-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية راسين فى الحلال بقلم منال سالم - الفصل الثانى والثلاثون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة منال محمد سالم والتي سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات والقصص الرائعة من قبل واليوم مع روايتها التى نالت شهرة كبيرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثانى والثلاثون من رواية راسين فى الحلال بقلم منال محمد سالم.

رواية راسين فى الحلال بقلم منال سالم - الفصل الثانى والثلاثون

إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية 


رواية راسين فى الحلال بقلم منال سالم

رواية راسين فى الحلال بقلم منال سالم - الفصل الثانى والثلاثون

 قـــرر عدد من أولياء أمور مرحلة البيبي كلاس التوجــه إلى ناظرة الرياض لتقديم رســـالة شكر وعرفــان بالجميل إلى المعلم آيـــاز الذي خيب كل ظنونهم السيئة عنه ، وفـــاق توقعاتهم ، وأحدث فارقاً واضحاً مع صغارهم


لم تتفاجيء الناظرة إعتماد من ردة فعلهم ، فقد توقعت أن يبذل هو قصــاري جهده لفعل المستحيل لإثبات مبدأه وتحقسق هدف رسالته ، وبالفعل نجح في هذا ..

استطرد أحد الأباء حديثه قائلاً بإمتنان :

-إحنا كـ Parents ( أولياء أمـــور ) ، حابين نشكر الإدارة ومستر آياز على تعبه مع الأولاد


أضافت سيدة ما قائلة بحماسة :

-أنا مكونتش مصدقة ان بنتي هاتتعلق بيه أوي


بينما أكمل أخـــر قائلاً بإبتسامة ودودة :

-بصراحة طلع ممتاز


أشـــار أحد أولياء الأمور للبقية بكف يده ليسود الصمت بينهم ، وتابع هو الحديث بنبرة أكثر جدية :

-احنا عاوزين نعتذره عن آآ...


قاطعتهم الناظرة إعتماد وهي ترسم على ثغرها إبتسامة هادئة وبنبرة رسمية :

-مافيش داعي ، هو قام بواجبه مع الأطفال


هتفت سيدة أخرى قائلة برجــاء :

-أرجوكي يا مس اعتماد بلغيه شكرنا ، وثقتنا فيه


أومــأت الأخيرة برأسها إيجاباً ، وردت عليها بهدوء :

-اوكي


انتبهت ريمــــان للحوار الدائر في الإستقبال ، وشعرت بالفخـــر من حديثهم عن آيـــاز .. وظهرت علامات الفرحة واضحة على قسمات وجهها ..

لقد تمكن من تحقيق هدفه ، وأثبت مقدرته على تعليم الصغار دون فرق بينه وبين أي معلمة ..

قادتها ساقيها إلى قاعته الدراسية ، وتحركت بخطوات أقرب للركض وهي تتجه نحوه ، ثم هتفت بتلهف وهي تحاول إلتقاط أنفاسها :

-آيـــاز ، مش هاتصدق اللي بيحصل برا


ســألها بإهتمام وهو مسلط أنظاره عليها :

-في ايه ؟


أجابته بحماسة وهي تشير بكلا كفيها :

-الـ Parents ( أولياء الأمور ) بيشكروا فيك جامد


رفع حاجبه للأعلى ، وتسائل بعدم تصديق :

-Really ( بجد ) ؟


هزت رأسها عدة مرات وهي تجيبه :

-ييس


أخذت ريمان نفساً عميقاً ، وزفرته على مهل ، ثم تابعت بسعادة :

-أنا فرحانة أوي عشانك


مط شفتيه قليلاً ، وضيق عينيه وهو ينظر نحوها ، ثم وضع يديه في جيب بنطاله ، وســألها بمكر :

-بجد ؟ طب ليه ؟


إرتبكت هي من نظراته العميقة ، وظهرت حمرة خفيفة على وجنتيها ، وتلعثمت وهي تحاول الرد عليه :

-احم .. آآ.. يعني احنا زمايل ، وأكيد نجاحك هايكون مشرف للـ Staff ( فريق العمل ) كله


اقترب منها خطوتين ، وغمز لها متسائلاً :

-بس كده ؟


زاد خجلها وإضطرابها .. وردت عليه بخفوت وهي تعيد وضع خصلات شعرها خلف أذنها :

-آآ.. ماتحرجنيش بليز


أخــرج يده من جيبه ، وأشـــار بإصبعه نحو قلبها ، وتابع بنبرة رخيمة :

-اوكي ، بس أنا متأكد من اللي هنا


أسبلت عينيها ، وإبتسمت له إبتسامة خجلة .. بينما ظل هو محدقاً بها بنظرات مختلفة .. ولكنها كانت مرآة لما في صدره وفؤاده نحوهــــا ...

.............................................


في المكتبة الملحقة بمبنى الريـــاض ،،،


أمسكت رانيا بقصة مصورة للأطفال – ذات حجم كبير – وفتحتها على أخرها ، وبدأت تسرد ما بها من أحداث ..

وما إن إنتهت حتى سألت الصغار بجدية :

-ها استفدنا ايه يا حلوين من القصة ؟


أجابها أحدهم – ويدعى آدم – ببراءة :

-مانكولش sweets


لوت رانيا ثغرها مستنكرة ، وهتفت مصححة :

-اسمها حلوى !


اعترض الصغير آدم قائلاً بإصرار :

-لأ يا مس ، انتي بتقوليها غلط


بررت له قائلة بحذر :

-يا حبيبي ، دي بالانجليش ، لكن باللغة العربية حلوى


نهض أحد الصغار عن مقعده ، ووقف قبالتها ، وأردف قائلاً ببراءة :

-عارفة يا مس احنا شوفنا ديناصور هنا


رمقته بنظرات متعجبة ، ثم ردت عليه بهدوء :

-ديناصور !! ده انقرض يا سيف من زمان


هز الصغير آدم رأسه نافياً ، وأكمل قائلاً بهدوء :

-لأ هو مش ديناصور يا سيف ، ده Crocodile ( تمساح )


ابتسمت لهما رانيا بسخرية ، وردت عليهما بثقة :

-تمساح ، لأ إنت غلطان مافيش تماسيح في الكي جي !


صــاح الصغير سيف قائلاً بعبوس :

-والله شوفته يا مس رانيا !


ثم إستدار برأســـه للخلف ، وتابع ببراءة :

-وكان ماشي من هنا وبيهز ديله


عقدت رانيا مابين حاجبيها في إندهــــاش ، ورددت بعدم فهم :

-بيهز ديله ؟!!!


أشــــار لها بذراعه وهو يكمل بثقة :

-اه ، وطلع على الحيطة


جحظت بعينيها مصدومة ، ورددت بتلعثم وقد بدى الشحوب على وجهها :

-حيطة .. ده مش .. مش تمساح ده آآ...


صـــاح الصغير سيف بحماس وهو يقفز في مكانه :

-بس أنا عرفته ، هو Iguana ( سحلية ) ، أهوو هناك يا مس


اتسعت مقلتي رانيا أكثر في رعب ، وركضت كالمجنونة خــارج المكتبة وهي تصرخ بهلع :

-يـــا مـــــامي ، ده .. ده طلع برص ! عــــااااا ، إلحقوني !!

تعالت ضحكات الصغار على تصرفها الأخـــرق .. وتدخلت إحدى العاملات للتصرف فوراً ، وإبعاد الأطفال ، والتخلص من ذلك الكائن الدخيل ...

............................................


لاحقاً عرف الجميع بما فعلته رانيا خلال حصتها ، فضحكوا على حماقتها ..

أرادت ســـارة أن تنشــر ما حدث في منشور على الفيس بوك ، ولكن حذرتها سالي قائلة :

-اوعي تعملي كده


ســألتها سارة بجدية :

-ليه يعني ؟


أجابتها ســالي بمزاح :

-يا بنتي البوست بعد شوية هيتاخد سكرين شوت ، ويتبعت لجهات سيادية عليا ، وشوية وهنلاقيه اختفى في ظروف غامضة !


وضعت كفها على طرف ذقنها ، وهتفت بصدمة :

-يا لهوي


أكملت سـالي قائلة بإبتسامة متسلية :

-وإنتي هتتحطي في الـ Black List ( القائمة السوداء )


ردت عليها ســـارة موافقة :

-أووف ، وأنا مش ناقصة

-بالظبط ، بلاش تكوني من المغضوب عليهم

-على رأيك

...................................


بعد برهــــة ، ولجت السكرتيرة أية إلى داخل غرفة المعلمات ، وأردفت قائلة بصوت رقيق :

-بنات ، مس إعتماد عاوزة حد للإشــراف في حفلة الناشونال بالليل


ردت عليها هبة بفتور :

-لأ ، أنا مش فاضية عندي مشاوير كتير


واعترضت ميادة هي الأخرى بجدية :

-ولا أنا


أشــارت لهما أية بكفها وهي تتابع بنبرتها الرقيقة :

-بصوا ، اختاروا أي اتنين


تسائلت ســـارة بإهتمام :

-هو مس لولو معاهم ؟


أجابتها أية قائلة :

-اه


أضافت ســـالي بهدوء :

-دي يا عيني من ساعة اللي حصلها وهي متعقدة


ضحكت ســـارة وهي تقول بمرح :

-ايوه لعنة الإنتر ! عشان تصدق


هتفت هبة قائلة بجدية بالغة :

-بصي أنا مش هاجي المدرسة بالليل لو دفعولي مليون جنية


سألتها ســـــارة بفضول :

-ليه يا بوب ؟


أجابتها هبة بصوت جاد وهي ترفع حاجبها للأعلى :

-ايه يا بنتي هو انتي ماسمعتيش عن العفاريت اللي هنا


رمشت ســـارة بعينيها وهي تردد بقلق :

-عفاريت


ثم إزدردت ريقها وتسائلت بتوتر :

-بتكلمي جد ولا .. ولا ده هزار ؟


ردت عليها ســـالى تلك المرة وهي تتنهد بصوت مسموع :

-ايوه ، ده معروف من سنين ، المدرسة مسكونة بالليل !


هزت سارة رأسها مستنكرة :

-استحالة ، ده مش حقيقي


تابعت هبة قائلة بنبرة شبه خافتة :

-فاكرة يا سالي لما ناني ناصرة جت المبنى الصبح ، ولاقت المكاتب كلها عليها أثار رجلين كبيرة ، حتى جوا مكتب مس إعتماد اللي محدش معاه مفتاحه إلا هي !


بينما أضافت ســـالي بهدوء حذر :

-أيوه ، والأبواب اللي بتتفتح وتتقفل لوحدها من غير ما حد يقرب منها


ردت عليها هبة بنبرة شبه منزعجة :

-ولا أوكرة الباب اللي بتتكسر كل شوية


وأكملت سالي بنبرة غامضة :

-ده غير الصوت اياه


ضمت ســارة قبضتي يدها إلى صدرها ، وهتفت بخوف :

-أووف ، ده باينه حقيقي


إستأنفت هبة حديثها وهي تشير بيدها :

-اسألي حتى بتوع الأمن وهما يقولولك ، طول الليل مشغلين قرآن


حركت ســـارة رأسها معترضة ، وصاحت محتجة :

-لألألأ .. مش عاوزة أســأل حد


سألت أية مجدداً بإرهاق :

-طب مين هايروح ؟


ردت ســــارة بإبتسامة عابثة :

-أقولك أنا ، حطي البت رانيا ومعاها نشوى


نظرت لها ســالي بنظرات ذات مغزى ، وهتفت لها:

-ده انتي بتموتي فيهم !


ضحكت ســـارة وهي تضيف بتسلية :

-خلي قلبهم يجمد شوية


وبالفعل تم تكليف رانيا ونشــوى بحضور الحفل المسائي والإشراف عليه ، وإنضمت إليهما عاليا بعدما اعتذرت معلمة أخـــرى في قسم اللغات ...

........................................


كما تم الإرســـال في طلب المعلمة منة للحضور إلى مكتب السكرتارية حتى يتم التنسيق معها لكونها عضواً في الإشــراف على رحلة المدارس إلى تركيا ..

استلمت هي الأوراق الرسمية ، وكذلك خطاب التكليف ، وبدى على محياها ابتســـامة جلية ، وتمتمت مع نفسها بسعادة :

-أخيراً ، هاغير جو وأســافر ، ياه ، أد أيه أنا محتاجة التغيير ده !


دست الأوراق في حقيبة يدها ، وتابعت قائلة بجدية :

-محتاجة أشوف اللي ناقصني وأجهز حاجتي قبل ما أسافر !

.......................................


في المســـــاء ،،،


ابتلعت رانيا ريقها بتوتر واضح وهي تصعد على الدرجـــات المؤدية للطابق الأخير في مبنى المدارس الرئيسي ..

كان الجو هادئاً للغاية .. والإضـــاءة خافتة ..

تلفتت حولها بنظرات مذعورة ، وهمست لنفسها بخوف :

-استر يا رب ، ده أنا هاموت في جلدي ، عقلي كان فين عشان اطلع هنا لوحدي


تحركت بحذر في الرواق .. وتابع حديث نفسها بإرتعاد :

-ده أنا لو اتقتلت هنا محدش هايحس بيا


ثم هبت في مكانها مذعــــورة حينما استمعت إلى صوت صفق بـــاب ما بقوة ، وكتمت صرختها بصعوبة ..

ازدردت ريقها مرة أخــرى ، وشعرت بإرتجافة شديدة تجتاح أطرافها ..

هزت رأسها مستنكرة ، وأردفت قائلة بإصرار :

-أنا ايه اللي خلاني أوافق اجي هنا لوحدي ، ما كنت نزلت الحمام اللي في الأرضي وخلاص


صرخت تلك المرة بهلع حينما شعرت بقبضة يـــد توضع على كتفها ، فصاحت بها عاليا بإندهاش :

-اهدي يا رانيا ، في ايه ؟


هدرت رانيا بفـــزع وهي تهب في مكانها :

-عفـــــريت !


نهرتها عاليا قائلة بحدة :

-ده أنا يا مجنونة


تنفست رانيا الصعداء ، ووضعت يدها على قلبها وهي تقول بصوت لاهث :

-يا لهوي ، قطعتي خلفي !


رمقتها عاليا بنظرات سخط ، وتساءلت بتهكم :

-ايه جو الرعب اللي انتي عملاه ؟!


ردت عليها بنبرة مرتبكة :

-ما.. ما أنا متوقعتش إنك تكوني هنا


بررت لها عاليا قائلة :

-أنا جيت وراكي أشوفك رايحة فين


أجابتها رانيا بصوت متحشرج :

-كنت بأدور على الحمام اللي هنا

-تعالي ، ده هو هناك

-طيب


ثم ســــارت الاثنتين سوياً في إتجاه المرحــاض ، وأصرت رانيا على بقاء عاليا معها حتى تنتهي مما تفعله ، وبعدها تحركت كلتاهما عائدتين إلى المســرح ...

...............................................


في فيلا ســـرحان عليوه ،،،


فاتح رامـــي والديه في مســألة خطبته من عاليا – زميلة آيـــاز في العمل - ولم يبدْ أحدهما إعتراضه على رغبته ، فقد كان واضحاً عليه مدى تعلقه بها ، بالإضافة إلى حماسة والدته السيدة سوزان في تزويجه قريباً ..

استأنف المهندس سرحان حديثه قائلاً بهدوء :

-أهم حاجة تكون البنت كويسة ، ومن أصل طيب !


رد عليه رامي بإبتسامة واثقة :

-اطمن يا بابا ، محترمة وأخلاق وحاجة تتشرف بيها


ربت والده على ظهره ، وتابع بهدوء :

-على بركة الله


أضافت والدته قائلة :

-ربنا يكرمك يا رامي ، وتكون بنت الحلال اللي تستاهلك


احتضن رامي والدته ، وانحنى ليقبل كف يدها وهو يقول بنبرة ممتنة :

-حبيبتي يا ماما


ثم اعتدل في وقفته ، وتابع بجدية :

-أنا هحاول أظبط ميعاد نتعرف على أهلها ، وبعدها إن شاء الله نقرى الفاتحة


أومــأ والده برأســه موافقاً :

-إن شاء الله ، ربنا يسهلك أمورك


ردت عليه والدته بسعادة :

-تمام يا حبيبي !


تنهد رامي بإرتيـــاح ، واتجه مسرعاً إلى غرفته ليبلغ آيـــاز بقرار والديه المبهج وقلبه يرقص طرباً من السعادة .....

.........................................


في اليوم التالي ،،،

في مبنى الرياض ،،،


اجتمعت المعلمات حـــول دفتر توقيع الحضور والإنصــراف ، وتبادلن المزاح سوياً ..

ولج آيـــاز إلى داخل الإستقبال ، وبحث بعينيه سريعاً عن عاليا ليخبرها بطلب رامي منه ..

وبالفعل وجدها بصحبة ســـارة وسالي ، فدنا منهن ، وتنحنح بخفوت وهو يقول :

-صباح الخير


إلتفتت المعلمات إليه ، ورددن التحية برقــة ، فتابع قائلاً بهدوء :

-ممكن أتكلم معاكي على جنب يا مس عاليا

-اه اتفضل

قالتها وهي تتحرك معه للخلف ..


حك هو طرف ذقنه بإصبعه ، وإستأنف حديثه بنبرة جادة :

-هو الموضوع يخصك إنتي وآآ.. ورامي ابن خالتي


توردت وجنتيها قليلاً ، ونظرت إليه وهي ترسم على ثغرها إبتسامة رقيقة .. وسـألته بهمس :

-هو .. هو آآ..


قاطعها قائلاً بثبات :

-شوفي يا مس عاليا هو عاوز رقم تليفونك عشان يظبط معاكي معاد للخطوبة


إندهشت من عبارته الأخيرة ، وهمست متوترة وقد اكتسى وجهها بحمرة كبيرة :

-آآ.. خطوبة


ابتسم لها وهو يســألها بخفوت:

-ايوه ، في مانع عندك أخده منك وأديهوله ؟!


تنحنحت قائلة بخجل :

-احم.. لأ !


هــز رأســه بحركة خفيفة وهو يقول :

-ومبروك مقدماً


بدت مرتبكة ومتحمسة في آن واحد .. واعتلى ثغرها ابتسامة عريضة وهي تقول بحرج :

-ميرسي .. آآ.. قصدي الله يبارك فيك


اقتربت منهما ريمان ، وتسائلت بإهتمام :

-خير يا جماعة في حاجة ؟


رد عليها آيــاز بإبتسامة الدبلوماسية :

-خير إن شاء الله


رفعت حاجبها للأعلى ، ورمقته بنظرات مطولة وهي تردد :

-واضح كده إن الموضوع فيه آآ...


قاطعتها عاليا بقلق جــــاد :

-أوف مس اعتماد جت ، يالا بينا على الكلاسز بتاعتنا


غمزت لها ريمان وهي تقول بعتاب زائف :

-اوكي بتهربي مني ، هاعرف برضوه


ثم تحركت مع آيــــاز نحو قاعتهما الدراسية ، وســألته :

-هو في ايه ؟


رد عليها بهدوء :

-صاحبتك هاتتخطب قريب


ســألته بفضول أكبر وهي تطالعه بنظراتها :

-بجد ، وإنت عرفت منين ؟


أجابها بنبرة شبه مغترة :

-من ابن خالتي ! إنتي ناسية ولا ايه ؟


عضت على شفتها السفلى ، وحكت فروة رأسها بكفها لتنفض خصلات شعرها ، وتابعت :

-أهــا ، صح ، مخدتش بالي ، مبروك ليهم


رد علبها آيـــاز مبتسماً :

-الله يبارك فيكي ، وآآ... وعقبالك !


أسبلت عينيها وهي توليه ظهرها :

-إن شاء الله ، هاروح أشوف الكلاس بتاعي


حرك رأســه موافقاً إياها ، وتابع بهدوء :

-أوكي ، وهنتكلم تاني

-شور

-باي !

........................................


في معرض السيارات ،،،


حصـــل رامي على رقم عاليا من آيـــاز ، وترقبت هي بشغف كبير مكالمته لها .. ولم يختلف حاله عنها كثيراً .. ظل ينتظر اللحظة المناسبة والتي تتوافق مع وقت فراغها حتى يهاتفها ..

وبالفعل أتاها إتصاله المنتظر ..


أجابت عليه بنبرة ناعمة بـ :

-ألو


رد عليها بحماس وهو يعتدل في جلسته على المقعد :

-أحلى ألو سمعتها في حياتي


همست له بخجل :

-ميرسي


ســألها مازحاً وهو يطرق بأصابعه على سطح مكتبه :

-ازيك يا أبلة ؟


عاتبته قائلة بجدية :

-برضوه أبلة


رد عليها بحماسة واضحة في نبرته :

-طبعاً ، أجمل وأحلى أبلة في الدنيا


ســألته بهدوء مصطنع :

-إنت كنت عاوزني في ايه ؟


أجابها بمزاح وعلى ثغره ابتسامة واسعة :

-أعاكسك


ردت عليه بجدية مفرطة :

-والله ! إنت هتهزر


استشعر رامي التغيير المفاجيء في نبرتها ، فهتف بتلهف وهو يحاول إسترضائها :

-لالالا .. أنا غرضي شريف والله


سـألته مجدداً بهدوء :

-ها ، عاوز ايه ؟


انتظر قليلاً قبل أن يجيبها بتنهيدة عميقة :

-نتجوز


ردت عليه بإندهاش :

-كده خبط لزق مافيش أي مقدمات


التوى ثغره بإبتسامة متحمسة وهو يرد عليها :

-ما أنا اختصرت ده كله


همست له بحياء :

-عادي كده


ســألها رامي بإهتمام :

-ايوه ، ها رأيك ايه ؟


ردت عليه بنبرة شبه مرتبكة :

-ما .. ما انت عارف رأيي


أردف قائلاً بإصرار :

-عاوز أسمعها بوداني


أجابته بإيجاز :

-اوكي


تعجب من ردها المختصر ، وهتف مستنكراً :

-اوكي ! بس كده


تحدته قائلة بمكر :

-بالظبط زي ما قولتلي


مط فمه ليقول بجدية :

-اهــا ، واضح إننا هانقف لبعض على الواحدة


حذرته قائلة :

-المشوار لســه في أوله !


أخـــذ هو نفساً عميقاً ، وزفره ببطء ، ثم تابع بصوت هاديء :

-طيب يا ست البنات ، عاوزك تحددي ميعاد مع الحاج والحاجة عشان نجي نزوركم ونقرى فاتحة ونلبس الدبل


ردت عليه بنزق :

-مش لما نتعرف الأول عليكم ، ونشوف إن كنت هوافق بيك ولا لأ


تابع قائلاً بعدم اكتراث :

-كل دي شكليات ، أهم حاجة القبول ، وده حصل الحمدلله ، وأنا متأكد منه !


ردت عليه بنعومة :

-طيب ، هارتب أموري في البيت ، وأكلمك


تنهد قائلاً بحرارة :

-هستنى مكالمتك على نار


ثم أنهى معها المكالمة ، ولـــوح بقبضته بسعادة في الهواء وهو يدير مقعده بحركة دائرية ، فقد أوشك على الحصول على مراده ، وأصبح على بعد عدة خطوات من تحقيق حلمه ...

..................................................


في غرفة المعلمات بمبنى الرياض ،،،


إجتمعت الناظرة إعتماد بجميع أعضاء فريق العمل للترتيب لحفلة نهاية الفصل الدراسي الأول ..

وقـــامت بتوزيع الأدوار على الجميع على حسب طبيعة عرض كل فرد ..

وتولت ليندا الإشراف العام على خشبة المسرح أثناء بدء العرض ، وكذلك في الكواليس ..


مررت السكرتيرة أية ورقــة خاصة بالتوقيعات ، فوقع عليها الجميع بالعلم .. ثم أعطتها للناظرة .. وانصرفت كلتاهما ..


اقتربت ريمـــان من عاليا ، وسألتها بهمس :

-ها ايه الجديد ؟ كلمك ؟!


ردت عليها بخفوت :

-هو مافيش حاجة بتستخبى عليكي


غمزت لها ريمان وهي تضيف بمكر :

-لأ .. ما انتي عارفة أنا ليا لي مصادري


ابتسمت لها عاليا :

-انت هتقوليلي !


..........................................


في أحد المقاهي الحديثة ،،،،


أسند النادل المشروبات على الطاولة ، فشكرته ريمـــان ، ثم إلتفتت ســـالي برأسها نحو رفيقتها عاليا ، ورمقتها بنظرات غامضة قبل أن تســألها بهدوء :

-ها ايه جديدك ؟


أجابتها عاليا بإبتسامة سعيدة :

-هاتخطب لرامي قريب


هتفت ســــارة بسعادة جلية :

-مبروك !!


بينما رددت سالي بنبرة فرحة :

-الله الله ، إيه الأخبار الحلوة دي


ردت عليهما عاليا بإبتسامة مجاملة :

-تسلمولي يا بنات


أضافت ليلة قائلة :

-ربنا يكلملك على خير ، عاوزين نفرح بقى


بينما تساءلت ريمان بإهتمام :

-هاتعملي الخطوبة فين ؟


أجابتها عاليا بتنهيدة وهي تضغط على شفتيها :

-هي قراية فاتحة ، وهاتكون على الضيق


ردت عليها ريمان متسائلة بجدية :

-طب ايه رأيك لو عملناها في مكان مفتوح ؟


هتفت ســـارة بحماس :

-واو ، فكرة حلوة ، ايه رأيك يا عاليا ؟


هزت عاليا كتفيها وهي تقول بحيرة :

-مش عارفة


أوضحت ريمان وجهة نظرها بهدوء :

-بصي الكل الوقتي بيحب يعمل الأفراح والخطوبات في الـ Open Area ، بتبقى شيك ، وهادية وحلوة


وافقتها ســـارة في رأيها وهي تقول :

-أها .. أكيد


عبست عاليا بوجهها ، وإستندت بطرف ذقنها على مرفقها ، وهمست بعبوس :

-أنا مشكلتي الوقتي هالبس ايه ؟


وضعت ليلة كفها على كتف عاليا ، وردت بتفاخر واضح :

-لأ ماتشليش هم يا قلبي ، دي لعبتي


أضافت سـالي بمرح :

-طبعاً ده ليلة خبيرة الشلة .. دي فاشونيستا


قهقهت الفتيات على دعابة سـالي الأخيرة ، واتفقن سوياً على مساعدة عاليا في كل شيء تحتاجه خلال الفترة القادمة حتى تصبح أحلى العرائس وأكثرها رقــــة وجمالاً ........................

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثانى والثلاثون من رواية راسين فى الحلال بقلم منال محمد سالم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة