-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية راسين فى الحلال بقلم منال سالم - الفصل العشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة منال محمد سالم والتي سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات والقصص الرائعة من قبل واليوم مع روايتها التى نالت شهرة كبيرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل العشرون من رواية راسين فى الحلال بقلم منال محمد سالم.

رواية راسين فى الحلال بقلم منال سالم - الفصل العشرون

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية 


رواية راسين فى الحلال بقلم منال سالم

رواية راسين فى الحلال بقلم منال سالم - الفصل العشرون

 ابتلع آيــــاز ريقه ، ورسم على وجهه ابتسامة بلهاء وعقد العزم على التصــرف بحكمة مع هؤلاء الصغـــار ..

اقترب من أحدهم ، والذي كان يبكي بغزارة ، ومد يده ليصافحه قائلاً بخفوت :

-هــاي ، أنا مستر آياز ، بلاش تعيط !


نظر له الصغير شزراً ، ثم فتح فمه الصغير ليفرغ ما في معدته أمـــامه من كثرة البكاء ..

تراجع آيـــاز للخلف مصدوماً ، ورمق الصغير بنظرات متأففة .. وحدق فيمل خلفه من فوضى بحنق ..

فقد تلطخ حذائه وأطراف بنطاله ..

صرخ الصغير عمـــر بصوت مرتفع قائلاً :

-أنا عاوز مامي ، عــــاااااااااااا


فشـــل آيـــاز في التعامل معه ، فقد شتت تفكيره منظر الأرضية المقزز وفســـاد حذائه


أمسك صغير أخـــر ببنطاله وهو يصيح بصوت مرتفع :

-عمو افتح الباب ، مامي محبوسة برا


نظر له آيـــاز بإندهــاش وكان على وشك الرد ، ولكنه أطلق صرخة مكتومـــة حينما ضربه صغير ثالث بقوة برأسه في ظهره .. فتأوه وهو يستدير نحوه قائلاً بصوت متشنج :

-مين عمل كده ؟


ركله الصغير بقوة في ســـاقه وهو يصرخ فيه :

-عـــااااا ، مامي .. مامي


تأوه آيـــاز من الآلم وتراجع مبتعداً عنه قائلاً بضيق :

-آآآي .. في ايه ؟


ضيق الصغير عينيه ورمقه بنظرات حــادة ، وهتف قائلاً بصوته الغاضب :

-هات مامي وإلا هاضربك !


فغر آيـــاز فمه مشدوهاً بـ :

-نعم !


صاح الصغير بصوت باكي :

-مامي .. مــــــامي !


خطت صغيرة فوق البقايا الملاقاة على الأرضية ، ونظرت إلى آيــاز بنظرات بريئة ، وهتفت بصوت شبه مسموع :

-عاوزة أعمل تويلت !


أفرغ الصغير عمـــر ما في معدته مجدداً ، ولكن تلك المرة على الطفلة الصغيرة .. والتي بكت بصوت منزعج وهي تقول :

-مامي ، البوي ( ولد ) ده رجّع عليا !


رأى آيـــاز المنظر فشعر بالغثيان يجتاحه ، وأنه على حافة الإنهيار العصبي .. فلم يتخيل أن يكون المشهد بالداخـــل هكذا ..

صاحت الصغيرة مرة أخرى :

-عاوزة أعمل Pee

وظلت تتلوى بجسدها أمامه لتشير إلى حاجتها الملحة للدخول إلى المرحاض ...


رمقته ريمـــان بنظرات متشفية ، فقد كان متعالياً بدرجة كبيرة ، وها قد لقى ما يستحقه على يد هؤلاء الأطفال ، ولم تحـــاول التدخل ، وتقوس فمها بإبتسامة ماكرة ، وإكتفت فقط بتهدئة من معها من صغـــــار بمهارة ..


لــوت رانيا شفتيها مشمئزة ، وأدارت ظهرها له ، وتحدثت مع بعض الصغيرات الجالسات إلى جوارها ...

.................................


في ردهــــة الإستقبال ،،،،


تزاحم أولياء الأمور حـــول الناظرة ، وتشاحنوا معها بسبب تعيين معلم ذكر لأطفالهم الصغـــار ..

حافظت الأستاذة إعتماد على هدوئها ، وردت على جميع أسئلته الغاضبة ببرود تـــام ..

وفي النهاية صاحت بصرامة :

-أظن إننا كإدارة قادرين على توفير أمهر وأكفأ المعلمين هنا .. ومش هانعرض مصلحة أطفالنا للخطر !


هتف أب ما قائلاً بحنق :

-بس محدش خد رأينا ، كان لازم على الأقل تخطرونا بده !


ردت عليه الأستاذة إعتماد بجمود :

-مرحلة البيبي كلاس هي مرحلة تمهيدية للقادم ، ووجود مستر آيــاز فيها هايضيف للأطفال مش هايقلل


أردفت والدة ما قائلة بإحتجاج :

-لأ .. أنا مش مقتنعة بالكلام ده!!!


إلتفتت ناحيتها الناظرة ، وحدقت بها لتتابع بهدوء :

-حضرتك يا فندم لازم تكوني واثقة فينا


هتفت الوالدة بضيق وهي تشير بكف يدها :

-إزاي هو هيتعامل مع بنتي ؟ هو عنده صبر ؟ احنا أكتر ناس عارفين إن الرجالة مش بتطيق الأطفال ولا عندهم صبر عشان يتعاملوا معاهم !


أجابتها بنبرة واثقة وهي ترفع حاجبيها للأعلى :

-مستر آياز مدرب تماماً على التعامل مع الأطفال


هزت الوالدة كتفيها في عدم مبالاة وهي تقول :

-مش مصدقة !


تابعت الناظرة بجدية :

-حضرتك هاتشوفي ده على مدار الأيام الجاية


سألتها والدة طفل أخر بحزم :

-ولو جرى حاجة لأولادنا ؟ هاتتصرفوا ازاي ؟


سلطت الأستاذة إعتماد أنظارها عليها ، وردت بهدوء :

-أنا المسئولة عن كلامي

.....................................


في الباحة الخلفية لمبنى الريــاض ،،،


أشرفت جانيت على تجهيز تلك المنطقة وإعدادها لتستقبل الأطفال من أجل إكمــال الإحتفال بأول يوم دراسي ..

حيث أسندت سماعات كبيرة وطاولات مختلفة ، وكذلك ألعاب للصغار في كافة الزوايا ..

ووقف بعض الأشخاص يرتدون ملابساً تنكرية في أحد الأركان منتظرين دورهم في إسعاد الأطفال والرقص معهم


تطلعت جانيت إلى الورقة التي بحوزتها ، وتأكدت من وجود كل شيء ..

ثم رفعت رأسها للأعلى وصاحت بصوت شبه مرتفع :

-استعدوا ، شوية والأطفال هايطلعوا


رد عليها أحــد الأشخــاص وهو يرفع إبهامه للأعلى :

-احنا جاهزين يا مس


أومـــأت برأسها وهي تجيبه :

-تمام !


ثم أولته ظهرها ، وتحركت عدة خطوات للأمــام ، وحدثت نفسها بـ :

-ناقص المصور ، يا رب يكون جــه !

.....................................


دلفت ليلة خــــارج المرحـــاض بعد أن غسلت كفيها ، ثم ســارت في إتجاه غرفة المعلمات ، ولكن أوقفها صــوت رجولي من خلفها قائلاً بجدية :

-لو سمحتي يا مس


إستدارت ليلة برأسها للخلف لتجد شاباً طويلاً – ذو ذقن خفيفة وبشرة سمراء يرتدي قميصاً كحلياً ، وبنطالاً من الجينز الرمادي – يقترب منها ..

توقفت في مكانها ، ورفعت حاجبها للأعلى لتسأله بجمود :

-إنت عاوز مين ؟

-حضرتك أنا المصور اللي جاي عشان حفلة الكي جي


هزت رأسها لتجيبه بهدوء :

-أهــا


بينما تابع هو حديثه بجدية :

-ممكن تدليني على مكان الأطفال لأن بصراحة أنا تايه هنا ومش عارف أوصل لحاجة !


هزت رأسها مواقفة ، وأشارت بعينيها وهي تقول بخفوت:

-اوكي .. تعالى معايا !


إبتسم لها مجاملاً وهو يرد :

-شكراً ليكي


ردت عليه بإيجاز وهي تتحرك للأمـــام :

-العفو


ظل هذا الشـــاب يعبث بعدســة الكاميرا الخاصة به وهو يسير إلى جوارها ، بينما إختلست ليلة النظرات إليه من طرف عينها ..

ولفت أنظارها ماركة الكاميرا ، فرددت دون وعي :

-واو .. كانون !


أدار الشاب رأسه في إتجاهها فوجدها محدقة به ، ونظر لها بإستغراب قائلاً :

-نعم !


تنحنحت بخفوت ثم أجفلت عينيها قائلة بإحراج :

-احم .. آآ.. مافيش !


شعرت ليلة بالحرج منه ..وتوردت وجنتيها قليلاً خاصة وأنها شعرت بأنظاره عليها ..

ما لفت أنظارها هو نوعية الكاميرا التي يستخدمها .. وخشيت أن يكون قد أســـاء الظن بها ، واعتقد أنها تنظر إليه ..

ســـاد الصمت بينهما طــوال الطريق ، فقطعه الشاب قائلاً بنبرة شبه متحمسة :

-على فكرة أنا اسمي أيمن رشوان ، وفوتجرافر على أدي يعني !


هزت رأسها و ردت عليه بإيجاز دون أن تنظر نحوه :

-أهــا


سلط أنظاره عليها وهو يتابع بفضول :

-أنا أول مرة أشوفك هنا ، أنا على طول باجي حفلات السكول بس ماشوفتكيش هناك !


تنهدت بخفوت وهي تجيبه :

-أنا شغالة من زمان هنا


مط فمه للأمـــام قائلاً :

-ممم .. جايز !


ثم إبتسم لها وهو يتابع :

-يمكن عشان دي أول مرة بأصور حفلات الكي جي !


إزداد تورد وجنتيها وهي تقول :

-احتمال


رفع أيمن الكاميرا في إتجـــاه ليلة ، وبدأ في ضبط عدساتها نحوها ، وأكمل قائلاً بتحمس :

-على العموم هي فرصة اني شوفت حضرتك يا مس آآ...


نظرت هي نحوه لتتفاجيء به يلتقط لها صورة فوتغرافية ، فعبست بوجهها قائلة :

-مس ليلة


إبتسم لها قائلاً بنبرة هادئة :

-واو .. Nice name by the way ( اسم حلو بالمناسبة ) زي صورتك


ثم أدار الكاميرا في إتجاهها لتنظر إلى صورتها التي بدت جميلة للغاية ... فإرتسمت إبتسامة رضــا على وجهها ، وهمست له :

-ثانكس !


رسم على ثغره إبتسامة بلهاء ، ورفع يده ليحك رأسه قائلاً بعبث :

-سوري إن كنت صورتك كده ، أنا بأجرب العدسة والفلاش ، ولو حابة أمسحها عادي بالنسبالي !


ردت عليه ليلة بجمود :

-مافيش مشكلة ، بس بليز أنا مش حابة حد يشوفها


مط فمه بإستغراب ، ورمقها بنظرات متعمقة وهو يردد لنفسه :

-ممم.. غريبة !


أضافت ليلة قائلة بتوتر شبه ملحوظ في نبرتها :

-يعني مافيش داعي إن صورتي تكون مع حضرتك بدون سبب


أومـــأ برأسه وهو يرد عليها بجدية :

-أوكي .. As you like ( كما تحبين ) .. أنا هامسحها !


هزت رأسها قائلة بإمتنان :

-Thanks again ( شكراً مرة ثانية )


دار الإثنين من رواق جانبي ، ومن ثم إلى ممر طويل .. ولم تنبس ليلة خلال سيرهما بكلمة إضافية ..

ربما كانت تجيبه تلك المعلمة بردود مقتضبة إلا أنها كانت شخصية مثيرة للإهتمام من وجهة نظر المصور أيمن ..

فعادة هو يقابل فتيات وشابات أقل تحفظاً معه .. وأكثر أريحية في الحديث .. ويحاولن دفعه لإلتقاط صور مميزة لهن ، والتواصل معه .. ولكنها على العكس كانت عابسة الوجه ، مقتطبة الجبين ..

لم تنكر ليلة أن سيرها مع هذا الشاب الغريب أزعجها إلى حد ما ووترها دون أن تعرف السبب .. فمن يراهما معاً ربما يظن أنهما على معرفة وثيقة ، خصوصاً أنه يتعمد الحديث بأريحية شديدة مع غيره .. ويتصرف بطريقة تربكها .. وتسبب لها الخجل ..

كذلك تورد وجنتيها وشعورها بحرارة تنبعث منهما يزعجها أكثر .. فهي عادة ما تكون هادئة حينما تتحدث مع الغرباء .. لكنها على العكس معه .. متوترة ومرتبكة ..


فــرك أيمن طرف ذقنه ، وتسائل بإهتمام محاولاً كسر الحاجز الجليدي مع تلك المعلمة – غريبة الأطوار– قائلاً :

-انتي بتحبي التصوير على كده ؟


ردت عليه ليلة بجمود :

-يعني


أردف أيمن قائلاً بحماس :

-على فكرة مش لازم تكوني دارسة تصوير عشان تبقي فوتجرافر ، أنا خريج تجارة انجليش ، بس التصوير هوايتي المفضلة !


نظرت له بحذر وهي تضيف :

-بجد ؟


هز رأسه بتفاخر قائلاً :

-Yes .. Sure ( طبعاً ) .. دي أكتر حاجة بأحب أعملها ، أكيد سمعتي عن ستوديو " كيرياتف " ؟


لوت فمها قائلة بفتور :

-يعني مش أوي !


هز رأســه عدة مرات ليتابع بحماس أقل :

-ممم .. اوكي .. هو بتاعي ، أنا عملته بجهودي الذاتية ، From scratch ( من الصفر ) !

-أها ..


دس أيمن يده في جيبه ، ثم أخــرج ورقة ما منه ، ومــد يده بها نحوها وهو يقول بإهتمام :

-بصي ده الكارت اللي فيه العنوان بتاعه، ومكتوب لينك البيدج ، خشي عليه وشوفيه !


تناولته منه بحذر وهي تجيب بإيجاز :

-اوكي


أردف أيمن قائلاً بنبرة واثقة :

-هايعجبك الشغل فيه أوي


طوت هي الكارت في يدها ، وتوقفت عن الحركة ثم أشــارت بعينيها للأمام وهي تقول بجمود :

-طيب احنا وصلنا .. فرصة سعيدة يا مستر أيمن !


عقد أيمن ما بين حاجبيه في تعجب منها .. فهي لم تعطيه الفرصة للحديث أكثر معها ، فأجابها بهدوء :

-أنا الأسعد يا مس ليلة !


أولته ظهرها وهي تتابع بجدية أشد :

-عن اذنك


حك رأســـه من الخلف وهو يرد عليها :

-اتفضلي ..!


تابعها بنظرات مراقبة إلى أن اختفت عن أنظاره ، فحدث نفسه قائلاً :

-غريبة المس دي ! ماشوفتش زيها ، عادي ممكن تكون نمرة بتعملها زي أي واحدة أما تحب تعمل مكسوفة !!


هزت ليلة رأسها وهي تسير عائدة لغرفة المعلمات قائلة بإمتعاض :

-انســان عجيب ، بيقولي انجازاته وهو مش عارفني أصلاً ............................................ !!

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل العشرون من رواية راسين فى الحلال بقلم منال محمد سالم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة