-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية فى جحر الشيطان بقلم هند شريف - الفصل الحادى عشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية ذات الطابع الإجتماعى والمليئة بالكثير من التشويق والإثارة مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة هند شريف علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الحادى عشر من رواية فى جحر الشيطان بقلم هند شريف .

رواية فى جحر الشيطان بقلم هند شريف - الفصل الحادى عشر

إقرأ أيضا: رواية غرام 

رواية فى جحر الشيطان بقلم هند شريف

رواية فى جحر الشيطان بقلم هند شريف - الفصل الحادى عشر

 في صدر المجهول

.............................

مجهول ضعت فيه ولا أعلم هل لطريقي نهاية أم لا

مجهول غرقت فيه ولا أعلم هل لم من فكاك!!

مجهول مخيف ليس له ملامح ولا أشباه هل لي من مفر!!

في الغرفة المظلمة ذات الفراش المتسخ والنافذه المتهالكة كانت ترقد وراء الباب علي الأرض ضامة ركبتيها إلي صدرها تفكر في هذا الشخص المثير للفضول....فضولها كان أكبر من خوفها كانت تشعر بالفضول ناحية هذا الشخص الغامض من هو!! وما هي هذه الحياة التي عاشها جعلته بقلب بارد وعيون حاده ودائماً عاقد حاجبيه ,ألا يعرف أنه يوجد ما يُسمي بالإبتسامة في هذا الكون ؟!

كانت كل هذه الأفكار تعصف برأسها حتي كاد أن ينفجر .لابد أن تعرف من هذا الذي يسمي قاتلها وحاميها بنفس الوقت......وضعت يديها علي وجهها لتغطي خصل شعرها الهاربة من الحجاب طوال الأيام الفائتة كانت تحافظ علي ألا يظهر منها أي جزء ولكن عندما إنتفض من نومه وإنقض عليها كما ينقض الأسد علي فريسته لم تشعر بشئ سوي نظرته النارية ولمسته الحارقة فوق ملابسها ولم تلاحظ هروب خصلاتها الكستنائية من تحت الحجاب....لأول مرة تري عينيه عن قرب ولكنها لاحظت وراء كل هذه القسوة لمحة من الحزن للحظة واحدة فقط ولكن لابد أن أعلم ما يختبئ وراءك أيها الحامي والقاتل

.................................................

كان يتلمس الصورة في حنان وحب وظهر علي شفتيه شبح إبتسامة ضم الصورة إلي قلبه كأنه يحفرها بداخله أسند رأسه إلي الوراء مغمضاً عينيه ومازالت الصورة في داخل قلبه والمشهد محفور في ذاكرته ولا يستطيع نسيانه أبداً ومهما مر وطال الزمان لن ينساه...

آه منك يا قلبي..أتنشد الراحة وأنت لا تستحقها!!

أتنشد الحياه وأنت لا تستحق العيش!!

هنا في هذا الكوخ تكمن مصدر الإزعاج,تريد مني الشعور والشفقة

ولكن هيهات فقد فقدت تلك الأشياء منذ زمن طويل ولم ولن أسمح لأحد أن يغيرني حتي لو كانت مزعجه متطفلة أتية في رحلة من العالم الخارجي.

................................

إنطلق مازن إلي القاهره بأقصي سرعه بعدما أخبر والده أنه لديه شئ ربما سيكون خلاص أسيل

وصل إلي المنزل وبدأ يبحث في غرفة نادين عن هذا الفيديو حتي وجده مخبأ في الدولاب حمد الله في سره واخذه إنطلق إلي مكتب وكيل النائب العام عندما أخبر السكرتير عن إسمه أدخله فوراً.....وجد رجلاً في منتصف الخمسينيات غزا الشيب رأسه قام الرجل من مكتبه مُرحباً بمازن

السيد عبد الرحمن:أهلاً وسهلا دكتور مازن إتفضل

مازن(ماداً يديه):أهلاً بحضرتك يافندم... (وهو يجلس) متشكر

عبد الرحمن:تشرب إيه ؟

مازن(يتنهد):لأ متشكر مش عاوز حاجه انا جاي أقول لحضرتك علي المعلومات اللي عندي وبيها إن شاء الله نلحق ننقذ أسيل

عبد الرحمن:إتفضل إتكلم أنا سامعك

مازن:أسيل وزميلتها كانوا رايحين يصوروا عملية تبادل مخدرات تبع طارق الحديدي أكيد حضرتك عارفه....المهم هما صوروا المهمة دي كلها وانا معايا الفيديو وواحد م الاتنين اللي فيه هو اللي أخد أسيل

تململ عبد الرحمن في جلسته واضعاً الكاميرا التي أعطاه إياها مازن علي المكتب

عبد الرحمن:بس هو إيه اللي مخليك متأكد أن الصفقة بتاعة طارق الحديدي هو كان في الفيديو؟

مازن(بضيق وقد فهم مقصده):لأ مكانش في الفيديو بس أظن بابا قال لحضرتك أن زميلة أسيل هربت منهم وهي وأسيل كانوا عارفين كل حاجة وكمان السكرتيرة بتاعته هي اللي مبلغاهم الكلام ده

عبد الرحمن:أنت عارف مين طارق الحديدي يادكتور؟

مازن(بعصبية):أنا ميهمنيش أي حاجة غير أختي اللي مخطوفة وأمي اللي في المستشفي علشان متعرفش بنتها عايشة ولا ميتة يا فندم

عبد الرحمن(مُحاولاً تهدئته):إفهمني بس طارق باشا ده عضو في مجلس الشعب وصاحب أكبر مصانع في البلد يعني لو الصفقة دي تبعه يبقي أكيد عارف موضوع أختك وخصوصاً بعد المقال اللي نزل عنها وبكدا يبقي هو أكيد عارف اللي خطفوها

مازن(فرك ذقنه بعصبية):بص يافندم عضو في المجلس الشعب أو غيره أنا هجيب أختي وهاخد حقها أنا بوري حضرتك الفيديو ده علشان تدورو عندكم في ملفات المجرمين لو عرفتوا حد من الاتنين اللي فيه يبقي شكرااا لحد كدا مع أني أعرف يعني أن الشرطه في خدمة الشعب يعني المفروض لو طارق ده متورط في صفقة بشعة زي دي يتحاسب حتي لو كان رئيس الجمهورية نفسه

إنتفض عبد الرحمن إثر جملته الأخيرة قائلاً

عبد الرحمن:دكتور مازن كفاية لحد كدا أنا مقدر قلقك علي أختك وهشوف الفيديو واللي أقدر عليه هعمله

نظر له مازن شزراً ولم يرد فقط الصبر حتي تعود شقيقته

شاهد عبد الرحمن الفيديو ثُم إستدعي مساعده قائلاً

عبد الرحمن:محمد تعالي شايف الاتنين اللي في الفيديو ده

محمد(نظر للشابين):أيوة يافندم مالهم ؟

عبد الرحمن:تروح تدورلي عليهم في ملفات المشبوهين في جرايم القتل والمخدرات دلوقتي حالاً مفهوم

محمد:مفهوم كلام سعاتك يافندم أي أوامر تانيه

عبد الرحمن:لأ إتفضل إنت

مازن:متشكر لو سمحت الفيديو!

عبد الرحمن:هتاخدو ليه؟

مازن(هم بالوقوف):طول ما هو معايا حياة أختي مش هتكون في خطر إن شاء الله

أخذ مازن الكاميرا دون أن ينتظر رد عبد الرحمن وخرج من مكتبه متخذاً طريقه إلي المشفي ليري والدته ويطمئن علي حالها

سال عن غرفتها ووجد والده يقف مستندأ علي باب الغرفة ذهب إليه مسرعاً الخطي محتضناً إياه

ياسر:حمد الله علي السلامة ياحبيبي

مازن(مقبلاً رأسه):الله يسلمك يابابا....ماما عاملة إيه دلوقتي ؟

ياسر(بحزن):لسه مفاقتش كانت صدمة شديده عليها فاكرة أسيل بعيد الشر ماتت

مازن(تنهد بحزن):بعيد الشر أقدر أدخل أشوفها ؟

ياسر:هي نايمة بس دموعه عمالة تنزل والدكتور مانع أن حد يدخل عليها خالص تقدر تبص بس من برا

نظر مازن بلهفة إلي والدته وجدها بين الأجهزة وهناك كمامة الاكسجين علي فمها هربت دمعة من عينيه مسحها سريعاً وأخذ والده من يديه يُجلسه علي أحد المقاعد

مازن(بنبرة حانية):بابا ملوش لازمة حضرتك تفضل هنا أنا هفضل جنب ماما وأول ما تفوق هقول لحضرتك

ياسر(فرك عينيه بأرق):طمني الأول إيه الحاجة اللي كانت معاك ويمكن تنق أسيل؟

مازن(بضيق):أسيل ونادين كانوا مصورين فيديو والفيديو ده الحمد لله كان مع نادين وفيه صورة لواحد من الاتنين اللي أخدوا أسيل وديتو لوكيل النائب العام اللي حضرتك بتقول عليه صاحبك

قال كلمته الأخيره بنبره ساخرة

ياسر(بامل):والله طب الحمد لله ها وإيه اللي حصل؟

مازن(بتساؤل):هو حضرتك تعرف طارق الحديدي؟

ياسر(بتفكير):إمممم بيتهيألي أعرفه مش هو ده عضو مجلس الشعب وصاحب أكبر مصانع للحديد والصلب!

مازن(بأسف):أيوة هو بالظبط....ده بقي رجالته هما اللي خاطفين أسيل يابابا لأن الصفقة دي بتاعة مخدرات وكانت تبعه تخيل عضو مجلس شعب بيتاجر ف المخدرات!!

ياسر(بدهشة):مش معقول ! حسبي الله ونعم الوكيل طمني يامازن يابني إيه اللي حصل بعد ما عبد الرحمن شاف الفيديو ؟

مازن(بضيق):عبد الرحمن بيه ساعة ما سمع إسم الحديدي كأن في حية لدغته ومرضيش يشوف الفيديو لحد ما قلتله أنا اللي يهمني سلامة أختي وميهمنيش حاجة تانية علي الرغم من أن طارق الحديدي وأمثاله لازم يتحاسبو المهم يعني شافه وخلي واحد م اللي عنده يدور في الملفات بتاعة المشبوهين عنهم وهيكلمني لو فيه حاجه بس أنا أخدت معايا الفيديو تاني

ياسر(بدهشة):حتي عبد الرحمن كان خايف ؟

مازن:ده كان مرعوب مش خايف...بس متخافش والله لو وصلت أني أطربق الدنيا علي دماغ طارق الحديدي هعملها أنا أهم حاجة عندي أسيل

ياسر(أمسك يديه):لأ يامازن أنا مش ناقص أخسر حد تاني حرام كفاية هو إن شاء هنلاقي أسيل من غير ما ندخل في خلافات مع طارق ده واظن زي مانت شايف مفيش حاجة عليه خالص وكمان ده عنده حصانة

مازن(بتفاؤل):بس حضرتك بردوا ليك إسمك وسمعتك ومش قليل في البلد علشان طارق ده يؤذي حد من أهلك

ياسر(يتنهد):أيوة بس أنا مش عاوز أعمل زيه وأستعمل نفوذي أنا بنيت بنفسي يا مازن وأسيل علي الرغم من اللي عملته كان غلط بس أنا كان نفسي تظهر حقيقة البني أدم اللي الناس مخدوعة فيه

مازن(أمسك يديه):أنا هريح حضرتك ياباب ومش هعمل شوشرة بس لحد ما أطمن أن أسيل كويسة

نظر ياسر إلي غرفة زوجته بحزن والإرهاق باد علي وجهه شعُر مازن بوالده فالحمل أصبح ثقيل عليه من ناحية والدته التي مازالت بالعناية المركزة ووالده الخائف علي صغيرته وشقيقته التي لا يعلم أين هي إلي الأن ومن ناحية آخري هناك عنيدة متمرده أضاعت حياتها....ربت علي يد والده يسانده في هذه المحنة نظر له ياسر شاكراً الله أنه لدين إبن مثل مازن يقف بجانبه ويسانده وحمل بعض العبء عنه..

مازن(بحب):يلا بقي ياحبيبي أنت روح إرتاح شوية لحد ماما ما تفوق وأنا هكلم حضرتك علي طول

ياسر(بإعتراض):مينفعش أسيبها يا مازن بجد مش هرتاح إلا لما أشوف سميحة وأطمن عليها

همَ مازن بالإعتراض ليريح والده

ياسر(مقاطعه):خلاص يا مازن مش عاوز نقاش أنا مش همشي من هنا غير ووالدتك معايا

مازن(بإستسلام):خلاص ياحبيبي أنا هقوم أجيبلك حاجة تاكلها

ترك والده يُفكر في زوجته وحبيبته وطفلته وهذا الطارق الذي يملك الكثير ولن يتهاون في سحق كل من يقف في طريقه....

.................................................

عاد للداخل بعد وقت ليس بالقليل فتح باب الغرفة وجدها نائمة علي الأرض بجانبه ضامة ركبتيها إلي صدرها آثار الدموع علي وجنتيها, لوهلة تأمل وجهها الطفولي عينان عسليتان ,أنف صغير وفم طفولي متبرم ووجنتان ذات لون أحمر مثل حبة الفراولة كيف لفتاة هكذا أن تكون قد تعدت العشرون فهي مثل فتيات القصص الخرافية , نفض هذه الفكرة من رأسه وخرج من الغرفة مغلقاً عليها الباب...إضطجع علي الأريكة لينشد بعض الراحة لعله ينام بدون هذا الحلم المزعج الذي يراوده منذ زمن....

.............................................

كان مازن قد أتي لوالده ببعض الطعام ليتناوله وأثناء تناولهم الطعام كانت سيمحة قد أفاقت من غيبوبتها ولم يكن علي لسانها سوي إسم أسيل وعندما تنبهت للواقفين بجانبها

ولم تجد نادين

سميحة(بدموع):أمال فين نادين؟

مازن(بتوتر):نادين!! اه نادين تعبت يا ماما شوية وانا قلتلها ترتاح وتجيلك بكرة

سميحة(وهي تبكي):البنت ياحبيبتي تعبانة معانا اوي ياااااااااارب بنتي حبيبتي ترجع بقي علشان كله يرتاح

ياسر(مُحتضناً إياها):إن شاء الله هترجع إهدي إنتي بس

دخل الطبيب المُعالج

نادر:لا لا مينفعش كدا جماعه إتفضلو إخرجوا برا لازم المدام ترتاح مش عاوزين أي ضغط علي أعصابها كفايه اللي هي فيه

إنصاع مازن وياسر لأوامر الطبيب وخرجوا لترتاح سميحة ولكن هيهات كيف يرتاح قلبها وإبنتها ربما تكون ماتت!!

عندما جلس ياسر علي المقعد بجانب الغرفة نظر لمازن بتدقيق

ياسر:أمال فين نادين صحيح؟

شعُر بالريبة من سؤال والده ولكنه حاول أن يبدو صوته طبيعي

مازن(بتوتر):منا قلت جوة يابابا أنها تعبت وهتيجي بكرة

ياسر(يتساؤل):يعني هي في البيت دلوقتي؟

مازن(بتلعثم):لأ قصدي يعني هي تعبت وإحنا في إسكندرية فأنا أصريت عليها يعني تروح وتبقي تيجي بكرة

ياسر(بتفكير):إممممم طيب إتصلت إطمنت عليها !!

مازن:لأ قصدي انت عارف يعني يابابا طول اليوم من هنا لهنا ومرهق أوي هكلمها اهه

ياسر(بعدم إقتناع):طيب كلمها وقولها ان مامتك محتاجاها اوي

إستيقظت من نومها بعدما تعدت الساعة الحادية عشر مساءً كانت تشعر بالجوع الشديد فهي لم تتناول شئ منذ الصباح ,قفزت صورته إلي ذهنها وضعت يديها علي وجنتها لا إرادياً , شعُرت بمن يراقبها نظرت ناحيته وجدتها (هناء) التي إعتنت بنادين منذ صغرها, وجدتها جالسة علي كرسي بجانب الفراش تتأملها في حنان , إبتسمت نادين فور أن نظرت لعينيها حي تحجب عنها ألمها..حاولت أن يكون صوتها طبيعياً بقدر الإمكان

نادين:إيه يادادة فيه حاجة ولا إيه؟

هناء(وهي تملس علي شعرها):فيه إنك مأكلتيش حاجه م الصبح ومعيطة وشكلك تعبان ووعدتيني تحكيلي اللي حصل (وأكملت في خوف) وبعدين أنا شفت صورة أسيل في الجرايد أنا مبعرفش أقرا صحيح بس قلبي مقبوض

إنسحب الدم من وجهها إثر كلمات هناء الأخيرة ثُم إعتدلت في جلستها بتوتر

نادين(وهي تدير وجهها):يادادة انا .....قصدي يعني أسيل..

هناء(مقاطعه):في حاجة كبيره وأنتي هتحكيها يا نادو , أنا هقوم أحضرلك لقمة تاكليها علي ما تصلي وتفوقي كدا

قامت وتركتها حائرة وخائفة من القادم ,إنتشلها من أفكارها صوت هاتفها عندما تعرفت علي المتصل تجهم وجهها بشدة

نادين(بصوت بارد):ألو!

وفاء(والدتها):نادين حبيبتي أنا لسه شايفة الجرايد حالاً أنتي عارفة مشاغلي أنا وباباكي طمنيني أنتي كويسة !!

نادين(ببرود):أيوة كويسة الحمد لله

وفاء(بإرتياح):طب الحمد لله (ثُم أكملت في تردد) هو أسيل صاحبتك مخطوفة فعلاً

نادين(بنفاذ صبر):أيوة مخطوفة

وفاء:طيب إوعي تخرجي من البيت اليومين دول وملكيش دعوة بأهلها الفترة دي.....أنا لو عليا كنت نزلت مصر بس أنتي عارفة ياحبيبتي صعب أسيب الشغل هنا وأنزل

نادين(بسخرية):اه طبعا عارفه عن إذنك بقي علشان هقوم أكل

وفاء:إتفضلي طبعاً ياحبيبتي....مع السلامة

أغلقت نادين الهاتف وهي تكاد تموت غيظاً.....هل هذه أم حقاً !!

فقط الأموال هي ما تستهويهم , لماذا لم أخبرها أني لا أريدها ولا أهتم بإتصالها

لا يمكن أن أكون قد إشتقت لصوتها ولها!!

كيف وهي لم تراني منذ عشر سنوات قطع حبل أفكارها صوت الهاتف مرة آخري ردت دون أن تعرف هوية المتصل متوقعة أن تكون والدتها مرة آخري

نادين(بعصبية):أنا كويسة علي فكرة يا أمي العزيزة ولو علي شغلك أنتي ووالدي العزيز خليكي أنا مش عاوزة منكم حاجة أصلاً

همَت أن تغلق الهاتف إلي أن سمعت صوته الهادئ يقول

مازن(بتردد):نادين!!

إنتفضت إثر سماعها صوته وإنحسب اللون من وجهها مرة آخري ولكنها تذكرت آخر ما فعله بها فإستجمعت شجاعتها وتمالكت نفسها

نادين(إبتلعت ريقها):أفندم يادكتور ؟

فرك عينيه بإرهاق محدثاً نفسه( اللهم طولك ياروح)

مازن(بهدوء مصطنع):أنتي كنتي قلتيلي أكلمك لو فيه حاجه جديدة في موضوع أسيل....

لم يكمل كلامه حتي قاطعته في لهفة

نادين:لقيتو أسيل؟....

مازن(بأسف):لأ مش بالظبط ,هو يعني ماما دخلت المستشفي لأنها قرت الجرايد وانا اخدت الفيديو اللي أنتو مصورينه وديته لوكيل النائب العام علشان نقدر نوصل لحد م الإتنين اللي أخدو أسيل.

نادين(بدموع):يا حبيبتي يا طنط وهي عاملة إيه دلوقتي ؟

مازن(بحزن):فاقت من شوية بس حالتها النفسية وحشة أوووي

نادين:وأنت عملت إيه في الفيديو؟

حكي لها مازن بإختصار عما حدث مع وكيل النائب العام

نادين(بإشمئزاز):كل حاجة في بلدنا بالواسطة حاجة تقرف بس كويس أنك أخدت الفيديو

مازن:الحمد لله..(ثُم أكمل بتردد).. علي فكرة ماما سألت عنك!!

شعُرت بالألم من أجل والدة أسيل فهي تشعر ناحيتها كإبنتها تماماً ولم يكن يجب عليها تركها في هذا الوقت العصيب ,يا الله كم كنت أنانية

نادين(بحزن):طيب وأنت قلتلها إيه طيب؟

مازن:قلتلها أنك تعبتي شوية وهتجيلها بكرة مقدرتش الصراحة أقولها أنك مش هتيجي وهي في حالتها دي

نادين(بحزم):أنا جاية بكرا يا مازن متقولش لطنط حاجة

مازن(بدهشه):بجد!! أيوة يعني بس أنتي تعبانة....

نادين(مقاطعة):أنا مش تعبانه ولا حاجة يا دكتور متقلقش

مازن(بنفاذ صبر):ماشي بس مينفعش تيجي لوحدك أنا هاجي أخدك

نادين(بسرعه):لأ انا هاجي لوحدي أنا مش عيلة صغيرة لو سمحت

مازن(بعصبية): وأنا مقلتش أنك عيلة صغيرة انا بس كنت خايف علي سيادتك وبعدين إعملي اللي أنتي عاوزاه تعالي لوحدك بس لما تطلعي من عندك كلميني علشان تعرفي ماما فين سلاااام

أغلق الهاتف دون كلمة أخري

أما هي فظلت تنظر للهاتف بغباء هل أغلقه في وجهها حقاً!!!

............................................

في صباح اليوم التالي

كان ينظر إلي صورة الفتاة في الجريدة تشبه الأطفال بشعرها الكستنائي وعينيها الطفوليتين كاد أن يمزق الجريدة في يديه أمسك هاتفه للإتصال بأحدهم

طارق(بضيق):أيوة يا عُمر إيه المهزلة دي؟

عُمر(يحاول تهدئته):في إيه بس يا طارق باشا إهدي كدا؟

طارق(بعصبية):أهدي إزاي يعني...أنت عارف البنت اللي معاكم دي تبقي بنت ميييين؟

عُمر(بسخرية):زيها زي غيرها يعني ياباشا هو إحنا بيهمنا!!

طارق:لأ يبقي مأخدتش بالك من الإسم كويس البنت دي بنت ياسر الصياد رجل أعمال كبير مش شوية في البلد وأكيد صاحبتها قالت إسمي في الموضوع وأنا مش عاوز شوشرة خلي أسر يخلص من الموضوع ده في أسرع وقت

عمر:إممممممممم طيب يا طارق باشا فهمت قصدك

طارق(بعصبية):لأ الظاره إنك مفهمتش كويس خاااالص أنا مش عاوز شعر تمس البت دي تاخدو الفيديو وترجعوها لأبوها في أسرع وقت وكل ده بعيد عني ومش عاوز أشوفك اليومين دول غير وإنت مخلص المشكلة دي مفهوم؟

عُمر:مفهوم يا طارق باشا

أغلق الهاتف وهو في قمة حنقه وتوتره مما سوف يحدث إذا عرفت الصحافة أن طارق الحديدي له يد في صفقة مخدرات وإنقاذ فتاه لن يكون سهلاً أبداً حتي لو تم تكذيب الخبر فسمعته ستُضر وهو لن يقبل بهذا أبداً....إستدعي السكرتيره علي الفور

سالي:أفندم يا طارق باشا

طارق:ناديلي محمود بسرعه ومتخليش مخلوق يدخل علينا مفهوم!!

سالي:أمرك يافندم

ذهبت سالي وهي ترتجف فقد قرأت الجرائد وبالطبع تعلم ما حدث وخائفة ان يعلم أن لها يد في هذا الشئ ولكنها طمأنت نفسها بأنه لا يمكن أن يكون قد علم فمعاملته لها لا تدل علي ذلك أبداً لا يهم المهم أنها ستأخذ إجازة طويله حتي تهدأ الأمور .......عزمت رأيها علي هذا وإتجهت إلي مكتب محمود الذراع الأيمن لطارق...طرقت مكتبه ثُم دخلت, كان يبلغ من العمر الثلاثون ذو شعر أسود وبشره بيضاء وجسد رياضي

محمود(بإبتسامة ماكرة):إيييه ده سالي عندي يامرحبا يا مرحبا

إقتربت منه في دلال وبطريقة أنثوية إستندت علي حافة مكتبه وإقتربت من وجهه قائلة

سالي(بدلع):طارق باشا عاوزك في مكتبه ضروري

محمود(أزاح خصلة من شعرها):عيوووني لطارق باشا

أطلقت ضحكة عالية ثُم قامت وقالت له بلهجة مليئة بالإغراء والأنوثة

سالي:روح يلا وبعدين إبقي هات عيونك

محمود(وهو يقوم):ههههههههههه خلاص ماشي بس وصليني لطارق باشا بقي

قال ذلك وهو يمسكها من خصرها متجهين معاً إلي مكتب طارق

دخل محمود راسماً علي وجهه نظرة جدية بحته

محمود:أؤمرني يا طارق باشا

طارق(بجمود):عارف ياسر الصياد؟

محمود(بتفكير):إممممم مش ده رجل الأعمال الكبير في إسكندرية أنا سمعت أن بنته مخطوفة

طارق(ألقي له بالجريده):إقري الخبر وأنت تعرف مين خاطفها يافالح

محمود(وهو يمسك الجريدة):أنا اسف ياباشا حضرتك عارف أني مبقراش جرايد....(ثُم أكمل بدهشة) هي دي البنت اللي مع عُمر وآسر!!!!

طارق:أيوة بالظبط كدا.....عاوزك تعرفلي كل خطوات أهلها من ساعة ما هي إختفت وصاحبتها فين وبتعمل إيه كل حاااااااااجه يا محمود متفوتش حاجه خالص فااااااااهم!!!

محمود:أوامرك يا باشا أي أوامر تانية

طارق(دون أن ينظر له):مش عاوز شوشرة ومحدش يعرف أي حاجه رجالتك الموثوق فيهم بس أي حاجه ولو صغيرة تعرفها تيجي تقولي ومتعملش أي حاجة غير لما أقولك

محمود(وهو يقوم ):أوامرك يا باشا

كانت سالي تستمع لكل الحوار من وراء الباب ولكنها خافت كثيراً ماذا تفعل هي فقط أرادت المال ولكن إذا حصل طارق علي صديقة أسيل التي لا تعرفها سالي سيقتلها حتماً وهي لا تعرف كيف تتوصل لتلك الفتاة لتحذرها....لا لا لن تفعل شيئاً فليحدث ما يحدث ستأخذ إجازة وتتخلص من تلك المصيبة

.......................................

إستيقظ من نومه جلس علي الأريكة كان علي وشك إخراج لفافة تبغ ليدخنها ولكنه سمع همهمة في غرفة المتطفلة قام من مكانه في حذر وفتح الباب وجدها ورائه مكومة علي نفسها ترتعش بشدة والدموع تنهمر من مقلتيها والعرق يتصبب من وجهها تحسس جبهتها وجدها ساخنة جداااا قبل أن يفعل شيئاً وجد هاتفه يرن بإلحاح نظر له وجده عُمر

آسر(بهدوء):أيوة ياعُمر

عُمر(بضيق):فيه مشكلة حصلت ولازم نحلها

أسر(بتساؤل):إيه اللي حصل

حكي له عُمر ما قاله طارق وما طلبه ومن تكون أسيل وما يجب فعله معها....نظر لها ثُم

آسر:طيب خلاص هات دكتور م اللي تبعنا لأنها تعبانه اوي الظاهر حمي مش عارف وطارق باشا خليه ميقلقش أنا هخلصه من الموضوع ده في أسرع وقت

عُمر(إبتسم بمكر):هجيلك طيارة حالا هكون عندك أنا والدكتور

أغلق آسر الهاتف دون ان يهتم ثُم قام بالإتصال علي طارق

طارق:ألو

آسر:أيوة ياطارق باشا أنا آسر

طارق(بسرعه):آسر عُمر كلمك قالك علي كل حاجة ؟

آسر(بهدوء):في حد عندك خاين يا طارق باشا وهو اللي ساعد البنت اللي عندي دي

طارق(بدهشة):إيه أنت بتقول إيه أنت تعرفه!!

آسر:أه أعرفه وعندي الدليل بس مش هقدر أجيبلك الدليل دلوقتي لو بتثق فيا يبقي هتتخلص منه في أسرع وقت

طارق(بغل):مييييييييين هو يا آسر إتكلم

أسر(بهدوء شديد):سكرتيرتك المطيعة سالي هي اللي كلمتها وقالتلها علي كل حاجة

أغلق آسر الهاتف ثُم نظر إلي الفتاة التي ترتجف بجانبه علي الأرض ثُم حملها وضعها علي الفراش في إنتظار عُمر والطبيب

........................................

إستيقظت نادين شاعرة بصداع شديد ولكن ببعض التوتر فقد حكت لهناء عما حدث وفعلته هي وأسيل وهاهي النتيجه ربما ضياع صديقتها إلي الأبد ولكن هناء إحتضنتها بشدة ولم تنم ليلتها إلي بجانب نادين ما جعلها تشعر بالأمان لأول مرة في حياتها وشعور الأمومة يجتاحها وهو الذي لم تعرف عنه شيئاً ولم تراه بأحد سوي والدة أسيل توضأت وصلت وأخذت بعض الأقراض لتهدئ هذا الصداع وترتاح قليلاً تناولت بعض اللقيمات ثُم إحتضنت هناء وأخبرتها أنها ستذهب إلي سميحة وستظل معهم حتي تعود أسيل

وهي تصعد إلي السيارة لم تكن تعلم أن هناك عيون تراقبها ولن تغيب عن تلك العيون أبداً حتي إشعار آخر

بحثت في هاتفها عن رقم مازن وقامت بالإتصال عليه

كان متخذا غرفة له ولوالده في المشفي حتي لا يتركوا والدته وحيدة إستيقظ علي صوت هاتفه قام شاعراً بالإرهاق الشديد فهو لم ينم سوي ساعتين وجدها نادين تنهد محدثاً نفسه (وصلة الخناقة إبتدت اهه)

مازن(بحزم):ألو

نادين(بتردد):ايوة يا مازن أنا لسه طالعة اهه

مازن(بلا مبالاة):طيب توصلي بالسلامة لما تقربي من القاهره كلميني

نادين(بتلعثم):انا اسفة إذا كنت قلقتك لو كنت نايم

مازن(هو يقوم):لأ خلاص أنا قمت هروح أشوف ماما وأقولها أنك جاية تمام؟

نادين:ماشي تمام سلام

مازن:خدي بالك من نفسك.....سلام

لم ينتظر أن يسمع منها الرد حتي لا تنفجر في وجهه كما تفعل دائما

.................................

إستدعي طارق سالي ولم يكن علي وجهه أي تعليق

سالي(بإبتسامة):مالك يا باشا فيه حاجه مضايقاك؟

طارق(بمكر):أه كنت عاوزك تيجي تسليني في السقه بتاعتنا انهرده يا حلوة

سالي(إقتربت منه في إغراء):عيوووووني للباشا

طارق:براااافو هستناكي الساعه 9 بالليل تمام؟

سالي:تمام يا باشا

بعدما خرجت من عنده قام بالإتصال علي أحدهم

طارق:وافقت ....عاوزها تندم علي اليوم اللي إتولدت فيه وفكرت إنها تخوني مفهووم

الشخص:مفهوم يا باشا

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الحادى عشر من رواية فى جحر الشيطان بقلم هند شريف 
تابع من هنا: جميع فصول رواية أباطرة العشق بقلم نهال مصطفى
تابع من هنا: جميع فصول رواية مشاعر حائرة بقلم تسنيم عبد الله
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حزينة
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة