-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الثالث والخمسون

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب إبراهيم والتي سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات والقصص الرائعة من قبل واليوم مع روايتها التى نالت مؤخرا شهرة كبيرة جدا على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثالث والخمسون من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الثالث والخمسون

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الثالث والخمسون

صعد رعد ومعه "رضوى" التي أصبحت الحلم الذي تحقق...ما أطيب العمر عندما يكن الحبيب هو صاحب النصيب...وأن الآت معـه...

دخل المصعد وهي معه...رغم أن بينهما اتفاق ولكنّ موجة التوتر تحوم بطرفاتها ورمقات عينيها...اختلس نظرة جانبية مبتسمة برضا تام...بنظرة حامدة لربه أنه تمنى فتحققت أمنيته...

تلك السمراء...لو تعرف كم تجذبه لسقطت بغرامه بجنون....لا يعرف أن احب السمار لأجلها أو أحبها لأنها سمراء !!

ولكنه يعرف أن شعوره نحوها مبهم ليس له أسباب ، أو أشياء ذاتها جعلته يحب...وأكثر ما يعرفه أنه يحب بجنون...

وقف المصعد عند أحد الطوابق فخرج منه رعد وأخذ بيديها ، يعرف أنها ترتجف ورفق بحيائها....

مضى في الممر المؤدي للغرفة وهي بجانبه...سؤال يتردد بعقلها على استحياء...ما التي ستأتِ بها الدقائق الآتية ؟

وما الذي يخطط له ؟

تعرف أنه يحترم وعوده...

ولكنه رجل !!

الرجال لا يكترثون كثيراً بالوعود عندما الأمر يقترب لرغبتهم...

خواطر سريعة تجمعت بمقدمة تفكيرها...جعلت ارتباكها يكاد يصل أن يجعلها تسقط مغشيـًا عليها....

فتح باب الغرفة المحجوزة مسبقاً...وعندما فتح باب الغرفة قصدت أن تبتعد عنه خطوة للأمام....لافته ألا يقترب...فهمها بهدوء غريب...وبضيق أخفاه حتى لا يُضيقها !!

كما يشعر باللهفة للقرب يريدها كذلك...هي زوجته...لا خطأ أن تشعره بذلك...ولكنه تفهم موقفها فبجميع الأحوال هكذا الفتاة بأول يوم....لا بأس

سينتظر.....

دخل الغرفة خلفها وأغلق الباب....صوت أغلاق الباب بدا حــاد !! رغم أنه صوته طبيعيا !! ولكن أنفراده بها عبأ الهواء بالتوتر...وشيء من الخصوصية..

تجنبت النظر إليه تمامـًا حتى أقترب ٱليـها بنظرة مبتسمة...هادئة ،تبعث الراحة والهدوء....لو كان قصد ذلك فنجح في مقصده...طافت ابتسامة خفيفة على ثغرها دون أن تدري...أراد أن يبدأ حياته معها بالصلاة...فمرت دقائق حتى انتهيا من قضاء ركعتين قالوا فيها ما يتمنى القلب أن يتحقق....نهضت واتجهت للغرفة حتى تبدل ملابسها فتركها تذهب....


بداخل الغرفة وقفت بمنتصف المكان...لا تصدق أنها وافقت على الاقتران به...لا تصدق أنها ترتدي الأبيض !! شعرت أنها بحلم والأغرب أن الحلم لم يضيق قلبها بل أنشرح له القلب وابتسم !!

انتبهت لدخوله الغرفة فاستدارت بنظرة متوترة وهي تبتلع ريقها بتلعثم...

اقترب رعد أكثر بابتسامة جميلة وقال :-

_ مبروك يا رضوى...أنا مبسوط أوي ، وراضي أوي

تبدل توترها لخجل شديد ونظرت للأسفل بحياء...جذبها إليه عنوة ، كانت يديه قبضتها تملكية ، وبذات الوقت كالربته الرقيقة !!

نظرت له بأعين متسعة ودهشة فأقترب وقبّل خدها برقة شديدة ، وقبس من حنان بثه بشعورها...لافته تخبرها دون حديث أنه سيكن ابعد ما يكون عن القسوة....ورغم انها تفاجئت بفعلته ولكنه عندما ابتعد قليلا ونظر لعينيها بعمق ومحبة ظاهرة قال بهمس :-

_ أنا عارف أن أنتِ خايفة ، اتفاقي معاكِ مش هخلفه ، بس اللي بطلبه منك وبتمناه....أنك ما تضيعيش وقت كتير في الخوف...لأني محتاجلك

حديثه الهامس...نظرات عينيه القوية الصريحة والعطوفة ، ونبرة الاصرار بصوته تخبرها أنه صادق....

قبّل رأسها بقبلة طويلة صاحبت تنهيدة سريعة ونظر لها مبتسما بسعادة :-

_ أول مرة أحس بحياتي وأني عايش....وجودك معايا فرق كتير أوي

التهب وجهها بحمرة شديدة بينما ابتعد بتلك الابتسامة وقال :-

_ هستناكِ برا عشان نتعشى مع بعض

تبدو خطواته في البُعد وكأنه تريد القرب مجددًا ، ولكنه خرج من الغرفة وتركها تقف كالتمثال بلا حركة!!

رغم ما اتفقا عليه ولكنها خشيت أن ينكث وعده...اظهر لطفا أكثر مما توقعت....ابتسمت بالتدريج ، وباطمئنان


مر بعض الوقت حتى خرجت من الغرفة الملحقة بالجناح وهي ترتدي "بچامة " ببنطال قصير تشبه في طلتها الأطفال....وشعرها المصفوف بعناية ويتخلله بعض الخصل المصبوغة ويسترسل على كتفيها

نظر اليها بابتسامة اتسعت كلما اقتربت....كانت تنظر له بحياء حتى قالت بعبوس وهي تقف أمامه :- الشنط مقفولة عشان السفر بكرة ، مكنش في غير البچامة دي و____

طافت نظرة ماكرة بعينيه وهو يعلم ما لم تستطع قوله فابتسم قائلا وتظاهر بعدم المعرفة :- وإيه ؟

انكمش حاجبيها بحرج فأطلق ضحكة مرحة وجذب يديها حتى تجلس...جلست بجانبه حول المائدة المعدة لهم خصيصا وقال بمكر :-

_ خلاص ما تتكسفيش كده حصل خير ، بس أنتِ بيبي أوي بالبچامة دي

نظرت له بعبوس رغم أنها أخفت ضحكتها فضحك هو أكثر على عبوسها....ثم أشار لها لتأكل معه وتشاركه الطعام....


********

**بغرفة آسر **

وقف أمامها وهي تنظر للأسفل بتوتر شديد....كانت القسوة تعتلي ملامحه ، والتشوش يبعثر بقاع التركيز....قال بأمر وحدة :-

_ مش هنقعد هنا في الفندق ، عايز ابعد عن هنا ، غيري هدومك عشان هنسافر اسكندرية دلوقتي

رفعت نظرتها اليه بدهشة ورددت :- هنسافر دلوقتي !!

أجاب بعصبية :-

_ على ما تغيري هدومك هكون كلمت الفندق وقدمت الحجز...

تحرك من أمامها باتجاه الهاتف فزفرت وهي تعلم أن الطريق لم يكن خاليا من الأشواك معه....ولكنها تعرف أنه سيعود حبيبا من جديد....وبأقرب وقت....يفعل ما يفعل....يقسو مثلنا يريد ، ستظل بجواره حتى يطمئن قلبه....ابتسمت بمحبة وهي تراه يتحدث بالهاتف.....

مايهم في الأمر أنها الآن زوجته....مثلما تمنت دائمــًا.....

دلفت للغرفة القريبة وأخذت وقتٍ ما يقرب من النصف ساعة حتى انتهت من ارتداء ملابس أخرى مناسبة للخروج....

خرجت من الغرفة ولا يبدو عليها أي ملامح للضيق بل وكأنها تستعد للمرح فنظر لها بتعجب وعصبية قائلًا :-

_ اظاهر أن مافيش حاجة فارقة معاكِ !!!

اقتربت له عدة خطوات ، الخطوة الأخيرة اربكت عينيه واظهرت لهفته قليلا وجعلته يبتلع ريقه بتوتر.....ابتسمت بحنان وأجابت :-

_ وهيفرق معايا إيه وأنت جانبي ؟! طالما معاك مش خايفة

تطلع بها بنظرة طويلة...عاتبة ، غاضبة ، بكل كل شيء وعكسه وقال :-

_ مش عارف افهمك !!

رفعت حاجبيها بابتسامة مرحة وقالت :-

_ مسيرك تفهمني...وبصراحة بقى أنا فرفوشة ومابحبش أزعل ، أو قررت أني ما ازعلش تاني...حظك أنك اتجوزت واحدة مجنونة !!

ارفقت حديثه بابتسامة واسعة فابتعد عنها بتلك النظرات الغاضبة التي لم تتغير ولكنها تعرف أنه يهرب من أمر قلبه....

توجه لباب الغرفة وكاد أن يخرج حتى ركضت اليه وتمسكت بيديه قائلة بابتسامة :-

_ ماتنساش أني مراتك بقى وكده ، بينا على اسكنـــــدرية

اغتاظ من مرحها وابتسامتها هذه رغم أن بداخله شيء يبتسم....

خرجت معه من الجناح بينما دلف أحد العاملين لنقل الحقائب للأسفل....

********

وقف جـاسر أمام باب شقته ونظر لها بنظرة ماكرة وقال :-

_ ممكن أبقى رخم وغتت واطلب طلب عارف انه مش من حقي ولأني قليل الأدب هطلبه...

التفتت له جميلة بملامح جامدة وقالت :- طلب إيـه ؟!

طافت ابتسامة مرحة على شفتيه وقال :- هفتح الباب واشيلك...اشمعنى أنتِ شيلتيني الهم ؟!

ثبتت حتى لا تبتسم فأجابته بثبات :- مهم يعني الموضوع ده ؟!

هز رأسه بتأكيد ونظرة خبيثة :- أوي أوي

انسحبت نظرتها من جهته وهزت رأسها بموافقة مع نظرات جادة.....

ابتسامته ماكرة لا تخفي نوايـاه حتى فتح الباب وحملها بين ذراعيه قائلًا :- أنتِ تقلتي من التورته ولا إيـه ؟!

لكمته على صدره بخفة وهي تكتم ضحكتها......

وضعها على الأرض أمام باب غرفة النوم ثم فتح باب الغرفة قائلًا بتلك الابتسامة الماكرة التي وترتها :-

_ غيري هدومك يا جميلة.....هحضرلك العشا ياروحي

توجهت جميلة وهي تحمل فستان زفافها كي تستطيع الحركة بسهولة ورمقته بنظرة جانبية وقالت :- طريقتك مش مريحاني !!

قال بابتسامته المستفزة :- ولا أنا كمان مرتاحلي.

اسرعت لداخل الغرفة فاتسعت ابتسامته متمتما ببعض الكلمات واتجه للطعام المعد خصيصا من الجدة حميدة ومرتب على مائدة الطعام.....


مرت دقائق كثيرة وخرجت جميلة من الغرفة وهي ترتدي إسدال الصلاة ومضت فترة كبيرة حتى استطاعت أن تفتح سحابة رداء زفافها وبدا الأمر للحظات شبه مستحيل حتى استطاعت أخيرًا....

انتهى جاسر من إعداد المائدة حتى انتبه لأقترابها فنظر اليها في غيظ واقترب لها عندما وقفت.....وقف أمامها بثبات ث مدار حولها بنظرة متفحصة لما ترتديه حتى وقف أمامها مجددًا وقال :-

_ هو حلو وكل حاجة بس أنتِ جاية تتوبي النهاردة ؟!

قالت بعدم اهتمام :- اتعودت اقعد كده

هز رأسه بموافقة مرغما وقال :- طب تعالي نصلي....انا مستنيكي من بدري عشان....نصلي

تعجبت وقالت :- هو أنت بتصلي ؟!

أجابها بغيظ :- ليـه هو أنا مُلحد ؟!

كتمت ابتسامتها وقالت :- خلاص يلا...


بعد الأنتهاء....وقف جاسر قائلًا :-

_ العشا مستنينا بس هغير هدومي واجيلك....

توجه للغرفة وهو يدندن :- اسبقني يا قلبي اسبقني ، على الجنة الحلوة اسبقني، اسبقني وقول لحبيبي....

استدار خلفه وغمز بابتسامة واسعة :- أنا جاي على طول يا حبيبي...

اسرعت جميلة بتوتر ظهر بقوة على عينيها فارتفعت ضحكته بمرح..... *************

خرج بعد دقائق وقد ارتدي رداء رياضي باللون الأسود بدا فيه وسيما للغاية...تجنبت جميلة النظر اليـه بشدة.....

جلسوا سويـًا حول مائدة الطعام فلاحظ أنها تبتعد عنه بمقعد فارغ....قال بقوة :- تعالي اقعدي جانبي...ده بعد اذنك يعني

نظرت له بضيق وقالت :- ليـه ؟!

أجاب :- اكليني

جميلة بسخرية :- ليه طفل ؟!

هز رأسه وعادت ابتسامته الماكرة واكد :- آه

هتفت :- ياريت نتعشى من سكات !!

رمقها بغيظ ومرت لحظات حتى نهضت جميلة وقالت :-

شيل الأكل بعد أذنك....انا عروسة بقى ولسه مخدتش على الشقة وكده

قال بسخرية :- مخدتيش على الشقة !! هو مش ده كان المكتب !!

قالت وهي تبتعد عنه :- في فرق طبعــًـا !!

قال بمراوغة :- أنتِ صح....كل كلامك صح وأنا بستفيد منك

نهض سريعا ودلف خلفها للغرفة قبل أن تغلق بابها وقال ناظرا للغرفة وحاول أن يبعد تفكيرها عن وجوده :-

_ يـــاه...شقتي وحشتني...عارفة يا جميلة.....

نظرت جميلة ليده المحاوطة كتفها فابتعدت عنه بعصبية وقالت :-

_ أنت بتعمل ايه هنا مش احنا اتفقنا !

جاسر بابتسامة واسعة :- اتفقنا على إيه ؟!

صاحت جميلة بغيظ :- أنت نسيت كلامك ليا وأنك هتصبر لحد ما أثق فيك تاني ؟!

أجاب بضحكة :- مش فاكر

شهقت من الصدمة....ثم ضيقت عينيها بغضب شديد وأشارت له بتحذير :-

_ ابعد احسنلك بدل ما أصوت والم الناس عليك...وبعدين أنت ليه غاوي كدب !! ماينفعش مرة تصدق في كلامك معايا ولا لازم اتصدم فيك ؟!

تبدلت نظراته للغيظ وقال بعد صمت دام لدقيقة :-

_اوك....هسيبك النهاردة ترتاحي....ماتاخديش على كده ها عشان انا عصبي وبتنرفز بسرعة...

عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت :-

_ أخرج بقى عشان عايزة اتخمد ، مش كفاية مصدعني طول الفرح ومبطلتش رقص وضحك !!

جاسر بسخرية :- أنا أسف أني كنت فرحان يا كوكب الدموع ، يا مأساة حياتي ! وبعدين أخرج ده ايه ؟! دي أوضتي وأنتِ مراتي !!

جميلة بعصبية :- يعني ايه ؟!

اقترب جاسر للفراش بابتسامة مستفزة وتمدد بطوله على الفراش وقال بثقة :- يعني مش خارج ! مكنش من ضمن اتفاقنا أني أنام في الصالة ! ممكن تسمعيلي بنود الاتفاقية ؟

توجهت للباب وقالت بعصبية :-

_ أنا اللي هطلع ، خليك في أوضتك حبيبتك اشبع بيها

نهض سريعا وأسرع اليها جاذبا اياها من معصمها الى صدره وقال بابتسامة مستفزة :- وربنا أنتِ اللي حبيبتي

حاولت التملص من قبضته بعصبية فقال متلذذا بغضبها :-

_ وأنا مايرضنيش أن مراتي حبيبتي تنام في الصالة ، اغور أنا في داهية بس المهم راحتك....شوفتي أنا طيب أزاي ؟

ابتعدت عنه وقالت بسخرية :- طيبتك تتبروز على جدران الشقة ، وربنا شقتك بحس أنها خبيثة شبهك...الوانها غريبة كده زي ما نكون في كباريه !

جاسر بضحكة :- ايوة ما أنا اللي مختار الألوان دي لأجل البعيدة تحس لكن هقول ايه.....اتجوزت باندا !!

رمقته بغيظ فكرر كلمته بضحكة استفزتها :- يا بااااندا

جميلة بتعجب :- شيفاك مبسوط رغم كل شيء !!

جاسر بضحكة عالية :- مبتسم رغم الاعاقة...الجوازة دي زي الست اللي رايحة تولد لقت نفسها عندها الزايدة !!

بقولك ايه أنتِ هتنامي بالاسدال ده ؟!

أجابت بثقة :- آه

رمقها بغيظ وقال :- ليه بتقابلي الملايكة في الحلم !

أشارت له ليخرج حتى ابتعد عدة خطوات والتفت لها قائلا :-

_ لو احتاجتي أي حاجة اندهي وقولي يا تايسون ، انا جوزك يعني ابو تيم وجنى

جميلة باستغراب :- مين دول ؟!

دلف جاسر مجددا ووضع يده على كتفها شارحا :- عيالنا ياروحي...تعالي احكيلك عنهم...

كانت يتحرك باتجاه الفراش فنفضت يده بعيدا وهتفت بغيظ :-

_ كفاية بقى وسيبني....اطلع برا لو سمحت

جاسر بغيظ :- بيعجبني فيكِ رقتك وطيبة قلبك !! يابحر الرومانسية يا ليالي الهنا !

رماها بنظرة مغتاظة ثم خرج من الغرفة وأغلق الباب خلفه....تسمرت جميلة عدة ثوان حتى كتمت ضحكة عالية كادت أن تفلت منها....

**********

دلفت رضوى لغرفة النوم وكاد رعد أن يغلق ضوء الغرفة ويتركها تخلد للنوم حتى هتفت برفض :- لأ سيب النور مفتوح

تعجب قائلا :- هتنامي والنور مفتوح !!

تردد في الافصاح عن هذا الأمر....تلعثمت بنظرة متهربة من عينيه وقالت :-

_ بصراحة بخاف أنام والنور مقفول.....ومش متعودة أنام لوحدي...كنا أنا والبنات بنام في أوضة واحدة ومكنتش بخاف

طافت نظرة حنان بعينيه حتى دلف للغرفة وترك بابها مفتوح ولكنه اغلق الضوء تاركا ضوء الممر الخارجي ينير بعض الشيء....

قالت بصوت متوتر :- ايه !!

تمدد بجانبها قائلا بحنان :- نامي يارضوى انا جانبك ، ماتخافيش

تسمرت للحظات برعشة وقلق وكادت أن تقل شيء حتى جذب يدها فسقط رأسها على صدره....

وضع يده على رأسها بربته حنونة وقال بنبرة مرحة :-

_ اعتبريني جدتك وهحكيلك حدوته....

لم تعرف لما ابتسمت واطمأنت...لم تبدي أي اعتراض أو رفض....لم تشعر بشيء سوى الاطمئنان والابتسامة التي غزت ثغرها.....

وضعت رأسها بهدوء تام وقالت بابتسامة :- ماشي ، احكيلي حدوته

تنهد براحة.....أول الطريق ربح آمان...هناك عشق أتي.

*****

وكل لحظة تمر على القلوب وهي تنعم بالحب تُعد عمراً آخر بالحياة....

وقلب الأربعيني لم يغفل عن أحلام عينيها الوردية....

نجمات لياليها تضيء عتمته وأنارت وحدته....كأنه أمير المملكة وأتت حبيبته بموكبها على هودج السعادة ، والحب....مهما مر من عثرات ستكن هي رفيق الطريق...

وقف أمام باب الشرفة بعدما بدل ملابسـه.....ساهم ، شارد ، ولكنه مبتسم رغم ذلك....

المـال بيديه لم يفكك عقد ، أو يرفع الأذى عن طريق صغاره...المال لا يفعل أي شيء سوى أنه يُزيد مخاوفنا خوف لفقدانه !!

ولم يجعله المال سعيدا...بل قضى تعاسته برفاهية لا أكثر....بينما كل شيء بالحب الصادق يصبح ممكن !!

لا تجتمع الألام والتعاسة بالحب مثلما لا تجتمع الملائكة والشياطين....انتبه أن ضوء الغرفة انخفض لتصبح الغرفة تغط في ظلمة عميقة...باستثناء ضوء القمر المطل أمام عينيه....

توجهت إليـه برداء نومها الحريري وكأنه الملجأ من كل شيء بالحياة ، احتضنت ظهره برقة وقوة معاً....رقة الأنوثة وقوة البقاء....وكأنت لمستها وكأنها تخبر الكون.....وأني أهدي الفراق الهجر وما تبقى من دموع....

ابتسم وهو يرفع يديه القوية ويلمس يديها على صدره....شعر بإرتعاش أناملها على غير العادة.....هناك شيء !!

سحب يديها حتى أصبحت بين ذراعيه ورأسها على صدره قائلًا بهمس :-

_ إيه اللي مخوفك ؟

ابتسمت بمحبة تتمايل ميلًا عظيماً على قلبهـا ، ونبضها ، وما تبقى من عمرهـا...أجابت بنبرة ظهرت مرتعشة :-

_ ساعات كتير بحس أنك حلم ، وأني هفوق ودموعي مالية عنيا وخايفة ، اظاهر أني بقيت بخاف أفرح....أو يمكن خايفة تبعد ! اوعى تسيبني مهما عملت...خليك باقي عليـا

ضمها إليه أكثر ولم يعرف لماذا مع عشقه الهائل لها يتخلل بعض اللحظات التي يشعر وكأنها طفلته الصغيرة !! قال بصوتٍ تعمد هدوئه :-

_ البقاء اختيار...في عز الألم بنشوف الأفرب لقلوبنا ونسلم أوجاعنا في كام دمعة..بنشوف الحياة في كلمة حلوة ونظرة حب بتتكلم من غير ولا كلمة....كام مرة قولتلك بحبك ؟

رفعت رأسها اليه بنظرة مبتسمة وقالت :- ده فخ ؟!

ابتسم بمحبة ورفع يديه ومررها على شعرها برقة متناهية وقال :-

_ معرفتيش تجاوبي ، لأني أنا نفسي معرفش الأجابة ، بس اللي أعرفه أن كل نظرة ليكِ بقولها الف مرة من غير ما تعرفي...

للي بابتسامة عذبة :-

_ هو كان لازم اتبهدل واتوجع في حياتي كتير عشان اقابلك ؟! كان نفسي اقابلك وأنا لسه بنوته بضفاير !!

تنهد وجيه براحة ورضا ثم أجاب بهدوء وابتسامة :-

_ الفرحة لو مجتش بعد تعب مش هنحس بيها ، أنا راضي جدًا عن قدري ونصيبي....راضي أن القدر اختارلي احسن وقت هكون فيه كل حاجة ليكِ.

الأختيار السليم مالوش عمر....والناس الصح ممكن نقابلهم في آخر لحظات حياتنا....مش مهم امتى اللقاء....المهم أننا يكون لينا نثيب نقابلهم....

وضعت رأسها على صدره بابتسامة وقالت :-

_ ساعات بنادي عليك عشان ترد عليا واتأكد أني مش بحلم...

قبل رأسها بقبلة طويلة ثم قال وهي بين ذراعيه:-

_ البقاء مش أني أقول أنا موجود....البقاء احسسك أني موجود.....وتفضل كل المشاكل بقلوب المحبين قليلة...إلا الفراق...

*********

شهد الليل صوت الطيور المحلقة تسبح رب العالمين....وفي الطريق إلى الأسكندرية كانت سيارة تدق الطريق سيراً.....

لفح الهواء وجهها مرارا حتى شعرت بثقل رأسها وبدأت عينيها تُغلق من حين لآخر رغماً عنها.....ودقائق أخرى حتى سندت رأسها على كتفه وتاهت بغفوة....لم يضيق من ثقل رأسها بل ضاق من ثقل هذا الألم على قلبه....زوجته ولكن هناك شيء يفرق بينهما....يشعره أنها ليست له ، يؤلمه بقوة قاتله....وقفت السيارة فجأة....انتبه آسر لذلك وتسأل في ضيق :-

_ حصل إيـه ؟!!

خرج السائق من السبارة بتأفف ونفاذ صبر وأحاب :-

_ مش عارف يا بيه ، استنى أشوف المشكلة فين...

تفحص السائق إيطار السيارة ولكنه لم يجد بهم أي خلل !! فتح صندوق السيارة الخلفي ودقق النظر في الموتور تحت ضوء كشاف هاتفه الصغير....لاحظ وجود قطع بأحد الأسلاك الداخلية فقال بدهشة :-

_ العربية كانت سليمة !! كده عايزة ميكانيكي !

كاد أن يخرج آسر من السيارة ولكنه انتبه للنائمه ورأسها على كتفه فأزاح رأسها على المقعد بهدوء ثم خرج من السيارة بعصبية....قال للسائق :-

_ وهنجيب ميكانيكي منين في الوقت ده وفي المكان ده ؟!! احنا على الصحراوي !

رد السائق بنظرة المدرك والملم بالأمر وقال :- ما تقلقش ، أنا شغلي كله على الطريق ده وعارف مداخله....خليكم هنا وساعة بالكتير وارجعلكم...

اتجه السائق لمقعد القيادة وأخذ محفظة نقوده منها ثم أشار له بالوداع المؤقت.....

تأفف آسر من الأمر وتملكته العصبية للحظات وهو يرى السائق يبتعد ويتركهم بهذا المكان الذي وكأنه مهجور من كل شيء....حتى السيارات وكأنه أخذت طريق آخر بعيدا عن هنا.....

عاد لداخل السيارة التي كانت مضاءة بضوء أزرق خفيف...بالكاد يرى ملامحها النائمة بجانبه....انتبه لرعشة جسدها من لفحات الهواء المطلة من النافذة بجانبها....رق قلبه بشوق عنيف لضمها بأكثر ما بقوته....خلع سترته السوداء ثم اقترب اليها ليس لشيء بل كي يغلق النافذة المفتوحة بجانبها حتى فتحت عينيها بارتباك شديد وهي ترى هذا القرب....نظر لها بتوتر وصحح الأمر قائلا بتلعثم :-

_ كنت بقفل أزاز العربية

هرب بعينيه اتجاه النافذة لتبتسم هي رغما عنها.....ارتباكه وتوتره بدد خجلها بل وكأنه خجل اكثر منها.....خاطرة جعلتها تبتسم أكثر....

أغلق النافذة بالكاد وأزاح الستارة القطنية أمام الزجاج بينما دقات قلبيهما تتسارع بقوة.....انتهى ونظر اليها عن قرب شديدة الخطورة :- البسي چاكت البدلة

هزت رأسها برفض وأجابت :- هتاخد برد

صمم بحدة :- اعملي اللي بقولك عليـه !!

صمتت واغلقت عينيها ولم تنصاع له حتى جذبها اليه كي يضع السترة السوداء على كتفيها ولكن هذا القرب أصبح مدمرا لأعصابه....انتفضت من الخجل وتوترت عينيها تحت نظرته المتعمة بتفاصيل وجهها ببطء...

وضع السترة على كتفيها ببطء كأنه متعمد !! وكأنه كره الابتعاد حتى دثرها بسترته السوداء التي بدت كبيرة الحجم عليها بدرجة مضحكة...ولكن عينيه لم تترك ملامح وجهها الحبيب....لم يدرك قوة عشقه أكثر من الآن....ولم يدرك كم الشوق الهائل لقربها أكثر من الآن.....نظر لها مليًا....ومرت دقيقتان فقط وقد قطف فيهما بعض ثمار الحب من حقه كزوج.....لم يندم ولكنه استضعف نفسه أمامها.....ابتعد عنها بنظرات نارية وخرج من السيارة بعصبية.....

ابتلع سما ريقها وهي تنتفض خجلاً....ما كانت تستطيع أن تنظر اليه لولا أنه تركها بهذه العصبية.....غضبت منه وعليه....خرجت من السيارة وتتبعت خطواته حيث يقف....وقفت خلفه وقالت :-

_ نفسي تصدقني....خالد كداب ،والله العظيم كداب ، أنا عمري ما حبيته ولا حاولت اوصله حتى أني معجبة بيه.....اسمعني زي ما سمعته

استدار بحركة عصبية وغاضبة.....وقفت أمامه ولا تعرف اكانت تترك لقلبها قبسٍ من أمل يخفق أم توصم على القلب بالفراق !...وإذ كان الزواج أقوى مواثيق البقاء...فكيف يصلح جسراً للفراق..

أطرفت عينيها بجمود وهي تتهرب من عيناه القاسية وتساءلت بنفسها...إذا كان الاتفاق قبل به الطرفين لما عليه التردد!! التراجع والقرب ! الشوق والكبرياء... ربما لإيلامها !

قال آسر بحدة يختبأ خلفها شيء يئز غليان:-

_خليكي فاكرة أن جوازنا ده مؤقتاً...امضا على ورقة ومسيرها تنتهي...يعني مالكيش عندي أي واجبات أو حقوق.

قابلته سما بنفس نظرته القاسية وادها العتاب قسوة...ولكن سبق حديثها يد غريبة القت بشيء حاد على رأس آسر من الخلف افقدته الوعي !!

اتسعت عينيها بفزع وصرخت بصوتٍ عالِ ولكن أشهر خالد سلاحه بوجهها كي تصمت


**********

طل الصباح بضحكة مشرقة من شمس يوم جديد...

كادت أن تتململ جميلة في فراشها بكسل ولكنها لم تستطع بسبب ذلك الذي يحجز الطريق أي حرية للحركة....فتحت عينيها على أخرهم عندما رأت عينان تنظران لها عن قرب....صرخت بزعر حقيقي حتى انتبهت انه هو.....ابتسم ابتسامة واسعة وقال بهدوء :-

_ صباح الخير

دفعته بغيظ وهي تعتدل بدقات قلب متسارعة والتفتت له بعصبية هاتفة :- أنت تاني ! في حد يبرأ لحد كده وهو نايم ؟! رعبتني !!

قال جاسر بسخرية :- بقى وشي يرعب بذمتك ! تفاحة آدم والدقن دي اللي دوخت نص بنات مصر ترعب يا سالمون!

زمت شفتيها بغيظ وحاولت أن تتحكم بأعصابها فتطلعت به بحدة قائلة :- أنت بتعمل ايه هنا ؟ وجانبي بالتحديد

نظر لها بمكر وأجاب بابتسامة :- بصراح بقى...كنت بحاول أبوسك

شهقت جميلة من جرأته وظلت تحدق به للحظات ثم صاحت :- يا قليل الأدب....أنت جاتلك الجرأة تكلمني كده ؟!

اعتدل جاسر بجانبها ورمقها بغيظ وهتف :- يعني هي المحاولة نجحت !! أنا أول مرة أفشل !! أول مرة أحس أني.....إيــــه !

اتسعت عين جميلة بذهول من جملته حتى ادرك ما قاله ونظر لها بتوتر وصحح جملته :- أقصد يعني أن الفشل مكنش يعرفني في أي حاجة...هو مين يا جميلة في الحياة دي ما اتولدش بريء ؟!

دفعته بعصبية حتى ينهض من الفراش فنهض بنظرة مرحة قائلًا :-

_ طلبت الفطار يجيلنا ، هأكلك بإيدي

جميلة بسخرية :- وأنت هتاكل بإيه ؟!

جاسر بمكر :- طالما أنتِ كلتي أنا تمام....شبعت

تابعت جميلة سخريتها :- يا حنين !! مش عايزة أفطر ولو سمحت سيبني

ضيق عينيه عليها للحظات وكادت أن تتمدد مرة أخرى على الفراش فجذبها بعنف لتقف أمامه.....لم تستطع مجابهة قوته حتى سجن يديه بقبضتيه خلف ظهرها وفال بتحذير ونظرات جدية لا سبيل للمرح فيها :-

_ أنا لحد دلوقتي هادي وما اتعصبتش بس ما تفتكريش أني مش هقدر عليكِ !! ، لكن مش عايز اعاملك بالطريقة دي !!


نظرت للأسفل وادمعت عينيها وبدأت تبكِ....ارتخت قبضته على يديها عندما انتبه لعبراتها ثم رفع ذقنها لأعلى حتى تنظر له....قال بنظرة حنونة :-

_ لو تفكري شوية هتلاقي أن قراري بسرعة الجواز كان الصح ، وطريقتك دي غلط وحرام ، ومش ده الحل اللي هيخليكي تثقي فيا تاني !!

قالت بعتاب ودموع :-

_طب وثقتي اللي اتكسرت فيك ! فرحتي اللي مش لقياها !! وكلمة موافقة اللي اتجبرت عليها !! لو عايز تاخدني بكل اللي جوايا ده مش همنعك ، لو ده بس اللي يهمك يبقى كان عندي حق لما كنت هبعد....المشكلة دلوقتي بينا مابقتش فرصة اديهالك....المشكلة أن ثقتي أنك هتتغير عشاني ادمرت لما خونتني...أنت كسرتني وبتلومني لأني مش قادرة أقف !

قالت بصدق نبع من قلبه :-

_ أنا بحبك...وعارف ومتأكد أن هيجي اليوم اللي اكون فيه زي ما بتتمني ، وحاسس أنه قريب كمان ، بس مع ده كله أنا محتاجلك.

ابتلعت ريقها بقوة.....بألم ، هو لا يدرك أن كلماته تؤلمها بحدة ، قالت بعذاب :-

_ وأنا محتاجة وقت...مش هقدر اكون معاك وقدام عنيا لسه خيانتك حية !! فكر فيا زي ما بتفكر في نفسك

ابتعدت خطوات واتجهت للمرحاض حتى تغسل وجهها من الدموع....وقف جاسر ومرر يده على رأسه بضيق وينعت نفسه تارة وتارة أخرى يعطيها العذر....

*********


غردت الطيور على زجاج نافذة الغرفة.....صاح النسيم بأنشودة رقيقة مرت على القلب حالمة....وبشاعرية وعذوبة....

فتحت حميدة عينيه ببطء وكسل....زارت الابتسامة شفتيها بتردد...وخجل شديد احمر له وجنتيها.....لم عقلها ذكرها بما حدث وجدد منابع الحياء بها !!

لطالما عهدته هادئا مرحاً....طفلًا كبير أحيانًا ولكن يبدو أنه أكثر من ذلك بكثير....حتى أنها للحظات تفاجئت بجرأته !! ساذجة !!

ابتسمت بسخرية لنفسها ، لا يوجد رجل كما تخيلت وظنت ببراءة....ومع هذا وضعها بعالما اجمل مما تخيلته ، به كل شيء ونقيضه....ابتسمت مرة أخرى حتى تفاجئت أنه مضجع على جانبه الأيمن بإتجاهها وتعلو ملامحه ابتسامة جميلة....عاشقة تبدو ، ونظرات تسهم محبة خالصة....

ارتبكت بحياء وهربت نظرتها ثم اعتدلت لتنهض....جذبها من يدها اليه حتى اقترب منه....اعطاها أحدى اجمل نظراته عشق....ثم قبّل رأسها بحنان.....لم تكن المرة الأولى التي يقبّل رأسها منذ الأمس....قال بهمس ورقة:-

_ كنت عارف أنه هيكون أجمل يوم بعمري....صباحك عمري ياعمري..

اطرفت عينيها بحياء واسدلت نظرتها اتجاه آخر....حاوط شعرها الغجري جوانب وجهها....رفع شعرها لجهة واحدة وقال يوسف بابتسامة :-

_ متخبيش عنيكي عني ، بصيلي واتكسفي...

للحظات ظنت أنها تمر بخلم تمناه قلبها لسنوات....نظرت له للحظة لتتأكد أنه واقع....أنه حقيقة...فربما يكن حلم وتستيقظ غريبة مرة أخرى!!

مرت بنظرات أيامها الماضية...دموعها التي ظرفتها خوفا من الفراق...وظن أنها تحب من طرف واحد !

أن يكن يحبها لهذه الدرجة فهذا أكثر بكثير مما يستطيع قلبها تحمله....قالت بخجل وتلعثم وابتسامة مترددة:- بتحب تكسفني !

اجابها بنظرة متسلية :- بحبك مكسوفة مني

تدرجت نظرتها حتى وقعت على عينيه التي تحولت للمكر الشديد.....لم تستطع اطالة النظر فابتعدت عنه وتوجهت لمرحاض الغرفة بنظرات أفرب للهروب من عينيه....

اتسعت ابتسامته بسعادة لم يشعر بمثلها يوماً.....وأن الحق كان معها في عدم قربه لها بالسابق ولو بكلمة.....فكل شيء له آوان شرعه الله بحكمته....فحمد الله في قلبه.....حمدا كثيراً

***********

وقفت رضوى أمام المرآة بعدما أيقظها رعد مبكراً.....انتهى من ارتداء ملابسه بينما هي وقفت عاجزة عن غلق سحابة ردائها المحتشم المناسب للسفر......رمقها بنظرة ماكرة وابتسم بخفاء.....توجه لها وقال بتعابير جادة :- تحبي اساعدك ؟

تلعثمت من التوتر ولكن يبدو أن هذا الخيار الوحيد فلا متسع للوقت كي تجد حلول أخرى....فهم حيرتها ووقف خلفها يصعد بسحاب الرداء حتى أغلقه بعد ثوانِ.....

ضغطت على أسنانها من التوتر واغلقت عينيها حتى انتهى....ضم كتفيها بابتسامة مشرقة وقال :-

_ مش عايزك تتكسفي مني...أنتِ مراتي ماتنسيش ده

ازدردت ريقها بتوتر طاف بأطرافها حتى هزت رأسها بموافقة....ولكن بحقيقة الأمر كانت تريده يبتعد حتى تستطع أن تلتقط أنفاسها.....شعر برجفتها فابتعد عنها بضحكة متسلية وقال :-

_ الطيارة فاضلها ساعتين....يلا بينا ياحبيبتي

استدارت رضوى وقالت بتعجب :- حبيبتك ! كنت فكراك قلتها امبارح عشان كان حوالينا ناس !

جذبها اليه بقوة ثم رفع أناملها لشفتيه قائلا برقة :-

_ هقولهالك على طول ولا تزعلي....رضوى....أنتِ في خطر حقيقي

قال ما قاله بنظرته الماكرة وفهمت مغزى جملته فابتعدت بارتباك واضح...ابتعد كاتما ضحكته وأخذ الحقائب لخارج الغرفة حتى يتركها تنهي استعدادها للسفر.....

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث والخمسون من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة