-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل السابع والخمسون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب إبراهيم والتي سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات والقصص الرائعة من قبل واليوم مع روايتها التى نالت مؤخرا شهرة كبيرة جدا على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السابع والخمسون من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل السابع والخمسون

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل السابع والخمسون

 بهذا اليوم...

جميع الأقنعة وكأنها هدمت ! هُشمت ، قوة التصنع هدرت من داخلها...ماذا تفعل ؟ أغلقت للي باب غرفتها بالقصر ثم توجهت هبوطا على الدرج نحو الحديقة...تريد أن تستنشق بعض الهواء الحر...

مضت عدة دقائق حتى كانت تسير بجانب المسبح بالحديقة.....بدأت الشمس على المغيب واقترب موعد عودة زوجها.....نظرت لتلألأ مياه المسبح التي شبهتها بدموعها المختنقة حتى تحررت العبرات من عينيها....فجأة شعرت بخطوات خلفها تقترب....شعرت بخوف شديد وهي تستدير حتى وجدت نفسها تنجذب من يديها إلى صدر عريض قوي....كانت تعرفه حق المعرفة فرفعت عينيها الدامعتين بالتدريج لتلتقي بعينيه المبتسمة بمرح ، قال وجيه بابتسامة :-

_ جيت بدري النهاردة مخصوص عشانك ، بما أنك النهاردة كمان ما غلستيش عليا وانا في الشغل زي عوايدك !! عندك يومين غياب.

قالها واتسعت ابتسامته بمرح ولكنها وضعت رأسها على قلبه بدموع وكأنها تستنجد بهذا الظن والشعور.....

شعر وجيه بشيء غامض بعينيها فربت على رأسها بحنان واختفت ابتسامته قليلًا وهو يقول :-

_ كده شكلك زعلانة أوي ، في إيه ؟!

كادت أن ترفع نظرتها وتخبره ، عن كل شيء ، وتلقي بهذا الثقل على قلبها ولكنها تجمدت...وما النتيجة أن اخبرته....ابتعدت قليًلا وبدلًا أن تعترف بالحقيقة تظاهرت بالعصبية....قالت :-

_ في إيه يعني ؟! أنت بتزعلني وترجع تسألني في ايه ؟! ماينفعش تعرف من نفسك ؟

ابتلعت ريقها بمرارة وهي ترى نظرة الدهشة بعينيه ، قال بحيرة :-

_ أنا زعلتك ؟! امتى وعملت إيه ؟!

بأي شيء ستجيب !! كانت الاجابة صعبة ، وغير موجودة بالأساس...هربت نظرة عينيها لجهة أخرى وبدأت تخطو مبتعدة...تتبع وجيه ابتعادها بدهشة....

كأنها امرأة أخرى وليست حبيبته من تهتف هكذا ! لابد وأنه تصرف لدرجة فظة كي يجعلها تصل لهذه الدرجة من الغضب.....


********

دلفت لغرفتها وعلى وجهها أمارات البكاء...الحسرة والألم حتى شعرت بخطواته على بالممر الخارجي وهي تغلق الباب...لم تكن على استعداد لمواجهته...نظرت أمامها بحيرة شديدة ثم وقعت عينيها على المنشفة....اسرعت اليها وتوجهت لحمام الغرفة بخطوات سريعة.....

دلف وجيه للغرفة وشملت نظرته المكان بينما انتبه لباب الحمام وهو يُغلق ....دلف لغرفته بهدوء تحت نظرته المسلطة على باب الحمام وخلع سترته السوداء ثم رابطة العنق.....تزين بالهدوء ريثما تخرج ويفهم ما يحدث.....

ظلت للي مدة تصل للساعة ، بدأ ينفذ صبره بغيظ من تأخرها....والحيرة تتملك منه أكثر فأكثر حتى قرر أن يطرق باب الحمام ويأمرها بالخروج...ولكنها خرجت بعدما نهض من مقعده....

وقف ينظر لقطرات الماء المتساقطة من شعر رأسها...وذات الرداء الذي كانت ترتديه منذ وقت ....توجهت للي للمرآة بمحاولة تجنبه حتى اقترب نحوها وهو يعد أنفاسه بتريث ويحاول أن يتحكم بأعصابه....وقف خلفها وهي تمشط شعرها متسائلا بنبرة حازمة :-

_ ممكن أعرف عملت إيه زعلك كده ؟!

اختنقت الكلمات بفمها ولم تجد إجابة مناسبة ، تابعت تمشيط شعرها بحركات عصبية ثم ابتعدت قائلة :-

_ مافيش حاجة زعلتني

الاجابة الوحيدة التي احتاجتها هي الابتعاد عنه....تعجب من عدم اكتراثها ونبرتها الجافة....كادت أن تأوي للفراش وتخلد للنوم حتى جذب معصمها اليه....أخذ نفسا عميقا ثم نظر لعينيها التي تنظر له كالهرة المرتعبة منه خوفا......فرفق بها قائلا :-

_ مش طبعك ولا طريقتك !! ، هو احنا اتعودنا من أول يوم جواز أن حد فينا يسيب التاني ينام زعلان ؟! انا جيت بدري النهاردة مخصوص عشانك وكنت هعزمك على عشا برا ، تقومي تعملي كده !!

ازدردت ريقها بصعوبة....قالت وهي تنظر له بدموع :-

_ مش لازم نروح مكان معين ، بس عايزة اخرج واتمشى معاك لأطول فترة ، حاسة أني مخنوقة.

مرر أنامله على جانب وجهها برقة وقال بحنان :-

_ اللي أنتِ عايزاه هعمله ، بس مش عايز أشوف دموعك دي مرة تانية ، أنا مش فاهم أنتِ ايه اللي مزعلك بالضبط بس هسيب الموضوع ده لما تهدي الأول وبعدين أعرفه...جهزي نفسك

رماها بابتسامة ودودة ثم توجه لحمام الغرفة ليأخذ دشا سريع....

********

**بشقة جاسر**

ادى جاسر فرضه وانتهى بالتسبيح فابتسمت له جميلة بعدما اعدت طعام العشاء ونظمته على المائدة وقالت :- ياريت تكون دعيتلنا

تظاهر جاسر بالوقار وأجاب وهو يقترب لها :- اكيد يا زوجتي العزيزة...ربنا يحنن عقلك عليا

جلست جميلة على أحد المقاعد بالمائدة وأجابت بتعجب :-

_ يحنن عقلي !! مش كانت قلبي ؟!

جلس جاسر على رأس المائدة ثم أشار للمقعد القريب منه لتترك جميلة مقعدها وتجلس بجانبه ففعلت ذلك...أجاب على سؤالها بمكر :-

_ أه عقلك....عقلك قاسي عليا بس قلبك حنين حنية بنت جنية ...

جميلة بسخرية من نبرته الماكرة :-

_ وأنا اللي فكرتك توبت من خبثك ده ! لسه مصطلحاتك القديمة زي ما هي يا جاسورتي

ابتسم جاسر بمكر يطوف بعينيه وقال :- جاسورتك ! احلى حاجة أني أنا توبت وأنتِ انحرفتي....اوعي ترجعي تاني لكائن البطاطس اللي كنتي عليه الأول ابوس دماغك...

جميلة بثقة :-

_ لا أنا عارفة كويس امتى أبقى فرفوشة وامتى ابقى كائن البطاطس ، وعموما ما تقلقش طالما اتجوزنا هبقى فرفوشة بس...

غمز بابتسامة ماكرة فبدأت تتناول الطعام وأشارت له ليأكل.....


بعد الانتهاء من تناول الطعام جلسوا سويا أمام التلفاز فتنهد جاسر قائلا وهو يقبل يديها :-

_ عارفة يا جميلتي....الجواز طلع حلو اوي...أحلى من كل الفساد اللي كنت فيه....

تفاجئ جاسر بجميلة التي أخذت يده وضغطت بأسنانها بغيظ على باطن يده بعضة جعلت عينيه تتسع بعصبية فهتف :- يا عضااااضة !

نهضت وهي تهتف بعصبية أمامه :-

_ مليون مرة قولتلك ماتجيبش السيرة دي بتعصب !!

تحسس جاسر يده بضيق ثم نظر لها بعصبية ونهض....ركضت جميلة بخوف منه ولكنها هتفت بتحدي :- هفضل اعضك لحد ما تسكت عن الموضوع ده...

صر على أسنانه وهو يركض خلفها ويحاول القبض عليها فصاح :-

_ دي مش عضة انسانة ، لو قلتلك دي عضتك ايه هتزعلي....

وقفت جميلة خلف أحد المقاعد لاهثة من الركض واجابت بضحكة :-

_ ولا يهمني ، مش هتقدر تمسكني...


مرت دقائق من المطاردة حتى أصبحت جميلة بين يديه أسيرة بعدما استطاع الفوز.....وقفت أمامه بنظرة مغتاظة وعينيها على الأرض...وقف أمامها واخفى ضحكته فقال :-

_ ودلوقتي هتنفذي اللي هقولك عليه غصب عنك...

رفعت عينيها لعينها بغيظ وقالت :- يعني ايه ؟!

قال جاسر بصرامة :- الحكم الأول.....

قولي بحبك يا جاسر...

زمت شفتيها بعصبية ورددت الجملة بغيظ :- بحبك يا جاسر

هز جاسر رأسه برفض وقال :- لا ياروحي مش كده.....أنا عايزها بالكاتشب.....قولي بحبك يا جاسر بحنيه

قالت جميلة بعصبية :- بحبك يا جاسر بحنية !

ضيق عينيه بحدة فتوجست منه وقالت برقة رغما عنها :-

_ بحبك يا جاسر

ابتسم جاسر راضيا وتابع :- حلو....الحكم التاني....بعشقك ياروح قلبي وعنيا وتاج راسي..

جميلة بغيظ :- ده أنت قديم أوي !

قال بهدوء مستفز :- انا جاسر كلاسيك...قولي يلا

قالت بتحدي :- مش هقول....

أجاب ببساطة :- تبقي خسرتي...ما تتحدنيش تاني يا طفلة

رمقته جميلة بنظرة سريعة خبيثة....اقتربت منه وقالت برقة أكثر من العادة دون ضغوط :- طب هو أنا يعني لازم تجبرني أقولك بحبك ؟ ماينفعش أقولك بحبك وبعشقك من غير تحدي...

أجاب بابتسامة هامسة وشرد برقتها :-

_ لا طبعا ينفع ياروحي...

تابعت بصوت ناعم وهي تخفي ضحكة كادت أن تظهر على وجهها :-

_ بقى أنا كائن بطاطس يا جاسورتي ؟

هز جاسر رأسه بنفي واكد :- لأ طبعا أنا اللي غبي يا حبيبتي..

انخرطت بضحكة عالية وابتعدت عنها وهي تردد كلمته فنظر لها بغيظ شديد وبدأ يطاردها من جديد.....

***********


بالفندق....

وضع يوسف سماعة الهاتف الأرضي للجناح بعدما تلقى اتصال من موظف الاستعلامات يخبره بذهاب آسر وزوجته عقب انتهاء الزفاف....جلست حميدة بجانبه بعدما انتهت من تمشيط شعرها المبتل وقالت متسائلة :- مالك يا يوسف سرحان كده ؟

قال يوسف ببعض القلق :- آسر ساب الفندق بعد الفرح...لسه عارف دلوقتي !

شهقت حميدة بصدمة ثم قالت :- وساب سما هنا لوحدها ؟!

نفى يوسف الأمر وطمأنها :-

_ لأ اطمني...خدها معاه ، أن شاء الله يكونوا اتصالحوا

ربتت حميدة على كتفيه بابتسامة وقالت :-

_ طالما خدها معاه يبقى هيتصالحوا ، كده اتطمنت..

ترك يوسف كل شيء ونظر لها بعشق ثم تمدد على الأريكة ووضع رأسه على قدميها كالطفل الذي يريد التدلل...ابتسم لها بمحبة وقال :-

_طالما أنتٓ اتطمنتي أنا كده ارتحت...

مررت حميدة يدها على شعره الأسود بحنان وابتسامة محبة...وعلى قدر تمسكها بعدم التحدث كثيرا بفترة الخطوبة الا بأمور العمل على قدر فيض المشاعر والكلمات التي غمرته بها...يحتاجها وتعرف ذلك...

حتى نظرته المبتسمة براحة تامة تخبرها أنها لديه كل شيء...وكل الأمان والسكينة الذي فقدها....

*********

سانتوريني.......

بالكوخ الخشبي......أخرج رعد كاميرته الخاصة من الحقيبة وبدأ يتفحصها بدقة.....رمقته رضوى بتساؤل فقالت :-

_ أنت هتخرج ؟

هز رأسه بموافقة وقال :- آه...وقت الغروب جه....هاخد كام صورة كده وارجع ، تحبي تيجي معايا ؟

ظلت لحظات تفكر فقال بتشجيع :- مش هتندمي..

قالت متسائلة مرة أخرى :- هي المسابقة بتاعتك هتبدأ امتى ؟ مش شايفة أي حد بخصوص المسابقة ؟!

نظر لها نظرة طويلة ثم أجاب بهدوء :- لسه هتبتدي بعد اسبوعين ، نكون شبعنا فسح...هتيجي معايا ؟

ترددت قليلًا ثم أجابت بموافقة......احكمت حجاب رأسها جيدا ثم خرجت معه.....


على الرمال البركانية كانت تسير بجانبه بينما يراقب رعد رحيل الشمس رويداً رويدًا...نظر لها خلسة بنظرة جانبية فوجدها شاردة تنظر أمامها وهي تسير شاردة...لمست أنامله اناملها في رقة حتى نظرت له بعدما سرت الدماء بعروقها من رجفة لمسة يدها....وجدته يبتسم بشيء من المرح حتى اقتربوا لصخرة عالية بعض الشيء....

نظر لها رعد وقال :- هطلع انا الأول وبعدين هاخد الكاميرا منك واطلعك...

اعطاها رعد كاميرته الخاصة الباهظة الثمن ثم بدأ يتسلق الصخرة...ورغم أن الأمر بدا وكأنه شديد الصعوبة ولكنه استطاع بعد دقائق....

مد يده من الأعلى حتى استطاع أن يأخذ الكاميرا من يدها الممدودة بها ثم أتى الدور عليها لتتسلق الصخرة.....

حاولت كثيرا وبائت محاولاتها بالفشل ، توالت ضحكاته عليها حتى استطاعت رضوى أن تثبت قدميها على أحد بروز الصخرة واستطاع رعد جذبها من يدها حتى صعدت بعد صعوبة ومحاولات كثيرة فاشلة....

جلست بجانبه ونظرت لجريان المياه المائلة للحمرة تحت غروب الشمس بلونها القاني....

طرقعة رزاز الماء المتناثر بفعل تلاطم الأمواج كان ينعش الأنفاس.....صوت جريان المياه ومرح الأمواج يجعل الروح في سكينة وهدوء....شيء من السحر يجعل الصمت هو السائد...

التقطت رعد عدة صور سريعا ولكن قلبه مشغول بالجالسة بجانبه في هدوء غريب.....ترك كاميرته ونظر لعينيها التي شردت للبعيد وليديها التي انعقدت حولها بمحاولة الدفء....شعر برجفتها وقد بدأ الطقس يعلن البرودة الليلية.....

جعلها تقترب اليه وقال برقة :- شكلك هتنامي...حطي راسك على كتفي لو حبيتي...

كان في عرضه مكر....مكر محبب ، وحقه أيضا...وضعت رضوى رأسها وارضخت لقوله فثقل رأسها جعلها توافق دون تردد....

غفت بعد دقائق بينما التقط هو عدة صور ومن بينهما صورة لهما وهي نائمة على كتفيه بهذه الأجواء...لم تشعر رضوى بذلك فقد تاهت بالنوم....ايقظها رعد بعد لحظات وقال :- كفاية كده النهاردة


تثاءبت بكسل وقالت :- مانمتش بالطريقة دي بقالي سنين

قال مبتسما بارتياح :- لو عليا مكنتش مشيت....بس ماينفعش نفضل هنا وكمان الدنيا بقت برد....

وافقت رضوى على العودة فهبطوا من أعلى الصخرة وكان في هبوطها بين ذراعيه قرب مربك جعلها تحمر خجلًا.....

تطلع بها رعد بعشق ، ولعينيها الكسولة الناعسة ثم فجأة حملها بين ذراعيه عائدا للكوخ الذي يبتعد خطوات......

حاولت الاعتراض ولكنه صمم وقال :- أنتِ مش هتعرفي تمشي وأنت كده .

بداخل الكوخ الخشبي.......

وضعها بالفراش برفق...كانت تاهت بغفوة مرة أخرى فابتسم لمظهرها الطفولي وهي تحتضن الكاميرا....أخذها منها ببطء والتفت ليضعها جانبًا على منضدة خشبية صغيرة بجانب الفراش....ولكنه عندما عاد ينظر لها وجدها تعلقت بملابسه بدلًا من جسد الكاميرا....

نظر لأناملها المتشبثة به في ابتسامة حنون.....يبدو أن هذه الفتاة بداخلها طفلة لن تكبر....ومخاوف كثيرة يعلم منها ما يعلم.....قبل رأسها برقة وظل بجانبها يتمعن بوجهها النائم في سكون....

**************

بالصباح.....بفندق الاسكندرية


ابعد آسر ستائر النافذة حتى تسللت أشعة الشمس للغرفة....مال الضياء على بشرتها الخمرية ذات العينين النائمة....نظر لها بعشق ومحبة عميقة تنبض بقلبه... سلبت عقله تلك الفتاة ، ما أصبح شيء بداخله الا ويعشقها.....ظل يتأملها للحظات والابتسامة على شفتيه ، حتى تململت بكسل وبدأت تشرق عينيها لهذا الصباح.....

اقترب لها ليبدأ في ايقاظها بمشاكسة ولكنه انتبه لطرقات على باب الغرفة الخارجية....خرج سريعا من الغرفة وتوجه نحو باب الجناح الخاص حتى فتحت سما عينيها اخيرا...

نهضت سريعا وهي تبتسم بخجل شديد وحمدت تلك المقاطعة كي تستطع أن تنهض وترتدي شيء أكثر احتشاماً .....يبدو أن الخجل جعلها تتظاهر بالنوم لمدة كبيرة...

دلف آسر للغرفة بينما كانت تسرع لحمام الغرفة وبيده احد الملابس...ابتسم بمرح وفهم الأمر.....كانت تتظاهر منذ أن استيقظ وظل مدة يحدثها بكلمات جميلة وظن أنها نائمة.....مرر يده على رأسه بنظرة خبيثة....وانتظرها...


خرجت سما بعد دقائق وهي ترتدي روب مغلق حريري بلون الخوخ...كان الرداء لا يظهر شيء ولكنه يبدو ملفت لدرجة جعلته ينظر لها ولا يستطع ابعاد نظره ولو لحظة....

توجهت للمرآة وهي ترتجف خجلًا وتحاشت النظر إليه تمامًا....وقفت أمام المرآة تمشط شعرها الطويل بيد ترتجف بينما أقترب اليها بابتسامته التي تحتضن حيائها بمحبة....

ادارها لتواجهها فقال بعدما قبل جبينها برقة :-

_ .ده أجمل صباح مر عليا

ابتسمت واشتعلت وجنتيها بالاحمرار فرفع وجهها لتنظر له وتابع :-

_ بموت فيكِ يا سمكة....سمكتي

شمس قاربت أن تغيب بموسم الشتاء القريب...الدفء حل بمشارق العاصمة...وبدأ هواء يطوف يحجب ضياء النهار قليلًا وكأنه أروغ عليه وضوح....

دلف وجيه لمكتبه بالشركة....أتت خلفه السكرتيرة مُسرعة وبيدها حافظة ورقية تدون بها كل ما يخص المواعيد القادمة...بدأت في القول حتى قاطعها وجيه وهو يجلس أمام مكتبه :-

_ اجلي كل المواعيد نص ساعة....مش عايز أي أزعاج دلوقتي

تطلعت به السكرتيرة سريعاً وهزت رأسها بموافقة ثم أجابت :-

_ خلاص يا فندم...تمام

ذهبت من المكتب وأغلقت الباب خلفها بهدوء....

تطلع وجيه أمامه للحظات....شارد بتيه...هناك أمر يؤرق قلبه ، شيء غامض بعينيها مضى إليه وسكن حتى انتقلت عدوى القلق اليه....ما بها حبيبته ؟!

حائرة ، تائهة ، حزينة !!

شاردة دائمـًا !!

تظل صامته وكأنها تعهدت أن لا تتحدث !

هل برد توهج الحب في قلبها اتجاهه ؟!

أم اكتشفت أن لم يوجد حب من الأساس ؟!

تقل كلمة أحبك على أسطر مستقيمة وعينيها مائلة القلم !

منذ الأمس وهو على يقين أنها تخبأ شيء ، شيء لا تريد أن تعترف به !

شيء تخافه حد الصمت القاطن على شفتيها...

شعور مرعب أنك في وهج جنونك بأحدهم يكتشف هو بنصف الطريق أنك لم تكن الحب الذي آمن به وبحث عنه..

الأمر أكثر تدميرا للرجل...والأكثر عندما يكن رجل مثله...اربعيني قد مال الشيب رأسه وقلبه لم تخونه امرأة....

عاصفة من الظنون تصفع جميع الأيام الفائتة من لهيب العشق بينهما...اظلمت ضياء الأمل به.....

تنهد وجيه بقوة ، وحدة ، بملامحه قاتمة من العبوس والضيق ، من الخوف من الآت....نعم خائف

خائف أن تصح ظنونه وتكن حبيبته مزاجية العشق...موسمية المشاعر...تارة تكن نارية بهجيج يشعل محبته ويوقد نيران قلبه محبة ، وتارة تكن برداً وممطرة الأحزان والفراق...

ويلًا لقلبه إذا صدق ظنه...


صدح صوت هاتفه الخاص...أخرج الهاتف من الجيب الداخلي لسترته الكحلي الزاهية...نظر لشاشة الهاتف وابتسم كأن احرف اسمها كونت الأمل من جديد.....أجاب بلهفة :-

_ تعرفي أنك وحشتيني وكنت هتصل بيكِ ؟

ابتلعت لِلي ريقها بقوة واجابته بنبرة تخللها شيء غامض :-

_ سبقتك واتصلت أنا

اجفل وجيه من أجابتها الفاترة....ما كانت تقابله بذلك الجفاء في الأجوبة...مابها ؟! قال وتغافل عن ظنه :- كنتِ عايزة تقولي إيه ؟

تلعثمت في القول ولم تجد إجابة....ظلت صامته للحظات ثم قالت :-

_ لا أبدًا حبيت اطمن عليك ، واتطمنت الحمد لله...اسيبك بقى عشان ما اعطلكش عن الشغل...مع السلام

أجابها ببطء وانتهى الاتصال سريعاً....وضع وجيه الهاتف وعادت نظرته الحائرة لعينيه...اتصالها لم يطمئنه بل زاده قلق وحيرة !

*******

نهضت لِلي من مقعدها بعدما انتهى الأتصال....تذرف عينيها دموع القهر.....قبل اتصالها بوجيه تلقت اتصال من *راشد* يهددها بالرحيل من القصر اليوم وطلب الطلاق وإلا سيصلها رد فعل سيكن طعنة تقتلها بالبطء.....تعرف ماذا يقصد....

نهضت وأخذت حقيبتها التي اعدتها سريعا دون ترتيب....فاجئها اتصال على الهاتف الأرضي....أجابت بعدما رأت الرقم :- الو

أجاب رأفت سريعا :- أنا أسف مكنتش في المكتب وتليفوني مكنش معايا ، ايه الجديد ؟

شرعت لِلي في البكاء بقوة وقالت :-

_ راشد اتصل بيا بعد وجيه ما راح الشغل وهددني لو ما مشيتش من القصر وطلبت الطلاق النهاردة هينفذ تهديده ويأذي وجيه...أنا اتصلت بوجيه وحاولت أعترفله بس مقدرتش لأنه مستحيل يسيبني ، بس راشد مجرم ومش هيتراجع عن تهديده ومش هيخاف من حد.

تمتم الضابط بكلمات غاضبة ثم قال بحدة :-

_ خليكي في القصر ولو اتصل بيكي قوليله مشيتي وطلبتي الطلاق.

لِلي بألم...قالت :-

_ كنت هعمل كده بس لقيته عارف كل تحركاتنا ، راشد حاطت جاسوس ليه هنا بس مش عارفة مين ، هو عارف وحاسب كل شيء.

صمت الضابط بضيق وقال :- هتروحي فين ؟

أجابت لِلي وهي تمسح عينيه الغارقة بالدموع :-

_ هروح شقتي لحد ما أشوف مكان تاني ، راشد هيراقبني اكيد وانا مش عايزاه يعرف مكاني...

قال الضابط :- لازم تعرفيني كل شيء أول بأول وانا بشتغل على خطتي وأن شاء الله الموضوع ده يخلص على خير...

قالت لِلي بتمنّي ورجاء ودموع :- يـــارب

انتهى الأتصال ووضعت لِلي سماعة الهاتف...نظرت للغرفة باشتياق وحزن شديد...لا تعرف هل ستعود إليها مجددًا أو لا ولكنها لابد أن تأخذ حذرها حتى تمر تلك الطامة عن حياتها....

جرت حقيبتها الكبيرة ووضعت ورقة مكتوب عليها كلمة طعنتها بكل حرف......"طلقني"

تعرف أنه لن يفعل ذلك دون مواجهة....ستبتعد بعض الوقت حتى تجد حل لهذه القضية بعيدا عن الخطر الذي يلتف حوله....

خرجت من الغرفة ثم خرجت القصر كاملًا.....

*********

**بفندق القاهرة**

ظلت حميدة تمرر يدها على رأسه بحنان حتى أغلق عينيه وتاه بغفوة...ابتسمت له ولم تفارق عينيها ملامحه الحبيبة... ثم صمتت في تأمل تام لهدوء سيماه التي للغرابة بدأت تنكمش بضيق حتى فتح عينيه فجأة واعتدل وهو يأخذ أنفاسه المتسارعة.....قلقت حميدة وتساءلت :- مالك يا يوسف ؟

ازدرد يوسف ريقه بقوة وقال :-

_ حلم ، لأ كابوس ، أنا وجاسر وعمي وجيه كنا بنغرق وفجأة لقيت نفسي....

قاطعته حميدة بخوف ضج بعينيها وقالت :- ما تكملش....قوم اتوضى وصلي واستغفر ربنا وادعي بالخير....مافيش حاجة أن شاء الله

هز يوسف رأسه بموافقة والتيه لا زالت بعينيه.....نهض قائلًا :-

_ هتصل اطمن عليهم وبعدين هروح اتوضا....

تركها واتجه لحمام الغرفة بينما اطرفت حميدة عينيها بقلق وخوف...تعرف أن احلامه نادرا ما تخيب....استغفرت ربها ورددت بعض الأذكار من هذه الوساوس التي تضيقها.....

*******


نهض وجيه من مقعده وقرر فجأة العودة للقصر....لم يستطع التركيز على شيء وعقله بهذا الضجيج ، تلقى فجأة اتصال من رقم يوسف فأجاب سريعا ببعض القلق :- ايوة يا يوسف

تظاهر يوسف بالمرح بعدما أجابه عمه بسلام :- وحشتني أوي يا عمي وقلت اتصل بيك.

أجاب وجيه بهدوء حتى لا يشعره بشيء :- وأنت كمان يا حبيبي وحشتني أوي....ترجع أنت وولاد عمامك بالسلامة أن شاء الله ونتجمع من تاني بس المرادي مش هتكونوا لوحدكم.

ابتسم يوسف بارتياح وقال :- بأذن الله يا عمي...الحمد لله سمعت صوتك واطمنت عليك ، أنا عارف أنك في الشغل...مش هعطلك.

انتهى الاتصال حتى وضع وجيه هاتفه بجيب سترته مجددا وترك المكتب في لهفة غريبة.....

********

بجزيرة سانتوريني......شاطئ كماري


دقت الساعة الحادية عشر صباحاً.....لم تكن تعلم أنها ستتأخر بالنوم هكذا والأغرب أنه تأخر أيضاً ولم يستيقظ...

فتحت رضوى عينيها لتجد أنها تغفو على صدره ، ويده تحاوطها بضمة حنون كأنه يضم طفلة صغيرة....اعتدلت بارتباك وتمتمت وهي تلتقط أنفاسها من الخجل واستغفرت ربها وكأنها ارتكبت ذنب!!.....نظر لها رعد بحاجب مرتفع وقال بحدة :- نعم !

التفتت له بارتباك وتلعثم حتى اعتدل أيضا بملامح منفعلة وهتف بغيظ :- أنتِ عندك زهايمر يارضوى !! أنتِ بتستغفري ليه هو أنا مش جوزك ؟!


نظرت له بنظرة متسعة فتابع بغيظ :- أنتِ نسيتي صح ؟

هربت بنظرتها ثم هزت رأسها بالإيجاب وبدأت الابتسامة تشق ثغرها.....قالت وهي تكتم ضحكتها بسخرية من سذاجتها :-

_ معلش لسه عروسة جديدة ومش واخدة عليك ، يعني بقالي ٢٤سنة آنسة عايزني انساهم كده في يومين !

ظهر الغيظ بنظرته وقال بعصبية :- آنسة ! ده على أساس أن حياتك اختلفت ! ما أنتِ اللي خزان أحزان وأنا لحد دلوقتي بحاول احتوي أحزانك يا شقائي ودمعتي !

تدرجت ابتسامتها لتنخرط بضحكة عالية رغما عنها من ملامحه الغاضبة وانفعاله....ابتسم ببعض الغيظ وقال :- يا مستفزة !!

ارتفعت ضحكاتها لعدة دقائق بطريقة هستيرية عجيبة...شاركها رغما في ضحكاتها ثم قال ليستفزها :- قومي بقى حضرلينا الفطار ، اظن دلعتك من ساعة ما وصلنا لهنا.....

نهضت من الفراش بموافقة وكاد هو أن يعود للنوم حتى جذبته من يده بضحكة عالية وقالت :- تعالى ساعدني.

نهض مرغما واخفى ابتسامته من مرحها الغير معتاد......تركته يُعد طعام الفطار ودلفت للحمام لتغسل وجهها.....نظرت لباب الحمام الذي أكثر من نصفه زجاجي بضيق ثم دخلته مرغمة.....

خرجت بعد دقائق وهي تجفف وجهها بالمنشفة فسرق رعد المنشفة من يديها لإغاظتها ودلف للحمام قائلًا :- أخرج الاقي الفطار جاهز

برمت رضوى شفتيها وتقدمت لزاوية المطبخ لتتفاجئ أنه أعد الطعام بالفعل بسرعة يُحسد عليها....ابتسمت وهي تنظر للأطباق المعدة بترتيب...


*******

**بشقة جاسر**

دلف لغرفة نومه ليجد جميلة بدأت تُعد حقيبة السفر لقضاء شهر العسل بأحد المنتجعات السياحية.....ابتسم وهو يقترب لها وقال :-

_ شكلك حلو وأنتِ قايمة بدور ست البيت ومنظمة كل حاجة كده..

قابلته بابتسامة واثقة وأجابت :-

_ أنا طول عمري منظمة..

جلس على الفراش ثم تمدد عليه وأراح ظهره قائلا بابتسامة شاردة :-

_ كنت مفتقد الدور ده في حياتي من سنين...الاستقرار أمان

رمقته بابتسامة وراحة من حديثه الذي يتضح انه نابع من قلبه وهي ترتب الملابس بالحقيبة حتى انتبه جاسر لصوت هاتفه بخارج الغرفة...نهض من الفراش وقال :-

_ هشوف مين الغتت اللي بيتصل...

خرج من الغرفة وتوجه للصالون ليلتقط الهاتف من على الطاولة ، انكمشت تعابير وجهه عندما ظهر اسم "كاريمان" على برنامج اظهار هوية المتصل فقد حذف رقمها من هاتفه سابقاً.....تردد في الأجوبة وتوترت عينيه قليلا....تذكر شيء فأجاب ببطء.....:- الو ؟

هتفت كاريمان بعصبية وقالت :- لسه بتقول الو ؟ أنا قالبه عليك الدنيا ومش عارفة اوصلك وحتى البواب مش راضي يطلعني شقتك !!

نظر جاسر لغرفة النوم في توتر ،ابتعد لأبعد مسافة لا تستطيع جميلة الانتباه لما يقوله ثم قال من بين شفتيه بغضب :-

_ عايزة مني ايه سبيني في حالي....اللي كنت عايزه منك عرفته وتوتو ما طلعتش حامل...واظن أنك خدتي مني اللي هيكفيكي لشهور جاية يبقى عايزة مني ايه تاني ؟!

ضحكت كاريمان بسخرية ثم قالت :-

_ لا يا حبيبي ما تطمنش أوي كده لأني مش عايزة أصدمك وأقولك أني كنت بكدب عليك عشان كنت محتاجة الفلوس اللي بعتهالي....انما الحقيقة أن توتو حامل وتعبانة بجد وممكن يحصلها حاجة في أي وقت بسبب الحمل.....تدفع كام بقى عشان الخبر ده ما يوصلش لمراتك....نص مليون واسكت....

ضيق جاسر عينيه بصدمة...ليس من المبلغ ولكن من صدمته بما قالته عن خبر الحمل.....اختنق الصوت بحنجرته للحظات ثم قال بصوت محشرج :- مستحيل ....اكيد أنتِ كدابة ، دي تبقى كارثة !

قالت كاريمان بذات السخرية :-

_ الكارثة دي يا عنيا أنت السبب فيها محدش دبسك !! واللي غلط يشيل شيلته....وبما أن توتو دلوقتي جبتها شقتي عشان باعت شقتها عشان تعمل العملية فهتكون مسؤوليتي...يعني حتى لو حبيت تشوفها لازم تستأذن مني الأول....الخيوط كلها في ايدي يا جاسر ولازم استفيد...اديني اللي عايزاه وهعملك اللي عايزه حتى لو عايزني اسقطها هعمل كده...


اتسعت عينيه بذهول وهتف :- أنتِ مجنونة ! دي مريضة يعني خطر على حياتها....إياكِ تعملي كده !

كاريمان باستهزاء :- من قلبك !! ده أنت منى عينك تخلص من اللي في بطنها عشان ست الحسن والجمال مراتك ماتعرفش ! فكر كويس وبص لمصلحتك...هتضرب عصفورين بحجر ، هتخلص من اللي في بطنها ومن زني انا كمان بعد ما أخد الفلوس ويمكن تلعب معاك وتوتو تموت فيها ويبقى كده خلصت من كله....


هز جاسر رأسه بعدم تصديق...بذهول الهب عينيه وقال :-

_ أنتِ حيوانه مش بني أدمة !! اقذر واحدة شوفتها في حياتي ، توتو على رغم من اللي بتعمله بس انضف منك

تملك كاريمان الغضب وقالت بتحذير :-

_ كلمة كمان وهبلغ الهانم مراتك بالخبر وبرضو هتدفعلي الفلوس غصب عنك ، وما تتحدانيش عشان أنت ما شوفتش وشي التاني لسه....

اغلق جاسر الأتصال ووقف مصدوما وأثار الصدمة واضحة بعينيه.....أتت جميلة ورأته هكذا فوقفت أمامه بقلق وتساءلت :-

_ مالك يا جاسر في ايه ؟!

نظر لها بنظرته المصدومة للحظات دون أي رد فعل...حتى جذبها اليه بضمة قوية وكأنها ستفارقه عما قريب....قال بنبرة راجية والحزن يأكل عينيه وخوف يقتلي بهما :-

_ مافيش يا حبيبتي...احنا لازم نسافر نتفسح ونفرح ونلف الدنيا كلها...مش هسيب مكان غير وهوديكي ليه....

ابتعدت جميلة خطوة واحدة وهي تنظر له.....تعرفه وهو خائف من شيء...اخفت قلقها وقالت مبتسمة بتظاهر :-

_ مش لازم نروح كل الأماكن....كفاية نبقى مبسوطين ومع بعض

جذبها مرة أخرى اليه وقال بقوة وكأنه يؤكد شيء ، أو خائف من الفراق :-

وهتفضلي جانبي.....هتفضلي اكيد

********


**بقصر الزيان.....

عاد وجيه للقصر وبداخله اشتياق لرؤيتها....رغم أنه تركها منذ ساعات قليلة ولكن اتصالها جعله يقلق من شيء غامض لا يعرفه.....

أسرع حتى غرفته الذي فتح بابها بابتسامة معدة لاستقبالها حتى وجد الغرفة خالية.....نظر للشرفة المفتوحة فظن أنها تجلس بداخلها فتوجه اليها بخطوات سريعة......

بشيء يقول أنها هجرت !

ربما هذا الشيء ظنه....أو خوفه !

لم يجدها أيضا بالشرفة فأستدار ليبحث عنها بالخارج حتى انتبه للورقة المثبت عليها زجاجة عطره......أطراف الورقة البيضاء متدلية تترنح بالهواء فجذبها اليه بتوجس.....ليجد الطعنة التي كانت طعنة قاتلة لم يسبق أنه شعر بهذا القهر قبلاً....

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السابع والخمسون من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة