-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الحادى والستون

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب إبراهيم والتي سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات والقصص الرائعة من قبل واليوم مع روايتها التى نالت مؤخرا شهرة كبيرة جدا على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الحادى والستون من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الحادى والستون

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم

رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم - الفصل الحادى والستون

بقرب حلول المساء....هبطت الطائرة بالعاصمة البريطانية "لندن" وتزاحم الوافدون بمطار هيثرو....

استقل يوسف سيارة أجرة واخبر السائق بلغة انجليزية ممتازة عن عنوان الفندق الذي تم حجزه منذ يومين...

جلس يوسف وهو ينظر من خلال النافذة للسيارة الأجرة التي نهبت الطريق سيرا وبدأت نوبة من السعال تهجم على رئتيه فجأة....التقط يوسف أنفاسه بأعين تلتمع.....نظر السائق عبر المرآة له بنظرة غريبة ثم تابع طريقه بنظرات متشككة....

لم يكترث يوسف كثيراً للأمر فهذا طبيعياً مع تغير الهواء والطقس من بلد لبلد أخرى...مر الوقت حتى وقفت السيارة أمام بوابة الفندق الذي زينت واجهته بلوحة معدنية يُنقش عليها اسم الفندق بلغتي الانجليزية والفرنسية...

ترجل يوسف من السيارة وانهى حساب السيارة وغادرت.....دخل الفندق وهو يجر حقائبه ليستقبله عامل الاستقبال ببسنة رسمية وترحيبية وبعد نقاش دام لدقائق اعطاه العمال مفتاح الغرفة المحجوزة وأشار لعامل خدمة ليذهب معه لحمل الحقائب....

** بداخل الغرفة.**

جلس يوسف على مقعد مواجه لشاشة تلفاز سوداء وخلع عنه سترته السوداء الثقيلة بعض الشيء ثم بدأ يخلع حذائه ليأخذ دشا سريعا للأنتعاش قبل تناول الطعام....

اقترب من حقيبته وبدأ يخرج من الملابس وينظمها بداخل الخزانة حتى انتهى بعد دقائق من شعور الأرهاق البادي على وجهه...

احتفظ فقط بقطعتين أحداهما بنطال أسود رياضي والأخرى تيشرت أبيض بأكمام يبدو مناسبا للجلوس مسترخياً بعض الوقت قبل عناء المقابلات الرسمية والمناقشات حول العمل والعقود التجارية...

اتاه اتصال داخلي من الفندق من هاتف الغرفة وكان الاتصال يخص وجبات الطعام المرسلة فأختار يوسف نوعين من الأطباق مع طبق خضراوات طازجة مقطعة وتم انتهاء الاتصال على ذلك....توجه مباشرة الى حمام وبيده القطعتين من الملابس ومنشفة نظيفة خاصة به قد وضعتها حميدة بنفسها....نظر يوسف للمنشفة وتذكر زوجته الحبيبة التي يتذكر جيدًا دموعها وهي تضع هذه المنشفة ضمن ملابسه وما سيحتاجه...ابتسم بشوق عميق وقال :-

_ وحشتيني أوي يا حميدة....عموما كلها كام يوم وارجعلك تاني يا حبيبتي...

تقدم بخطواته اتجاه الحمام وبدأ الاستحمام...

************

بمنزل الفيوم....

وقف وجيه بنظرات محتقنة بالغضب ينظر لزوجته وهي تجري اتصال على هذا الحقير المسمى ب "راشد"

إلى متى سيطل هذا الأمر ويُفرض عليه واقع رغما عن أنفه حتى تنتهي تلك المهزلة ؟

نظرت لِلي له بنظرة راجية حتى يتحلى بالصبر قليلا وسماعة الهاتف على أذنيها تنتظر اجابة الطرف الآخر....أجاب راشد بعد وقت حتى تثنى له الابتعاد عن زوجته "جين" وولج لمكتبه سريعاً واغلق الباب ثم أجاب....

تبدلت نظرة للي للجدية وقالت :-

_ أنا ليان

ابتسم راشد وهو يجلس أمام مكتبه وقال بمكر :- حافظ صوتك ! بس حيرتيني معاكِ يا عروسة البحر !

ابتلعت للي ريقها وهي تنظر لوجيه بقلق أن يكن انتبه لما قاله راشد فوجدته على حاله من الغضب....أجابت بثبات :-

_ وجيه قالب الدنيا عليا ، كل ما اروح لمكان ما الحقش اقعد فيه والاقيه قريب مني وأهرب بالعافية من بين ايديه...مش بلحق حتى استقر في مكان واقولك عليه...والاحسن تكون بعيد لحد ما اتطلق..

صمت راشد لدقيقتين وكان في صمته بعض القلق والحيرة لـ للي فقال :-

_ مبقتش بعرف أصدق حد ، اللي هيخليني أصدق هو طلاقك رسمي...وبالنسبة للمواعيد اللي بتديهالي وبتطلع فشنك في الأخر لو كانت كذبة ولعبة منك أنا هعرفك أزاي تكذبي...ما تفتكريش أني مقدرش اوصلك ، بس سايبك بمزاجي ، عايزك تجيلي بمزاجك ولمزاجك...

قال ما قاله بضحكة ماكرة بينما حاولت للي امتصاص غضبها والتحكم به حتى انتهاء المكالمة ولا تتسبب في اتقاد غضب وجيه أكثر فقالت بهدوء :-

_ انا بعت لوجيه رسالة تانية أنه لو مطلقنيش هرفع عليه قضية ، يعني هو مضطر يطلقني عشان سمعته ، بس هو مش هيصدق غير لو وكلت محامي بالفعل ووصله الخبر بنفسه...

راشد بتعجب :- ومستنية ايه ؟!

وضعت للي يديها على أول الخيط فقالت :- المحامي محتاج مصاريف كتير ، كل فلوسي صرفتها على السنتر الجديد بتاعي وبعدين قفلته لما اتجوزت...ومافيش امكانية حتى أني ابيع حاجة دلوقتي والموضوع هياخد وقت....الفلوس اللي معايا يدوب تكفي وجودي في فندق على ما المشكلة تتحل واتطلق...

تنفس راشد ببسمة ماكرة وقال :- وليه تصرفي فلوسك اصلا !! عندي الفلوس وعندي المحامي...وعندي المكان اللي تقعدي فيه معززة مكرمة...

اشتد المكر بعينيه بينما وقفت غصة متكورة بحلق للي وتسارعت انفاسها برجفة....بينما عرضه على يقين انه يؤل الى اغراضه الشهوانية ولكن في حقيقة الأمر هذه فرصة كبيرة ستسخدمها وأن صحت ستضرب عصفورين بحجر واحد.....قالت دون تردد :- موافقة

رفع راشد حاجبيه بمكر شديد وقال :- اهو كده صدقتك...حضري نفسك بكرة ونتقابل في ......

قاطعته قائلة :- في نفس المطعم اللي اتوعدنا فيه قبل كده الساعة ٥مساءً...بس هتوديني فين ؟

وافق راشد بترحاب شديد وأجاب :-

_ شقة التجمع ...ما أنتِ عارفاها...حضرتي مع حسام حفلة هناك

وافقت للي سريعا وانتهى الاتصال....اغلقت الهاتف فهتف وجيه بعنف :- موافقة على ايه ؟ قالك ايه انطقي !

ازدردت للي ريقها بخوف وهي تنظر له ...ماذا تقول ؟!

نهضت من مقعدها ووقفت أمامه بنظرة راجية وقالت :-

_ نتكلم بهدوء عشان خاطري...أنا عارفة أن اللي ناويه عليه صعب عليك لكن....

جذبها وجيه من يدها وهزها بعنف وعينيه تقدح شرر وصاح :-

_لكن ايه... تقصدي ايه بالضبط ؟!

طفرت عينيه دموع وهي تخبره بينما انتفضت الشراسة بمقلتيه وهي تتحدث عما قالته لراشد....دفعها وجيه بعيدا عنه بنظرة شرسة واسودت عينيه من العنف...وهتف :-

_ مستحيل...لو ده حصل هطلقك بجد ...مش هتفضلي على ذمتي يوم واحد كمان !

اقتربت له وهي تبكي بقوة وقالت بضعف :- مش هبقى لوحدي صدقني...يا وجيه اسمعني للآخر عشان خاطري....

رماها بنظرات نارية عنيفة ثم ذهب من امامها مغادرا الممر امامها بالطابق الثاني.....ابتعد خطوات فاسرعت خلفه لتوقفه ولكنه دفعها لتبتعد عنه وقال بغضب :- كلمة واحدة كمان وهتبقي طالق بجد...

تركها تقف متسمرة بمكانها حتى استندت على الحائط وانخرطت ببكاء شديد...نوبة ضعف هائلة انتابتها بابتعاده وغضبه...تقوى على الجميع وهو بجانبها...جلست على الارض تضم قدميها لصدرها واسندت رأسها عليهما ولا زالت على حالة البكاء الشديد .....كانت تمتم الكلمات وهي تبكي بقوة لتجد صوته أمامها فجأة وكأنه عاد بعد غياب سنوات !!

_ للي

رفعت رأسها سريعا اليه لتجده ملامحه اصبحت أكثر رفق ولين...نظرت له بعتاب وأعين مليئة بالدمع ليجذب يدها حتى اوقفها وخطفها الى صدره بضمة عنيفة....كانت انفاسه سريعة لحد غير مسبوق وكأنه يجاهد شيء شديد لا يستطيع تحمله....مرر يده على رأسها بحنان وقال بأذنيها بصوت اجش اقشعر له بدنها :-

_ أنا أسف....بس اللي أنتِ قولتيه فوق طاقتي اتحمله...أنا كنت رافض حتى تقابليه تقومي توافقي على اللي قاله !

دفنت رأسها بصدره بقوة حتى استطاعت أن تتحكم بدموعها بعض الشيء ونظرت اليه بقوة قائلة :- ما سمعتنيش للآخر...انا مش هكون لوحدي...قراره ده زي ما يكون حفر قبره بإيده...هنوصل لچين ميعاد المقابلة تاني واكيد هتراقبنا لحد ما نوصل للمكان اللي هيوديني ليه...غير كده الضابط رأفت هيكون مستنينا هناك واكيد هيعرف يدخل الشقة بطريقته...دي فرصة عشان نكشفه.

زفر وجيه بحمل ثقيل ينخر قلبه وكبريائه ولم يجيبها بينما كانت عينيه تعانق عبراتها بعشق ووعد أن لا أحد سيتطع الاقتراب منها مهما حدث.

************


بقصر الزيان....بالغرفة الخاصة التي اعدت من قبل ليوسف وزوجته....

دفنت حميدة رأسها بالوسادة على فراشها وكتمت دموعها بقوة بعدما ظلت طويلا تبكِ.....ساعات مرت منذ الصباح حتى عصف ظلام الليل ولم تسمع صوته.....شوقها اليه كأنه هاجر للأبد !!

ارتفع صوت هاتفها فانتفضت من الفراش واسرعت الى طاولة بقرب الشرفة تستطلع هوية المتصل فوجدته رقم دولي.....أجابت بلهفة وعي تبكي بشوق ولم تضع احتمال ولو بسيط انه احدا آخر...قالت ببكاء :-

_ يوسف..

أجابها بنبرة حملت كل شوقه اليها خلال هذه الساعات الماضية وأجاب :-

_ وحشتيني....ما تخيلتش فراق ساعات يخليني كده ، نزلت من الفندق بمجرد ما خدت دوش وغيرت هدومي ...عشان اتصل بيكِ واسمع صوتك...بس عايز اسمع صوتك مش صوت دموعك !

اشتد بكائها دون كلمات....البُعد بينهما اميالا ولن تستطع حتى النظر اليه ولو من بعيد....قالت اخيرا وهي تمسح دموعها :-

_ انا مش بعيط

قال بابتسامة رغم ما به من شوق والم :- طب احلفي !

حاولت التحكم ولم تستطع فبكت بقوة ثم قالت :-

_ أنا مش حاسة أن جوزي بس اللي سافر يا يوسف...أنا حاسة أن ابني هو اللي بعد عني...أيوة أنت جوزي وابني وكل اللي ليا....خلي بالك من نفسك يا نور عنيا...كل كويس ، وماتنامش بحاجة خفيفة...

قال بصوت عاشق يرتجف شوق :- وايه كمان ياروح يوسف...خليني أشبع من صوتك...الله يكون في عون اللي متغربين عن اهلهم...يوم وحاسس أنه سنين !!

تمالكت حميدة قليلا ثم قالت :- معلش هحاول استحمل غيابك ، المهم خلي بالك من نفسك ، أنا عارفة أنك مش متعود تسافر كتير ومابتحبش السفر اصلا....

سعل يوسف رغما عنه أثناء الحديث فأنقبض قلب حميدة وقالت :-

_ مالك يا يوسف؟

قال يوسف بابتسامة وهو يلتقط أنفاسه :- لا يا حبيبتي مافيش حاجة....شكلي خدت برد....المهم خليني فيكِ....انا عارف أن القصر هيبقى ممل وأنتِ لوحدك فيه بس أيام بسيطة واكون عندك...

قالت حميدة وتظاهرت بالمرح رغم دموعها :- هعملك كل الأكل اللي بتحبه ، مش هخلي اكلة غير وهعملها بإيدي وحتى الحلويات كمان وكل اللي نفسك فيه...

تنهد بثورة شوق بقلبه تتأجج وقال :-

_ ما اعتقدش أني نفسي في حاجة اد اني أشوفك دلوقتي قدامي...مش عارف ليه وحشاني أوي كده !! وحشاني بكل لحظة خوفك في بعادك عني !! بس تعرفي...أنا بعشقك طريقتك لما بتحسسيني وكأني أبنك..

ابتسم بصدق وتابع :-

_ فيكِ كل اللي محتاجه....وكمية حنان تكفي بلد !

ابتسمت وهي تمسح عينيها من الدموع وقالت :-

_ ابقى كلمني فيديو عشان أشوفك واطمن عليك...

أجاب بمحبة :- حاضر....تليفوني لقيته مكسور للأسف معرفتش اكلمك صوت وصورة ، هجيب فون تاني ونتكلم براحتنا....بس لو لقيتك بتعيطي هخليها صوت بس ، بحبك فرفوشة

قال ذلك واتسعت ابتسامته بمشاكسة قصدها فقالت بعتاب :-

_ بتلومني أنك واحشني !! ولا هتلومني أني قلبي اتاخد مني وسافرله يومين بعيد عني ؟!

ابتسم بتنهيدة وقال :- لا انا هحاول اخلص النهاردة مقابلة العملا...كان ايه اللي خلاني اسافر اصلا !!

ابتسمت رغم دموعها واستمعت لباقي حديثه بحياء....

************


أشرقت الشمس بصباح يوم جديد.....

استيقظ يوسف بذلك الصباح على شعور مؤلم بصدره وحلقه وسعال استمر طيلة الليل جعله نومه يتخلله الأرق....تناول طعام فطاره بالكاد وقرر قبل مقابلة أي شخص إجراء كشف طبي لهذا العارض المرضي....

استعد للخروج بأناقة عالية ثم خرج من الفندق ذاهبا لمستشفى قريبة من الفندق قد أخذ عنوانها من الاستعلامات....

استقل سيارة أجرة لتقله للمكان المطلوب حتى وقفت السيارة أمام المبنى الضخم لأحد أكبر المستشفيات بالعاصمة...ترجل سريعا من السيارة وانهى حساب السائق ثم دخل المبنى مع ظهور حرارة بجسده للتو ظهرت !!


_يوسف !

سمع يوسف اسمه يُنطق باللغة العربية السليمة وصوت يشتبه به فأستدار ليجد "الدكتورة عايدة " والدة سمر أمامه بشكل مفاجئ...قال مبتسما :-

_ اهلا يا طنط عايدة عاملة ايه ؟

وقفت المرأة امامه في نظرة غامضة ثم قالت ببطء :- كويسة...أنت بتعمل ايه هنا ؟ جاي تشوف نور ؟

شعر يوسف بالحرج والتعجب معاً وقال بصدق :-

_ هي نور هنا ؟!! مكنتش أعرف والله

اشتد شيء غاضب بعين المرأة فقالت :- اومال جاي هنا ليه ؟!

أجاب يوسف وهو يشعر بازدياد درجة حرارته :-

_ جيت في شغل بس اظهار خدت دور برد جامد ، معرفش دكاترة هنا فجيت لأقرب مستشفى أسهل...هو مش كنتم هتسافروا أمريكا ؟!

قالت عايدة في ضيق :-

_ نور صممت تيجي لندن وتبقى جنب سمر اختها...ده غير أن حالتها الصحية بتدهور يوم عن يوم ،تعالى معايا أكشف عليك أنا دكتور هنا كمان لحسن الحظ ..

ابتسم يوسف بامتنان وذهب معها حتى سار بممر طويل على جوانبه غرف مغلفة من الجانبين...فتحت عايدة أحد الأبواب فدخل يوسف خلفها واشارت له ليتمدد على فراش المرضى لتفحصه سريرياً قبل أي إجراء.....كشفت بسماعتها الطبية على صدره وهو يسعل بقوة ثم أخذت مقياس الحرارة وضغط الدم....نظرت له لبعض الوقت وقالت :-

_ الأعراض بتقول أنها انفلونزا عادية...لكن لازم ولابد تعمل أشعة وتحليل cbc وشوية تحاليل تانية عشان نطمن....تعالى معايا

تعجب يوسف من الأمر ولكنه لم يبدي أي مظاهر للقلق وقال :-

_ يمكن اتعديت ، كان واحد جانبي في الطيارة بيكح وتعبان جدًا ونام على كتفي اكتر الوقت...

قالت عايدة وهي تكتب بعض الأشياء بورقة :-

_ يمكن....لازم الفحوصات دي تتعمل النهاردة ضروري....لو فاضي تقدر تستنى النتيجة لو مش فاضي تجيلي بكرة...

نهض يوسف من على فراش المرضى وقال :-

_ بصراحة مش فاضي وعندي مقابلات كتير...يعني يدوب اعمل تحليل بس ...ممكن تديني أي مسكن أو خافض للحرارة على ما نتيجة التحليل اخدها بكرة ؟

وافقت عايدة قائلة :- اكيد طبعا...تعالى الأول نعمل تحليل ...أنت فطرت ؟

اجاب يوسف :- اه للأسف...

زمت عايدة شفتيها بضيق وقالت :- طب خلاص نخلي الأشعة النهاردة والتحليل بكرة وتجيلي وأنت صايم مش أقل من ٦ساعات...ما تستهترش في صحتك...

اتسعت ابتسامته ولا يكترث للأمر فقال :- لأ هاجي اوعدك...بالمرة ازور نور واقعد معاها براحتي لأن النهاردة اليوم كله مواعيد للأسف...

خرجت عايدة وهو معها باتجاه غرفة الأشعة لإجراء الفحص الأشعاعي...

**********

سانتوريني.....

تسلل رعد خلف الصخرة مثلما يفعل منذ عدة أيام ويراقبها ثم يعود ويبدأ مشاكسته لها طيلة اليوم....وقف يتأملها وهي تسبح على مقربة من الشاطئ ليتفاجئ بها وهي تطفو فجأة ويبدو انها تستغيث !!

اتسعت عينيه بخوف وسبح بالماء اليها ليجدها قد سرقتها موجة لجهة الصخرة فتمسكت رضوى بها بقوة.....لم تلاحظ الذي يقترب اليها من الجهة الأخرى حتى لمحته فإزدردت ريقها برجفة شعرت بها رغم وجود جسدها بالماء.....

حاولت أن تبتعد ولكن خوفها من الاقتراب من الموجة الغارقة اوقفها لتجد يد رعد تجذبها بقوة حتى احاط خصرها بذراعه...نظرت له بتوتر وارتباك ولم تستطع قول شيء....لم يتركها تقل الكثير فسحبها للشاطئ بسرعة عالية ورشاقة يُحسد عليها !

لم تستطع الوقوف على قدميها فور خروجها من الماء فوقف رعد يلتقط أنفاسه وهو ينظر اليها ثم بعد لحظات وجدت نفسها محمولة بين ذراعيه فجأة !

حملها حتى دلف للكوخ بخطا غير سريعة ثم وضعها على الفراش بنظرة تتعمق بوجهها وكأنه يحاول أن يصدق أنها بخير....قالت بارتباك وتلعثم :-

_ كنت...كنت

لم تتابع فقد ضمها اليه بقوة قائلا بعد تنهيدة طويلة :- كنتِ هتضيعي مني ! طالما مالكيش في العوم بتنزلي البحر ليه !

قالت بحرج :- بعرف بس مش اوي...ومكنتش ببعد عن الشط بس النهاردة كان في موجة شدتني وكنت هغرق...

نظر رعد لها للحظات وقال فجأة دون سابق انذار :-

_ أنا ما قولتهاش قبل كده لأي حد...ولا حتى ليكِ....بس يا رضوى أنا بحبك

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الحادى والستون من رواية إمبراطورية الرجال بقلم رحاب إبراهيم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة