوف وذعر ودهشه...!


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


حاول تنظيم انفاسه وهو يسمع خطوات انوثيه تقترب من الغرفه ينبض قلبه شوقاً لها ولكن لا يستطيع البوح بذلك فالان الحكم الناهي لعقله..! لا يصدق انها لحظه عقد قرانهما بالفعل..! كم تمني ان يستطيع ضمها لحضنه تارك الدنيا من خلفه كم تمني ان يكون زواجهم في ظروف احسن وعن حق ليبدأ حياته معها يسقيها حباً وسعاده حتي اخر نبضه لقلبه..! يتمني الهروب من آلامه وترك نفسه غارق في حبها ولكن كلماتها ذلك اليوم المشؤوم صدعت داخله عن اشتياقها لحضن ذلك اللعين ليرجع لوعيه فوراً ويرتدي قناع القسوه يقبض يده بعنف ويغمض عيناه بقوه يحاول تنظيم نفسه واخماد بركان غضبه وغيرته الثائر


رفع نظره علي صوت كريمه الذي اخدت ترحب به في اقتضاب واخدت تتنقل بنظراتها بينه وبين محمود بدون فهم ولكن كان محمود في ملكوت اخر يخفض رأسه ويشبك يده غارف في بحر تفكيره..


تبعتها نور تخفض رأسها في الارض وتلقي عليه التحيه باقتضاب وهي ترفع نظرها بيطئ ولكن قطعت كلماتها عندما رأته تتسع حدقتها بصدمه وتفقد القدره علي النطق ، الحركه و السمع لتقف فارغه الفاه تنظر له في دهشه...


هوي قلبه رغماً عنه والتمعت عيناه عندما رآها تتقدم بثوبها الرقيق للغايه تخفض رأسها في الارض ويكاد يصل صوتها لأذنه وهي تلقي التحيه بإحترام حتي رفعت نظرها ويتعلق نظرهم ببعض ويدلفوا لعالم اخر تعصف به السماء ، تتخلل به الجبال ، تثور البراكين و تنشق الارض من تحت ارجلهم، ذلك ما شعروا به من شده عصف مشاعرهم في تلك اللحظه فقد تصلب جسدهم كالتماثيل وكادت اسيل ان تهوي ارضاً ولكن سندتها نور سريعاً وعيناها معلقه عليها في ذعر حقيقي من حاله شقيقتها..!


"اسيل" بوهن نقلت نظرها لوالدها وقالت بضعف وخفوت : بابا هو بيعمل ايه هنا؟


وقف "محمود" بأسي يخفض رأسه ثم ينظر لأسيل بقله حيله : استاذ سليم جاي ليكي في موضوع مهم ياريت تقعدي معاه وتتفاهموا وتتأكدي ان انا وافقت علي الي هو عايزه ده غصب عني لكن عشان مصلحتك


"كريمه" بذعر: هو في ايه يا محمود وافقت علي ايه؟


توجه محمود نحو كريمه ونور يحثم علي اللحاق به وسيقص عليهم ما حدث بالخارج ليتركوا لهم المجال للتفاهم..


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


كانت تشعر وكأن الارض تلف بها ولم تعد قادره علي الصمود تشعر وكأن من شده نبض قلبها للدماء بدأت تشعر بها وهي تسير في عروقها..


افاقت علي صوت غلق الباب من خلفها وقد انفردوا في الغرفه تراه ينظر لها بنظرات غامضه لم تفهمها قد ثم نهض من مكانه يقترب منها بخطوات بطيئة اغمضت عيناها تحرجم ذكرياتها المؤلمه معه وهي تأخذ نفس عميق استعدادًا لما هو قادم وقد حزمت علي تنفيذ قراراها الذي اخذته منذ قليل امام ربها..


لترفع يدها في وجهه بتحذير

"اسيل" بحده : اقف عندك ومتقربش مني، واتفضل قول دلوقتي عايز ايه؟ جاي لحد بيتي ليه؟ لسه في اهانه تانيه نسيتها وجاي تقولهالي في وسط بيتي ولا جاي ليه؟


لم يعير سليم انتباهه لأي من كلماتها واخذ يتابع تقدمه منها لتهم بتوبيخه مره اخري ولكن هذه المره قد وصل امامها ورفع يده بسرعه يقبض على يدها المرفوعه بوجهه يخفضها وهو يجذبها نحوه بشده لتلتصق بصدره ورفع يده الخاليه يضع اصابعه علي شفتيها برقه ويقول في ثقه ويشدد علي كلماته : جـاي اتـجوزك..!


شهقت اسيل بصدمه ونفضت يدها عنه بعنف وهي تبتعد للخف وعيناها تشتعل غضباً


"اسيل" اخذت تصرخ : انت اتجننت؟ ابعد عني وسيبني في حالي بقا يا اخي كفايه، انا مستحيل اوافق مستحيل اجوزك


"سليم" ببردو : مش بمزاجك يا قطه ده غصب عنك


"اسيل" وقد فقدت اعصابها : بقولك ابعد عني بقا مش مكفيك كل الي عملته فيا؟ سيبني بقا عايز مني ايه بعد ما وجعتني وكسرتني جاي كمان تدمر حياتي؟


عقد لسان سليم للحظه وهو ينظر لها بتفكير، ازواجه منها بالنسبه لها تدمير لحياتها؟ اكان هناك مخططات اخري ولم يكن هو جزء منها؟


افاق من شروده علي صوتها : كفايه بقا يا سليم روح شوف حياتك وسيبني اشوف حياتي مع...


و في اللحظه التاليه التف ذراعه حول خصرها يضمها له بقوه حتي التصقت بصدره العريض تتقابل عيناهم في نظره داميه وقد اخرج كلماته كفحيح الافعي من بين اسنانه : وياتري حياتك الي انتي عايزه تشوفيها دي مع حد تاني غيري؟


اتسعت حدقتي "اسيل" بدهشه وهي تنظر له بدون فهم وقد تحشرج صوتها : ها؟ اا.. اقص.. د يعني.. كل واحد حر في حي..اته ، مش شرط مع حد..!


"سليم" بنفس النبره ولكن بنظره ثقه اربكتها : طب وحياتك انتي ما انا ماشي من هنا غير وانتي مراتي


اتسعت حدقتي اسيل وتورمت وجنتيها وقد شعرت انه يشعر بنبضات قلبها المتسارعه بعنف لتحاول الافلات منه ولكن شدد علي خصرها فرفعت نظرها له لتجده ضيق عيناه و يقول بحده ودون وعي : مش هتبقي لغيري يا اسيل


ثم افلتها لتبتعد عنه بسرعه وهي تلهث من شده ضربات قلبها تنظر له في عدم تصديق..!


"اسيل" بغيظ وعناد : انا مش فاهمه ايه الثقه دي افهم بقا بقولك مش هتجوزك ، مش هتجـــوزك


شددت علي كلماتها الاخيره مؤكده لتقابل ضحكه سخريه منه لتعود تشتعل غضياً..!


"سليم" بسخريه وثقه : مش بمزاجك ومش هحاول اقنعك او اغصبك انما ابوكي الي برا ده هو الي هيغصبك لا وكمان هيشكرني علي الي انا عملته ده


"اسيل" بدهشه : لا انت بتقول ايه بابا عمره ما يعمل كدا فيا لا..!


"سليم": هيعمل عشان هيخاف من الفضيحه غصب عنه هو كمان


"اسيل" بذعر : فضيحه ايه ؟ وبابا يشكرك علي ايه انا مش فاهمه حاجه


"سليم" ببرود : والله انتي كمان المفروض تشكريني اصلك متعرفيش ان....


قص عليها سليم بإقتضاب واختصار شديد مع عدم ذكر الاسماء لتشهق بصدمه وتدور الارض من حولها وقد شحب وجهها ثم وضعت يدها علي قلبها بدون وعي تشعر ان من ألمه سيتوقف..!


ذعر هو من منظرها ليقترب منها دون وعي يسندها حتي اجلسها علي الكرسي ينظر لوجهها الشاحب مثل الموتي وهي تخرج كلماتها من بين شفتيها بضعف : طب ليه؟ يعملوا فيا كدا ليه ومين دول اصلا..! انا عمري ما اذيت حد عشان يحصلي كدا او حد يفكر ياذيني بالطريقه دي..!


ثم انهارت في البكاء ليشعر بشفقه تجاهها وترددت يداه ان تربت علي ظهرها ولكن ضمها له بعنف وهو يحاول القاء كلماته بحده حتي ينهي هذا الموضوع قبل ان يضعف امام حالتها..


"سليم" بجمود : خلاص مش هنقضي طول الليل عياط اتفضلي امسحي وشك عشان نكتب الكتاب عشان اقدر الحق المصيبه دي


نزلت كلماته عليها كسهام مشتعله فقد علمت الان سبب طلبه للزواج منها فقط من اجل موقف نبيل سيظهر هو به المضحي حتي ينقذها اذن فهو مغصوب علي تلك الزيجه و لم تقبل علي نفسها هذه الاهانه لترفع رأسها بحده تحاول جمع كلماتها : بس انا مش موافقه


ثم اكملت بصريخ : متشكرين اوي لأفضال ساعدتك يا راجل يا شهم يالي بتضحي وبتنقذ بنت وسمعتها لكن انا لحد هنا ولا انا عمري ما هقبل ابقا عاله علي حد او حد مغصوب عليا عشان هدف معين مش عشاني انا، انت مش مضطر تجوزني غصب عنك يا بشمهندس سليم احنا هنقدر نتصرف


"سليم" وقد اشتعل غضبه من كلماتها التي تلقيها بدون وعي وصريخها به يعلم انه اذا ترك نفسه لغضبه سيدمر ما حوله ليقبض علي معصمها يجذبها له بعنف وهو يقبض يده الاخري بقوه حتي ابيضت مفاصله


قال من بين اسنانه يحاول رد اهانتها له فقد سخرت منه وهي تقول انه يفعل هذا حتي يصتنع التضحيه و الرجوله : ومين قالك اني هجوزك عشانك ؟! انتي متهمنيش اصلاً..!


انا هجوزك عشان انقذ سمعه الشركه الي من سمعتي لو خبر زي ده انتشر انا هخسر كتير وانا مش هستني لحد ما ده يحصل عشان حضرتك بتقولي كلام مش فاهمه معناه ومش عارفه ازاي هتقدري عليهم وانتي مش عارفاهم حتي.. لكن انا مفيش حد يقدر يقف قدامي يبقا ميلزمنيش رأي حضرتك في الموضوع انا هنا بأمر وانتي تنفذي


ثم نفض يدها بعيدا يتركها غارقه في دموعها و توجه بخطوات واسعه وقد عماه الغضب يفتح الباب بعنف ويخرج وسط انظار كريمه ونور المصدومه ودموعهم ايضاً علي حال اسيل بعد ان قص عليهم محمود ما حدث


توجه سليم نحو باب المنزل يفتحه بعنف ويدعوا المأذون ومالك وكرم و نظر لوالدها في ترقب ليتقدم محمود بأسي الي الغرفه خلفهم وقد هربت دمعه حين رأي انهيار اسيل اما عن سليم فقد تهجم وجهه وظهر في عينه القسوه


دلفت كريمه مهروله خلفهم تضم اسيل بأسي والتي كانت ساكنه وقد اخذت تنظر امامها بشرود ودوعها تنسدل علي وجنتيها بدون كلمه تتذكر انها منذ بضع دقائق فقط كانت تجلس في غرفتها في هدوء تستعد للعشاء والان يعقد قرانها علي سليم التي لم تعد تعلم من هو؟!اهو حبيبها ام معذبها؟ ولكن في تلك الحالتين قد حزم الامر وها هي تري تشابك يده في يد والدها لتنتهي بهم ليلتهم وهي زوجـته رسـمياً..! 

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث والعشرون من رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة